عاشقة الأَسْود

يا عاشقة الأسود

يا نجمة في العلا ما تدنت

لم تسكني ديار ليلى

لم تكوني لقيس مأرب

لم تقتفي آثار عبلة

لم ينشد عنتر في عينيك شعرا

يا عاشقة الأسود

لم ينقش حروفك العاشق على جدرانه

لم ترسم ملامح وجهك الفتان ريشة الرسام

لم يتغنى في ثغرك البسام أو جيدك المرمري المسهار ذو النغم

لم تلهبي بمفاتنك ليل السكران من ثمل

يا عاشقة الأسود

لم ترقب الشطئان تطاير اطراف شعرك مع النسم

لم تمس الرمال على البحر البعيد خاصريكِ

لم ترسمي قلبا على رملٍ شقه سهم الحبيب المتيم

لم تحمل دفاتر الملتاع رسالة شكوى الجوى  إلى كفيكِ

يا عاشقة الأسود

لم تسمع آذان الليل نحيبك على هجر الحبيب المعذِب

لم تتشابك يديكِ بيدي محترف ادوار العشق بين سكون الأشجار

لم تطلقي ضحكات العهر كالماجنات في ليل الأسمار

لم تعانق  أعين القوم   قدك  الميال حين مررتِ

لم تكن لكعوبك قعقعة فاقت قعقعة كؤوس الخمر في الحانات

لم تفج  عطورك في الساحات  مذهلة الأعين والأنفاس

يا عاشقة الأسود

آيا لؤلؤتي التي احتجبت بأصدافها في أعماق بحر حيائها

آيا زهرتي الجورية التي زمزمت عطرها داخلها

آيا ملاكي التي أسدلت أستارها السوداء المخملية وتوارت عن الناظرين في صمت

يا ملكة متسترة بين هتك الجواري

دنت كل عناقيد الهوى  لقاطفيها وما دنوتِ

آيا بنت الأعالي يا صون الأكارم

أعلنها بكل فخري من أعلى قمة

لا يأتي إلى أرضك إلا باغي الحلِ

لا يعرف قدر علوكِ  إلا يوسفي المذهب

لا يدرك  مغزى  ستر حسنك   إلا مريمي الهوى