تراتيل العهر
وقفت أمام المرآة تلقي نظرة أخيرة على هندامها, شدت وثاق نقابها..حملت
حقيبة يدها واتجهت نحو الباب, وقعت عيناها على كفها فشهقت قائلة..يا إلهي, نسيت
ارتداء القفاز..لبسته على عجل وخرجت لتلحق بموعدها..فهذا اسعد يوم في حياة فاطمة.
فاليوم ستقابل رئيس تحرير مجلة أدبية كبيرة, وستعرض عليه أشعارها التي كتبتها في
حب الوطن, وبعض الخواطر عن أمها وصباها وذكرياتها البريئة
******************************
تراتيل العهر
قصة قصيرة بقلم.هبة عبد العظيم نور
******************************
استقلت سيارة أجرة واتجه السائق
إلى حيث الوجهة التي بغت
ومن تحت نقابها كان وجهها مبتسماً متهللاً وخيالها يتقلب على فراش الأمنيات
الوثير..فها هي سفينة أحلامها ستصل إلى مرفأ الواقع..أغمضت عينيها واتساعة
ابتسامتها تكاد تشق جانبي النقاب..قالت محدثة نفسها..يااه أخيراً ستتحقق أحلامي
وأصبح أديبة شهيرة. ستخرج أشعاري من بين أروقة المنتديات الضيقة وصفحات الفيس
الكئيبة إلى الفضاء الرحب والأفق المتسع..سيكتب النقاد عني..سيتسابق الصحافيون
لمقابلتي والفوز بالكتابة عن آخر أخباري, والتلفاز,آآه أيها التلفاز كم تاقت نفسي
للظهور على شاشتك وأنا ألقي الشعر في الندوات والأمسيات الثقافية..ياه آخيراً
..والذي يزيد من تفاؤلي أن صديقتي قالت أن رئيس تحرير المجلة شاعر وأديب ويتبنى
المواهب الجديدة..كنت اتمنى أن يكون زوجي معي ولكنه تذرع بالانشغال بالعمل
كعادته..لا يهم, فمعي أشعاري..أشعاري التي لا يفهم منها حرفاً واحداً, لا أنس نظراته
البلهاء حين ألقي عليه الشعر لأعرف رأيه.فما أن أشرع حتى تبدو عليه علامات الجهل
المطبق, ثم يداري ذلك وراء ضحكات معتوهة قائلاً, أدركيني ببعض الحساء وارحميني من
هذا الهراء..لا أنس ذات مرة عندما كتبت شعراً في حبه وطلبت منه قرائته فلم يحسن
القراءة وأضاع معالم القصيدة..يالحظي التعس. كم كنت أتمنى أن أتزوج بشاعر ذا حس
مرهف, يذهلني بأشعاره ويملك أحاسيسي بأحرفه الأنيقة آآآه تباً للأحلام, بل تباً
للواقع المرير..فالأنس مرارة حياتي مع هذا الرجل وأفكر في بزوغ نجمي كشاعرة كبيرة
وخالت فاطمة نفسها وهي تلقي الشعر في المحافل وسمعت بأذن خيالها صوت
التصفيق وهو يكاد يصدع جنبات القاعات..وغاصت بسفينة أحلامها في أعماق المستقبل
الباسم طيلة الطريق
******************************
تراتيل العهر
قصة قصيرة بقلم.هبة عبد العظيم نور
******************************
******************************
وصلت فاطمة إلى مقر المجلة, دخلت على استحياء فوجدت أمامها سكرتيرة حسناء
ذات شعر مخضب بالأصفر,وقد ضج وجهها بالمساحيق الملونة, ترتدي رداء ضيقاً بلا أكمام
وفتحة كشفت عن بعض نهديها وبنطال ملتصق بساقيها, وعطرها فائح في الأرجاء ..كانت منشغلة
بهاتفها النقال ولم تلحظ دخول فاطمة...نظرت إليها فاطمة مشدوهة وتجمدت الأحرف على
شفتيها. وكاتمت نفسها حديثاً ..ما هذه الفتاة! ما هذه الجرأة! ألا تعلم هذه أنها
ستموت ذات يوم وتحاسب على هذه المعاصي! ألا يوجد رجال في عائلتها! كيف سمحوا لها
هؤلاء أن تخرج بهذا المنظر القذر!..وبينما فاطمة على هذا الحال إذ انتبهت
السكرتيرة الحسناء فتعجبت مما رأته من مظهر فاطمة وقالت بثقة
يبدو أنك أخطأت وجهتك, من تريدين؟
أريد مقابلة رئيس التحرير
لِمَ؟
أنا شاعرة وقد دلتني صديقتي على رئيس تحرير مجلتكم وقالت أنه يشجع الأدباء
الناشئين
أهناك موعد مسبق؟
بلى
إذن انتظري قليلاً حتى أخبره
قامت السكرتيرة عن مقعدها وقبل أن تطرق الباب أخدت ترتب شعرها وهندامها ثم
طرقت الباب ودلفت إلى رئيسها والذي سألها, ما الأمر؟
هناك كائنة عجيبة تريد مقابلتك أستاذي
قهقه رئيس التحرير وقال: من هي وما العجب فيها؟ هل هبطت من الفضاء أم انشقت
عنها الأرض!
لا, انشق عنها الجهل والغباء, إنها امرأة ترتدي النقاب وتقول أنها تكتب الشعر ولها موعد
محدد معك
منتقبة!
هل أخبرها بانشغالك وأصرفها؟
لالا, أدخليها, أعتقد انها الشاعرة التي أوصتني إحدى صديقاتي بها
خرجت السكرتيرة وأشارت إلى فاطمة بالدخول
دلفت فاطمة إلى المكتب الفخم فإذ برجل أربعيني وسيم أنيق قد تناثر بعض
الشيب في جمته, ممسك بسجارة مشتعلة وأمامه فنجان من القهوة
القت فاطمة عليه السلام
السلام عليكم ورحمة الله
لم يجب ووضع مبسم السيجارة في فمه وأومأ إليها بالجلوس
******************************
تراتيل العهر
قصة قصيرة بقلم.هبة عبد العظيم نور
******************************
يتبع إن شاء الله
يا خوفي عدم الرضا و القناعة يودوا فاطمة المهالك!! مش ﻻزم يكون جوزك أديب و شاعر عشان يسعدك...
ردحذفيا ترى بعد دخول فاطمة المجلة و مقابلتها للمدير هتقدر تؤثر بهم إيجاباً، و ﻻ هتتأثر بهم سلباً، و ﻻ هتفتح عنيها و تهرب بجلدها من الوياء اللي بيتفشى في حب الدنيا!!!!
قصة رائعة و مسننية التتمة كده هنفضل أسبوع لغابة ما نعرف حكاية كامل و حياة و حكاية فاطمة و حلمها اللي بتسعى خلفه..
سلمت يداك يا قمر ♥♥♥♥
لا مش معقووول دا ايه الكرم دا كله يا حبيبتي يا جمالك وجمال كتاباتك اللي لا تخلو من الفائدة والعبرة فرحتيني الله يفرحك منتظرة البقية على احر من الجمر
ردحذفقصة جميلة هوبة لكن بالنسبة لي والله اعلم ان فاطمة اخطأت لما راحت لهذا الرجل واخاف تتأثر بهم وتنتكس وخصوصا اذا اشتهرت 😱 يختي خلي شعرك وكتاباتك زي هوبة ايه اللي وداكي هناك ههههه
ردحذفمن اول وهلة حسبت انك تتكلمي عن نفسك لكن لما شفت ان الزوج مابيفهم في الكتابة استبعدت الامر لان زوجك بالعكس صح 😎😁
رائعة في انتظار البقية
ردحذفجميله و رائعه كالعاده
ردحذفاممممم يا ترى فاطمه هتكون شخصيه مؤثره بنائه و لا متاثره منقاده
ردحذفمش لازم خالص الزوج يكون محب للقرائه و الاطلاع لتالف القلوب او استمرارية الحياه
تسلم كتابتك و يسلم قلمك و مجهودك يا ابله هوبه
و فى انتظار البيقيه
اسم الرواية غريب شوية
ردحذفوبالنسبة لفاطمة اظن رئيس التحرير مش هيعجبه لا هيئتها ولا شعرها لأنها اكيد بتكتب شعر محترم واسلامي مش زي الشعر التاني اللي كلماته بذيئة ومع ذلك هو المنتشر
من فضلك استاذة هبه عايزة مساعدة من حضرتك ومن اخواتي هنا في المدونة
ردحذفعايزة اشتري روايات من معرض الكتاب لبنتي عندها 14 سنة
عندك فكرة عن روايات مناسبة للسن ده تكون مفيدة وهادفه ؟
ولو ممكن كمان اذا تعرفي كتب مفيدة برضو للسن ده في مجال التنمية البشرية او اي مجال آخر
قصتين في يوم واحد قلبي الصغير لا يحتمل :)
ردحذفطيب حضرتك شوقتينا وخرجتي تعالي كملي القصة فاطمة بالرغم من ان الظاهر عليها ملتزمة الا ان كلامها عن زوجها مخليني مش عارفة احدد شخصيتها
في انتظارك
يا جمالو .. يا جمالو
ردحذفبداية لسة غير واضحة المعالم... هنشوف لسة هل حضرتك بتلقي الضوء على الوسط الأدبي في بلدنا ومن هم الذين يسمح لهم بالصعود وتسليط الأضواء عليهم .. هل لهم شروط خاصة غير البلاغة والموهبة الحقيقية أم هناك شروطا أخرى يجب توافرها في الأديب حتى وان لم يكن لديه موهبة حقيقية..؟؟
هل فاطمة الموهوبة بحبها للشعر والكتابة بمواصفاتها دي ينفع تعيش في الوسط ده بدون أن تتأثر .. وهل ستؤثر هي على من حولها؟؟
منتظرين المفاجآت 🎁🎁
❤دمتي رائعة❤
النهاردة الخميس يا هوبة في انتظار الحلقات الجديدة
ردحذفبقالي من الصبح كل شوية أدخل أشوف هوبة نزلت حلقة جديدة و ﻻ لسه..
ردحذفربنا ييسرلها أمورها يا رب ♥♥♥
حبيباتي بشكركم جدا على التلعيقات الجميلة اللي بتفرحني دايما ..لي عودة للرد.انتظروا تراتيل العهر الخميس القادم ان شاء الله
ردحذف👍👍👍
حذفالشكر ليكي على تعبك معانا و تقديمك روايات فيها كل المتعة و الفائدة ربنا يجزيك كل خير♥♥♥♥♥
حذفجميلة فى انتظار المزيد
ردحذفدمتى مبدعة
منتظرينك الخميس القادم بإذن الله
ردحذفحلوة جدا
ردحذفلكن في رأيي إن فاطمة لو غلب عليها تحقيق أمانيها فستخسر دينها حتما ولابد
وإن قدمت دينها ومعتقدها واعتزت بمظهرها ومبادئها فلابد أن تترك المكان دون حزن أو تردد