بناتنا في الخارج


شاهدت يوماً في أحد الأفلام الأجنبية قصة لفتاة قاصرتعيش مع أمها وزوجها بعد انفصالها عن أبيها, كان والدها والذي كان يعمل كرجل أمن سابق يحاول التودد إليها دونما جدوى, حتى أنها لم تعر لهديته البسيطة اهتماماً يوم عيد ميلادها ,بينما قفزت فرحاً بهدية زوج أمها الثري..لم تتودد الفتاة إلى أبيها إلا عندما رغبت في السفر إلى باريس مع صديقتها وقضاء الإجازة هناك.ولأنها لا تستطيع السفر إلا بموافقة والدها فكان عليها طلب مقابلته هي ووالدتها في أحد المنتديات العامة..فعندما عرضت عليه رغبتها في السفر رفض وبشدة خوفاً عليها من التعرض للمهالك, بل وعنف أمها لموافقتها على هذا الأمر وتعريض الفتاة للخطر, فما كان من الأم إلا أن اتهمته بالتشدد وأن الفتاة بلغت الثامنة عشر ومن حقها أن تفعل ما شاءت لأنها لم تعد صغيرة. ولكن الأب تمسك بالرفض خوفاً على ابنته, غضبت الفتاة وتركت المكان غاضبة هي وأمها...ولكن لأنه خشي أن يسبب ذلك اتساع الفجوة في علاقته بها, انصاع لرغبتها ووافق على السفر شريطة أن تتواصل معه هاتفياً لتطمئنه عليها باستمرار
وما أن وطأت قدم الفتاة وصديقتها أرض باريس حتى تعقبتهما عصابة رقيق أبيض, وما أن صعدتا إلى المنزل المستأجر وجدت الفتاة محاولات عدة من أبيها للاتصال بها فدخلت إحدى الغرف وفتحت هاتفها وتحدثت إليه فتنفس الصعداء أن سمع صوتها,وفجأة...يتم كسر باب المنزل واقتحامه من قبل عصابة الرقيق الأبيض وقاموا باختطاف صديقتها فصرخت الفتاة ووصفت الوضع لأبيها فطلب منها وصف الأشخاص قبل اختطافها...تم اختطاف الفتاة واغتصاب صديقتها وبيعها للرجال. أما هي ولأنها عذراء فقد تأجل بيعها لعرضها في مزاد على الأثرياء...في هذه الفترة كان الأب المكلوم يسابق الزمن للوصول إلى ابنته, تعرض للأهوال ولعدة محاولات للقتل حتى تمكن للوصول إلى ابنته بعد بيعها لأحد الأثرياء, ولكنه تمكن من إنقادها قبل المساس بها

في الفيلم الذي صنعه الغربيون رسالة إلى بناتهم إلى عدم السفر وحدهم والمخاطرة بالبعد عن الأهل

تحدث إسلامنا عن ذلك ومنع المرأة من السفر وحدها حماية لها وحفظاً لعرضها  فلم يقبل الكثيرون الاستماع

فها هم صناع فيلم عربي هابط أخلاقياً يشجع الفتاة على السفر وحدها , بل ويظهرها بمظهر المكافحة حاملة الفضيلة , ..فالبطلة فتاة جامعية من أسرة مطحونة ولأنها متفوقة تم اختيارها للسفر إلى باريس وقضاء العطلة بها مع مجموعة من الطلبة والطالبات..فتخلفت عن الجمع وهربت للبقاء في باريس ليس لشيء غير أنها فتاة مكافحة شريفة تريد أن تعمل وتكد لأجل جمع المال لوالدها المسكين لإعانته على تربية أخواتها ..فليس أمامك يا عزيزي المشاهد غير التصفيق والنظر بعين الانبهار إلى الفتاة الجادة المتحررة...لا تتعجب عندما تراها تقابل شاب غريب في الطريق ويعرض عليها استضافتها في غرفته المتواضعة وينام معها في ذات الحجرة, كل ذلك لا يهم , فهي فتاة بألف رجل وإن نامت في وسط الف شهواني فلن يستطيعوا بها مساساً لأنها صاحبة شخصية ومهابة...هذا ما يصوروه لنا لنقبل بسفر بناتنا وحدهم...وقعت الفتاة في حب شاب...لالا يا سادة, ليس الشاب الذي ينام معها في ذات الحجرة, إنه شاب آخر, فالذي ينام معها في الحجرة مثل أخيها , وينام على الأرض ويترك لها الفراش....يا إلهي!!! هل أغبياء نحن كمشاهدون كي نصدق هذه الترهات!! ولكن لا بأس فهم يريدون أن يخرجوننا على التخلف والرجعية التي يصفون بها الإسلام, فوجب عليهم تغليف الفيلم بعبارات وأهداف نبيلة في ظاهرها ...فتاة مكافحة, فتاة تحافظ على نفسها , فتاة تحب حب بريء..تسافر وحدها وتنام في غرف الرجال الغرباء دون أن يخدشوا طرف ثوبها , تقع في الحب والقبلات البريئة الحلال..نعم حلال في مذهبهم السينمائي..ألم تقل أم كلثوم ( القبلة حلال للملهوف اللي على ورد الخد يطوف؟) ما الذي أدخل أم كلثوم هنا! ممم الذي أدخلها هو وحدة أهدافهم, فهي أهداف كشبكة العنكبوت إن أمسكت بالعقل لا تفلته ..فاللهم عافنا وإياكم مع اتباع خطوات الشيطان

أقول في الأخير..أن المجتمع الغربي بكل ما يحمله من صور التحرر قد أدرك خطورتها على المجتمع وتوجه إلى الفتيات الغربيات بأفلام تغير معتقداتهن عن الحرية والتفلت...في الوقت الذي يهمس فيه في أذن الفتاة ألا تبتعدي عن والديكِ, ولا تخاطري بالسفر وحدك ويصوره لها بأبشع الصور كي لا تقدم على هذه الخطوة, يزين  العرب بأفلامهم حلم السفر للفتاة ويصورها بطلة قل أن يجود الزمان بها


تحياتي

هبة عبد العظيم نور

تعليقات

  1. سلمت يداكِ يا غالية
    ربنا يحفظ بنات المسلمين أجمعين
    والأهم انهم يحافظوا على نفسهم من نفسهم وأهوائهم...
    للأسف اتبعنا الغرب شبراً بشبر وذراعاً بذراع وقد دخلوا جحر الضب فدخلناه خلفهم وبقينا نحن وهم قد خرجوا منه
    خرجوا ليعودوا لتقاليدهم ودينهم ودعوتهم لمنع الاختلاط والمحافظة علي عاداتهم
    لكن المسلمين يتسابقون للوصول إلى ما كانوا عليه ولم يكتفوا بالتعلم من تجاربهم

    اللهم اهدنا جميعا يارب العالمين

    ردحذف
    الردود
    1. سلمك الله من كل سوء حبيبتي...ليتهم يعتبرون بما يحدث للغرب, لا أعلم لما يتسابقون إلى الهاوية!

      حذف
  2. اافق معك وبشدة انا وزوجي في كوريا الجنوبية وزوجي دكتور في الجامعة منذ شهرين تقريبا كان يتمشي مع زميل له وشاهدا فتاة مسلمة بمفردها جاءت للدراسة فسأله زميله هل ذهاب الفتاة للخارج بمفردها مسموح به في مجتمعكم زوجي قال له في الصعيد الذي نحن منه لا يمكن سفر الفتاة بمفردها وهذا من ديننا ثم عاداتنا وتقاليدنا ولكن هناك بعد الاسر في العاصمة ونواحيها توافق علي ذلك
    فقال له صديقه الأفضل ان لا تسافر الفتاة بمفردها هذا هو الصح.
    اختك حبيبة الصديقة لو تتذكريني من منتدي اخوات طريق الاسلام

    ردحذف
    الردود
    1. اتذكر هذا الاسم 😃منورة اختنا 😁 وانا كمان من اخوات طريق الاسلام الحبيب😍

      حذف
    2. نورك حبيبي كيف حالك انا اتذكرك ايضا

      حذف
    3. الأخت الحبيبة الغالية حبيبة الصديقة, كم سعدت لرؤية اسمك ها هنا,والله لا استطيع أن أصف مدى سعادتي وامتناني لوجودك حبيبتي...جزاكِ الله خيرا على التواجد والمتابعة ...دائما اخوات طريق الإسلام في أعماق القلب يقبعون

      حذف
  3. ﻻ حول و ﻻ قوة إﻻ بالله العلي العظيم

    ربنا يحفظنا و يحفظ شباب و بنات المسلمين من الفتن...

    صدقت غاليتي ففي حين تنبه الغرب لنتائج أفعالهم و بدؤوا بالتراجع عنها بتنا في مجتمعاتنا نلهث وراء ما يسعون هم للتخلص منه

    حقيقة مؤلمة للأسف

    ردحذف
  4. اللهم احفظ بناتنا وبنات المسلمين من كل سوء

    ردحذف
  5. اللهم بناتنا وبنات المسلمين يارب العالمين
    وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه

    ردحذف
    الردود
    1. آمين حبيبتي, عليه افضل الصلاة والسلام

      حذف
  6. اللهم احفظ بناتنا وبنات المسلمين أجمعين
    سلمت يداكى يا غالية

    ردحذف
  7. يا لطيف الطف بنا يا رب واحفظ نسائنا ونساء المسلمين

    ردحذف
  8. هذا ما تصنعه الافلام والمسلسلات في مجتمعاتنا العربية الإسلامية منذ زمن
    وللاسف كثير من الناس تنازلوا عن الدين وحتى عن العادات والأخلاق وأصبح سفر البنات للرحلات الجامعية بمفردهم مع الشباب عادي ، والسفر خارج البلاد للدراسة او للعمل برضو عادي ، واللي يقول غير كده يبقى غريب وكلامه موضة قديمة غير مرحب بها في زمن التقدم إلى الهاوية إللى بنحاول جاهدين الخوض فيه بأقصى سرعة لنا.
    نسأل الله الهداية والثبات

    ردحذف
  9. لي عودة للترحيب بباقي الحبيبات ان شاء الله

    ردحذف

إرسال تعليق