الحلقة الأولى من الجزء الثاني( الليل والدوادي)


 

 

الجزء الثاني

 

الفصل الأول

 

رواية الليل والدوادي

*******************************

 

في ظهيرة اليوم التالي, وبينما كان كامل يراجع بعض الأوراق في ديوانه, فإذ برجلين من رجال بدران يقتحمان المكان بغير استئذان, فامتعض وهم بنهرهما لولا أن قال أحدهما: كامل بيه, الريس بدران عايزك في سرايته ديلواك

 

واه! كانكو من رجالته عاد

 

ايوة, وأمرنا ناجيك ونجولك أنه مستنيك في التو في مندرة سرايته

 

....سرايته! هو الريس بدران له سرايا في النجع!

 

هاها كانك ما خابرش انه خد سرايا واد زيدان وهيجعد فيها طوالي!

 

 

.....سرايا صالح! ....طيب, اتوكلوا انتو ع الكريم  وآنا هحصلكم

 

انصرف الرجلان بينما شرد ذهن كامل عن سبب استدعاء بدران له ..وبين القلق والحيرة قام عن مقعده عامداَ تلبية الأمر

 

**************************************

كان بدران جالساً على أريكته يدخن النارجيلة ورجاله يقفون مدججون بالسلاح عن يمينه وشماله, والخدم يروحون ويجيئون, عندما دخل أحد حراسه يقول: جناب بدران بيه, كامل بيه وصل

 

دخله

 

اتكأ بدران على الأريكة واضعاً مبسم النارجيلة في فمه, ولم يعر اهتماماً لدخول كامل الذي أخذ طريقه إليه مسرعاً ليصافحه, ولكنه صدم إنه لم ينتصب واقفاً للقائه حينما مد يده قائلاً: نورت النجع يا ريس بدران

 

صافحه بطرف أنامله قائلاً: تسلم, اجعد

 

جلس كامل ممتعضاً من برودة اللقاء وزاد ذلك من قلقه, فقال على الفور

 

شيعتلي رجالتك ياريس بدران وهملت مصالحي وجيتك, خير إن شاء الله ؟

 

نظر بدران إلى رجاله قائلاً: هملونا لحالنا يا رجالة

 

انصرف رجاله فقال: دريت انك طالب تتجوز اختي صفية

 

ده شرف ليا عاد, طلبتها ووافجت وهكتب عليها الليلة الجاية بإذن المولى

 

اكفهر وجه بدران وألقى بمبسم النارجيلة أرضاً وصاح في كامل: تكتب عليها كيف وانت ما طلبتهاش مني!

 

تلعثم كامل وتفصد وجهه عرقاً وقال: آآآ ما تآخذنيش يا بدران بيه, وجت ما طلبتها ووافجت ما كنتش انت لساك نزلت من الجبل, وماكانِش ينفع أطلعلك

 

واديني نزلت برجالتي, ايه حجتك عاد يا واد ابو الحجاج!

 

هطلبها منيك ديلواك يا بدران بيه

 

اللي يطلب أخت كابير النجع للجواز لازمن يكون كد مهرها

 

وآنا تحت أمرك وأمرها عاد يا بدران بيه

 

نظر إليه بعمق والتقط مبسم النارجيلة ووضعه في فمه يدخن,نفث الأوار في الهواء ثم قال: اختي مهرها خمسين فدان من أحسن الأراضي عنديك

 

....ايه!

 

ماسمعتش عاد؟

 

لاه سمعت, بس....

 

بس ايه يا كامل! لو ما عارفش نسب بدران بيه كابير النجع يساوي ايه واخته مقامها يساوي كد ايه, يبجى نفضوها سيرة وبلاش منيه النسب

 

لاه لاه, كيف تجول كديه يا بدران بيه! أنا شاري صفية, وكل طلباتك مش خسارة فيها

 

اتفجنا عاد..الاربع الجاي كتب الكتاب, والخميس دخلتكو. جبل ما تكتب عليها تلافيني العجد بالخمسين فدان بإسمها في يدي

 

أمرك يا بدران بيه

 

بالسلامة انت ديلواك, وتاجي في المعاد, ومعاك العجد والمأذون عاد

 

أمرك يا بدران بيه..بالإذن عاد

 

ما أن غادر كامل القصر, حتى دخلت صفية منتشية, فوقف بدران متبسماً, اقتربت منه وضربت على كتفه بقوة وهي تقول: تسلملي يا واد بوي يا ريس بدران يا كابير نجع ابو المنصور..كديه عليت مجام اختك وعرفت كامل هو جاي يناسب مين

 

هاها هيكتبك خمسين فدان من أرضياته

 

هاها ولسة يا خوي, هاخد حبابي عنيه من جوا, وكل أرضياته هتكون ملك صفية

 

....وآنا عاد! ولا ناوية تبلعي كل شي وحديك!

 

واه! كل الخير اللي هتحصّل عليه لك فيه يا بدران

 

النص, ليا فيه النص يا صفية

 

النص! نص ايه يا بدران! كديه انت ناوي تنهبني عاد, طب خلي كلامك معقول وجول التمن

 

النص يا صفية, كل اللي تاخديه من ورا كامل ليا فيه النص, والحديت اتفض

 

خلاص يا خوي, لك النص في كل شي. هو يعني هيروح لحد غريب! دانت خوي وسندي

 

اهو كديه الحديت عاد

 

************************************

كان كامل في سيارته عامداً قصر والدته, ومارد الهم قد ربض على صدره, فكيف يفرط ولو بشبر من أرض والده مهراً لامرأة مهما كانت! وهو الذي لم يعط أخته حقها في أرض والدها حتى لا تتقسم الأرض وتضعف مع الزمان كأي شيء يقسم ويفتت! ..وماذا لو علمت والدته الحريصة كل الحرص أن تمنع ابنتها حقها حتى لا تتقسم الأرض!..ترى ماذا ستكون ردة فعل والدته, والتي وصل إلى قصرها وفتحت له,فأبصرته وقد استبد الحزن بملامحه,سألته متلهفة: بعد الشر عنيك يا ولدي,فيك ايه؟

 

هحكيلك يا امّا

 

جلس وقص عليها ما حدث, فابتسمت وقالت:

 وهو ديه اللي مزعلك عاد!

 

واه! وما ازعلش كيف يا امّا! كيف اكتب لصفية خمسين فدان من أرض بوي!

 

وماله يا ولدي! صفية تستاهل خمسوميت فدان مش خمسين وبس

 

...... إنتِ اللي بتاجولي كديه يا امّا! دانتِ ما رايدانيش اعطي جميلة خيتي حقها في الأرض وبتجولي الأرض ما تتقسمش بيناتكو

 

ولحد ما اموت هجول كديه

 

.......آنا ما فاهمكيش يا امّا ولا فاهم ايه اللي في راسك

 

اسمع يا كامل يا ولدي..جميلة لو خدت حقها في الأرض هيروح للغريب اللي هتبجى مرته, ووجتها ممكن ياخد منيها الأرض ويضمها لأرضه, ووجتها تبجى الأرض خرجت من بين إيدينا ونلطموا بشقفتين على خيبتنا..لكن الأرض لما تتكتب لصفية ما هتروحش للغريب, برديك هتفضل أرضك ولولدك اللي هياجيك منيها, ومين عالم, يمكن بدل الواد ياجيك وادين تلاتة ويمكن أربعة هاها صفية ولادة بنين اسم الله عليها

 

يارب يا امّا, ربنا عالم مستني الواد كد ايه عشان يشيل الحمل عني

 

هياجي يا ولدي, هياجي. والله كاني سامعة صوته وناضراه بعيني عم يلعب وسطينا هاها...ما تشيلش الهم يا ولدي, افرح بدنيتك الجاديدة وسيب الحِزن لناسه..بس بجولك ايه عاد. إياك تاجيب سيرة لجميلة وإلا هتفغلج الدنيا على روسنا

 

واه! هي ديّ حاجة تتدارى عاد يا امّا

 

لازمن تتدارى, ع الأقل لحد ما يتم جوازك من صفية والخمسين فدان يبجوا باسمها عاد..وبعدها جميلة هتتجوز وتتلهي في حالها وما هتاجيب سيرة الأرض تاني

 

الجول جولك يا امّا

 

*********************************************

إبان جلوس كامل إلى والدته, كانت جميلة بغرفتها تهاتف عزت ويتحدثان عن البلاء الذي عم بالنجع وحكم رجال الجبل, فقالت: ايه اللي عم يُحصُل في النجع ديه يا عزت! كانه كابوس وحل على روسنا وما هتخلصوش منيه, بجي نتحامى في هجامة الجبل ومطاريده! كان الناس جنت

 

وهيعملوا ايه الناس بس يا جميلة! ما انتِ نضرتِ بنفسك كيف الجتل والدم شاع وعم ع الخلق على يد صالح ورجالته

 

يا بوووي! انت هتجول الحديت اللي ناس النجع عم يقولوه يا عزت! صالح بريء من الدم والجتل. ولا كانك ما خابرش مين هو صالح ومين هما ناسه!

سلّام خوي هو التاني ما مصدجش في صالح كلمة عفشة, وبياجول مش صالح واد الحاج زيدان اللي يعمل العمايل اللي ما ترضيش ربنا ديه

 

مش جولتلك عاد!

 

والله الواحد دماغه هتشت منيه..اومال مين بس اللي هاين عليه دم أهل النجع؟ مين اللي ورا الحرق والخراب ديه

 

مافيش غيرهم رجالة الجبل..هما اللي جلبوا نهار العدل ليل ظلم ما ينتهيش ع النجع وناسه..هما اللي جتلوا وحرجوا ونهبوا وسرجوا

 

طيب وليه كل ديه؟

 

عشان يحصل كيف ما حصل وناس النجع يطلبوا منيهم الحماية

 

بس هما فعلاً حموا النجع, والجتل والدم خلاص أوانه ولى

 

هاها ولى! بكرة تنضر بعنيك كيف هيعاود تاني على يد بدران ورجالته, وفي كل مرة هيشيعوا بين الناس إن صالح ورجالته هما اللي عملوا كديه ..يا بووووي, وربنا كرهت النجع وما طايجاش العيشة فيه..بجولك ايه يا عزت..خدني معاك على شجتك اللي في مصر, ما رايداش نتجوز في نجع الهم ديه

 

ايه اللي عم تجوليه ديه يا جميلة! هتجولي كيف ما بيجول محمد صاحبي! كل ما اكلمه يجولي همل النجع وتعالى افتح عيادتك في مصر..لكن هرد عليكِ كيف ما ديما أرد عليه..آنا ما ههملش النجع وناسه الغلابة اللي محتاجيني يا جميلة

 

يا بوووي عليك وعلى جلبك الطيب يا عزت, ما يستاهلوش يا عزت, وربنا ما يستاهلوا, هما اللي حكموا علينا بدران ورجالته

 

جولتلك غصب عنيهم يا جميلة..غيري الحديت الله يرضى عنيكِ..أخبارك ايه مع امك؟

 

كيف ما احنا..يا دوب بنصبّح ولا بنمسي على بعض غصب..حتى اللجمة ما بناكلهاش سوا..كل عشية تستنظر كامل ع الوكل وياكلوا التنين من غير ما ينادوني

 

اعوذ بالله! ليه بس كديه!

 

كاني عدوتهم عشان بطالب بحقي في مال بوي وأرضياته. لكن الله في سماه ما هفوت حجي ولا هسيب ورثي لصفية بت كلاف البهايم اللي هيبلينا بيها كامل قبل ما يبلي نفسه وبناته

 

جولتلك ما تفتحيش معاهم الحديت تاني لحد ما نروح دارنا

 

أمرك نافذ يا عزت

***************************************

في صبيحة اليوم التالي

 

إلى ديوان كامل توجهت صفية, ما أن وصلت إلى الديوان حتى رسمت الوجوم والضيق على وجهها وذرفت بعض دموع التماسيح ونادت بصوت مزج بالنشيج: كامل بيه

 

صفية! تعالي يا صفية, مالك في ايه كفالله الشر؟

 

والله ما خابرة أجيب عيني في عينك كيف بعد اللي سواه خوي بدران! دانا اتخانجت فيه وصوتي علي عليه جدام رجالته وكان هيضربني لولا حاشوه عني

 

يضربك عشان ايه؟

 

عشان بجوله فدادين ايه وهم ايه اللي طالبهم مهر من كامل بيه! آنا ما ريداش منيه حاجة, هو آنا اطول اتجوز كامل بيه! دانت عندي بكنوز الدنيا كلاتها, وكونك اخترتني مرتك ديه عز ما بعده عز ولو هتعيشني في اوضة من طين نفرش فيها حصيرة خوص, بس تكون جنبي يا سيدي وتاج راسي

 

هاها الله ع الكلام الزين, يسلم خشمك يا صفية

 

لا والله زمجانة وهاين عليّ اجاطع بدران طول العمر, يا ريته ما نزل من الجبل, كانه نزل عشان يعكر فرحتي بجوازنا عاد

 

لاه يا صفية, ما تجوليش كديه, خوكِ بيعمل لصالحك وما طلبش حاجة لنفسيه..وبرديك عمل الأصول لما جالي أطلبك منيه طالما هيعيش وسطينا في النجع

 

دانت الأصول بنفسيها يا واد الأصول..ما انحرمش منيك عاد يا كامل بيه

 

ولا منيكِ يا ست ستات النجع

 

هاها تعيش ممم اجوم آنا عشان اسوي لجمة لمحمود

 

محمود وحده! وحسن وين اومال؟

 

أوووف زعلان وجاعد عند امي من يوم ما كنت عندينا تطلبني للجواز

 

واه! لساه ما رايدش جوازنا!

 

سيبك منيه, عيل ما يحسنش, بكرة يعقل

 

بكرة لما يعيش معاي في السرايا ويشوف اني كيف بعوضه عن بوه هيتندم انه في يوم من الايام ما كانش رايد جوازنا

 

خابرة كديه مليح يا كامل بيه, ربنا ما يحرمنا من حنيتك ..افوتك بعافية عاد

 

الله يعافيكِ يا صفية

 

استدارت عامدة الباب بينما ظل يرقبها بقلب العاشق المتيم

 

******************************************

وفي قصر كامل, سمعت حورية دقات الأجراس فهرعت لفتح الباب, فما أن فتحت حتى شهقت وفغرت فيها, فقد ألفت جميلة بملامح جامدة, فقالت حورية مرتجفة: الست جميلة!

 

غوري يا بت من السرايا وما اوعالكيش فيها طول مانا هنيه, اخفي

 

ابتعلت ريقها وهزت رأسها انصياعاَ للأمر, أسرعت بوضع شال على رأسها وفرت من القصر عامدة منزل صفية لتنبأها بالأخبار, فأغلقت جميلة الباب خلفها وزفرت, استدارت وهي تنظر إلى أركان القصر الخال من روحه حياة, أخذت تتذكر مجيئها الأخير إلى القصر واستقبال حياة وصوت ضحكها وأحاديث الأيام الخوالي ..استشعرت بوحشة ودمعت عينها..جففت عبرة الحنين و وطفقت تنادي على سلمى ووطفة بأعلى صوتها

 

يا سلمى, يا وطفة, وينكم يا بنيتا

 

اخترق الصوت مسامع الطفلتين, فاتسعت حدقاتهما دهشة وفرحاً, قالت وطفة على الفور: صوت عمتي جميلة يا سلمى

 

ايوة يا وطفة, عمتي جت, عمتي جت

 

انا نازلة عاد, هاتي عالية وحصليني

 

لاه, عالية نايمة, آنا نازلة معاكِ

 

يلا همي يلا

 

هرعت الفتاتان خارج الغرفة وقفزتا فوق الدرج وهما متهللتان تناديان جذلاً

 

عمتي, عمتي جميلة

 

ضحكت جميلة وشرعت ذراعيها تستقبلهما.جرت إليها الفتاتان وارتمتا في أحضانها وانفجرتا في بكاء مرير كان حبيس صدريهما, أخذت تربت على ظهريهما وقد ذرفت العبرات وقالت بحنو: كفاكو يا بنيتا بكا عاد, كفاكو بكيتوني آنا التانية

 

رفعت وطفة رأسها وقالت بعتاب المحب: بجى تهملينا وما تسأليش عنينا كل المدة دي يا عمة! هونا عليكِ يا عمتي؟

 

اخص عليكِ يا وطفة, كيف يا جلبي تجولي كيه! انتو تهونوا عليّ برديك! والله ربنا عالم شايلة همكم كيف وما بنام الليل من يوم حُصُل اللي حُصُل, بس وربي كان غصب عني, ماجدراش ادخل السرايا وامكو مش فيها, والله من وجت ما حطيت رجلي جواها وما لجيت حياة وجلبي حاساه بينزف دم..لكن هجول ايه عاد! مجدر ومكتوب, وربنا يكفينا شر المخبي..في الاول طمنوني عن عالية؟ وينها عاد يا سلمى؟

 

نايمة فوج يا عمة..دريتِ بوي هيتجوز مين؟

 

......دريت يا سلمى بخبر الشوم

 

قالت وطفة ثائرة: كيف يا عمة تهملوه يتجوز بت الكلاف ويجيبها السرايا مطرح امي! ما جدراش عليه انتِ وجدتي!

 

آنا سويت كاتير وجولت حد ما اتبح صوتي, لاه يا خوي, بلاش منيها الجوازة العفشة دي

 

مممم لكن جدتي لادد عليها الجوازة..مش كديه يا عمة؟

 

.......يا وطفة جدتك ما رايداش غير اللي تخلف الواد, وما يهمهاش هي مين, حتى لو بوكِ جاب الواد من بت أبليس ذات نفسيها

 

آنا خابرة يا عمة ان جدتي ما كانتش تحب امي, ولا تحبني آنا وخواتي عشان احنا بنيتا, واحنا كمان ما نحبهاش, ولما عالية تكبر هنجولها على اللي سويته فينا وفي امنا وموافجتها على جواز بوي من بت الكلاف, آنا بكره جدتي يا عمة, بكرهها عشان هي اللي حرمتني من امي

 

لاه, لاه يا سلمى, ما تجوليش كديه, جدتك بتحبكو, هي بس مرة كابيرة وعقلها كديه

 

فجأة سمعوا صوت الرضيعة عالية تبكي, فقالت سلمى

 

اختي صحيت, تلاقيها جعانة, هطلع اسويلها الرضعة

 

واه! هو بوكو ما جابش مرضعة لعالية !

 

ردت وطفة بحدة: بوي ما فاضيش ليها ولا لينا ولا بيفكر غير في بت الكلاف

 

ربنا يحنن جلبه عليكو يا حبيبتي, يلا نطلعوا نشوفوا اختكو

 

*******************************************

 

وصلت حورية إلى دار صفية وهي تلهث, وجدت الباب موارباً فدفعته ودخلت مسرعة فألفت صفية أمام الموقد لم تشعر بدخولها فنادت:

 ست صفية, الحجي يا ست صفية

 

فزعت صفية وصاحت فيها: ايه ديه, خلعتيني يابه, كيف تدخلي كديه زي القدر المستعجل من غير ما تدجي الباب!

 

معلش يا ست صفية, لو عرفتِ آنا سويت كديه ليه هتعذريني, الست جميلة جت سرايا كامل بيه وفايتاها هناك ديلواك

 

ايه!..وايه اللي وداها هناك عاد؟

 

ما خابراش, اول ما فتحتلها ووعيتلي زعطتني من السرايا وجالتلي ما اشوفش وشك طول ما انا هنيه, كانها جت عشان تشوف البنيتا

 

....يعني يا بت ما سمعتيش بتجول ايه ولا بتعيد ايه لبنيتا الشوم دول؟

 

لاه ما سمعتش عاد, هسمع كيف يعني وآنا بجولك زعطتني أول ما وعيتلي!

 

يا بووووي, يعني ما كنتيش جادرة تتصرفي بعقلك المجفل ديه وتجوليلها مااجدرش امشي عشان الوكل ع النار ولا ورايا مصلحة بجضيها في السرايا؟

 

واه! آنا اجول كديه للست جميلة واخالفلها أمر! كانك ما خابرهاش زين ولا عارفة ممكن تسوي ايه للي يجف في وشها

 

لاه خابراها, خابراها زين جوي, وهياجي اليوم الجريب اللي هصفي حسابي معاها واكسرها وما يبجلهاش جومة تاني ...صبرك يا بت ابو الحجاج, صبرك ..وانتِ روحي ديلواك يا بت اجفي برا السرايا وشوفي هتهملها ميتي, وحاولي تسرسبي البنيتا في الكلام وشوفي كانت جايالهم ليه وجالت لهم ايه وتبلغيني

 

أمرك يا ست صفية, بالإذن عاد

 

غادرت حورية الدار فضيقت صفية عينيها وهي تفكر بصوت خافت: يا ترى بتحومي حوالين البنيتا ليه وعايزة ايه من السرايا يا بت ابو الحجاج !

 

***********************************************

 

في الليلة السابقة لعرس صفية, عاد ولدها حسن واجماً إلى بيت جدته, كانت الجدة عند الموقد تعد طعاماً بسيطاً له: القى عليها السلام

 

السلام عليكم يا جدة

 

عليكم السلام ورحمة الله يا ولدي, سلجتلك كام حباية بطاطس ودعّكتهوملك في السمن اللي جابته خالتك هانم اللي يرضى عنيها

 

ليه كيه تعبتي حالك يا جدتي, كنتِ استنيني أما أجيكِ واسويهم بدالك

 

ولا تعب ولا حاجة, هات العيش من المشنة وتعالي ناكلوا لقمة سوا

 

هجيبلك العيش..لكن آنا مالياش نفس للوكل

 

......متكدر يا ولدي عشان عرس امك بكرة؟

 

لاه يا جدتي..أمي آنا شيلتها من راسي كيف ما شالتني من قلبها..آنا متكدر عشان صاحبي مصطفى

 

مين ديه يا ولدي؟

 

صاحبي يا جدة اللي ريته عند الشيخ سلطان مرة واحدة ومن بعدها ما نضرتوش بعيني

 

هاها واه! صاحب ايه ديه يا ولدي اللي يتصاحب من مرة وتحزن عليه كديه!

 

ايوة صاحبي يا جدة, صاحبي وبينا عهد جطعناه إننا لا نساعدوا ظالم ولا نمدوا يدنا في دم, ونعيش في طاعة الله..يبجى كيف ما يبجاش صاحبي يا جدة!

 

وهو ما جاش ليه تاني عند الشيخ سلطان؟

 

الشيخ سلطان بياجول ان اهله ما لاجينهوش ولا عارفينله طريج....خايف يا جدة يكون اتجتل مع الناس اللي اتجتلت وماحدش خابر

 

لا حول ولا قوة إلا بالله ..ربنا يخلف ظنك يا ولدي ويكون بخير ويردله لك ولامه وبوه سالم غانم

 

أمه!..أمه اتجوزت وهملته وما بتسألش عنيه, كيف امي ما هتسوي, وبوه من مطاريد الجبل والكل بيعيره بيه

 

واه! اومال أهله مين اللي ما لاجينهوش عاد ؟

 

عمته اللي عايش عنديها, الشيخ سلطان بياجول انها كل يوم تاجيه وهي بتبكي وتسأل عنيه وبتلف عليه في الشوارع كيف اللي عقلها شت

 

سبحان الله...أمه رمته وعمته هي اللي بتبكي على غيابه! صُح الحنية دي معمرة قلوب ومجافية قلوب ...طب تعال كل يا ولدي وبزياداك الحزن اللي طابج فوج صدرك وزاد عليه حزن صاحبك

 

....كاني متواعد مع الحزن يا جدة

 

لاه يا ولدي, لاه ما تجولش كديه, يكفيك شر الحزن والهم يا وليدي ..جوم يا حسن, جوم اللي يرضى عنيك

 

.....حاضر يا جدتي

*****************************************

كان مصطفى يجلس في الظلام الدامس أمام فوهة مغارة الجبل, يشحذ سكينه على أحد الأحجار, وعواء الذئاب حوله لا يأبه به, حين خرج أحد رجال الجبل في طلبه, فأبصره على حاله,فقهقه  وقال بصوته الأجش: كانك بجيت واد ليل صُح يا مصطفى. جاعد في عز العتمة وحواليك الديابة وما هايبهومش

 

جلب مصطفى واد خليل الجارحي ما يعرف الخوف يا عم ليث

 

هاها واد بوك صُح يا مصطفى

 

ايوة واد بوي, وهاخد بتاره من أهالي النجع اللي غدروا بيه وجتلوه..ميتى الريس بدران هيهملني انزل من الجبل عشان انتجم منيهم ؟ ميتى؟ ميتى؟

 

الريس بدران مهملك في رعايتنا لحد ما عودك يشد وجسمك يقوى وتتمكن من سلاحك..وجتها بس هنجولك انزل من الجبل وخد تارك بيدك من ناس النجع

 

هو الريس بدران ما هياجيش الجبل تاني؟ آنا اتوحشته واتوحشت الجعدة معاه

 

شيعناله مرسال وجال هياجي بعد عِرس اخته..ادخل ديلواك, برد الليل شاديد

 

ما حاسسش ببرد, لو صجعان انت ادخل. لساي بسن ساكيني

 

عاد يشحذ سكينه, بينما انصرف الرجل

 

 ***************************************

في الليلة الأخيرة في منزلها كانت صفية تغني منتشية و تتحرك وكأنها تحلق كالفراشة, لمَ لا وقد تم عقد زواجها وغداً ستنتقل إلى قصر زوجها! والأهم من ذلك أن عقد ملكية خمسين فداناً مهرها أصبح لها..هرعت إلى دولابها تمسك بالعقد وتتفرس فيه وكأنها لا تصدق عينيها..قبلت العقد وأعادته إلى حيث كان مؤقتاً..فالبطبع سينقل معها إلى القصر المهيب وربما لحقه عقود أخرى إلى خزينتها.. هرع إليها ولدها الصغير محمود قائلاً: صُح يا امّا خلاص اتجوزتِ كامل بيه وهنهمل الدار العفش ديه ونروح السرايا بكرة في الليل؟

 

اسمع يا محمود, بكرة هاخدك ونروحوا على سرايا خالك بدران, وبعدها هروح آنا ع سرايا كامل بيه, وانت هشيعك عند جدتك تجعد مع خوك كام يوم كديه لحد ما اجي أخدكم ع السرايا

 

يا بووووي, هروح عند جدتي في البيت العفش اللي كيف بيت العفريت ديه! وكماني جدتي ما عندهاش وكل مليح, ما عندهاش غير العيش الناشف والجبنة الجاديمة

 

معلش, هشيعلكم وكل كل يوم انت وخوك من السرايا

 

لاه يا امّا لاه, يا تاخديني معاكِ ع سرايا كامل بيه يا تهمليني في سرايا خالي بدران

 

يا بووووي وأدور ألمكو انت وخوك كل واحد من مكان! اسمع يا محمود, اللي اجول عليه يمشي, جولتلك هشيعك عند جدتك واشيعلك وكل من السرايا لحد ما اجي اخدكو انتو التنين, هتسمع الكلام ولا اخليك هنيه في دار بوك العفش؟

 

لاه لاه يا امّا, خلاص, هسمع الكلام واروح عند جدتي, بس اوعي تنسي تشيعيلي الوكل المليح عاد وتاكليه وحديكِ

 

هاها لاه ما تخافش يا ضي عين امك, هي اللجمة تتبلع غير اما تشاركني فيها يا واد جلبي!

 

****************************************

أتت الليلة غير عادية على القرية وأهلها..إنها ليلة عرس صفية..ضجت الشوارع بالأنوار كي يمر بها تختروان صفية..الأطفال يملئون الشوارع يلعبون ويمرحون في انتظار موكب العروس ..النساء على أعتاب الدور يتسامرن ويتجاذبن الأحاديث حول العروس الحسناء, حقيرة الأمس سيدة اليوم, والرجال يجلسون على مصاطب الدور يشرأبون بأعناقهم في انتظار الموكب ...كانت الدور بين أبواب مشرعة على اتساعها وبين مغلقة لا يريد أهلها معاينة ما يحدث

 

كانت الحاجة فايقة في غرفتها تعد نفسها لعرس ولدها وقد ارتدت أبهى حللها, فتحت شكمجيتها وبدأت تلتقط بعض الحلي, وإذ هي على هذه الحالة, حتى دخلت جميلة مرتدية ثوبا أسود والوجوم كسا ملامحها, إنزعجت والدتها عند رؤيتها على هذه الهيئة الكئيبة ونهرتها قائلة: داخلة عليّ بتوب الحزن يوم فُرح خوكِ ليه يا بت ابو الحجاج!

 

كفاكِ فرحتك وفرحته يا امّا

 

مش آنا وبس اللي فرحانة بجواز خوكِ من صفية, النجع كلاته بيرجص من الفرحة, طلي من الشباك وانضري ناس النجع فرحانين كيف والكل خرج من داره حريم ورجالة وعيال صغار

 

لاه مش كل النجع فرحان يا امّا, كل اللي خابرين صفية صُح ما فرحانينش, كل حبايب حياة اللي شاهدين على ظلمها ما فرحانينش, ما فرحانش إلا أهل السو

 

والله ما سو إلا أنت وعمايلك, اخفي من وشي يا جميلة ما تخليش جلبي يغضب عليكِ بزيادة, وإياك أعاود أوعالك بتوب الحزن ديه تاني, بعّدي عن طريجي

 

أزاحتها أمها وخرجت بوجه مكفهر واتخذت طريقها إلى قصر ولدها كامل

 

************************************

كانت صفية العروس في قصر أخيها المسلوب وقد ارتدت ثوب العرس الأبيض الباهظ الثمن والذي جلبه كامل, وجلست أمام المرآة تكتحل وتضع المساحيق, كانت زغاريد النساء خارج القصر تخترق مسامعها.فجأة.سمعت صوت صهيل الخيول وسنابكها تخالطها صوت العجلات الخشبية ..هبت واقفة وأسرعت بثوبها المحدث

نشنشة قوية, شرعت النافذة فأبصرت التختروان المزدان الذي جلبه كامل لأجلها, كاد قلبها أن يتوقف فرحاً, فاهو الحلم يتحقق, بل أصبح واقعاً يراه الجميع..دق بدران الباب ونادى: صفية

 

ادخل يا بدران

 

دخل فانبهر بمظهرها وقهقه قائلاً: واي واي, لبس البوصة تبجى عروسة صُح هاها

 

يا بوي عليك وعلى كلامك الماصخ يا بدران, كنت وحشة واحلويت إياك!

 

هاها ما تتكدريش كديه يا بت بوي, آنا اللي أجصده إن العز بيبدل سحنة البني أدم منينا. اللي يوعالك يجول رباية جصور من يومك

 

والله يا خوي القصور ما اتخلجت غير عشان خيتك تسكنها وتعمرها, ومن اليوم ورايح ما هافارقش القصور ولا سكنتها

 

طيب يلا عاد عشان كامل شيع التختروان يلف بيكِ النجع لحد ما يوصل بيكِ لجصره

 

وهو وين كامل عاد؟

 

مستنيكِ هو وامه عند جصره

 

هاها جصدك عند جصري يا بدران

 

يلا همي عاد

 

*******************************************

وصلت عند التختروان المرصع بالذهب تتفرس فيه بعينين مذهولتين, تحسست الذهب بانبهار..صعدت إلى العربة وجلست كالملكة ترقب جموع الناظرين إناها في خيلاء..بدأ موكب العروس يتحرك بتؤدة وأمامه عازفي المزمار وقارعي الدفوف ورجال وصغار يرقصون ومن بينهم ولدها محمود الذي كان يرقص فرحاً, فقد ودع منزل والده الفقير ويرقص لاقترابه من حياة القصور..ظل الموكب يقطع الشوارع والجموع تزداد من حوله حتى بلغ قصر الحاجة فايقة, كانت جميلة إلى جوار النافذة تسترق النظر من خلف أستارها المنسدلة وقد غرقت الدموع وجنتيها, من نافذة التختروان رفعت صفية بصرها إلى نافذة غرفة جميلة فلمحت خيالها فانتشت انتشاء المنتصر وتعاظمت في جلستها حتى ابتعدت عن القصر ..كانت إحدى النساء الواقفات مع نظيراتها يرقبن الموكب تقول لصويحباتها: يا بوووي بجى حد يصدج إن صفية بت كلاف البهايم تتجوز كامل بيه وتركب تختروان يلف بيها النجع!

قالت أخرى: والله عقلي هيشت مني وما مصدجاش, هو كامل بيه جراله ايه في دماغه! وقالت ثالثة: بجى بعد الست حياة بجلالة جدرها يتجوز البت أم خلجة مجطعة ديّ, ليه عاد! من جلة الحريم!

 

ضحكت رابعة وقالـت: هاها جمال الحريم سلطان متسلط على عقول الرجال يا بت, والبت صفية حلوة زي البدر صُح, لافت على كامل بيه بجمالها والراجل وجع فيها كيف الجاتيل هاها

 

زجرتهم الخامسة: كفاكم رط في سيرة الخلج يا مرة منك ليها, كل حي بياخد نصيبه عاد في الدنيا, وعمله جاعدله مستنيه في الآخرة

 

ظل الموكب يطوف الشوارع وتنسج من حوله أحاديث النساء حتى استشرفه كامل عند قصره فاتنشى واشرأب بعنقه, ضحكت والدته وربتت على صدره قائلة: مبارك عليك يا ولدي, ست الستات جاتك أها والواد هياجيك منيها وضهرك يجوى

 

هاها إن شاء الله يا امّا

 

كان حسن يختبئ خلف شجرة على مقربة من قصر كامل يبكي وهو يرقب والدته المزدانة لزوجها الجديد, يرقبها تارة ويرقب أخاه الفرح الراقص تارة فتتأجج نيران الحزن داخله وتنهمر دموعه

 

بلغ التختروان باب القصر فظهر بدران ورجاله واقترب من كامل ومد يده ليصافحه وقال بصوت جهور: مبارك عليك أختي صفية يا كامل بيه, بالحضن عاد يا ناسيبي

 

هاها بالحضن يا بدران بيه,الله يبارك فيك عاد

 

تناول بدران العصا استعداداً للرقص, نادى في عازفي المزمار وقارعي الدفوف: دجوا يا رجالة رجصوني آنا والعريس عاد

 

قهقه كامل وتناول العصا وطفقا يرقصان رقصة التحطيب يحيطهما جموع الرجال ورقص الخيول ونحر الذبائح وزغاريد النساء ..كانت الحاجة فايقة ترقبهما وشرارات الفرح تتطاير من عينيها صوبهما وقد تبدت أسنانها من عرض ابتسامتها ..بعد أن انتهى من رقصة النشوة اتجه كامل إلى التختروان تتبعه والدته لينزل عروسه, فتح الباب فألفى عروسه فأذهله جمالها وظل يبصرها مشدوهاً وهي تتصنع ابتسامة خجلى..قال مثنياً: بسم الله ماشاء الله..تبارك الرحمن..مد يده فأعطته يدها لينزلها.نزلت العروس, فأخذتها الحاجة فايقة في أحضانها وطفقت تقبلها بحرارة وهي تقول: اسم الله على عروسة ولدي, مبارك يا صفية يا بتي

 

ردت بصوت كالهمس الناعم: الله يبارك فيكِ يا امّا

 

همست الحاجة فايقة في أذنها قائلة: الواد يا صفية, عايزين الواد يا بتي اللي جلبنا متشوج عليه

 

هزت صفية رأسها مبتسمة وكأنها ودت أن تقول: إنه أمر ما أيسره

 

اقترب بدران وقال لصفية بصوت جهور: مبارك يا صفية يا خيتي

 

الله يبارك فيك يا خوي

 

ما أن أخذ كامل يدها واستدارا عامدان القصر, حتى جرى إليها ولدها محمود لاهثاً يقول: أمّا, ما تنسيش تشيعيلي الوكل في بيت جدتي

شعرت بالخجل أمام كامل فنهرت ولدها: عيب يا واه عيب

 

 قهقه كامل وقال: ما تخافش يا محمود, آنا هفكرها عاد

 

جرى الغلام فقالت صفية: معلش يا كامل, ما عارفاش الواد ديه طالع دني لمين

 

هاها معلش, عيل عاد وما بيفكِرش في اللي بياجوله

 

أخذ بيد صفية وصعدا الدرج المؤدي إلى باب مبنى القصر...ما أن دلفا حتى استقبلتهما حورية بالزغاريد, احتضنت صفية وانهالت عليها بوابل من قُبل وهي تقول: الف بركة يا ست صفية, صبرنا ونلنا وجت ست السرايا عاد

 

هاها يبارك فيكِ يا حورية

 

سأل كامل حورية: اومال البنيتا وين عاد؟

 

جاعدين في أوضتهم يبكوا ويسحوا من عنيهم من نهار ربنا

 

بدا الحنق على وجه صفية واستبد الغيظ بدواخلها, لحظ كامل ذلك, فتدارك الأمر بابتسامة وقال: نورتي سرايتك يا ست الستات 

 

تعيش يا سيد الرجال

 

يلا بينا نطلعوا أوضتنا عاد...حصلينا بالعشا يا حورية

 

على عيني حاضر يا بيه, دانا من صباح ربنا بجهز المحمر والمشمر عاد هاها

 

أخذ بيد صفية ليصعدا الدور العلوي, كانت صفية تصعد وقلبها يسبقها على الدرج, فهي لا تصدق أنها أصبحت سيدة القصر ومالكة زمام الأمور..بلغا باب الغرفة, فتح الباب وقال باسم الثغر: ادخلي برجلك اليامين وسمي الله يا صفية

 

ما أن وقعت عينها على الغرفة من الداخل حتى فغرت فاها و كادت تسقط مغشياً عليها ذهولاً من الفخامة ..ظلت ذاهلة على أعتاب الغرفة حتى قهقه كامل وقال: واه! مالك عاد!

 

ها! لاه, لاه مافيش, سلامتك

 

ادخلي ارتاحي على ما اشوف البنيتا واجيكِ

 

طيب

 

دخلت وأغلقت الباب وظلت عينها تدور في أرجاء الغرفة مبتهجة, هرعت إلى الفراش الوثير وجلست تتحسس الأردية الحريرية وتقول: بقى حياة كانت بتنام ع السارير ديه وآنا بنام ع الخيش اللي كان عم يجطع لحمي! هاها وينك يا حياة تنضريني وآنا على ساريرك اللي كنتِ عم تتنعمي عليه هاها ...زمانك ولى يا بت زيدان وجت مُطرحك ست الحسان

 

دقت حورية الباب ونادت: ست صفية

 

ادخلي يا بت يا حورية

 

دخلت وهي تحمل صينية العشاء المغطاة فوق رأسها, وقالت وهي تضحك: مساءك سعد وهنا يا عروسة هاها

 

يسعد مساكِ يا بت يا حورية

 

وضعت الصينية على المائدة واستدارت وقالت لصفية: مش معادنا الليلة ولا ايه يا ست

 

ضحكت صفية وقالت: معادنا الليلة ومستنياكِ تاجيني

 

مدت يدها في صدرها وأخرجت منديلاً مسراً وأعطته لحورية وقالت: أها, كديه حجك وصلك عشان ما تاجوليش الست صفية كلت حجي عاد

 

ضحكت حورية وهي تفتح المنديل وتعد الأوراق النقدية قائلة: هو آنا استجرا أجول كديه على ست الناس! تعيشي يا ست صفية, كتر خيرك يا بت الأصول يا كريمة

 

شيلي الفلوس ديّ عاد واخفيها جبل ما ياجي كامل

 

هدسهم في صدري ما تخافيش,أها دسيتهم عاد, أهملك آنا ديلواك واجيكِ بصانية الفاطور في الصبح, ليلتك هنا وسعد يا عروسة هاها

 

**********************************

 

فتح كامل غرفة بناته بعنف, فوجد الطفلتين على فراشٍ  تبكيان, فصاح فيهما: مالك يا بت منك ليها جالبينها ميتم! بوكوا مات وجاعدين تنوحوا عليه!

 

نظرتا إليه بأعينهما الباكية ولاذتا بالصمت, فأغلظ لها القول بصوت أيقظ الرضيعة فزعى: جومي يا بت منك ليها باركوا لمرت بوكوا, جوموا

 

قالت سلمى بصوت بحه البكاء: عالية صحيت مخلوعة على صوتك وبتبكي يا بوي, نسكتها في الاول

 

جولت جومي انتِ والمحروجة التانية باركوا لمرت بوكوا, وسيبوا المحروجة الصغيرة تبكي ولا تموت, هموا جدامي

 

قامتا الطفلتان يحركهما القهر وخرجتا من الغرفة التي وقف على بابها الأب حانقاً, وتبعتاه إلى غرفة صفية الآثمة و التي كانت بالأمس القريب غرفة الأم الحانية, فتح باب الغرفة فوجد صفية تجلس على الفراش فقال لها: البنيتا جايين يباركولك يا صفية

 

تصنعت ابتسامة وقالت: يا مُرحب بالحبايب بنات الحبيب

 

نظر الأب إليهما وقال بغلظة الآمر: ادخلوا

 

دخلت سلمى ومازالت الدموع تجري على وجنتيها, وخلفها وطفة التي مسحت عينيها ورفعت رأسها في عزة..كانتا تتقدمان وكأنهما يمشيان على شوك وصفية ترقبهما في نشوة: وقفت سلمى أمامها وقالت بصوت واهن: مبروك يا مرت بوي

 

هاها يبارك فيكِ يا حتة من جلبي, بس بلاش منيها مرت بوي ديّ, جولي يا امّا, ولا مش معتبراني مُطرح امك عاد!

 

نظرت سلمى إليها بأسى واستدارت عامدة باب الغرفة, فتقدمت وطفة ونظرت في عين صفية بقوة وقالت: مبروك يا ...مرت بوي

 

امتعضت صفية واختفت ابتسامتها ولكن سرعان ما استعادتها وقالت: واه! انتِ التانية هتجولي مرت بوي يا وطفة! آنا خلاص بجيت مُطرح امك, جولي يا امّا

 

قالت الفتاة وهي تنظر في عين صفية بثبات:بعد أمنا مالناش أم ولا حد هيبجى مُطرحها عندينا يا مرت بوي

 

اندلعت النيران في قلب صفية وبدا الامتعاض على وجهها, بينما استدارت الطفلة وعمدت باب الغرفة وخرجت صامتة دون أن تنظر في وجه أبيها الذي سائه ما قالت..أغلق الباب وابتسم لصفية واتجه إلى المائدة التي وضعت عليها صنينة العشاء الكبيرة المغطاة..رفع الغطاء وقال مداعباً: مش هناكلوا لجمة في الاول ولا ايه!

 

ضحكت بتغنج وأتته تمشي في دلال .فكت عقصة شعرها فتدفق كشلال أسود حريري أسر عينيه فتبسم من فرط نشوته..تناولا العشاء وأظلما الغرفة وانقضت ليلتهما الأولى على خير ما تمنى كامل من عروسه فاستغرق في النوم منتشياً, وغرقت هي في نوم عميق في ليلتها الوردية, فانزلقت في غيابة جاثوم رأت فيه حياة توقظها واجمة بيعنين متقدتين ووجه واجم وتمسك خنجر في يدها وتقول: جومي, جومي يا صفية خلينا نبتدوا نصفوا حسابنا

 

قامت فزعة وقالت بصوت مرتعد: حياة! دخلتِ هنيه كيف! وايه الخنجر اللي في يدك ديه! جاية تجتليني ولا ايه!

 

يا عينك يا جبايرك, أما انك مرة فاجرة صُح, نايمة في اوضتي وعلى ساريري اللي خدتيه مني غدر وما عايزنيش أجي أنتجم منيكِ

 

رفعت حياة الخنجر فصرخت صفية وطفقت تجذب كامل من ثيابه وتنادي: كامل, الحجني يا كامل, حياة هتجتلني, جوم بعدها عني...ولكن كامل في سبات عميق لا يدري شيئا..فظلت تتوسل  إلى حياة, لاه يا حياة, لاه, ما تجتلنيش

 

قالت حياة بإصرار, ومين جال اني هجتلك, آنا هجتل ولدك اللي مستنياه, من اليوم مش هتشوفي الواد اللي عايزة تاجيبيه من كامل ولا هتنضريه بعينك, هجتله بالخنجر كديه

 

صوبت الخنجر إلى بطنها فصرخت صفية: لاه يا حياة, لاه, فطعنتها حياة في موضع رحمها فانفجر الدم وظلت صفية تصرخ من شدة الألم, فقالت حياة: ولسة يا صفية, لساه الحساب في أوله ماكملش

 

اختفت حياة وظلت صفية تصرخ حتى استيقظت وهي على صراخها تشعر بألم الطعنة, فاستيقظ كامل فزعاً وسألها بلهفة: في ايه يا صفية, كنتِ بتحلمي اياك

 

آآآآه حلم إسواد, إسواد آآآآآآه, جاتني حياة الله يحرجها في المنام وضربتني بسكين في بطني آآآآه لحد ديلواك حاسة بالألم وكانه صُح آآآآه بطني يا امّا..بجولك ايه يا كامل, أنا ما عايزاش أنام في الأوضة العفشة ديّ, خرجني منيها يا كامل, آنا حاسة ان جباض الارواح معشش فيها وهياخد روحي, خرجني من أوضة حياة يا كامل الله يرضى عنيك آآآآآه

 

يا بوووي, هي حياة الهم ديّ مش هتهملنا صاحيين ولا نايمين!..هجيبلك كباية مي عاد عشان الخلعة تروح منيكِ

 

قام وصب لها بعض الماء من الدورق وأعطاها الكأس فتناولته وشربت باضطراب والماء يسيل على جانبي فيها..وضعت الكأس جانباً وأمسكت بطنها من الألم قائلة: يا بوووي, كانها سكاكين وبتطجع في بطني عاد

 

معلش, تلاجيه من الخلعة بس..الفجر قرب عاد, هجوم اتوضا

 

طيب, وآنا هروح أنام في أوضة تانية, يمكن الوجع يسيبني أما أطلع منيها الأوضة العفشة ديّ

 

هرعت إلى الخارج والألم يعتصرها واتجهت إلى أبعد غرفة من غرفة حياة راجية الفرار من شبحها, وتبعها كامل متخذاً ذات المرقد

 

****************************

ظهرت ناشرة البريق الذهبي في قبة السماء معلنة عن صباح جديد..إنه أول صباح لصفية في القصر المهيب..اتجهت العروس الجميلة لإيقاظ زوجها وهي في ابهى حلة يفوح منها عطر يسلب الألباب..جلست إلى جواره وهمست في دلال: كامل..يا كامل, اصحى عاد

انتشى من روعة العطر فتبسم قبل أن يفتح عينيه..فتحها فأبصر عروسه الجميل, فأشرق وجهه بالسعادة وقال متغزلاً: يا بوووي, جمر بيطلع في الصبح وجاعد جنبي يصحيني كماني!

 

هاها واه! وبعدهالك انت وكلامك المليح ديه يا كامل!

 

اللي في جلبي يا صفية, وتستاهلي أكتر منيه بكاتير عاد

 

هاها يخليك ليا يا كامل يا راجلي وسندي. يلا جوم اومال, حضرتلك الفاطور تحت

 

وحضرتي الفاطور بنفسك كماني! ما خلتيش البت حورية تحضره ليه عاد؟

 

لاه, أول فاطور بعد جوازنا لازمن يكون من يدي يا كامل, طب دانا من جبل آدان الفجر وآنا عم اسوي في الفاطير المشلتت عاد

 

يا بووووي وكمان فاطير مشلتت من يد صفية اللي تتلف في حرير, يا سعدك يا كامل يا واد ابو الحجاج

 

هاها ما تكسفنيش اومال, يلا جوم اسّحم وحصلني عاد

 

وجم كامل وبدا الحزن على وجهه, فتعجبت صفية من انقلاب مزاجه فجأة فسألته: واه! حُصُل ايه يا كامل؟

 

....صلاة الفجر فاتتني يا صفية

 

ها! ممم هي لما صلاة الفجر تفوتك تحزن كديه!

 

اومال ايه عاد! عمرها ما ضاعت مني..دي أول مرة

 

معلش يا كامل, صلي اللي فاتك وخلاص, ما تحزنش كديه في نهار فرحِنا..هسبجك وحصلني

 

طيب يا صفية

 

خرجت ممتعضة وهي تقول في سريرتها: هيسود علينا النهار عشان صلاة الفجر فاتته..متجوزة شيخ جامع آنا اياك!

 

***********************************************

 نزلت, فألفت حورية إلى جوار المائدة تسألها: اومال كامل بيه وين يا ست صفية؟

 

بيسحّم ونازل

 

هاها حمام الهنا عاد يا ست

 

طب بلاش رط وروحي شوفي وراكِ ايه عاد

 

سمعتا أجراس الباب تقرع, فاستاءت صفية قائلة: يا بوووي. مين الفقري اللي جاي ع الصبح ديه

 

يمكن امك جايبالك الفاطور وجاية تصبح عليكِ يا ست صفية

 

أمي! هأ! أمي لا تطيق الفرح ولا الفرح يطيقها

 

أعوذ بالله منيها, هروح اشوف مين

 

فتحت الباب فألفت الحاجة فايقة متهللة وخلفها امرأة تحمل صينية كبيرة مغطأة فوق رأسها, فصاحت حورية فرحاً: واه, الحاجة فايجة, يا صباح الهنا يا حاجة

 

يسعدك صباحك يا بت يا حورية

 

امتعضت صفية ولوت شفتها في تأفف وهمست بخفوت: بايتة تحلم بينا المرة ديّ! جاية تجري علينا أول ما فتحت عنيها الصبح!

...تظاهرت بالفرح وجرت عليها قائلة: أمّا, ديه ايه النهار لِبيض ديه عاد! يا الف مُرحب يا امّا..ارتمت في أحضانها وأمطرتها بوابل من قبل وأختتمتها بتقبيل يدها, بينما الحاجة فايقة تضحك وتدعو لها بالبركة قائلة: الف بركة يا مرت ابني, يسعدك ويهنيكِ يا بت الأصول

 

تعيشي يا امّا, تعا اجعدي وارتاحي

 

جاية يا بتي...بت يا حورية, خدي الصينية من المرة

 

هاتي يا مرة انتِ

 

خدي أها...عايزة مني حاجة تاني يا حاجة

 

وضعت الحاجة فايجة بعض المال في يد المرأة وقالت: خدي دول لعيالك, متشكرين

 

الله يسترك يا حاجة ...مبروك يا ست صفية

 

الله يبارك فيكِ..حورية, وصلي المرة لحد الباب...مين ديّ يا حاجة؟

 

دي مرة غلبانة بتربي أيتام بتشتغِل في البيوت عشان مالهاش حد

 

يا نضري! استني يا ست استني

 

هرعت صفية إلى مائدة الإفطار وأخذت إحدى الفطائر ووضعت فوقها بعض البيض المسلوق والجبن وأسرعت إلى المرأة تعطيهم إياها وتقول بحنان مصطنع: خدي دول لعيالك يختي, ولو عوزتي حاجة تاجي تطلبيها مني ما تتكاسفيش عاد

 

يطعمك ما يحرمك يا ست صفية, الله يخليلك عيالك ويزيدك مال وعيال

 

كانت الحاجة فايقة ترقبها بإعجاب وصمت..مضت المرأة إلى حال سبيلها وعادت صفية تبتسم وترحب بالحاجة فايقة : يا ألف مُرحب يا امّا

 

يرحب بيكِ يا بتي..اومال كامل وين عاد؟

 

أجابها كامل من أعلى الدرج وهو  ينزل على عجل: آنا ها يا امّا

 

هاها بسم الله ما شاء الله, بدر في ليلة تمامه, الف بركة يا ولدي, تعال في حضن امك عاد

 

هاها والله اتوحشتك من عشية يا امّا

 

ان شالله ما تشوف الوحش ولا تنضره في دنيتك يا حبة جلبي

 

قالت صفية لكامل: واه! ما نادمتش البنات عشان يفطروا ليه يا كامل؟

 

قالت الحاجة فايقة بامتعاض: وينزلوا ليه عاد وننضروا سحنتهم! والله لما بوعالهم بفتكر امهم والهم بيركبني, خليهم فوج وحورية تطلعلهم الطفح اللي هيطفحوه

 

أسرت صفية الفرح في قلبها وأبدت الضيق قائلة: وهما ذنبهم ايه بس يا امّا في اللي عِمْلته أمهم عاد! دول بنيتا صغار غلابة, وكفاية العار اللي ركبهم طول عمرهم مش هنبجى احنا والدنيا عليهم عاد

 

والله يا بتي ما نضرت في طيبة جلبك

 

تعيشي يا امّا..يلا يا كامل اطلع نادم البنات عاد

 

********************

فتح الغرفة فوجد الطفلتين مستغرقتين في النوم, والرضيعة مستيقظة في مهدها ...فصاح فيهم: جومي يا بت منك ليها فزي

 

نهضتا فزعتان عن فراشيهما, فسألته سلمى الكبرى: في ايه يا بوي

 

انزلوا اتسمموا, مرت بوكوا جهزت الفاطور

 

قالت وطفة بإصرار: ما عايزينش نُفطُر عاد

 

جذبها من ذراعها بعنف زائراً: لما اجول على حاجة تنفذيها من غير ما تنطُجي..سمعتي ولا اخلي النجع كلاته يسمع صريخك عاد

 

نظرت في عينيه بثبات من خلف الدموع المتحجرة ولم تنبس ببنت شفه, فاتنزعت أختها ذراعها برفق من يد أبيها وقالت: حاضر يا بوي, اللي تأمرنا بيه هنعمله عاد, هناجيب عالية ونحصلك

 

أولاهم ظهره وخرج من الغرفة, فارتمت وطفة في أحضان أختها الكبرى وأطلقت سراح دموعها الحبيسة على كتفيها وهي تنشج وتقول:

 آنا كرهت بوي, كرهت العيشة معاه

 

وبيدنا ايه نعمله عاد يا وطفة! يلا نغسلوا وشنا وناخدوا عالية ونحصلوه وإلا يطلع يضرُبنا احنا التنين

 

***********************************

ولحد هنيه وخلصت حلجتنا

نشوفكم السابوع الجاي إن شاء الله

 

نورتوا المدونة واشتقتلكم جدا وأسأل الله أن نلتقي دائما على خير ها هنا على أرض رواياتي

 

محبتكم. هبة عبد العظيم نور

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على رسول الله

 

لا إله إلا الله

 

اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات

  1. احلى هوبا فى الدنيا
    مبارك العوده يا جميله
    حلقه رائعه جدا كالعاده الدعوى

    ردحذف
  2. عليه افضل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    هنبدأ بنكد كده ياهوبا ماشي مافيش مشكله نستحمل البارت ده

    ردحذف
  3. جزاكِ الله خيرا أستاذة هبة حلقة رائعة و مشوقة و ممكن تنزلي حلقتين الله يبارك فيكِ

    ردحذف
  4. اللهم صل وسلم على رسول الله
    الف مليوووووووون حمد لله على السلامة يا مبدعة ..دمت دائما و ابدا مبدعة ..ربنا ما يحرمنا منك ابدا يا رب

    ردحذف
  5. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حمدا لله على سلامتك يا حبيبتي
    حقيقي فرحت كتير انك رجعت تكملي الرواية كنت منتظراها جدا وكنت كل فترة ادخل واقول يمكن عامله مفاجأة وكملتي
    وفرحت لما بعتيلي وقلت هكملها
    ربنا ييسر لك ويوفقك يارب

    ردحذف
  6. تسلم ايدك حبيبتي عودا حميدا مبدعة كالعادة

    ردحذف
  7. طبعا رائعة كالعادة
    والله صعبان عليا سلمي ووطفه وعاليه وحسن ومصطفى
    مش عارفه مصيرهم هيكون ايه بس صعبانين عليا جدا جدا
    محمود مش صعبان عليا لانه شبه امه لكن مشفقه عليه نفسي يبقى زي اخوه كدا ويتحسن
    يا ترى ايه هيحصل لصفية والحاجه فايقه هستحمل لو فعلا مجابتش ولد ولا هتكرها هي كمان وياتري دا كدا بداية جزاة صفية والشر اللي جواها ولا ايه
    تسلم ايدك بجد باستمتع برواياتك جدا

    ردحذف
  8. اللهم صلِ على محمد ....
    الحلقة رائعة ومشوقة ...ومليئة بالاحداث....جُزيت خيرا

    ردحذف
  9. عودا حميدا هوبة الحبيبة🤩الحلقة راااائعة اندمجت معها 😁 أما نشوف أخرتها صفية النحس دي هههه

    ردحذف
    الردود
    1. عودا حميدا هوبة الحبيبة🤩الحلقة راااائعة اندمجت معها 😁 أما نشوف أخرتها صفية النحس دي هههه

      حذف
  10. عودا حميدا يامبدعة حلقة جميلة ولو اني بقرأ وانا متغاظة من بت كلاف البهايم دي بس معلش الفرج هياجي ان شاء الله 😀😀 تسلميلنا ومن ابداع لابداع حبيبتي

    ردحذف
  11. حمد لله على السلامة
    وحشتينا الحلقة جميلة جدا
    ياريت يبقوا حلقتين فالاسبوع

    ردحذف
  12. حلقة جامدة جداااااااا يا استاذة عودة قوية ومميزة واحداث مشوقة جداااااااا 🥰🥰🥰

    ردحذف
  13. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وع اله وصحبه اجمعين ….عودا حميداً يا مبدعتنا وحشنا ابداعك والله تسلم ايدك ياحبيبتي 💞💞💞

    ردحذف
  14. أم رقية

    ردحذف
  15. حمدالله على السلامه يا استاذة الحلقة جميلة كالعادة رجعتنا للأيام الجميلة

    ردحذف
  16. يااااه ياستاذة هوبة مش عارفة اوصف والله الجمال والحبكة والسرد والحوار اقول ايه ؟

    قلبي مقبوض وخايفة 😭

    مش عارفة صفية دي يتقال عليها ايه
    بس العيب مش عليها
    العيب ع اللي صدق وأمن
    الولية اللي اسمها فايقة دي ربنا ينتقم منها اول واحدة هتشرب من كاس صفيةوان شاء الله يكون سم هاري
    بنات حياة صعبانين عليا جدا
    ياترى الزمن مخبي ليهم ايه
    مش متخيلة الجحود اللي بقا كامل فيه تستاهل ياكامل اظن صفية هتاخد اللي وراه واللي قدامه وهيكون شحات تحت امر الست صفية

    بدارن مش عارفة حاسة متعشمة فيه شوية خير ممكن يقع مع صفية ويهد المعبد عليها

    جميلة حاسة ان صفية ممكن تقهرها وتقتل جوزها
    وخايفة تفكر تجوزها لبدارن وكامل يغصبها

    حاسه ان تغير النجع هيكون على ايد حسن ومصطفى بس هل النجع هيفضل ف االظلم دا ومصطفى اصلا هيتيغير ويفضل محتفظ بالوعد اللي بينه وبين حسن ؟

    وحاسه ان صفية مش هتحمل ولو حملت ممكن تكون بنت
    ويارب تكون بنت او ماتحملش خالص بجد نفسي علشان فايقة تتقهر بالبطيئ


    تسلم ايدك وعينك ياستاذة هوبة
    رجعتيلي شغفي بالقراءة

    ناوية اجيب الرواية من الأول الاسبوع دا

    جزاكم الله خيرا كثيرا

    ردحذف
  17. عودا حميدا
    وحشنا قلمك المبدع واندماجنا في حبكاته
    مبروك لكامل ان شاء الله مش هيفرح بالواد هو وامه
    وطفة شكلها يا عيني هتشوف ايام سودة اختها بتسايس امورها عنها
    وطفة تشبه عمتها في صلابتها
    مصطفى صعبان عليا المصير اللي بيستناه

    ردحذف
  18. عودا حميدا استاذه هبه
    حلقه جميله وان كانت مليئه بالحزن
    تصوير المشاهد والاحداث كأننا نراها بأعيننا
    ماشاء الله مبدعه كالعاده

    ردحذف
  19. وحشتيني قوي قوي يا هوبه
    اتاخرتي علينا بس مش مهم بعد الابداع في الحلقة دمتي متألقة و مبدعة
    رجعتينا لاحلي ايام ورجعتي السعادة لقلبي بمجرد القراءة لكي

    ردحذف
  20. حببتى تسلم ايدك روعة حمد لله على السلامه مش عوزها تخلص من جمالها واللغة رائعة
    ربنا يحسن بين ايديكى يااااارب

    ردحذف
  21. معقول فيه كده دول بناته ... يمهل ولا يهمل

    ردحذف
  22. ❤️❤️❤️
    رائعة جداً يا حبيبتي
    👏🏻👏🏻
    ما شاء الله أسلوبك في الكتابة كأننا عايشين مع الحكاية بكل تفاصيلها.. ده غير أحاسيسنا ومشاعرنا اللي بتتغير مع كل موقف أو مفاجأة..
    الحلقة النهاردة حسيت فيها إسقاط شوية على الواقع "والله أعلم" 😂
    كامل بيه وامه الحاجة اول ناس هيدوقوا من كاس السم بتاع صفية
    وماسمعناش حاجة عن حياة الحلقة دي
    يارب تكون بخير
    ومصطفى ده صعبان عليا يارب حسن يقابله ويعرف يرجعه زي ما كان

    💞دُمتي مبدعة💞

    ردحذف
  23. التعليقات اللي بكتبها ما بتظهرش عندي وانا بكتب 🤔 الكلام بينزل ع السطر اللي تحت وما بشوفش انا كتبت ايه

    ردحذف
  24. عودا حمبدا
    رائعة ومبدعة كالعادة
    جزاكى الله خيرا غاليتي وبارك فيكي ورزقك سعادة الدارين

    ردحذف
  25. الله، عوداً حميداً كاتبتنا المبدعة، الحلقة رهيبة كما تعودنا منك، بس الظلم يقهر يقهر، وأكثر شي راحمة بنات حباة! بانتظار الحلقات القادمة😍

    ردحذف
  26. سلمت يمينك

    صفية شخصية صعبة جدا والشخصيات دي موجودة فعلا في الواقع

    بستغرب الناس اللي شايفنها ملاك زي كامل وامه

    بدران لما بيقول لكامل بالحضن وبقينا نسايب حاسة من وراها رسالة إن الروس اتساوت

    الحلم اللي شافته صفية ممكن يكون مترتب عليه احداث في القصة

    زي مثلا كل ماتحمل تحلم بنفس الحلم وبعد كده الطفل يموت في بطنها
    او مايتم لها حمل
    مجرد تخمين

    ردحذف
  27. لا حول ولا قوة الا بالله

    ردحذف

إرسال تعليق