الحلقة الخامسة عشر الفصل الثاني الجزء الثاني من الليل والدوادي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وما توفيقي إلا بالله

 

عليه توكلت وإليه أنيب

 

 

****************

كانت عالية تهرول في الطريق يتبعها  أحد رجال صفية  , تجفف العرق المتفصد من وجهها بأكمامها وتلهث وعينا الرجل ترقبها عن بعد كعيني الصقر الحادتين, يتوارى خلف الجدر وسيقان النخيل والأشجار, حتى إن بلغ تلك الجدار وتوارى خلفه أصابته رصاصة في ساقه فوقع صريخ الألم ينظر حوله ليتبين من أين أتته الرصاصة

 

***************************************

حل المساء على عالية وأخذت تجري بين الطرقات وتقرع الأبواب المغلقة باباً تلو باب صارخة  في أهله بلهيب غليلها: الدور الجاي عليكو , فوجوا يا نجع ابو المنصور, بعد الشيخ سلطان صفية ما هترحمش حد فيكو

لم يفتح لها أحد, بل وأن بعض الأبواب والنوافذ المشرعة أغلقها أصحابها مرتاعين وكأنهم يخشون أن تعلم صفية أنهم سمعوا ولو سهواً من يحضهم على التصدي لها,  وهرع آخرون يدخلون صغارهم اللاهين ويلوذون فراراً بمنازلهم ويغلقون المتاريس, لم تر عالية ناصراً واحداً من أهل القرية, رأتهم يهرعون كالأشباح المذعورة ويغلقون الأبواب دونها فلم تسمع إلا صلصلة الأقفال والمتاريس, فجن جنونها ودمدمت سباباً: تستاهلوا اللي هيتعمل فيكو يا نجع ابو المحروج, يا ولاد الذل يا رباية الكرابيج

..أطفئوا جميع السُرج المضاءة أمام البيوت فبقت وحدها في ظلام دامس يطن في أذنها صفير الرياح, فنشجت باكية واستدارت عائدة من حيث أتت, ما إن انعطفت إلى تلك الطريق حتى زغلل بصرها ضوء كشاف قوي يوجه صوبها, وخيال رجل ملأ المكان حولها, فركت عينيها بضيق وصاحت: انت مين؟

 

أبعد الكشاف عن عينيها واقترب شيئا فشيئا, فإذ به الشاب الملثم الذي التقاها عند القصر وأنقذ شقيقتها الكبرى من زيجة سائس البهائم, فقالت: انت!! عرفت سكتي من وين؟

 

هه كيف ما لصفية عيونها في النجع, احنا كمان لينا عيوننا يا ست عالية

 

رايد ايه مني؟

 

ارجعي ع السرايا يا بت سيادنا

 

صرخت في وجهه: وبصفتك ايه تأمرني!

 

ما بأمركيش. بحميكِ

 

تحميني من مين؟

 

من طيشك ونفسك الجامحة

 

.....طيشي ونفسي الجامحة!! رايدني اسوي ايه! اتلتم زييك وانجي ولاد الأكابر بس من ظلم صفية واهمل ناس النجع لديابة خوها بدران!!

 

هه وانتِ شايفة ان ناس النجع يستاهلوا اننا نتدخلوا لنصرتهم!! حتى الشيخ اللي بيدعوا محبته هملوه يتهان ويتحبس عشان خايفين.. هما راضيين بالمذلة ويعشجوا الكرباج

 

يعني ايه!! صفية مالهاش آخر!!

 

رَدي ع سؤالك مالوش عازة, أهل النجع جاوبوكِ وجت ما جفلوا بيبانهم في وشك وانتِ بتفوجيهم لصالحهم

 

أجهشت بالبكاء وقالت: يعني الاعراض هتفضل منداسة تحت اجدامهم!!  يعني الشيخ سلطان هيفضل في محبسه! يعني اموال الناس وحجوجهم هتفضل منهوبة وسيف بدران متسلط ع الرجاب! يعني امي هتفضل متهومة زور وخالي هيفضل مطرود من النجع ومالنا في يد صفية وخوها!! يعني هعيش واموت بجهرتي!!

 

جولتلك ما هنعملش شيء إلا لو ناس النجع فاجت

 

طب وهيفوجوا ميتى!!

 

انظري حواليكي ع البيبان المجفلة, هتشوفيها جبور واصحابها ماتوا من زمان

 

لاااااااااه لاه ما ماتوش, دول كيف السكارى ما واعينش, لكن هيفوجوا, ايوة, لازمن يفوجوا

 

وجتها هنتدخل ونجفوا جبليهم في وش صفية وبدران ونجيبوا حجهم

 

.....انت مين؟؟ ومين اللي عم تتحدت عن لسانهم ؟

 

.....ارجعي السرايا يا بت سيادنا, ووعد مني يوم ما يجد أمر جاديد يستاهل نتدخلوا هنتدخلوا..استنظري البشارة وما تيأسيش..يمكن تجيكِ, مافيش شيء باعيد على ربنا

 

بشارة ايه؟

 

يوم ما تصحي في الليل على صوت ضرب نار يهز النجع اعرفي إن في شيء هيحصُل إن شاء الله

 

يارب..يارب..... لكن جبل ما امشي عايزة اعرف انت مين

 

سلام يا بت سيادنا

 

أغلق ضوء الكشاف وتلاشى في الظلام..فوقفت حائرة تتسائل, هل ما رأته محض حقيقة أم حديث نفس انبجس من قيعان أحزانها العميقة....تنهدت وشقت طريقها على ضوء النجوم الخافت عائدة إلى القصر وعقلها شارد في تلك الملثم ومن ورائه وهل هم حقيقة أم خيال

 

**************************

كان أمر الجاسوس وما ألم به  قد نما إلى أسماع صفية فجن جنونها, فمن أين أتته الرصاصة! هل هي متعمدة أم محض رصاصة عبثية من يد أخرق..أين ذهبت عالية دون علمها...حتماً ستأتها الأنباء, فإن كانت الجدر صماء, فإنها مبصرة تتحدث...ظلت تنتظر عودة عالية لتستنطقها عن مكان غيبتها ..فلا طاقة بالصبر لديها

 

دلفت إلى القصر فألفت صفية أمامها متجهمة تسألها: كنتِ وين ؟

 

هاج هائج عالية: اسمعي يا مرة انتِ, خليكِ في حالك وما لكيش صالح بيا, آنا الجن عم يتنطط جدامي ديلواك, بعّدي من جدامي لصور جاتيل

 

هرعت الفتاة إلى الدرج ونظرات الغل المتقدة في عيني صفية تتبعها حتى واراها الجدار فأصرت صفية على أسنانها وقالت: طيب يا عالية, حظك إني دماغي ما رايجاش وفي جلبي الف هم وهم..لكن يومك الاسواد جاي يا بت حياة

 

******************************************

وقف حسن أمام بيت جدته القديم المهجور والذي تكاتلت عليه الأتربة ونسجت حوله خيوط العناكب, دفع الباب برفق وضغط زر المصباح, فتبدى أمامه فراش جدته فارغاً فاجتاحه الشوق وفاض الدمع عن مقلتيه, دلف بخطوات وئيدة يجتر ذكريات الجدة الحنون..صوتها المستكين حين ترحابها بذراعيها المشرعتين وبسمتها العذبة, ارتمى على فراشها يبكي وانطلق لسان شوقه: يااااه اتوحشتك يا جدتي. بعد بوي وبعدك ما دجت طعم الحنان. تعبت من جسوة الناس على بعضها يا جدتي, ما عارفش طمعانين في الدنيا ليه وهما فايتينها, ما عارفش امي وخالي وخوي هيفضلوا عايمين في بحر ظلم ماله شط لميتى! آآآه يا جدتي وألف آه من الويل اللي عايش فيه بسببهم, بسمع لعنهم بوداني ينزل عليّ جسمي كيف اسياخ النار يعذبني, وما جادرش..ماجادرش ارجعهم عن سكة الدم والمال الحرام والدوس ع الاعراض..عمري ما صدجت امي في افتراها على حد..لكن كنت اجول اكيد هياجي اليوم اللي الين فيه جلبها واردها عن شرها..لكن خلاص يا جدتي, تعبت..تعبت..عشان كديه هملتها وجيت اعيش في دارك

 

تهيأت له جدته أمامه جالسة على الفراش, مسحت على رأسه المنكفئ وقالت معاتبة: ديه اللي وصيتك بيه وانت صاغير يا حسن!

 

انتفض عن الفراش وقال ذاهلاً: جدتي!

 

سألتك..ديه اللي وصيتك عليه وانت صاغير يا حسن!

 

يا جدتي آنا...

 

ما تكملش.جاي تندس في داري من ظلم امك وخوك وخالك وترفع يدك عن نصرة المظلوم!!

 

ما بيديش يا جدتي ما بيديش

 

لاه بيدك. بيدك تدافع عن الحج ولو على رجبتك..انت عارف ان خوك هو الجاني لكن دريت عليه

 

لاه,لاه يا جدتي, آنا ما داريتش, أنا جولت للشيخ سلطان ..لكن حبسوه لما واجههم

 

انت اللي حبست الشيخ سلطان

 

آنا يا جدتي!!

 

ايوة انت يا حسن, حبسته بسكوتك عن الحج

 

يا جدتي افهميني, كلمة الحج ما حد رايد يسمعها و..

 

ومين جال ان السكوت عن الحج جول وبس! عارفاك صوتك عالي بكلمة الحج يا ولدي وعمرك ما ضنيت بيها..لكن جه وجت فعل الحج ..زمن الكلام ولى يا حسن, زمن الكلام ولى

 

اختفى طيف الجدة وظل يناديها ويتحسس الفراش: جدتي, روحتي وين يا جدتي!!

 

جلس على الفراش شارداً في طيف جدته..فما كانت إلا حديث نفسه الثائرة التي تفيق تلك الخامدة من غفوتها وتشعل فتيلها

*************************************

ما هي إلا سويعات حتى أتت إحدى النساء بالخبر إلى صفية تقصه تحت قدميها, فقهقهت في انتشاء وقالت ساخرة: بجي عالية كانت عايزة تجوم أهل النجع عليّ وعلى خوي بدران!

 

أي والله يا ست كانت كيف التور المطلوج اللي ما حد جادر يجف في وشه, والناس خافوا ولموا عيالهم واتدسوا في بيوتهم وجفلوا البيبان

 

زادت قهقهتها حتى أمسكت صدرها وقالت: هتموتيني يا مرة انتِ كفاكِ, يا بوووي, كان نفسي اشوف وشها عالية لما الناس سووا فيها كديه وجفلوا البيبان في وشها هههه

 

كنتِ هتنضريها كيف يا ست! الناس طفوا الانوار والدنيا عتمت والواحد ما كان يشوف كف يده

 

هههه مممم والله عال يا عالية ..عايزة تجفي في وش الريح يا زرعة مخوخة انتِ!!

 

عيلة وطايشة يا ست مافهماش انك تجدري تمحيها من الدنيا, لولاش جلبك الحنين اللي صاين عشرة كامل بيه

 

أي والله يا بت يا عطيات, هو جلبي الحنين اللي عم يصب حنانه صب في طوب مشجج ماحاسس بيه

 

ربنا يديكِ على كد نيتك يا ست

 

اكفهر وجه صفية وركلتها بقدمها صائحة: طب جومي فزي غوري من هنيه, داهية فيكِ وفي دعاكِ اللي كيف وشك

 

***********************************

 

في هذا البيت الكئيب ذو الغرف المعتمة والجدر المملوطة بالأسمنت القاتم حبست الفتيات دونما جريرة.. تجمعن حول قصعات الطعام خلا واحدة, كانت تركن إلى الجدار ذارفة العبرات..وقفت على رؤسهن تلك المرأة كريهة المطلع حادة النظرات واجمة ترصد ما يحدث في صمت..نظرت إحدى الفتيات الجالسات إلى  الفتاة الباكية فرقت لحالها,تركت الرغيف اليابس جانباً وقامت إليها. ربتت على كتفها وقالت: وبعدهالك عاد! من وجت ما جابوكِ عشية وإنتِ ولا وكل ولا شرب وما مبطلاش بكا

 

ردت ثائرة: آنا عايزة أخرج من هنيه, ياخدوني من بوي وامي ليه دول وعشان ايه!

 

تنهدت الفتاة وقالت متحسرة: يعني ما خابراش انهم واخدينا جصاد دين أهالينا لبدران!

 

ويطلع مين بدران ديه! واد الليل جتال الجتلا اللي واخد المال بالغصب!!

 

انتفضت رفيقتها وكممت فاها بيدها وهمست في أذنها رعباً: اكتمي خشمك وإياك تجيبي سيرة بدران وإلا المرة السو اللي واجفة كيف البومة فوج روسنا ديّ تروح تبلغ مصطفى ابو جارحي وياجي بشره يسود ايامنا

 

وهو لسة ما سودهاش عاد! هيسوي فينا ايه اكتر من كديه!

 

جولتلك سدي خشمك ما ناجصينش..جبل ما تاجي انتِ بيامين كديه, في بت من البنيتا تنها تشتم فيه وفي بدران, جامت المرة ديّ راحت لمصطفى وجالتله آخر الليل, تاني يوم في الصبح دخل علينا كيف الجضى المستعجل وخلعنا بعنيه اللي كيف عين الديابة وزعج بعلو صوته وجال, وين البت اللي شتمت فيا وفي الريس بدران.. متنا في جلدنا واتدارينا في بعضنا وماحد فينا نطج, راحت المرة السو ديّ شاورت عليها, راح هجم ع البت كيف الغول وخدها من وسطينا وجرجرها كيف الدابيحة وصريخها كان جايب لآخر النجع, واحنا كماني كنا عم نصرخوا عليها..وما ندراش سوى فيها ايه ..البت اللي تخرج معاه من هنيه ما بترجعش تاني....كانّه بيجتلها

 

ارتعدت الفتاة وقالت بنبرة مرتعشة وقد شخص بصرها: يجتلها!!

 

العلم عند الله عاد..عشان كديه بجولك اسكتِ وداري لسانك ورا حيطان خشمك..جومي يلا معاي ناكلوا لجمة

 

ما عايزاش ادوج السم..همليني لحالي

 

بشوجك عاد..كنا زييك كديه..ولما الأيام طالت بينا والجوع جرصنا اتكفينا ع الأكل كيف ما انتِ واعية..بالإذن

 

تركتها وعادت إلى رفيقاتها تشاركهم الطعام, وعادت الفتاة تركن رأسها إلى الجدار تبث عبرات الشكوى إلى الله

 

*****************************

في المسجد الذي غاب عنه ناسكه المتعبد الشيخ سلطان..قام حسن بإمامة الناس لصلاة الظهر, وبعد انقضاء الصلاة اجتمع بالناس ليحثهم على معاونته في البحث عن الشيخ..كان من بين الجمع أعين صفية المندسة ترقب وتسمع..ثم حُمل إليها الحديث وكُب في مسامعها.فشحذت شفير الأفكار وأخذت عيناها تضيق وتتسع حتى عقدت العزائم على أمر دبرته في بواطنها الآسنة وأسرعت بمهاتفة العمدة بشأن الشيخ سلطان ونطقت بنبرة المكائد: ناس النجع طول ما بيتجمعوا في جامع سلطان ما هيسكتوش عنيه, وكل يوم والتاني يجولوا راح وين واختفى وين..وما رايداش اجولك يا عمدة انهم محملينك المسؤولية..ممم وربك العالم عاد انهم عم يفكروا يجتلوك ويخلصوا منيك

 

ايه! يجتلوني يعني ايه! كنت آنا اللي ضحكت ع البت إياك!!

 

نعملوا ايه عاد في نفوسهم السو يا عمدة! كل بلوى في النجع يرموها عليك وكانّك انت اللي عِملتها..سمعت عاد انهم ناويين يتجمعوا في جامع سلطان بعد صلاة العصر ويفكروا يجتلوك كيف

 

أمسك رقبته وقال مرتجفاً: يا وجعتك الطين يا ياسين! ..يعني اشيع الغفر يقبضوا عليهم ولاد المحروج دول ولا اسوي ايه؟

 

هأ! وهتجبض عليهم بتهمة ايه عاد!..اسمع يا عمدة, لا تفكر ولا تتعب روحك, مافيش جدامك غير حل واحد

 

الحجيني بيه يا ست صفية

 

.....تهد الجامع

 

ارتعد جسده وصرخ شاخص البصر: ايه! جامع ايه اللي اهده! ديه بيت ربنا واخاف امد يدي عليه

 

واه! خلاص بخاطرك, ما تهدوش, خليه مرتع لحبايب سلطان ومعاهم رجالة صالح عشان يتفجوا على جتلك في العصر ونصلوا عليك في المغرب

 

لاه, لاه, ما عايزش اموت. كنت عِملت ايه عشان اتجتل واروح في شربة مية كديه!

 

جولتلك احمي روحك وهد الجامع عشان ما يتجمعوش فيه.. يا الجامع يبجى, يا عمرك يبجى, واللي في مصلحتك اعمله..آنا خلصت ضميري جدام ربنا, وانت وشوجك عاد يا عمدة

 

أغلق الهاتف وانتفض ينادي خفراءه ويصدر الأوامر يمنة ويسرة بهدم المسجد حتى لا يتثنى لأتباع الشيخ سلطان ورجال صالح الاجتماع والاتفاق على مقتله كما زعمت صفية..ذهب رجال العمدة ومعهم ماكينات الهدم ولم يتورعوا عن هدم المسجد أمام أعين الناس الذين تجمعوا من كل حدب وصوب رجالاً ونساءا وشيوخاً وأطفالا و تعالت صيحاتهم بالدعاء على من لم يخشوا عقاب الله لمن هدم مساجده..أوشكت صلاة العصر واتجه المصلون إلى المسجد ومن بينهم حسن فأرجفهم منظر ألات الهدم التي نشبت في الجدران كالوحش المجنون تدكها.تعلقت الأبصار عالياً بالمإذنة التي أخذت تميل شيئاً فشيئاً حتى هوت على الأرض ودوى حطامها فانفجرت لها العبرات وشقت الصدور بالوجع وعلت صرخات النساء وبكاء الأطفال وتلاشت الوجوه خلف سحائب الغبار.هرع حسن يشق الصفوف ويدافع الأكتاف وانتصب أمام رجال العمدة يبرق ويرعد: كيف اتجرأتوا يا كلاب جهنم تهدموا جامع ربنا! كيف جالكم جلب تمدوا يدكوا على مكان اتقام للصلاة وذكر الله يا اتباع ابليس

 

 رد أحدهم: ما تغلطش فينا يا باشمهندز, دي أوامر علينا واحنا عبد المأمور

 

وكزه حسن في صدره وصاح: كلنا عبيد لله, هو وحده يأمرنا وينهانا, وربنا أمر بحفظ المساجد مش هدمها, وما فيش طاعة في معصية الخالق. يا ويلكم من ربنا, يا ويلكم, كانكم ما سمعتوش الآية ديّ وعدت على جلوبكم اللي كيف الحجر الصوان. بسم الله الرحمن الرحيم( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها, أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين, لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم)

 

رد خفير ثان: الحديت ديه تجولوا للي أمرونا يا باشمهندز, هما اللي هيتحاسبوا مش احنا

 

كلكم هتتحاسبوا جدام ربكم, واللي أمروكم هيتنصلوا منكم. حسبنا الله ونعم الوكيل

 

أشاح الخفراء ورجال الهدم بوجوههم عن حسن وراحوا يكملون الإثم الذي شرعوا به بغير اكتراث, فاتجه أحد المصلين إلى حسن وقال: وفر حديتك يا باشمهندس, دول كلاب اسيادهم, يسمعوا بودانهم وينطجوا بلسانهم من غير ما يفكروا

 

رد أحد الخفراء باستخفاف: وانتو محروجين ليه على جامع سلطان! ايش حال ما انكشف ستره وطلع فاجر وزاني

 

انتفخت أوداج حسن وأصر على أسنانه وانقض على الخفير وهم بضربه, فتفاجأ بيد من الخلف تمسك بيده, أدار رقبته فوجده السيد سلام, ربت على كتف حسن وقال بنبرة هادئة: تعال معاي يا حسن انت والرجالة نصلوا في استراحة سرايتي. ومن هنيه ورايح الصلاة هتكون هناك لحد ما نلاجوا الشيخ سلطان ونبنوا المسجد من جاديد

 

هز حسن رأسه بالموافقة وملامح الألم تعتصره. هم الجميع بالانصراف فإذ بأحد مجاذيب سمحون  ينادي في الناس: يا أهل نجع ابو المنصور, الشيخ سمحون بيجولكم جامع سيدي ابو المنصور مفتوح ليكو, تعالوا وصلوا وراه

 

نظر الجميع إليه باحتقار, وانصرف الرجال خلف السيد سلام وحسن, فقال أحد الخفراء ساخراً لمجذوب سمحون: كانّك جنيت يا راجل انت. كنت مفكر حبايب الشيخ سلطان هيصلوا ورا الشيخ سمحون! دول عم يجولوا عليه راجل ضلالي ومبتدع وبيصلي جنب مجام ابو المنصور

 

اهتز المجذوب يهذي: مدد مدد مدد يا سيدي ابو المنصور مدد

 

*******************************

دفعت زوجة العمدة باب مندرته وأزاحت الخفراء وصاحت فيه ثائرة: انت صُح هديت جامع الشيخ سلطان يا ياسين؟؟

 

زفر العمدة وأومأ لحراسه بالانصراف وانتفض عن مقعده وصاح بتجهم: ايوة يا باخيتة هديته, صالحك ايه انت!

 

أخذت تضرب على صدرها وتذرف العبرات, ثم صرخت فيه كالملتاثة: انت جرالك ايه يا ياسين! متبع ابليسك ورايح وراه على جهنم!!

 

جهنم تاكلك وتاكل ناسك. عِمِلت ايه آنا يا مرة انتِ!! جامع ولامم أعادينا على رجالة صالح وما عارفينش عم يدبروا ايه لينا وللنجع

 

يا راجل اتجي الله, هو حد عم يدبر البلاوي للنجع إلا انت وبدران ومن وراكو المرة اللي اسميها صفية! ولا كانّك مفكرني نايمة على وداني!

 

تنامي ما تجومي يا باعيدة. يا مرة انتِ ايش فهمك في العمودية وشؤونها. آنا العمدة وآنا اللي اجول ايه يصلح للنجع وايه يضره. وسلطان واتباعه طاعون, طاعون وكان لازم نجضوا عليه جبل ما يجضي علينا. ومنبع الطاعون ديه هو الجامع اللي عم يتجمعوا فيه ويدبروا مكايدهم. فهمتي يا مرة يا ام مخ اتخن من مخ الجاموسة انتِ ولا اغنيلك حكايتهم ع الربابة كيف حكاية عزيزة ويونس!

 

هزت رأسها بأسى وقالت متحسرة: عِملت اللي يغضب ربك, انتظر عقابه عاد...آنا هبيت في اوضة سهام بتي..ما جادراش اطلع في وشك ..ما جادراش, يارب صبرني

 

أولته ظهرها واندفعت مسرعة خارج المندرة فكال لها السباب: غوري جبر يلمك. مرة هم وحديتها يغم النفس .. أغضبت ربنا في ايه آنا!! عشان عم احمي نفسي واحمي ناس النجع اللي كيف تنابلة السلطان دول عم ياكلوا ويناموا وما دارينش بللي عمدتهم بيسويه عشانهم!! جبر يلم العفش

 

******************************

مرت الأيام تلو الأيام حتى اكتمل شهر بتمامه ولم يظهر الشيخ سلطان أو قبصة من أثره, والناس كل في شباك حاله منهمك لا يستطلع خلاصا..اللهاة هم اللهاة والعصاة هم العصاة , والليالي تحيا في حانة وداد التي تضج بضرب الأقداح وصلصلة خلاخيل المتمايلات وقهقهة المميلات..سرعان ما تماهت ورد في هذا المستنقع, وغدا الرجال يأتون لأجل تمايل قدها على الصاجات, فخرجت ترقص وتغني والعيون الشبقة مرتشقة بجسدها فأخذت تصهر جمر الغناء الأحمر في أسماع نساك محاريب المفاتن:

 

تعااااالى وتعاااااالى

 

وانت الغاوي تعااااللى

 

وآنا ارجصلك على الصاجاااات

 

على الطبلة ودج السنبااااط

 

وتعالى تعالى تعاااااالى

 

ضج الجميع باسم الحسناء المتراقصة بلا حياء ..لمحت محمود يدخل القاعة في خيلاء وخلفه تابعه بدر, فوارت غليل قلبها الذي تفجر من عينيها وقطعت الغناء لتحيته بتمايع: يا مُرحب بمحمود بيه زينة شباب نجع ابو المنصور

 

تبسم وحياها بيده, فتقدمه بدر مسرعاً وأخرج له مقعداً لدى الطاولة ليجلس, فجلس متعالياً ينفض عباءته, وأشار لساقي الخمر أن يجلب القنان والأقداح إلى أن يأتيه العشاء الفاخر كالمعتاد, فطفق بدر يصب الخمر لسيده والذي استماله وأسر إليه بحديث فتبسم ونظر إلى ورد وهز رأسه..وبعد أن انهت رقصها ذهب خلفها بدر إلى الممر المؤدي إلى غرف الراقصات وقد شغفه حسنها وقدها الممسود..ناداها: ورد

 

استدارت فلوت شفتها وقالت باحتقار: هو انت!!

 

أخذته الحمية وقال رافعاً أحد حاجبيه: ايه!! ماماليش عينك!!

 

أوووف جول باعتك ليه سيدك

 

استشاط غضباً: ايه سيدك ديّ! واعياله عم يجرني بحبل من رجبتي!!

 

انفجرت بالضحك وقالت: واه! زعلت إياك! هي كديه الناس تزعل من الحجيجة..بس هجولها كلمة حج ولو زعلتك. ايوة محمود ابو شاذلي سيدك وجارك بحبل من رجبتك وعم يجولك شي وحا كماني ..بالإذن يا ....خدام البيه, وجول للي مشغلك ورد بتشتغل هنيه بالغصب, لكن ما هتفرطش في نفسها للراجل بالغصب... وانت يللي اسميك بدر اختشي على دمك إن كان عندك عرض تخاف عليه

 

رشقته بنظرة احتقار واستدارت عامدة غرفتها ...تمسكها بعفافها أكبرها في نفسه..غير أن كلماتها عن وضعه وخزت كبريائه وأثارت نيران حقده الخامدة تجاه محمود..ولكن ..لا سبيل غير التشبث بقدمه والتقاط ما يتساقط عنه من خيرات ينعم بها..ولكن ورد!..ورد التي اتهمته أنه قواد يتاجر بالأعراض لأجل سيده!! في حديثها وعظ خفي وتعففها يثير الاعجاب..فغيرها من الساقطات ربما كان عين مرادها هو رجل كمحمود يغدق عليها المال مقابل رشفات الحب كل ليلة..لكنها أبت الخنوع ..فهي على نقيضه تماماً..فهو يمتهن كرامته ويعمل كالعبد الذليل لقاء الماء وحياة الترف ..فبينهما بون شاسع ..كل هذه الخواطر اخترقت جدار عقله الصدئ وجعلته يفكر في حاله وأوحاله ...عاد إلى محمود بغير الوجه الذي ذهب به, فسأله على الفور: جولت لورد إني رايدها الليلة؟

 

....ايوة

 

جالت ايه؟

 

بتجول تعبانة الليلة, وبتترجاك تأجلها لبكرة يكون احسن

 

هه كديه! طيب. من هنيه لبكرة مش باعيد. صب كاس تاني على ما ياجي العشا

 

أخذ يصب له الخمر كأساً تلو كأس وذهنه شارد في ورد ..كيف يحميها من محمود وبطشه..أخذ يجول في ساحات عقله حتى عثر على فكرة لمعت لها عيناه

 

لم تنطبق أهدابه على محجريه تلك الليلة..وما أن بزغ ضوء الصبح حتى ذهب إلى الماخور متعللاً لوداد أن محمود هو من أرسله لورد في أمر خاص, فتركته يذهب ليدق باب غرفتها..فتحت باب الغرفة متأففة, فامتعضت حين رأته وصرخت في وجهه: خبر ايه! الباعيد مافيش في عنيه حصوة مِلح! سيدك مشيعك ليه في ساعة كيف ديّ!

 

مش محمود اللي مشيعني..آنا اللي جاي اتحدت معاكِ في أمر يهمك

 

أطالت نظرة ارتباب إليه ثم قالت: رايد ايه انطج

 

رايد احميكِ من محمود ابو شاذلي..محمود ما هيسكتش عنيكِ..إن جولتِ لاه النهاردة, بكرة ياخدك بالغصب كيف ما سوى معاكِ جبل كديه هو وامه

 

يا بووووي! ربنا يخلصنا منيه واد الحرام ديه هو وامه وناسه..وانت بجى جاي تحذرني ما اعصاهوش!!

 

لاه, لاه يا ورد. ربنا شاهد إني رايد ابعد شره عنيكِ

 

نظرت إليه بدهشة, فابتسم وأومأ لها برأسه أن صدقيني..أطرقت رأسها قليلاً ثم سألته: وانت مصلحتك ايه في كديه؟

 

حديتك عشية حسسني إني صاغير..صاغير جوي يا ورد..صحيتِ الراجل الحر اللي جواي اللي يخاف ع العرض ويصونه..حبيت فيكِ عفتك وإنك ما رايداش الحرام ومغصوبة عليه غصب

 

نظرت إلى ملامحه الصادقة فاجتاحها الارتياح وقالت: وهتعمل ايه عشان تحميني منيه؟؟

 

اسمعي يا ورد.....

 

أروى قفار مسامعها بأمرٍ دبره لخلاصها فاعشوشبت ملامحها ابتهاجا

 

*******************************

 

مضت الأيام بعمر في مجاورة الشيخ المبتدع سمحون على خير ما يكون, فكل ليلة يستيقظ بحديث رؤى آفكة ينبش عبرها ماضي الشيخ الملوث فيزيد اليقين عنده بكرامات حجاب, يقضي عمر النهار ينشر أوار البخور فوق الرؤوس ويتحسس من أمر النفوس..يتغيب عن الأعين بعض أوقات فلا يراه راء ولا يسمعه سامع ولا أحد يعلم أين يكون..حتى تلك الليلة التي استيقظ فيها لصلاة الفجر عاقداً العزم على أمر حان وقته, وبعد وضوءه لزم أعتاب المسجد ناظراً سمحون. لكن الآذان رفع ولم يأت, فأم المصلين أحد الحضور, فتنحى عن الجمع يصلي منفرداً وبعد انقضاء الصلاة انطلق إلى بيت سمحون, دق الباب ونادى: شيخ سمحون..يا شيخنا

 

استيقظ ونهض عن الفراش ومضى ليفتح مترنحاً,نظر من خلل الباب, فأبصر حجاب ففتح يفرك عينيه وسأله: ايه اللي جابك يا واه؟

 

جيت اطمن عليك. ما جيتش صلاة الفجر ليه؟

 

ادخل يا واه وانا اجولك

 

دلف حجاب وتبع الشيخ الذي جلس يتثاءب ويشر له بالجلوس..جلس حجاب ينظر إليه ويهز رأسه ويتمتم, ثم سأله: ضيعت صلاة الفجر ليه يا شيخ سمحون؟

 

ومين جال يا واه اني ضيعتها! آنا صليت في الروضة الشريفة عند النبي

 

رد ذاهلاً: عليه الصلاة والسلام...كيف صليت هناك وانا لسة مصحيك من النوم!!

 

يا غشيم, روحي كانت هناك من جبل الفجر بساعة, وصلت هناك, ولسة راجعة ديلواك

 

حمدالله بسلامتها عاد, وناوية تعاود الحرم ميتى؟

 

السابوع كله هتكون هناك, تؤدي الخمس فروض وتعاود..ما هي دي كرامات حبايب ابو المنصور عاد, روحهم تصلي في مكان وهما نايمين في مكان تاني

 

كاتم عمر الضحك وأخذ يهز رأسه بقوة ويقلب حبات المسبحة ويقول: حي, حي, كرماتك يا ابو المنصور..فجأة هب عمر واقفاً وقد اتسعت حدقتاه وقال: جاني الليلة في المنام

 

....هو مين يا واه؟

 

سيدي ابو المنصور

 

يا بوووي! ريتلي ايه في المنام تاني يا وش الغراب انت؟

 

لاه..الحديت ما كانش عليك الليلة

 

نهض الشيخ واتجه نحوه وسأل متلهفاً: اومال الحديت على مين؟

 

أغمض حجاب عينيه وأخذ يقص: جاني وخدني من يدي ووداني سرايا كبيرة, كبيرة جوي, وجفنا ع الباب ودجينا فتحتلنا مرة عنيها بتطج شرار وعلى وشها غضب ربنا, جالتله مُرحب يا سيدي ابو المنصور, جالها مُرخب يا صفية يا بت عبد ربه

 

شخص بصر الشيخ وقال راجفاً: الست صفية!!

 

مدد مدد مدد يا صاحب المدد..ايوة اسميها صفية, شاورلها عليّ وجالها ديه حجاب, ومشيعهولك برسالة من طرف عزيز غالي..خدني باعيد عنيها وجالي ع الرسالة اللي هروح بيها

 

وهي ايه الرسالة ديّ؟

 

لاه..الأمر العالي من صاحب المجام جال إن الرسالة ما تنجال إلا لصفية وما حد غيرها يسمعها, وجالي خلي سمحون ياخدك لحديها ويجولها على سرك الباتع وإلا ينكشف ستره اللي مغطيين بيه بلاويه...حي, حي, حي

 

يا بووووي! آنا عارف انت اتحدفت علينا من وين يا واكل ناسك انت!

 

واه! هو آنا كل ما احكيلك منام تجولي اتحدفت علينا من وين! جولتلك امي اللي مشيعاني ليك

 

بعد صلاة العشاء اصطحب سمحون حجاب إلى قصر صفية, دق الباب ففتحت حورية فتهللت لرؤية الشيخ المبتدع: واه! شيخ سمحون! ديه ايه النور اللي فج في السرايا  ديه, يدك احب عليها عشان اخد البركة

 

قبلت يده فسألها: ستك وين يا بت يا حورية؟

 

الست بتعشي كامل بيه فوج

 

اطلعي جوليلها اني رايدها آنا وحجاب

 

هاها هو ديه حجاب! وديه رايد الست في ايه ديه كماني!

 

اطلعي نادمي الست ومالكيش صالح

 

طب اتفضلوا

 

دلف الشيخ سمحون وهم حجاب بالدخول, فنظرت إلى حذائه المهترئ المعفر بالتراب فقالت بغلظة: اخلع بلغتك المطينة ديّ جبل ما تخطي السراية

 

ضربها بعصاه الصغيرة وصاح فيها ببلاهة: اوعي يا بت اوعي لخلي سيدي ابو المنصور يسخطك جرد يا جردة, فسحي من جدامي فسحي

 

دخل وحذائه يغوص في الطنافس وهي خلفه تصرخ غيظاً:كديه بهدلت السجاد يا واد المحروج انت !

 

بلغ أريكة صفية فألقى بالجراب أرضاً واعتلاها بنعليه وجلس مربعاً رجليه يتمتم كالمجاذيب, فنفثت حورية أوار غيظها في زفرة وصعدت الدرج مسرعة لتخبر صفية والتي سرعان ما نزلت بنصف حجاب تتدلى منه جمتها الحمراء, سمع عمر دبيب خطواتها على الدرج فرفع رأسه فأبصرها فجاش صدره غليلاً وعاد لتمتمته مغمضاً عينيه وأخذ يهرش في شعره الكث المجعد بكلتا يديه فصاحت فيه صفية: ايه اللي مجعدك على مجعدي بالبلغة يا واد المحروج انت!

 

فتح عينيه ناظراً إليه وعاد لتمتمته غير آبه بها فاستشاطت غضباً وهمت بالانقضاض عليه فأثناها سمحون عن فعلتها قائلاً: همليه يا ست صفية, همليه, ديه مجذوب وعقله مش وياه

 

ولما مجذوب وعقله مش وياه, جايبه السرايا ليه يا شيخ سمحون!

 

ما يغركيش منظره. الواد ديه مكشوف عنيه الحجاب, وسيدي ابو المنصور مشيعهولك برسالة

 

ههه صُح!! ممم ورسالة ايه ديّ اللي مشيعهالي ابو المنصور مع مجذوب!!

 

جول الرسالة للست يا حجاب

 

وقال وهو مغمض عينيه ولعابه يسيل على جانبي شفتيه: جولتلك الرسالة لصفية بت عبد ربه, وما حد يسمع غير صفية بت عبد ربه...حي..حي..حي يا ستير من اللي جي, جي, جي

 

خلاص يا ست صفية, خديه في أي اوضة خليه يجولك على رسالته

 

نظرت إلى حجاب بازدراء وقالت: رسالة ايه الخرفان ديه! ياك مخبلة آنا عشان اصدج كلام مجاذيب!

 

جولتلك ما تستهونيش بيه..خديه واسمعي منيه, وإلا هتكوني خسرانة

 

ممم طيب, آما نشوف آخرتها عاد, تعالى يا واه

 

نهض واقفاً وما زال يهز رأسه وقال: اسمي حجاب واد سرية يا صفية يا بت عبد ربه

 

سبقته لإحدى الغرف, فدخل وأغلق الباب وأخذ يجري في كل الاتجاهات يضع أذنه على الجدر وعيناها تتبعه في دهشة يمازجها الحنق والتأفف, حتى انتصب أمامها وأغمض عينيه وقال مرتعداً: ريته في المنام ماسك صدره وغرجان في دمه عم يجري في كل مكان يدور ع اللي جتله

 

زفرت وقالت: هو مين ديه: شاذلي الجتيل

 

ارتعدت فرائصها واتسعت حدقتاها ارتعابا وهمست: شاذلي!!

 

**********************************************

 

ولحد هنيه وخلصت حلجتنا

 

آسفة جدا على التقصير معاكم الفترة دي لأني والله مشغولة وظروفي ملخبطة جدا .. وهضطر اسافر القاهرة عشان معرض الكتاب رغم اني مش بحب السفر ولا الانتقال لكن هتكون فرصة لطيفة أقابل الحبيبات اللي هيحضروا المعرض إن شاء الله وهبلغكم عن يوم وجودي على الفيس بإذن الله

 

شكراً لكل حبيباتي على تعليقاتهم اللي بتسعدني جدا كل حبيبة بإسمها الغالي على قلبي ..أقابلكم في حلقة جديدة الأسبوع القادم إن شاء الله وأسأل الله التيسير لي ولكم... وبالأخير أشكر من اعماق أعماق قلبي كل من شاركني فرحة نشر اول رواية ورقية.. وانه امر عندي لو تعلمون عظيم... لكم جزيل الشكر ووافر الامتنان

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

تعليقات

  1. شكر الله لك أستاذة هبة
    حلقة جميلة و طويلة🤩🌷

    ردحذف
  2. اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️
    جزاكِ الله الجنة أستاذة هبة❤️أم رفيف

    ردحذف
  3. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
    ربنا ييسر لك امرك اللهم امين يارب العالمين

    ردحذف
  4. اللهم صلِ على محمد🌷🌷
    الحلقة جميلللللة والأحداث شيقة ،،،،
    جزاااك الله خيررر❤️❤️
    Afaf

    ردحذف
  5. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد سبحان الله فعلا لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
    سلمت يدك

    ردحذف
  6. الحلقة رائعة جدا ومشوقة جدا جدا
    مش عارفه عمر ناوي على ايه بس شكله ذكي جدا جدا وحاسب كل حاجه صح بس عندي سؤال هو عرف كل الحاجات دي منين
    ياترى هيعمل ايه في صفية ياريته يقتلها ويريحنا منها
    احزنني جدا هدم الجامع انه لأمر جلل أقرأ الكلمات كأني أراها أمامي حقيقة
    الله ييسر لك ويوفقك يارب يا حبيبتي
    صحبتك السلامة في سفرك وأينما كنت وحفظك الله وأعادك لدارك سالمة غانمة فائزة
    نحن نلتمس لك العذر وأهم شيء سلامتك وراحتك لكن على قدر استطاعتك لا تغيبي عنا فنحن نشتاق لك ولحلقتك وروايتك
    وجزاك الله خيراً
    🌹🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
  7. لا اله الا الله
    اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
    مبارك يا قمر على ام فتحى
    وعقبا لباقى الروايات جعله الله في ميزان حسناتك
    واعانك الله على السفر وجعله يسير إن شاء الله

    ردحذف
  8. سلمت يمينك
    بدايه النهايه لصفيه

    ردحذف
  9. الحلقة جميلة وشيقة
    ياريت بدر يهرب ورد ويتزوجها
    عمر عامل مجذوب حقيقي ههه وصفية باينة عليها أنها حتصدقه لأن السر لا يعرفه الا هي 😁 إن شاء الله تكون نهايتها على إيده

    ردحذف
  10. أم عبد الرحمن الهيثمي19 يناير 2023 في 2:59 م

    تسلم ايدك وعينك يا أحسن كاتبة ف الدنيا
    ربنا مايحرمنا منك ولا من كتاباتك 😍😍

    بس انا خلاص مش هتوقع تاني علشان انت يا استاذة هوبة خارج كل التوقعات 🤣
    ابدعتي ابدعتي ربنا يباركلك
    تصدقي فعلا النجع خسارة فيه حد يساعده طالما راضين وجبناء كدة يبقوا يستاهلوا
    اكيد بقا اللي بيساعد عالية ناس تبع خالها صالح الصالح 🥰
    عجبني تفكيرك ياعمر ارعبها وزلزل اقدامها
    ياترى لما تشوف اخواتك هتعمل ايه ؟

    منتظرين معرض الكتاب يا استاذة هوبة على احر من الجمر
    علشان هشوفك بس واقتني اول عمل ورقي ليكي
    بحبك جدا جدا ف الله

    ردحذف
  11. اخيرا حلقة طويلة شوية ..بس تسلم ايدك جميلة كالعادة وكأني كنت في النجع من الوصف ربنا يورينا في صفية يوم😂
    اسماء

    ردحذف
  12. 🥰🥰🥰🥰

    ردحذف
  13. 🥹🥹🥹🥹🥹

    ردحذف
  14. 🥳🥳🥳🥳🥳

    ردحذف
  15. احلوت اوى تسلم ايدك اللهم بارك

    ردحذف
  16. اخيرا خافت

    ردحذف
  17. Smsma Mohamed


    الحمد لله حلقه طويله عن اللى فات وطبعا كالعاده تقف عن حته مشوقه بس رائعه وتسلم ايدك وطبعا مش هتوقع اى حاجه 🙈🙈وف انتظارك بكل شوق وربنا يعنك ويفرحك كمان وكمان❤️❤️❤️

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وع اله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا

    ردحذف
  18. حلقة رائعه ولكنها مبكيه أشعر كأنك تقصدين الماضي الممتد للحاضر أشعر ف كل كلمه بما نحن فيه أسأل الله أن يردنا جميعا إليه ردا جميلا
    سلمت يداكى ياغالية ووفقك الله لما يحب ويرضى

    ردحذف
  19. حلقة جميلة سلمت يمينك

    ايه كمية الشر اللي عند صفية ياتري هتكون نهايتها شكلها ايه بعد كل اشكال الظلم اللي عملتها

    الملثم اللي قابل عالية ده تبع معالي ممكن يكون ابنها وابن صالح

    ورد صعبانة عليا دخلت في المستنقع شكله بدر ممكن يهربها

    معنى رسالة عمر لصفية انه عرف انها قتلت شاذلي
    منتظرين بشوق بقية الاحداث

    ردحذف
  20. اللهم صل وسلم على رسول الله
    سدد الله خطاكم استاذة هبة ربنا معك
    كان نفسي اتشرف بمقابلة حضرتك لولا بعض الظروف
    لك مني خالص الدعاء 💐

    ردحذف
  21. كاميليا محمد
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ❤️ تسلم ايدك يا استاذة حلقة رائعة فوق الوصف كتبتي فابدعتي دومتي مبدعة 🌹

    ردحذف
  22. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد
    وحشتيني وحشتيني يا هوبة
    صحبتك السلامة و التوفيق في سفرك
    حلقة رائعة و مشوقة سلمت يداك

    ردحذف
  23. سبحان الله و بحمده اللهم صلي على محمد عليه الصلاة و السلام
    و مليون مبروك علي روايه ام فتحي يا غاليه 😘😍😘
    لولو

    ردحذف
  24. 👏🏻👏🏻👏🏻
    شكل الأحداث هتولع أكتر إيه ده كله..
    ياريت الناس تفوق بقى وحسن كمان ياخد موقف إيجابي ساعتها الناس يتطمنوا اكتر ويتشجعوا

    عمر ده نكته وشكله فاهم بيعمل إيه بس ربنا يسترها وما ينكشفش حاكم صفية دي زي الديابة ولا بتثق في عيالها حتى..

    حلقة جميلة ورائعة يا غالية

    🌷دُمتِ مُبدعة 🌷

    ردحذف
  25. حلقة جميلة ومشوقة جدا ودسمة 💖💖
    تسلم ايدك حبيبتي 💕💕
    إيمان إبراهيم🌸

    ردحذف
  26. والله داخله بالصدفه وفرحت اوي اني لقيت الحلقه نزلت وفرحت اكتر ان خلاص الحق قرب يرجع لأصحابه بس كل مايقرب كل مابزعل لان بكده الروايه هاتخلص حبيبتي ياهوبا

    ردحذف
  27. حبيلتي استاذه هوبه في حلقه اليوم

    ردحذف
  28. استاذه هوبا انا هبه،،🤗🤗منتظرين حلقه

    ردحذف
  29. مستنين الحلقة الجديدة🙂🙂

    ردحذف
  30. في انتظار الحلقة أستاذة هبة أم رفيف

    ردحذف
  31. 😰شكله كده مافي حلقه اليوم طمنينا عليكي برساله واكتبيلنا اقتباس

    ردحذف
  32. 😍🥰🌺🌺🌺🌺دمتي مبدعه

    ردحذف
  33. ،،😰كده حلقه كل اسبوعين ياهوبا

    ردحذف
  34. عود حميد ايوه كده اسعدتينا بفتح المدونه مره أخرى

    ردحذف
  35. جزاكِ الله الفردوس الاعلى من الجنة و بارك الله فيكِ أستاذة هبة❤️

    ردحذف
  36. ما شاء الله
    المدونة نورت يا جميل 😘
    يارب تكوني بخير
    ♥️♥️♥️

    ردحذف

إرسال تعليق