الحلقة الثانية والعشرون الفصل الثاني الجزء الثاني الليل والدوادي

 


عاد الحارسان يجران حجاب جراً وهو يتظاهر بالارتعاد وقد علا صوته بنشيج الخائف المسكين عديم الحيلة, ألقياه عند قدمي مصطفى والذي كان يسدد إليه نظرات ترعد قلب الجسور, قال الحارسان: المجذوب أها يا جناب مصطفى بيه

 

روحوا وهملوه

 

أخذ حجاب ينظر عالياً و ينقل بصره بين مصطفى وبدران منكمشاً متقناً دور الرعب, سأل كالمرتاع: آنا عملت ايه يا جناب البيه؟ دانا من محاسيب سيدي ابو المنصور وامي شيعتني عشان اعيش خدام المجام, حتى اسألوا الشيخ سمحون

 

انتفض مصطفى عن مقعده وأمسك بتلابيب حجاب وأنهضه بعنف,فأخذ حجاب يكمش رقبته بارتياع ويواري خده بيده المرتعدة وكأنه يخشى صفعة من يد مصطفى الباطشة, فقال مصطفى بصوته الأجش: هسألك سؤال يا واه, ويا ويلك لو كدبت عليّ

 

لاه, لاه, هجول الحج يا بيه

 

انت نضرت بعنيك رجالة صالح وهما بيولعوا في الشونة؟

 

لاه يا بيه, الكدب مالوش رجلين عاد, آنا نضرتهم بعد ما حرجوها وجالوا اللي جاي العن

 

وعرفت من وين انهم رجالة صالح؟

 

جابوا سيرته بخشمهم,سمعتهم عم يجولوا دي أوامر صالح بيه عاد

 

وشكلهم ايه الرجالة اللي نضرتهم؟

 

يا بووووي, ما الست صفية سألتني وجولتلها ما خابرش

 

لكزه مصطفى في صدره لكزة أوجعته بحق فصرخ متألماً: بتضربني ليه يا بيه عاد! والله اشتكيك لسيدي ابو المنصور

 

اتحدت مليح يا يا واد المحروج انت وإلا هنغزك في صدرك بالساكين ديه

 

لاه, لاه, يا بوي, يا امّا, الحجيني يا امّا. وربنا ما عملت حاجة يا بيه, آنا لو كنت اعرف انكم هتسووا فيا كديه كنت دسيت لساني في خشمي وما جولتش على صالح ورجالته

 

اكتم وكفاك من الرط اللي مالوش عازة وجولي كيف نضرتهم وما عارفش شكلهم

 

يا بيه صُح نضرتهم, طولهم, عرضهم, لكن شكلهم لاه, الدنيا كانت متعتمة عتم شاديد

 

زفر مصطفى بضيق وقال: طب اوصف طولهم وعرضهم

 

كانوا طوال, طوال جوي جوي, أطول واعرض منيك يا جناب البيه, لو الواحد فيهم ضربك على راسك هيفلجك نصين

 

حدجه مصطفى بنظرة مرعبة, فقال مرتعداً: ايه يا بيه! مش انت اللي جولت اوصفهم عاد!!

 

غور من هنيه يا واه

 

أطلق حجاب ساقيه للريح, كمن يفر من ليث مفترس. زفر مصطفى وهبط في مقعده فسأله بدران:

 

ايه رأيك في الحديت اللي جالوا المجذوب؟

 

ما خابرش صدج ولا كدب ولا عم يخترف عاد, واد عقله ممسوح ولا عارف إبيض ولا اسواد. لكن مانملكوش غير اننا نتبِع حديته وإن اللي عملوا كديه هما رجالة صالح

 

يعني هتعمل ايه ديلواك يا مصطفى؟

 

هب واقفاً وقال محتداً: من الليلة مافيش شاب في النجع هيبيّت في داره, هشيع رجالتي يجمعوهم جدامي, نسمع جولهم ونوزنه بالعقل, واللي هيبان انه من رجالة صالح, يبجى اتحكم عليه بالموت ..شيعلي رجالتك عشان يعاونوا رجالتي يا بوي

 

معلوم هنشيعوهم, خلينا نخلصوا من الحكاية المغفلجة ديّ

 

ظل مصطفى الجارحي على مدار أيام يجمع أعداداً كبيرة من شباب القرية ورجالها, فيمسك من يرتاب في أمره, ويرسل الآخرين طلقاء..ليال تلو ليال والقرية ترتعد خوفاً من صنائع مصطفى, فلم يعد أحد آمناً في سربه..أصبح صوت قرع الأبواب مرعداً لأهل الدور, فالقلوب ترتطم في الصدور رعباً والأعين زائغة والفرائص مرتعدة..وما زالت القرية متسربلة بالرعب حتى أتى أمر آخر, فقد حرق ديوان صفية بما حواه من سجلات إيراداتها مذ وضعت يدها على أموال كامل وأخته جميلة, فكاد عقلها أن يطيش حين أبلغوها بالخبر وأخذت تصرخ: حد يجيبلي مصطفى أبو جارحي

 

شدد مصطفى العقاب والتعذيب لرجال القرية الذين وقعوا في قبضته لاهثاً بجنون خلف الأيدي الخفية التي امتدت لممتلكات أولياء نعمته..ولكنه يلهث خلف سراب ..لا أحد ممن أمسك بهم تخضبت يده بتلك الصنائع..وكأن جن خفي يعبث بالقرية ويقض مضاجع أكابرها..وهاهو حجاب يأتي مترنحاً بمبخرته ويلصق فمه بأذن صفية التي كسا وجهها ضباب التيه والحسرة ويهمس قائلاً: هما يا ست, هما, ومعاهم كابيرهم المتلتم, نضرتهم بعيني كيف ما نضرتهم النوبة اللي فاتت وبرديك جالوا اللي جاي ألعن

 

وكزته صفية بعنف وصاحت: يا اخي الله يلعنك ويلعنهم عاد. غور باخبارك اللي كيف وشك يا غراب الشوم انت

 

واه! وآنا مالي يا ست!! خلاص, ما عونتش آجي اجولك على حاجة تاني شالله يولعوا فيكِ

 

وانت ما تاجيش تجولي ع المصيبة الا بعد ما تُحصُل يا واد المحروج انت!!

 

يا بوووي عليكِ مرة باهيمة ما بتفهميش صُح, مش جولتلك يا مرة انتِ اللي جاي ألعن!! خلي عينك وسط راسك وما تناميش نوم البغل في الوسية ..اجولك, روحي اندري ندر كابير عند مجام سيدي ابو المنصور, ولو سمعك هيحميكِ وينزل حرس من عنديه يحاوطوكِ إنتِ ومالك, ويمكن يخبيكِ في عبه عشان ماحدش ينضرك

 

غور يا واه, غور ما طايجاش اسمع صوتك

 

لوى حجاب شفته وأشاح بيده كالأبله ومضى يترنح وينادي بإسم أبو المنصور وخلف ناراً مشتعلة في قلب صفية التي ظلت تقول كمن طاش عقلها..متلتم...متلتم..متلتم...مين المتلتم ديه..مين اللي عم يحرج في مالي وجتل ولدي..آآآآخ يا مرك يا صفية

 

 

******************************************

تحت أستار المغارب,سمع كل من بالمنزل الذي اختبأت به خادمة سلام دقات متأنية على الباب ففتحت صاحبة الدار, فألفت حسن أمامها يبتسم بهدوء وحياها قائلاً: مسا الخير يا خالة

 

يسعد مساك يا ولدي

 

وين سعدة؟

 

آآآها!! آآ سعدة مين؟

 

رد بذات الهدوء والابتسام: سعدة جريبتك اللي كانت عم تشتغل في سراية سلام بيه, أمي جالتلي انها عنديكِ, ولو نكرتيها, أمي هتزعل وهتشيع خالي بدران بذات نفسيه ياخدها, ويمكن كماني تشيع مصطفى ابو جارحي

 

اتسعت حدقتا المرأة رعباً وهرعت إلى الداخل تتخبط بارتباك, وبعد لحظات أتته سعدة يعلو ملامحها الخوف والارتياب وتتشبث بأطراف شالها, أما حسن فاحتفظ بذات البسمة الهادئة وقال: كيفك يا سعدة

 

تسلم من كل ردي يا باشمهندز..آآآ خير ؟

 

كل خير ان شاء الله.. أمي عايزاكِ عشان تعطيكِ باجي المال اللي ليكي عنديها

 

نظرت بارتياب وقالت: طيب وليه ما شيعتوش معاك!

 

ما عارفش, يمكن تكون عايزاكِ في مُصلحة تانية ما رايداش تخبر حد بيها, يلا عشان أمي مستنظرانا وكماني آنا عندي مشاوير ما فاضيش

 

طيب, استنظر هلبس خلجاتي واجي معاك

 

أتته بعدما تهيأت للخروج,فاستدار عامداً الطريق, فتبعت خطواته وهي تواري وجهها بشالها وعيناها تلتصق بنعليه ودقات قلبها المرتطم تمازج قرعاتهما المدوية على الطريق, زقاق خلف زقاق حتى نفذا إلى الحقول وصفير الرياح, فاستدار وقد تربد وجهه وأخرج مسدساً من سترته ودسه في خصرها وحدجها بنظرة مخيفة فشهقت فأمرها: فوتي جدامي

 

ردت بارتجاف: على وين يا باشمهندز؟

 

جولتلك فوتي وما تزوديش

 

اقتادها إلى الباب الخلفي من قصر السيد سلام, ففتح عزت البوابة فدخل حسن والخادمة وبقى هو يحرس الباب. زج بها حسن عنوة واقتادها إلى البهو فأبصرت السيد سلام يجلس بملامح صارمة, فهرعت إليه وانكفأت على قدميه مستجدية عفوه: أحب على رجلك يا سلام بيه, العفو والسماح

 

ركلها وصاح فيها: غوري اجفي باعيد

 

نهضت عن الأرض مرتجفة باكية تتصبب عرقا, فقال حسن: آنا كديه نفذت الأوامر اللي جاتني بالتمام

 

تُشكر يا باشمهندس, بالسلامة انت

 

غادر حسن القصر وصمت كل شيء إلا نشيج الخادمة ونظرات الاسترحام المسددة إلى السيد المهيب..انفتح أحد الأبواب محدثاً صرير صاخب, فوجهت بصرها نحو مصدر الصوت, فأبصرت جميلة تخرج من الغرفة متجهمة وتمسك بسوط غليظ وخلفها نجاة زوجة السيد سلام, انتاب الخادمة الهياج والفزع وصرخت: لاه, ست جميلة لاه, هرعت إلى زوجة السيد سلام وانكبت على يديها تقبلها مستغيثة بها: أحب على يدك سامحيني يا ست نجاة. صفية هي اللي هددتني إني لو ما عملتش كديه هتجتلني

 

انتزعت السيدة نجاة يدها بشدة ونفور, وأفسحت الطريق لجميلة, فصرخت الخادمة, وتوعدتها جميلة: هعرفك ايه هو جزاة الخيانة يا عديمة الدين, انتِ السبب في اللي حُصُل للشيخ سلطان

 

طاحت جميلة بالسوط على جسد الخائنة التي سقطت على الأرض تتمرغ بآلامها صارخة مستغيثة, وجميلة تصب جام غضبها في ضربات السوط بكل غليلها وتدمدم سبابا

 

*****************************************

كانت الدقات على باب قصر صفية مدوية متواترة بلا توقف, مما أثار فزعها وفزع حورية التي وكزت في عدوها إلى الباب لترى من الطارق ..فألفت أمامها سعدة خادمة سلام بوجه علته آثار السياط, تقف كمن يقف على الجمار المشتعلة, غارقة في لهيب من دموع ونشيج..شهقت حورية وسألت متلهفة: ايه اللي سوى فيكِ كديه يا بت يا سعدة؟

 

الست صفية وين؟

 

الست صفية هناك أها, ادخلي

 

دخلت تتململ وتتأوه حتى بلغت أريكة صفية في بهو القصر, فصرخت تستغيث بها: الحجيني يا ست صفية

 

هبت صفية واقفة وسألت بانزعاج: حًصُل ايه يا بت؟

 

استدارت وشهيق البكاء يرجف صدرها..نزعت الحجاب عن شعرها الأشعث وكشفت عن إحدى كتفيها وبعض ظهرها فبزغت آثار السياط الحمراء أمام عيني صفية فأجحظتها وسألت بارتباك: مين اللي سوى فيكِ كديه يا به؟

 

ردت بنبرة مرتعشة: جميلة بت ابو الحجاج

 

......جميلة!!

 

ايوة

 

وجميلة عترت عليكِ كيف؟

 

مش هي اللي عترت عليّ..ديه ولدك الباشمهندز حسن

 

بهتت وأرتعدت شفتاها..ردت بنبرة خافتة: حسن ولدي!!

 

ايوة يا ست

 

ومين دل حسن على طريجك؟

 

ما عارفاش يا ست. آنا من يوم ما أمرتيني اندس عن العيون وآنا ما خرجت من بيت جرايبي, حتى الفلوس اللي ليا عنديكِ خوفت اجي أطالب بيها جوم حد يوعالي ..لكن النهاردة بعد الدنيا ما مست جاني ولدك الباشمهندز حسن وجالي أمي شيعتني عشان أجي أخدك لحديها وتعطيكِ الفلوس اللي ليكِ عنديها

 

....ايه!!!...حسن!....وحسن يعرف الحديت ديه من وين؟

 

صرخت باكية: آآآه يا ست ما خابراش, ما خابراش

 

طيب كملي حديتك, كملي

 

لبست خلجاتي وخرجت وراه. وبعد ما بعدنا عن الدار, طلع سلاحه ودسه في جنبي وجالي فوتي جدامي

 

......هددك بسلاح!...حسن ولدي!!!....هو ايه اللي عم يُحصُل ديه! كملي يا بت المحروج انت التانية

 

خدني على سراية سلام بيه, أول ما وعيت للسراية اتخلعت وجلبي وجع في رجلي, ووجعت في عرضه يهملني اروح لحالي, لكن لزني بالسلاح وعنيه كان الشرار عم يطج منيها طج, وربنا خوفت منيه, كان ولا ولاد الليل, مش ديه الباشمهندز حسن الطيب المليح اللي نعرفوه

 

.....حسن!!!

 

ايوة الباشمهندز, اومال يعني هنكدبوا عليكي يا ست. دخلت السرايا ووجعت في عرض سلام بيه ومرته عشان يسامحوني, لكن حتى ما نضروش في وشي..هبابة والاجيلك الست جميلة جدامي وفي يدها كرباج ونزلت فيا ضرب لما شرحت جتتي كيف ما انتِ ناضرة, وبعدها مسكتني من شعري وجالتلي روحي ل..لبت كلاف البهايم وجوليلها ديه جزات كل اللي افتروا على الشيخ سلطان, وكل واحد فيهم دوره جاي عن جريب

 

استبد الغيظ بملامح صفية وأخذت تبرق وترعد: بجى بت ابو الحجاج مشعيالي الخدم يهددوني في جلب سرايتي!! لساها بت المحروج ديّ بتجول عليّ بت الكلاف!!! آنا هعرف اجطع لسانها كيف هي وكل اللي عم يجول الكلمة دي

 

ارتاعت الخادمة وقالت متلعثمة: آآآنا ما ليش ذنب يا ست صفية, دي هي, هي اللي جالت عليكِ كديه. آآنا ينجطع لساني جبل ما يتطاول عليكِ بغلط

 

دفعت الخادمة بغيظ وقالت: غوري من مُطرح ما جيتي انتِ التانية

 

آآآط..طيب وباجي والفلوس اللي وعدتيني بيها عاد؟

 

فلوس ايه يا بت المحروج انتِ, خلفتك ونسيتك عشان اصرف عليكِ اياك! يلا غوري

 

اجهشت بالبكاء وخرجت تتمتم بكلمات غير مفهومة

 

جلست صفية على أريكتها تحدث نفسها غيظاً: والله عال يا حسن, عم تحط يدك في يد عدوين امك وتتفجوا عليها يا خلف الشوم!! طيب يا حسن..طيب يا عود إعوج عايز كسره

 

 

***************************************

 

عاد حسن إلى منزل جدته, وفتح الباب الخشبي المتهالك ودلف يتحسس طريقه في الظلام الحالك إلى المنضدة التي وضع عليه علبة الثقاب, أخرج عوداً وأشعل لمبة الجاز واستدار فأفزعه مرئى والدته تجلس على الفراش وتنظر إليه بحنق, فقال بدهشة: أمّا! ايه كان مجعدك في الضلمة؟

 

كنت مستنياك تشعل الضي وتنور العتمة اللي محوطاني يا حسن

 

.....ما فاهمش يا امّا

 

هبت واقفة ووقفت أمامه تنظر في عينيه قائلة: ايه اللي عم يحصل من ورا ضهري يا حسن

 

أمّا, أنا دماغي ما ريجاش لحديت ما فاهموش, جولي طوالي عايزة تعرفي ايه

 

مين عرفك طريج البت سعدة خدامة سلام ابو مطاوع, ايه خلاك تجولها حديت عن لساني ما جولتوش عشان ترضى تخرج معاك وبعدها تاخدها بغصب السلاح لحد سراية سلام؟

 

وانتِ مين جالك ع الحديت ديه يا امّا؟

 

انتفخت أوداجها ولكزته في صدره: رد عليّ وكفاك خبث

 

هأ خبث!! طيب يا امّا, هجولك عشان اريحك رغم اني ما عارف لحد ديلواك انتِ ايه صالحك بالحكاية ديّ....عشية جبل ما ادخل الدار, سمعت صوت واحد عم ينادم باسمي, التفت وراي لجيت واحد متلتم

 

أسدلت صفية حاجبيها في دهشة وهمست لنفسها: متلتم تاني!! يبجى هو!!..ثم سألت ولدها بتلهف عل حل ذاك اللغز اللعين يكون عنده: ومين ديه ورايد منك ايه؟

 

نظر إليها بمكر وقال: ما خابرش هو مين لحد ديلواك

 

وكان رايد منك ايه؟

 

ثبت نظرة حادة في عينيها وقال: جالي لو رايد تعرف مين جتل بوك سوي كيف ما هجولك

 

جحظ بصرها وارتعدت فرائصها وتفصد العرق عن جبينها, صمتت قليلاً تجمع أشلاء أحرفها ثم قالت بارتعاد: وجالك مين جتل بوك؟

 

لاه لسة..اديني سويت كيف ما جال وسلمت الخدامة لسلام بيه ولخالة جميلة, أتاري المتلتم ديه راحلها هي التانية وجالها سوي اللي هنطلبه منيكِ مع الخدامة لو رايدة تعرفي مين جتل جوزك الداكتور عزت الله يرحمه

 

شعرت بصخور الجبال تتهاوى فوق رأسها وأخذها الدوار فكادت أن تسقط لولا أن أمسكها حسن وأجلسها على الفراش متسائلاً: مالك يا امّا؟

 

....مافيش..آآآ آنا رايدة اعرف مين المتلتم ديه اللي داير يخترف بحديت ما فاهموش

 

واه!! وليه تفترضي انه عم يخترف يا امّا..ليه ما يكونش عارف مين الجاتل صُح

 

ردت بغضب شديد: وهيعرفه من وين! ومين دراه ان جاتل بوك هو جاتل عزت!!

 

خلاص, نسمعوا منيه ونتأكدوا يا امّا وبعدها نتصرفوا

 

عمد إلى سكين وأمسك قبضته بعنف ونكتها في المنضدة فشعرت بنكتة السكين في قلبها فوضعت يدها على صدرها مرتاعة, وأخذ حسن يتوعد بعينين متقدتين:

لو عرفت صُح مين هو جاتل بوي هغرز سكيني في صدره ولو كان مين

 

أخذت تنظر إليه ذاهلة وقد أصابها الخرس من هول ما رأت وسمعت..فسألها: مالك يا امّا. لساكِ تعبانة؟

 

...لآه..مليحة...مليحة

 

قامت إليه ووضعت يدها على كتفه وقالت تستعطفه بنبرة مرتعشة: حسن, ولدي, اسمع الحديت ديه من جلب امك اللي حاسس ان في ناس رايدين بينا شر وبأهل النجع كلاته..رايدين يفرجوا بين الأم وولدها, وبين الراجل وأهله, وبين الخوات وبعضيهم عشان النجع كلاته يصبح نار جايدة ما تخمدش ليوم الدين..هيكدبوا ويجولوا جول الزور ويفتروا الباطل عشان يوصلوا لاغراضهم

 

ومين دول يا امّا اللي رايدين بينا شر؟

 

هيكونوا مين غير صالح ورجالته الله ينتجم منيهم

 

ههه يا امّا لساكِ هتجولي صالح ورجالته!

 

ردت بهياج: ايوة صالح ورجالته

 

 وهو وين صالح ولا وين رجالته!! يا امّا كل واحد في النجع له تار سواء عرض أو مال أو دم ..يعني لا صالح ولا رجالته محتاجين يجولوا ولا يجيبوا دليل ع الويل اللي الناس شارباه ...الكيل فاض يا امّا, الكيل فاض..وكل اللي له تار هياخده

 

انشق قلبها من هول ارتعاده..ولم تعد تتحمل صهد أنفاسها والعرق المحموم الذي ألهب جسدها..هال حسن ما رأى فهرع إلى قارورة الماء الفخارية وأتى بها إليها قائلاً بلهفة: اشربي يا امّا

 

أزاحت يده بالقارورة وأخذت تشحذ شفار عقلها فتراءت لها فكرة استطابتها فقالت: اسمع يا حسن الحديت اللي كنت مدارياه عنك وعن خوك طول السنين اللي ولوا

 

نظر حسن باهتمام وألقى مسامعه فقالت: بوك يا حسن اللي كنت مفكره طيب وبتاع ربنا, كان واد ليل كيف خالك بدران..يا امّا سرج ونهب وجتل و...

 

هائج هائج حسن وصاح فيها: كفاكِ يا امّا, ما هسمحش لمخلوج يجيب سيرة بوي بالباطل, بوي الله يرحمه كان من احسن الناس وأشرفهم, عمر يده ما اتمدت لحرام ولا استباح مال ولا دم ولا عرض

 

تبسمت بسمة باهتة وقامت إليه تربت على كتفه وتقول: صُح يا ولدي, بوك كان راجل مليح ومن احسن الناس..لكن جولتلك عليه كديه عشان تعرف ان يسير على أي حد يفتري على أي حد من غير دليل ولا بينة..وكيف ما دافعت عن بوك وما اتحملت عنيه كلمة, دافع عن امك يا حسن وما تجبلش عنيها كلمة مهما جالولك عنيها

 

..... وهما هيجولوا ايه عنيكِ يا امّا؟

 

وآنا هعرف من وين يا ولدي اللي عم يفكروا فيه ولاد الحرام! حسبي الله عليهم ...آنا ما يهمنيش غيرك انت يا حسن..ما تصدجش العار اللي رايدين يلطخوا بيه امك ,,كيف ما اتحمجت لبوك, تتحمج عليّ وتجطع اللسان اللي يذكرني بسوء

 

أطال نظرة صامتة إليها فسألته: هيجيك متى المتلتم ديه؟

 

ما عارفش يا امّا

 

ممم طيب...آنا راجعة السرايا ديلواك...مش ناوي ترجع مع امك تآنس وحدتها بعد موت خوك؟

 

لاه يا امّا, السرايا لا هي مكاني ولا في يوم لجيت راحتي فيها

 

....على راحتك عاد

 

مضت إلى قصرها تشتعل غيظاً تفكر في من يكون ذاك الملثم الذي أتى

 كرياح عاتية تبتغي اقتلاع أوتادها..لابد من تشديد الحصار على تلك القرية اللعينة

 

*****************************************

 

في الصباح,دخل عليها مصطفى الجارحي البهو فقامت إليه متلهفة صفية: وينك يا ابو جارحي, شيعتلك بدل المرة عشرة من ليلة ما عاودت النجع وما جيتش

 

ما خابراش اني عما افتش عن ولاد المحروج اللي مغفلجين النجع وما فاضيش حتى لحالي!!

 

خابرة انك ما فاضيش, لكن كان واجب عليك تاجي تعزيني في ولدي

 

نظر إلى ثيابها المزركشة وشعرها الناري الأحمر الذي انحسر عن بعضه شالها, فتبسم وقال متهكماً: كان الحزن عليه كاوي جلبك كي

 

أدركت مغزى سخريته, فنظرت إلى ثوبها ثم قالت تبرر: جلبي ما عالم بناره غير ربي, لكن كان لازم اظهر جوتي للناس اللي رايدين يتشفوا فيا وفي موت ولدي..وبعدين الحزن في الجلب يا ابو جارحي

 

تبسم ساخراً وقال: معلوم ...ربنا يجويكِ على حزنك

 

استدار مغادراً فهتفت به: مش تستنى اما اجولك ع اللي رايداه عاد

 

مش جولتي شيعتلك عشان تعزيني في ولدي! اديني عزيتك عاد

 

قالت بنبرة تستعر غليلاً: رايداك تجيبلي جاتل ولدي تحت اجدامي وانحره بيدي

 

عشان نعرفوا مين جتل الجاتيل, يبجى جبل ما ندوروا على العدو, ندوروا ع اللي لابس توب الحبيب

 

تبسمت إعجاباً بفراسته, وقالت: براوة عليك يا ابو جارحي...ولدي كان مجضي يومه في السرايا نوم ومجضي ليله سهر عند الغوازي..لكن اللي كان مرافجه دوم, بدر واد ضوي غفير العمدة

 

ووينه الواد ديه؟

 

اختفى من ليلة ما انجتل محمود

 

ضيق مصطفى عينيه وقال: اختفى راح وين؟ وليه ليلة الجتل بالخصوص! وليه ما يكونش هو الجاتل

 

لاه, الواد ديه صُح يرمح ورا مُصلحته, لكن جبان ويخاف من خياله..و كل اللي يعرفه في دنيته انه يخدم محمود ويقضيله مصالحه ويعيش على حسابه, يعني محمود كان عنديه الفرخة اللي عم تبيض دهب, يبجى يجتله كيف!!

 

أومال ليه اختفى من ليلة الجتل لحد ديلواك؟؟

 

شيعت سألت عنيه بوه, جال انه سافر يِشتغل في مصر

 

هز مصطفى رأسه بغير اقتناع بهذا الهذيان وقال: آنا هعرف أصل الحكاية ايه

 

************************

انطلق مصطفى برجاله إلى منزل ضوي الغفير, طرق الباب بهراوته طرقات مدوية, فهرع ضوي ليفتح ووقفت زوجته فزعة على مسافة منه, فتح الباب فأبصر مصطفى الجارحي فهلع الرجل ووقع الوعاء الفخاري من يد زوجته من هول الفاجعة, قال الغفير مرتاعاً: خير يا جناب مصطفى بيه

 

ولدك بدر وين يا ضوي؟

 

آآآولدي, سافر,سافر على مصر يشتغل

عطينا عنوانه

 

آآآما خابرش عنوانه يا جناب البيه, يمين بالله ما خابر

 

ههه كديه!! طيب, تعالى معانا عشان نتونسوا بيك لحد ما ياجي

 

صرخت زوجته: ياجي معاكو على وين, حرام عليكو, سوى ايه ضوي عشان تاخدوه

 

حدج المرأة بنظرة مرعبة وأغلظ لها القول: اخرسي يا مرة يا خرفانة انتِ, وإلا هناخدوكِ معاه, يلا هم معانا يا راجل انت

 

أحاطوا بالرجل وجروه خلفهم واستغاثاته وصراخ زوجته يشق الآفاق

 

وعندما عاد مصطفى ورجاله إلى قصره, تفاجأ بضاحي أحد رجال بدران ينتظره في الحديقة, فقال مصطفى: ضاحي!! ايه موجفك كديه!

 

مستنظرك يا مصطفى

 

عشان ايه؟

 

الوالية مرت ضوي الغفير, جاتني باكية وحكتلي على اللي حُصُل وانكو خدتوا جوزها

 

ايوة خدناه عشان يعرف يداري على ولده كيف

 

يا مُصطفى ديه راجل غلبان, مالوش في التورولا في الطاحين, حتى لو ولده هو الجاني صُح, الراجل ذنبيه ايه!

 

صاح فيه مصطفى: كانك كبرت يا ضاحي وجلبك بجى رهيف. لو ماجادرش على شغلنا بعد عنينا, لكن حديت الحريم المايع ديه ما تجولوش جدامي

 

شعر ضاحي بامتهان الكرامة أمام الرجال, فانفجر في وجه مصطفى ينفث غليله: المرجلة آنا اللي علمتهالك في الجبل يا مصطفى, والزم حدود الأدب مع راجل كد بوك

 

استبد الغضب بمصطفى وزأر في وجهه: المرجلة آنا وارثها عن بوي يا ضاحي, لا انت ولا غيرك علمهالي, وما في حد له فضل عليّ إلا الريس بدران. واطلع برا السراية يا ضاحي وما تخطيهاش برجلك تاني

 

حدجه ضاحي بنظرة مستعرة وأنطلق من حديقة القصر مغاضباً وعمد إلى قصر بدران..وبعد أن قص عليه ما حدث,كاتم بدران غضبه من صنيع مصطفى و حاول استرضاءه مضاحكاً كي يبدد تلك الضيق الذي يعتصر ملامحه: يعني ديلواك جاي تشتكي من مصطفى ونسيت لما كان صاغير والطٌريشة جرصتك وكنت هتروح فيها, كان يبكي جنبيك ويجولك اوعاك تموت كيف بوي يا ريس ضاحي!! طب وربنا لو ولدك ما كان يبكي عليك كديه

 

...كان لساه صاغير بجلب اخضر ما حواش الشر..لكن ديلواك مصطفى عم يعاملنا كيف ما نكونوا شغالين عنديه...انت اللي خليته الريس علينا واهو ديلواك لا مراعي سن ولا مجام وعم يعاملنا كيف الخدم عنديه

 

حجك عليّ يا ضاحي. مصطفي هجيبه لحد عنديك في دارك وهجيب الرجالة كماني عشان يراضيك جدامهم ويطيب خاطرك

 

آنا ما رايدش انضره جدامي, كل اللي رايده انه يهمل ضوي يروح لحاله, وكفاه ظلم من غير بينة

 

غادر ضاحي قصر بدران, فأرسل بدران على الفور في طلب مصطفى فامتثل أمام وجهه الثائر يقول: نعمين يا بوي

 

ايه اللي سويته مع ضاحي ديه؟

يا بوي ضاحي جاي يتوسط لضوي الغفير ويخربطلي اللي عم ارتبله عشان اعرف مين جاتل واد اختك, وآنا ما احبش حد مين ما يكون يرجعني عن جرار خدته

 

صاح بدران في وجهه: اسمع يا مصطفى, كوني خليتك ريس على رجالتي ديه عشان مكانتك عِندي, مش عشان انت احسن منيهم, ولما تطاول على حد منيهم يبجى كانك اتطاولت عليّ

 

يا بوي..

 

ما تجاطعش حديتي, اللي انت عم تسويه ديه هيفرج الرجالة ويشتت شملهم, وآنا فنيت عمري عشان نكونوا يد واحدة. ضاحي خاطره عزيز عندي. واللي يطلبه منيك تنفذه ولو كان على رجبتك, همل ضوي يروح لحاله

 

كاتم مصطفى الغيظ وقال: طيب وولده اللي ممكن يكون هو الجاتل وعشان كديه هرب يا بوي!!

 

لاه, مش هو الجاتل..مش عشان هو جبان وبس, لكن عشان الحكاية اكبر منيه بكاتير..الجتل وراه رجالة صالح, يوميها انجطعت الكهربا عن النجع كلاته عشان يهربوا اللي عِملها

 

...يهربوه!!..يعني على كديه النجع بجي مرتع يدخلوا ويخرجوا منيه واللي اسميه صجر نايم على ودانه

 

شوف الحكاية ديّ, ولو ثبت انه مجصر اتصرف معاه وما في حد هيلوم عليك

 

صُح, ولو ثبت انه مجصر ما هرحموش

 

في الاول همل ضوي, وفي الصبح تاجي معاي لحد دار ضاحي وتراضيه جدام الرجالة كيف ما هترته جدامهم

 

قال وقد تمعر وجهه: اللي تؤمر بيه يا بوي

 

أطلق سراح ضوي واعتذر لضاحي أمام بدران ورجاله, ووجهه يفيض غيظاً, وانطلق مهتاجاً برجاله يسوم العذاب لمن ساء طالعه من أهل القرية

 

**********************************

في صبيحة اليوم التالي, قرعت أجراس قصر صفية, فأسرعت حورية لتفتح واشرأبت صفية بعنقها تستشرف القادم, ألفت حورية أمامها مهدية خادمة جميلة تحمل فوق رأسها مشنة تتشبث بها وتقول: إصباح الخير يا حورية

 

يسعد صباحك عاد يا مهدية, مش بعادة تاجي عندينا يعني, وايه اللي فوج راسك ديه؟

 

ديه فاطير مشيعاه الست جميلة للست عالية, اكمنها طلبته منيها كاتير, وينها الست عالية

 

ممم استني أما اجول للست صفية في الاول

 

واه! وتجولي للست صفية ليه! الست جميلة مشيعة الفاطير للست عالية ولازمن اسلمهولها في يدها, اوعي من جدامي كديه

 

أزاحتها مهدية واقتحمت القصر تنادي بصوت جهور

 

يا ست عالية, انزلي يا ست عالية, ست عالية

 

اخترق صوتها مسامع عالية فعمدت إلى الدرج مسرعة,وقامت صفية إلى الخادمة توبخها: ايه يا مرة انتِ, داخلة زاريبة! عم تنعري كيف البهايم ليه؟

 

كتر خيرك يا ست عاد, أصل الست جميلة مشددة عليّ أسلم الفاطير ديه للست عالية في يدها

 

نظرت بارتياب فيما حوته المشنة الخوص ورفعت الغطاء تتيقن, فوجدت حقاً فطيرتين تنضحان السمن فضحكت ساخرة: واه! كل الغاغة ديّ عشان فاطرتين! جطتها جمل صُح بت ابو الحجاج ههه ولا كانّها مشيعة عجل مشفّي ههه

 

آتاها صوت عالية من خلفها: مالك موجفة المرة وعم تحججي معاها كيه يا مرت بوي! عمتي ومشيعالي فاطير, صالحك ايه انتِ!! ولا هتتحكمي في اللي هناكلوه كماني كيف ما عم تتحكمي في السرايا

 

تطفحوا اللي يلوي مصارينكو. بعدي من جدامي يا خلفة الدوادي

 

أزاحتها صفية عن طريقها بعنف وعادت إلى أريكتها ترقبهما أثناء حديثهما الذي تعمدت فيه مهدية أن يبلغ مسامعها, ضغطت على يد عالية وغمزت بعينها بخفة وقالت: الست جميلة بتجولك ديه الفاطير اللي طلبتيه منيها النوبة اللي فاتت, كليه انتِ والست وطفة بالهنا والشفا, وتاجي بكرة في الصبح تاكلي برام الرز المعمر اللي جولتيلها نفسي اكله من يدك يا عمة. بس اوعاكِ تنسي المشنة ديّ عشان أصلها بتاعة الست نجاة وهنرجعوهالها

 

وقع الكلام على مسامع عالية مستهجناً لا تفهمه, فهمست الخادمة: سوي حالك عم توصليني للباب وتعالي وراي

 

أومأت عالية برأسها وقالت بصوت عال وهي تتبعها للباب: كتر خيرك يا خالة مهدية, اتشكري لعمتي وجوليلها جاياكِ في الصبح إن شاء الله

 

بلغتا الباب,فأمسكت بذراع مهدية تقول: ايه الحكاية يا خالة مهدية

 

ردت على عجل في همس: عمتك بتجولك في تحت الفاطير ورجة عطهالها واحد متلتم, وجالها تعمل اللي عملناه ديه بالتمام عشان الورجة ديّ توصلك, سوي اللي مكتوب فيها بالتمام

 

تبسمت عالية وأومأت برأسها وقالت بصوت عال: متشكرين يا خالة مهدية, سلمي على عمتي عاد

 

أغلقت الباب وعادت تحلق كالفراشة, حملت المشنة وأسرعت إلى الدور العلوي في خفة..دخلت إلى غرفتها ورفعت الغطاء عن الفطير, وراحت تتحسس الورقة, فوجدتها مطوية ومغلفة بكيس بلاستيكي,,ففتحتها بتعجل وطفقت تقرأها..فوقعت عينها على أمر أدهشها وأسدل حاجبيها

 

**************************************

نخرت وساوس القلق قلب حياة لتأخر ولدها عمر في الإياب, فالعام الدراسي ستقرع أجراسه خلال أيام, كانت تكاتم ما يختلج في صدرها طوال الأيام السابقة, ولكن الكيل فاض عن الوفاض, أيقظت زوجها بنبرة مضطربة: خليل...خليل

 

فتح عينيه على وجهها الشاحب ونظراتها المشتتة, فانتفض جالساً وقال متلهفاً: في ايه يا حياة؟

 

يعني ما عارفش في ايه يا خليل! ولدك ما عاودش من رحلة الجامعة اللي ما كان لها عازة دي, والدراسة خلاص هتبتدي السابوع الجاي, وهو لا حس ولا خبر. ده حتى ما فكرش يتصل بينا من يوم ما سافر

 

جولتلك يا حياة انه ملهي في البلاد الجاديدة وناسها

 

يعني ايه يا خليل! يتلهي عن امه وبوه ! آنا جلبي مش مطمن يا خليل. عايزة ولدي يا خليل

 

يا بوووي يا حياة! مفكرة ولدك صاغير إياك!

 

ثارت وانفجرت في البكاء: يعني رايدني أحط على جلبي حجرعشان ولدي مش صاغير! عليم الله من يوم ما سافر وآنا ما جادراش آنام, وان عيني غفلت اجوم مفزوعة  والوسواس واكل راسي وجلبي واجعني من الخوف. عايزة ولدي يا خليل, جلبي ما فيه مُطرح لهم جاديد, خلاص فاض الكيل, فاض الكيل يا ناس, فاض الكيل, ما جدراش, مين يتحمل المرار اللي آنا فيه ديه بس يا ناس!!

 

تألم فؤاده لبكائها, فضمها لصدره وربت على كتفها وقال بنبرة حانية: طيب استهدي بالله كديه يا حياة. آنا هعرف هو وين وابعت اجيبه لحديكِ...عطيني رقم صاحبه اللي مرافجه دوم

 

هبت واقفة وقالت والأمل يحدوها: ايوة, أكيد في النوتة اللي كاتب فيها ارجام اصحابه, استنى هجيبها

 

هرعت إلى حجرة عمر تبحث عن بغيتها في أدراج مكتبه باضطراب, حتى وجدت دفتر الأرقام ففتحته وأخذت عينها تفر الأرقام وأنفاسها تختلج حتى وقعت على رقم صديقه منتصر, فأشرق وجهها وهرعت إلى زوجها الذي أسرع بالاتصال..ولكن لسوء الحظ الرقم معطل..فبحث خليل عن العنوان التابع له الرقم, وأسرع بالذهاب إلى منتصر..ضغط زر الجرس, ففتح منتصر فأخذه الذهول لمرأى والد عمر, فابتلع ريقه وقال بصوت متهدج: عمي خليل!!

 

كيفك يا ولدي؟

 

تلعثم الفتى: آآ الحمدلله..آآ خير يا عمي؟

 

صاحبك عمر وين؟

 

***********************

ولحد هنيه وخلصت حلجتنا

نشوفكم الخميس الجاي إن شاء الله

 

شكراً جزيلاً لكل القراء المتفاعلين..شكراً من أعماق القلب على كلماتكم الجميلة التي دائما ما تلامس شغاف قلبي ..ودعواتي الصادقة لحفصة ابنة قارئتي الحبيبة وفاء علي بالنجاح والتوفيق ولجميع أبناءكم إن شاء الله

 

 

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

*****************************************

نخرت وساوس القلق قلب حياة لتأخر ولدها عمر في الإياب, فالعام الدراسي ستقرع أجراسه خلال

أيام.. كانت تكاتم ما يختلج في صدرها طوال الأيام السابقة, ولكن الكيل فاض عن الوفاض, أيقظت زوجها بنبرة مضطربة: خليل...خليل

 

فتح عينيه على وجهها الشاحب ونظراتها المشتتة, فانتفض جالساً وقال متلهفاً: في ايه يا حياة؟

 

يعني ما عارفش في ايه يا خليل! ولدك ما عاودش من رحلة الجامعة اللي ما كان لها عازة دي, والدراسة خلاص هتبتدي السابوع الجاي, وهو لا حس ولا خبر. ده حتى ما فكرش يتصل بينا من يوم ما سافر

 

جولتلك يا حياة انه ملهي في البلاد الجاديدة وناسها

 

يعني ايه يا خليل! يتلهي عن امه وبوه ! آنا جلبي مش مطمن يا خليل. عايزة ولدي يا خليل

 

يا بوووي يا حياة! مفكرة ولدك صاغير إياك!

 

ثارت وانفجرت في البكاء: يعني رايدني أحط على جلبي حجرعشان ولدي مش صاغير! عليم الله من يوم ما سافر وآنا ما جادراش آنام, وان عيني غفلت اجوم مفزوعة  والوسواس واكل راسي وجلبي واجعني من الخوف. عايزة ولدي يا خليل, جلبي ما فيه مُطرح لهم جاديد, خلاص فاض الكيل, فاض الكيل يا ناس, فاض الكيل, ما جدراش

 

تألم فؤاده لبكائها, فضمها لصدره وربت على كتفها وقال بنبرة حانية: طيب استهدي بالله كديه يا حياة. آنا هعرف هو وين وابعت اجيبه لحديكِ...عطيني رقم صاحبه اللي مرافجه دوم

 

هبت واقفة وقالت والأمل يحدوها: ايوة, أكيد في النوتة اللي كاتب فيها ارجام اصحابه, استنى هجيبها

 

هرعت إلى حجرة عمر تبحث عن بغيتها في أدراج مكتبه باضطراب, حتى وجدت دفتر الأرقام ففتحته وأخذت عينها تفر الأرقام وأنفاسها تختلج حتى وقعت على رقم صديقه منتصر, فأشرق وجهها وهرعت إلى زوجها الذي أسرع بالاتصال..ولكن لسوء الحظ الرقم معطل..فبحث خليل عن العنوان التابع له الرقم, وأسرع بالذهاب إلى منتصر..ضغط زر الجرس, ففتح منتصر فأخذه الذهول لمرأى والد عمر, فابتلع ريقه وقال بصوت متهدج: عمي خليل!!

 

كيفك يا ولدي؟

 

تلعثم الفتى: آآ الحمدلله..آآ خير يا عمي؟

 

صاحبك عمر وين؟

 

*********************************

ولحد هنيه وخلصت حلجتنا

 

اشوفكم السابوع الجاي ان شاء الله

 

كلها حلجتين ونخلصوا النجع وحكاويه, جصدي وبلاويه عاد ههه

 

اشكر كل قرائي الجمال اللي بيعلقوا على الحلقات ويسعدوني, وأشكر زوار المدونة الأكارم

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

 

تعليقات

  1. جزاكِ الله خير الجزاء أستاذة هبة❤️ أم رفيف

    ردحذف
  2. اخيرا يا طنط هوبة 🥺♥️♥️ لسه مقرأتس بس علقت من فرحتى بالحلقة😂

    ردحذف
  3. ربنا يبارك فيكى حبيبتي
    شكر لدعائك لحفصه أن شاء الله النتيجه الخميس او الأربع ربنا يطمنى
    الحلقه جميله جدا موفقه باذن الله ربنا ينفع يبكى الاسلام
    شكرا انك نزلت الحلقه و فرحتينا ربنا يفرحك

    ردحذف
  4. سبحان الله و بحمده
    اللهم صلي على محمد عليه الصلاه و السلام
    سلمت الانامل الجميله

    ردحذف
  5. 😍❤😍
    لولو

    ردحذف
  6. جزاك الله خيرا تسلم ايدك حلقة دسمه

    ردحذف
  7. بارك الله فيك و جزاك خيرا على مجهودك

    ردحذف
  8. ايه الحلقة الجامدة دي ياهوبة الاحداث سخنت اوي بس مش فاهمة هو عمر لغاية دلوقتي معرفش اخوه الحقيقة ليه وفيه علاقة بينه وبين اللي بيحصل ده ومعقول يكون وصل لصالح خاله ولا ايه وازاي اللي بيدبر كل اللي بيحصل عارف ان صفية قتلت جوزها بس حسن شكله مش عارف حاجة ولا يعرف مين المتلتم ده اللي مجننا معاه هو بس نفذ اللي قالله عليه وحميلة برده نفذت من غير ما تعرف حاحة بس ياترى ايه اللي مكتوب ف الورقة اللي بعتتها لعالية ياترى ايه هيحصل ادينا مستنيين ابداعاتك ياقمر ❤❤❤

    ردحذف
  9. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    تسلم ايدك

    ردحذف
  10. ياريت يا استاذه تكون في حلقتين باللسبوع
    دمتي مبدعه

    ردحذف
  11. يا سلام فرحت جدا جدا إن الحلقة نزلت حقيقي تسلم ايدك بجد روعة وأحداث شيقة وممتعة جدا
    بصراحه عمر كل مرة بيبهرني جدا يا تري في حد معاه بيعاونه ولا ايه ومين هم انا حاسه أنه عمر هو الملثم بس بصراحه هو بيلعب صح بس خايفه حياة وزوجها يعرفوا أنه في النجع يعملوا حاجه تخرب الدنيا كلها
    يا تري الورقة اللي جميلة وصلتها لعالية فيها ايه
    كدا سلام وزوجته وجميلة وحسن وعالية وعمر شكلهم هيتحدوا مع بعض

    عاوزين نعرف الشيخ سلطان فين مكانه ونطمن عليه

    يا تري حسن شاكك في أمه أنها هي سبب في القتل ولا مش هيصدق لما يعرف
    انا عاوزه اعرف وداد

    ردحذف
  12. كاميليا محمد
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
    ايه الحلقة الجامدة قوي دي سلمت يداك ودايما مجمعانة بحلقاتك الممتعة زادك الله من فضله و دومتي مبدعة🌹❤️

    ردحذف
  13. لا اله الا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    اللهم صل وسلم على رسول الله
    تحفة روعة من الجمال سلمت يداك يا مبدعة في انتظارك ان شاء الله

    ردحذف
  14. زينب محمد
    مبدعه يا استاذه هبه
    حلقه رائعه جزاك الله خيرا

    ردحذف
  15. تسلم ايدك يا حبيبتي حلقة دسمة وجميلة جدا
    متشوقين للي جاي
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

    ردحذف
  16. اللهم بارك حلقة بجد هونت عليا طول الغياب
    تسلمي يا حبيبتي
    مش عارفة اعلق على اية ولا اية بس الجميل ان خلاص الدايرة ابتدت تكمل وتخنق صفية
    يا ترى في ملثم بجد وهو مين عمر ولا حد تاني
    كنت فاكرة ضاحي هيقول لمصطفى عن ابوه
    في حلقة وصل مفقودة هي اللي هتوضح كل الاسرار يا ترى صالح ليه علاقة بوداد وعزت مثلا
    هل وطفة لها يد فاللي بيحصل
    يا ترى زوجة بدارن بتكفر عن اللي عملته ومش عارفة
    مشتاقة اشوف حياة وهي راجعة لبناتها
    ومصطفى لما يعرف ان ابوه عايش وان بدران ضحك عليه كل السنين دية وان المجذوب دة اخوه واخو البنات
    حاسة ان صفية هي اللي هتجنن في الاخر وتبقى مجذوبة او هتقتل نفسها وتموت كافرة
    عالعموم في انتظار الحلقة القادمة بشوق

    ردحذف
  17. Smsma Mohamed

    تسلم ايدك يا هوبه وف انتظارك السبوع الجاى باذن الله يا مبدعتنا الجميله 💓💓

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وع اله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا

    ردحذف
  18. جزاك الله خيراً حلقة جميلة جداً جداً جداً

    ردحذف
  19. اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    ردحذف
  20. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    حلقة فوق الرائعة دومتي مبدعة

    ردحذف
  21. تسلم ايدك وعينك ربنا يفرح قلبك ويسعدك كل روايات فوووووق الروعه جميله جميله جميله وكلها تمس الواقع تسلمي ربنا يحفظك لينا 😍😍😍😍😍

    ردحذف
  22. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
    حلقه جميله ومليانه أحداث
    تسلم ايدك

    ردحذف
  23. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕
    إيه الحلاوة دي!
    وكأن الحبال هتتلف حوالين رقبتك يا صفية ويومك قرب
    معقول التناغم والسلاسة في التدبير والمكر اللي كلهم بيشتغلوها بيها دي.. روووعة بجد وكأنه مخطط زمني مدروس وماحدش بيحيد عنه
    المهم خليل وحياة ما يغفلقوهاش على راس عمر ويروحوا وراه النجع ويكشفوه

    غريبة إن صفية مضطربة وخايفة واخوها بدران مش حاسس بحاجة ولا هامه حاجة. واد ليل بصحيح🌚

    حلقة جميلة ورائعة يا جميلة.. سلمت يمينك يا غالية

    💞دُمتِ مُبدعة 💞

    ردحذف
  24. هوبا ماتعرفيش انا اد إيه بفرح لما بلاقي الحلقه نزلت ربنا مايحرمنا منك ياقلبي انت عارفه انا بحبك جدا وربنا يحبب فيكي خلقه يارب
    اما رواياتك اللي بنتمتع بيها وبنعيش معاها وبتاخدنا لعالم تاني مانقدرش نستغنا عنها لأنها مش روايات وخلاص دي بتكلم عن كل حاجه سوأ فالدين او الحياه او التربيه انا عن نفسي اتعلمت من رواياتك كتير ربنا يجعله في ميزان حسناتك
    بجد بشكرك من كل قلبي وياريت ماتغبيش علينا كتير وماتحرمناش من قلمك الجميل
    اما بقا حلقة انهارده فاانا منتظرها من بدري اوي واخيرا الحق هايرجع بس يارب حياه ماتتهورش وتروح النجع وتضيع عمر لان كلهم شكلهم هأ يرجعوا في نفس الوقت اللي حياه هاترجع في حتى الشيخ سلطان كمان حاسه انه هايرجع عندي احساس ان مصطفى عارف كل حاجه وكلهم مستنين امر من صالح
    ادينا قعدين منتظرين بس بالله عليكي ياهوبا تتطولي الحلقه شويه

    ردحذف
    الردود
    1. آه إحنا طمعانين في حلقه كبيره نقرأ فيها ومانزهقش منها يعني اد ٣ايام ورا بعض كده 😂😂😂

      حذف
    2. فعلا روايات استاذه هبه فريده من نوعها ممكن الواحد يتعلم منها حاجات جميله
      جزاها الله خيرا

      حذف
  25. الحلقة جميلة اوووى يا استاذة تسلم ايديكي دايماااا بننتظر منك كل جميل وراقي يارب دايماااااا مميزة ❤ بسملة ❤

    ردحذف
  26. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    ردحذف
  27. تسلم ايديك يا جميلة

    ردحذف
  28. ابدعت ودايما موفقة نفعنا الله بعلمك وبقلمك وبنصايحك هبة فعلا من الله لنا رفع الله قدرك واعلي شانك

    ردحذف
  29. بعلق ويتحذف

    ردحذف
  30. الحلقة جميييلة اوي هي واللي قبلها كنت بقرأ الفقرة مرتين وتلاتة من جمالها ايه الجمال ده .بس هما عرفوا منين أن صفية هي اللي قتلت شاذلي دمتي مبدعة
    اسماء

    ردحذف
  31. 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
  32. لا حول ولا قوه الا بالله

    ردحذف
  33. 🥳🥳🥳🥳🥳🥳🥳🥳🥳

    ردحذف
  34. 😍😍😍😍😍😍😍

    ردحذف
  35. منتظره مشهد رجوع صفيه للعش بتاعها وكمان يقولونها خدى معاكى كامل فى العشه بس دى لازم تتعدم لأنها قتلت كتير اوى اوى
    إنما بدران تاره عند وداد هى اللى هتخلص عليه

    ردحذف
  36. تسلم ايدك أس

    ردحذف
  37. ايوووه بقا يا خليل
    هتنزل النجع طبعا علشان تشوف الدكتور عمر ابنك وهو مجذووووب قد الدنيا

    اكيد مش هيقول لحياة ابنها فين ، هيروح لنفسه ع النجع يشوف ابنه فين
    يااه ويقابل اولاده الاتنين
    والاتنين عكس بعض تماما

    اخيرا ياحسن اخدت موقف ايجابي ف الرواية
    دا صفية بذات نفسها مصدوومة فيك 😂

    انا بس عايزة اعرف عمر له علاقة ب صالح ورجالته ؟

    ومش كان الراجل اللي خرج بدر من النجع قاله ان اهلك ف امان ازاي بقا اهله لسه موجودين ؟

    جميلة طول عمرها قوية تستاهلي ياخدامة الشوم اللي هي عملته فيكِ
    عقبال صفية لما تقع تحت ايدك يارررب 😂
    مايجبها الا حريمها صحيح

    ياترى الورقة اللي قرأتها عالية فيها ايه 🙄

    والله يا استاذة هوبة ابغي اقولك بدنا كمان حلقة بس استحي 🤣

    تسلم ايدك وعينك ع الجمال دا 😍😍😍🤣

    ردحذف
  38. لا حول ولا قوة إلا بالله
    اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد
    جزاك الله خيراً علي السعادة التى نشعر بها من وجودك في حياتنا وبارك فيك

    ردحذف
  39. يا استاذه حصرتك كتبتي في مشهد سعده
    وزج بها مصطفي عنوه
    هل هو مصطفي
    ولا ده خطأ كتابي
    صراحه اخمن احيانا ان مصطفي معاهم
    من كلامه لصفيه

    ردحذف
  40. وكمان لما الملثم قاله اهلك في امان لبدراحس حوار مصطفي مع اهل بدر مجرد خدعه عشان يراضي صفيه
    لو حضرتك تتفاعلي معانا
    هبه من اسيوط

    ردحذف
  41. تسلم ايدك ياحبيبتي رائعة كالعادة

    ردحذف
  42. تسلم ايدك أستاذة هبة حلقة جميلة كالعادة
    ننتظر الخميس بكل شوق
    حاولت أعلق السبت و انحذف التعليق

    كتبت
    أنه ما أحد شاف الخادمة أين اختبأت الا عمر(حجاب)
    يا ترى صقر له علاقة بالشاب الملثم و لا عمر
    أشعر كلاهما
    فعلا محتارين من هو
    أكثر من حيرة صفية😄

    يا ريت النهاية تشفي الصدور
    فعلا مش عايزين مسامحات
    عايزين انتقام و أخذ حق
    في رواية خلف هذه الجدران
    أدهم لما سامحته مراته و الناس
    و كلهم اتسامحوا الواحد زعل
    لكن بجد هزعل جدا و تخيب توقعاتي
    لو حد من الأشرار هنا ماخدش جزاؤوه بأشك ما يمكن
    معلش تحملي تعليقاتنا😂😄
    لأننا بنعيش الرواية كحقيقة
    و هذا يرجع لإبداع الكاتبة و تميزها بالطبع🥰
    تسلم ايدك ياقمر
    (الياسمين)

    ردحذف
  43. تسلم ايدك أستاذة هبة حلقة جميلة كالعادة
    ننتظر الخميس بكل شوق
    حاولت أعلق السبت و انحذف التعليق

    كتبت
    أنه ما أحد شاف الخادمة أين اختبأت الا عمر(حجاب)
    يا ترى صقر له علاقة بالشاب الملثم و لا عمر
    أشعر كلاهما
    فعلا محتارين من هو
    أكثر من حيرة صفية😄

    يا ريت النهاية تشفي الصدور
    فعلا مش عايزين مسامحات
    عايزين انتقام و أخذ حق
    في رواية خلف هذه الجدران
    أدهم لما سامحته مراته و الناس
    و كلهم اتسامحوا الواحد زعل
    لكن بجد هزعل جدا و تخيب توقعاتي
    لو حد من الأشرار هنا ماخدش جزاؤوه بأشد ما يمكن
    معلش تحملي تعليقاتنا😂😄
    لأننا بنعيش الرواية كحقيقة
    و هذا يرجع لإبداع الكاتبة و تميزها بالطبع🥰
    تسلم ايدك ياقمر
    (الياسمين)

    ردحذف
  44. ابداع يستحق الإشادة👌👌
    بارك الله في قلمك حبيبتي💖
    إيمان إبراهيم 🌸🌸

    ردحذف
  45. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
    الحلقة رائعة رائعة رائعة
    سلمت يداكي يامبدعة

    ردحذف
  46. اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

    ردحذف
  47. سلمت يمينك ياهوبه
    جوجو

    ردحذف
  48. هل في حلقه اليوم

    ردحذف
  49. في حلقه اليوم ياشباب
    ننتظر بشوق
    ومتي تنزل
    ياريت حد يرد علي لان معنديش فيس

    ردحذف
  50. إن شاء الله فيه حلقة الأستاذة كتبت لما نزلت أنه الخميس
    و أنه باقي بس حلقتين
    يعني انهرده و الاسبوع الجاي
    ربنا ييسر و مفيش حاجة تمنع
    بتبقى على نار في انتظار الحلقة😭

    ردحذف
  51. لو سمحتم يا جماعة لو حد يعرف الحلقة بتنزل أو بتتاجل يكتبلنا
    لان منعرفش حاجة نتواصل بيها غير المدونة معندناش فيس

    ردحذف
  52. فين الحلقة

    ردحذف
  53. اين الحلقة يا خالتو
    نحن في الانتظار

    ردحذف
  54. بدأت اتوغوش 😭 يا رب التأخير لخير

    ردحذف

إرسال تعليق