الحلقة الثالثة والعشرون الفصل الثاني الجزء الثاني الليل والدوادي

 

 

 

كانت صفية ترتشف شاي الإفطار ذاهلة, وأمامها صنوف الطعام التي لم تمتد يدها إليها, فلحظتها حورية فأتتها تسأل: خير ايه يا ست صفية! يعني ما فطرتيش عاد

 

انتبهت لحديثها الذي لم يعبر مداركها فقالت: عم تجولي ايه؟

 

ما سمعتنيش! صُح ما انتِ في دنيا تانية عاد, بجولك ما فطرتيش ليه يا ست؟ الوكل لساه زي ما حطيته

 

ماليش نفس, شيليه

 

واه! مالك بس يا ست صفية, من وجت ما صحيتِ وانتِ شاردة وفي دنيا غير الدنيا

 

آنا ما نمتش من الأساس

 

ليه بس يا ست كفا الله الشر؟

الفكر عم ينهش في راسي كيف الديب طول الليل..عم افكر في واد المحروج المتلتم اللي عم يضيع مالي وحالي وخد مني ولدي في عز شبابه وفرحته

 

آآآه ألف رحمة عليك يا محمود بيه...ان جيتِ للحج, المال يتعوض, لكن زين الشباب ديه يتعوض كيف!!

 

آآآآآخ يا نااااري, لو اطوله بيدي يا بت يا حورية, الله في سماه لجطع لحمه بسناني, واعلج جتته على باب النجع تنهش فيها الحدادي

 

ربنا يعترك فيه يا ست..هو مصطفى ابو جارحي ديه اللي راعب النجع كلاته ما جادرش على حتة واد متلتم!!

 

مصطفى ابو جارحي مش مخلي في جهده جهد, لكن واد الحرام ديه كيف الجن عم يأذي وما حد ينضره..تجوليش شيطان واد شواطين!!

 

واد شواطين صُح, ربنا ينتجم منيه الباعيد.. طب ما تشيعي لمصطفى ابو جارحي تشوفيه سوى ايه جاديد في الحكاية المغفلجة ديّ

 

أشاحت بيدها حانقة وقالت: لاه, ما رايداش انضره جدامي من جلة حياه ونفسه الكبرانة, بيحدتني كيف ما اكون مش من مجامه, كانّي خدامة عنديه واد المحروج ديه

 

ههه مع كل الحريم كديه,لو تنضريه في الاسواج كيف يحدتهم, تجولي جاتلينله جاتيل.. بيجولوا عنيه كاره الحريم كلاتهم بسبب المرة أمه اللي هملته وهو صاغير وراحت اتجوزت وما رضتش تاخده يعيش معاها

 

واه! اومال كان رايدها تسوي ايه بعد ما اطلجت من بوه وتصرف من وين!! تاخده في حضنها وتاكل طوب!! المرة اتجوزت وبجت في عصمة راجل يوكلها ويصرف عليها, ياك مشيت في الحرام عشان يكرهها ويكره الحريم من بعدها!! خلفة شوم صُح

 

ههه كل واحد ادرى بحاله عاد. واحنا ما لناش عنديه غير المُصلحة

 

صُح, خد مال وأرض عمر بوه وناسه  ما كانوا يحلموا بيهم, وإن ماجابش حجي ومسك واد الحرام المتلتم ديه, هخلي بدران يرجعلي مالي وأرضي منيه

 

وإذ هم على حديثهما, إذ اقتحم أحد الحرس البهو يناديها مذعوراً: الحجي يا ست, البهايم كلاتها اتسرجت, كانّهم سرجوها في الليل وما حد دري بيهم

 

وضعت صفية يدها على رأسها وصرخت بعزم ما أوتيت: بووووووه

 

ارتدت ملابسها وانطلقت خارج القصر

 

كانت عالية تسترق البصر من الدور العلوي وترقب ما يحدث, وقد كان خروج صفية هو إشارة البدء فيما كلفها به الشاب الملثم في الورقة المطوية..تسللت إلى غرفة صفية, ضغطت على مقبض الباب تفتحه برفق, ودلفت بخفة في الظلام الذي أوثقته الستائر الثقيلة على النوافذ, فألفت والدها يغط في نوم عميق كعادته في تلك الآونة..عمدت إلى الدولاب تفتحه فإذ به مغلق, زفرت بضيق, وعمدت إلى الأدراج تتحسسه حتى عثرت عليه, عادت لمهمتها, فتحت خزانة الملابس,فأبصرت شكمجية الذهب, فأخرجتها بتؤدة, وضعتها جانباً حتى تغلق الخزانة, أغلقتها وأعادت المفتاح موضعه, ثم أخذت الشكمجية وخرجت بخفة كما دخلت وأغلقت الباب برفق, وأسرعت إلى غرفتها..فتحت الشكمجية والتقطت أحد الخواتم ووضعته جانباً, ثم أعادت إغلاقها, وجاءت بالمشنة ووضعتها بها وغطتها بذات الغطاء القماشي, أخذت الخاتم ووضعته في جيب عباءتها, ونزلت إلى الدور السفلي, وعمدت إلى المطبخ, فألفت حورية تجلس إلى المنضدة وتشرب كأساً من الشاي, وسألتها: رايدة حاجة يا ست عالية؟

 

ردت بضيق: نازلة اسويلي كباية أيسون, ناخدوا الإذن منيكِ ولا من بت كلاف البهايم!!

 

لوت حورية شفتها امتعاضاً وعادت ترتشف الشاي معرضة عنها بوجهها

 

مدت عالية يدها إلى برطمان الينسون الزجاجي, وأسقطته عمداً فتهشم محدثاً جلبة قوية شهقت لها حورية وقالت: برطمان الأيسون اتكسر!

 

فصاحت بها عالية: انتِ لساك جاعدة مُطرحك! جومي لملمي الجزاز اللي مالي المُطبخ, والأيسون اللي لبك الدنيا ديه, جومي فزي

 

حاضر أها يا ست عالية

 

خرجت عالية من المطبخ بعدما عهدت إلى حورية بتنظيفه حتى تتيقن أنها منهمكة في عملها ولن تعود إلى غرفتها الآن..دلفت إلى غرفة حورية وأسرعت إلى خزانة ملابسها, فتحتها ودست الخاتم بين ملابسها, أغلقت الخزانة وخرجت من الغرفة, وقفت عند باب المطبخ فإذ بحورية ما زالت تلملم الزجاج مكفهرة الوجه تغمغم بضيق, فعمدت عالية إلى الدرج تصعده مسرعة, دلفت غرفتها وتهيأت للخروج من القصر,  وأمسكت بالمشنة الخوص التي أثقلها الذهب, وانطلقت من القصر عامدة منزل عمتها..قرعت الجرس بتواتر مزعج, فتحت عمتها جميلة فوجدتها لاهثة تتفصد عرقاً وتقبض على المشنة بكلتا يديها فأمسكت بيدها تدخلها وأغلقت الباب, جلست على أقرب مقعد تلتقط أنفاسها ووضعت المشنة على الطاولة إلى جوارها..رفعت الغطاء عن المشنة فأخذت جميلة الدهشة وفتحت الشكمجية قائلة: دهبات امي!!

 

حجك يا عمة

 

...كيف جبتيها ديّ؟

 

جبتها حسب الكلام المكتوب في الورجة اللش شيعها المتلتم..هو انتِ ما كنتيش خابرة اللي في الورجة يا عمة؟

 

لاه..بس هو جال في مُصلحة كابيرة من ورا الورجة ديّ, حتى الفاطير هو اللي جابه عاد وجال نشيعه مع مهدية على سراية بوكِ

 

....يعني انتِ ما عارفاهوش هو مين صُح يا عمة؟

 

وهنكدبوا عليكِ ليه يا بت خوي!! لا ريته ولا نضرته..ولما يعوز يحدتنا ياجي من الباب الوراني يجول حديته ويمشي..بس صراحة خوفت ليكون الفاطير فيه شيء يضرك, جولتله آنا لا عارفاك عدو ولا حبيب ولا رايد من ورا عمايلك ايه, ايش دراني الفاطير اللي رايدني اشيعه لبت خوي فيه ايه, ضحك وجال, كيف ما عالية غالية عنديكِ هي غالية عندي آنا كمان واموت فداها, وجام واكل حتة من الفاطير عشان اطمن

 

تبسمت عالية بشرود, فسألتها عمتها: ما جولتليش جبتيها كيف الشكمجية؟

 

خدتها من أوضة الحرباية

 

....من غير علمها؟

 

واه! هي كانت تخصها عشان تعلم ولا ما تعلم! دي شكمجية جدتي, وتبجى من حجك يا عمة

 

ايوة معلوم يا بتي, لكن ما فكرتيش هتسوي ايه المرة ديّ لو علمت إنك انتِ اللي خدتيها؟

 

ههه ما تشيليش هم يا عمة, كله مرتبه المتلتم..آنا ماشية بجى عشان لازم اكون في السرايا ديلواك

 

همت بالقيام فأمسكت العمة يدها بحنو وقالت: اوعي لروحك يا عالية عن تأذيكِ المرة ديّ, ديّ لا تخاف ربها ولا عنديها حلال ولا حرام

 

من ميتى عمتي جميلة عم تخاف من ظالم!!

 

ربي شاهد إني عمري ما خوفت من ظالم ودوم أجف في وش الظلم..لكن آنا خايفة عليكِ انتِ يا بتي

 

ما تخافيش يا عمة: اللي يستجوى بالله ما يخاف من مخلوق

 

****************************

 

عادت صفية إلى القصر تفور كالمرجل على الموقد, استقبلتها حورية متلهفة: صُح البهايم كلاتها اتسرجت يا ست صفية؟

 

الزاريبة فاضية تصفر فيها الريح يا بت يا حورية, آآآخ يا مري

 

وربنا ما عارفة اجول ايه ع الهم اللي عم تكيليه بالكيل ديه!! آنا خابرة مين اللي حاطك براسه كديه وناويلك ع الخراب!!

 

جولنا صالح ورجالته, نغنوها على ربابة عشان تفهمي يا باهيمة انتِ!!

 

طب ورجالتك وين؟

 

أهم عم يدوروا على ابرة في كوم جش.. مصطفى ابو جارحي كان كيف المجنون ونازل سلخ في  الحرس وكلافين البهايم لما هيموتوا في يده

 

واه! وهما ذنبهم ايه عاد!!

 

ذنبهم ايه كيف! مش كانوا في حمايتهم!!

 

في حمايتهم ولا في حمايته!! بس هنجول ايه! الناس دوم تاجي ع الضعيف والغلبان اللي مالوش سند!! يكفينا شره وشر جساوته مصطفى ابو جارحي.عم يطلع كرهه لاهل النجع في عذابه ليهم..ربنا يكون في عون الناس عاد

 

ردت بازدراء مشيحة بيدها: ناس ايه! هما دول يتسموا ناس!!

 

...عندك حج يا ست, دول من ضمن المواشي

 

المواشي بنستنفع منيهم, انما دول عوالة وموتهم احسن, جاتهم الهم..آنا طالعة اسحّم, ريحتي بجت كيف ريحة البهايم من جعدتي في الزاريبة ايييف يا بوووي. حضريلي لجمة اتسممها على ما انزل

 

حاضر يا ست, هسخن الوكل أها

 

صعدت إلى غرفتها وأضاءت الأنوار واتجهت إلى الخزانة لتجلب ثياباً نظيفة, ما أن همت بفتح الخزانة حتى فتح كامل عينيه قائلاً: صفية

 

غمغمت بضيق لا يتبينه: يييي, رايد ديه انت التاني ما طايجاش, طبعت ابتسامة صفراء واستدارت تقول: انت صحيت يا جلبي! صباح الهنا عاد

 

يسعد صباحك يا صفية..عاطيني الدوا اللي جبل الفاطور

 

على عيني حاضر, بس اسّحم عشان ما طايجاش ريحتي من العرج والنار الجايدة اللي برا

 

واه! انتِ كنتِ برا ولا ايه؟

 

اسكت يا كامل ع اللي حُصُل, صالح ورجالته سرجوا البهايم, لما عجلي خلاص هيشت مني

 

صالح!!!... وهو وين صالح!! صالح طردوه من النجع بعد اخته ما طفشت

 

بجولك ايه عاد..خليك انت في عياك يا خوي, انت ناجص هم!! هسحّم واجيك بالدوا عاد

 

استدارت إلى الخزانة تفتحها, فاتسعت حدقتاها وشهقت وضربت على صدرها, واندفعت من الغرفة  كحمم البركان تنادي: بت يا حورية. انتِ يا بت يا حورية, حورية

 

أسرعت على الدرج مذعورة ووقفت أمامها لاهثة: نعمين يا ست

 

شكمجية دهباتي مش في مُطرحها

 

..يعني ايه يا ست؟

 

ما عارفاش يعني ايه! يعني شكمجيتي اتسرجت

 

طب وآنا ذنبي ايه عاد!!

 

حدجتها بنظرة متقدة وأخذت بمجامع ثوبها وصاحت بها: مافيش مخلوج عم يدخل اوضتي ينضفها غيرك

 

ارتعدت حورية وقالت: عم تتهميني في دهباتك يا ست بعد خدمتي ليكِ من غير كل ولا مل العمر ديه كلاته!!!

 

اسمعي يا مرة انتِ, الحديت المايع ديه ما يدخلش راسي. خدمتك ديّ عم تاخدي تمنها الطاج تلاتة. لا منة ولا فضل منيكِ. ديلواك انطجي جبل ما اجيب مصطفى ابو جارحي ويعرف ينطجك كيف

 

شهقت واتسعت حدقتاها وتشبثت بذراعها تتوسل وقد أجهشت بالبكاء: لاه يا ست, مصطفى ابو جارحي لاه, لاه, حرام

 

خلاص, طالما خايفة وبترجفي من ابو جارحي, يبجى انطجي دهباتي وين

 

واشمعنى آنا اللي عم تتهميني يا ست! ليه ما يكونوش بنيتا حياة اللي كارهينك كيف كرههم للعمى!!

 

...بنيتا حياة!!

 

جاءها صوت عالية من خلفها تقول: وبعدهالك عاد يا مرت بوي انتِ وخدامة الطين ديّ. مش هتبطلوا تاجيبوا في سيرة امي!!

استدارت لها صفية وحدجتها بنظرات مستعرة وقالت بغليل: تعالي هنيه يا بت

 

قهقهت بميوعة وقالت: بت! مجبولة منيكِ يا مرت بوي عشان خابرة انك زمجانة عشان الدهبات اللي وراثاهم عن امك

 

نشبت أظافرها في ذراع عالية وسألت باحتداد: وعرفتِ من وين ان الدهبات مالاجياهومش

انتزعت ذراعها من براثن الحية متألمة, أخذت تفرك ذراعها وهي تقول:واه! حسك العالي اللي خرم وداني وآنا ممدة في ساريري. معذورة يا مرت بوي, ما دارياش بروحك عاد, وعنديكِ ألف حج. ماهي ديّ شكمجية الحاجة فايجة اللي وارثاها من جدود لجدود. والدهبات اللي فيها مافيش منيها في النجع كلاته..ولا نجع ايه!! ديه مافيش منيها في النجوع اللي حوالينا كماني..آآه عيني عليكِ يا مرت بوي, مجطعة في جلبي جطيع يا الغالية

 

صرخت فيها بجنون: بت انتِ, انتِ اللي سرجتِ الدهبات

 

سرجت!! الله يسامحك عاد يا مرت بوي. آنا أسرج شكمجية جدتي!!

 

وما تسرجيهاش ليه!! مش سبج وامك سرجتها!!

 

قهقهت عالية وقالت: صُح!! دانا نسيتها الحكاية ديّ..هو جلبك مش ناوي يصفى لامي اللي سرجت يا ربة الصون والعفاف يا اخت شيخ الطريجة انتِ! هههه

 

أشتد بها الغيظ  ولكزتها في صدرها تسأل بعنف: انطجي دهباتي وين يا به؟

 

جولت ما خابراش يا مرت بوي, ولو كنتِ شاكة فيا وتهماني صُح فتشيني, اديني جدامك أها

 

رفعت عالية ذراعيها عالياً متهكمة, فاستشاطت صفية غضباً وصرخت فيها: كفاكِ مياعة يا به, مفكراني مخبلة ما عارفاش هتخبي الدهبات وين. آنا هفتش المدعوجة اوضتك, بعدي من جدامي

 

انطلقت إلى غرفة عالية وخلفها حورية, فتبعتهم عالية ووقفت عند الباب ترقبهما وقد ربعت يديها. أخدت صفية تلقي بحاجياتها وتفتش الخزانات والأدراج حتى أنهكها البحث هي وحورية, فقالت عالية بابتسامة ماكرة

 

ايه, لجيتِ الدهبات عاد يا مرت بوي!!

 

حدجتها بنظرات كراهية صامتة, فقالت حورية

 

فتشي أوضة اختها وطفة يا ست, يمكن مخبياهم هناك

 

صُح, تعالي معاي يا حورية

 

تصدت لهما عالية وقالت: جبل ما تفتشي اوضة اختي, فتشي خدامتك في الاول

 

حدجتها حورية بنظرة مستعرة وقالت: فتشي اوضتي يا ست عشان ما تعملنيش حجتها عاد

 

قالت عالية: عين العقل يا كلبة صفية والله

 

عمدت صفية مسرعة إلى الدرج وخلفها الخادمة, وتبعتهما عالية والتصقت بفم الباب ترمق صفية وهي تقلب الغرفة رأساً على عقب..تفتح الخزانة وتلقي ما بها أرضاً وتبعثر الحاجيات. فسمعت رنيناً على الأرض فانكبت تفتش عن مصدر الرنين بين الملابس والحاجيات المبعثرة فاتسعت حدقتاها حين أبصرت خاتماً بفص كبير, أمسكت به ونظرت عالياً إلى حورية التي أخذت تقول ذاهلة: لاه, لاه, مش آنا يا ست, لاه, لاه

 

قامت إليها وصفعتها بغليلها صارخة فيها: بتسرجيني يا خسيسة يا واطية

 

وضعت يدها موضع الصفعة وأصرت على أسنانها وقالت: بتضربيني يا ...ست, معلش عاد, ما هو زمن وداير

 

استدارت حورية إلى عالية التي كانت ترقب ما يحدث بشماتة بالغة وقالت: همليني مع الست صفية يا ست عالية عشان نبوسوا على يدها ونترجاها تصدجني

 

غادرت عالية, فهرعت حورية إلى الباب تغلقه وعادت إلى صفية بغليلها وقالت: بجى بتسرجيني جدام بت المرة اللي طلعتها من السرايا عشان تدخليها يا صفية!!

 

اخرسي, اسمي الست صفية, وإياك تنطجي اسمي كديه لحاله مرة تانية

 

ههه وماله يا ست, حاضر, ونشيلوا مداسك كمان ونحطوه على راسي, اومال, مش ست السرايا الآمرة الناهية!!

 

كفاكِ رط وطلعي باجي الدهبات

 

ممم وان جولتلك مش آنا اللي خدتهم عاد..هتعملي ايه!!

 

هيشع اجيب مصطفى ابو جارحي يجطع راسك, وجبل ما يجطعها هتجولي على مكان الدهبات

 

حاضر يا ست, شيعي لمصطفى ابو جارحي يجطع راسي, بس وجتها هتلاجي اللي يجطع راسك انتِ التانية

 

...جصدك ايه؟

 

جصدي يا..ست إن آنا كنت عاملة حساب اليوم ديه وعارفاه جاي جاي, عشان كديه خدت كل ورج المستشفى اللي جطعتيه بعد العملية اللي عملتيها...ولا كانّك نسيتي العملية ديّ, ماهي من زمان عاد. نفكروكِ يا ..ست..العملية اللي شالولك فيها الرحم وكدبتِ على كامل بيه وجولتي عملتِ الزايدة ولا ابصر ايه ما فاكراش, ماانتِ كدبك كاتير, هفتكر ايه ولا ايه ههه نعاودوا لحكايتنا عاد, خدت الورج ولزجته في بعضيه, وجومت ايه بجى شايلاه عند مرة جريبتي, ووصيتها إن لو سمعت في يوم من الايام إن حد مسني بأذى تودي الورج ديه لسلام بيه, خابراه ؟ هههه

 

اتسعت حدقتا صفية وارتعشت شفتاها, فأردفت حورية

 

ايه! مالك عاد!! متعجبة من اللي عملته!! ههه ياك مفكراني طيبة كيف حياة بت زيدان ترميني بالعار وابكي واجول مظلومة!! لاه, لاه يا صفية, اللي يعاشر حية زييكِ لازمن يكون في يده فاس, عشان يوم ما تجرب منيه بأذى يجطع راسها

 

كانت تنظر باندهاش وكأن الأرض تميد بها, فأردفت حورية: ولا كامل بيه اللي جبتيله العيا والمرض بالسم اللي كنتِ عم تديسهوله في الوكل لحد ما المرض اتمكن منيه ووجع من طوله ومن يوميها وهو مرمي على كرسي عاجز, وانتِ اللي طايحة كيف الغول تنهبي في ماله وتذلي في عياله..يا بوووي فين زمانك يا كامل بيه, كان زين الشباب صُح, فرجتي بينه وبين اخته بنارك وسمك, بعد ما كانت اخته نور عنيه وفرحة جلبه, وكان هو سندها وضلها

 

....وانتِ بجى الشريفة ام توب إخضر!!

 

لاه, آنا واطية وبت حرام زييكِ, هو آنا جولتلك رايدة اتوب عاد! هه آنا بس رايدة اجولك إن اللي يمس شعرة من راسي, راسه بحالها هتطير..آآه نسيت اجولك, كل اللي عملتيه ديه حاكياه لجريبتي

 

ردت بهياج: مين جريبتك ديّ

 

انتِ مخبلة يا مرة انتِ! اجولك عليها كيف! عشان تشيعي الغول اللي طالجينه في النجع على الغلابة انتِ وخوكِ يجتلها!!..آنا ما خايفاش عليها, تغور في داهية, آنا خايفة على روحي منيكِ..والمرة ديّ كماني موصية ولادها إن لو جرالها حاجة وعلموا إن حد مسني يروحوا على سلام بالورج, ولو ما كانش سلام بيه يبجى عمه ثابت بيه بتاع مصر, اهو أي حد من عيلة مطاوع والسلام ما هتفرجش

 

....انتِ عم تهدديني يا حورية؟

 

لاه يا صفية هه لاه, طول ما آنا في أمان, انتِ التانية في أمان..بس بجولك ايه عاد, آنا زهجت منيكِ ومن الطل في سحنتك صبح ليل, حج الله اتخنجت خنجة ما يعلم بيها إلا ربنا..عشان كديه بجول كفاية كديه يا صفية, آنا هاخد خلجاتي وامشي من نجع ابو سخام ديه وما حد هيعرفلي طريج ليوم الدين

 

...تمشي يعني ايه يا مرة انتِ!! ودهباتي اللي خدتيهم؟؟

 

ههه دهباتك يا بت كلاف البهايم!!

 

انطلقت شرارات الغضب من عيني صفية, فأردفت حورية: الدهبات ديلا بتوع الحاجة فايجة وبتها من بعدها, وآنا ما سرجتهومش, عايزة تصدجي صدجي, ما عايزاش ..بشوجك عاد..وديلواك عاطيني كد ماليون جنيه كديه عشان ادبر بيهم حالي

 

قالت بصوت متحشرج: ماليون جنيه!

 

ايوة, ماليون, ايه!! كاتير!! وماله, وانتِ يعني كنتِ جايباهم من بيت بوكِ!! كلاتها فلوس ولاد ابو الحجاج وفلوس ناس النجع اللي عم تنهبوهم صبح ليل, دانتوا حداكو مال لو كلتوه صبح ليل انتو ومحاسيبكو ما هيخلُصش.وآنا كلام في سرك ما رايداش اشتغل عند اللي يسوا واللي مايسواش تاني واجول لعديم الأصل يا سيد...والماليون جنيه يادوب اجيب بيهم بيت اجعد فيه واجيب كام بحة على كام فروجة اربيهم واكل من خيرهم, حسرة علينا, احنا بناخدوا إلا الفتافيت...يلا همي,. مبحلجة فيا كديه ليه يا والية عاد!! رايدة امشي جبل الليل ما يمسي, أصل بخاف من الدوادي اللي زييكِ هههه وادي جاعدة أها على ما تاجي بالفلوس من فوج

 

جلست على المقعد تهز ساقيها..بينما اتجهت صفية إلى باب الغرفة ودواخلها تشتعل غليلاً..كم تمنت أن تمسك بقبضة سكين وتطيح برأس حورية, ولكن..لن تستطيع, فقد لعبت حورية اللعبة بذكاء شل قدراتها..كانت عالية تجلس في البهو في انتظار ما ستسفر عنه حيلة الملثم..ألفت زوجة أبيها تصعد الدرج والغضب يجتاح ملامحها, مدت بصرها فرمقت حورية تهز ساقيها في نشوى فتملكها العجب والريبة..فما الذي يحدث!! مر وقت ليس بقصير, نزلت بعده صفية ومعها جوال من خيش يثقل كاهلها..,اتجهت إلى الغرفة الكائن بها حورية وأغلقت الباب..وظلت عالية تنتظر والفضول يمزقها ..طفقت تزفر وتهز ساقيها باضطراب وعينها تلتصق بالباب..وبعد مضي وقت طال, خرجت حورية ترتدي ثوبها وشالها وتحمل الجوال الثقيل.. والذي كاد يطيح بعقلها أن رأت صفية تنادي الحرس وتقول بأعلى طبقات صوتها الذي أغلظه الغضب: وصلوا حورية لحد باب النجع, وجولوا لصجر ورجالته يفتحوا البوابة

 

استشاطت عالية غضباً بعدما خرجت حورية ووقفت أمام صفية تصيح بها: خدامتك رايحة على وين يا مرت بوي!

 

مالكيش صالح

 

ماليش صالح كيف! مش كنتِ تاهماها في الدهبات!!

 

مش هي اللي واخداهم

 

اومال مين عاد!!

 

يا بووووي! بعدي عني انتِ التانية

 

أخذت عالية تضرب بقبضتها على المقعد وتزوم غيظاً وكأنها تنفث بعض لهيب دواخلها المشتعلة ..أسرعت إلى الدور العلوي لترتدي عباءتها وحِرامها وانطلقت من القصر تجوب الشوارع كالملتاثة علها تجد ذاك الملثم وتوبخه على مخططه الفاشل ..فقد هربت من بين أيديهم شاهدة على إجرام صفية

 

 

**************************

ولحد هنيه وخلصت حلجتنا

 

اشوفكم السابوع الجاي إن شاء الله

 

والله نفسي اكتب اساميكم كلكم واشكركم كل حبيبة بإسمها واتفاعل مع تعليقاتكم اللي بتسعدني, لكن والله على ما بخلص كتابة الحلقة بحس اني خلصت معاها ومش شايفة قدامي ههه بس أكيد تتعوض عند الحلقة الأخيرة إن شاء الله ..اقتربنا وقرعت نواقيص نهاية أحداث الرواية...وأقول لقارئتي الجميلة هبة من أسيوط..يا أهلاً يا هبهوبة, أنا أصولي من أدفو على فكرة ههه ..حبيت أرد عليكِ عشان كنتِ عايزاني أرد على توقعاتك.. شوفي حبيبتي, لا يميط اللثام عن الأحداث إلا الأحداث ..وبالنسبة لكتابة مصطفى بدلاً عن حسن فهو خطأ ذهني لتسارع الكتابة

 

على فكرة لو وجدتم أخطاء كتابية فعذراً لاني لم أراجع الحلقة لضيق الوقت

 

دمتم جميعاً بود

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد