الحلقة الرابعة والعشرون الفصل الثاني, الجزء الثاني, الليل والدوادي
ظلت عالية تهرول وقلبها
يشتعل غليلاً حتى بلغت ساحة القرية الفسيحة, وهناك رمقت حواجز تسد الطريق ويحرسها
رجال بدران, يستوقفون المارة ويأخذون منهم مالاً مقابل المرور, وكان كبيرهم مصطفى
الجارحي جالساً يدخن نارجيلته ويرقب ما يفعله الرجال تحت إمرته, فكان مرآه كزيت
سكب على نيرانها فأججها, فأسرعت صوبهم وصاحت بهم: وسعوا من جدامي خلوني افوت
رفع مصطفى رأسه ونظر
إليها غير مبال بها, ونفث أوار نارجيلته ببرود, فهاج هائجها وعلا صهيل تلك الفرسة
الجامحة: جولت وسعوا من جدامي خلوني اعدي يا كلاب بدران
اتسعت حدقتا مصطفى
غضباً وقام إليها مستشيطاً: كيف تتجرأي وتغلطي في رجالتي يا بت!
جاك بتة تبتك وتبت
ناسك, ايه! ما مكفكوش المال اللي عم تنهبوه, موجف كلابك يمدوا يدهم في جيب الرايح
والجاي!! كانت التكية اللي فاتهالك بوك!!
قهقه وقال يستفزها:
صُح, تكية وفاتهالي بوي, النجع كلاته بناسه جبل بهايمه ملكي, واتحكم فيهم كيف ما
بدي, ولو رايدة تفوتي من هنيه يبجى ادفعي في الاول
ما دفعاش وهفوت غصب
عنيك وعن سيدك اللي طالجك ع النجع
انتفخت أوداجه غضباً
وهم بصفعها فأخرجت سكينها من بين طيات ملابسها وشهرته في وجهه, فقهقه وقال: واه!
من ميتى الحريم عم يمشوا بسلاح!!
من يوم ما النجع حكموه
ولاد الليل
زاد كلامها من قهقهته
وقال: يعني ديلواك رافعة ساكينك في وشي رايدة تخوفيني!!
بعد عن طريجي وإلا
هنكته في صدرك يا كلب بدران
كز على أسنانه وأمسك
بذراعها يلويه ,اخذ منها السكين عنوة ووضع سنه في نحرها فقهرها فانتشى واشرأبت
الأعناق والتصقت بهما الأعين ترقب,ومن بينهم شقيقها عمر الذي نشبت النيران في صدره
وهم أن يخلع عن نفسه رداء المجاذيب معلناً عن هويته فداء لعرضه, حاول جاهداً يكظم
الغيظ ويرقب ما الذي سيفعله مصطفى..فبقى وسط الجموع على أهبة الاستعداد, تبسم
مصطفى قائلاً: أها السكين اللي عم تهدديني بيه حطيته على رجبتك,ها..مين يحميكِ مني
ديلواك!!
ردت والغيظ كوحش
ينهشها: ما انت لو كنت راجل كان يبجى عنديك نخوة وما تهدد حرمة بسلاح
قهقه وقال: بجيتِ حرمة
ديلواك! مش كنتِ مسوية حالك واد ليل ورافعة سلاحك في وشي!! بس ايه جولك عاد إنت
دخلتِ مزاجي وهاخدك على سرايتي
اخرس يا خنزير يا نجس,
ما انت رباية الخسيس بدران اللي ما يراعي دين ولا عرض
استبد به الغيظ
فتوعدها: تعرفي, آنا لا احب الحريم ولا اطيج انضر في وشهم, لكن انتِ بجى رايد أذلك
عشان عينك ديّ ما تترفعش في عيني تاني, وعشان تكوني عبرة لأمثالك يا بت المحروج
استدار للحرس آمراً :
خدوها ع السراية البت ديّ
أصرت على أسنانها وصاحت
به:آآآخ يا خسيس يا نجس يا واد الحرام, اغرز الساكين في جلبي وخلصني, أرضى بالموت
ولا اعيش بالعار
مش برأيك. الحكم حكمي,
وآنا حكمت عليكِ بالعار
لااااااااااااااه
لاااااااااااه يا مصطفى يا ابو جارحي يا خنزير يا عديم المرجلة
كز عمر على أسنانه غيظاً وهم بشق الجموع لولا أن سمع الجميع صوت جهور يأتى
من بعيد, إنه ضاحي ينهى مصطفى: هملها يا مصطفى وما تستجواش على حرمة وتلطخنا
بالعار, هملها, هملها
أخذ ضاحي السكين عنوة, فحدجه
مصطفى بنظرة متقدة, فهاهي المرة الثانية التي يحول بينه وبين مأربه
وقفت عالية تنظر إلى
الرجال حولها بازدراء وبصقت في وجوههم صارخة: اتفو عليكو يا حريم وناجصهم طرح,
واجفين تتفرجوا ومهملين بت لحالها في يد ديب سعران!! اتفوا عليكو الف مرة لا نخوة
ولا مروّة
استدارت إلى مصطفى
تحدجه بنظرة مستعرة وقالت تتوعده: سوي ما بدك يا مصطفى يا ابو جارحي, يوم الحساب
جاي عن جريب. وخليك فاكر مليح إن ما حد هيشج صدرك بسكينه آلا آنا
تبسم ساخراً وظل يرقبها
وهي تهرول عائدة من حيث أتت والتراب يثار تحت أقدامها الثائرة حتى غابت عن ناظريه
مخلفة في قلبه انبهاراً بجرأتها,فقد شجت تلك الصخرة المنحوت عليها في قلبه أن
المرأة أصل الغواية وسفيرة أبليس البارعة في الإيقاع بالرجال في شرك
الخطيئة....إنها فتاة محراب مقدس لم تمسها يد الآثام..لا تمدح لأيات الحسن التي
اتخذت من قسماتها عنوانا, ولا لحور كالسحاب أطل من عينيها فغيب الناظر خلف ضباب من
تيه وشتات.فهو لا يحفل بتلك المآثر التي يلهث خلفها جل الرجال.بل عين المديح بها
هي تلك الجسارة والجرأة في الحق ونظرات الثبات..فرسة جامحة هي, أما فارسها.... فما
زال خلف الغيمات
**********************************
ظلت تهرول وعبراتها تفج
من منابع القهر الحارقة إلى أن بلغت ذات المنحنى الذي التقت عنده الملثم, فطفقت
ترتحل عيناها في الأرجاء باحثة عنه, فلم ترمق ولو قبساً من أثره,زفرت و استندت إلى
جدار شاردة لبعض الوقت, انتبهت فأبصرت بيتاً مهجوراً فاتجهت صوبه ودلفت غير عابئة
بوحشة المكان أو بما يحويه من هوام أو لدّغ, فوق كومة أحجار جلست ووضعت يدها على
عينها وأفرغت أثقال روحها عبرات واتخذت من النشيج أنيساً لوحشتها , وبقت على حالها
حتى أعتمت الأرض واستنارت السماء بضوء القمر..فراحت بين نوم ويقظة فأفاقت على صوت
نحنحة أفزعها وأبصرت ضوء كشاف مسدد إلى إحدى الجدر ويعكس ظلاً يملأ الجدران
حولها,إنه الملثم يقف على أعتاب البيت المهدم يقول بلهجة قاسية: ايه طلعك من غير
إذن ! ايه وجفك في وش مصطفى ابو جارحي! انتِ عارفة ان عملتك ديّ كانت هتضيعنا
كلاتنا وتضيع كل اللي عملناه وهنرجعوا كيف ما كنا!! لو كان مصطفى ابو جارجي صمم
ياخدك على سرايته كانت هتجوم جيامته وهنطخوه مطرحه, ووجتها كنا هنتكشفوا جدام
النجع, وعشان ايه! عشانك ماشية براسك وما عتشاوريش حد
ردت بصدر ضائق:كان
لازمن اخرج عشان اجولك تلحج المرة اللي اسميها حورية جبل ما تهرب
ديه شيء ما يخصكيش,
انتِ نفذتِ اللي طلبناه منيكِ ودورك انتهى لحد كديه, اللي يحصل بعد كديه ديه شغلنا
احنا
قامت إليه تسأل متلهفة:
انتو مين؟ جولي انتو مين, وانت التاني مين وهتفضل لميتى متخفي ورا لتامك!!
جولتلك جبل سابج ما
تسأليش. اللي ليكِ عندينا اننا نكشفوا الحجيجة, لكن مش من حجك تعرفي احنا
مين..وديلواك ارجعي ع السراية وما تخرجيش منيها إلا للشاديد الجوي
قالت وهي تستعر غيظاً:
وحجي من الكلب اللي اسميه مصطفى ابو جارحي!
هناخدولك حجك وزيادة
آنا اللي احدد حجي أخده
كيف, تجيبوه لحدي وآنا اللي أشج صدره بساكيني
هيحصُل عن جريب وهتشفي
غليلك منيه, كل ظالم وله حساب في يوم محتوم, صفية, بدران, مصطفى ابو جارحي,العمدة,
سمحون. وكل اللي عم يحط يده في يدهم
كانت كلماته كهطول
المطر على قلبها القائظ يأساً فرواه أملا, أكبرته في نفسها وقالت: تسلم يا خوي
وديلواك ارجعي ع
السرايا يا بت اسيادنا وما تخرجيش منيها إلا للشاديد الجوي
هزت رأسها انصياعاً
للأمر
*************************************
دلفت عالية إلى القصر
ووجهها مخضب بحمرة البكاء, فألفت صفية التي علمت بما حدث لها على يد مصطفى الجارحي
من أعينها في القرية, تجلس منتشية تمضغ العلكة
بميوعة وتهز ساقيها مداعبة خصلات شعرها وتحدجها بنظرات شامتة, فشمخت عالية
بأنفها وصعدت الدرج وقعقعة نعليها تدوي معلنة أن العزيز لن يقهر على أيدي الأخساء
*******************************************************
في صبيحة اليوم التالي,
وحين كان بدران يتسامر مع رجاله ويقرقر بنارجيلته, إذ اقتحم مجلسه رجل قوي البنية
أجش الصوت وقد تفلت من الحرس الذين يهرولون خلفه ليمنعوه, وصاح في بدران: ريس
بدران
قال الحرس بارتجاف:
الراجل ديه طاح فينا وماجدرناش نمنعوه من الدخول يا جناب بدران بيه
سدد إليه بدران نظرة
حانقة وأشار للحرس أن يخرجوا, ثم أغلظ له القول: كيف تتجرأ وتدخل من غير إذن يا
واد المحروج انت!
هه معلَش عاد يا كابير,
نعملوا ايه! فلوسي اللي عنديك اتأخرت والمعاد اللي حددته فات من اكتر من سابوعين,
وكل ما اجي رجالتك يجولوا الريس بدران مش هنيه. عطيني فلوسي وما هتشوفش وشي تاني
قرقر بدران بنارجيلته
ونفث أوارها وقال ببرود: مالكش حاجة عندي
هاج هائج الرجل: يعني
ايه ماليش! ياك الف ولا تنين عشان اهملهوملك! دول تلاتة ماليون جنيه, كيف تجول
ماليش!
ههه زعلتك جوي ديّ يا
خيّ! طب ليك وما هاتخدهومش, سلم على امك عاد
انفجر الرجال بالضحك و
تناوبوا عليه السخرية: تعال خد بيهم نفسين
خد بيهم ورك فروج أها
ههه لا تعال احلجلك
بيهم حلاجة ماليحة كيف بتوع السيما
انفجر الرجل غيظاً
وأخرج مسدسه من جيب جلبابه وصوب الفوهة إلى رأس بدران فخيم الصمت على المكان
وتحجرت الأعين, فصاح الرجل غضباً: بتتمألس عليّ إنت ورجالتك يا بدران الكلب! عطيني
فلوسي وإلا هخلص عليك مُطرحك يا ضلالي يا آكال الحجوج
دخل مصطفى على حين غرة
فشهد ما يحدث,فأخرج سكينه على الفور وأمسكها بيد, وأتى الرجل من خلفه, ضرب ذراعه
بقوة باليد الأخرى فسقط المسدس فنظر الرجل خلفه مرتاعاً فشخص بصره حين رأى مصطفى
يسدد إليه نظرات متقدة, زأر مصطفى: هوريك جزاة اللي يتجرأ ويرفع سلاحه في وش الريس
بدران, نحره مصطفى كالشاة فسقط الرجل وتفجرت الدماء وبقى ينازع روحه حتى أسلمها
لبارئها فتهلل وجه بدران وقام إلى مصطفى يربت على كتفه قائلاً: عافية عليك يا مصطفى..ولدي
اللي مخلفتوش وضهري اللي حاميني من غدر الكلاب
انت اللي باجيلي بعد
بوي, وإن كنت ما جدرتش احمي بوي من كلاب النجع عشان كنت صاغير, فعهد عليّ ما اخلي
يد تتمد لك بسوء طول ما انا حي يا بوي
راجل من ضهر راجل يا
مصطفى
استدار مصطفى إلى
الرجال مشيراً إلى جثة القتيل: خدوا الكلب ديه وارموا جتته وسط الوسعاية ونادوا في
الرايح والجاي وجولوا جزاة أي كلب يتجرأ ع الريس بدران ورجالته الجتل على يد مصطفى
أبو جارحي والحاضر يعلم الغايب
كانت صابرين زوجة بدران
في الحديقة تجالس همومها وترتشف كؤوس الذكريات شاردة, فانتبهت على مرآى الرجال
يحملون جثة القتيل الذي كسا جلبابه الدماء فوقفت مشدوهة ذاهلة’ فتيقنت أن عيناها
لم تخدعها, فارتجفت وأصابها الدوار فسقطت على الأرض فلم يعبأ بدران بها ونادى على
الخادمات يحملنها إلى غرفتها ومضى إلى داخل القصر فإذ بالخدم ينظفون آثار الدماء
فعمد إلى أريكته يدخن النارجيلة
*********************************************
بلغوا بالجثة المضرجة
بالدماء ساحة القرية ففزعت الأعين وارتعب الجميع وفرت النساء والفتيات صارخات وعلا
صراخ الأطفال وساد الهرج والمرج, ووقف مصطفى زاهياً بنفسه, فإذ بحسن يقف أمامه
يصطلي غليلاً وأخذ يضرب صدره صارخاً فيه: كفاك دم يا مصطفى يا ابو جارحي, كفاك ظلم
يا ظالم يللي ما تتجي ربنا, ذنبه ايه الراجل ديه تجتله بجلب بارد! عشان معادي
بدران! الله يشل أركانك جبل ما يشل اركان بدران عشان انت يده اللي عم تبطش بالعباد
آآآآخ كيف بجيت غول ولطخت يدك بالدم كديه! يدك اللي حطيتها في يدي واحنا صغار
واتعاهدنا اننا لا نظلم ولا نجتل ولا نحرج, ليه يا مصطفى, ليه!!
نظر إليه ساخراً ودفعه
بعيداً عنه ومضى دونما كلمة يتطلع في الوجوه المرتعبة وفرار الناس والصراخ باسماً,
فنظر حسن إلى جثة الرجل وانفجر باكياً ..إنه قهر الرجال
********************************************
صعد بدران إلى غرفته
لينال قسطاً من الراحة فوجد صابرين مرتجفة في الفراش,شاخصة البصر ووجهها يتفصد
عرقاً, والخادمة إلى جوارها تحاول أن تسقها كأساً من عصير الليمون فتصده بيدها
المرتعشة, فسأل بدران بفتور: مالها المرة ديّ؟
تعبانة جوي يا جناب
بدران بيه, جتتها كلاتها عم تترعش وما بتنطجش كيف ما انت واعي
هه ليه! كانّ جلبها
رهيف عاد, همليها وانزلي بلا جلع حريم ماصخ
أمرك يا جناب البيه
ما أن همت الخادمة
بالقيام حتى تشبثت بها صابرين وأخذت تصرخ كالمجانين بعينين متسعتين هلعاً: لاه, ما
تهملنيش يا جدرية, لاه, خليكِ هنيه, خليكِ,لاه, هيجتلني, هيجتلني, لاه
خلاص يا ست صابرين أها,
أنا جنبك ما نزلاش, آنا عارفة ايه اللي صابك يا ست صابرين!..معلش يا بيه عاد..كيف
ما انت ناضر متبتة في خلجاتي بيدها التنين وما عارفاش انزل
يا بوووي خديها من هنيه
على أي جاعة تانية, ما ناجصش خوتة دماغ آنا
حاضر يا بيه, حاضر,
تعالي يا ست صابرين, جومي هاخدك معاي
تبسمت صابرين وقالت
شاردة تنظر إلى بعيد: هتوديني عند صالح؟ احب على يدك وديني عنديه
شهقت الخادمة ووضعت
يدها على فم صابرين وقالت: اسكتٍ يا ست الله يرضى عنيكِ, هتضيعي روحك
استشاط بدران غضباً
وقال يتيقن مما عبر مسامعه: جالت ايه المرة ديّ؟
أأأ ما ما جالتش, ما
جالتش يا بيه, عم تخترف باعيد عنيك, هو اللي يخترف يتاخد على حديته برديك!
طب خديها وغوري من هنيه
حح حاضر, حاضر. يلا يا
ست, يلا, لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
****************************************
اجتمعت صفية مع أخيها
بدران في قصره تقص عليه ما حدث من أمر حورية وهي تعض أنامل الغيظ فسألها: يعني
انتِ متوكدة انها هي اللي سِرجت الدهبات؟
اومال مين! هي بعينها
بت الكلاب, مش جولتلك لجيت خاتم منيهم وسط خلجاتها!! آآآخ يا ناري, لو ما كان
صوبعي تحت ضرسها كنت جطعت من جتتها وهي حية ورميت للكلاب. لكن اعمل ايه! كاسرة
عيني بت الحرام آآآآخ يا مرك يا صفية..اللي كايدني وعم يجطع فيا جطيع يا خوي إني
آنا اللي مشيعة معاها الحرس يوصلوها لحد باب النجع وما جادراش انطج آآآآخ يا مذلتك
وحرجة جلبك يا صفية, هموت ع المال والدهبات يا خوووي, نار جايدة جواي ما جدراش
اطفيها
ههه وعلى ايه ديه
كلاته! هو كان مالك ولا دول من الأصل دهباتك يا بت بوي!!
معلوم في الأصل مش مالي
ولا ورثاه عن أب ولا أم, لكن يتاخد مني غصب وجهر كديه وآنا مذلتي مكتفاني لااااه
خليها تغور بيه في
داهية, دي لو كانت جعدت معاكِ تاني في السرايا بعد ماهددتك كنتِ ريتي المذلة صُح,
وكان الحال اتجلب وبجيتِ انتِ خدامتها جصاد سكاتها عن اللي عارفاه عنيكِ
آآآه على جولك يا
خوي..هي الناس جرالها ايه! ايه السعرة ع المال ديّ..جلوب جاسية كيف جلوب
الدوادي....آآآخ يا دهباتي, ربنا ما يهنيكِ بيهم يا سخامة يللي اسميكِ حورية
*************************
كان مصطفى في مخدعه يغط
في نوم عميق فرأى والده في منامه في حجرته يوقظه برفق: مصطفى, اصحى يا مصطفى, اصحى
فتح عينيه على تلك
الصوت فأبصر والده,فقال بمزيج من ذهلاٍ وحبور: بوي! انت لساك عايش يا بوي!
رد باسماً: اتوحشتك يا
ولدي
طفرت دمعة من عين مصطفى
وقال بصوت خنقته العبرة: خدني في احضانك يا بوي
تعالى يا ولدي
هم مصطفى أن يرتمي في
أحضان والده فاختفى الطيف فاستيقظ مصطفى وقام عن فراشه كالمجنون يصرخ في جنبات
الغرفة: بوي, وينك يا بوي, بوي..يا بوي
مسح عبراته وهبط على
مقعد ككومة أحزان هوت, تنهد ومسح وجهه وقال هامساً بلوعة اشتياقه: بوي
****************************
عندما عم الظلام وخرجت
الأفاعي والهوام من الجحور, كان صقر كبير حراس القرية على مائدة العشاء مع عائلته
حين أرجفهم تهشم الباب على حين غرة واقتحام مصطفى الجارحي ورجاله الدار ففزعت
النساء صارخات إلى الاختباء في الداخل, فوقف في وجههم صقر وولده, فصاح بمصطفى: كيف
تتجرأ وتكسر علينا الباب وتدخل من غير خشا وانت خابر إن الدار فيه حريم يا ابو
جارحي!!
رد مصطفى ببرود: ولك
عين تتكلم يا صجر بعد ما خليت النجع مرتع لرجالة صالح!!
انفعل صقر: صالح مين
ديه اللي عم تتحدت عنيه!! صالح همل النجع من يوم ما انزعط منيه وما عاودش تاني
لم يحفل مصطفى بكلامه
وقال: عم يدفعولك كام عشان تغمض عنيك عن الداخل والخارج يا صجر!!
إحسن حديتك يا ابو
جارحي, بوابة النجع محكومة متشدد عليها الحراسة وما في مخلوج يدخل من غير علمي
تمام, كديه اتفجنا عاد,
مين بجى دول اللي عم يدخلوا بعلمك واحنا ما عنديناش علم بيهم!!
...جصدك ايه يا ابو
جارحي!
ثار مصطفى في وجهه:
جصدي انك موالس مع صالح ورجالته وحاطط يدك في يدهم وعنديك علم بالخراب اللي عم يحل
ع النجع كل ليلة والتانية من جبل ما يُحصُل
وآنا جولتلك ما حًصُلش,
وما تتهمنيش تهم انت مش كدها
انفجر مصطفى ضاحكاً
بينما كان احمد إبن صقر يرقب الموقف منتفخ الأوداج, وشرارات الغضب تتطاير من عينيه
إزاء وقاحة مصطفى مع والده, قال مصطفى: هنشوفوا كدها ولا مش كدها يا صجر..وديلواك
جه وجت الجول اللي رايد اسمعه, مين رجالة صالح في النجع؟
جولتلك الحديت ديه مش
صُح ولا حد عم يدخل ولا يخرج من النجع, اللي عم يسوي الخراب من جلب النجع, دوروا
على اللي ليهم تار عنديكو
أهل النجع لو الدنيا
عتمت بيجروا يتداروا ورا الحيطان مرجوفين, مش دول اللي يخرجوا في الظلام يحرجوا
ويخربوا, وآنا متوكد كيف ما بحدتك إن في حد من برا النجع عم يدخل ويخرج تحت عنيك
وبموافجتك
وآنا مُصلحتي ايه اعمل
كديه! آنا راجل واخد جصاد حراستي للنجع مال فايض وزايد وما ناجصش مال عشان اخون
تبسم مصطفى بمكر وقال:
ومين جال انها خيانة! ليه ما تكونش انتجام!!
ارتبك صقر وقال
متلعثماً: و..و هنتجم من مين وليه عاد!!
قال يستفزه: من صفية,
مش سبج ورزعتك كف وسط رجالتك وجلت جيمتك وبجيت مرة وسطيهم!!
نكس رأسه خجلاً أمام
ولده الذي هاج هائجه وصاح بمصطفى:عيب عليك يا مصطفى يا ابو جارحي, اتأدب وانت
بتتحدت مع راجل كد بوك
ما تساويش بوك ببوي,
بوي كان راجل له شنة ورنة بين الرجال, انما بوك حرمة ناجصها طرحة
ثارت ثائرة الشاب وهم
بالانقضاض على مصطفى وهو يزأر كالليث الغاضب: اخرس يا عديم الرباية
وكزه مصطفى فأسقطه
أرضاً فصاح قلب الوالد الشفيق: إحمد
أمر مصطفى رجاله
باقتياد صقر وولده الشاب إلى المحبس: خدوه عشان نعرفوه جزاة الخيانة وخدوا ولده
عشان نعرفوه جزاة اللي يجف في وش مصطفى ابو جارحي
خرجن نساء البيت يصرخن
ويتوسلن إليه أن يترك الرجلين, فلم يحفل بهن وغادر الدار مختالا بفعاله
*********************************
في صبيحة اليوم التالي
اصطحب ضاحي بعض رجال بدران إلى قصر مصطفى وانتظروه في البهو حتى نزل إليهم
مختالاً, وجلس دونما تحية يقول بامتعاض: جاي ليه يا ضاحي؟
رد بوجه مكفهر: وبعدهالك
يا مصطفى!! ناوي تخربها وتجعد على تلها!!!
تربد وجهه وصاح به: لما
تتحدت معاي توطي حسك يا ضاحي
لا هوطي حسي ولا هوطي
راسي يا واد خليل وآنا اللي هجف في وشك من هنيه ورايح. ايه يا مصطفى, بعُد عن
رجالتنا يا مصطفى, كيف تتجرأ وتتهجم على بيت صجر في نصاص الليالي! كيف تكسر الباب
وانت خابر ان الدار فيه حريم! فين النخوة والمرجلة
هههه وهي النخوة
والمرجلة ما نهشوش فيك غير عشان حريم صجر! من ليلة ما نزلت النجع وانتو بتجيبوا
الحريم لحد رجلي اسوي فيهم كيف ما بدي, ولحد ديلواك الحريم عندي في المحبس, يعني
ما سمعناش صوتك!
آنا عم اتحدت عن حريمنا
احنا, حريم رجالتنا اللي واجب نحموهم, مش نكسروا عليهم البيبان في نصاص الليالي
ونفزعوهم وناخدوا رجالتهم من واسطيهم. انت كدة بتجلب رجالتنا علينا يا ابو جارحي,
كديه انت هتفرج جمعنا, واسمع الكلمة ديّ واعقلها مليح, لو اتفرجنا هتكون مهلكتنا.
وآنا جاي اجولك ديلواك تصلح اللي عِملته وتطلع صجر وولده من المحبس وإلا ما تلوم
إلا نفسك
انتفض مصطفى عن مقعده
وقد هاج هائجه: انت عم تهددني يا ضاحي!!
ما عم اهددش, انت اللي
بعمايلك ديّ هتجيب لنفسك ولينا الهلاك. طلع صجر وولده من المحبس
مش هطلعهم يا ضاحي,
وبعّد عن طريجي واتجي شري
قام ضاحي عن مقعده
متربد الوجه يكاتم غيظه, وقال: يا ريتك ما نزلت من الجبل
غادر القصر مغاضباً
يتبعه رجاله
*********************************
عمد ضاحي إلى الحرس
يألبهم على مصطفى وقد كان بينهم عيون ترقب: اسمعوا يا رجالة, إن سكتم على اللي
حُصُل لكابيركم الريس صجر, يبجى الدور الجاي عليكم. مصطفى ابو جارحي لازم يجف عن
حده وإلا ظلمه هيطول الكل
تخالطت الأصوات: ما
هنسكتش..هو مفكر روحه ايه..هي حصلت يحبس كابيرنا!!
وقال أحد الحراس
لرفاقه: اسمعوا يا رجالة, من النهاردة نهملوا الحراسة ونجعدوا في بيوتنا, ياإما
يخرجوا الريس صجر وولده, يا إما نخرجوه إحنا بمعرفتنا
ضجت الأصوات بالموافقة,
فتبسم ضاحي ومدح صنيعهم: عفارم عليكو يا رجالة
نما الخبر إلى مسامع
مصطفى فأبرق وأرعد: بجى ضاحي بيحرش الحرس عشان يخرجوا عن طوعي!! طيب يا ضاحي,
هنشوفوا مين اللي راسه هتعلى ع التاني
فزع مصطفى إلى باب
البهو ينادي حراسه, فأتوه طائعين فأمرهم: اجمعوا الحرس اللي هملوا الشغل من بيوتهم
وارموهم في الحبس, وهاتولي حرس بدالهم لبوابات النجع
تم القبض على الحرس
المساندين لصقر, فأشعل الآخرون النيران في مقر الحراسة للثأر من مصطفى ولاذوا
بالفرار إلى مسارب الجبال وقد توعدوه بالعودة لمزيد من الثأر, وهكذا نشب الخلاف
بين رجال بدران وانقسما إلى فريقين, فريق مصطفى وفريق ضاحي الذي أنكر أمام بدران
أنه هو من يتزعمهم, ولكن مصطفى كان متقين من تزعمه لهذا الشقاق...تجمع أهل القرية
لمناقشة الأمر وهم يلعبون النرد ويدخنون النراجيل مع رشفات الشاي الثقيل ..فقال
احدهم: دريتوا بالعاركة الجايمة بين مصطفى ابو جارحي وضاحي ابو ذكري؟
فقال آخر: مافيش حد من
النجع ما دريش
نفث آخر أوار النارجيلة
وسأل: لكن ايه سببها العاركة دي صُح؟
جال عشان ابو جارحي حبس
صجر وولده, جوم الحرس حرجوا الديوان بتاعهم وخلوه كوم تراب وهجوا ع الجبل, ومصطفى
ابو جارحي لم باجي الحرس حبسهم وولع في بيوتهم
رشف آخر رشفة شاي وقال
منتشياً: كانها هتولع يا رجالة
فقال آخر: رجالة بدران
خلاص اتفرجوا..بس ما خابراش بدران هيسكت ع الحكاية ديّ ولا هيصلحهم!!
يا اخي داهية لا تصلحهم
ولا تجوملهم جومة تاني, جبر يلم العفش
قال آخر: طب واحنا
نعملوا ايه في الحكاية المغفلجة ديّ يا رجالة؟ مش ديّ فرصتنا وجات لحد عندينا عشان
نبجوا يد واحدة ونجفوا في وشهم؟؟
واحنا مالنا عاد! ادينا
عم نتفرجوا اما نشوفوا مين هيخلص ع التاني, ربنا يوجعهم في بعضيهم بزيادة ويهلكهم كيف ما هلك عاد وثمود ويطلعنا من
واسطيهم سالمين
قال الجمع: آميييين
وعادوا إلى رشفات الشاي
الصاخبة وأنفاس النراجيل في سلام آمنين
********************************
في تلك الصبيحة اقتحم
أحد حراس مصطفى القصر مذعوراً ينادي باسمه: يا جناب مصطفى بيه, يا جناب البيه
أتى يهرول: في ايه يا
واه؟
البنيتا اللي في البيت
الجاديم هربوا
نفرت عروق الغضب في وجه
مصطفى وصاح به: هربوا كيف! والحرس كانوا وين؟؟
المرة اللي اسميها جوهر
بتجول إن اتنين متلتمين هجموا ع الحرس ضربوهم وهددوهم بالسلاح وخدوا منيهم
المفاتيح وفتحوا ع البنيتا وهربوهم, و.....
أخذ مصطفى بمجامعه وصاح
به غاضباً: وايه يا غفير النحس انت, انطج
و..مشيعين رسالة لجنابك
...رسالة ليا آنا!!
ايوة
وايه هي الرسالة ديّ؟
ارتبك وقال متلعثماً
وقد ألصق عينيه بالأرض: ب..بي..بيجولوا إياك تتجرأ على بت من البنيتا تاني وإلا
هتكون نهايتك
هاج كالثور وانقض على
الحارس: كيف تتجرأ وتجول الكلام ديه جدامي يا سفيه انت!!
ارتاع الحارس وأخذ يدفع
الشر عن نفسه: يا جناب البيه آنا ماليش صالح. اللي سمعته جولته لجنابك, آنا لا
شوفت ولا نضرت ولا اعرف حاجة
مين اللي متجصدني وجاصد
يوجع هيبتي في نجع ابو المحروج ديه!!
بيجولوا انهم رجالة
صالح يا جناب مصطفى بيه
أصر مصطفى على أسنانه
وقال بصوت متحشرج: ضاحي
زفر لهيباً حارقاً واكتتف
بندقيته وخرج كالرياح العواصف, في طريقه لمح حسن الذي تبسم ماكراً وسدد إليه نظرة
شامتة لم يأبه بها وانطلق إلى مقصده يجول ذهنه فيما دبر
******************************
في ذات الليلة التي بدد
بعض ظلمتها أضواء خافتة من عمود إنارة, كان ضاحي عائداً إلى منزله حين قطع عليه
مصطفى ورجاله الطريق وسأله بصوت أجش: كنت
وين يا ضاحي؟
علم أنه مصطفى فاستدار
وقال متهكماً: لابدلي في العتمة ليه انت ورجالتك يا ابو جارحي! رايد تجتلني!
جولتلك كنت وين يا
ضاحي؟
مش من حجك ولا من حج
مخلوج يسألني. آنا من رجالة بدران اللي عيشت سنين حاكم باسمه في الجبل, ولا كانك
نسيت آنا ابجى مين
ما كنتش خابرك جبل
كديه, لكن بعد الخراب اللي حل ع النجع عرفت مليح انت مين ومين اللي طالج يدك في
النجع انت وصجر اللي هربته هو وولده,وبعدها هربت البنيتا, والحاجتين ديلا بالخصوص
عملتهم عشان تهز هيبتي في النجع وتجلب عليّ الريس بدران, مش كديه!
ايه الخرابيط اللي عم
تخربطها ديّ! صالحي ايه آنا بالحكاوي ديّ! صجر وولده اللي هربوهم الحرس اللي عم
يشتغلوا تحت يده, وما خابرش خفوهم وين
والبنيتا؟؟
واه! صالحي ايه آنا
بيهم! ما تروح تسأل عنيهم حرس محبس الحريم, كنت معاهم آنا إياك!
والبت اللي دافعت عنيها
ووجفت بيني وبينها!! آنا سألت عنيها وعرفت انها بت اخت صالح واد زيدان, وعشان كديه
انت دافعت عنيها وفلتها من يدي, وده يثبت إنك واحد من رجالة صالح, مش كديه يا
ضاحي!
البت ديّ آنا ما
اعرفهاش ولا اعرف بت مين, آنا منعتك عن اذية حرمة في الطريج عشان ما تبجاش عيبة
كابيرة في حج رجالة الجبل
استشاط مصطفى غضباً
وصوب فوهة بندقيته إلى صدر ضاحي صارخاً به:كداب, انت خابر مليح دي تبجى بت مين
وعشان كديه جيت خلصتها من يدي. عم تخون الريس بدران يا ضاحي الكلب !
انتفخت أوداج ضاحي وقال
ثائراً: عم ترفع سلاحك في وشي يا واد خليل! صُح غدار وما تمر فيك ربايتي. السلاح
اللي عم تهددني بيه ديه, أنا اللي علمتك كيف تشيله, وما خطرش على بالي في يوم إنك
هتتجرأ وترفعه في وشي
رد بفظاظة: علامك ليا
خدت تمنه من الريس بدران, ومالك عليّ جاميل
وكزه بفوهة البندقية في
كتفه وصاح به: انزل على ركابك
نظر إليه نظرة عتاب
غائرة وقال: رايد تركّع راجل كد بوك جدامك يا مصطفى!!....خسارة يا مصطفى, ما طلعتش
شهم وكريم كيف بوك الله يرحمه ..بوك على كد ما كان واد ليل وجلبه كيف الصخر لكن
عمره ما اتعدى الأصول ولا فتّح عنيه في كابير
هأ! وفي الآخر كان
جزاته ايه يا ضاحي! ما نفعوش كرمه وشهامته.. بوي لو كان عايش كان جتلك بيده يا
خاين يا خسيس
اندفع مصطفى ووقف خلفه
وركله خلف ركبته فجثى على ركبتيه صارخاً, فأطاح مصطفى بعمامته فسقطت أرضاً, وفي
هذا إهانة عظيمة, فأطال الشائب نظرة كراهية مستعرة إلى ذاك الشاب الصلف رديء
الطباع, فوكزه مصطفى بالسلاح في كتفه وصاح به: عارف جزاة الخيانة ايه يا خسيس!
رفع ضاحي بصره باضطراب,
فقال مصطفى: الجتل. الجتل يا ضاحي, وانت اللي حكمت على نفسك يوم ما خنتنا
استبد الغضب بضاحي وصاح
به: آنا مش خاين يا مصطفى. روح اسأل الريس بدران مين هو اللي خانه وهرب بماله من
اكتر من عشرين سنة وما حد عارفله طريج لحد ديلواك
ضيق مصطفى عينيه وسأله:
تجصد مين؟
جولتلك اسأل الريس
بدران, ولو جاوبك ابجى تعالى اجتلني
وماله, آسأله عاد, ولحد
ما اجابله في الصبح, هرميك في الحبس كيف الكلب, خدوه
أمرك يا جناب البيه
أنهضوا الرجل بغلظة
واقتادوه لمحبسه, وعند الظهيرة ذهب مصطفى إلى بدران المجتمع ورجاله في مندرته
ويدخن النارجيله كعادته, ألقى التحية على بدران,فسأله: يا مُرحب يا مصطفى, مش
عوايدك تاجي ديلواك
حُصُل حاجة في الليل,
وجيت نعرفوك بيها يا بوي
ارتاب فوضع لي
النارجيلة جانباً وسأل بشغف:حُصُل ايه يا مصطفى؟
عرفت مين الخاين اللي واسطينا
يا بوي
...مين؟
ضاحي
اتسعت حدقتا بدران وهب
واقفاً وسأل مستنكراً: ضاحي!!
ايوة يا بوي, هو مافيش
غيره, هو يد صالح اللي طالجها بينا عم تخرب وتحرج وتسرج, هو اللي هرب البنيتا من
المحبس وجلب علينا الحرس وجتل واد اختك ليلة عرسه وسرج الديوان والزرايب , هو سبب
الحرايج اللي عم توج كل يوم والتاني
...هو وين ديلواك؟
رميته في الحبس من
الليل
واعترف بللي عِمله؟
لاه. جال آنا مش خاين
وروح اسأل الريس بدران مين اللي خانه من اكتر من عشرين سنة وهرب بماله
شعر بدران بجبل هوى فوق
رأسه, وهب رجاله وقوفاً مشدوهين, وخيم الصمت على الأرجاء, فسأل مصطفى بتهلف: يجصد
مين يا بوي؟
...ما يجصدش حد,هملك من
الحديت اللي مالوش عازة ديه, ضاحي عم يخترف بحديت مالوش معنى لما عرف روحه اتفضح,
حتى اسأل الرجالة, صاح فيهم بدران: ردوا على مصطفى يا رجالة, في حد خان من واسطينا
وهرب من اكتر من عشرين سنة؟
ردوا بأصوات عالية
جوفاء تناقض الحقيقة: لاه يا ريس بدران
استدار لمصطفى وقال:
اديك سمعت بودانك أها..كيف ما جولتلك يا مصطفى, ضاحي عم يخترف لما بانت خيانته
هم مصطفى بالحديث لولا
أن قال بدران بنبرة اللائم: لكن كيف يا مصطفى تعمل اللي عملته من غير ما ترجعلي!!
دي الأصول برديك!!
يا بوي ما كانش في وجت
آجي اجولك, وبعدين كنت اجولك على ايه جبل ما اتوكد!! ما بحب اجول الحديت غير في
محله
مالكش صالح بضاحي, آنا
هتصرف معاه
لاه يا بوي, ضاحي ديه
حسابه معاي آنا
عبس وجهه ونهره بشدة:
عم تخالف أوامري يا مصطفى!!
لاه يا بوي, لكن ما
تنساش إن اختك صفية تحت حمايتي ومسلماني حالها ومالها, والراجل ديه كان سبب في
خراب كاتير حصل لها وحصلي آنا التاني يوم ما اتعدوا ع الحرس وهربوا البنيتا اللي في
عهدتي, يبجى كيف اهمله لما يجع في يدي!! لازمن اعرف البنيتا راحوا وين واعرف مين
اللي عم يساعده وحاطط يده في يده ..ديه خاين يا بوي, خاين,وأي خاين في النجع
المعلون ديه هيجع في يدي ما هرحموش مهما كان مين..تار بوي هاخده من كل واحد في
النجع وأولهم ضاحي
ارتعب بدران وأومأ
برأسه باضطراب, غادر مصطفى المندرة فقال بدران لرجاله بحسم: ضاحي لازمن يتجتل جبل
ما يجابل مصطفى
ولكن أين ضاحي! قد
أخفوه رفاقه عن الجميع ولم يعثر له على أثر مما أضرم النيران في قلب بدران وأفقد
مصطفى صوابه فأخذ يبحث عنه كوحش ينبش بأظفاره ولا زال يبحث دون كلل
**************************************************
مع بزوغ أول شعاع لضوء الشمس, أهل وجه منتصر
صديق عمر على مشارف قرية أبو المنصور, لحسن طالعه كان اليوم هو يوم سوق القرية,
فكثر ولوج الخلق من الباعة والمتسوقين, فتسلل وسط جمع من الباعة يجرون أبقار
وخراف, وتاه وجهه وسط البضائع المحملة على رؤوس البائعات الريفيات, وانطلق داخل
القرية تدور عيناه في الأماكن المكتظة بالباعة باحثاً بين الوجوه عن وجه عمر,
يتجول هنا, وهناك, ويمنة, ويسرة, ويشق الدروب المنحنية وينعطف إلى الحارات والأزقة
حتى أضناه البحث..مرت ساعات وساعات وخوت عروش الأسواق ولم يبق إلا أهل القرية
بوجوههم المألوفة..إلا وجه منتصر الذي بدت ترتشق فيه النظرات الحادة لجواسيس صفية,
فأتاه أحدهم من خلفه وسأله بحدة: ايه اللي موجفك هنيه يا جدع انت؟
ارتاع منتصر وتجمد الدم
في عروقه, فتلجلج لإتقان دور الأخرس
آآآآآآآآ
واه! انت طلعت اخرس!!
اقترب رجل آخر من رجال
صفية, وكان هو من التقى عمر ومنتصر عند البوابة سابقاً, ولكنه لم يتذكر ملامح
منتصر على الإطلاق, فسأل الآخر: في ايه يا نجاتي؟
مافيش, واد اخرس, كانّه
تايه
اخرس!!
تفرس الرجل في ملامح
منتصر المضطربة, فاتسعت حدقتاه وقبض على كتفه وقال بحدة: هو انت يا اخرس! اومال
وين خوك اللي كان معاك النوبة اللي فاتت؟
تلجلج منتصر وغمغم
بأصوات غير مفهومة مستخدماً يديه في التعبير: آآآآ
انت هتهتهلي! تعال معاي
ع الست صفية
ارتج قلبه في صدره
خوفاً وحاول بكل ما أوتى من قوة أن يتفلت من بين يدي الحارس وهو يزوم ..ولكن
القبضة محكمة..فسأله الرجل الآخر: وديه هتعملوا بيه ايه يا شافعي! ديه اخرس ما
بينطُجش
ماليش صالح. آنا بنفذ
أوامر الست صفية, وهي جالت لو لمحت الواد ديه بعينك هو وخوه هاتهولي طوالي ع البيت
الجديم
تم احتجاز منتصر تحت حراسة
مشددة في بيت صفية القديم, حتى أتت تهرول لرؤية منتصر, حدقت بنظراتها الحادة في
وجهه المرتعب وسألتهم: هو ديه الاخرس؟
ايوة يا ست
اومال وين الواد اللي
كان معاه؟
ما خابرش يا ست, آنا
لجيته وحده
أسدلت حاجبيها بمكر
وقالت: وكيف أخرس ويهملوه وحده..آنا جلبي مش مرتاح للواد ديه...الواد ديه حاجة من
تنين. يا إما اخرس صُح ومالوش عازة عندينا, يا إما بينطُج وجاي يتجسس علينا
ازدرد منتصر ريقه حين
سمع حديثهم المختلط بضربات قلبه واصطكاك أسنانه..استدارت صفية لأحد الحراس وقالت:
ناولني الساكين يا موافي
شخص بصر منتصر وارتعدت
فرائصه
السكين أها يا ست
أخذت السكين الكبير
الحاد واقتربت رويداً رويداً من منتصر الذي علق بصره بحد السكين وعيناه تكاد تخرج
من محجريها ارتعابا.. وضعت السكين على رقبته وسألت بحدة: انت مين يا واه, انطج ولا
هنجتلك هنيه ومالك عندينا دية. آنا خابرة زين انك مش اخرس وانك مدسوس بيناتنا,
انطج
تدافعت الكلمات من فمه
هلعاً: آآنا مش مدسوس ولا حاجة والله, أرجوكِ شيلي السكينة من على رقبتي
ذهل الجميع من لهجة
الفتى القاهرية, وأخذوا يتبادلون نظرات الدهشة, أمسكت صفية بتلابيبه وقالت بغلظة:
انت بحراوي يا واه؟
آآايوة, آآ أنا من
القاهرة
وايه اللي جابك عندينا
يا واكل ناسك؟
والله أنا جاي مش قاصد
أذى, أنا جاي أدور على صاحبي, لكن ما لقيتوش
تجصد الواد اللي كان
معاك؟
ايوة
وصاحبك ديه من وين؟
هو كمان من القاهرة
طرأت على ذهنها صورة
حياة فثارت وأغلظت القول: ولما انتو التنين بحاروة, ايه اللي جابكو على بلادنا,
انطج من مشيعكو يا واد المحروج انت
والله ما حدش باعتنا,
آنا جاي ادور على صاحبي
اسمه ايه صاحبك, وايه
جابه نجعنا, انطج يا واد المحروج والا هغرز السكين في جلبك
لا لا ارجوكِ, أنا
هتكلم, صاحبي اسمه عمرخليل الجارحي
اتسعت حدقتاها وغابت في
سراديب الأفكار, عمر خليل الجارحي, لم يكن لخليل ولد سوى مصطفى, فمن أين أتى عمر!..هرب
خليل مع حياة ومعهما الغنائم..لمَ لا يكونا قد تزوجا وأثمر زوجهما هذا المدعو
عمر!! سددت نظرة ضارية إلى منتصر وزأرت: أمه اسميها ايه صاحبك يا واه؟
ما اعرفش والله, والله
ما اعرف اسم والدته صدقيني, كل اللي اعرفه, كل اللي اعرفه ان له اخوات بنات هنا
وبيجي يطمن عليهم
صلصلت نواقيس اليقين في دواخلها, إنه عمر ابن حياة
ويدها الباطشة بها في القرية. جاء الفتى ليقتص لأمه, تملكتها الرهبة والارتعاد
وكادت تسقط لولا أن ركنت إلى جدار, ولكن سرعان ما لملمت شتاتها وسألت منتصر بحدة:
شكله ايه الواد ديه, انطج
ما اعرفش اوصف, والله
ما بعرف اوصف
بجى كديه! طيب عرفوه
يوصف كيف يا رجالة
انهال عليه الرجلان
ضرباً فعلا صراخه واستغاثاته, فدخل عمر وصديقه له منكر. مال على أذن صفية وقال:
عذابكم للواد ديه ما هيجيش من وراه مُصلحة
اومال نسوي ايه عاد يا
حجاب؟
شيعيه لحياة وخليل
الجارحي يجولهم ولدكو عمر في يدنا, ولو عايزينه تعالوا استلموه بنفسكم
لكن واد المحروج ديه مش
في يدنا ولا عارفينه متدس وين
هيظهر يا ست, لو بوه
وامه جم هيظهر عشان يحميهم من العذاب اللي منتظرهم على يدك
هزت رأسها تأيداً
لحديثه وقد تبدى الارتياح على محياها واستدارت تقول لمنتصر بابتهاج: صاحبك خلاص
وجع بيدنا
شخص بصره وسأل بصوت
هادر: هو فين؟
مالكش صالح. ما هنظهروش
غير لما بوه وامه ياجوا. احمد ربك اننا لجيناه, وإلا كنت جول على روحك السلام..جول
لامه وبوه لو عايزين ولدكو تاجوا النجع بعد صلاة الجمعة الجاية والخلج
متجمعين في وسعاية النجع ويكون معاكو
الشوال اللي سرٍجتوه, تسلمونا الشوال وتستلموا ولدكو, ولو جيتوا بعد المعاد
هتستلموا جتته, سمعت هتجول ايه يا واد المحروج؟
هز رأسه باضطراب
يلا غور بلغ اللي سمعته
انطلق الفتى المرتعب
كالفار من الجحيم
********************
تكبد وعثاء السفر
عائداً, ذهب خائر القوى إلى منزل صديقه عمر وجلس إلى والديه وقد بدا على وجهه آثار
التنكيل وقال: عمر محبوس في نجع ابو المنصور
صرخت حياة ضاربة على
صدرها: ولدي! محبوس كيف ومين اللي حابسه؟ اتكلم يا ولدي
نهرها خليل: اصبري
خلينا نسمعوا منيه...حُصُل ايه يا ولدي؟
أنا ما اعرفش اكتر من
ان عمر راح النجع بسبب اصراره انه يرجع حق والدته وخاله, وصدقني يا عمي من ساعة ما
سافر وانا ما اعرفش عنه أي حاجة. لكن بعد زيارة حضرتك ليا ومعرفتي بالظروف النفسية
اللي بتمروا بيها, صممت اسافر لعمر مهما كانت النتايج, ولما اشتبهوا فيا لأني
غريب, حبسوني في مكان مخيف لحد ما جت ست اسمها صفية
صرخت حياة: صفية! يا
مري! وديني لولدي يا خليل, وديني لولدي
يا بوووي, جولتلك اصبري
اما نعرف ولدك اللي ماشي براسه وصلنا لايه..كمل يا ولدي
الست دي حاولت تعرف مني
مين اللي باعتني لكن ما رضيتش اقول, لكن هددتني بالقتل, حاوطتني هي ورجالة مسلحين
وحطت السكين على رقبتي, عشان كدة اضطريت اقول اني جاي من طرف والد عمرخليل
الجارحي, وده زود جنونها وطلبت اوصاف عمر ولما قلت اني ما بعرفش اوصف امرت رجالتها
يعذبوني, ضربوني من غير شفقة, ما انقدنيش منهم غير راجل شكله مجذوب كديه وقالها
انهم لقيوا عمر فبعتتني ليكم برسالة
نظر خليل وحياة إلى
بعضهما البعض بهلع, وقال خليل بلهفة: جول الرسالة يا ولدي
بتقول لو عايزين
تستلموا عمر يبقى تكونوا في النجع بعد صلاة الجمعة الجاية في الوسعاية ومعاكم
الشوال اللي...اللي سرقتوه...آآآ انا آسف يا عمي, لكن هو ده اللي قالته
ربنا عالم يا ولدي ان
الشوال اللي عم بتجول عليه ملك لصالح بيه زيدان خال عمر, واخته خدته عشان تحافظله
عليه لحد ما يعاود
أنا عارف كل حاجة يا
عمي, عمر مش بيخبي عليا شيء, وحقيقي مش عارف اعتذر ازاي, لأن واضح اني أنا اللي
اتسببت في مشاكل لعمروليكو بمرواحي هناك واضطراري اني اكشف عن شخصية عمر. لكن
والله يا عمي أنا كنت تحت التهديد
فاهم يا ولدي, فاهم.
كتر خيرك, تعبناك معانا وكنت هتروح في الهلاك بسببنا. .رسالتك وصلت
ارجوك يا عمي ابقى طمني
على عمر
....ربك يسلم يا ولدي
ما أن غادر منتصر
المكان حتى تشبثت حياة بذراع خليل متوسلة باكية: أحب على يدك يا خليل وديني لولدي,
هيجتلوا عمر يا خليل, هيجتلوه وهو ولا له ذنب في كابيرة ولا صاغيرة
يعني هو انتِ اللي كان
لك ذنب في كابيرة ولا صاغيرة يا حياة!
آنا مش مهم, آنا فدا
ولدي, يجتلوني مكانه ويهملوه لشبابه ودنيته, خدني لولدي يا خليل, لازمن نكونوا
هناك في المعاد بالتمام, يادوب نرتبوا حالنا
طب وشوال المال اللي
يخص خوكِ يا حياة! ديه مش مالنا يا بت الناس عشان نفرطوا فيه!
غصب عنينا لازمن نعملوا
كديه يا خليل, لو صالح خوي بذات نفسيه في مكاننا ما كان يتردد لحظة انه يعطيهم
روحه عشان يفدي واد اخته, يا حبة جلبي يا عمر
مسح عبراتها بيديه
وضمها لصدره المشتعل بالمخاوف عليها وعلى ولده عمر, وقد عقد عزمه على الذهاب بها
إلى قرية أبي المنصور ومعهما جوال الأموال قرباناً يفتدي بع عمر
****************************************
ولحد هنيه وخلصت حلجتنا
عاد
اشوفكم السابوع الجاي
إن شاء الله مع الحلقة الأخيرة
أشكركم على تعليقاتكم
اللي بتسعدني والله جدا
وبالنسبة للأكارم اللي
بيسألوا ليه مش بكتب الحلقات مرة واحدة على اللاب, ده ببساطة لاني مش متفرغة
للكتابة كل يوم ولا كل وقت بسبب انشغالي بأمور أخرى , واهو على العموم كلها حلقة
وتخلص الرواية على خير إن شاء الله
مش فاكرة إذا كان حد
سألني على حاجة تاني, عذراً الذاكرة تسقط بعض الأشياء سهواً ههه أعاننا الله
جميعاً
لا تنسوا ذكر الله
والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام
لا اله إلا الله وحده
لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
اللهم صل وسلم وبارك
على نبينا محمد وآله
اللهم صل و سلم و بارك علي نبينا محمد❤️الله بسعدكِ سعادة الدارين❤️أم رفيف
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد لسه مقراتش
ردحذفياه لينا اكتر من 3سنين في الروايه ياريت الحلقه الجايه تنزل بسرعه
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ردحذفالحلقة غاية في الجمال والروعة
انا خايفة على عمر وحياه وخليل
يارب يكون ذهابهم عوده للحق
سلمت يداكي يامبدعة
جزاكى الله خيرا غاليتي وبارك فيكي ورزقك سعادة الدارين
نور الحق
كاميليا محمد
ردحذفلا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
حلقة قمة في الروعة وجهد كبير تشكري عليه وزادك الله من فضله ودمتي مبدعة في انتظار النهاية
حلقة جميلة جدا وممتعة وطويلة دي احلي حاجة ومتشوقة جدا للحلقة الاخيرة
ردحذفلا أنا مش عاوزاها تخلص عااااااااااااا
ردحذفجميله اوى يا هوبه ربنا يبارك فيكي وينفعنا بيكى
كده الملثم مش مصطفى شكله هيطلع حسن
ردحذفايوه بقا ياهوبا الحلقه الجايه ضرب نار والكل هايكشف ورقه ليه حاسه ان الملثم يبقا عمر
ردحذفحلقة تحفة اوى .دمتى مبدعة
ردحذفجزاك الله خيراً ♥♥♥♥
ردحذفالملثم حسن وعرف الحقيقه من حوريه ولما معالى جت النجع هو اللى اتفق مع معالى على تهريب اختهم الكبيره ولانه فى النجع وعارف كل كبيره وصغيره فهو ادرى واحد للقيام بالدور ده هو ظاهر فى كل الحلقات على أنه سلبى ومش عارف حاجه لكن هيطلع هو البطل الحقيقى الروايه وهو اللى ساعد بدور فى الهرب لانه عارف انها مظلومه وسابها تهرب مع بدر وسابه يقتله لانه عارف اللى تم مع بدور
ردحذفالمؤمن قوى فى الحق لا يخشى فى الله لومه لائم
وهو اللى طول الوقت عارف ان صالح وحياه هم من أسياد القريه وهو اللى اتفق مع معالى عشان توصله لصالح وصالح بيساعده بالمال والرجال ومش هيامه الانتقام منها لابوه وعارف كل جرائمها وهو بس اللى حافظ النجع وادرى بشعابه
زينب محمد
اقصد انها امه لكن الحق أحق ان يتبع وهى اللى قتلت ابوه زمان
حذفودايما عاليه اتهمته بالسلبيه لكن هو المحرك الحقيقى للأحداث وغالبا هيتجوز عاليه وعزت هيتجوز وطفه او العكس
حذفاقصد ورد روايه خلف هذه الجدران لسه معناه ههههههههه
حذفانا متابعه جيده لابداعاتك يا استاذه هبه
يااه اخيرا
ردحذفالرواية دى كانت طويلة بشكل 😂😂
ياريت الحلقه الجايه ميكونش في اعتذار 🙄
ردحذفحلقه جميله
ردحذفوسريعة في احداثها
هبه من اسيوط
بس عمر ده شخصيه عندها حل علطول يعني هيبعت لابوه وامه
ردحذفلااااااااا
ردحذفالسبوع الجاي دا كتيييير قوى
االحلقة رائعة و مشوقة
سلمت يداك يا غالية
انا مش عايزة الروايه تخلص
ممكن تقوليلي تابع ايه بعد ما تخلص
روايه تاريخيه اسمها لابو
حذفالملثم هيطلع زي مايكون احنا مش هنعلق المهم تميط الاستاذه اللثام عن الاحداث
ردحذفكلها بتبويب بسيط عشان الصوره تكون واضحه عندنا
حفصه من اسيوط
جميلة جميلة الحلقة بس انا حزينة اوي على مصطفى ومش عارفة ليه عمر معرفوش بنفسه كان فيه حاجات كتير هتتغير انا فعلا كنت فاكراه هو الملثم بس بعد اللي عمله وقتله للراجل اللي جه لبدران اتأكدت انه للأسف ضاع وابوه قلبه هتحسر عليه بس اللي بيقول ان حسن هو الملثم معقولة هو اللي عمل كل ده وعرف منين طريق صالح وعرف ازاي ان امه اللي قتلت ابوه الغاز كتيرة في القصة بس ربنا يستر بقا على على حياة وجوزها لما ييجو صفية لسة قوية هيا وبدران
ردحذفتسلم ابداعاتك يا مبدعة ❤❤❤❤❤
عرف صالح عن طريق معالى لما نزلت القريه
حذفوعرف اللى قتل ابوه من حوريه
بس حورية متعرفش أنه بدران قتل ابو حسن
حذفمحدش يعرف غير صفية و بدران
Smsma Mohamed
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وع اله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا
طبعا مبدعه كالعاده وتسلم ايدك حبيبتي وف انتظارك باذن الله♥️♥️
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
ردحذفاللهم صل وسلم على نبينا محمد
ردحذفحلقة رائعة والأروع كاتبتها سلمت يداك
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم
ردحذفيارب الاستاذه متعملش عذر الخميس القادم
ردحذفحلقة جميلة جدا وأحداث غير متوقعة والله الواحد مش عارف يفرح ان الحلقة الأخيرة هى الجاية والا يزعل عشان الرواية هتخلص اتعودنا عليها والله تسلمي وتسلم ايدك
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
شيماء محمد
ردحذفعايزين تجميع للروايه
ردحذفحلقة جميلة وطويلة لا حرمنا الله من كتاباتك
ردحذفجزاك الله خيرا تسلم ايدك
الإبداع فاق الكلام👌👌👌
ردحذفربنا يبارك في قلمك حبيبتي 💖
إيمان إبراهيم 🌸🌸
سبحان الله و بحمده اللهم صلى على محمد عليه الصلاه و السلام
ردحذفشكر و سلمت الانامل الجميله على الحلقه طويله
😍❤😍
لولو
الحلقة جميلة و مؤثرة و مرعبة 😀
ردحذفقريتها كذا مرة و لسة هقراها تاني
مقدرتش اعلقك في ساعتها من هول الأحداث
اتمنى ينتهي الشر و كل ظالم ياخد جزاؤه كويس
و سبق قلت إنه اكيد من رجالة بدران حد ضده خاصة اللي صقر من موقف صفية
اكيد الحلقة الجاية هترجع حياة و يرجع صالح و هتىجع ارض جميلة لكن نفسي اعرف مصير كامل ايه
نفسي اتابع حثيثا اعترافات حورية بكل عمايل صفية تجاه ام كامل و كامل و خطتهم الشيطانية
نفسي اعرف الساحرة راحت فين دلوقت و ايه اللي عملته لصفية لما خلتها تنزل الطفل و بعدها حلمت انها حاجة بتقطع ببطنها و على إثرها شالت الرحم فبالتالي عملت عمايلها في كامل و أمه
الغاز كتير نفسنا نعرفها
ننتظر بكل الشوق الخميس القادم
دمتي مبدعة يا أستاذتنا الرائعة
(الياسمين)
هنا ساصمت قليل
ردحذفسلمت يمينك ياهوبه
مبدعه كالعاده
جوجو
الله عليك يا استاذة هوبة
ردحذفحاسة ان الملثم هو عمر علشان كان قال ل جميلة ان عالية غالية عنده زي ماغالية عندها 😁
مصطفى عمال يتجبر يتجبر
ياترى هيقتل بدران ازاااااي ؟
وصفية العقربة دي هيتعمل منها شاورما 😹
كدة كله وقع ف كله وصقر شكله هو اللي بيساعد رجالة صالح والبلد هتقيد حريقة
مستعجله جدا على مقابلة حياة وصفية وخليل بـ بدران
والخال صالح ، يااااه يازمن
لسه فاكرة صابرين تفتكري صالح كنت منعمة ف الحرير والديباج دلوقتي بقيت مالكيش اي لازمة
يلا تستاهلي اخر طمعك
مستنية الخميس الجاي على احر من الجمر 🥰
تسلم ايدك يا استاذة هوبة
ابدعتي 😊
تسلم ايدك ياحبيبتي رائعة كالعادة ❤️
ردحذفحاسه الخميس ده بعيد
ردحذفجميله
ردحذفالحلقة جميلة ومشوقة جدا قرأتها اول مانزلت طبعا بس حبيبت اقرأها تاني و اعلق
ردحذفالتوقع للاحداث بقى صعب
انا حزينة على مصطفى جدا هو كمان ضحية بدران بس تجبر جدا كان نفسي يفوق ويتوب من اللي عمله بس قتله للراجل بالطريقة البشعة دية خلتني مش مستبشرة خير كنت متوقعة انه لما يعرف ان ابوه عايش هيقتل بدران بنفسه بس شكله كده هو كمان هيموت ربنا يستر
بدران اعتقد هيغلط اخته انها بعتت تجيب خليل وحياة لانه واضح انه بيخاف من مصطفى ومش عايز مصطفى يعرف انه السبب في اللي حصل لابوه وليه
ضاحي كان نفسي يعرفه بس المخرج عايز كدة😂
الملثم حساه مش شخص واحد هو كذا شخص ممكن لاني كنت متوقعة عمر بس عمر مكنش موجود ساعة جواز سلمى
ولو عزت فعزت كان موجود مع امه وخاله لما الملثم جاب الخدامة اللي كانت عند سلام
وحسن اكيد له دور كبير مش معقوله بنقول عليه سلبي وهطلعيه سلبي🤔
تفتكري يا هوبه ممكن يطلع صالح نفسه
وطفة كمان حاسة ان ليها دور
مش مصدقة ان كل الاحداث هنعرفها بعد كام يوم يارب تنزليها الخميس دة فعلا
وجزاك الله خيرا على ابداعك اللي بيبسطنا جدا وبيخلينا نقرأ روايات لها هدف وبدون مخالفات شرعية
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕
ردحذفحلقة جميلة جدا جدا ومليئة بالأحداث ودسمة بصراحة
وأخيراً هييجي اليوم اللي كل المكلومين هياخدوا بتارهم من صفية وبدران
يا ترى نهايتك هيبقى شكلها ايه يا صفصف..
الأغلب يتوقع إن الملثم عمر أو حسن بس يا ترى الأستاذة هبة مخبية إيه في جعبة أسرارها؟؟🤔
أكيد شخص لا نتوقعه..
مبدعة كالعادة يا غالية وفي انتظار المزيد بكل شوق
🌷دُمتِ مُبدعة 🌷
الا انا بقول عزت
حذفدمتي مبدعه
ردحذفحلقه جميله
ردحذفليش ضاحي بيسوي هيك
ردحذفاحداث مشوقة قبل النهاية واخيرا هينتهي الظلم وترجع الحقوق وينتصر المظلوم
ردحذفسلمت يداك وابداعك استاذة هبه
الحلقه تأجلت للاسف ياشباب
ردحذفحلقة في قمة الروعة
ردحذفسلمت يداك
ننتظر الحلقة الاخيرة بفارغ الصبر
محتاجين نعرف كل الغاز الرواية
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 💚🌹
ردحذفأنا شبه متأكدة أن الملثمين هما عمر وحسن إن شاء الله
الحلقة تحفة فنية
جزاك الله خيرا يا أستاذة 🌹🌿
أمل 🌹🌿💚
طيب مش كان اسهل على صفيه تبعت حد ورا منتصر يخلص على خليل وحياة مطلح ما هما موجودين 😌
ردحذفحلقة مشوقه جدا وبرده لسه عندى امل فى مصطفى يكون كل ده تمثيل فى تمثيل
تحياتي 🌹
ولاء القوصى