أنا وكيفن وضوء القمر ( الحلقة الثالثة)

 


فتح الوالد باب المنزل الجديد وهو يسمي الله

بسم الله الرحمن الرحيم.. ادخلا يا حبيبتاي

دلفت الأم وعينها تدور في أرجاء المنزل تتفحصه..بينما أبدت عائشة استحسانها:

بسم الله . يا الله !!!!!!! منزل جميل حقا يا أبي

 

هز الوالد رأسه باسماً, واستدار لزوجته يسألها عن انطباعها:

وأنتِ ما رأيك زوجتي الحبيبة مريم ؟

سأذهب لأعاين  كل شبر بنفسي

اذهبي يا خبيرة المعاينة هاها.. سأذهب لأتوضأ وأصلي

تفضل زوجي الحبيب سالم

 

*************************************************************

عاد والد كيفن إلى المنزل يهرول قلقاً, هتف بزوجته وأنفاسه تتلاحق:

 

أسمعتِ بهذا الخبر نيكولا ؟

 

ما الخبر يا ماكس ؟

 

هناك أسرة مسلمة سكنت في البناية  المقابلة لبنايتنا 

 

اتسعت حدقتاها هلعاً ونطقت ذاهلة: ماذا!!...ومن أين أتوا هؤلاء؟

 

هم عرب على ما وصل لي من معلومات

 

أصرت على أسنانها غلاً: مسلمون عرب!!.....هل لهم أبناء ؟

 

لديهم  بنتاً واحدة ... ولكن لماذا أنتِ منزعجة هكذا ! نحن لن نحتك بهم أو نخالطهم أبدا . فلا داعي لانزعاجك نيكولا

 

ردت ثائرة: كيف لا أنزعج!!

نادت كيفن بأعلى صوتها: كيفن

 آتاها من فوره:

هأنذا يا أمي . ما الخطب ؟

قالت بنبرة ترهيب حادة:

أتتذكر أحاديثي معك عن المرأة المسلمة المتوحشة منذ صغرك ؟

قهقه كيفن وقال متهكماً:

أجل يا أمي أتذكرها وأحفظها جميعها . هل ظهرت مجدداً لتأكلنا جميعاً هذه المرة  هاها؟

عصف الغضب بلامحها ووكزته في صدره غيظاً:

لماذا تضحك أيها الأحمق! هناك حقا امرأة مسلمة ظهرت في البناية المقابلة, لذا فأحذرك, إياك, إياك أن تفتح نافذتك وإلا سيكون هلاكك على يديها

 

كاتم كيفن الضحك وهو يقول ساخراً:

لا تخافي يا أمي, أنا كبرت الآن, وإن حاولت أن تأكلني, أكلتها أنا أولاً. فلا تشغلي بالك هاها

اشتد غضبها وقالت باحتداد:

دعك من هذا المزاح السخيف . ارتدي ملابسك, فسنذهب جميعا إلى الكنيسة الآن

وما الداعِ يا أمي ؟

أنسيت أن اليوم هو الأحد !

يا أمي نحن نذهب ولا نجد غيرنا هناك. لم يعد المسيحيون يهتمون بحضور القداس كما نفعل. فأنا أذهب ولا أجد غير العجائز, أما الشباب أمثالي فلا يحضرون أبداًا

 

كن أنت قدوتهم. أيقظ أصدقاءك فإنهم في سبات عميق

قلب كيفن يديها عجباً وقال باسماً:

والله يا أمي لا أعلم لماذا تفعلين كل هذا ؟

لأنني مخلصة لديني وللصليب ويسوع.  أما أنتم يا معشر الشباب فتستحقون الذبح على أعتاب الكنائس

 

أوه!!  أنا لا أعرف حقا كيف ستكون نهايتي . أستكون  بأكلي بأسنان المسلمة المتوحشة أم ستكون ذبحا على أعتاب الكنيسة ؟ هاها أجمل شيء أن أشرب الخمر لأغفل عن حقيقة العالم

هم بالاتجاه إلى طاولة الخمور فزجرته والدته:

إبتعد عن الخمر الآن. لا أحب أن تدخل الكنيسة ثملاً من خمر وتترنح كالمجنون. إذهب وارتدي ملابسك

 

حسنا يا أمي سأفعل واهدأي . لا أحب أن أراكِ متكدرة الصفو هكذا . إبتسمي فبعد عشرة أيام أعياد الكريسماس , سآتي  لكِ بشجرة عيد الميلاد مزدانة بأجراس الكنيسة فاهدأي

اقترب من والدته وقبل وجنتها فدفعته بعيداً:

ابتعد عني. إذهب هيا, فأنت تحتاج إلى وعظ مكثف على يد الآب  دانيال

استدار كيفن لوالده وقال بملامح صارمة ولسان هزلي:

إذهب وارتدي ملابسك يا أبي أنت الآخر وإلا أكلتك المرأة المسلمة المتوحشة

هز والده رأسه استياءاً وقال:

كف يا ولدي عن المزاح فوالدتك في قمة ثورتها الآن . سأذهب وارتدي ملابسي

 

*********************************************************************

في الكنيسة, كان كيفن يجلس مربعاً ذراعيه إلى جوار والدته التي أطربتها الترانيم, فقالت باسمة:

كم هي جميلة الترانيم هاها. أليس كذلك يا كيفين ؟

 

أجابها بفتور, غير ناظراً إليها: بلى  يا أمي

 

دخل القس دانيال, فانتفضت الأم عن مقعدها إجلالاً, وهزت كتف كيفن بقوة وهي تردد باهتمام:

الآب دانيال, الآب دانيال. أسجد يا كيفين

رد مسفهاً للأمر:

اسجد لمن!!

أسجد للأب دانيال يا ولدي . أسجد كما يفعل هؤلاء الصالحون. هيا نسجد جميعاً

قال الوالد متلطفاً:

اسجد يا ولدي كما أمرتك أمك

هاج هائج كيفن وقال مستنكراً:

ـــ يا أبي, يا أبي كيف تسجدون لمن يدخل المرحاض!

انعقد لسان الوالد عن الجواب..ثم همس لزوجته:

ـــــ ردي انتِ على ولدك يا نيكولا

ردت الأم مفعمة بالثقة:

يا ولدي! الأب دانيال لا يدخل المرحاض كسائرنا, أسجد

انفجر كيفن بالضحك وقال:

لا يدخل المرحاض!!! حقاً ؟؟ هاها

أجل, أجل, أسجد

نهض كيفن عن مقعده وقال لها:

سأفعل, بعدما أخرج في شراء شيئا وآتي بسرعة

تخرج!!..إلى أين؟؟

إتجه إلى الباب وهو يقول:

سأعود مسرعا يا أمي فلا تشغلي بالك

تأففت الأم ودمدمت سباباً:

تبا لهذا المجنون...  أسجد يا ماكس . أسجد فأنت مسيحي صالح

سأفعل ايتها المسيحية الصالحة

 

***************

عاد كيفن ببغيته, فنظر إلى الساجدين للقس, فقهقه وقال:

أمازالوا ساجدين هاها

أشار إلى أحد العاملين منادياً إياه: يا هذا, يا هذا

ماذا تريد سيدي؟

 

من فضلك قدم هذا العصير للأب دانيال . مصنوع من فاكهة مقدسة هاها

 

حسنا, سأفعل.

أخذ العامل العلبة التي حوت العصير لتقديمها إلى الآب دانيال, فكاتم كيفن نفسه حديثاً:

أريد أن أتأكد هل يدخل المرحاض أم لا . إن لم يدخل  سيكون حقا ليس كسائرنا  وسأسجد  له وإن دخل فلن أسجد لبشر مثلي

 

حول مقعد الآب دانيال تدافع العجائز ليقبلون يده لنيل البركات, بينما ضاق بهم ذرعاً وقال متأففاً:

ــــ واحداً واحداً أيها العجائز, أهلكتم يدي تقبيلاً

 

عاد كيفن إلى مقعده إلى جوار والداته ليرقب ما يحدث, تهللت والدته لعودته مسرعاً:

اهلاً ولدي الحبيب, لم تطل غيبتك

قبل وجنتها وقال ممازحاً:

هاها افتقدتك يا أمي في هذه الدقائق المعدودة 

 

لا تقبلني أنا, ولكن اذهب فقبل يد الأب دانيال واسجد تحت قدميه

 

سأفعل, ولكن انتظري بعض الوقت حتى يشرب العصير الذي آتاه به هذا الرجل

 

***************

قدم الرجل العصير إلى القس منحنياً:

تفضل يا آبانا , هذا العصير أحضره لك شخصٌ محب

هاها هدية مقبولة , إليّ  به

شرب العصير على دفعة واحدة, فسأله الناس أن يباركهم:

 

هيا يا آبانا قم لتنشر عبق البخور فوق رؤوس الجميع

هم بالقيام, وهو يقول:

حسنا سأ أأأأ فع ع  آآآآه. آآآآه  تباً لهذا الآلم المفاجئ الذي يعبث بأمعائي

تسائل الناس بلهفة:

ماذا حدث يا آبانا ؟

ذهب يركض ركضاً إلى المرحاض وهو يقول:

عذرا, سأذهب إلى المرحاض وأعود آآآآه

انفجر كيفن ضحكاً وقال لوالدته:

أمي , آبانا دانيال يجري ليدخل المرحاض

تلعثمت الأم وحاولت أن تأتي بالحجج, ولكن أحرف المنطق هربت ولم تستطع بها لحاقا:

آآآآ إنه,  إنه,  إنه...ممم

رد كيفن متهكماً:

أمي, أمي كفاكِ دفاعا فأنا أعلم أنك ستقولين إنه لن يفعل مثلما نفعل وسيفعل شيئا آخر هاها

 

استشاطت الأم غيظاً ولهزته في صدره ودمدمت سباباً: تباً لك يا كيفن. أنت لا تعقل ولا تفهم شيئاً, وقد رأيت في منامي أن يسوع غاضباً عليك

 

يسوع غاضبا عليّ !!!!!!!! هل أتاكِ في المنام حقا ؟

 

ركزت الأم دعائم الكذب بالاحتداد: أجل أتاني, وقال اجعلي ولدك كيفين يكف عن أسئلته الحمقاء وإلا صببت الغضب عليه صبًا

 

هاها, لالا. سأكف يا أمي. مع أني أعلم أن يسوع لم يأتكِ في المنام ولكن سأريحك من أسئلتي التي تغضبك

رمقت القس دانيال عائداً إلى مقعده, فأمرت ولدها بتجهم:

الآب  دانيال عاد , اذهب واسجد تحت قدميه

انتفض كيفن عن مقعده ثائراً: لن أفعل. لن أسجد لبشر مثلي , سأسبقكما إلى السيارة

خرج مندفعاً, فزفرت والدته وقد ضاق صدرها, فقامت مسرعة لتلحق به إلى السيارة, وعجلت زوجها:

أوف! هيا يا ماكس لنلحق بهذا المجنون

هيا يا نيكولا

 

*************************************

عاد الدكتور سالم والد عائشة إلى المنزل جذلاً ليزف إليها بشرى, ناداها بنبرة متهللة:

عائشة. أين أنتِ يا ابنتي ؟

هرعت إليه, وقبلت يده وهي تحمد الله على سلامته:

أنا هنا يا أبي. حمداًلله على سلامتك

بارك الله فيكِ يا بنيتي . غدا إن شاء الله ستذهبين لاستلام  عملك في المستشفى

أشرق وجهها فرحاً:

حقا ؟ كم أنا فرِحة بهذا الخبر

أسدى الوالد إليها نصائحه بعطف:

اعملي بجد واجتهاد يا حبيبتي, واثبتي للجميع أنك طبيبة مسلمة ماهرة

إن شاء الله يا أبي ... وهل هي بعيدة المستشفى ؟

ممم بعيدة فعلاً.. ولذا فخذي هذا المفتاح

أي مفتاح هذا ؟

تبسم الوالد وقال مداعباً:

تعالي وانظري إلى أسفل البناية, وقولي لي ماذا رأيتِ ؟

ارتدت خمارها وهرعت إلى النافذة, فأذهلها ما رأت, وصاحت فرحاً: إنها سيارة

هرولت إلى والدها تشكره والسعادة تكلل هامتها:

بارك الله فيك يا أبي. أحبك كثيراً..  سيارة جميلة حقاً

 

احضرتها لكِ حتى تيسر لك الذهاب والمجيء من وإلى المستشفى هههه فقد علمتك القيادة لذلك وها قد أصبحتِ سائقة ماهرة على يد ابيكِ السائق الماهر هاها

احتضنت والدها وقبلت وجنته امتنانا:

لا حرمني الله منك يا أبي ومعلمي 

ولا منك ولا من أمك يا حبيبتي .. أين هي أمك؟ . بالتأكيد هي في المطبخ كعادتها هاها أمك هي أمك سواءاً في مصر أو ألمانيا هاها

 

هاها أنت تعلم حب أمي للمطبخ, كما إنها طباخة ماهرة وتعلمت منها الكثير أيضا

 

بارك الله فيكِ وفيها يا بنيتي. سأذهب إليها قبل أن أبدل ملابسي

 

******************************************************

بعدما انتصف الليل, كان كيفن في غرفته, متكئاً على وسادته, وقد هم أن يجري مكالمة بجواله, ففتحت والدته الباب على حين غرة تناديه:

كيفن

أهناك شيء يا أمي ؟

ماذا تفعل ؟

سأهاتف أحد أصدقائي

ما اسمه ؟

اسمه ليون

أسدلت الأم حاجبيها وقالت بدهشة:

 ليون !

تنهد كيفن ورد ببسمة فاترة:

صديق جديد يا أمي تعرفت إليه في مكتبي

مممممم وماذا يعمل ؟

صاحب محل لبيع  الخمور 

عظيم جداً.. وأين يسكن ؟

قهقه كيفن وقال متهكماً من كثرة الأسئلة:

أمي, سأوفيكِ بمعلومات كاملة عن عنوانه وطوله ووزنه ولون بشرته عندما أنتهي من المكالمة

 

ربعت ذراعيها وسألته والدهاء يطل من عينيها:

تتهمني أني كثيرة الأسئلة. أليس كذلك ؟

مممممم  عفوا يا أمي. لم أقل ذلك

سئمت من أسئلتي العادية ,فما بالك لو كنت أسأل أسئلة كفرية كأسئلتك !

أدرك أن أمه تدير دفة الحديث إلى ذات الوجهة التي سئمها, فحسم أمره ضاحكاً:

أمي من فضلك غادري الغرفة فأريد أن اتحدث مع صديقي بحرية

تتحدث بحرية ! أرجل هو أم امرأة حتى تتحدث معه بحرية دون أن يستمع أحد لحديثكما الشيق ! حسناً. سأغادر الغرفة... وأنت بعد المحادثة ماذا ستفعل ؟

رد واليأس يخنق صوته:

سأتناول كأسين من الخمر أو عشرين كأساً لكي أنام  وأتجنب عناء التفكير الذي يقتلني

قهقهت وقد استحسنت ما انتواه:

حسناً, فالخمر لأمثال من يحملون عقلا كعقلك أفضل ... أجمل ما في الخمر أنها تذهب العقل

 

خرجت وقبل أن تغلق الباب قالت بقسوة مجدولة من الحنان:

أغلق النوافذ جيداً. فالليلة شديدة الرياح

سأفعل

 

دق جرس هاتف ليون, فرد بترحيب:

 الو. مرحباً يا كيفن, كيف حالك؟

مرحبا ليون ,أنا بخير , كيف حالك أنت ؟

بخير.نسيت أن أشكرك على شحنة النبيذ الفرنسي الفاخر التي استوردها مكتبك لمحلي

هاها لا تشكرني فهذا عملي . وأنا في خدمتك وخدمة كل عملاء مكتبي . دعك من أحاديث العمل ولنتكلم عن الحياة . قلت لي إنك غير متزوج يا ليون

رد ممازحاً: هاها لديك عروس لأجلي ؟

تزوج كريستينا سكرتيرتي الخاصة, فربما لو تزوجت لهدأت مخطوبتي انجيليكا, فهي شديدة الغيرة منها هاها

 

هاها ربما تحبك كريستينا هي الأخرى, لذا فتغار مخطوبتك

 

مممممممم لا أعرف . ولكن أعتقد أنها فقط تحب استفزاز أنجيليكا لأنها شديدة الغيرة . دعك من النساء ايضا فالأحاديث عنهن تكدر الصفو كالأحاديث عن العمل هاها

هاها أنت محق يا كيفين . كيف كان يومك ؟

 

ذهبنا إلى الكنيسة اليوم أنا وأبي وأمي وحضرنا القداس

 

رد ليون باندهاش:

الكنيسة!!  لقد انتهت علاقتي بها للأبد هاها

تملك كيفن الذهول وقال: ماذا تقول !! لا أفهم!! . أتركت الدين المسيحي؟

 

لالا. بالطبع أنا مسيحي كما أنا ولكن حذفت الديانة المسيحية من بطاقتي الشخصية وأصبحت  بلا دين

 

زاذ ذهول كيفن إثر حديث صديقه الجديد, وسأله بتلهف:

 

لماذا يا ليون؟

رد متعجباً من السؤال:

غريب أمرك يا كيفين ! ألا تعرف أن الكنيسة تأخذ منا خمسة عشرة بالمائة من دخلنا السنوي دعما لها ؟

 

أجاب كيفن مازحاً:

أعلم جيدا وأدفع المبلغ المستحق سنويا وأبي يدفع أيضا . فهذا بأمر أمي وإلا طردتنا وشردتنا في العراء هاها

برر ليون مذهبه:

كثيراً, كثيراً جداً هذا المبلغ سنويا يا كيفين. أنا جلست إلى نفسي وحدثتها وقلت لِمَ أدفع خمسة عشرة بالمائة من دخلي سنويا لدعم الكنيسة وأنا من الأساس لا أحضر قداسا ولا أدخل الكنيسة ولا أستفيد بالوعظ!! وكثيرا من المسيحين فعل هذا الأمر وحذف الديانة المسيحية من البطاقة ولذا فأنا أتعجب لِمَ لمْ  تفعل مثلما فعلنا بدلاً من اقتطاع كل هذا المبلغ من دخلك سنويا!!

 

قهقه كيفن وأبدى قلة حيلته: هاها قلت  لك سابقا أن أمي مسيحية متشددة, كما أن لي خالة راهبة في إحدى كنائس العاصمة بيرلين. فعلاقة أمي وأهلها بالكنيسة وطيدة جدا وتربوا على محبة يسوع وخدمة الصليب

 

هاها أشعر أنك تتكلم دون أن تجمع نفسك ضمن زمرة خدام الصليب

 

وكأن عبارة صديقه نكئت الجرح الغائر في أعماقه, هتنهد وقال: الكلام لن يفيد . فأنا على استعداد أن أخدمه بروحي إن إقتنعت أنني على الدين الحق

 

أأنت غير مقتنع يا كيفين أنك على الدين الحق ! هذا كلام خطير جداً.. كيف لا تكون مقتنعا أن دين يسوع هو خير أديان الأرض!

 

أدرك أن صديقه ينهل من ذات نهر والدته, فلم يشأ إلا أن ينهي المحادثة بلطف:

تصبح على خير يا ليون

 

هل ستنام ؟

رد بضجر من العالم حوله:

سأشرب بعض كؤوس الخمر لتذهب عقلي وأنام

هاها ولماذ تتحدث بهذا الغيظ !! اذهب واشرب واثمل ونم يا عزيزي كيفن

 

*******************************************************

فتحت السيدة مريم, والدة عائشة باب غرفة ابنتها قبيل الفجر ودلفت تناديها:

عائشة

 

نعم يا أمي

 

هاها جئت لإيقاظك  لقيام الليل فوجدت مصباح غرفتك منيرا

 

استيقظت منذ نصف ساعة تقريبا يا أمي الحبيبة . هل استيقظ أبي ؟

 

أجل يا عائشة . بل هو من ايقظني كعادته هاها

 

جمعكما الله على الطاعة دائما يا أمي

 

ورزقك بالزوج الصالح يا حبيبتي لتقيما الليل سويا

 

بدت بسمة خجلى على محياها وقالت:

 لا أتعجل أمر الزواج الآن يا أمي

 

هاها ولكنني أنا أتعجل زواجك بمن هو أهل لكِ يا حبيبتي . سأتركك الآن لصلاتك وأراكِ صباحا على الإفطار إن شاء الله

إن شاء الله يا أمي

إتجهت الأم إلى النافذة وهي تقول:

الليلة شديدة الرياح . سأتأكد أن نافذة غرفتك مغلقة تماماً حتى لا يتسلل الهواء البارد إليكِ بنيتي

 

قبلت عائشة والدتها وهي تدعو لها بمحبة جارفة:

أدام الله لي قلبك الحاني يا أمي الحبيبة

 

أسعد الله قلبك يا ابنتي الحبيبة

 

*******************************

كان كيفن في غرفته, يحتسي كؤوس الخمر, ويحيطه ضوء خافت, ويتسلل إلى أسماعه صفير الرياح خارجاً.. أمسك بزجاجة الخمر التي ذهب معظمها وقال:

ـــــ لقد أوشكت زجاجة الخمر على النفاد ومازلت يقظ الفكر هه يبدو أن هذا النوع مغشوشاً هاها .. أوه ,أشعر برياح شديدة تكاد أن تعصف بالبيت بأكمله .......الرياح فتحت النافذة , أوه, برد ,برد رهيب......ما هذا ! الرياح الشديدة تفتح النوافذ في البناية المقابلة أيضاً . يا إلهي ! من هذه الفتاة! ...إنها ساجدة . عجبا لأمرها! لماذا لم يجعلها فتح النافذة تقوم عن سجودها لتسرع وتغلقها وتحتمي من شدة البرد!  ... مازالت ساجدة . أوه ,البرد شديد والفضول يقتلني ألا أغلق النافذة لأرى ماذا تفعل هذه

 

ظل كيفن ملتصقاً بالنافذة يرقبها بشغف كبير, والبرد القارس يعصف به

 

ـــــ انها قامت عن سجودها ووقفت تكمل صلاتها! هذه هي المسلمة المتوحشة كما قالت أمي . أعلم صلاة المسلمين, فقد رأيت طقوسهم في التلفاز مراراً ولا أفهم عن دينهم وصلاتهم شيئا . أهٍ من البرد ....هاهي فرغت من طقوسها, أراها تجري مسرعة لتغلق النافذة . يا إلهي !!!!! وجهها مضيء, مضيء جداً,  لا أتبين ملامحها من شدة النور المنبعث من وجهها. أغلقت النافذة في سرعة ولم تلحظ وجودي

أغلق كيفن نافذته وهو يتأفف من البرد, وعاد يحدث نفسه ذاهلاً من أمر الفتاة:

 

ـــــ أمرها غريب. تستيقظ والناس نيام لتقيم طقوسها وصلاتها . فهلا انتظرت للصباح بدلا عن القيام ليلاً في هذا البرد القارس!...  حذرتني أمي من المسلمين فهل أسمع لكلامها ؟ هل أسأل هذه الفتاة عن دينها ؟

بدأ يصارع أسئلة حائرة:

ماذا أفعل, ماذا أفعل!... سأنزل, سأنزل, يجب أن أعرف حقيقة هؤلاء المسلمين

هم كيفن بالنزول من المنزل, وهو يتأجج حماساً, ولكنه توقف فجأة حائراً..فهذى إلى نفسه بعد أن طاش بعض عقله:

ــــ ولكن..ولكن ربما أكلتني مثلما قالت لي أمي ! لالالا..فالأخرى هي من سعت لكيفن وأكلته, أما أنا فلن أؤكل أبداً وسآخذ معي سلاحي كي أحتمي به, وإن اقتربت مني غادرة سأمزقها ..... سأحتسي كأساً آخر من الخمر  وأنزل 

 

احتسى كأساً من الخمر وخرج من غرفته على عجل, واستل سكيناً كائن على المنضدة بردهة المنزل, وانطلق إلى منزل عائشة:

***********************************

قرع جرس الباب ووقف ينتظر وقد أخفى السكين في طيات ملابسه...ظنت والدة عائشة أن زوجها أتى من صلاة الفجر, فنادت عائشة:

ــــ إفتحي الباب يا عائشة. فقد جاء والدك  من صلاة الفجر

أتت عائشة تهرول وكانت ما تزال متسترة بحجاب الصلاة..قالت متعجبة:

ماذا ! يا أمي أبي معه مفتاح

ربما نسى المفتاح يا ابنتي . فمن سيطرق الباب في هذا الوقت غير والدك !!!

حسنا يا أمي ذاهبة لأفتح الباب

فتحت الباب فارتاعت لرؤية رجل غريب:

ها ! من أنت ؟

بل من أنتِ ؟ من أنتم جميعاً ؟؟؟؟

لحظت عائشة عدم اتزانه, فصاحت به:

أنت ,أنت مخمور ,أليس كذلك ؟  أمي أمي ,إنه ليس أبي ,إنه رجل غريب

فزعت الأم وهرعت إلى ابنتها وهي تصيح:

ـــــ رجل غريب! يا إلهي! من هذا؟  اغلقي الباب, اغلقي الباب يا عائشة, يبدو رجل بغير وعي يا ابنتي ,اغلقي الباب

ــــ سأغلقه يا أمي

همت بغلق الباب فصده بكلتا يديه, فصرخت به:

ـــــ ما هذا! ابعد يدك, دعني أغلق الباب

رد بصلافة:

لن تغلقيه,  وكلما حاولتي صددته بكلتا يدي. انطقي من أنتِ؟ من أنتِ؟

نهرته عائشة وعينها تتقد غضباً:

ــــ أيها المخمور العربيد, آمن المعقول أن تطرق أبواب الناس في هذا الوقت لتسألهم من يكونون ! أبعد يدك عن الباب دعني أغلقه, إبتعد

صاح محتداً:

لن أبتعد. وكلما حاولتي غلق الباب منعتك. من أنتم؟ من أنتم ؟من إلهكم ؟

تدخلت السيدة مريم وقد تملكها الخوف:

ـــــ ارحمنا يا الله.  يا ولدي! ياولدي اذهب واتركنا نغلق الباب

لن تغلقاه

استشاطت عائشة غضباً:

والله إنك لا تستحق غير الصفع على وجهك هكذا

صفعته على وجهه فصرخ وتطاير الشرر من عينيه:

آآآآآآآه  أيتها البربرية الهمجية

ابنتي ابتعدي فهو ينظر اليك بغيظ شديد . يا الله ! إنه يخرج سكينا من ملابسه  ابتعدي يا عائشة , ابتعدي يا ابنتي

تصفعينني أنا على وجهي أيتها العربية الهمجية ؟

ويحك , تتهجم علينا في هذا الوقت وتهددنا بسكينك أيها المخمور !والله لأخذ منك السكين عنوة

آآآه ذراعي ذراعي أيتها المسلمة المتوحشة

عائشة, اتركيه, اتركيه سيصيبك بسكينه , نعوذ بالله منك ,نعوذ بالله منك !

لا تخافي يا أمي فقد ملكت زمام هذا الأحمق هات هذا السكين أيها السكير

آآآآآه تلوين ذراعي أيتها الأفعى !هاتي السكين

صاحت به وهي تشهر السكين في وجهه:

إن لم تمش الآن طعنتك في صدرك, هيا, هيا اذهب

نطقت عينيه انبهاراً, فسألها:

وحق يسوع من أنتِ !! إمرأة  أنتِ أم محارب شجاع !

زفرت ونهرته:

أوف, اذهب أيها المخمور ولا تكثر الكلام 

قالت السيدة مريم بصوت مرتعد:

إذهب يا ولدي, إذهب وكفانا ما لقيناه على يديك من فزع

صاح في ذهول من عبارتها:

فزع ! من أفزع من ! ابنتك صفعتني على وجهي ولوت ذراعي واخذت سكيني وهددتني به وتقولين أنني من افزعتكما!

هم بالانصرف عنهما, فاستدار إلى عائشة وقال:

ــــ قبل أن أمشي أريد أن أسالك أيتها المرأة المتوحشة ,هل تأكلن الصغار حقا كما تقول أمي يا معاشر نساء المسلمين ؟

ردت باحتداد على سؤاله الطفولي:

أجل, نأكل الصغار, ونأكل الكبار أيضاً, فاذهب واحتمي بظهر أمك

فزع كيفن وفر من أمامها وهو يستغيث بأمه:

أمي !! أمي

انفجرت عائشة بالضحك وهي تغلق الباب قائلة:

هاها تباً للخمر يذهب عقول الرجال هاها لقد هرع مسرعا كالأطفال يا أمي

تنفست السيدة مريم الصعداء وهبطت في مقعدها واضعة يدها على صدرها المرتجف وقالت بصوت متهدج:

أوه, حمداًلله, أشعر أن الدماء تجمدت في عروقي . آآآآه دقات قلبي متسارعة جداً  

اهدأي يا أمي وأرفعي يدك عن صدرك فقذ ذهب بلا عودة إن شاء الله . سأذهب وأحضر لكِ كوبا من الماء

 

أأأه يا الله !!!!!! كانت دقائق عصيبة جداً يا عائشة

بدأت السيدة مريم تتفكر في أمر الشاب بعدما هدأت شيئاً ما:

ـــــ غريب أمر هذا الرجل!.. لاحظت في وسط هذيانه سؤالاً عن إلهنا الذي نعبد . لا إله إلا الله لا معبود بحق سواه

عادت عائشة بالماء لأمها:

تفضلي يا أمي

أشكرك يا بنيتي . بسم الله الرحمن الرحيم

أسمع صوت مفتاح أبي يدور في الباب يا أمي

دلف الوالد إلى المنزل وألقى السلام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , تأخرت كثيرًا جداً يا أبي

عذرا يا بنيتي فالمسجد ليس بقريب... . مابك يا أم عائشة ؟ أرى وجهك ممتقع اللون وأشعر أن شيئا ما قد حدث

تأوهت وقالت لابنتها:

آآآه! أروي لأبيكِ ما حدث يا عائشة, فلا أقوى على سرد أي شيء الآن

حاولت عائشة تهوين الأمر:

لا شيء يا أبي, فقط  دق جرس الباب وظنناك أنت, فأسرعت بفتح الباب فإذ بشاب غريب مخمور يسألنا من أنتما وعندما زجرته وحاولت غلق الباب منعني فصفعته على وجهه, فأخرج سكينا ليهددني به, فلويت ذراعه وأخذت السكين وطردته وفقط

هاج هائج الوالد:

يا إلهي!! أهذا قد حدث بالفعل!! وكيف تفتحين الباب دون التأكد ممن يطرقه!!!

يا أبي ظنناك أنت

اشتد غضب والدها وصاح بها معنفاً:

أنتِ تعلمين جيداً أن معي مفتاحاً للباب. أليس كذلك ؟

إهدأ يا أبي . أعتقدت أنا وأمي أنك قد نسيت مفتاحك

تنهد الوالد ومسح على وجهه وسكن بعض ما به من غضب وحوقل:

لا حول ولا قوة إلا بالله . فكيف كان سيكون الوضع إن تمكن من إيذائكما هذا الرجل !!

يا أبي حمداً لله لم يصيبنا مكروه

رد متعجباً من أمر ابنته وهدوؤها المثير للأعصاب إثر هذا الموقف العصيب:

ألم تخشيه يا بنيتي !! عجبا لأمرك! تتصدين لرجلٍ يحمل سكين !!

ضحكت عائشة وقالت:

يا أبي والله قد خشيته جداً, ولكن استعذت  بالله منه وقلت  أعوذ بالله من غضبه وعقابه وشر عباده فوجدتني أنا الأقوى وهو الضعيف الذي لا يملك من أمره شيئا بفضل الله

تنهد الوالد وحمدلله

الحمدلله الحمدلله ... هذه المرة الآخيرة التي تفتحين فيها الباب بغير تأكد ممن يطرقه

سمعا وطاعة يا أبي . سامحني

تساءل الوالد عجباً:

أنا أتعجب من هذا الشاب!, ومن أين أتى! وكيف يطرق أبواب من لا يعرفهم عند الفجر ويباغتهم!.. من يكون! من يكون!!

 

**************************************************

عاد كيفن إلى المنزل وهو يحادث نفسه غيظا في الردهةً:

آآآه أنا كيفن تصفعني امرأة !! ألهذه الدرجة أنا رجل مصنوع من ورق !!

فجأة تذكر شيئاً فارتبك: أوه!! السكين الذي استولت عليه هذه المسلمة المتوحشة تحبه أمي لأنها اشترته عندما أعجبها شكله من متجر بعيد ولا تقطع الفاكهة إلا به وبالطبع ستسأل عنه... . لم أره.. أنا لم أر السكين ولم أذهب للمرأة المتوحشة ولم تصفعني

وضع يده موضع الصفعة متألماً: آآآه! كم هي ثقيلة يدها . مازال طنين الصفعة في أذني

خرجت والدته من غرفتها وهي تسأله:

 كيفن! أين كنت ؟؟ سمعت صوت الباب يفتح ويغلق . ماذا كنت تفعل خارج المنزل؟

اقتربت منه والدته فلمحت أثر الصفعة على وجهه الذي اشتد احمراره, فشهقت وقالت: ما هذا!!  أرى آثار أصابع بشرية على وجهك مما جعله شديد الاحمرار!! ماذا حدث يا ولدي وحق يسوع؟

تفاجأ بسؤالها فتلعثم وهو يتحسس أثر الصفعة:

أأأأأأأأ أمي .كنت أنا, أنا كنت أأأأأأ أأه أنا شعرت بحركة غريبة يا أمي أسفل المنزل فنظرت من النافذة فوجدت ثلاثة رجال أشداء أقوياء يطوفون حول المنزل, فشككت في أمرهم وأخذت سكينا ونزلت لأهددهم به,فالتفوا حولي جميعا وقيدني أثنين منهم وصفعني الثالث على وجهي وأخذ مني السكين . هذا ماحدث يا أمي

ردت أمه في دهشة: ثلاثة رجال أشداء أقوياء! شلت أياديهم  جميعاً.. كيف يضربون ولدي! لا تغضب يا ولدي فهذا حدث لك لأنك دائما تغضب أمك هاها  كن مطيعا حتى لا يتمكنوا منك مرة أخرى , فقد رأيت في منامي هؤلاء الرجال الثلاث وأخبروني أنهم سوف يضربونك  في هذه الليلة وقد حدث

انفجر كيفن بالضحك من فرط كذب والدته وقال:

دائما احلامك واقعية يا أمي وخاصة الثلاث رجال هؤلاء ... استأذن منك الآن فأريد أن أنام بضع ساعات فعندي الكثير من الأعمال في المكتب االيوم

إذهب يا ولدي

استدار عامداً غرفته, ولحظت أمه عدم وجود السكين فنادته:

 ولدي كيفن! أين هو السكين الخاص بي ؟ تركته هنا على المنضدة قبل نومي

قهقه وقال ساخراً:

ألم يخبرك الثلاث رجال في المنام أنهم سوف يأخذونه عنوة بعد  ليّ ذراعي ؟

استبد الغيظ بوالدته لسخريته منها فقالت محتدة: كم أنا سعيدة بهذه الصفعة, وأتمنى لك المزيد أيها العنيد

*************************************

إلى هنا قد انتهت حلقتنا لهذا اليوم

إلى اللقاء مع أحداث قادمة يوم الخميس القادم مع كيفن وعائشة إن شاء الله

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه

 

 

 

تعليقات

  1. جزاكِ الله الجنة أستاذة هبة❤️أم رفيف

    ردحذف
  2. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    ردحذف
  3. كاميليا محمد
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    سلمت يداك أستاذة هبة رواية رائعة 🌹❤️

    ردحذف
  4. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه

    يبدو أن كيفين لديه فطرة سليمة لم تدنس بالشرك علشان كدة هيتقبل الإسلام
    ولكن ما زال أثر أساطير أمه عن الغولة المسلمة متمكنة منه
    أول ما سمع انها بتاكل الأطفال طلع يحري وكأنه لسة مصدق الهبل ده 😂

    ردحذف
  5. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
    🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷

    ردحذف
  6. مشتاقة للأحداث سلمت يداك
    Aisha Shaaban

    ردحذف
  7. تسلم ايدك يا استاذة هوبة
    وتسلم ايدك يا عائش ع الصفعة 😂
    يستاهل المتطفل دا

    وانت بطلي كدب وفشر ياخالة ام كيڤين 🤣

    ردحذف
  8. لا اله الا الله
    اللهم صل وسلم على رسول الله

    ردحذف

إرسال تعليق