أنا وكيفن وضوء القمر ( الحلقة الرابعة)

 


في الظهيرة ذهب كيفن إلى عمله بعينين منتفختين إثر النوم القليل..قبل أن يدخل إلى غرفة مكتبه, حيا سكرتيرته كريستينا المنهمكة في العمل خلف مكتبها الخشبي:

ــــ طاب صباحك كريستينا

طاب صباحك سيد كيفين, كيف حالك؟... . ما بال وجهك شديد الإحمرار هكذا!!

زفر كيفن متجاهلاً الرد, وسألها:

ـــــ هل سأل عني أحد ؟

ـــــ أجل يا سيد كيفن, سأل عنك السيد ليون لأنه وجد هاتفك مغلقا, وسألت عنك السيدة ساندرا, فهي تسأل عن شحنة النبيذ, فقد تأخرت كثيراً عليها

ــــــ مممم ذكريني أن أتصل بالمسؤول عن الشحن

سأفعل

*******************************

أغلق كيفن باب غرفته وهو يفكر في الصفعة التي تلقاها على يد امرأة , ورجولته توخزه وخزاً شديداً, فأخذ يذرع غرفة مكتبه ذهاباً وإياباً وهو يصيح:

يا إلهي لا أصدق ! صفعتني امرأة, صفعتني امرأة,  صفعتني امرأة

اقتحمت كريستينا مكتبه على حين غرة لتسأله عما صدم مسامعها:

ــــ ماهذا!  سيد كيفن, سيد كيفن

انتبه لوجودها فرد بحدة:

ــــ ما ورائك كريستينا, ما ورائك ؟

ـــــ سمعتك تقول أكثر من مرة صفعتني امرأة, صفعتني امرأة. من هذه المرأة التي صفعتك سيدي وأنا ألقنها درسا لن تنساه؟

شعر كيفن بالخزي لأن كريستينا سمعت ما قال, فكابر زاجراً إياها:

ــــ ماذا تقولين!! أنا لم تصفعني امرأة قط في حياتي

ـــــ أنت الذي تقول صفعتني إمرأة

تلعثم باحثاً عن رد مقنع, ثم أجاب:

ـــــ أأأأأأأ آآه  صفعتني امرأة هذه إسم رواية من روايات شيكسبير

ـــــ هاها لقد قرأت كل روايات شيكسبير ولم يكن من بينها رواية اسمها صفعتني امرأة

صرخ في وجهها كبراً وعناداً:

ـــــ أتكذبينني! أتكذبينني وتصدقين شيكسبير؟ من يعطيكِ راتبك! أنا أم شيكسبير ؟

وضعت يدها على فمها تكاتم الضحك من حديثه الهزلي:

ـــــ أنت يا سيدي... عذراً, ربما كتبها بعد موته . سأعود لأكمل عملي. بإذنك

همت بالانصراف فناداها وقد أخرج سكيناً من أحد الأدراج:

ـــــ إنتظري

ــــ في خدمتك سيد كيفين

ـــــ أنظري إلى هذا السكين

ـــــ ما به ! سكين كأي سكين

إقتربي وحاولي أن تنتزعيه من يدي, اقتربي

غمغمت في دهشة:

ماهذا ! ماذا أصاب هذا الرجل؟

اقتربت وحاولت نزع السكين دون جدوى, فقالت:

ـــــ ممم لا أستطيع

ـــــ حاولي مرة أخرى

حاولت بقوة أكبر أن تنتزع السكين من يده, فلم تستطع, فقالت باستسلام:

ــــ لالا, لا أستطيع

ـــــ حاولي لي ذراعي

فغرت فاها مندهشة, فقال:

ــــ أفعلي مثل ما قلت

لوت شفتها عجباً, وحاولت أن تلوي ذراعه, فأضناها الأمر, فزفرت وقالت:

ـــــ لا أستطيع, فأنت قوي جداً

تسمحي لي كريستينا أن أصفعك على وجهك ؟

اتسعت حدقتا كريستينا وهمت بالفرار من أمامه كالفأر المذعور, وهي تقول:

ــــ استأذنك في الانصراف

لحقها, فجذبها إلى الخلف عنوة وهو يقول بجنون:

تعالي هنا.. اسمحي لي وإلا فعتها دون إذنك. وهأنذا أفعل

صفعها على وجهها فصرخت باكية وهي تضع يدها موضع الصفعة وتنظر إليه كمن طاش عقله, فلوى ذراعها وأخذ يضربها على ظهرها بقبضة يده في انتشاء وهي تصرخ وتستغيث, وهو يقول ضاحكاً: عذراً تحمليني

ـــــ آآآآه لالالالا. ذراعي, ذراعي, ظهري, جن الرجل

فرغ وهو يقهقه, فقال:

ـــــ عذرا كريستينا . الآن تفضلي بالإنصراف إلى مكتبك

صرخت في وجهه باكية:

ـــــ لا, بل سأنصرف من المكتب نهائياً أيها المتوحش

ــــ هاها لم أفعل لكِ شيئا كريستينا كي تتركي العمل بالمكتب.

ــــ تضربني كل هذا الضرب المبرح ثم تقول لم تفعل لي شيئاً!!

ــــ لم أقصد إيذئِك.. فقط كنت أريد أن أرى بأسي على النساء هاها

ردت بصراخ يمازجه النشيج:

ولم تجد غيري حتى تثبت لنفسك ذلك معها!

رد ضاحكاً وهو يخرج بعض الأوراق المالية من محفظته:

ـــــ هاها ومن يتحملني غير سكرتيرتي المخلصة كريستينا!.. تفضلي هذا المبلغ عوضاً لك عما أصابك من آلام بسببي

زفرت واختطفت الأوراق المالية من يده قائلة بضيق:

ـــــ بإذنك سيد كيفين, فلدي الكثير من الأعمال

لا تغضبي كريستينا. فسأصالحك يوم الكريسماس هاها لا تنسي موعدنا أيتها الجميلة

قبل أن تخرج من الغرفة وتغلق الباب قالت بحدة:

ـــــ قبل الكريسماس اذهب إلى طبيب نفسي, فأنت لم تعد طبيعياً سيد كيفين. بإذنك

أغلقت الباب بعنف فقال لنفسه ضاحكاً:

ـــــ أهم شيء أنني أثبت أن لي قدرة فائقة على ضرب النساء. فقط أحتاج  إلى مزيد من التدريب لكي آخذ ثأري من المرأة العربية المتوحشة. . يوما ما ستسقط في يدي شاءت أم أبت ووقتها سأنتقم شر انتقام . ممم أحتاج أن أهاتف ليون

جلس إلى مكتبه, وأمسك بجواله ليهاتف صديقه ليون...سمع الرنين وبقى في انتظار رده

ـــــ الو! مرحبا كيفن. كيف حالك ؟

ــــ لا أعرف

ــــ هاها لا أفهم

تنهد كيفن وبدأ يعبر عما يجول في صدره:

ــــ حدث شيئا ما كدر صفوي جداً وأشعر من داخلي أنني أنا المخطئ

ـــــ ماذا حدث يا كيفين ؟

ـــــ انت تعرف أن أمر الإله الذي نعبد يشغلني ودائما أبحث عن دين الحق

ــــ أعلم ذلك. ولكن ماذا حدث

ـــــ سكنت في البناية المقابلة, أسرة عربية مسلمة, أم وأب وإبنة, ويبدو عليهم الإلتزام بتعاليم كتابهم في المظهر والأفعال أيضا

ــــ عن أي مظهر تقصد؟

ــــــ النساء يرتدين حجاباً وملابس طويلة فضفاضة

قهقه ليون وقال بنبرة واثقة:

ـــــ هؤلاء متشددون يا كيفين

ـــــ وكيف عرفت ؟

كشف عن بعض بلايا المسلمين المتجسدة في بعض نساءهم المتخذات أخدان, الساقطات من أعلى تلال الفضيلة إلى قيعان الرذائل:

ــــ لي صديقات من العرب المسلمين ولا يرتدين الحجاب, بل ويضعن صورهم على صفحاتهن الخاصة بملابس عارية كبنات بلادنا الغربيات.. وعندما سألت واحدة منهن أنني أعلم أن الحجاب يرتديه نساء المسلمين ولِمَ لا ترتدنيه, ضحكت وقالت يرتديه نساء المسلمين المتشددات, أما نحن فلا

ولأن كيفن يسبر أغوار الحقائق ولا يقبل بكل ما يلقى على مسامعه, فقد سأل ليون بتدبر:

ــــــ ولِمَ لا تقول يا ليون انهن لا يطبقن ما جاء بكتابهم ولا يفعلن ما يأمرن ؟

أنهى ليون الحديث عما لا يعنيه ضاحكاً:

ــــ لا دخل لي بهذا أو ذاك . مالي انا يرتدين الحجاب أم لا يرتدينه!!

رد كيفن بضحكة فاترة ساخرة:

ــــ أنت محق يا ليون

عاد ليون يسأل:

ــــ ولكن اكمل لي ماذا حدث مع الأسرة المسلمة

ـــــ عندما وجدت ابنتهم تصلي قبل طلوع الشمس, حينما فتحت الرياح النافذة, جذبني جداً مظهرها وأبهرني, ونزلت كي أسألها عن دينهم, وكنت غير متزن بحق, فخشيت مني, وظنت أني أردت بها سوءاً وطردتني

انفجر ليون بالضحك, وقال متعجباً من فعلته:

ـــــ ماهذا يا كيفين!! تذهب عند الناس وهم لا يعرفونك في هذا الوقت لتسألهم عن دينهم! هاها حمداً لله أنها لم تصفعك على وجهك هاها

ازدرد كيفن ريقه باضطراب, وهو يتحسس موضع الصفعة وقال نافياً ما ألم به:

 حقاً, حقاً.. حمداًلله . وحتى لو أرادت لما استطاعت لقوتي الهائلة بالطبع . أنا لا تصفعني امرأة يا ليون, لا تصفعني امرأة

هاها أعلم بالطبع يا كيفين . فقط أردت مداعبتك ... كيف ستقضي الكريسماس ؟

 

*******************************

قبل الفجر, فتح كيفن نافذته, ووقف يرقب نافذة عائشة وهو يجلد بسياط البرد القارس...همس لنفسه:

أرى الضوء ينبعث من غرفة المرأة المسلمة ... يبدو أنها استيقظت لتقيم صلواتها ككل ليلة... ولكن للأسف لا يوجد رياح تفتح النافذة ولن أتمكن من رؤيتها

اقتحمت أمه الغرفة فجأة ونادته:

كيفن! ماذا تفعل عند النافذة في هذا الجو البارد يا ولدي!

ــــ لا أشعر بالبرد يا أمي . أذهبي ونامي

ــــ أغلق النافذة يا ولدي, إغلق النافذة فأخشى عليك برد الشتاء القارس

ــــ لا تخشي شيئا يا أمي.. سأنتظر بعض الوقت وأغلق النافذة

فركت أمه ذقنها وهي تنظر في عينيه بخبث, وقد أدركت مأربه, فقالت:

ـــــ هذه عادة جديدة لك يا كيفن . إياك والمرأة المسلمة المتوحشة يا ولدي

بدت بسمة متهكمة على محياه وقال:

ـــــ كفاكِ يا أمي تحذيراً, فهي لم تشر إلىّ يوما أن أنزل يا كيفن

أطرق رأسه مغمغماً بما يتمنى:

(وليتها تقول )

رفع رأسه وقد تنهد بعمق وطمئن والدته: اطمئني يا أمي

أطالت نظرة تبث شكوك نفسها تجاهه..فهي متيقنة في سريرتها أن هناك أمر يشغل لبه..هربت عيناه من عينيها, فبدت بسمة ساخرة على محياها, وقالت:

ـــــ مممممم تصبح على خير يا ولدي

ــــ وأنتِ من أهل الخير يا أمي

*******************************

عند الظهيرة, كان كيفن جالساً في مكتبه, يعبث بأحد الأقلام شارداً, فدق جرس هاتفه..إنها مخطوبته أنجيليكا التي امتعض لرؤية اسمها, زفر, ثم تهيأ للرد بلطف:

ـــــ الو انجيليكا! كيف حالك حبيبتي  افتقدتك جداً

ردت بضيق يمازجه التهكم:

ــــ حقا!!

ـــــ مابكِ أنجيليكا ؟

ردت بنبرة غاضبة:

ــــ ألا تعرف حقا ما بي يا كيفين ؟

ــــ لا أعرف حبيبتي

زفرت وأفصحت غاضبة:

ـــ كنت كل يوم في الصباح تهاتفني وقبل النوم تهاتفني والآن صار لك أكثر من ثلاثة أيام لا تسأل عني. من شغلتك عني يا كيفن؟

ارتشف من أقداح الكذب, ففاضت شفتاه:

ــــــ حبيبتي اهدئي.. فلا توجد على الأرض من تشغلني عنكِ . أنتِ بقلبي أنجيليكا

صرخت به باكية:

ــــ أنت كاذب, كاذب. وحتى خاتم الخطبة الذي وعدتني أن تأخذني إلى محل المجوهرات لشراء غيره لم تفعل ايضا

قهقه وقال مداعباً:

ـــــ قولي أن هذا ما يؤرقك حبيبتي, ولا تقولي أنه الشوق والحب

ردت بنشيج دلال:

ـــــ كيفن انت تعلم كم احبك, ولكن أشكو اهتمامك الذي قل للغاية

ــــ عذرا حبيبتي فكانت عندي الكثير من أعباء العمل . وقد وعدتك أننا سنخرج للسهر في اليوم التالي للكريسماس

وهئنذا منتظرة تنفيذ وعدك مممم ما رأيك أن تأتي إلينا اليوم وتتناول الغداء معنا ؟

ـــــ عذراً حبيبتي لا أستطيع . أجلي كل شيء لليوم التالي للكريسماس

زفرت بضيق وقالت قبل أن تغلق الهاتف: أوف! تحت أمرك خاطبي العزيز كيفين

***************************************************

ها هي أتت ليلة الكريسماس, وانتظر كيفن بسيارته أسفل منزل كريستينا, التي نزلت إليه متأنقة في ثوب سهرة لامع, وزادتها تصفيفة شعرها الأشقر سحراً, تسبح في عطور أخذت بمجامع رجولته, فقهقه انتشاءاً من داخل سيارته, وفتح لها باب المقعد المجاور, وقهقه مادحاً لها:

ــــ كريستينا.. ما أجملك الليلة . حظك سعيداً جداً, تحتفلين بالكريسماس وعيد ميلادك أيضاً هاها من أسعد منك حظاً كريستينا!!

قهقهت بميوعة وهي تدلف إلى السيارة وقالت بعد أن استوت على مقعدها:

ـــــ لا توجد من هي أسعد مني حظاً ممم  هل سنتوجه إلى بيتك الآن ؟

 

قال ضاحكاً وهو يدير محرك السيارة:

ــــ هاها بالطبع . أحضرت لكِ نبيذاً فرنسياً رائعاً للإحتفال بيوم ميلادك أيتها الجميلة

هاها أشكرك.... وأين هديتي ؟

ــــ غداً سأذهب أنا وأنتِ لاختيار ماتريدين من محل المجوهرات

سألت بمكر:

ــــــ ممم هل اخذت أنجيليكا خاتم الخطبة ؟

ـــــ بالطبع لا هاها.. سأبيعه وأشتري غيره

قالت وبريق الخبث في عينيها:

ــــ لالا, أنا أريده

أجاب كيفن قلقاً:

ــــ ممم أخاف أن تراه أنجيليكا في إصبعك فيحدث ما لا يحمد عقباه

ــــ هاها لن أريها إياه فاطمئن سيد كيفن

ـــــ اتفقنا . الخاتم أحتفظ به في غرفتي وسأعطيكِ إياه

قهقهت وكأنها انتصرت في معركة:

ــــــ أشكرك سيد كيفن, أشكرك هاها

*******************************

قضى كيفن الليلة في أحضان الخمر والهوى حتى ثمل وغاب عن وعيه, استعدت كريستينا لمغادرة المنزل, وحاولت إيقاظه من سكرته, فأخذت تهزه وتناديه:

ــــــ سيد كيفن, سيد كيفن ممم لقد شرب كثيراً..  سيد كيفن

أجاب متثائباً, وما زال مطبق الأهداب:

ــــ هاااااااا ما الأمر كريستينا ؟

ــــ أريد أن أذهب إلى بيتي سيد كيفن, ويبدو أنك لن تستطيع القيادة

قهقه بغير اتزان وقال مكابراً:

ـــــ من قال ذلك! . اسبقيني إلى السيارة فأنا قادم

*******************************

على الطريق, في السيارة تقاسما الضحكات, حين أبدى كيفن سعادته:

ــــ كم كانت ليلة رائعة يا كريستينا

هاها حقاً؟...لكي تتيقن أن لديك سكرتيرة ماهرة

انفجر كيفن في الضحك كالملتاث وهو يمدح أنوثتها: هاها حقا ماهرة, ماهرة في كل شيء انتِ, هاها ما أمهرك كريستينا هاها

لاحظت ازدياد سرعة السيارة فارتاعت:

ــــــ سيد كيفن! لا تسرع هكذا..لا لا لا. أنت تقود السيارة بسرعة جنونية

ضحك السيد المخمور وهو يطير بسيارته على الطريق بسرعة البرق:

اهدئي بالاً هاها القيادة السريعة ممتعة حقاً

اختلت عجلة القيادة في يده فترنحت السيارة فصرخت كريستينا:

لا لا لا انتبه يا سيد كيفن, السيارة ستنقلب:

انقلبت السيارة فعلا صراخهما

*******************************

في منزل الدكتورة عائشة, كانت والدتها تبحث عن شيء ما, فسألها زوجها:

ــــ عمَ تبحثين يا مريم ؟

ــــ ابحث عن هاتفي. لا أعلم أين وضعته. أريد أن أهاتف عائشة لأطمئن عليها يا سالم, منذ الأمس وهي بالمستشفى والآن أوشكت الشمس على الطلوع  ولم تأت

ــــ هاها حبيبتي ابنتك طبيبة وتعمل بمستشفى, وليست طفلة صغيرة لتلاحقيها بالإتصال بين الفينة والفينة

ردت باضطراب وهي ما زالت تبحث:

ــــ أعلم يا سالم. ولكن شعوري بأننا غرباء هنا يزيد من قلقي الدائم على ابنتي. ها هو هاتفي قد وجدته

*************************************

كانت الدكتورة عائشة تلملم أغراضها استعداداً لمغادرة المستشفى, حين دق جرس هاتفها, فتبسمت حين رأت اسم والدتها, فردت من فورها:

ــــ السلام عليكم يا أمي

ــــ وعليكم السلام يا حبيبتي . لِم تأخرتِ يا عائشة ؟

ــــ هئنذا مغادرة مكتبي يا أمي. قد أنهيت عملي تماما بفضل الله

فجأة رأت اضطراباً في حركة الممرضات والعاملين حولها, فأدركت أن هناك أمراً ما, فقالت لأمها بنبرة قلقة:

ـــــ عذراً يا أمي, أشعر بحركة غريبة من الممرضات بالمستشفى

أسرعت عائشة الخطى للتبين الأمر, فرمقت عن بعد رجل وامرأة منسدحين على عربتين من عربات المشفى, يهرول بهما الممرضات, فانزعجت وقالت لوالدتها المنتظرة على الهاتف:

ــــ يا إلهي !! لا حول ولا قوة إلا بالله, يبدو أنه  حادث

شهقت والدتها فزعاً:

ـــــ حادث!! لا حول ولا قوة إلا بالله. هل الحالات خطرة ؟

ــــ لا أعلم يا أمي . أعتذر عن المجيء الآن.. يبدو أن الأمر خطير, أرى رجلاً وامرأة , ولكن من الواضح أن الرجل حالته خطيرة فهو مضرج  بدمائه . أتركك الآن يا أمي

ــــــ لا حول ولا قوة إلا بالله . في رعاية الله يا بنيتي

هرول الدكتور سالم إلى زوجته يسألها عما يزعجها:

ــــــ ماذا حدث يا مريم ؟ أهناك أمر مزعج ؟

ـــــ كانت عائشة على وشك مغادرة المستشفى, ولكن جاء رجل وامرأة في حادث وستضطر للبقاء للمشاركة في إنقاذ الجرحى

ــــ لا حول ولا قوة إلا بالله . أعانها الله وجعلها سببا في شفاء الجرحى

*******************************

أسرعت الدكتورة عائشة إلى غرفة العناية, فألفت كلوديا الممرضة تخرج, فسألتها:

ــــ كلوديا. ما الأمر ؟

ــــ حادث سيارة دكتورة عائشة. الرجل بحاجة لنقل دم سريع, وعظامه مهشمة تماماً, أما المرأة التي كانت في صحبته أصابها فقط خدش في جبهتها هاها ولكنها مغشى عليها من هول الحادث, ودكتور ميشيل معهما  الآن

ـــــ سبحان الله ! سأدخل لأرى الحالة بنفسي  إن شاء الله

*******************************

دلفت إلى الغرفة وتوجهت إلى دكتور ميشيل, وحيته:

ــــ صباح الخير دكتور ميشيل

رد التحية بلطف:

ــــ صباح الخير دكتورة عائشة .حادث نتيجة للسرعة الجنونية, وقد كان مخمورا أيضاً, أنقلبت السيارة على الطريق عدة مرات

مخمور !! اللهم ارفع غضبك ومقتك عنا ... وما تشخيصك للحالة دكتور ميشيل؟

ــــ الرجل يحتاج إلى نقل دم سريع جداً, فقد نزف كثيراً, أما المرأة فحالتها مطمئنة مبدئياً, وسنجري فحوصات ربما يكون قد حدث لها نزيف داخلي . وقد أرسلت بعينة دم كل منهما للمعمل

ــــ كتب الله لهما السلامة إن شاء الله . دعني أرى الحالة عن قرب

تفضلي

ما أن اقتربت عائشة من الشاب المضرج بدمائه, حتى اتسعت حدقتاها, وأخذت تتمتم:

ــــ يا إلهي !! إنه هو, هو. أتذكره جيداً.. يا الهي! لا حول ولا قوة إلا بالله! حالته تبدو خطيرة جداً . الله المستعان

استدارت إلى الدكتور ميشيل تسأله:

ــــ دكتور ميشيل, هل اتصلتم بأحد من أهله ؟

ـــ لا يمكننا. فقد تحطمت الهواتف المحمولة معهما ولا أعرف عنه غير معلومات بطاقته الشخصية التي كانت في محفظته, كما أننا نحتاج لدفع تكاليف الجراحة

ـــ التكاليف سأدفعها أنا إن شاء الله

أتت إحدى الممرضات تهرول باتجاه دكتور ميشيل:

ـــــ دكتور ميشيل, أتيت بنتيجة عينة الدم

ــــ ماهي ؟

ــــ فصيلة دمه B

ردت دكتورة عائشة بحماس:

ــــ هذه هي فصيلة دمي أنا أيضا دكتور ميشيل . دعني اتبرع له بدمائي

ــــ دكتورة عائشة يمكننا الإستعانة ببنك الدم فلا تشغلي بالك

ــــ لا. أنا مصرة أن أتبرع له بدمي

هز كتفيه وقال لها:

ـــــ هذا شأنك. ولكن هل تعرفينه ؟

ــــ حتى ولو  لم أكن أعرفه, فلابد أن نرتقي  بمشاعرنا الإنسانية  فوق المعاملات المادية . يجب أن نرحم الناس لكي يرحمنا الله..  هكذا تعلمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم

ــــ العمل يفرض علينا أن نكون أكثر عملية وأن ننحي مشاعرنا جانبا.. . ومع ذلك شعورٌ نبيل  مشكورة عليه

ــــ أرني بطاقته الشخصية من فضلك

تفضلي

أمسكت بالبطاقة وتنحت جانباً, وطفقت تقرأ بياناته بهمس:

كيفين ماكس توماس

28 عام

صاحب مكتب  للإستيراد والتصدير

العنوان ..............

ــــ هااااا !!!!!!! إنه جار لنا في نفس الشارع . سأهاتف أبي ليذهب لأسرته

*******************************

هاتفت أبيها على الفور لتبلغه, رد الوالد على اتصالها:

ــــ السلام عليكم ورحمة الله

ـــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أبي . كيف حالك

ــــ كيف حالك أنتِ يا بنيتي وكيف حال الجرحى؟

ـــ اتصل بك لهذا الأمر. الرجل المصاب جار لنا في نفس الشارع ولم نتمكن من الإتصال بأحد من أهله, فبالله عليك يا ابي سأعطيك العنوان لتبلغ أهله

رد الوالد مندهشاً:

ــــ جار لنا!

ــــ هو الرجل الذي باغتنا من فترة فجرا وكان مخموراً

ــــ أهو ذلك الرجل ؟

ــــ أجل يا أبي هو . من فضلك تعجل بالأمر وأخبر أسرته

ـــ اعطني العنوان يا بنيتي

*******************************

وضعت السيدة نيكولا هاتفها بضيق على المنضدة بعد محاولات فاشلة للاتصال بولدها كيفن, زفرت بشدة ونادت زوجها:

ـــ ماكس

ـــ ما خطبك نيكولا ؟

ـــ كيفن هاتفه مغلق منذ الأمس. ولم يهاتفني ليهنئني بالكريسماس. أنا شديدة القلق على ولدي يا ماكس

ربت على يدها باسماً مهوناً الأمر:

ـــ حبيبتي, ربما انشغل بالإحتفلات ولم يتمكن من مهاتفتك وتهنئتك

هزت رأسها بغير اقتناع لما ذهب إليه وقالت:

ــــ لا,لا أنا أشعر أن شيئا ما قد حدث ولذا فهاتفه مغلق

تنهد وقال بامتعاض:

ــــ نيكولا. لا تنشغلي بالأمر أكثر من اللازم . ربما يتصل خلال لحظات ونطمئن عليه. هيا لنخرج لنتنزه, فما جئنا هنا إلا للترويح عن أنفسنا

هزت رأسها امتثالاً لرأيه..بينما شُرّعت نوافذ القلق في قلبها, فطل من عينيها, وغمغمت بسؤالٍ حائر:

ــــ ترى ما سبب غلق هاتفك يا كيفن يا ولدي

*******************************

وصل الدكتور سالم والد عائشة إلى المستشفى, إستوقف إحدى الممرضات يسألها:

ــــ أيمكنني مقابلة الدكتورة عائشة من فضلك ؟

ــــ من السيد ؟

ــــ والدها

ــــ هي تتفقد المرضى الآن . يمكنك انتظارها بمكتبها الخاص في آخر هذا الممر, وسأخبرها بوجودك سيدي

ــــ اشكرك

**************************************************

هرعت الدكتورة عائشة إلى مكتبها لترحب بوالدها:

أبي !  ما هذه المفاجأة السارة !

ــــ أعزك الله يا بنيتي . ذهبت الى منزل الرجل فلم أجد أحداً وعلمت أنهم مسافرين

ابتئست عائشة لأجل الشاب:

ــــ يا الله !! كم أشفق عليه يا أبي. يحدث له مثل هذا الحادث البشع ولا يجد أحداً من أهله بجانبه . يا للأسف

ــــ وأين هو الآن يا بنيتي ؟

ــــ في غرفة العناية المركزة

ـــ هل أفاق ؟

ــــ لا يا أبي, لم يفق بعد

ــــ حسنا . سأنتظر بجانبه  حتى يفيق

اندهشت عائشة من فيض حنان والدها:

ــــ ياه ! ولكنك لا تعرفه يا أبي

ــــ يا بنيتي يكفي أنه مريض ولا يوجد أحد بجانبه, ولا تنسي شيئا هاماً , فهو جارنا والجار له حق على جاره

سددت إلى والدها نظرة فخار وقالت:

ـــ كم أتعلم منك أخلاقا عظيما يا أبي

ـــــ بل هي أخلاق سيد الخلق محمدا عليه الصلاة والسلام, معلمنا وأسوتنا

ـــــ عليه أفضل الصلاة والسلام

ــــ ــــاسمحي لي بالدخول إلى غرفته

ــــ تفضل يا أبي وسأدخل معك أيضا

**************************************************

دلفت الدكتورة عائشة ووالدها, نظر إلى كيفن نظرة شفيقة وقال:

ــــ لا حول ولا قوة إلا بالله . شفاه الله وعافاه . سأجلس على هذا الكرسي وأقرأ في مصحفي حتى يفيق

ــــ وسأستمع  إلى تلاوتك يا أبي . فكم هو جميلٌ صوتك

ــــ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

قل هو الله أحد, الله الصمد, لم يلد, ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد

بسم الله الرحمن الرحيم

ألم, ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين, الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون, والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون, أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون

بسم الله الرحمن الرحيم

ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل, وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام, انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون

***********

ظل الدكتور سالم يقرأ القرآن بصوت عذب إلى جوار كيفن الفاقد للوعي, فحدث ما أذهل عائشة, وتهلل له وجهها..فالعبرات بدأت تطفر من عيني كيفن, فلفتت نظر أبيها جذلة:

أبي, أبي, أنظر إليه, إن دموعه تسيل من عينيه..إنه يفتح عينيه يا أبي

تهلل وجه الدكتور سالم, وقال له:

ـــــ حمدالله على سلامتك يا ولدي

ـــــ أغمض عينيه مرة أخرى يا أبي .

ــــــ إن شاء الله سيفيق يا بنيتي

عبرت عما أدهشها:

ـــــ سبحان الله!  كيف اهتز لكلمات القرآن وهو أعجمي لا يفهمها !!

ــــــ يا بنيتي إنه كلام الحق وتخشع له الجبال فمابالك بالبشر

 

ــــ ولكنه ليس على ديننا يا أبي, إنه مسيحي

ــــــ يا بنيتي الإسلام دين الفطرة

أطال الدكتور سالم نظرة إلى كيفن وقال:

ـــــ اشعر أن هذا الشاب داخله خير كثير

امتعضت عائشة ولم يرقها رأي أبيها:

ـــــ داخله خير! كيف يا أبي وهو شارب للخمر غير عابئ بالحياة ولِم  خلق!

ــــ يا بنيتي, الله أعلم منا بخلقه. لا تحكمي على أحد . فالله وحده هو من يهدي عباده إليه ومن يضل الله فلن تجدِ له هاديا... أرجو من الله أن يهدي هذا الشاب إلى دينه الحق

ـــــ آمين يا أبي آمين

نظر الدكتور سالم في ساعة يده, وعلم أنه قد حان موعد الصلاة, فقال:

ـــ سأذهب إلى الصلاة في المسجد وأعود يا بنيتي

ـــــ تفضل يا أبي

بقت الدكتورة عائشة في غرفة العناية إلى جوار كيفن, الذي طفق يتأوه و يهذي تحت تأثير المخدر:

آآآه..آآآه, أمي..آآآه..أمي..آآآه..المرأة المسلمة المتوحشة, صفعتني على وجهي آآآه يا همجية..أين أنتِ؟ أين أنتِ لآخذ بثأري آآآه

 

حاولت عائشة مكاتمة الضحك وفشلت, حيث همست لنفسها:

ــــ يبدو أنه يتحدث عني هاها ألا توجعه كل هذه الإصابات بالشكل الكافي الذي يصرفه عن ألم صفعتي له ؟ هاها . بدأ يفتح عينيه مرة أخرى

فتح كيفن عينيه, مغبش الرؤية غير مدرك ما ألم به, أو أين هو, فطفق يتسائل وينادي كريستينا:

ــــ آآآه أين أنا!! آآآه! أين أنتِ يا كريستينا؟ آآآه  أما زلنا في المنزل أم نحن في السيارة الآن

بدأت الرؤية تتضح شيئاً فشيئاً, فظهرت عائشة أمامه, فهلع وصاح:

آآه ماذا ! أنتِ؟؟ . ما الذي أتى بكِ إلى منزلي أيتها المتوحشة . جئتِ خلفي لتصفعيني مرة أخرى؟ آآآه

أطرقت رأسها باسمة هنيهة, ثم قالت:

ــــ أولاً, حمدالله على سلامتك يا سيد كيفن, ثانيا, أنت في المستشفى وليس في منزلك

فزع كيفن وهو ينظر إلى جسده المنسدح على الفراش, وأطرافه المعلقة, فصاح:

ـــــ مستشفى! آآآه ماهذا!! ما كل هذه الأربطة!  آآآه  قيدتيني, قيدتيني هذه المرة لتأكليني!! أمي.. تعالي وابعدي عني هذه المفترسة  آآآه

ــــ هاها يا سيد كيفن..  قد حدث لك حادث سيارة وأنقذك الله سبحانه وتعالى

ــــ الله !!.....  كيف أنقذني ؟

ــــ بعنياته الإلهية لجميع خلقه

شغله الألم عما سمع, فتأوه:

ــــ آآآآه! أين كريستينا؟

ـــــ انصرفت إلى بيتها وقالت أنها ستأتي إليك باكراً

نظر إلى عائشة وسألها بهجاء:

ــــ ممم ماذا تفعلين في هذه المستشفى أيتها المرأة  الهمجية ؟

تنهدت عائشة في استياء, وأجابته:

ـــ انا طبيبة بالمستشفى, والمتعهدة بالإشراف على حالتك سيد كيفن. وكف عن وصفي بالهمجية من فضلك.

فأنا لا أعرف من هو الهمجي منا! . يبدو أنك قد نسيت أنك طرقت بابنا في وقت غير مناسب وكنت مخموراً  ولست في وعيك وتهجمت علينا.. وبعد ذلك تتهمني بالهمجية لأني دافعت عن نفسي وعن حرمة دارنا التي  تعديت عليها 

ـــــ مممم تتهمينني بأنني أنا الهمجي ؟

ــــ لم أعتد على إهانة أحد . اسمح لي بالإنصراف الآن

ــــ إنتظري

ــــ في خدمتك

ــــ من أنتِ ؟

ــــ أمة من إماء الله . أستأذنك 

غادرت الدكتورة عائشة الغرفة, ودخلت كلوديا الممرضة في الحال, فحيته:

ــــ مساء الخير سيد كيفن.نشكر الرب على سلامتك. انا كلوديا الممرضة

ـــ مرحبا كلوديا . من تكون هذه الطبيبة العربية التي تشرف على حالتي ؟

تبسمت وقالت:

ــــ انها الدكتورة عائشة, مصرية الجنسية . طيبة القلب جداً. فقد تبرعت لك بدمها وأصرت على دفع تكاليف المستشفى من مالها الخاص

تصارع الاندهاش والخزي للوثوب على ملامح كيفن الصلف, فتمازجا, مكاتماً نفسه حديثاً, بعدما أكبرها في دواخله:

ــــ فعلت كل ذلك !! ومع ذلك لم تخبرني وتحملت إهاناتي دون أن تشعرني أنها صاحبة جميل!!

 

******************************

 

إلى هنا قد انتهت حلقتنا لهذا اليوم

 

ألقاكم يوم الإثنين القادم إن شاء الله

 

شكراً جزيلا للقارئات الحبيبات على الحضور الطيب والمشاركة بتعليقاتهم الرقيقة على المدونة , وشكراً للحبيبات المتابعات على صفحة الفيس بوك

زهرة المدائن

عائشة

وفاء علي

غادة السيد

دكتورة رشا رجب

الخنساء

هدى البليسي

عفاف

كاميليا محمد

أم عبد الرحمن الهيثمي

مريم سعد

أم رقية

شكراً جزيلاً لكن ولكل زوار المدونة

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

 

 

 

 

 

تعليقات

  1. كاميليا محمد
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
    سلمت يداك الحلقة رائعة 🌹❤️

    ردحذف
  2. اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️أم رفيف

    ردحذف
  3. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕
    سلمت يداكِ يا جميلة
    فصل صغير بس جميل وبداية مبشرة من كيفين
    ربنا يهديه ويهدي أمه المتعصبة دايماً دي
    ويهدي بنات المسلمين ويكونوا دايماً صورة مشرفة للإسلام

    💞دُمتِ مُبدعة 💞

    ردحذف
  4. الرواية ددي فعلا مختلفة عن اي رواية تانية
    مميزة ورائعة ومشوقة جدا
    رغم اني قرأتها قبل كدة لكن نسيت احداثها
    وكنت هسألك هي عائشة منين 😂

    تسلم ايدك يا استاذة هوبة ياصاحبة القلم الراقي ❤️🤍

    ابدعتي اللهم بارك

    سبحان الله كيڤين من وهو طفل وهو عنده خير كبير هيظهر على يد الدكتورة عائشة 😄

    ردحذف
  5. فى حديث : ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة -رضي الله عنه- فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم. رواه البخاري ومسلم.

    وعلى كل، فالمولود يبقى على تلك الفطرة التي ولد عليها لو سلم من بواعث الضلال، وشياطين الإنس والجن.
    @عائشه شعبان

    ردحذف

إرسال تعليق