الحلقة الثانية عشر( أنا وكيفن وضوء القمر)

 


زجوا بها في سيارتهم وأغلقوا الأبواب مسرعين وانطلقوا بها, ظلوا ينعطفون من شارع إلى شارع إلى أن نفذوا إلى طريق مهجور يخلو من المارة، فإذ بسيارة وكأن الطريق انشق عنها فجأة تعترض طريقهم في سرعة, يقودها شاب ملثم, فأوقفهم وترجل عن سيارته، شاهراً سلاحه في وجوههم, فتساءلوا وقد شخصت أبصارهم:

ــــ من هذا الملثم الذي اعترض طريقنا بسيارته شاهراً سلاحه في وجوهنا؟؟ فسأله ماريو بعينين زائغتين:

من أنت؟

أستغاثت عائشة به باكية:

ــــ اغثني يا هذا،أ غثني

صاح بهم الملثم بصوت كالرعد:

ــــ اطلق سراح السيدة وإلا سأفرغ الرصاص في قلبك وقلب من معك

سأله ماريو مرة أخرى وهو ينظر إلى فوهة المسدس المصوبة إلى صدره هلعاً:

ــــ من أنت؟

ــــ لا تزد كلمة واحدة وافعل مثل ما أمرتك  وإلا ستسيل دماءك ودماء من معك. أطلق سراحها

 ازدرد ماريو ريقه، وقال لرفاقه منصاعاً لأمر الملثم:

ــــ اتركوها تنزل عن السيارة يا إيريك أنت والكزندر

سأله إيريك وعيناه تتقد غلاً:

ـــــ من هذا الرجل الذي انشقت عنه الأرض فجأة وظهر أمامنا لينقذها يا ماريو؟

انفجر ماريو غضباً:

ـــــ لا داعي للأسئلة أيها الغبي. ألا ترى سلاحه المصوب لصدري!

خفت صوت ماريو يهمس إلى إيريك:

ــــــ اجعلها  تنزل الآن، وسنتبعه ولن نتركه. سأمزقه بسكيني هذا جزاءاً لفعلته

أومأ إيريك برأسه, وأشاح بيده لألكزندر الذي يحول بين عائشة وبين باب السيارة، لينزل عنها...فتح الكزندر الباب وترجل عن السيارة, فقال إيريك وهو يكاتم الغيظ:

ـــــ انزلي عن السيارة أيتها السيدة

قفزت عائشة خارج السيارة وهي تلهج حمداً لله باكية:

ــــ يا الله! أخيراً! الحمد لله، الحمد لله

وقفت جانباً ترقب ما يحدث مرتعدة:

سأل ماريو، الملثم:

ـــــ أيمكننا الانصراف الآن أيها الملثم ؟

أمره الملثم باحتداد:

ــــ انتظر...لا تتحرك إلا عندما آمرك

أشار الملثم لعائشة قائلاً:

ـــــ اقتربي أيتها السيدة. لا تخشي شيئا واهدئي  تماماً

اقتربت على قدمين مرتعدتين, وأسدت له الشكر وعيناها تذرفان العبرات:

ــــ أشكرك سيدي، أشكرك جداً. أنقذتني من هلاك محقق

رد بدماثة واللثام يحجب بسمة:

ـــــ لا تشكريني سيدتي.أنا لم أفعل شيئا

تحين ماريو فرصة انشغال الملثم, فأسرع إليه يشهر سكيناً عامداً طعنه في ظهره. أبصرته عائشة فصرخت لتنبه الملثم:

ـــــ احترس!! أحدهم يمسك سكيناً ويأتي من خلفك مسرعاً, احترس  

التفت الملثم في محاولة لصد الاعتداء, فنفذ السكين إلى يده وسقط سلاحه, فتأوه من شدة الألم وتلوى

ــــ آآآآه! يدي!!

صرخت عائشة رعباً:

ـــــ يا الهي!! جرحت يدك

ضحك الأشقياء الثلاثة, وقال ماريو:

ـــــــ سقط السلاح من يده.. الآن أصبح في قبضتنا هو وهي ههه

اتجه ماريو ليأخذ السلاح عن الأرض, فقال الملثم بعجلة لعائشة:

ــــالتقطي  السلاح بسرعة، وأعطني إياه سيدتي, أسرعي

التقطته في خفة وأعطته إياه:

ــــ ها هو، ها هو

صوب سلاحه إلى ساق ماريو وزأر فيهم:

ـــــ كنت أتحاشى أن أطلق ولو رصاصة واحدة من سلاحي، ولكنكم من دفعتموني لذلك

أطلق رصاصة على ساق ماريو, الذي سقط صارخاً يتململ

ــــ آآآآه ساقي! أصبت ساقي أيها اللعين آآآه

أسرع إليه رفيقاه وهما يصطليان غليلاً ليرفعاه عن الأرض:

ويحك! تباً لك أيها الملثم

تعجل الملثم عائشة وهو يسرع إلى سيارته:

ـــــ اركبي السيارة سيدتي. اجلسي في المقعد الخلفي, أسرعي، أسرعي كي ننطلق

سددت نظرة رحمة إلى المصاب وقالت باكية:

ـــــ أنترك هذا المصاب في ساقه؟

تضجر الملثم وصاح بها:

ــــ قلت لكِ أسرعي

كان الكزندر يرقب عائشة والملثم يفزعان إلى السيارة، والغضب ينفخ أوداجه، ورفيقه الملقى يتألم كالقيد في عنقه لا يستطيع حل وثاقه

ـــــ آآآه ساقي  آآآه

ركل ألكزندر الأرض غيظاً, وصاح يتوعد الملثم بصوت كهزيم الرعد يدوي في هذا المكان القافر:

ـــــ ويحك!! سنلحق بك ولن نتركك... احمل معي ماريو يا إريك كي نلحق بهذا الأحمق. الويل لك

صوب الملثم فوهة سلاحه إلى إطار سيارتهم صائحاً:

ــــ وهذه طلقة أخرى في إطار سيارتكم. إلحقوا بي إن استطعتم

نظر إلى عائشة في مرآة السيارة فإذ بها تنشج مرتعدة, فقال يطمئنها:

ـــــ إهدئي  سيدتي.. فسننطلق الآن... .بسم الله الرحمن الرحيم

انطلق بالسيارة مسرعاً, فندفت كالسماء بندف الشكر برعشة النشيج:

ـــــ أشكرك سيدي للمرة الثانية. أشكرك

ضحك وقال:

ــــ  قلت لكِ لم أفعل شيئا يستحق شكرك سيدتي الطبيبة

شدهت للحظة ثم قالت:

ــــ ها!!..أنت تعرفني؟

ضحك ولم يجب. فقالت:

ـــــ ارفع عن وجهك هذا اللثام.. فأعتقد أني سمعت هذا الصوت من قبل

رفع اللثام واستدار قائلاً:

ــــ بل ورأيتِ هذا الوجه من قبل ههه

قالت مشدوهة:

ــــ كيفن!!....أنا لا أصدق!!...من أخبرك أن هناك من اختطفني؟.... ومن أين ظهرت وووووووو!! . كيفن ألم تسلم ؟؟ ما هذا الصليب المعلق برقبتك ؟ أنا لا أفهم شيئا

أجهشت بالبكاء من هول ما يحدث حولها، وعدم قدرة عقلها على فهم أي شيء, فأجابها:

ـــ الحمد لله أسلمت حقا .... الحمد لله على نعمة الإسلام

لم تقتنع بجوابه والصليب ملتصقاً بصدره, فسألت وغموضه يقتلها:

ـــ ولكن ما هذا الصليب ؟؟

ــــ لا تشغلي نفسك بأمور ستبدو في حينها.... حمداً لله على سلامتك دكتورة عائشة  

تأوه من جرحه النازف في يده:

آآآآه

رقت عائشة لحاله وعبراتها تغرقها:

ــــ الجرح في يدك ينزف

استدار قائلاً وعلى ملامحه بسمة ألم:

ــــ جرح بسيط.. الحمد لله آآآآه . فقط اهدئي بالله ... فمازالت علامات الفزع تبدو على وجهك

فتحت حقيبة يدها وأخرجت ضمادة وقالت بحسم:

ـــــ  توقف وأعطني يدك، سيد كيفن كي أطهر الجرح وأربطه بهذه الضمادة

ــــ لا، لا. الأمر بسيط

صاحت به ناشجة:

ــــ توقف وأعطني يدك من فضلك. فيكفي أنني أنا السبب في هذا الجرح

تنهد بأسى وقال:

ــــ بل أنا السبب فيما كان سيحدث، لولا حفظ الله لكِ

ــــ قلت توقف وأعطني يدك من فضلك

توقف بالسيارة على جانب الطريق, ومد يده النازفة إليها متألماً وقال:

ــــ هأنذا توقفت سيدتي. وهاهي يدي  آآآه   آآآآه

********************

طهرت له الجرح وضمدته. فنظر باسماً إلى أدوات التطهير والقطن والضمادات التي قد أخرجتها من حقيبتها وقال ضاحكاً:

ــــ هههه أشكرك.. تحملين سيارة إسعاف في حقيبة يدك !!!! هاها.... أعلم أن النساء يحملن أدوات الزينة والمرايا  في حقائبهن. ولم أر يوماً امرأة تحمل مطهر جروح وضمادات ههههه.. ربما لأنك طبيبة.. . أشكرك على تضميد الجرح

تذكرت عائشة ما كان سيحل بها لولا أن أرسله الله لها فبكت قائلة:

ــــ بل أنا التي أشكرك على إنقاذي من الأوغاد

تبسم وقال بامتنان وهو يدير محرك السيارة:

ـــ أنتِ التي تستحقين  الشكر العميق على إنقاذي من الظلام يا صاحبة الضوء

بدت الدهشة على وجهها وقالت:

ــــ صاحبة الضوء!!!... ماذا تقصد بصاحبة الضوء؟

ــــ سأعلمك كل شيء في حينه. لا تتعجلي الأمور سيدتي. بالله اهدئي. يؤلمني جداً أن أراكِ حزينة هكذا

أخرجت الهاتف من حقيبتها وقالت وعبراتها لا تكف:

ـــ  سأهاتف أبي لأخبره عما حدث 

هز كيفن رأسه وقال يمنعها:

ــــ لا, لا, بالله لا تفزعيه. الحمد لله لم يحدث شيء بفضل الله

سرت قشعريرة في جسدها وهي تقول بنبرة متهدجة:

ــــ أشعر بارتعاد جسدي كلما تذكرت هؤلاء الجبناء. الحمد لله أن أنقذني على يديك من بين أيديهم

هز رأسه باسماً وقال:

ــــ سنذهب إلى إحدى الكافيتريات لأحضر لكِ أي شيء تشربينه، ولتهدئي  قليلاً قبل ذهابك للمنزل

هالها ما سمعت وقالت تهز رأسها رفضاً:

ــــ لا, لا. من فضلك أريد أن أذهب إلى المنزل بأقصى سرعة. هاتفي غير مشحون وربما هاتفتني أمي وقلقت جداً لتأخري بهذا الشكل

أدرك ما يجول بخاطرها فقال:

ــــ إذا كنت تخشين أن أجلس معكِ على نفس الطاولة فلن يحدث. أنا سأجلس على طاولة أخرى وستجلسين بمفردك

سرى الارتياح في دواخلها واستحسنت الأمر:

حسناً. ولكن من فضلك سأهاتف أبي ولن أخبره عما حدث. فقط سأطلب منه أن يأتي الى الكافيتريا التي سندخلها كي يصطحبني إلى المنزل.. سأقول له أن سيارتي توقفت في الطريق

رد وهو ينعطف إلى إحدى الشوارع الشهيرة:

ــــ لكِ ذلك سيدتي . سأتوقف هنا في شارع كوفينيه ستراش لندخل إحدى الكافيتريات

*******************************

دفع باب الكافيتيريا وتنحى جانباً لتدخل قائلاً بأدب جم:

ــــ تفضلي بالدخول دكتورة عائشة

قالت وعيناها تدور في الأرجاء باحثة عن مكان مناسب لها:

ــــ أشكرك جداً. سأجلس هناك.. وأنت من فضلك اجلس هنا مكانك

ـــ هههه هكذا أصبحنا بعيدين جداً.. ولكن لا بأس... فالقرب منك ليس بالأمر اليسير ويجب أن أبذل قصارى جهدي كي لا نفترق يوما

ردت باندهاش:

ــــ ماذا!!

ـــ لا عليكِ... تفضلي بالجلوس إلى الطاولة التي اخترتِ هناك ..ولكن اسمحي لي أن أطلب لكِ شيئاً يهدئ أعصابك . سأطلبه لكِ وأنتظر في مقعدي حتى يأتي والدك ليصطحبك إلى المنزل واطمأن عليكِ .... ولكن من فضلك أريد أن اطلب طلباً أو يمكنك أن تعتبرينه رجاء 

ــــ تفضل

ــــبالله لا تخرجي من المنزل وحيدة  في هذه الفترة. آآآ أخشى أن يحدث لكِ أي ضرر... أرجوكِ لا داعي للذهاب للعمل هذه الفترة. وأتمنى  لو أخذتِ أجازة  حتى تهدأ أعصابك... أو..أو.. آآآآ

ــــ أتريد أن تقول شيء آخر ؟

أحجم عن الكلام للحظة, ثم قال:

ــــ لا. فقط لا أريد أن  يصيبك أي أذى... سأنصرف عنكِ الآن . السلام عليكم ورحمة الله

ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا عبد الله

ذهبت وجلست إلى الطاولة, وأخرجت هاتفها على الفور وهاتفت والدها، الذي أجاب من فوره:

ـــــ السلام عليكم يا عائشة

تماسكت وقالت برباطة جأش:

ــــ وعليكم السلام يا أبي. من فضلك يا أبي توقفت سيارتي. وأنا الآن في كافتيريا في شارع كوفينيه ستراش. تعال يا أبي  كي تصطحبني للمنزل من فضلك

اندهش الوالد:

ـــ سيارتك توقفت!!...أنا لا ادري ما الذي يحدث لسيارتك ههههه  سآخذ  منك اسم الكافتيريا وآتيكِ فورا...  ولكن أشعر بنبرة  لا ارتاح إليها في صوتك

ــــ لا شيء يا أبي. لكن توقف السيارة أزعجني. من فضلك أسرع. فأنا متعبة جداً

ــــ  سآتيكِ على الفور إن شاء الله. أعطني اسم الكافتيريا

********************

أعطت والدها اسم الكافيتريا وانهت المكالمة..جذبت أنفاس الأريحية إلى دواخلها بعمق وقالت:

ــــ يا الله!! كم كانت تجربة قاسية جداً ... الحمد لله الذي نجاني 

أتاها النادل، ووضع أمامها كأساً من اللبن وقال:

ــــ تفضلي سيدتي. هاهو كأس اللبن الذي طلبه لكِ السيد

اندهشت لما طلبه كيفن:

ــــ كأس من اللبن!!...أشكرك

انصرف النادل بعدما شكرته بلطف، فأسرت إلى نفسها حديثاً بشأن كيفن:

ــــ لم أتوقع أن يطلب لي كأسا من لبن.... هل يعني اللبن عنده شيئا معيناً ؟.. أم أنها محض صدفة؟

********************

كان كيفن جاساً إلى طاولته يرقب الشارع من خلال النوافذ الزجاجية للكافيتريا, حتى رمق سيارة والدها تتوقف على جانب الطريق, فهمس لنفسه وهو يزوي وجهه عنه:

 

ــــ ها هو والدها قد وصل الحمد لله . سأتوارى كي لا يراني. وعندما يدخل أخرج أنا في صمت

دخل والدها يبحث عنها في أنحاء المكان حتى أبصرها, فتوجه إليها:

ــــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عائشة ابنتي الحبيبة

ما أن رأت أباها حتى هبت واقفة وارتمت في أحضانه وأجهشت بالبكاء وجسدها يرتعد, ففزع والدها, وسألها باضطراب:

ــــ ابنتي، ما بك؟ِ . هل أنتِ بخير؟

مسحت الدموع عن عينها وقالت وهي تلملم شتات نفسها:

ــــ بخير الحمد لله, لا شيء يستحق القلق  يا أبي..... فقط أشعر أني  أحتاج  إلى الراحة

أطال نظرة إليها وقلبه يختلج..جاهد في رسم ابتسامة على محياه, وقال بنبرة هادئة:

ـــــ هيا كي نذهب إلى المنزل حبيبتي. أمك قلقة جداً بشأنك

ــــ هيا يا أبي

********************

عاد الدكتور سالم وعائشة إلى البيت, نادى زوجته ببعض المرح كي يخفي عنها اختلاج نفسه:

ــــ مريم. هأنذا جئت ومعي زهرة حياتنا ههه

ابتسمت عائشة وحذت حذو أبيها في تصنع السعادة حتى لا تفزع أمها، وقالت:

ــــ جزاك الله خيراً يا أبي. لا حرمني الله منك أنت وأمي آمين هه

جاءت أمها تهرول ضاحكة وقالت:

ــــ عائشة! سأعاقب هذه البنت يا سالم هههه أصبحت لا تعبأ بقلق أمها  وتتأخر كيفما شاءت 

خضبت عائشة ضحكة بلون السعادة المصطنع وقالت:

ــــ لا تغضبي يا أمي. التأخير دائماً خارجاً عن إرادتي..... سأريحك وأجلس في المنزل حتى أستريح 

لم يخطأ قلب الأم تلك الأنات المذابة في ضحكاتها الباكية, أمسكت بيدها وسألتها متلهفة:

ــــ ما بكِ يا عائشة ؟

تدخل الأب ليكفي عائشة عناء البوح بما آثرت طويه داخلها, ونادى في زوجته:

ــــ مريم! عائشة متعبة. لا ترهقيها بأسئلتك. دعيها تدخل غرفتها  لتستريح

ردت الأم متأففة:

ـــ أريد الاطمئنان عليها يا سالم. ليس عندي أغلى من ابنتي كي اقلق عليه

حاول الأب تلطيف تلك الكآبة, فقال:

ـــ ها!! تقصدين أن عائشة أغلى على قلبك مني؟ مممم لم يعد لي بقلبك مكان يا أم عائشة

ــــ هههه لا، لا حبيبي لم أقصد.

وضعت يديها على جانبيها وقالت لعائشة ضاحكة:

ــــ أيعجبك هذا يا عائشة ؟ أخبريني كيف أرضي أبيكِ الآن ههه

ـــــ هههه اضحك الله سنك يا أمي. أترككما تتصافيان، وأذهب لغرفتي

أسرعت عائشة إلى غرفتها, فحاولت أمها مداعبة والدها الذي تصنع الغضب وأشاح بوجهه عنها كطفل صغير:

ــــ سالم ممممممم حبيبي ههه

ـــــ مممم

ــــ ههه إن كانت عائشة جزءاً من قلبي، فأنت كل قلبي يا قلبي ههه أتغار من ابنتك يا رجل؟ هههه

ــــ أغار، أجل أغار يا مريم. أحب أن أكون أنا الأول دائماً في قلبك

داعبت وجنته حباً وقالت بحنو:

ـــ وأنت هكذا بالفعل حبيبي

استطردت الأم بسؤالها الذي يلح في أعماقها:

ــــ  ما بها عائشة يا سالم؟  يبدو عليها الحزن.

تنهد الدكتور سالم بعمق وقال:

ــــ ربما حدث شيء أغضبها بالمستشفى 

تذكرت الأم الدكتور لوكاس الذي يظهر العداء لابنتها بفجاجة, ابتأست وقالت:

ــــ مممم هناك فعلاً من يسمعها ما تكره من ألفاظ فظة.. وحمداً لله أنها ستستريح في المنزل الفترة القادمة

هز الوالد رأسه استحساناً لكلام الأم, وقال:

ــــ نتركها تهدأ قليلا ثم ندعوها لتشاركنا طعام العشاء

ــــ إن شاء الله حبيبي

*******************

أسرع إيريك إلى القس دانيال ليخبره بما حدث:

ــــ آبانا دانيال

اندهش القس لرؤيته:

ــــ اريك!...أين ماريو؟

ــــ ماريو بالمستشفى. فقد أصيب بطلقة رصاص في ساقه

انتفض القس عن مقعده وصاح غاضباً:

ــــ ماذا!! ومن أصابه في ساقه؟

ــــ عندما ذهبنا لنختطف الطبيبة، وبالفعل اختطفناها، وزججنا بها في السيارة. فإذ بشخصٍ ملثم يعترض طريقنا شاهراً سلاحه وهددنا بالقتل إن لم نطلق سراحها. وبالفعل أنزلناها عن السيارة. وذهبت إليه. وبينما هما مشغولان بالحديث حاول ماريو مباغتته بطعنة سكين من الخلف فانتبهت السيدة وصرخت وعندما التفت ليصد الطعنة جرحت يده وسقط السلاح فهبت  السيدة لالتقاطه  على الفور وإعطائه إياه فأطلق رصاصة على ساق ماريو، ثم أطلق رصاصة على إطار السيارة ولم نستطع اللحاق به. وطلبنا الإسعاف لماريو

ذهبت كل أظانين القس إلى كيفن, ضيق عينيه وقال:

ــــ رجل ملثم! ممممممم، صفه لي

رد إيريك بامتعاض:

ــــ يا آبانا اقل لك ملثم. كيف أصفه!!

نهره القس غاضباً:

ــــ تبّا لك أيها الأحمق! حدثني عن طول قامته. عن حجمه. عن أي شيء يدلني عليه. أريد أن أتيقن هل هو من في خاطري أم لا

هز إيريك رأسه امتثالاً لأمر القس وقال:

ــــ طويل القامة، ومفتول العضلات. رجل قوي حقاً

أخذ القس يفرك ذقنه وهو يخال كيفن أمامه, ثم قال:

ــــ ممممممم صف لي سيارته

أجاب إيريك على وجل خوفاً من ثورة القس:

ــــ لم أستطع التركيز. فقد كان الجو معتم يا آبانا

بدت بسمة ساخرة على وجه القس, وأخذ يتجول في الرواق عاقداً ذراعيه خلف ظهره وهو يهمس لنفسه:

ــــ ممممم أعتقد أنه هو هاها... يصد عنها الهجمات كحارسٍ خاص هاها لا بأس يا كيفن.. أقصد يا عبد الله ههه هكذا يكون المحب. يفتدي من يحب بروحه ودمائه .... تعجبني اللعبة،  وسأنتظر ماذا سيفعل ذلك العنيد

استدار القس دانيال إلى إيريك وأشاح بيده قائلاً

. انصرف أنت يا إريك الآن

لم يكن أمر إسلام كيفن بعيداً عن أعين القس التي تقتفي بعض آثاره.. ولكنه صمت ليكيد له المكائد في الخفاء..فهل تراك يا عبد الله ناجياً من قبضة القس المحكمة!!

********************

عاد كيفن إلى المنزل منهكاً, فهرعت إليه أمه:

ــــ كيفن حبيبي! لِمَ تأخرت؟

وقعت عينها على يده المضمدة، فقالت فزعة:

ــــ ما هذا!! أجُرحت يدك يا حبيبي!

ــــ لا شيء يا أمي. جُرح بسيط... وعذرا على التأخير، شغلتني بعض الأمور ولم أنتبه للوقت.. كيف حالك ؟

ردت بسعادة:

ــــ بخير ههه أقترب موعد زواجك يا كيفن. أعجبني كثيراً الفستان الذي اشتريته لعروسك. متى ستعطيها إياه حبيبي  ؟

رد بغير اكتراث:

ــــ غداً يا أمي... أين أبي؟

ــــ خرج منذ قليل في زيارة لأحد أصدقائه ... استبدل ملابسك وسأعد لك الطعام .

ــــ لا داعي يا أمي

ـــ ههه لا داعي! كيف وقد صنعت لك لحم الخنزير الشهي وسقيته ببعض الخمر كي يصبح ألذ!!

اتسعت حدقتا كيفن وأمسك بطنه وقال بتقزز:

ــــ لا, لا, أشعر باضطرابٍ في معدتي ولن أستطيع أن آكل شيئا

ألحت عليه ضاحكة:

ــــ ههه لا، لا سأفتح شهيتك وأطعمك بيدي

رد متضجراً:

ــــ من فضلك يا أمي اتركيني و حريتي. لا أريد الطعام

تربد وجهها وقالت:

ــــ إن لم تأكل سأغضب... أم تراك متأثراً بالمسلمين الذين يحرمون لحم الخنزير الشهي !!!

زفر كيفن أنفاسه غاضباً وقال:

ـــ يا أمي، يا أمي!!. ألم ننته من تلك الأحاديث التي لا تفيد ؟ لا تتكلمي عن المسلمين مرة أخرى، فيزعجني جداً الحديث عنهم

انشرح صدر أمه لكلماته وقالت بحبور:

ـــ تُفرح  قلبي بهذه الكلمات حبيبي ههه اذهب واستبدل ملابسك. ونرى ستأكل أم لا عندما أضع الطعام الشهي على المائدة وتشم رائحته الزكية بأنفك ههه لن تقاوم

استدارت أمه عامدة مطبخها، فتمتم متأففاً:

ــــ أوه!! ماذا سأفعل الآن

دقت أجراس المنزل, خرجت أمه من المطبخ التي دخلته للتو, واتجهت لتفتح الباب, فتحت فألفت أمامها القس دانيال, فتهلل وجهها مرحبة به:

ــــ مرحبا، مرحباً يا آبانا دانيال، ما هذه المفاجأة السارة,  دعني اقبل يدك. تفضل، تفضل

قال وقد دلف إلى المنزل, تدور عينه في أنحاءه:

ــــ ههه أشكرك السيدة نيكولا. جئت مهنئاً بعودة كيفن لأحضاننا ورجوعه لصوابه

ـــــ هههه نشكر الرب يا آبانا. هذا بفضل صلواتك لأجله

قهقه القس قائلاً بمكر:

أين هو البطل ؟ هههه

ـــــ جاء لتوه من الخارج وذهب ليستبدل ملابسه. سأخبره بوجودك حالاً. وسأذهب لأعد المائدة، وستتناول عشاءك معنا

ـــــ هاها ماذا عندكم من طعام السيدة نيكولا ؟

قالت وهي تهز رأسها في نشوة:

ـــــ لحم خنزير شهي، إلى جانب بعض الشطائر

انفجر القس ضاحكاً وهو يتذكر إسلام كيفن وتحريم الخنزير في الدين الذي اعتنق، وقال بخبث:

ــــ حسناً، حسناً .. سآكل  لأشارك كيفن لحم الخنزير الشهي هههه

ـــــ لحظات ويأتي كيفن ليقبل يديك يا آبانا دانيال

هز رأسه واتجه إلى أحد المقاعد وجلس في انتظار كيفن

أسرعت السيدة نيكولا إلى غرفة كيفن لتخبره بوجود القس دانيال, وجدته مستلقياً على فراشه:

ــــ كيفن! كيفن

ـــــ ما الأمر يا أمي ؟

قالت بأسارير منفرجة:

ــــ جاء ضيف هام جداً، وغالٍ على قلوبنا جميعا لزيارتنا وتهنئتك  برجوعك إلى الصواب

 

ــــ ماذا!...مَن يا أمي ؟

قالت وهي تكاد أن تقفز كالأطفال:

ــــ الآب دانيال ههه

انتفض كيفن جالساً, وهو يقول بامتعاض:

ــــ مَن!! ..ما الذي أتى به ؟  آآآ أقصد مرحباً به. جاء في موعده

ــــ هاها اذهب إليه يا ولدي مُرحبا به حتى أعد الطعام

********************

خرج كيفن إلى القس وقد الصق ابتسامة على وجهه, وقال بفتور:

ـــــ مرحبا آبانا دانيال. سُررت  جداً لمجيئك

ـــــ هاها... حقا؟.... وأنا سررت بعودتك إلى أحضاننا يا كيفن.

مد القس يده إلى كيفن وقال بمكر:

ــــ ألا  تقبل يدي ؟

كاتم كيفن الغيظ وقال بابتسامة باهتة ونبرة مختنقة:

ــــ أقبلها بالطبع فأنت آبانا الذي نحب ونُجل ههه

طبع قبلة باردة على يد القس, فقال الأخير والمكر يطل من عينيه:

ــــ أشكرك أيها المسيحي الصالح كيفن .... ولكن ما هذه الضمادة ؟ أجرحت يدك يا بطل ؟ هاها

ــــ جُرح بسيط. أشكرك للاهتمام

قال وهو يرقب ردة فعله في محاولة لسبر أغواره:

ـــــ وبالطبع زواجك اقترب من أنجيليكا.... أليس كذلك ؟

رد كيفن بملامح ثابتة:

ــــ أجل.... سنتزوج في الكنيسة بعد أسبوعين من الآن

ــــ هاها عظيم، عظيم جداً... أسعدتني هذه الأخبار

دارت عينا القس في أنحاء المنزل, وسأل ببعض الفضول:

ــــ أين أبوك يا كيفن ؟

ــــ خرج في زيارة صديق..... مرحبا الآب دانيال

جاءت أمه تحمل الطعام لتصفه على المائدة وقالت تتغزل فيما أعدت:

ـــــ الطعام ههه الطعام الشهي قد جاء. هيا يا آبانا. هيا يا كيفن

قال كيفن باضطراب:

ـــــ لا، لا، لن استطيع

انفجر القس ضاحكاً، وسأله وهو ينظر في عينيه بخبث:

ــــ لِم يا كيفن؟ ..ألا  تحب أن تشاركني طعام الخنزير الذي أعدته والدتك ؟

 

ــــ عذراً.. فأشعر ببعض الاضطرابات في معدتي

ـــــ هاها شفاك الرب يا كيفن... لكن القليل من لحم الخنزير لن يزيد معدتك اضطرابا يا رجل..هيا، هيا..هيا يا كيفن

اشتعلت دواخل كيفن غيظاً, وعلم أن لا مناص من إلحاح القس، أضمر حديثاً في أعماقه:

ــــ اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله. ما الذي أتى بهذا الرجل في هذه الساعة! أوف! لن أستطيع الفرار

قام كيفن عن مقعده, وقال منصاعاً للأمر:

ــــ هيا يا آبانا

جلس القس إلى المائدة، بينما ظل كيفن واقفاً، فأشار له بالجلوس قائلاً:

ــــ اجلس يا كيفن.أشعر أنك ضيف يجلس على استحياء ههه كل يا رجل، كل هاها إنه طعام شهي

التقط القس قطعة من لحم الخنزير وقربها إلى فم كيفن وقال وهو ينظر في عينيه:

. خذ هذه القطعة من لحم الخنزير من يدي

مد كيفن يده بتثاقل، أخذ قطعة اللحم المحرم وقال بفتور:

ــــ أشكرك.

كاتم نفسه حديثاً وهو ينظر إلى قطعة اللحم المحرم:

ـــــ  لا حول ولا قوة الا بالله . حتى لا أستطيع التسمية . فكيف أسمي الله وأنا سآكل ما حرم الله. اللهم عفوك

اغفر لي يا ربي، فأنا لا أريد أن يفتضح أمري. لا حول ولا قوة إلا بالله

قضم كيفن قطعة من اللحم وهو يتقزز..كان القس يرقبه في صمت، ثم قال مضيقاً عينيه:

ــــ بِم كنت تُتمتم يا كيفن ؟ اللحم شهي جداً. ما رأيك ؟

ـــــ مممم شهي

ردت السيدة نيكولا جذلة:

ــــ أشكرك آبانا على مدحك طعامي هاها.. لم اسمع كلمة من ولدي يزكي فيها طعام أمه الذي تعبت في إعداده

ـــــ أشكرك يا أمي على إعداد الطعام

قالت بامتعاض وهي تراه يأكل زاهداً فيما صنعت:

ــــ مالك لا تأكل بشهية يا كيفن يا ولدي ؟

استشاط كيفن غضباً:

ــــ يا أمي! يا أمي أخبرتك أني متوعك. لا استطيع تناول الطعام. ولن أكل أكثر من القطعة التي أكلتها. كفى، كفى . استأذن

انتفض عن مقعده وذهب يجلس بعيداً عن الطاولة، والقس يرقبه في صمت..وجه حديثه إلى السيدة نيكولا ضاحكاً وهو ينظر إلى كيفن وقال بخبث دفين:

ــــ اتركيه نيكولا ..فهو مأمور ألا يأكل لحم الخنزير. أليس كذلك يا كيفن ؟

اتسعت حدقتا كيفن وارتعدت فرائصه, وتمتم وجلاً:

ــــ ها!! أَعلِمَ هذا الرجل شيء من أمري ؟

غضنت السيدة نيكولا حاجبيها وسألت القس:

ــــ مأمور؟ مأمور مِن مَن يا آبانا ؟

ضحك القس وقال ساخراً وهو ما زال ينظر إلى كيفن:

مأمور من معدته المضطربة بالطبع،ا لسيدة نيكولا ههه

تنفس كيفن الصعداء وحمد الله في سريرته:

ــــــ حمد لله ... ظننت أن أمري قد افتضح ..الحمد لله

تنحنح القس وقام عن مقعده متجهاً إلى الباب:

ــــ سأغادر أنا الآن، السيدة نيكولا ... وألتقيكم جميعاً في الكنيسة يوم الأحد

قامت السيدة نيكولا خلفه وقالت:

ـــ لِمَ أنت في عجلة يا آبانا ؟

ــــ عندي الكثير من الأمور تشغلني، السيدة نيكولا

ــــ يحفظك الرب يا آبانا

انصرف القس دانيال فزفر كيفن:

ـــ أوف!! حمداً لله إنه انصرف آآآه أشعر حقاً بغثيان منذ أكلت قطعة اللحم المحرمة

نادى أمه بتواتر:

ــــ أمي! أمي

ــــ ما بك يا كيفن ؟

ــــ سأنزل لأزور صديق لي مريض

ضحكت ساخرة وقالت:

ــــ أنت مريض وتود  أن تزور مريضاً!... كما تحب يا ولدي

*******************************

جلس كيفن في سيارته, يضع يده على فمه متقززاً, وهمس إلى نفسه:

ــــ آآآه أشعر بغثيان.. أشعر بشيء مقزز نفذ الى احشائي. سأهاتف محمد لأعرف هل هو مستعد لاستقبالي بمنزله أم لا

دق على هاتف صديقه محمد، فرد مبتهجاً:

ــــ السلام عليكم يا عبد الله

ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كيف حالك يا محمد؟

ــــ بخير حال الحمد لله. ماذا عنك؟

ــــ أرغب في لقائك الآن. هي يمكنني زيارتك ؟

ــــ بالطبع . تفضل سأنتظرك

ــــ قادم بعد قليل إن شاء الله

*******************************

في منزله، استقبله محمد بترحاب كبير، القى كيفن السلام

ــــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا محمد

ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . مرحبا عبد الله ..تفضل يا أخي

وضع كيفن يده على فمه وقال:

ــــ آآآه معذرة! أشعر بغثيان منذ اكلت قطعة من لحم الخنزير وأريد أن أتقيأ

ــــ لحم خنزير! العياذ بالله . تفضل يا أخي . الحمام في آخر هذا الممر

ــــ أشكرك يا محمد آآآه

*****************************

عاد عبد الله بعد أن تقيأ لحم الخنزير المحرم, فسأله محمد:

ـــ ها يا عبد الله. كيف تشعر الآن ؟

ــــ أفضل.. الحمد لله

سأله محمد باهتمام:

ــــ وما الذي اضطرك لأكل لحم الخنزير

ــــ أكلته حتى لا يفتضح أمري. فإن افتضح أمري حاصرتني المشاكل وحاصرت غيري ممن لا ذنب لهم

احتار محمد بما يرد لحداثة عهده بالإسلام وقال:

ــــ مممم والله لا استطيع أن أفيدك هل هذا أمر اضطراري أم لا ... ولكن حمداً لله أنك تقيأت ما أكلت

ـــــ الحمد لله  يا أخي. الحمد لله

قام محمد عن مقعده وقال باسماً:

ــــ ما رأيك أن تشاركني طعاماً طيباً الآن؟

ـــ أتمنى ذلك. أنا  جائع جداً.. حاصرتني أمي  والقس بلحم الخنزير هداهما الله ... ما عندك من طعام يا محمد ؟

ضحك محمد وقال:

ــــ عندي دجاجة سنقتسمها سوياً

سأله عبد الله تحرياً للحل والحرمة:

ــــ مذبوحة على الشريعة الإسلامية ؟

قهقه محمد وقال:

ـــــ كم أنا سعيد بالتزامك بشرع الله يا عبد الله. بالطبع مذبوحة على الشريعة الإسلامية. أعندك شك ؟

ــــ ههه لا بالطبع لا يوجد أدنى شك . فقط سألتك ليطمئن قلبي يا رجل هههه. هل ستأكل معي ؟

ــــ هههه هل تريد أن تأكل الدجاجة وحدك يا عبد الله!

ــــ ألست ضيفك والواجب عليك إكرامي! . إذن فاترك الدجاجة لأجلي ههه

ــــ لا، لا. أنت ضيف متعب حقاً ههه حسناً. أعطني ربعها وخذ الباقي

ــــ حسنا يا محمد ولو أن الربع كثير ههه.. أمزح معك .سنقتسمها بالمناصفة

ـــــ ههه تتصرف وكأنك من دفع ثمنها يا عبد الله

ــــ وما الفرق بيني وبينك فنحن اخوة ههه

 

ــــ والله انا سعيد جداً بهذه الزيارة يا أخي.. تفضل. سمي الله وتناول الطعام

ــــ بسم الله الرحمن الرحيم

ــــ ممممممم لذيذة جداً

عادا إلى جادة الحديث بعد المزاح..سأل عبد الله صديقه محمد:

ــــ قل لي متى ستتزوج يا محمد؟

ــــ قريباً جداً إن شاء الله ..ولكن لن أعيش في ميونخ

سأله عبد الله باهتمام:

ــــ وأين  ستعيش إذن ؟

ــــ سأنتقل إلى مدينة دوسلدورف إن شاء الله

ــــ ولِمَ  دوسلدورف على وجه الخصوص ؟

ــــ دوسلدورف هي مسقط رأسي، وكل أهلي يعيشون بها. وما انتقلت لميونخ إلا للعمل مع أحد أصدقائي..  ولكن الآن سأعود إلى مدينتي  وأعمل بها

سأله كيفن وقد أخذته الخشية عليه:

ــــ هل يعلم أهلك بإسلامك ؟

ــــ أجل يعلمون

سأله عبد الله متعجباً:

ــــ ولم تجد مضايقات ؟

ـــ لا، لا. إطلاقاً

استطرد محمد:

ــــ أنت تعلم أن أغلب الناس في المجتمعات الأوروبية لم يعد يشغلهم أمر الدين... فكل يعتنق ما شاء من ديانات

ابتئس كيفن وهو يتذكر أهله وعدائهم للإسلام وقال بشجن:

ـــــ  أنا على العكس كما أخبرتك.. . حظي أنني من أسرة مسيحية متشددة، وخالتي راهبة

بدا القلق في عيني محمد وأوصى عبد الله وهو يشد على يديه:

ـــ كن حذراً، ولا تطلع أحداً على أمرك

أجاب عبد الله واثقاً:

ــــ أنا في قمة الحذر الحمد لله

*******************************

إلى هنا انتهت حلقتنا لهذا اليوم

 

موعدكم مع الحلقة القادمة يوم الاثنين إن شاء الله

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات

  1. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕

    حمدالله ع سلامة دكتورة عائشة.. ومن يتق الله يجعل له مخرجاً
    دانيال ده طلع خبيث فعلاً وكان بيراقب كيفن وعرف إنه أسلم. . يا ترى مدبر له إيه هو كمان؟؟
    ربنا يحميه هو وعائشة من كل شرورهم
    ويعرف يهرب منهم وينجو بإسلامه
    حلقة رائعة كالعادة حبيبتي

    💞دُمتِ مُبدعة 💞

    ردحذف
  2. اللهم صل وسلم على رسول الله

    ردحذف
  3. خبيث دانيال
    ربنا يستر وما يفضلش يلعب بعبدالله كتير
    ويارب ياعبدالله تاخد حذرك من الناس دي وتنتبه كويس لدانيال علشان راجل راجل مش سهل خالص

    وربناريحفظ عائشة من شرورهم وكويس انها اخدت اجازة


    تسلم ايدك يا أستاذة هوبة كلمات الشكر لن توفيك حقك والله 💗

    ردحذف
  4. اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️أم رفيف

    ردحذف
  5. جزاك الله خيرا
    تسلم ايدك

    ردحذف

إرسال تعليق