الحلقة السادسة( أنا وكيفن وضوء القمر)
بعد مرور يومان, أتت والدة كيفن كعادتها في الصباح
لزيارته التي لا يرحب بها..فهو دائماً كان يشيح بوجهه عنها ولا يرد على الأحاديث
التي تسردها على مسامعه...قاطعها كما قاطع الطعام..مرت والدته بالطبيب المعالج
أولاً لتطمئن على حالته:
ــــــ صباح الخير دكتور ميشيل
ـــــ صباح الخير سيدتي
ــــــ اريد الإطمئنان على حالة ولدي كيفين. أما زال
يرفض الطعام ؟
هز الطبيب رأسه في استياء وأجابها:
ــــــ أجل يرفضه وبشدة, وهذا الأمر سيؤدي إلى تدهور
حالته
اشتعل وجهها بحمرة الغضب وأخذت ترغي وتزبد:
ـــــ كل هذا يحدث بسبب تلك العربية المسلمة! أنا لا
أعرف لِم تسمحون للمسلمين بالعمل في هذه المستشفى!! لِم تسمحون لهم بدخول أوروبا والعبث بعقول أبنائنا!!
ـــــ إهدئي سيدتي. الدكتورة عائشة محبوبة جداً من
مرضاها وكل طاقم العمل. فهي لم تسىء لأحدٍ يوماً ما . فرغم أنها تعمل لدينا منذ
فترة قصيرة, ولكنها سرعان ما حظيت باحترام الجميع بسبب حسن خلقها
أشارت له بيدها أن يكف عن المديح, وانتفضت عن مقعدها,
وقالت بحدة:
ـــــ لن يفيد الكلام. أهم شيء عندي الآن هو ولدي..
سأدخل إليه الآن ربما أقنعته بتناول
الطعام
*******************************
دلفت إلى غرفة كيفن واقتربت من فراشه باسمة تحييه:
ـــــ صباح الخير يا كيفن
............................
ــــــ أهكذا يا ولدي تدير وجهك ولا ترد عليّ تحيتي!....
كيفن حبيبي. حبيبي تناول طعامك لأجلي، لأجل أمك التي تحبك أكثر من نفسها
صاح مغاضباً:
ـــــ أنتِ لا تحبيني يا أمي, لا تحبيني. أشعر أنكِ أكثر
من كرهني على وجه هذه الأرض
أحزنتها كلماته فبكت ولامته بانكسار:
ــــ أهكذا! أهكذا يا كيفن! سامحك الرب يا ولدي....ألهذه
الدرجة وقعت تحت تأثير سم تلك الأفعى
المسلمة وجعلتك تنفر من أمك بل وتتهمها أنها أكثر من كرهك على وجه الأرض!
تنهد بعمق وقال متجهماً:
ـــــ أمي. من فضلك دعيني وحدي. لا أستطيع أن أتحدث
إليكِ أو إلى غيرك
ردت بنشيج راجية:
ـــــ سأتركك في حالة واحدة, وهي أن تأكل طعامك يا ولدي.
أريدك أن تشفى سريعاً ولا تتدهور حالتك
رد بنبرة يائسة ووجه عازف عن الحياة:
ـــــ لا أشعر بالرغبة في تناول الطعام. بل لا أشعر
بالرغبة في الحياة بأسرها, فاتركيني الآن
علا نشيجها وتشبثت بذراعه وأعلنت ما انتوته بإصرار:
ـــــ لن أتركك لهذه الأفعى مرة أخرى. ولابد أن أحضر لك
كبار علماء ديننا ليردوا لك عقلك الذي سلبته هذه المرأة الخبيثة
*******************************
في طريقها لمغادرة المستشفى, وفي أحد الممرات, ألفت
الدكتورة عائشة الممرضة كلوديا, فسألتها باهتمام:
ـــــ كلوديا!.هل ما زال السيد كيفن رافضا للطعام ؟
ــــ أجل, ما زال رافضا وبشدة. وكلما دخلت غرفته وجدته
شارداً ولا يشعر بدخولي من الأساس
تبدى الأسى على وجهها وقالت:
ـــــ لا حول ولا قوة إلا بالله... في هذه الحالة سيتم
اللجوء للمحاليل ليستعيض بها عن الطعام. للأسف لا يمكنني متابعته وإقناعه بتناول
الطعام.... ممم أنا سأغادر المستشفى الآن كلوديا . التقيكِ غدا
إن شاء الله
ــــــ الى اللقاء غداً دكتورة عائشة. صحبتك السلامة
**********************
جلست والدة كيفن إلى والده تسكب الدمع, راثية
حاله:
ـــــ تبدل حال ولدي ولم يعد كيفن المرح الذي عهدناه. دائماً
مهموماً وشارد الذهن وكأن شيطانا تملك من رأسه وسمم أفكاره عن دينه يا ماكس
نظر إليه بشفقة وربت على يدها برفق وقال:
ـــــ كفي عن البكاء نيكولا الحبيبة. لم يعد أمامنا غير
الآب دانييال ليذهب إليه في المستشفى ويقنعه ألا يتأثر بكلام المسلمين وتشكيكهم في
ديننا
ــــــ وهذا ما انتويته بالفعل.... ليتني تركته في الدير
صغيراً لترعاه خالته صوفيا الراهبة الصالحة.... سيضيع ولدي, سيضيع
هبت واقفة وقالت تتعجله بنبرة متهدجة:
ـــــ هيا يا ماكس نسرع إلى لقاء الأب دانيال.هيا لنجد
حلاً سريعا لهذه الكارثة
ــــ هيا نيكولا, هيا. فالحل عند الأب دانيال
***************************************************
هرعا إلى القس دانيال, وقصا عليه من أمر كيفن, فهاج
هائجه:
ـــــ ماذا تقولون! هل تسللت ألاعيب المسلمين إلى أبناء الصليب!!
أيريدون أن يصدوا أبنائنا عن ديننا بالتشكيك والأباطيل. وحق يسوع لن يكون, لن
تكتمل المؤامرة... ما اسم هذه الطبيبة
المسلمة؟ أريد معلومات كاملة عنها, ولي معها شأن آخر
تهلل وجه السيدة نيكولا وسألته عما سيشفي غليلها:
ــــ ستنتقم منها أيها الآب الصالح ؟
رد بنبرة وعيد وعيناه تتقد
ـــــ دورها قادم, قادم... فقط الأن دعونا ننقذ كيفن من مخططها ونرده الينا
ردت السيدة نيكولا متهللة:
ــــ مطمئنة جداً يا آبانا دانيال أنك أنت من ستتولى
الأمر بنفسك . شكراً للرب شكراً للرب
*******************************
في الصباح اقتحم الآب دانيال غرفة كيفن على حين غرة:
ـــــ طاب صباحك يا كيفن
اكفهر وجه كيفن لمرآه, وقال باستياء!
من! الآب دانيال!
تبسم بمكر وقال:
ــــ أجل. جئتك بنفسي للأطمئنان عليك ولأحيطك بالبركات
وأؤدي معك الصلاة المقدسة كي يحفظك الرب
ويشفيك
ممم جئت في وقتك. فلدي الكثير والكثير من الأسئلة وعليك
الإجابة
رد بامتعاض:
ــــــ لا تكثر الأسئلة. فكثرة السؤال تؤدي إلى الكفر يا
كيفن
ـــــ الكفر بمن ؟
ـــــ الكفر بيسوع الإله
وهل يسوع حقا إله ؟
زفر ثم كظم غيظه وأجاب بهدوء مصطنع:
ـــــ أجل, إلهنا وإله كل شيئ
ــــ وأين هو يسوع الآن؟
ـــــ في قبره
بدت بسمة ساخرة على شفتي كيفن وقال:
ـــــ أإله يموت ويقبر! ...فكيف لم يدفع عن نفسه الموت ؟
تنهد بضيق, ثم قال بلين كذب:
ـــــ يا ولدي من قتل هو المسيح الإنسان. أما المسيح
الإله فهو حي لا يموت
أخذ كيفن يفرك ذقنه وهو يقول وقد ضيق عينيه:
ـــــ افهم من ذلك أن يسوع هو إنسان وإله في نفس الوقت ؟
ــــ أجل يا ولدي. إنسان يولد ويموت, وإله حي لا يموت
وله المجد في الأعالي
ـــــ ممم إذن فكل صفات الخالق من خلق البشر والكون بأكمله
والقدرة الأزلية المطلقة هي صفات المسيح لأنه إله ؟
بدت بسمة ارتياح على وجه القس وقال:
ـــــ أجل يا ولدي, قد بدأ عقلك في الرجوع لرأسك
اشرأب كيفن بعنقه وقال:
ـــــ الأب دانيال! أريد أن أسألك سؤال
ـــــ تفضل يا ولدي
ـــــ أولد المسيح أولاً أم أدم ونوح وإبراهيم ؟
ـــــ أدم ونوح وإبراهيم
ــــــ عجبا لخلق يوجدون على الأرض قبل أن يولد إلههم!!.
هذا كلام لا يعقل....كيف لإله ذو قدرة مطلقة أن يولد ويوجد على الأرض بعد خلقه!!....
أريد أن أسألك سؤالاً آخر فتحملني
قال الآب دانيال وقد ضاق به ذرعاً:
ـــــــ سل أيها العنيد
ــــ إذا تعرضت أنا أو أنت لأي مضرة على يد البشر, من
يدفعها عنا ؟
ـــــ يدفعها يسوع الإله بالطبع
ـــــ وسأفترض معك أن يسوع هو إنسان عادي وفي نفس الوقت
له نسخة أخرى كإله قوي يحمينا ويدفع عنا
الضر بقدرته وقوته. فكيف لم يحم يسوع الإله يسوع الإنسان من بطش الذين قتلوه
وصلبوه ؟ اين ذهبت قدرة الإله هنا الذي يحمي الخلق ؟
بهت الآب دانيال وتلعثم, ثم ثارت ثائرته:
آآآآآ أنت, أنت عنيد. أنت لا فائدة فيك أبداً.. المؤمن
الصالح يؤمن بيسوع كإله دون أن تدور برأسه هذه الأسئلة الكفرية . عد الى رشدك
وصوابك يا كيفن
تبسم كيفن ببرود زاد من اشتعال القس وقال:
اهدأ أيها الأب دانيال. هذا حوار العقل وما كان يجب أن
تتوتر بهذا الشكل.. . سأصمت كالعادة فإجاباتك لا يقبلها عقلي
أخذ القس يبرق ويرعد ويتوعد:
تبا لك, تباً لك. سأنصرف عنك الآن وموعدي معك في الكنيسة
بعد تمام شفاء جسدك وشفاء عقلك من الخرافات. والرب يسوع إن لم تعد لصوابك فلا
تلومن إلا نفسك
انطلق القس من الغرفة كالسهم المارق, وقلبه يصطلي بنيران
الغضب والحقد على عائشة, والتي عقد العزم على رؤيتها. استوقف إحدى الممرضات يسألها
بوجه مكفهر:
ـــــ أيتها
الممرضة أين حجرة الطبيبة التي
تدعى عائشة ؟
ــــ مرحبا يا آبانا دعني اقبل يدك أولاً لأنال البركة
قبلت يده وأشارت إلى غرفة الدكتورة عائشة:
ـــــ ها هي غرفة الدكتورة عائشة
وعند باب غرفتها وقف صامتاً مسدداً صوبها نظرة ثابتة متقدة
بوعيد مشتعل... لم تلحظه, فقد كانت الدكتورة عائشة تجلس إلى مكتبها منهمكة في
مطالعة بعض الأوراق, فانصرف بصرها إلى الباب فارتاعت:
ـــــ يا الهي! من هذا القس؟.... لماذ ينظر إليّ هكذا؟
قامت عن مكتبها, محاولة دفع الهدأة إلى ملامحها المتوترة
وقالت:
ــــــ مرحباً، أهناك شيء؟
.................................................
غريباً جداً هذا الأمر. ظل محدقاً بصره في وجهي ولم ينطق
بكلمة ثم انصرف !.. لا أفهم شيئاً!
****************************************
عادت عائشة إلى المنزل محملة بالقلق والظنون, تهللت
والدتها لرؤيتها تدخل من الباب:
ـــــ عائشة حبيبتي حمدالله على سلامتك يا بنيتي
ردت بصوت منهك:
ـــــ سلمك الله يا أمي... أين أبي؟... أما زال بالجامعة
؟
ـــــ أجل يا حبيبتي, لم يعد بعد
ـــــ حسنا. سأذهب لأستبدل ملابسي وأنام حتى يأتي أبي
منذ الوهلة الأولى لحظت أمها أن بها ما يكدرها, فقبل أن
تستدير عامدة غرفتها, سألتها والقلق يتقاذف من عينيها:
ـــــ ما بكِ يا حبيبتي ؟
أطرقت هنيهة تفكر, هل تخبر أمها, أم تطوي ظنونها
داخلها..وبالأخير حسمت أمرها باللجوء إلى ذاك المرفأ الآمن:
ـــــ .......حدث شيء وترني جدا يا أمي
ــــــ ما الذي حدث يا بنيتي. أقلقتني
ــــــ كنت بغرفتي جالسة على مكتبي بالمستشفى فإذ بأحد
القساوسة يقف عند الباب ينظر إليّ نظرات مخيفة جداً دون أن يتفوه بكلمة... وعندما
سألته ما الأمر لم يرد وانصرف
دب الفزع بقلب أمها, وقالت تتخطفها المخاوف والظنون:
ـــــ ماهذا ّ! أمر غريب حقاً..... ولكن ألا يتعلق الأمر
بكيفن؟
ـــــ كيفن!..... لا أعرف يا أمي
نظرت أمها إليها والخوف يفترس قلبها وقالت بنبرة مرتعشة:
ـــــ أنا قلقة جداً حبيبتي عليكِ منذ أن هددتكِ أمه
ــــــ كلامها كان منصبا على محاولتي هداية كيفين
للإسلام . ولكن الآن لم يعد هناك أي علاقة بيني وبينه منذ تركت متابعته.... أنا لا
أخشاها يا أمي, ولكن ابتعدت لأرى كيف سيفعل كيفن, وما هي ردة فعله عندما يشفى
ويخرج إلى عالمه مرة أخرى
ضمتها أمها إلى صدرها المرتعد وهي تدعو لها:
ـــــ كفاك الله شر كل ذي شر يا حبيبتي ..... ابنتي لا
تحاولي مع كيفن مرة أخرى بالله عليكِ
ضحكت لتهون الأمر على أمها وقالت:
ـــــ ألهذه الدرجة دب الخوف في قلبك يا أمي ؟
ــــــــ حبيبتي أنتِ ابنتي الوحيدة, ووجودنا هنا لا
أريد أن تلاحقنا فيه المشاكل والتهديدات.. دعينا ننعم بحياة هادئة كما كنا ولنبتعد
عن المنغصات. حفظك الله يا بنيتي وحفظ أباكِ فأنتما قرتا عيني يا حبيبتي. تعالي لأضمك
بين ذراعي يا عائشة
ـــــــ ما أجملها من ضمة يا أمي . بالله يا أمي لا تخشي
شيئا . بسم الله الرحمن الرحيم
(فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين)
وإذ هما على حالهما, دخل الوالد يحمل علبة حلوى وألقى
السلام باسماً
ــــــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هرعت إليه عائشة متهللة وقد بددت مرآه ما بها من هواجس:
ـــــ مرحبا يا أبي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
هاها أراك تحمل علبة من الحلوى
قال لعائشة وهو ينظر إلى أمها ليثير غيرتها مداعباً
ــــ هاها أحضرتها لأجلك يا حبيبتي
ـــــ أشكرك يا أبي . حفظك الله لي
ـــــ مممم أتيت بالحلوى لأجل عائشة.. أما أم عائشة المسكينة فلا تحتل جزءاً من
تفكيرك
قهقه وقال:
ـــــ بل أنت تحتلين عقلي كله وليس جزءا من تفكيري يا
مريم ... أتغارين من ابنتك ؟ هاها
ـــــ أتريد أن توقع بيني وبين ابنتي يارجل !! فقط كنت
أداعبك زوجي الحبيب هاها فأنت عندما تحضر شيئا لابنتي الحبيبة اشكر الله أن رزقني
بزوج حاني القلب محباً لي ولابنته . حفظك الله حبيبي وأسعد قلبك كما تسعدنا دائما
ــــــ هاها وأسعد قلبك أنتِ أيضا يا زوجتي الحبيبة
نظرت إليهما عائشة والسعادة ترتسم على وجهها وقالت:
مممم هاها أذهب أنا لأبدل ملابسي واترككما تتبادلان حلو
الحديث يا والداي الحبيبان
رد والدها بحبور:
ــــــ تفضلي يا حبيبتي.. وأنا الآخر سأذهب وأبدل ملابسي ونتناول طعام
الغداء .
ما أن دلفت عائشة إلى حجرتها وأغلقت الباب, حتى تنهدت
الأم وقالت:
ـــــ والله يا سالم حضورك الآن وابتسامتك جعلتني انسى القلق
الذي ألمّ بي
وثب الانزعاج على ملامحه وقال:
ـــــ قلق!! ماذا حدث يا مريم؟
ـــــ حكت لي عائشة عن موقف أزعجها بالمستشفى وسأقصه
عليك لنرى ماذا سنفعل
*******************************
بعد تناول الغداء, اجتمعوا يحتسون الشاي ويتسامرون, فسأل
الدكتور سالم ابنته:
ــــــ ما أخبار كيفن يا عائشة, وما أخبار حالته الآن ؟
ـــــ والله يا أبي لم أره منذ أيام كما وعدت والدته,
ولكن يتحسن ببطء كما سمعت من الطبيب المعالج له, فهو يرفض الطعام بشدة وفي حالة
اكتئاب دائم
ارتشف رشفة من فنجانه وقال:
ــــــ سأزوره
غدا إن شاء الله . فقد وعدته بزيارة
وضعت عائشة فنجانها على المائدة وقالت بنبرة قلقة:
ــــ هل حكت لك أمي عن الموقف الذي مر بي اليوم؟
قهقه الوالد وقال:
ــــــ أتخافين يا عائشة ؟
ـــــ لا والله يا أبي. أنا فقط تعجبت من الأمر. أمي هي
من خافت هاها
حدجتها أمها بنظرة تبكيت وقالت:
ـــــ أتضحكين !! بالطبع خفت عليكِ حبيبتي. ما يدرينا ما
وراء ذاك القس وماذا ينوي!
رد الدكتور سالم مستخفاً بالأمر:
ـــــ مريم, لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه...سأشتري نسخة
من القرآن مترجمة بالألمانية وأعطها لكيفن...أما عن رفضه الطعام فأعدي له يا مريم
طعاماً خاصاً, وسأخذه معي لأطعمه منه. وإن شاء الله سيستجيب لطلبي في تناول الطعام
قهقهت والدة عائشة وقالت:
ــــــ أسنطعمه ايضا؟
ـــــ ما الذي حدث لكِ يا مريم ؟ كنتِ من أكرم الناس في
مصر
ــــــ بل وما زلت يا سالم . سأعد الطعام والعصير أيضا
الليلة
ــــــ أشكرك حبيبتي
********************************
في صبيحة اليوم التالي, اتجه الدكتور سالم إلى المستشفى,
ودلف إلى غرفة كيفن وحياه باسماً
ــــــ صباح الخير يا ولدي
تهلل وجه كيفن, فقد كانت مفاجأة قفز لها قلبه فرحاً, رد
التحية جذلاً:
ـــــ مرحباً, مرحباً تفضل, تفضل, كم أنت وفي بوعودك
سيدي!
ـــــ هاها كيف حالك يا ولدي؟
ـــــ تحسنت كثيرا عندما رأيتك سيدي. تفضل بالجلوس. أريد
أن أشكو لك ابنتك
قهقه الدكتور سالم, وجلس على المقعد المجاور وهو يقول:
ـــــ ماذا فعلت كي أؤدبها ؟
رد مبتئساً:
ــــ تخلت عني. تخلت عني وتركتني في حيرتي بعدما بدأت
أجد إجابات شافية عندها, وبدأ قلبي يستريح, تخلت عني
ــــ هاها يا ولدي، والدتك هي من طلبت، وما كان على
ابنتي إلا الإستجابة لرغبة والدتك حتى لا تتسبب في مشاكل بينكما
ــــ ....أخشيت والدتي ؟
ــــــ إبنتي لا تخش إلا الله . ولكنها معتادة على
احترام رغبات الآخرين
زفر كيفن وقال وروحه تضيق حزنا:
ــــــ والدتي تكبلني بسلاسل من حديد منذ صغري... حتى
عملي لا أملك فيه شيئا . مكتبي مسجل باسمها, وكل أموالي التي اكسبها تحت سيطرتها
حتى تضمن ألا أتفلت من تحت يديها
ـــــ هدى الله
الجميع يا ولدي.... أنا أحضرت لك غذاءاً للروح وغذاء للجسد, فبأيهما تريد البدء ؟
ضحك كيفن وقال:
ـــــــ غذاء الروح بالطبع, أما عن غذاء الجسد فلا حاجة
لي به .... لكن ما غذاء الروح الذي تتحدث عنه ؟
ـــــ أتيت لك بنسخة من القرآن مترجمة للألمانية حتى
يتيسر عليك فهمها
اتسعت حدقتاه فرحاً وقال بشغف:
حقا ؟؟ إليّ بها,
إليّ بها فربما أخرجتني من حيرتي
تبسم الدكتور سالم واشترط:
ـــــ سأعطيها لك ولكن بعد أن تتناول الطعام الذي صنعته
زوجتي من أجلك
ــــــ......من أجلي أنا ؟
ـــــ بالطبع . قد علمنا من عائشة أنك لا تأكل وترفض
الطعام فأعدت لك زوجتي هذا الطعام على أن تقول قبل أن تأكل بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــ يااااه! . أعد على مسامعي هذه الكلمات مرة أخرى
يا سيدي
ــــــ بسم الله الرحمن الرحيم
تهلل وقال:
ـــــ إليّ بالطعام
ــــــ تفضل يا ولدي
ردد كيفن البسملة وهو مغمض العينين باسماً وكأنها تغسل
روحه
ـــــ بسم الله الرحمن الرحيم . كم هي مريحة للنفس هذه الكلمات
يااااه!!
ـــــ تفضل يا ولدي تفضل
أقبل كيفن على الطعام بنهم وهو يثني عليه:
ــــــ مممم لذيذ جداً ممم حقا لذيذ جداً أشهى كثيراً من
طعام أمي هاها
ــــــ هاها انه طعام معد على الطريقة المصرية
قال كيفن وقد استرجع ذكرياته القديمة:
ــــ انا قد زرت مصر في صغري بصحبة والدي ووالدتي ..كانت
أمي تشغلني عن التفكير بشتى الوسائل ومنها السفر والأنتقال بين البلدان المختلفة
ــــــ هل اعجبتك مصر ؟
ـــــ اعجبتني كثيراً, وطلبت من أمي السفر مرة اخرى لمصر
ووعدتني ولم تفِ
أردف كيفن مازحاً:
ــــــ ما أخبار أبا الهول ؟ أما زال صامتا ؟ هاها
ــــــ هاها وكيف للأحجار أن تتحدث يا ولدي!
ــــــ حقا الاحجار لا تتحدث ولا تضر ولا تنفع . ليت
أهلي يعقلون
ـــــ النافع والضار هو الله وحده سبحانه وتعالى .اكمل
طعامك يا ولدي
ـــــ أكلت كثيرا جدا . طعام شهي حقا يا سيدي . أشكر لي
زوجتك كثيراً . والله لا أعرف كيف سأرد المعروف الذي طوقتم به رقبتي! أشكرك جدا وأشكر
زوجتك, ولكني ما زلت غاضبا من ابنتك التي تخلت عني
قهقه الدكتور سالم وقال:
ـــــ سامحها لأجلي . اتركك أنا الآن . وهذا رقم هاتفي,
وإن أردت أي شيء لا تتردد في مهاتفتي . إسمي سالم أحمد أعمل أستاذاً للقانون الدولي في جامعة
لودفيج ماكسيميليان
ــــــ تشرفت جداً بالتعرف عليك سيد سالم . هل ستأتي
لزيارتي مرة أخرى ؟
تبسم الدكتور سالم وقال قبل أن يغادر الغرفة
ـــــ بل أنت من ستأتي يا ........ يا ......... يا عبد الله
غادر الغرفة فتمتم كيفن مندهشاً:
ــــــ عبد الله !!
***********************************************
إلى هنا قد انتهت حلقتنا لهذا اليوم
ألقاكم يوم الإثنين القادم إن شاء الله
لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة
والسلام
لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ردحذفعاوزه اشكرك على الروايه دى جدا لوجودها فى وقت الفتن والتشكيك فى دينا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وياريت تكون الحلقه كبيره و تكون حلقتين فى الاسبوع
لانى عاوزه أقرأها لاولادى
أصلحك الله ونفع بك الامه
#عائشة شعبان
على فكره انا doaa sh Ibrahim معاكى على الفيس
صل الله عليه وسلم ❤️
ردحذفرائعة اللهم بارك سردك وكتاباتك كلها جميلة ربنا يجعلها في ميزان حسناتك وفعلا توقيت نشر الرواية ممتازفي ظل الفتن اللي احنا فيها
دانيال دة انا بخاف من مجرد ذكره ربنا يعافينا من امثاله
ضعيف الحجة دائم الهروب
تمانينا لك بالشفاء يا عبد الله💐
تسلم ايدك
ردحذفجزاك الله خيرا
كاميليا محمد
ردحذفلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
جزاك الله خيرا على الرواية الرائعة وجعلها الله في ميزان حسناتك أنا بستفاد منها جدا بارك الله فيك 🌹❤️
لا بقا الحلقة صغيرة يا استاذة هوبة 🥺
ردحذفاعوذ بالله من حقد اليهود والنصارى ربنا ينجينا من شرورهم وحقدهم
القس اصلا لا يعلم بالإجابه ياعبدالله هم على دين ابائهم واجدادهم وخلاص
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة 🤍
تسلم ايدك يااستاذة هوبة ❤️
لا إله إلا الله
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕💕
لا احنا كدة اتضحك علينا
دي نص حلقة على فكرة
فين الباقي يا أستاذة؟؟
عموماً هي حلقة جميلة ورائعة وفي نفس الوقت بتقلقينا ع الدكتورة عائشة الجميلة
قربت يا كيفن وهانت.. ربنا يعينك ع اللي جاي
💞دُمتِ مُبدعة 💞