الحلقة الخامسة( الفصل الأول) الجزء الثاني من الليل والدوادي

 

 

مضى شهر على مقتل عزت..لم تخمد الأوجاع, ولم تسكن الأنات في قلوب محبيه, خاصة عروسه وأخيه...ولكنها كانت فترة كافية للأمان كي يدثر وجدان بدران... فقد عادت الحياة إلى عادتها تحت أديم سماء القرية, وليعد هو الآخر إلى سابق عهده وينفث أوار القلق عن صدره

 

 

**********************************************

 

في تلك الليلة كان بدران في مندرته على موعد مع ليث, أحد رجاله بالجبل, والذي نزل بأمر بدران ليخبره عن أحوال مصطفى

 

فطفق يقص من أخباره: جلبه بجى كيف جلب الديابة, لا يهاب إنس ولا جن

 

زين, عين المراد

 

بس الواد كل ساعة والتانية يسأل عليك ويجول هياجي ميتى..كانه اتعلج بيك كيف بوه وزيادة

ابتسم بدران وأخذته نظرة حنين إلى بعيد, وقال: ماناسيش بكاه يوم ما نزلت من الجبل وهو عم يشدني من توبي ويجول, خدني معاك يا ريس بدران, خايف تضيع مني كيف ما ضاع بوي

 

حقه يقول كديه, المحروم من الحنية, يبوس الكف اللي عم تدفدف عليه. وانت يا ريس بدران من وجت ما جبناه ع الجبل وانت كنت تعامله كانّه ولدك وانت بوه

 

كنت رايد أحببه في حياة الجبل عشان أكسبه ويبجى في طوعي

 

حب حياة الجبل وحبك... بس آنا خايف من طول فراجك له ينساك

 

مين جال اني هفارجه! في الليل هكون عنديه

 

في ذات الليلة, صعد بدران إلى الجبل للقاء مصطفى..كان الغلام نائماً, عندما دلف بدران إلى موضع نومه بين أحضان أحد الكهوف, يحمل لمبة جاز عكست ظله على الجدران..نظر إلى الغلام ونادى بحنو: مصطفى

 

فتح الغلام عينيه على الضوء الخافت, فأبصر بدران, فقفز فرحاً وصاح بشوق:ريس بدران, وارتمى في أحضانه..رق له قلب بدران وضمه إلى صدره, وربت على ظهره قائلاً: كيفك يا مصطفى

 

وجم الغلام وأشاح بوجهه ورد بحنق: مش مليح

 

ليه كديه يا مصطفى؟

 

عشان انت ما رايدش تاخدني معاك النجع

 

سبق وجولتلك إني عم احميك من أهل النجع. ما اجدرش أخدك قبل ما يشتد عودك ويجوى ساعدك..وقتها بس تنزل وتاخد بتار بوك منيهم

 

ميتى يا ريس بدران, ميتى؟

 

ما تستعجلش..هياجي اليوم مهما طال الزمن

 

تشبث الغلام ببدران وسأله:طيب ولحد ما ياجي اليوم ديه, هتهملني وحدي يا بوي؟

 

اخترقت اللفظة أعماق بدران المظلمة فأضاءتها ككوكب دري..(يا بوي) ما أجملها من لفظة حين خرجت مفعمة بأحاسيس الغلام الدافئة, فعانقت شغاف قلبه..غالب عبرة, ثم ضم الغلام إلى صدره ناحراً قسوته تحت أقدام الرحمة..نظر في عيني الغلام وسأله بشغف: بوك!..ليه جولتها يا مصطفى؟

 

عشان انت خفت عليّ وحميتني من أهل النجع. لو بوي كان عايش كان عمل كديه

 

ابتسم بدران وربت على ظهره وقال وقد ذابت روحه الآثمة أمام تلك البراءة:وهتفضل في حمايتي لحد ما يشتد عودك يا ولدي, وجتها تحمي حالك وتبجى دراعي اليامين وسيد رجالتي

 

آنا ما عايزش غير رضاك يا بوي, ما عايزش غير اني اكون جنبك

 

هيحصُل يا مصطفى, هيحصُل يا ولدي

 

خابر يا بوي! تنين بس بحبهم في دنيتي, إنت وعمتي سيدة, هي كمان كانت حنينة وبتحبني...اتوحشتك يا عمة

 

استاء بدران من حنين الغلام لعمته, هزه بعنف وقال زاجراً: لاه يا مصطفى, الحب والحنية ديه حديت حريم مالوش عازة, وآنا عايزك راجل شاديد مهاب بين الناس.

 

.....يعني ما احبش عمتي؟

 

حبها كيف ما بدك, لكن داري محبتك في جلبك. الراجل الصُح يكون طبعه شاديد..المحبة فعل مش جُول يا ولدي

 

صُح يا بوي, صُح..هروح اجيب بندجيتي وأوريك كيف بنشن ع الديابة واجتلهم

 

ههه عفارم عليك, راجل من ضهر راجل يا مصطفى

 

 

**********************************

رواية.الليل والدوادي

بقلم.هبة عبد العظيم نور

**************************************

في إحدى لياليها القافرة, جلست صفية إلى كامل في بهو القصر, تتلعثم وتحاول أن تنبئه بأمر ما, وبدت كالحيرى, فعاجلها قائلاً: واه! مالك عاد! كل ما تاجي تنطجي تبلعي الكلام وتسكتي

 

والله يا خوي ما عارفة اجول ايه ولا انضر في وشك كيف!..يا كسوفي منيك يا بدران ومن عمايلك اللي دوم مجصرة رجبتي مع كامل

 

حُصُل ايه يا صفية؟

 

...بدران خوي هيكتب على صابرين الليلة الجاية

 

هه وديه فيها ايه عاد!

 

يعني يا خوي ما داريش باللي احنا فيه!داحنا لحد ديلواك واحنا حزنانين على الداكتور عزت جوز اختك, وجميلة خيتي دمعها ما نشفش, يجوم اخوي يكتب على عروسته ويخش دنيا جاديدة! طب يخلي عنديه نظر. دانا اما كنت عنديه عشية حاولت معاه يأجل حتى شهر كماني, ما رضاش..نجول ايه عاد.. ما جادرش يصبر

 

هههه هملي الراجل يتهنى بعروسته. جميلة اختي مسيرها هي كمان تتجوز وحزنها ما هيدومش

 

معلوم يا خوي, الله يعوضها بللي يهنيها عاد. بس برديك الأصول بدران يستنى..لكن آنا جولتله ما هحضرش كتابك

 

ليه كديه يا صفية, ده برضو خوكي ولازمن تكوني جنبيه

 

واه يا كامل! عايز الناس تاكل وشي وتجول حضرت عرس خوها وهملت اخت جوزها في حزنها! جليلة أصل آنا إياك!

عارف جلبك الكابير وأصلك الطيب وطيبة جلبك يا صفية, اومال آنا ايه مدوبني فيك دوب. فوج جمالك اللي ماله وصف, جلب دهب ملكتيني بيه

 

ابتسمت ببعض الخجل. ثم استطردت: آنا بعد اذنك يعني يا كامل, هبجى اروح في الصبح دار العروسة أعمل الواجب جبل المعازيم ما ياجو

 

واجب يا صفية.خدي الفلوس اللي لازماكي وهاديها كيف ما بدك..وخلي بالك, ما تستخسريش فيها وهاتي الغالي. دي من عيلة كابيرة. خوالها  في مصر مال وجاه, وخواتها كماني اللي عم يشتغلوا في مصر ماسكين وظايف كابيرة ومناسبين أكابر من هناك...عزمونا عنديهم أيام ما خطبها صالح أنا و...حياة

 

تأجج غيظها لسماع اسم حياة ولكنها لم تبد ذلك, وجاء ردها كالقصاص الناعم:

خابرة يا خوي من غير ما تجول. بت أصول مأصلة, وكانّ ربنا راضي عنيها,, بعد صالح اللي ما اتهنتش معاه بسبب فضايح اخته, ربنا عوض عليها بخوي بدران

 

....ربنا يهنيهم عاد

***********************************************

رواية الليل والدوادي

بقلم. هبة عبد العظيم نور

 

*****************************************************************

وها قد أتت ليلة عقد بدران وصابرين..جلس في صحن دارها مع أعمامها وشقيقيها اللذان أتيا من القاهرة خصيصاً لإتمام الأمر .كانت تجلس هي فرحة جذلى..ولِمَ لا وقد تحقق حلمها وفقاً لإرادتها وستعود إلى ذات القصر الذي لم تهنأ بالحياة فيه طويلاً مع صالح..المهم أن تكون سيدة هذا القصر ولا يهم من هو السيد.....وقبل شروع عاقد الأنكحة في كتابة العقد..مال أحد الشقيقين إلى الآخر يسأله بهمس

 

وينها أمك يا سراج؟

يعني ما عارفش إنها ما رضياش عن الجوازة ديّ يا طاهر!

 

وبعدهالها أمي!..هجوم أجيبها

 

ذهب طاهر إلى حجرة والدته . دلف فوجدها تجلس حزينة تضع يدها على خدها..فقال

 

ايه يا امّا, مش هتاجي تحضري كتاب بتك؟

 

كفاها انت وخوك

 

واعمامي كمان موافجين يا امّا

 

والله ما خابرة كيف انتو وعمامكو توافجوا تحطوا يدكو في يد واد الحرام ديه! بجى بعد نسب صالح واد الحاج زيدان زينة شباب النجع وخيرة ناسه, تناسبوا بدران واد الليل! وآنا اللي كنت مفكرة انكو جايين توجفوها عند حدها!

 

صالح ايه يا امّا اللي عم تتحدتي عنيه! صالح اللي خرج من النجع بفاضيحة شرف!

 

إخرس, إياك تخوض في عرض اسياد النجع اللي ناسه خابرين زين مين هو صالح ومين هي اخته. رايد تزف اختك لواد الليل روح, لكن إياك اسمع منيك كلمة عفشة عن صالح. غور من جدامي ما طايجاش انضرك

 

.....طيب يا امّا, نامي ع الجنب اللي يريحك عاد

*************************************************

تم العقد واصطحب بدران عروسه إلى قصره السليب....في غرفتهما كان ينظر إليها في إعجاب وهي ترفع عن وجهها الوشاح الأبيض..خلعت الطرحة البيضاء وألقتها على الفراش ..أسدلت شعرها الأسود الحريري الطويل ..ثم قالت بتغنج: دجايج ورجعالك يا بدران

 

خرجت من الغرفة فانتابه القلق هامساً لنفسه: راحت وين المرة ديّ

 

جلس في انتظارها فعادت بعد دقائق تحمل صينية عليها كأسين من العصير فارتجف..أخذت تتهادى في مشيتها وتنظر إليه بتغنج, وضعت الصينية أمامه, فأخذ ينقل بصره بينها وبين الكأسين بعينين مرتابتين, فسألها: ايه ديه؟

 

رفعت كأساً وقربته إلى فيه وهي تقول بصوت أنثوي ساحر:عصير, عملتهولك بيدي, إشرب

 

ها! لاه, لاه, ما رايدش الحكاوي ديّ, آنا ما اشربش غير الشاي وبس

 

بجى كديه عاد! في عريس يكسف عروسته ليلة عرسها! ديه أول ليلة لينا مع بعض يا بدران, ما تكسفنيش عاد, إشرب

 

يا بووووي, وبعدهالك يا مرة انتِ, جولت ما رايدش, ما رايدش, اشربيها انتِ لو رايدة

 

نظرت إليه بضيق ورفعت الكأس إلى فيها وارتشفت رشفة, فاطمئن قلبه, فاختطف الكأس من يدها ضاحكاً وهو يقول

 

هاها ديلواك اجدر اشرب, أصل كنت عايزك تشربي انتِ في الاول عشان اشرب مكان شفاطيرك

 

شفاطيري! يا بوووي, حد يجول ع الشفايف شفاطير برضو! ديه جوازة ايه المهبَبَة ديّ!

 

هاها طب خلاص, خلاص ما تزعليش كديه يا صابرين, ما تأخذنيش عاد, أول مرة اتكلم مع مرة بت أكابر زييكِ بتاجول ع الشفاطير شفايف, اضحكي عاد

 

نظرت إليه وابتسمت, فأكمل هو الكأس على دفعة واحدة..فقالت بدلال: عافيتين على جلبك

 

يعافيكِ يا صابرين

 

مش هتتعشى عاد؟

 

اتجهت إلى صينية العشاء وكشفت الغطاء وقالت: تعال يا بدران عشان اوكلك بيدي

 

أوجس في نفسه خيفة وقال في سريرته: وبعدهالها المرة ديّ! شايلة هم الوكل والشرب ليه! تكون دسالي سم في الوكل عشان تخلص مني! كانها ليلة ما هيطلعلهاش صبح عليك يا بدران

 

يلا يا بدران اومال, الحمام المحشي ديه, مرت عمي حشياهولك بيدها بالفريك

 

وأمك ما سويتوش ليه! نفسها كبرانة علينا! كيف المرة ديّ ما تخرجش ولا تنضر جوز بتها بعينها ولا تجول مبروك! جنسها ايه المرة ديّ!

 

سيبك من أمي..أصلها بصراحة يعني كانت ميالة لصالح حبتين وباكية عليه

 

أما مرة ما عنديهاش دم صُح..ما عارفاش ان صالح غار وما راجعش تاني, واللي اتجوزك سيده؟

 

سيده وسيدي وسيد النجع كلاته يا بدران..يلا عشان اوكلك بيدي عاد, الوكل هيُبرد, وآنا مشيت الخدم وما في حد يسخنه تاني

 

......صُح انتِ مشيتي الخدم ليه؟

 

واه! عشان نكون لحالنا من غير إنس ولا جن ولا عفريت اُزرج

 

إذدرد ريقه هلعاً من أحابيل النساء وقال: لو كلت الوكل ديه كلاته هنام, وآنا ما رايدش أنام ديلواك...تعالي

 

بدأ أولى لياليه مع صابرين بالخوف والقلق, فكيف سيهنأ مع امرأة لا يأمن جانبها! ولكنها عاقبة إجرامه

 

****************************************

وفي هذا الصباح المشرق ساحر النسمات, كانت جميلة تجلس في حديقة بيتها, شاردة في ذكرياتها مع عزت..تبتسم تارة وتوجم تارة..غلبتها عبرة شوق, فمسحتها بيدها..جاءت أمها وجلست إليها وقالت بارتياح: الحمدلله, من ساعة اللي حًصُل وانتِ حابسة نفسك بين اربع حيطان, ما صدجتش عيني لما وعيتلك من الشباك جاعدة في الجنينة

 

الحمدلله يا امّا

 

طب مش كفاية كديه يا جميلة

 

كفاية ايه يا امّا؟

 

كفاية من جعدتنا هنيه ونعاودوا سراية بوكِ عاد

 

لاه يا امّا, آنا ما ههملش بيت عزت

 

واه! ولينا فيه ايه بيت عزت احنا! عزت وراح الله يرحمه, جعدتك هنيه ما لهاش عازة, ارجعي معاي على سراية بوكِ

 

امّا, آنا جولت ما ههملش بيت عزت لحد ما احصله

 

يا بوي ع الفال العفش, بجولك ايه يا جميلة, الدماغ الناشفة ديّ ما عايزاهاش آنا, طاوعي امك عشان تكسبي يا جميلة

 

اكسب ايه يا امّا بعد عمري اللي خسرته عاد!!

 

يا بتي الله يرضى عنيكِ, اللي حُصُل حُصُل, واللي راح راح, نشوفوا احنا حالنا بجى. ترجعي دار بوكِ وتستني عوض ربك

 

عوض ايه يا امّا! ..جصدك الجواز؟

 

واه! اومال هتجضي عمرك وحدك ولا ايه يا بتي!

 

ومين جال اني وحدي, عزت مالي عليّ دنيتي يا امّا

 

يا بووي كانك جنيتِ وعقلك اتصاب يا جميلة..جومي يا بت, جومي لمي خلجاتك خلينا نمشوا من البيت الفقري ديه

 

امّا, ما تجوليش كديه تاني على بيت عزت ابوس يدك, وكلامي ما هغيرهوش, آنا هجضي عمري في بيت عزت

 

جرا ايه يا جميلة! مالكيش كابير ولا ايه! آنا هشيع لكامل خوكِ ياجي يشوف له صرفة معاكِ

 

فجأة يصيب جميلة الغثيان فتضع يدها على فمها وتسرع إلى داخل البيت مما يثير دهشة والدتها ..ولكن لما الدهشة, إنه جنينها يعلن عن نفسه ليساند قرار والدته بالبقاء في بيت أبيه

هرعت الحاجة فايقة خلف ابنتها وشيء ما في نفسها ترجو ألا يكون صحيحاً وهو حمل جميلة..دلفت إلى البيت فألفت جميلة على ذات حالة الغثيان, فسألتها بقلق: حاسة بايه يا جميلة

 

ما عارفاش يا امّا, من ليلة امبارح دوخة تاجيني وتروح وحاسة روحي سايخة

 

ردت وهي تكذب نفسها: لازمن اللي صابك ديه من الحزن اللي راكز على جلبك

 

ردت وهي تضع يدها على رأسها من فرط الدوار: يمكن يا امّا آآآه

 

كادت جميلة أن تسقط لولا أن هرعت أمها إليها تسندها وهي تقول بفزع: جميلة, إيه اللي صابك يا بتي

 

ــــ ما فيش حاجة يا امّا, ما تتزوعيش كديه

 

أطرقت الحاجة فايقة رأسها وأيقنت أنه لا يوجد بد من استدعاء قابلة القرية. فنادت على الخادمة:

 

بت يا مهدية

 

نعمين يا حاجة

 

روحي يا بت نادمي على أم الشحات الداية

 

أم الشحات! ..هي الست جميلة ..

 

يا بووي ع الرط اللي مالوش عازة, همي يا بت سوي اللي جولتلك عليه

 

حاضر يا حاجة

 

*************************************

 

في غرفة جميلة تيقنت القابلة من حملها, فقالت وهي حيرى من أمرها: والله ما عارفاش اهنيكِ ولا أواسيكِ يا ست جميلة..إنتِ حبلى عاد

 

تهلل وجه جميلة وأمسكت بيد القابلة تستوثق: صُح يا ام الشحات؟

 

أي والله صُح يا بتي..كانك فرحانة يا ست جميلة

 

وما افرحش ليه يا خالة أم الشحات لما ربنا يشيعلي عوض عزت!

 

الله يرحمه ويغفرله يا بتي ويرزقك بالخلف الصالح

 

ادعيلي يكون واد يا خالة, يكون راجل زي بوه وياخد طبعه المليح

 

يا رب يا بتي ..أما اجوم عاد ابشر الحاجة فايقة, زمانتها مستنية على نار..مبروك يا بتي

 

الله يبارك فيكِ يا خالة

 

خرجت القابلة من الغرفة بينما طفقت جميلة تحدث عزت وكأنه أمامها: ريت يا عزت عوض ربنا وكرمه, سبحانه وتعالى ما رادش يحرمني منيك ولا يتجطع ذكرك من الدنيا يا غالي

******************************

ما أن خرجت القابلة حتى هرولت إليها الحاجة فايقة تسألها: طمنيني يا ام الشحات

مبارك يا حاجة, الست جميلة حبلى

وضعت يدها على رأسها مصدومة وهي تردد: يا مري, يا مري

هال القابلة ما رأت وقالت: مرك ليه كفا الله الشر يا حاجة! لكن آنا مقدرة ان ديه من حزنك ان العيل بوه مات قبل ما ينضره, ربنا يجعل فيه العوض عن بوه

 

اخرجت الحاجة فايقة بعض الأوراق المالية من محفظتها وأعطتهم للقابلة وقالت بوجه مكفهر: متشكرين يا ام الشحات

 

الشكر لله وحده يا حاجة, فوتك بخير

ما أن اتجهت القابلة صوب الباب مغادرة حتى أسرعت الحاجة فايقة إلى غرفة ابنتها جميلة وقالت بحسم: جميلة, العيل ديه لازم تنزليه عاد

فزعت جميلة وقالت: ايه اللي عم تجوليه ديه يا امّا, انزله يعني ايه! جايباه من الحرام والعياذ بالله!

يا بتي الله يهديكِ, العيل ديه لو جه هيشيلك الهم ويكون كيف الصخر في طريجك, لا هتعرفي تتجوزي ولا تتهني, وحتى لو اتجوزتي يمكن جوزك يجول ما عايزوش وما هربيش عيال غيري

 

ومين قال يا امّا إني رايدة اتجوز عاد!

 

طب بس سدي خشمك وما تجوليش كلام ما فاهماهوش, عايزة تعيشي في الدنيا من غير راجل يضلل عليكِ!

 

الراجل جاي يا امّا, واد عزت اللي ربنا عوضني بيه, هو اللي هيكون ولدي وراجلي ودنيتي

 

بس يا جميلة, بس, كفاكِ من حديت الهم والحزن ديه..يا بتي بصي لحالك في المرايا كديه, صبية في عزها كيف البدر ليلة تمامه, الدنيا قدامك بطولها وعرضها, ما تحنيش ضهرك على تربية عيل وحديكِ من غير راجل

أمّا, آنا اللي عندي جولته, ما هتجوزش من بعد عزت, وهعيش عمري كله عشان أربي ولده

 

يا بووي! سوي اللي رايداه وامشي براسك واشربي المر طول عمرك وانتِ مفكراه شهد

******************************************

كانت صفية في مخدعها تتزين أمام التسريحة وترتدي ما شاءت من حلي حين قرعت حورية باب غرفتها دقات متتالية متعجلة تشي بأمر هام

 

ست صفية

 

انتفضت صفية عن مقعد التسريحة وقالت: ادخلي يا بت يا حورية

 

فدخلت وأسرعت إليها تقول: دريتِ بللي حُصُل يا ست؟

 

حُصُل ايه يا بت ما تنطُجي

 

الست جميلة حبلى

 

اتسعت حدقتا صفية, وألجمت الصاعقة فمها قليلاً... ثم سألت؟

 

عرفتِ من وين يا بت؟

 

واه! هو في حاجة في نجع ابو المنصور عم تستخبى عاد! . الست جميلة تعبت وأمها شيعت لام الشحات وعرفت انها حبلى, والخبر طار كيف النار في كوم القش

 

رشق الغيظ مخالبه في قلب صفية وصاحت في حورية: طب اخفي يا بت من وشي ديلواك

خرجت حورية مسرعة وغلقت الباب خلفها, فصرخت صفية غيظاً وقالت: يعني بعد ما كسرت شوكتك يا جميلة, تقومي أقوي من الأول وضهرك مسنود بواد! ..وآنا ..آنا صفية لحد ديلواك ما شيلتش واد من نسل كامل ابو الحجاج وكل ليلة والتانية ماسكني المرض و الوجع اللي عم يجطع فيا وما عارفاش ايه صايبني! اتكتب عليا النسل من ضهر شاذلي وبس ولا ايه!..يا مرك يا صفية, سويت ايه آنا في دنيتي عشان يكون حظي إسواد كديه! آآخ يا مري

عاودتها طعنات الألم القاتلة فصرخت وأمسكت بموضعه تتململ

 

***************************************

أرسلت جميلة خادمتها مهدية إلى قصر السيد سلام لتنبئه بخبر حملها, فما أن علم بذلك حتى اجتاحت السعادة قلبه وأشرق وجه بابتسامة وقال: صُح يا مهدية؟

أي والله صُح يا جناب سلام بيه, والست جميلة بنفسها هي اللي شيعتني أبشرك عاد

الله يبشرك بالخير يا مهدية, الله يبشرك بالخير

أخرج محفظته من جلبابه ونتش منها بعض الأوراق المالية بلا عدد وأعطاها لمهدية وهو يقول جذلان: خدي دول يا مهدية حلاوة واد خوي

ياخد عدوينك يا بيه, يتربى في عزكم عاد

*******************************************

بعد صلاة العشاء, ذهب كامل إلى بيت أخته جميلة, فجلس إليها وأمه, وقال لها مهنئاً: مبارك يا جميلة

يبارك فيك يا كامل

نهرته أمه بغيظ: بتبارك لها على ايه عاد! ع العيل اللي هيربطها جنبيه!

زفرت جميلة من فرط ضيقها ولاذت بالصمت, فقال كامل: نصيبها كديه يا امّا, وماحدش يعرف الغيب فيه ايه

 

نظر إلى جميلة وقال: سلام شيعلي مرسال ع الديوان وقال إنه عايز يتحدت معاكِ في حضوري,   وطلب مني استنظره بعد صلاة العشا, يعني زمانه على مجي

 

وماله, هدخل البس عباية وشال, بالإذن

 

قامت جميلة متجهة إلى غرفتها, بينما سألت الحاجة فايقة ولدها كامل: ما قالش رايد يتحدت في ايه يا كامل؟

 

العلم عند الله يا امّا

 

يارب يكون اللي في بالي عاد

وايه هو اللي في بالك يا امّا؟

صمتت ولم تفصح عما أضمرته في نفسها

***************************************

 بعد قليل جاء السيد سلام, واجتمعوا به في حجرة الأضياف. فرحب به كامل

 

ــــ يا مُرحب يا سلام بيه

ــــ الله يرحب بيك يا كامل..كيفك يا حاجة

ــــ مليحة يا ولدي ان شالله تسلم...كامل جال انك عايز تتحدت معانا, بخصوص ايه عاد يا ولدي؟

ــــ بخصوص مرت خوي الله يرحمه

 

انتبهت جميلة, وترقبت والدتها ما سيقول بتلهف, وقال كامل: خير ان شاء الله

 

كنت ناوي ع الجعدة ديّ من وجت ما مات عزت, عشان ادي مرت خوي حقها في الورث بشرع ربنا, بس عرفت ان ربنا من عليها بالحمل..سبحانه وتعالى أراد يعوضنا عن خوي بولده وكمان ياخد حجه في ورث بوه ..عشان كديه جيت أجول كلمتين لمرت خوي في حضور خوها الكابير وامها. آنا نويت بإذن المولى إني اكتب على جميلة لما تجوم بالسلامة وتوفي عدتها

 

تهلل وجه الحاجة فايقة وقالت: والله يا زين ما هتعمل يا ولدي

 

صاحت جميلة في والدتها لتنهاها عن الحديث قائلة: أمّا

 

وبعدها استدارت للسيد سلام قائلة: كيف يا سلام بيه تفتح حديت كيف ديه ديلواك!

 

اللي خلاني فتحته هو واد خوي اللي جاي للدنيا بإذن ربه, جيت عشان اجول انه هيتربى في دار عمه وتحت جناحه..ديه اللي خلاني فتحت الموضوع قبل أوانه

 

انتفضت جميلة عن مقعدها وقالت بحسم: لا أوانه ولا غير أوانه يا سلام بيه, اسمع مني الجول اللي ما هعيدهوش تاني, آنا ما هتجوزش بعد عزت لحد ما اموت وأجابله في الآخرة وأكون مرته, ودنيتنا الحلوة اللي اتحرمنا منيها, نعوضها هناك من غير فراق..هعيش عشان اربي ولده واحافظ ع الأمانة اللي هملهالي. وديه خلاصة الجول. بالإذن

 

غادرت جميلة المجلس متجهة إلى غرفتها, وسط استياء السيد سلام وغيظ أخيها وأمها التي وضعت يدها على رأسها وصرخت قائلة: يا بوي

 

فتوجه كامل باعتذاره للسيد سلام: ما تآخدناش يا سلام بيه..أختي لساها متأثرة بللي حُصُل وما دارياش بللي عم تجوله

 

آنا كل اللي هاممني واد خوي, وان ما يربهوش غيري, عرف اختك انها لو جت في يوم من الأيام واتجوزت راجل غريب, هناخدوا ولدنا ولا بتنا عندينا, ولاد المطاوعة ما يربهومش أغراب. سلام عليكم

 

خرج السيد سلام غاضباً, بينما صاحت الحاجة فايقة: نضرت بعنيك عمايل اختك يا كامل! بجي في واحدة عاقلة في الدنيا تعمل عمايلها السو ديّ! الراجل جه وقال عايزها عشان يربي واد خوه في حضنه, تجوم هي اللي ترده وتجول هعيش لحالي! اسوي فيها ايه ديّ! اخنقها بيدي!

 

استهدي بالله يا امّا, الحديت ديه سابق لأوانه, بكرة لما ياجي ولدها هتحس بالمسؤولية اللي ما تجدرش تشيلها وحدها, ومسيرها تتجوز سلام بيه

 

طب ولحد ما تولد, هنهملها هنيه في البيت الفقري ديه وحديها!

 

ومين جال كديه يا امّا! جميلة هتروح معاكِ ع السرايا

 

ما رضياش

 

استشاط كامل غضباً وصاح: يعني ايه ما رضياش..ثم نادى بغضب: جميلة, إنتِ يا جميلة

 

خبر ايه يا كامل

 

لمي خلجاتك عشان هترجعي على سراية بوكِ

 

وآنا جولت لاه ما رجعاش, وما ههملش بيت جوزي يا كامل

 

ايه اللي عم تجوليه ديه! رايدة الناس ياكلوا بوشنا عيش ولا ايه!

 

ناس النجع ما وراهمش غير الحديت والرط, لا عمرهم هيحسوا بالحزين ولا يمسحوا دمعته, كل واحد بيشيل هم نفسه. وبيت عزت ما مهملهوش, وولده لازم يتولد في بيت بوه

 

أولتهما ظهرها وعادت إلى غرفتها بينما يحدجها أخوها ووالدتها بنظرات حانقة حتى دلفت إلى غرفتها وغلقت بابها. فاستدارت والدتها لأخيها وقالت بضيق: يعني ما قادرش عليه البت ديّ يا كامل!

 

انتِ خابرة بتك راسها ناشفة

 

الراس الناشفة تتكسر, يعني مليح لما الناس يجولوا هملوا بتهم تعيش لحالها!

 

خلاص يا امّا, خليكِ معاها عشان ماحدش يتكلم

 

واه! وآنا ههمل سرايتي واجعد هنيه طول العمر ولا ايه! البت ديّ لازم ناخدوها ولو بالقوة

 

يعني نتعاركوا يا امّا ونسمعوا بينا ناس النجع!

 

آآآآآخ يا مرك يا فايجة اللي مشربهولك بتك

**************************************

فور خروجه من منزل أخيه, توجه السيد سلام لمنزل عمه رفاعي ليخبره عما دار بينه وبين جميلة وعائلتها, فبعدما قص من أمرها, قال عمه ممتعضاً: كيف ترفض إن اخو جوزها يتجوزها عشان يربي واد خوه! وكيف تصغر بخوها وامها وترد من راسها!

 

بتجول ما هتتجوزش بعد عزت طول العمر

 

ديه كلام مالوش عازة وما يدخلش الدماغ, ايش درانا احنا ياجي اليوم اللي تتجوز فيه وتدخل على ولدنا راجل غريب

 

هو ديه يا عمي الهم اللي هينيمنيش الليل, واد خوي ما هيربهوش غريب مهما حُصُل

 

وهتعمل ايه ديلواك ؟

 

مافيش جدامنا غير اننا ننتظر لما تولد, ووجتها لينا حديت تاني

 

يعني يا ولدي مش ناوي تتجوز وتشوف حالك انت التاني

 

جواز ايه بس يا عمي! ربنا عالم آنا لا بفكر في جواز ولا شاغل راسي بيه, إللي خلاني اتحدت في موضوع الجواز هو خوفي على واد خوي الغالي

 

يعني ايه يا ولدي! هتربط نفسك جنب مرت خوك لحد ما تولد وتشوف هترضى بيك ولا لاه!

 

اومال يعني يا عمي اتجوز مرة غيرها وبعدها أدق بابها من تاني!

 

وماله يا ولدي لما يكون لك مرتين , انت ربنا غانيك من فضله وتقدر تفتح بدل البيت الف

 

يا عمي والله ما أوان الحديت ديه ديلواك وجلبي حزنان على خوي

 

ربنا يصبرك ويصبرنا يا ولدي... خابر انك هتنتظر لحد لما مرت خوك تولد وتطلبها تاني

*****************************************

رواية الليل والدوادي

بقلم.هبة عبد العظيم نور

 

***************************************

في صبيحة ذاك اليوم وبعد خروج كامل لديوانه, شعرت صفية بذات الألم يقرض دواخلها, أمسكت بموضع الألم واتجهت صوب الباب وهي تصرخ وتترنح, فتحت الباب وأخذت تنادي

 

حورية.. بت يا حورية

نعمين يا ست

 

اطلعيلي آآآه

 

يا مري! مالك يا ست, طالعالك أها

 

هرعت حورية إلى أعلى, وعندما بلغت أعتاب الغرفة أبصرت صفية تعض وسادتها من قسوة الألم وتتصبب عرقاً وتتأوه

 

ايه يا ست, هو الوجع بعينه؟

 

ايوة يا حورية, وجع بيجطع فيا ما جادراش آآآه

 

طب أبلغ كامل بيه عشان ياجي؟

لاه يا بت لاه, تعالي ساعديني عشان البس خلجاتي واخدك معاي على داكتور المركز

 

هنروحوا لحالنا من غير كامل بيه؟

 

ايوة, ما عايزاش حد يعرف اني مرضانة وبالخصوص كامل وامه آآآآآه

 

طب ولو عوقنا عاد وجه جبلينا البيه ع السرايا؟

 

لاه ما هنعوجوش, يا دوب الداكتور يشوف بيا ايه  ويعطيني حجنة ولا برشامة تضيع السخام اللي عم يجطع فيا ديه آآآه يلا يا بت همي ما جادراش, ناوليني توب وشال

 

هرعت حورية إلى خزانة الملابس ونتشت أحد الأثواب المعلقة وأحد الشيلان, وعادت إلى صفية تساعدها في ارتداءها. وخرجتا من القرية في غفلة من الجميع

****************************************

دلفتا إلى المستشفى وهي تتأوه وتصرخ, فأجلستها حورية على أحد المقاعد, وأسرعت إلى موظفة الاستقبال ترجوها

عايزين الداكتور على عجل الله يرضى عنيكِ يا خيتي

 

الدكتور عنده حالة جوا, هاتي تمن الكشف واستني شوية

 

طيب يعني جدامه كاتير؟ الست بتتوجع كيف ما انتِ ناضرة

 

لا مش كتير إن شاء الله

 

الأجرة كام عاد

جنيه

 

طب استنظري هبابة أجيب من الست

 

عايزة جنيه أجرة الكشف عاد يا ست

 

آآآه كيس الفلوس عنديكِ, خدي اللي رايداه وخلصوني عاد يا خلق آآآآه

***************************************

جاء دورها ودخلت إلى الطبيب تتأوه, فبادرته حورية

 

مسا الخير يا داكتور, وحياة ابوك شوف الست مالها

 

غيتني يا داكتور الله يرضى عنيك آآآه

 

انتفض الطبيب عن مقعده وقال لحورية: طيب ساعديها تمدد على السرير بسرعة

واستعان بالممرضة للمساعدة. بعد فحصها أعطاها حقنة لتسكين الألم. وبعد أن هدأ الألم, قال لها الطبيب بلطف

ألف لا بأس عليكِ يا مدام

 

أنا بيا أيه يا داكتور, وايه الوجع اللعين اللي عم يجيني كل ساعة والتانية ديه؟

 

في الحقيقة أنا شاكك في حاجة, لازم نعمل أشعة في الأول

 

واه! أنا بيا ايه يعني لديه كلاته!

 

إن شاء الله خير, ما تقلقيش كدة

 

التفت الطبيب إلى حورية وقال: بقولك ايه

 

نعمين يا سعادة الداكتور

 

غرفة الأشعة في الدور اللي فوق, تاخدي المدام وتعملي أشعة على الرحم وتجيبيها على طول

 

على عيني حاضر

 

***********************

 

نظر الطبيب في صورة الأشعة فاكفهر وجهه ففزعت صفية وسألته بصوت راجف

 

الإشاعة فيها ايه يا داكتور؟

 

للأسف يا مدام, لازم نستأصل الرحم

 

هلعت وجحظت عيناها رعباً وضربت على صدرها صارخة: يا مري! يعني مالوش علاج يا داكتور؟

 

للأسف لأ, لازم يتشال عشان حياتك ما تتعرضش للخطر لا سمح الله . هتستني معانا ساعة أو اتنين عشان نعملك شوية تحاليل ونعمل العملية خلال كام يوم

 

أخذت تضرب على صدرها وتنعي حظها التعس باكية منتحبة: يا مرك يا صفية, يا مرك. جت الحزينة تفرح ما لجيتلهاش مُطرح آآآآه يا مري 

هدي نفسك يا مدام, الإنفعال الشديد ده خطر على صحتك, أنا خارج وهبعتلك طاقم التمريض يقوموا باللازم

 

ما أن خرج الطبيب حتى أخذت تصك وجهها وتندب حظها. فأخذت حورية تربت على كتفها وتتصنع البكاء مداهنة ونفاقا

 

يا عيني يا ست صفية, كان مخبيلك وين ديه كلاته. هيجول ايه كامل بيه لما يدرى, ولا الحاجة فايجة. كلاته كوم والحاجة فايجة كوم وحديها

 

نهرتها صفية بغلظة: اكتمى يا بت, اكتمي. ما طايجاش اسمع حسك اللي كيف النواح ديه

 

واه! من حرقة قلبي عليكِ يا ست. كانّك ما خابراش إن الحاجة فايجة مستنظرة الواد منيكِ ولا ايه! طب دي من كام يوم لما جت عندينا, جالتلي ليكِ حلاوة كابيرة يا بت يا حورية لما تجيبيبلي بشارة حَبَل صفية, وليكٍ حلاوة أكبر منيها لما تجيب الواد

 

تأوهت صفية تأوه الثكلى: آآآآه يا مرك يا صفية

 

شردت قليلاً وعقلها كمرجل تتقلب فيه الأفكار..اتسعت حدقتاها وأمسكت بيد حورية, وقالت بخفوت

 

بت يا حورية, اسمعيني ماليح

خير يا ست صفية

الخبر ديه تدفنيه جواكِ كيف ما يندفن الميت في جبره

..... يعني ايه يا ست عاد

يعني العملية اللي هيسويها الداكتور ديه عشان كام حصوة ع المرارة .ديه الكلام اللي هيتجال لما اسوي العملية

 

طيب وهو كامل بيه هيهملك تاجي وحدك تسوي عمليه!

 

مش هجول جاية اسوي عملية غير بعد ما اسويها

 

اومال هتجولي ايه بس يا ست! وكيف كامل بيه هيهملك كام يوم في المركز وهو ما خابرش بتسوي ايه!

 

...... آنا ليا سكتي مع كامل

 

أخذت تشحذ شفار ذهنها تفكر فيما ستقول لكامل حتى يقنع بكلامها في غير ريبة

 

**************************************

ولحد هنيه وخلصت حلجتنا

 

اجابلكم السابوع الجاي إن شاء الله مع أحداث أكثر سخونة

 

شكر خالص من القلب إلى الحبيبات

أم عمر, أم رفيف,وفاء علي.بسملة, هدى البليسي,جوجو,أسماء, سمسمة محمد, رفيدة حمزة, أم راشد, أم هبة, في سماء الإسلام نعلو, حواء أم هالة, سلوى, أم رقية, أم عبد الرحمن, دكتورة رشا

وأخيراً صديقتي ورفيقة درب الحياة منذ سنوات الدراسة الثانوية وحتى الآن بفضل الله .نادية إبراهيم عبد الرءوف..سعيدة بظهور إسمك على المدونة يا نانا

وسعيدة بكل الحبيبات وتواجدهن الرائع على المدونة

 

شكراً للجميع وشكراً لكل من قدم تهنئة بعيد ميلادي رغم إني مش بحتفل بيه والله ههه

 

لا تنسوا الصلاة على الحبيب فالليلة هي ليلة الجمعة وغدا الجمعة إن شاء الله

 

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد