الحلقة السادسة(الفصل الأول) الجزء الثاني الليل والدوادي
أعدت وليمة عشاء فاخرة, تزينت
وتعطرت لاستقبال كامل, وكأنها عروس..فأنى لكامل أن يسبر أغوارها وينبش
دفائنها...قالت لمفتونها وهي تلقمه الطعام بيدها: صُح بجولك ايه يا كامل, مش
النهاردة خالة أم علام شيعتلي بتها؟
خالة أم علام!..مين ديّ؟
واه! هو آنا ما حكتلكش عنيها قبل
كديه!
لاه ما حُصلش
ديّ يا كامل تبجى قريبة بوي. بت
خالته لزم. ساكنة في المركز من وجت ما اتجوزت. جوزها الله يرحمه كان صول في
الحاكومة..بس ما اجولكش عنيها عاد وعلى طيبتها وحنيتها, مرة بت حلال مصفي, وتحبني
حب يا كامل, يا بوووي, تجولش أمي بذات نفسيها!
ربنا يحبب فيكي خلقه يا صفية..لكن
ايه اللي فكرها بيكِ عاد؟
عمرها ما نسيتني ولا آنا نسيتها, بس
الدنيا واخدة الناس كل واحد في سكة..لكن اللي خلاها تشيع بتها هو الحوجة بعيد عنيك
ممم كانت رايدة فلوس يعني
هي ما جالتش بصريح العبارة كديه,
أصلها مرة نفسها عزيزة. لكن بتها بتجول,أمي رايدة تشوفك, عشان هتعمل عملية كابيرة
في الجلب ورايداكِ جنبيها..فانا جولت استأذن منيك واروح عنديهم اقضي سابوع بالكتير
وأجي
أيه!..خبر ايه يا صفية. سابوع ايه
اللي بتتحدتي عنيه! ولا يوم لحاله اهملك تباتي عند ناس اغراب
واه! اغراب ايه بس! جولتلك بت خالة
بوي لزم. يعني دمي ولحمي ولازم اجف جنبيها, وآنا وعدت بتها إني هروح عاد. واذا كنت
مفكر ان في رجالة هناك, طمن حالك. بعد جوزها عايشة مع بتها الصغيرة
وحديهم, بعد ما علام ولدها سافر على مصر بمرته وعياله., حتى اللي جاتني ديّ بتها
الكابيرة ومتجوزة وساكنة باعيد. يعني هنبجوا حريم لحالنا, وعشان تطمن اكتر هاخد
معاي حورية ومحمود
طب ومدرسته عاد؟
يا خوي يعني واعيله فالح جوي! ديه
كيف الحمار الحصاوي لا يجرا ولا يحسب
ههه ما تجوليش على ولدك كديه, بكرة
يتعلم ويفلح
ان شالله يا خوي, يعني آنا اكره!
وعلى العموم في الصبح هاخدله اجازة من المدرسة
...آنا شايف ان مالوش لزوم مرواحك
ومجيك, شيعي للمرة ديّ الفلوس اللي محتاجاها وخلاص على كديه
بدا الضيق على وجهها وأردفت: ما انت
لازم تجول كديه عاد, ما انت ما تعرفش المرة ديّ غالية عندي كد ايه, طب ده ابوي قبل
ما يموت موصيني عليها, إكمنها كانت غالية عنديه هو التاني..ياااه يا كامل, ما
جدراش اجولك على طيبتها واللي سوته معانا زمان وبالخصوص أيام جوازي من ابو
حسن..وجفت جنبينا بالمال والمجايب كيف ما اكون بتها واكتر.. وطول عمري كنت رايدة
ارد جاميلها لكن كيف! كان لا حيلتي ولا وراي ولا جدامي..لكن ديلواك بعد ما زماني
ضحكلي ورماني في دنيتك ومرمغني في خيرك, يبجى حجتي ايه ديلواك. لازمن توافج يا
كامل, لازمن وإلا وربنا ازعل منيك واجول عليك جلبك جاسي وما بتحبنيش
ايه! آنا ما بحبكيش يا صفية! طب
دانتِ عنيا التنين اللي بشوف بيها, الفرحة اللي جلت ليل الهم عن دنيتي. برديك ديه
حديت تجوليه عاد!
اذا كنت بتحبني صُح يبجى خليني اروح
عند خالة أم علام أرد جمايلها اللي مغرجاني
خلاص يا صفية, روحي, بس ما تغبيش عن
سابوع
هه عنيا يا كامل يا ضي عيني انت..اه
بس بجولك ايه, إياك تجيب سيرة لامي إني رايحة لخالتي أم علام, وإلا تغضب عليّ,
إكمن أمي يعني تطيج العمى ولا تطيجها
يا حفيظ! ليه كديه! ما انتِ لساكِ
بتجولي انها مرة مليحة
أصل بوي زمان جبل ما ياخد أمي كان
رايد يتجوزها, فعشان كديه جلب أمي جايد منيها نار
ههههههه يا بوي, صُح عقل حريم..ما
تخافيش, آنا لا بروح عند أمك ولا هي بتاجي من أصله
ولا حتى تجول لحسن, وإلا هيروح يجول
لامي. ما هو سرها وهي سره
حسن لا بيتحدت معاي ولا في يوم
صفيلي..جولي لولدك اللي رايداه, آنا ماليش صالح
هكذا اطمأنت أنه لا هاتك لمروط
إفكها, بعد أن مرأ ماء الكذب على قلبه زلالا, وسمح لها بقطع المسافات إلى شخصية
مختلقة أضفت عليها روحاً وحياة, بل وجميل صنائع طوقت جيدها فوجب الرد حين استطاعت
إلى ذلك سبيلا
أقنعت حسن أنها ستذهب لإجراء بعد
الفحوصات الطبية لأخيه وسيستغرق الأمر عدة أيام. فآثر الصبي قضائه عند جدته حيث
الراحة والسكينة..أخذت خادمتها وولدها واتجهت إلى المستشفى
********************************
ضج الماخور بالرجال الباغون للمتعة الحرام والنظر إلى القدود العارية, وقد
صفت أمامهم زجاجات الخمر..يصوبون أعينهم إلى عازفي المزمار والطبل وقد علت
هتافاتهم (عايزين وداد..وينها وداد) ظهرت
الراقصة وداد ترتدي ملابس الرقص اللامعة المهترئة , وتدلت من جانبي المنديل
المزركش فوق رأسها جديلتاها المخضبتان باللون الأحمر, وأسفل ذقنها قد وسمت نجمة
خضراء لتزيدها بهاء..ضج الجميع بالهتاف باسمها وقد فاض ثغر الكحيلة بالبسمات..فجأة
يدخل بدران ورجاله مرتدياً عباءته الجوخ
,فأشرق وجهها وحييته بأعلى صوتها:
يا مُرحب يا بدران بيه, نورتنا عاد..سلام لبدران بيه كابيرنا يا واه انت
وهو
عزف العازفون تحية له, فضحك وأشار بيديه ذات الخاتم الذهبي الكبير قائلاً:
توشكري يا وداد, يلا فرفشينا وفرفشي الرجالة عاد
من عنيا الجوز هاها
جلس هو ورجاله ينشبون مخالب أعينهم في القد المتمايل ويحتسون الخمر
****************************
ككل ليلة ظلت صابرين في ظلمة غرفتها تتقلب في فراشها في انتظار زوجها بدران
والذي اعتاد السهر في ملهى القرية ..كان الضيق يحرق دواخلها فتخرج من فمها زفرات
كاللهيب..ها هو قد عاد مخموراً كعادته..أضاء المصباح فاعتدلت تقول في سخط
توك جيت! حمدلله بسلامتك عاد
واه! أنتِ لساك صاحية!
وانت يهمك صاحية ولا نايمة ولا مجتولة حتى! راميني كيف الكلبة هنيه وانت
مجضي ليلك وسط الغوازي
انتِ هتحاسبيني ولا ايه يا مرة انتِ! مالك انتِ اجضي ليلي وسط الغوازي ولا
سط الديابة! جاعدة في سرايتك وطلباتك عنديكِ, عايزة ايه تاني!
ودي عيشة ديّ يا بدران! ناسي ان لك مرة لها حج عليك!
ليا مرة صُح, بس لها حج عليّ لاه. ماحدش له حج عند بدران غير اللي يجود بيه
عليه, وانتِ عايشة في عز كل ستات النجع يحسدوكِ عليه
هاً! على ايه يا حسرة, على راجلي اللي مهملني وداير ورا الغوازي!
يا بوووي ! بجولك ايه يا مرة يا رطاطة انتِ, أنا جاي مبسوط وما رايدش مخلوج
ينكد عليّ. اتخمدي نامي وما تزوديش كلمة , ما تخلنيش اعمل اللي يحسرك عاد
زفرت ونتشت طرف دثارها واستلقت على وسادتها وغطت وجهها
***************************************************
عادت صفية إلى القرية بعد إتمام
الجراحة. ترجلت حورية عن السيارة الأجرة وأخذت بيدها
على مهلك يا ست
ترجلت عن السيارة وقد بدا على وجهها
الإرهاق وصفرة المرض. ترجل محمود خلفها وهم أن ينطلق, فنادته بوهن: محمود تعال
هنيه..حورية,خدي حاسبي السواج خليه يروح لحاله
أمسكت بيد ولدها وتنحت به وهمست:
محمود, كيف ما جولتلك ونبهت عليك قبل سابج, اللي يسألك أمك عملت عملية ايه تجول
شالت كام حصوة ع المرارة, إياك تجيب سيرة الرحم اللي اتشال وإلا كلنا هننطردوا برا
السرايا ونرجعوا بيت بوك الجديم
هال الغلام ما سمع فرد وكأنه يدفع
الشر بكلتا يديه: لاه, لاه يا امّا, ما عايزش ارجع البيت العفش اللي مافهوش وكل
مليح
يبجى اسمع الكلام واوعاك تغلط
بلسانك وتجول ع المخبي
ما تخافيش يا امّا. ما هجولش, ما
هجولش
طب خد مفتاح السرايا واسبجني
انطلق الغلام, فأرسلت حورية إلى
كامل في الديوان لتخبره عن الجراحة التي أجريت لها
******************************************
هرع كامل إلى القصر فور علمه بما
حدث لصفية ., كان يمد خطواته في أروقة الدور العلوي هلعاً متلهفاً لاهثاً يتفصد
جبينه عرقاً, وخلفه حورية تهرول. فتح باب الغرفة, فأبصر صفية ممتدة على الفراش,.
فناداها بصوت طغى عليه الحنان: صفية
انت جيت يا كامل
انكب عليها وطفق يقبل جبينها بحنو:
سلامتك ألف سلامة يا صفية
دريت يا كامل بالحصاوي اللي كانت
مطيرة النوم من عيني!
أول ما دريت, هملت الديوان وهملت
الدنيا وجيتك. بس ما كان يصح منيكِ اللي عملتيه يا صفية, كيف يعني تسوي عملية من
غير ما تجولي عشان ابجى جنبيكِ, وكيف تكدبي عليّ وتجولي أم علام بت خالة بوي هي
اللي هتسوي عملية
بجى كديه يا كامل! آنا أكدب! كنت
جربت عليّ كدب قبل سابج يا كامل! اخص عليك, آنا عمري ما انطج غير الصدج ولو فيها
موتي
طب اومال ايه اللي حُصُل طيب؟
اللي حُصُل كيف ما جولتلك في الاول,
صُح خالة أم علام سوت عملية وكنت جنبيها, يجوم يحصل ايه, الاجيلك الوجع جاني في
المستشفى كان هيموتني, الداكتور كشف عليّ جالي يلزمك عملية ديلواك وإلا هتموتي
منينا
الف بعد الشر عنيكِ يا صفية
تسلم ياخوي. الحمدلله إن حورية كانت
معاي, وكماني نرجس اللي يراضيها بالراجل الصالح ما هملتنيش
نرجس مين ديّ!
بت ام علام الصغيرة, واه! هتكون مين
يعني
ربنا يجازيها خير..وأمها عاملة ايه
ديلواك؟
الحمدلله, مليحة, جامت من العملية
وكانّ ما بيها شي. خرجنا كلاتنا من المستشفى امبارح وبيتنا عنديها..آه صُح, دي
موصياني وصية وشددت عليّ اجولهالك
خير إن شاء الله
بتجولك يا كامل يا ولدي, المرة
الجاية تاجي عندي انت وصفية ومعاكو الواد اللي ربنا هيعوض عليكم بيه عن قريب
وتكسوني بالحرير جزاء ما بشرتكوا بشرة خير
ههه الله يبشرها بكل خير, والله
جلبي اتفتحلها المرة ديّ
اومال لو شفتها عاد وشفت حنيتها
هتجول ايه! طب دي رغم تعبها كانت بتوكلني بيدها, وتجول لنرجس, هاتي لاختك صفية
فاكهة خليها تتقوت, اختك صفية دي اختكوا الرابعة وإياكو تبعدوا عنيها بعد موتي..يا
بوي على طيبتك يا خالة أم علام
دخلت حورية أثناء حديثها عن أم علام
تحمل صينية الطعام, فسألتها صفية؟
مش صُح خالة أم علام طيبة يا حورية؟
ايوة اومال, يا بوووي, دي مرة مليحة
مليحة, ولا كانها من دنيتنا ديّ. ابجي خليها تاجي عندينا يا ست صفية عشان تحل
البركة ع السرايا
هتاجي يا بت, هتاجي, بس بعد ما
نروحلها آنا وكامل ومعانا ولدنا عشان نكسيها بالحرير
ها! آه وماله, ابجوا خدوني معاكو
عاد, عشان أشيل الواد عنيكِ..الوكل يا ست
حطيه عندك واخرجي
حاضر, بالإذن يا كامل بيه
جولي يا كامل..حد عرف في النجع؟
لاه, مالحجتش اجول لحد, حتى امي ما
تِعرِفش.
عملت خير. ما عايزاش اتعب امي
الحاجة معاي
لاه كيف! آنا هشيعلها خبر
************************************
علم حسن بما ألم بأمه, فطاش عقله
وطار إلى القصر. دفع باب غرفتها الموارب وقد دمعت عيناه فرحاً لمرآها. أسرع إليها,
انكب على يدها يقبلها وهو يزرف الحنان تحت أقدامها: حمدالله بسلامتك يا امّا
ابتسمت وهي تمسح على رأسه المنحني
أمام أمومتها: الله يسلمك عاد يا حسن..اتوحشتك
وآنا والله يا امّا اتوحشتك, وما
كنت بنام الليل من جلجي عليكِ وعلى محمود. لكن كيف يامّا تسوي عملية من غير ما
تجولي
ماكنتش رايدة جلبك يتوغوش
حمدلله بسلامتك يا امّا
الله يسلمك يا ولدي...جلجت عليّ صُح
يا حسن؟
أومال يا امّا. وآنا ليا مين غيرك
بعد بوي الله يرحمه! دانتِ جلبي يا امّا
اتسعت ابتسامتها وربتت على كتفه
بحنو: يسلم لسانك وجلبك من كل ردي يا ولدي
طيب آنا نازل يا امّا عشان ما يصحش
أجعد في الدور الفوجاني وأضايج البنيتا
واه! وانت جيت نواحيهم ولا خطيتلهم عتبة!
إنت طالع لامك تطمن عليها
واطمنت الحمدلله. أنا نازل عاد
ألفى كامل عند الباب, فأخفض بصره
امتعاضاً. فقال كامل بفتور: حمدالله بسلامة أمك يا حسن
الله يسلمك يا كامل بيه
غادر الغلام, فاستدارت صفية إلى
كامل وسألت متمسكنة: واه! أومال وينهم البنيتا يا كامل! إلا ما ريت خيال واحدة
منيهم تجولي حمدالله بسلامتك, صُح, ما انا ابجالهم ايه! حايللا مرت بوهم. كنت امهم
إياك!
نجحت في تأليبه على بناته بالحقن
الناعم, فثارت ثائرته وطار بغضبه إلى غرفة البنات. كانت سلمى ووطفة تستذكران
دروسهما, حين اقتحم والدهما الغرفة, فشهقتا فزعاً: فصاح بوجه عبوس:
خبر ايه يا بت منك ليها! مادريتوش
أن مرت بوكو رجعت من المستشفى!
ردت وطفة بعدم اكتراث: واحنا
نسويلها ايه!
فأغلظ لهما القول: جومي فزي يا بت
منك ليها. روحوا جولولها حمدالله بسلامتك عاد
زفرت وطفة بحنق شديد. فحدجها بنظرة
غاضبة. فأسرعت سلمى في محاولة لامتصاص غضبه تقول: أمرك يا بوي, أمرك, هنحصلك آنا
ووطفة طوالي
أولاهما ظهره وخرج من الغرفة:
فأفرجت وطفة عن عبارة حبيسة توخز دواخلها: مالنا احنا رجعت من المستشفى ولا عنها
ما كانت رجعت المرة ديّ
يا بوووي رجعت البومة من تاني يا
وطفة. والله طول الليل احلم انها ماتت وآنا وانتِ عم نتنطط من الفرحة
....اديكِ جولتيها بلسانك يا
سلمى..في الحلم.. هتفضل كل حاجة حلوة نتمناها نشوفها في الحلم...وهتفضل المرة ديّ
في حياتنا كيف الكابوس اللي ما عارفينش نصحوا منيه.
كانها كديه يا وطفة...يلا نروحولها
عاد بدل ما ابوي يطين عيشتنا اكتر ما هو مطينها
**********************
كانت صفية تجلس على أحد الأرائك في غرفتها,
, ترقب الطفلتين وهما تدخلان بتثاقل الماقت للقاء. اقتربت سلمى بخطواتها وبقت وطفة
على مسافة منها. فحيتها سلمى بفتور: حمدالله بسلامتك يا مرت بوي
الله يسلمك عاد يا سلمى
وقالت وطفة بكراهية المضطر: حمدالله
بسلامتك
الله يسلمك يا وطفة يا بتي..ايه
مالك واجفة باعيد كديه. ما تاجي تجعدي
لاه, عندي مذاكرة. يلا يا سلمى
***********************************
في حديقة منزلها جلست جميلة تستظل تحت خمائل
الذكرى, عندما أبصرت والدتها متهيئة للخروج من المنزل, فانتبهت وسألتها:
على وين يا امّا؟
رايحة اطمن على صفية مرت خوكِ, سوت
عملية في مستشفى المركز وشالولها حصاوي على المرارة..لولا عارفة اللي في جلبك من
ناحيتها كنت جولتلك تعالي معاي
ما تعوقيش يا امّا
ربنا ييسر عاد, على ما البت مهدية
تجهز الغدا اكون جيت عشان نتغدوا سوا
*******************************
وصلت الحاجة فايقة إلى قصر ولدها
واستقبلتها حورية بترحاب: يا مُرحب يا حاجة, نورتي السرايا عاد
لاه آنا جلبي شايل منيكِ يا حورية
وزعلانة جوي
ليه بس يا حاجة؟
كانك ولفتي ع العيشة باعيد عني يا
بت
طب اعمل ايه طيب! آنا كنت ناوية
ارجع السرايا بعد ما الست جميلة اتجوزت واعيش معاكِ, لكن حُصُل اللي حًصُل عاد ومن
وجتها وانتِ جاعدة مع الست جميلة
اعمل ايه! مستنياها تولد واخدها
وارجع ع السرايا
ربنا يقومها بالسلامة يا حاجة.
اتفضلي, الست صفية راقدة في ساريرها فوج
***********************
فتحت حورية الباب قائلة: الحاجة جت
تطمن عليكِ يا ست صفية, اتفضلي يا حاجة
ردت صفية بصوت متمارض: تعالي يا
امّا
عواف يا صفية يا بتي
الله يعافيكِ يا امّا
قالت حورية: طب هروح آنا أسوي كباية
شاي مليحة للحاجة, اسويلك حاجة تشربيها يا ست صفية
لاه, ما عايزاش..تعالي اجعدي
وارتاحي يا امّا
جلست الحاجة على طرف فراش صفية
وقالت: ألف سلامة عليكِ يا بتي
الله يسلمك من كل ردي يا امّا
والله كان منى عيني اجيكِ وانتِ
حبلى في الواد واباركلك, مش اجي الاقيكِ مرمية ع السرير وشايلة حصاوي وابصر ايه
أطرقت صفية رأسها وزفرت بهمس, ثم
قالت: كله بأوانه يا امّا عاد. من يوم ما اتجوزت كامل وآنا تعبانة بالمرارة, تجولي
عين اتدبت في جسمي ومرضتني!
يكفيكِ شر عيون الحاسدين يا صفية.
معلش, ربنا يشفيكِ ويزيح عنك..لكن انتِ مليحة ديلواك؟
الحمدلله يا امّا مليحة
طب شدي حيلك عاد عشان اتشوجنا للواد
يا صفية يا بتي
ابتسمت ابتسامة باهتة وأمسكت بيد
الحاجة فايقة وطفقت تطمئنها: الواد هياجي يا امّا وهتشيليه بيدك وتسميه كماني
يا رب يا بتي, يارب
حاولت صفية التجسس على أخبار جميلة سائلة بمكر: وجميلة
عاملة ايه يا امّا؟
هتعمل ايه! اهي مهمومة وزاد همها
وهمنا بالعيل اللي شايلاه
ممم ربنا يقومها بالسلامة عاد..هي
مش ناوية ترجع سراية بوها ولا ايه؟
لاه, أهي ممرمرانا معاها وجاعدين
جعدة مالهاش عازة في البيت الفقري اللي ما عايزاش تفارجه, والله ما عارفة طايجاه
كيف بعد اللي حُصُل..حتى لما سلام واد مطاوع جاها يطلبها للجواز بعد ما تولد ردته
خزيان وجالت ما هتجوزش بعد عزت
اكفهر وجه صفية وسألت ونار الغيظ قد
اتقدت في قلبها: هو سلام بيه رايد يتجوزها؟
ايوة, الراجل جال عايز يربي واد خوه
في حضنه
ممم وايش درّاه انه واد! مش يمكن
تاجي بت؟
والله يا بتي يا ريت ما ياجي لا واد
ولا بت, ياريته يريحنا وينزل ميت عشان بتي ما تتربطش جنبيه وتضيع شبابها هدر
قالت بحنان مصطنع: لاه يا حاجة,
لاه, بعد الشر, ياجي ولدها وينور الدنيا إن شاء الله
الأهم عندي ولدك انتِ اللي هيشيل
اسم ولدي ويسند ضهره
ابتسمت باضطراب وقد ابتلعها مارد
الخوف..فأنى لها بتلك النبتة الخضراء بعد أن بارت أرضها
*******************************************************
في ذات الليلة. انتظرت صفية حتى غط
كامل في نوم عميق..أطالت النظر إليه حتى تتيقن أنه في عالم آخر..تسللت من الفراش
رويدا.. رويدا. اتجهت صوب خزانة الملابس على أطراف أناملها. ارتدت أحد الأثواب على
عجالة. ووضعت الشال على رأسها. وحملت النعل في يدها, وعمدت إلى الباب في خفة. خرجت
من الغرفة تتلفت. لا شيء يُسمع حولها غير السكون الذي خيم على المكان بعد أن نام
كل من في القصر. نزلت الدرج كريشة تتقلب ولا يسمع لها حسيساً. ومنه إلى باب البهو
والذي خرجت منه وأغلقته برفق. عامدة البوابة الخلفية للقصر والتي خلت من الحراس.
هنا فقط يمكنها انتعال خفيها. فحري بحفيف الأشجار أن يواري خشخشة النعال. انطلقت
كالبرق إلى بيت سكينة المشعوذة يصاحبها هزيم الرياح.
***********************************************
بلغت الباب وهي تلهث وترتعد. قرعته
ونادت بصوت مجهد:
خالة ساكينة
ادخلي يا بت كلاف البهايم, الباب
مفتوح
دفعت الباب وخطت مسرعة داخل البيت
المقبض. فأبصرت سكينة تجلس إلى الأرض تنفث في إناء به بعض الأوراق كعادتها في عمل
الأسحار السفلية. جلست إلى جوارها وحيتها بصوت متهدج
عواف يا خالة ساكينة
الله يعافيكِ يا بت كلاف البهايم
واه! لساكِ بتجولي يا بت كلاف
البهايم حتى بعد ما اتجوزت كامل ابو الحجاج ودخلت سرايته!
كيف ما دخلتيها هتخرجي منيها يا بت
كلاف البهايم. ولا نسيتِ عاد انك دخلتيها عشان تجيبي الواد. وكانك ما هتجيبيهوش يا
بت كلاف البهايم. ومسيرك تخرجي من السرايا وترجعي للعشة اللي جيتي منيها
شهقت صفية وانكبت على يد سكينة
تقبلها هالعة متوسلة: لاه, لاه, أحب على يدك يا خالة ساكينة. أنا الموت عندي أهون
من الرجوع للعيشة اللي كنت فيها, أحب على يدك جوليلي اسوي ايه عشان أعيش العمر كله
في السرايا ما اطلعش منيها
نظرت سكينة في عينيها بعمق مخيف. ثم
عادت إلى الإناء تتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة وتنفث في الماء..رفعت رأسها
وصمتت هنيهة ثم قالت بصوتها المريع: اسمعي يا بت كلاف البهايم. الحاجة فايجة طول
ما هي عايشة ما هتسكتش عنيكِ, وفي الروحة والجاية هتسأل عن الواد اللي ما جاش
........ تجصدي ايه يا خالة ساكينة؟
أجصد اللي فهمتيه. لازم تخلصي من
الحاجة فايجة وإلا هتخلي ويلك ويلين, وطلوعك من السرايا هيكون على يدها, المرة ديّ
مالهاش عزيز ولا بتصون جميل, ولا ما نضرتيش بعينك سوت ايه في حياة وما شفعلهاش طيب
عشرتها معاها!
طب واخلص منيها كيف! دي لو اتجتلت
النجع كلاته هيتجلب. ياك مفكراها غلبانة ومالهاش ناس كيف الشاذلي! دي ناسها يولعوا
النجع بللي فيه
عشان كديه لازمن الناس كلاتهم
يفكروا انها ماتت موتة ربنا. لا اتجتلت ولا حد مسها بسوء
طيب حتى لو ماتت, كامل هيسكت على
حكاية الواد اللي متشوجله؟
هيسكت, طالما ما جادرش يجيبه هيسكت
ها!!..يعني ايه؟
العلة تاجي فيه من غير ما يعرف
علتك. وقتها لا يجدر ينطج ولا يبجاله عين يسأل عن الواد
مافهماش يا خالة
نهضت سكينة عن مجلسها واتجهت صوب
إحدى الغرف تتبعها عينا صفية المرتابة
سرعان ما عادت تمسك زجاجتين صغيرتين
في يدها.أحدهما ذات غطاء أصفر والأخرى ذات غطاء أزرق. كانت صفية تتفرس فيهما
صامتة. مدت سكينة يدها بالزجاجتين إليها وقالت:
امسكي يا بت كلاف البهايم
ايه دول يا خالة سكينة؟
الجزازة أم غطا إصفر تحطي منيها
للحاجة فايجة في الوكل والشرب, وام غطا أُزرج تحطي منيها لكامل
اتسعت حدقتاها وتساءلت وجلة: واه!
هموت كامل هو التاني!
لاه, اللي في الجزازة دي ما يموتش,
لكن هيخلي ولده يموت في ضهره, ولو اتجوز مليون مرة ما هينضر الواد
انفرجت أسارير صفية مستوثقة: صُح يا
خالة سكينة؟ يعني ما هيجدرش يعيّرني بعلتي؟
جولتلك إوعاكِ يدرى بعلتك. هو اللي
هيبجى معلول. وكفاكِ. روحي لحالك وهمليني لحالي ديلواك, ما فاضياش
طيب يا خالة سكينة. تتصبحي بالخير
عاد
***********************************
تسللت صفية إلى القصر خلسة كما خرجت
منه, أثناء صعودها الدرج على أطراف أصابعها, لمحتها سلمى من عليّ وكانت قد تركت
غرفتها لقضاء حاجة, ففزعت الطفلة وتوارت خلف الأستار حتى لا تراها صفية. وما أن
تسللت صفية إلى غرفتها وأغلقت الباب برفق, حتى انطلقت سلمى إلى غرفتها, دلفت وهي
تلهث وأغلقت الباب برفق, اتجهت مسرعة إلى فراش وطفة, نادت عليها بصوت خافت, ولكنها
كانت مستغرقة في نوم عميق. فعادت إلى فراشها والتحفت وحاولت النوم, ولكن التفكير
بشأن زوجة أبيها وخروجها خلسة من القصر أبقاها مستيقظة حتى بزغ ضوء الصباح
*********************************
استيقظ كامل فألفى صفية مستغرقة في
نوم عميق, فحاول أيقاظها
صفية..صفية ..مش كفاكِ نوم ولا ايه!
فتحت عينيها وقالت وهي تتثاءب: واه!
هو الصبح طلع! والله ما جدراش اجوم يا كامل, طول الليل الوجع مُطرح العملية مطير
النوم من عيني, حتى ما جدرتش اجوم أناول روحي كباية مية ابل ريقي
أمسك بيدها وقال متلهفاً: ألف سلامة
عليكِ يا صفية. وما صحتينيش ليه لما كنتِ متوجعة كديه
فقالت بمسكنة: أصحيك كيف بس يا كامل
وآنا خابرة انك طول اليوم هلكان في الديوان ويا دوب عم تريح جسمك بنومة الليل
أيوة بس انتِ كنتِ متوجعة وعايزة
اللي يكون جنبك, أومال لزمتي ايه آنا عاد
ما اتحرمش منيك يا سيدي وتاج راسي.
اطمن عاد, آنا مليحة ديلواك
الحمدلله..طب خليكِ مرتاحة
لاه, هنزل اجول لحورية تحضر الفاطور
ليا وليك. وتصحي البنيتا وتفطرهم
وعيالك ما هيفطروش معانا؟
ما انت عارف حسن بيصلي الفجر ويفضل
مع الشيخ سلطان يقرا في المصحف وياجيني بعد الضحى, ومحمود نايم وما يصحاش غير على
معاد المُدرسة في الضهر.. هنحضروا الفطار عاد واستنظرك تحت على ما تسحّم يا حبة
جلبي يا كامل يا جمر أنت
قهقه بسعادة واتجه إلى الحمام
الملحق بالغرفة, ظلت ترقبه حتى أغلق الباب, فاتجهت إلى دولابها في خفة وأخرجت
الزجاجة ذات الغطاء الأزرق, وأخفتها في صدرها وانطلقت خارج الغرفة
************************************
دخلت المطبخ فألفت حورية تعد الطعام
فحيتها قائلة: إصباح الخير يا حورية
يسعد صباحك يا ست صفية
خلصتي ولا لسة؟
جربت أها, ناجص أحيج الفول واقلي
البيضات
أطرقت صفية تفكر كيف تبعدها عن
المطبخ, رفعت رأسها وقالت: حورية, روحي هاتيلي كام عود نعناع من الجنينة
في نعناع منشفاه وحاطاه في برطمان
هنيه يا ست صفية, استني اما اجيبلك
يا بت ما عايزاش اللي منشفاه آنا,
عايزة نعناع إخضر, يلا همي
حاضر يا ست صفية
غادرت حورية المطبخ, ففتحت زجاجتها
ووضعت بعض النقط في الطعام على عجل, ثم أغلقتها وأعادتها بين طيات ملابسها
********************************
استيقظت وطفة فأبصرت سلمى تجلس على
فراشها شاردة الذهن فقالت متعجبة: سرحانة في ايه ع الصبح
توك صحيتِ انتِ التانية!
اومال انتِ صحيتِ ميتى؟
قفزت سلمى من فراشها ووثبت في فراش
أختها وجلست ملتصقة بها تسرد ما حدث بصوت خافت مرتعب: ريتي مرت بوكِ واللي عملته!
صحيت في الليل عشان اروح الحمام, جوم وآنا راجعة لجيتها راجعة من برا السرايا
تتسحب وماسكة بلغتها في يدها, أول ما وعيتلها اتدسيت ورا الستارة وما وعيتليش
اتسعت حدقتا وطفة وقالت ذاهلة: خرجت
من السرايا في الليل وحديها وراجعة تتدسدس عشان ماحدش يوعالها!
أي والله يا وطفة, وعيتلها بعيني
بتدسدس كيف الحرامي اللي ما عايز حد ينضره
قالت وطفة بلهجة لوم شديدة: وما
صحتنيش ليه انتِ عاد؟
واه! نادمت عليكِ ما سمعتيش. وبعدين
حتى لو صحيتِ كنتِ هتسوي ايه!
اسوي ايه يعني ايه! كنت صحيت بوكِ
الغفلان ديه وجولتله جوم شوف مرتك كانت وين في الليل
ردت سلمى مرتجفة: لاه, لاه, مالناش
صالح احنا
ايه اللي عم تجوليه ديه! لازم بوكِ
يعرف..اسمعيني زين يا سلمى, آنا هاخدك ديلواك ونروح لبوكِ نجوله على المرة ديّ
واللي عِملته, وهو بجى يسألها عاد كانت وين, يلا جومي
احتمت بدثارها وقالت والرعب يسكن
عينها: لاه, لاه, آنا لا هجول ولا هعيد, بوكِ في الأساس مش هيصدجنا. بوكِ مش عم
يصدج غير المرة ديّ وبس
نهرتها وطفة: كفاكِ جبن وخوف بجى,
حاجة غلط وريتيها بعنيكِ, ليه ما تجوليهاش! مش يمكن لما بوكِ يدرى يعرف بجيمة أمنا
اللي ظلمها
لاه, لاه مش هيعرف يجيمتها ولا
هيسمعلنا, وهمليني لحالي يا وطفة
إذا كنتِ إنتِ بتخافي وترجفي, آنا
جلبي جامد وما بخافش إلا من ربنا. هروح اجول لبوي ع اللي شوفتيه, ولما يسألك
جوليله صُح حُصُل وكفاكِ جبن
أسرعت وطفة صوب الباب وظلت سلمى
تناديها لتثنيها عن الذهاب ولكنها لم تأبه لندائها وهرعت إلى أبيها ..أبصرته من
أعلى يجلس إلى مائدة الإفطار وزوجته منسجمان, فالتهمت أقدامها الدرج ونزلت في لمح
البصر ونادته بأعلى صوتها
بوي
وجم ورد بفتور: عايزة ايه
عايزاكِ في كلمتين وحدنا
مش وعيالي عم افطُر!
حدجت وطفة زوجة أبيها بنظرة حادة
ثابتة وقالت لأبيها: في حديت لازمن تعرفه ديلواك
ارتجفت صفية وشعرت أن الأمر يخصها,
وصمتت وعينها تتقلب قلقاً حين وجدت كامل يقوم عن المائدة ويتجه صوب ابنته..وقف
أمامها وقال بحدة: انطجي في ايه
فقالت بصوت لم يعبر إلا مسامعه:
مرتك يا بوي خرجت في الليل من غير ما تدرى, ورجعت تتسحب وبلغتها في يدها عشان لا
حد ينضر ولا حد يسمع, لكن سلمى وعيتلها وجالتلي
نهرها والدها ووكزها في صدرها بعنف:
جنيتِ يا بت المحروجة انتِ! كيف تتجرأي وتجولي على مرت بوكِ كديه
قالت بمزيد إصرار: والله يا بوي
حُصُل حتى اسأل سلمى أختي
فزفر وقال من فرط ضيقه: يا بوي,
وبعدهالكم يا خلفة الشوم انتو! رايدين تخربوا البيت كيف ما خربته أمكو! يعني
اجتلكو وأخلص منيكو ولا اسوي كيف!
هرعت صفية وهي تنتفض وقالت بصوت
متهدج: حُصُل ايه يا كامل؟
تعالي شوفي بت المحروجة ديّ بتجول
عليكِ ايه!
يا بوي ما تشتمش أمي اللي عمرها ما
خرجت في الليل بدون علمك
اتسعت حدقتا صفية وأدركت أن وطفة
علمت من أمرها, ألجمتها الصدمة فلم تنبس ببنت شفة..فاشتدت ثورة كامل على ابنته
قائلاً: اكتمي لاجطع خبرك, وإياك تعيدي الكلام ديه تاني ولو بينك وبين نفسك
لاه يا بوي ما هسكتش إلا اما تسأل
سلمى وتسمع منيها اللي شافته
حدجها بنظرة غاضبة, وطفق ينادي سلمى
بأعلى صوته
سلمى, إنتِ يا بت المحروجة, انزلي
يا بت
نزلت سلمى والرعب يعصف بقلبها.كنت
صفية ترقبها بعينين زائغتين وضربات قلبها تدوي كالرعود داخلها..وقفت سلمى أمام
أبيها الذي يحدجها بنظرة حادة مرعبة وقالت بصوت مرتعش: نعم يا بوي
فسألها بصوت أجش: إنتِ صُح وعيتِ
لمرت بوكِ وهي راجعة السرايا في الليل بتتسحب؟
نظرت الطفلة في عيني أبيها المخيفة
فارتجفت وقالت على الفور: لاه يا بوي ما حُصُلش
فتنفست صفية الصعداء, وصعقت وطفة
وصاحت في أختها: جولي كلمة الحق يا جبانة وما تخافيش غير من اللي خلقك
صفعها والدها صفعة أسقطتها أرضاً
وصاح ثائراً: لساكِ عايزة تخربي البيت يا بت الفاجرة, وانهال عليها ركلاً بأقدامه
والطفلة تصرخ, وأختها تمسك بجلبابه وتستجديه ليترك أختها: لاه يا بوي, لاه, حرام
عليك..كانت صفية ترقب المشهد بانسجام وسعادة نضحت على وجهها..ثم حاولت إظهار بعض
الشفقة وحالت بين كامل وابنته وهي تصرخ:
لاه يا كامل, لاه, البت تموت في يدك, هملها الله
يرضى عنيك
تنحى وجلس على مقعد وهي ينهج وقد
وضع يده على رأسه تأسفاً..فنظرت صفية إلى وطفة وهي ملقاة على الأرض تبكي وقالت
معاتبة إياها برفق:
ليه يا وطفة يا بتي رايدة تلبسيني توب العار!
ريتي مني ايه عفش يا بتي عشان تفتري عليّ كديه! دانا طول الليل متوجعة ونايمة ما
جدراش اتحرك, تجومي تجولي طلعت في الليل وما خابراش ايه! الله يسامحك يا بتي, الله
يسامحك
نهضت الطفلة عن الأرض وحدجت زوجة
أبيها بنظرة كراهية, بينما صفية تنظر إليها بتشفي لحظته الطفلة, هرعت إلى الدرج
وخلفها أختها ..اتجهت صفية إلى كامل وربتت على كتفه وقالت بحنو: ما تزعلش يا كامل
الواجب آنا اللي اجولك ما تزعليش يا
صفية من بنات الشوم دول, والله ما عارف اسوي فيهم ايه! لو صبيان كنت زعطهم من
السرايا, لكن دول بنيتا, بنيتا يا صفية وعارهم عاري
خابرة يا كامل, الله يعينك ويعيني
معاك على همهم عاد, ما هم بناتي كيف ما هم بناتك, ومهما عملوا فيا جلبي ما هيشيلش
منيهم ابدا
ابتسم وربت على يدها
*****************************************
اندفعت وطفة إلى فراشها تبكي وتنشج,
فلحقتها سلمى, ربتت على ظهرها وقالت: ما تبكيش يا وطفة عشان خاطري
أطاحت بيدها وصاحت بحدة: بعدي عني,
ما عايزاش انضرك جدامي
بكت سلمى ولامتها: بجى كديه يا
وطفة! أول مرة اسمعه منيكِ الكلام العفش ديه
اسكتِ ما طايجاش اسمع حسك. انتِ
السبب في كل اللي حُصُل يا جبانة
ايوة جبانة, وخابرة زين ان بوي ما
هيصدجناش مهما جولنا. بوي كارهنا كد كرهه لامنا وما هيعاديش مرته عشانا ولا هيصدج
فيها جول, عشان كديه جولتلك اسكتِ, اسكتِ يا وطفة
مسحت وطفة دموعها وقالت بحدة: كنت
رايداه يعرف المرة ديّ عم تعمل ايه من وراه..لكن من ديلواك ماليش صالح بيه, ولو
وعيت للمرة ديّ بعيني بتدبحه بساكين ما هتدخلش
ومن هذا الوقت حسمت وطفة موقفها
تجاه أبيها وانتحت جانباً
*******************************************************************************************************************
ولحد هنيه وخلصت حلجتنا, وزعلانة
منيكو..لكن جلبي ما جادرش يجسى
كيف مانتوا مستنظرين الحلجة, آنا
كمان مستنظرة التفاعلات..خابرين ليه! عشان التفاعلات دي هي عم تحسسني إن تعبي ما
هيروحش ع الأرض وفي ناس مجدراني.جوم ايه اتحمس وانزل الجاديد ..لكن الاجي
التفاعلات بتجل لاه, لاه. اهو ديه اللي يكسر بخاطري عاد
مستنظرة أرائكم في الحلجة, مش في
العتاب اللي كتبتهولكم
بشكر كل حبايب جلبي اللي عم
يتفاعلوا من غير ما يتعبوا جلبي
اهملكم ديلواك واشوفكم السابوع
الجاي إن شاء الله
لا تنسوا ذكر الله والصلاة على
الحبيب عليه الصلاة والسلام
لا اله الا الله, ولا حول ولا قوة
إلا بالله
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما
صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل
محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفالحلقة جميلة اوووى وتستاهل نستنا يوم الخميس كدا بجد مبدعة يا استاذة
حذفلسه ما قرأت بس قاعدة من الصبح ادخل اشوف نزلت ولا لا
ردحذف
ردحذفالحمد لله الحلقة نزلت في ميعادها
تسلمي يا هوبا
الحلقة دية خوفتني اكتر من اللي جاي وطفة جريئة جدا بس معندهاش خبرة لحداثة سنها وللاسف تسرعها في اللي قالتله هيخلي كامل مش هيصدقها حتى لو حصل اية
ممكن تشوف اللي صفية بتحطهوله في الاكل ومتقدرش تسكت مش هيهون عليها
سلمى بجد زعلت منها جدا وان كان رأيها صح انهم ميقولوش لباباهم بس اللي حصل حصل كانت نصرة اختها في الحق واللي يحصل يحصل للاسف شخصيتها من الناس السلبية ومش بس كدة لا مش بتعين خالص على نصرة الحق الخوف واخد اكبر تصيب فيها
صفية حسابها بيتقل بس يا تري هيكون في حد سليم اصلا بعد اللي عمالة تعمله في الكل
الحاجة فايقة هتموت كان نفسي تقلب على صفية او حتى تقف جنب جميلة
كامل هيشرب نتاج ظلمه وعنده
وحاسة ان حورية هتفشي كل اسرار صفية وهتكون سبب نهايتها
جميلة اتوقع انها هتجيب ولد
حسن بيفكرني بأحمد في خلف هذة الجدران
يلا في انتظار الحلقة الجاية
لا اله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
ردحذفتسلمي يااستاذة هبه عالحلقة المشوقة للحلقة القادمة انتظرها بفارغ الصبر
ردحذفياترى لمتى صفية حتتمادى باعمالها الشريرة اتمني ان لا تموت الحاجة فايقة حتى تظهر براءة حياة.اتوقع صابرين مش حتصبر على بدران وسهره برا
ممكن سلمى من الان تبدأ تراقب صفية عايزين ظهور لحياة ونطمن عليها.دمتى بخير ياهوبة
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد(ام راشد)
الحلقة جميلة اوي مش عارفة فرحت في اللي اسمها فايقة دي مع اني مببحبش الشر وكان نفسي تشوف صفية على حقيقتها وتتعذب مش تموت بس كدة هتخلي حساب صفية تقيل اوي مش بعيد يقتلها كامل لما يعرف الحقيقة ويدخل السجن ياللا ف داهية وحياة ترجع هيا واخوها وياخدوا كل حاجة من بدران وكامل بس اهم حاجة انها مفكرتش تاخد ابن جميلة كنت هزعل اوي
ردحذفالحلقة جميلة بس حاسة أن صفية هتعمل حاجة في البنات أي حد بيقف في طريقها بتأذيه وكامل يستاهل هو امه علي اللي هيحصل فيهم مش معقول حد يفضل طول عمره يخطط ويقتل ويهرب عشان يعيش هو مبسوط يا ستار يارب بس فعلا بتحصل كتير حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم بحسين لاني اتظلمت والرواية دي بتفكرني بحاجات حصلتلي متميزة كالعادة وانا علي طول بتفاعل والله ❤️
ردحذفاسماء
يا خوفي على البنات من صفية كشفوا أمرها هتاذيهم
ردحذفالحلقة اكثر من رائعة لكنها قصيرة في انتظار الحلقة القادمة
اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️ أحداث مشوقة بانتظار الحلقة القادمة بشوق الله يسعدكِ أستاذة هبة ممكن تنزلي حلقتين في الاسبوع❤️
ردحذفمشكورة على الحلقات الرائعة و بأنتظار الحلقة القادمة❤️أم رفيف
ردحذفالله لا يحرمنا من منك ومن حلجاتك اللى كيف الجمر دى عاد هههه
ردحذفرائعه ماشاء الله عليكي
ردحذفحلقة مشوقة جدا...نفسنا نعرف حياة اخبارها ايه..في انتظارك الخميس القادم يا مبدعة..❤🌹
ردحذفجزاك الله خيراً حلقة جميله جدا
ردحذفانت القلب يا هوبه منقدرش على زعلك
ردحذفحلقه جميله جدا
صعبت عليه وطفه اوووى
كامل وفايقه يستعملوا ربنا يرد حق حياه
وبه انا wafaa Ali
ردحذفاللى معلقه فوق 😘😘
أما لهذا الظلم من آخر😔
ردحذفمتشوقة جدا للحلقة القادمة
سلمت يداكِ كاتبتنا المبدعة♥️
Eman Ibrahim
الحلقة روعة جدا بس فين حياة وحشتنى و عايزة اطمن عليها شر صفية بيقلقنى هل فعلا ممكن يكون فى ناس فى حياتنا بالصورة دى .. نسأل الله العافية .. جزاك الله خيرا.. زودى الحلقات قبل الدراسة .. انا ام جهاد..
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله
ردحذفتسجيل دخول وإن شاء الله أعلق لما أشفى قليلا🌹
بارك الله فيك حبيبتي هبة ونفع بك
طب والله كنت حاسه انها هتموت فايقة ، يلا ماهي اخرة الظلم وحشة يافايقة لازم تدوق من سم صفية شوية داهية تاخد اللي بيحبوها وتستاهل ياكامل اللي هيحصل فيك واللي لسه هتشوفه من صفية اسود من قرن الخروب ، وطفة متسرعة وسلمى جبانة كان نفسي يراقبو صفية الأول ويكشفوها بس كانت صفية هتقتلهمل كشفوها ،، كنت مفكرة صفية هتخطف عيل وتقول ابنها ، بس ديما استاذة هوبة بتفكر بر الصندوق 😃
ردحذفياترى جميلة حكايتك هتكون ايه وهتقدر تعمل حاجة لأمها قبل صفية ما تخلص عليها ، او حورية هتكون ليها ف نجاة الحاجة فايقة لو نجت يعني 😂
ربنا ما يستر من اللي جاي انا قلبي بدا بتوغوش 😟
تسلم ايدك يا استاذة هوبة الحلقة كانت دسمة وجميلة جدا ومشوقة جدا جدا جدا ، منتظرينك بفارغ الاصبر الخميس الجاي ان شاء الله 😍
ام عبدالرحمن
الهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ❤️ الحلقة رائعة والأحداث شيقة جدا سلمت يداك مبدعة 🌹كاميليا
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ردحذفحلقه جميله سلمت يداك في انتظارك الاسبوع القادم إن شاء الله
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وع اله وصحبه اجمعين
ردحذفلاء لازم الحاجه فايقه متموتش الا لما تعرف بظلم حياه وهى حياه مصيرها ايه ياترى 🤔🤔وربنا يستر ع جميله
تسلم ايدك يا مبدعتنا وف انتظار الحلقه الجايه بكل شوق💓💓💓
Smsma mohamed
ردحذفالحلقة اكثر من رائعة
ردحذفبس انا كنت متوقعه انها هتكذب وتقول إنها حامل وأنها سقطت وتتهم سبب السقوط في بناته
بس حضرتك عملتي أحداث فوق الرائعة
سلمت يداكي و دمتي مبدعة
نور الحق
اللهم صل وسلم وبارك ع سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ردحذفحلقة جميلة جدا مكنتش عايزاها تخلص بس عايزة اعرف اي أخبار عن حياة يا تري عاملة إيه هي كمان
ردحذفواعتقدت أن صفية هتخطف ابن جميلة لما تولد وتحرق قلبها عليه وتكسب هي بالواد بس خاب ظني والحمدلله هتسيب ابن جميلة
ردحذفتسلم ايدك حلقة رائعة بس بتوجع القلب قوي صعبوا عليا البنات ربنا ينصرهم و الظلم ينتهي قريب
ردحذفعودا حميدا استاذتنا الحبيبة
ردحذفدخلت قدرا لاقيت حلقات نزلت انا سعيدة جدا
لي عودة للتعليق على الاحداث
فين حياه ياست هوبا لسه دورها مجاش لحد دلوقتي وعيالها الله يكون فى عونهم وبذات وطفه صعبانه عليا وخايفه عليها من جرائتها لتئذيها صفيه اما سلمي جبانه وبردو خايفه عليها لان اكيد لما تكبر محمود هيبقا ليه دور معاها وممكن يتجوزها غصب نروح بقا لابوهم يستاهل اللي هتعملوا في صفيه وفايقه ممكن ماتموتش بس تتشل وتعيش متحسره وتعرف الحقيقه ويبقا فى ايديها ماتعرفش تعمل حاجه وده بالنسبالها الموت وتستاهل لأنها ظلمت حياه اما جميله خايفه صفيه تعرف انها حامل ان شاء الله في ولد وتاخده منها ربنا يستر
ردحذف
ردحذفكان نفسي صفية تجيب لكامل الولد اللي يبقى سبب في دماره و حرقة قلبه عليه او الولد ده يموت و يحرق قلب صفية و كامل بس مش مشكلة كدة مش وحش بردو بس محمود مش عايزاه يبقى زي امه لما يكبر. صفية ايديها بتغرق بالدم و مش هتبطل الا لما كل حاجة تبقى ملكها و مش بعيد تحاول تقتل بنات حياة و ابن او بنت جميلة و جميلة نفسها لو قدرت و كامل ساعتها هيبقى لوحده و مالوش غيرها هي و ولادها و هيبقى زي الخاتم في صباعها لانه مش هيعرف يجيب عيال تاني فيعتمد على محمود لان غالبا حسن هيكبر و يبعد عنهم. كامل بيحصد كل اللي عمله في حياة واحدة واحدة و لسة هيشوف. ام كامل مش مهتمة بيها و ياريت تموت بسرعة 😅😅 مش عايزة حياة ترجع و ياريت تكمل حياتها في القاهرة و النجع يتحرق باللي فيه عشان قبلوا بالظلم و محمود و حسن بس اللي يعيشوا 😈😈
سلمت يداكى يا غالية
ردحذفمعلش ماكنتش بعرف اعلق ربنا يهدى النت بس ويوصل التعليق حلقة رائعة بس نتمنى تمنى علينا بحلقتبن فى الأسبوع 🥰❤️
الحلقة روعة ،،،والأحداث غير متوقعة أنا مبهورة جدا بالرواية ،،،وأتمنى تنزلي حلقتين بالأسبوع على الأقل ،،،وجزاك الله كل خير
ردحذفAfaf
اي الجمال دا بجد ابداع الله ينفع بقلمك
ردحذفو علشان الجمال دا عاوزين حلقتين🤣
ردحذف🌿🌿صباح الخير والسعادة 🌿🌿
حلقة جميلة جداً
إيه الأحداث البوليسية دي!!
صفية دي مالهاش عزيز ولا غالي هتقتل كل اللي يقف في طريقها... كنت خايفة تعمل حيلة وتتفق مع حد يجيب لها ابن جميلة لما يتولد بس الحمدلله ما تبقاش مغفلقة علينا من كل ناحية..
بدران اتقلب على صابرين وهي بدأت تنتبه وتعرف قيمة اللي كانت عايشة معاه...
كامل لسة سارقاه السكينة وعايش في عالم صفية ومش عايز يصدق أي حاجة عليها ده انا حاسة انه لو شافها بتحط له من الازازة اللي معاها هيقول دي بتحط لي مقويات وفيتامينات😂 فيه ناس كدة على قلوبها غشاوة
حلقة جميلة زيك يا حبيبتي واكثر من رائعة👏🏻👏🏻
💞دُمتِ متألقة💞
اللي حصل في الحلقة دي غير التوقعات
ردحذفطيب هي هتشرب كامل من الازازة اللي بتقطع الخلف
طب ليه هتموت امه ماهي تبقى عايشة وتتنكد بابنها اللي مش بيخلف
وسكينة قالت لها هتخرجى من السرايا على ايديها عشان الخلفة فالمشكلة هتبقى عند ابنها وهي اللي صابرة ومستحملة
عايزين نعرف اخبار حياة وخليل حاسة ان خليل هيتهدي وجوازتهم مش هتبقى ع الورق بس وهتخلف منه ولد
اتوقع لو فايقة ماتت جميلة هتسيب النجع وتنزل القاهرة وتقابل صالح ويجوزها وبعد كده يقابلوا حياة وخليل
ردحذف♥️♥️♥️
ردحذفوالله الحلقات تهبل وتخليني اغوص داخل الحكاية تسلم يدك عالكتابات الحلوة ولو انها تفووور الدم طول الوقت بدعي عليها وظلمها ههههه بس بتحمس كثير الى الامااام
ردحذفام الريم
حذفمتابعتك ام الريم اخت محبة للجنان 🩷🤍🪻
ردحذف