الحلقة الأخيرة(الفصل الأول) الجزء الثاني الليل والدوادي
فوق رمض القيظ كان سباعي زوج هانم يعمل في فلاحة أرض السيد كامل التي ألت إلى
زوجته صفية..جبينه يتصبب عرقاً كمطر السماء ويعمل بجد وهمة, وفجأة يناديه ناظر
الأرض فترك ما بيده وهرع إليه ملبيا: ايوة يا حاج محمود
قال بلهجة حادة: همل الأرض وامشي, مالكش شغل عندينا
واه! ليه عاد؟ حُصُل مني ايه؟ دانا شغال في الارض كيف التور المربوط في
ساجية, لا جصرت ولا بخلت بجهد
ماليش صالح آنا بالكلام ديه, ديه أوامر الست صفية
.....الست صفية! والست صفية ليه تجطع عيشي وعيش عيالي! سويت ليها ايه؟
يا بووووي, كفاك رط يا راجل انت وهمل الأرض ماتاجيبليش المشاكل عاد مع الست
حسبي الله ونعم الوكيل, لكن آنا مش هسكت, هروح لكامل بيه بذات نفسيه, وآنا
خابر ان ما يرضهوش الظلم
هاها كانك جنيت يا سباعي والشمس كلت نفوخك. الأرض ديلواك أرض الست صفية وهي
الآمرة الناهية, وكامل بيه ما هيجفش في وش الست صفية عشان نفر أجير شغال في أرضها
بجى كديه! الأرض اللي رويتها بعرجي وضاع عمري فيها, تطلعوني منيها بعد ما
مصيتوا دمي ومليتوا خزاينكو!
أشاح ناظر الأرض بيده استخفافاً بأمره واستدار إلى الأجراء يصيح فيهم:
اشتغل يا واد المحروج انت وهو واعملوا بالأجرة اللي بتاخدوها حار ونار في جتتكم
خرج سباعي من الحقل بخطوات أثقلها
الحزن ووجه كسته الكآبة..فإلى من يرفع مظلمته, والقاضي هو الجلاد!..وما أن غادر
الحقل حتى ألفى حورية أمامه تقول: سباعي, الست صفية ريداك في السرايا
الست صفية! آنا اللي رايد اجابلها ديلواك
حصلني عاد
هرع خلف حورية إلى قصر صفية
********************************
رواية الليل والدوادي
بقلم. هبة عبد العظيم نور
*******************************
كانت تننظرهما في بهو القصر تجلس في أبهة ورواء وقد وضعت ساق على ساق
ويداها تقبضان على ذراعي المقعد كملكة متوجة, مظهرها الفخم ألجم فاه فنظر صامتاً
والخوف قد أزاغ عينيه..تبسمت وأشارت إلى حورية بالانصراف وقالت: يا مُرحب يا سباعي
الله يرحب بيكِ يا ست صفية آآآنا آآنا كنت عايز اسأل جنابك, ليه زعطيني من
أرضك
هاها واه! مش بيجولوا من حكم في ماله ما ظلم يا سباعي!
وجطع العيش مش ظلم يا ست!
اسمع يا سباعي..لازم تعرف ان كل شيء بجى في يدي عاد, وآنا ما رايداكش تشتِغل
في أرضي
.....كتر خيرك يا ست, ربنا يرزقني بالشغل في أرض تانية, بالإذن
استنى يا سباعي, كيف تهملني وآنا بتكلم معاك
جولتِ اللي عندك يا ست, عايزاني في ايه تاني!
آنا لسة ما جولتش اللي عندي يا سباعي..أوعاك تفكر اني بعد ما زعطك من أرضي
هتلاجي اللي يشغلك في أرضه..لا هتلاجي تاكل ولا تشرب إلا بأمري وبرضاي عاد
........يعني ايه يا ست! بتسدي كل الأبواب جدامي!...طب ليه عاد؟
سباعي, آنا هشغلك عندي شغلانة هتاكل منيها الشهد من غير تعب ولا شجى.. ولا
انت غاوي تجضي عمرك مكفي فوج الطين لحد ما ضهرك ينحني وتعدم صحتك!
ومين يغوى الشجى والتعب يا ست! اللجمة هي اللي عم ترمينا ع المر
لاه..لجمتك معاي متغمسة بالعسل المصفي يا سباعي, وما هتندمش ابدا
شوجتيني يا ست, شغلانة ايه الهنية ديّ عاد؟
تجف على مدخل النجع.تاجيب أخبار الأهالي..مين دخله, مين طلع منيه. حتى لو
نملة دخلته لازم اعرف بيها, لو دبانة شردت منيه, لازم أعرف راحت وين..خصوصي اللي
يدخله,سوا كان من أهالي النجع ولا غريب..تجف ددبان كل صبح وتاجيني آخر الليل
بالاخبار...جولت ايه يا سباعي؟
.....وانتِ هيعود عليكِ بايه يا ست انك تعرفي مين دخل النجع ومين طلع؟
مالكش صالح, انت تنفذ وتاخد فلوس وتكتم, يعني الكلام ما ينجال غير جدامي
وماحد يسمعه غيري...موافج ولا تهمل النجع وما ترجعوش تاني؟
موافج يا ست.حد يكره! شغلانة مليحة لا فيها تعب ولا شجى
براوة عليك يا سباعي ...لكن عندي شرط صاغير عاد
وآنا تحت أمرك يا ست صفية
تطلج هانم وتزعطها من الدار هي وعيالها
نزلت كلماتها كصاعقة أرعدته فاتسعت حدقتاه ووقف مشدوهاً للحظات حتى لملم
شتاته وقال ذاهلاً: اطلج هانم ليه يا ست؟ هي كانت عملت ايه!
هاها ومالك زعلان عليها كديه كانها حتة دهب هتضيع منيك! أومال لو كانت مرة
صُح ! عاجبك فيها ايه المكسحة اللي ما جدراش تمشي على رجليها وكل خطوتين تجعد
ترتاح!
طب وهي صحتها هلكت من ايه يا ست! مش عشان شجيانة وما شايفاش راحة!
سيبك منيها يا سباعي, ندر عليّ لو طلجتها وزعطها من الدار لجوزك مرة ما كنت
تحلم بيها بمنامك. جمال ودلال وصحة, مرة صُح. بس انت سوي اللي جولتلك عليه وانت
تشوف النعيم...وما تنساش تجولها إن طلاجها بأمر مني
...لكن يا ست…
انتفضت عن مقعدها بنذير ووعيد
مافيش لكن. يا تسوي اللي طلبته منيك وتتنعم, يا ترفضه وتستنظر كاس المرار
ارتعد وهز رأسه انصياعاً لأوامرها..وقال ذاعناً: أمرك يا ست
تهلل وجهها وأثنت عليه: كديه تستاهل تكون من رجالة صفية صُح..يلا هم على
دارك نفذ اللي أمرتك بيه
ما أن غادر سباعي القصر, حتى أطلقت ضحكة خرقاء وقالت: عشان تعرفي يا هانم
يا بت خالتي, اللي يعاديني يكون جزاؤه ايه
لم يكن أمام ضعفه وقلة حيلته إلا الامتثال لأمرها وإلا..سيتجرع حنظل عناده,
إنه الطوفان..وقد آثر أن ينجو بنفسه وإن كانت الهلكة لزوجته وأبناءه
**********************************************
عاد إلى بيته, دفع الباب الموارب واندفع إلى الداخل تتقد عيناه بشرر الغدر.
ألفى أبناءه يلعبون في صحن الدار, ما أن أبصروه حتى هرعوا إليه يتقافزون فرحاً
لعودته, فلم يأبه لهم, فنكسوا رؤوسهم وابتعدوا, فنادى بأعلى صوته على زوجته هانم
التي كانت تعد الطعام لأجله..هرولت مبتسمة: جيت يا سباعي! الوكل جرب يطيب عاد. معلش
عوجت في عمايله, لكن اعمل ايه! كنت بلف على أكل عيشي عاد. هبابة ورجعالك
استني هنيه
......في ايه عاد!..مالك يا سباعي؟ من وجت ما جيت وانا وعيالك زمجان. في
حاجة حُصلت زعلتك عاد؟
..........إنتِ طالج يا هانم
نفذت العبارة إلى أسماعها فزلزلت أركانها, شعرت وكأن الأرض تميد
بها,فاستندت إلى جدار خشية السقوط...حاولت أن تتمالك نفسها..لا ..لا بالتأكيد أن
ما نفذ إلى أسماعها هواجس من حديث شيطان خالها كيانها المنهك. حتى أنها شحذت
أسماعها وألقت سؤال التيقن ليخسأ ذاك الشيطان اللعين الذي يحيك عبارات واهمة. سألت
بشفاه مرتعدة وصوت مختنق: جولت ايه يا سباعي؟
اللي سمعتيه يا هانم
صرخت بجنون وقد اندفعت عبراتها: اللي سمعته يعني ايه! كانك مش واعي للي
بتجوله يا سباعي, طالج يعني ايه!
.....ديه أمر الست صفية, واللي أمرت بيه نافذ عليا وعليكِ.
شدهت وكاد يطيش عقلها. ظلت تنظر إليه مفغورة الفاه...وكأن صاعقة نزلت على
رأسها فذهبت بمداركها ..لملمت شتاتها وصاحت في وجهه: صفية أمرتك! وهي خلاص صفية
بجت الآمرة الناهية على ناس النجع!
لاذ بالصمت وأشاح بوجهه. فوقفت أمامه كجبل أشم وقالت بشموخ: إنك تطلج المرة
اللي شالتك في ليل الهم, وسندتك لما الزمان مال بيك, تبجى غدار ومالك أمان والعيشة
وياك حرام. لم خلجاتك وهمل الدار
إنتِ اللي هتاخدي عيالك وتهملي الدار
تملكها الغضب وصاحت في وجهه: دار ايه اللي اهملها يا سباعي! بتزعطني من
الدار اللي بنيتها بشجايا وتعبي!..ياما شجيت وكيلت المرار بالكيل وشربته عشان يبجي
عندينا دار نتستروا ورا حيطانها.. ولا كانك نسيت الأوضة اللي كنا جاعدين فيها في
بيت أهلك, والأيام اللي شربت فيها الضباب لحد ما اشتريت حتة الأرض دي وبنيت فوجيها
البيت اللي انت لا دفعت فيه إبيض ولا إسواد. وكانها كانت غلطة عمري لما كتبت حجة
البيت باسمك. واهو جه اليوم اللي رايد تسرجني فيه يا خسيس يا خاين العيش والملح
هجم عليها كالوحش الكاسر يوكزها ويلكمها ويكيل السباب: اخرسي يا مرة يا
جليلة الرباية, لمي عيالك وغوري من هنيه. ما عايزش انضر وشك العكر جدامي
فزع الأطفال وهرعوا إلى أمهم يصرخون ويبكون, فاحتضنتهم لتهدأ من روعهم,
وصاحت:ما ههملش داري ودار عيالي يا سباعي, واللي عنديك اعمله
بجى كديه! طيب, أما نشوف جول مين اللي هيعلا ع التاني
أخذ بجمة شعرها, وبذراعه الآخر يجرها إلى خارج الدار بكل ما أوتى من قوة,
فاختلط صراخها بصراخ صغارها, الذين ينظرون إليه بكراهية بعد أن ذابت محبته مع
عبراتهم المسالة على وجناتهم. دفعها خارج الدار فسقطت على الأرض وأبنائها حولها
يتشبثون بجلبابها وقد علت صرخاتهم.أخذت تنفض الغبار عن صغارها وقلبها يعتصر على
مآلهم...تحسست رأسها فشهقت, فقد أدركت أن شعرها حاسر, فارتجفت خشية أن يلمحه
الرجال, فهبت واقفة وتوارت خلف جدار متهدم, وأرسلت أحد صغارها في طلب شال من أقرب
بيت من جيرتها
************************************
هرعت مصطحبة صغارها إلى منزل خالتها والدة صفية. دفعت الباب الموارب ودخلت
تنادي بصوت مزقته اللوعة:
خالة أم بدران
كانت الخالة مضطجعة, فاعتدلت وقد هالها ما رأت: هانم! مالك يا بتي كفالله
الشر
سباعي طلجني وزعطني من الدار آنا والعيال يا خالة
يا مري! جن ولا ايه سباعي! كيف يسوي كديه في المرة اللي صبرت على المر
معاه!
جولي لبتك صفية عاد
........صفية!..... وصفية مالها ومال طلاجك يا بتي؟
هي اللي وزت سباعي على طلاجي, وهو اللي جال الكلام ديه بخشمه
......منك لله يا صفية...كمان بتفرجي بين الراجل ومرته وتخربي البيوت
العمرانة!..حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ. انتِ مش بتي, انتِ شيطان رجيم. أعوذ بالله
منيكِ, أعوذ بالله .....هانم, حجك عليّ يا بتي, هاتي يدك سنديني وخديني لسباعي
أصلح ما بينكم . لحظة شيطان يا بتي و.....
لاه يا خالة. سباعي بعد اللي عمله ما يلزمنيش, ولا هرجعله ولو بكى بدل
الدموع دم, ولا آنا جاية اشتكيلك جلة حيلتي. آنا ربنا معاي ومع عيالي, وهو أقوى من
الكل, واللي يتوكل عليه ما يخيب..أنا جاية اجولك تجولي لبتك, ربنا ما هيهملكيش يا
صفية. أظلمي كمان وكمان ودوسي ع الخلق بنعالك, ارتعي في العز على كيف كيفك, لكن
انتظري غضبه وعقابه اللي جايلك في يوم معلوم وما هتفلتي منيه ...آنا ماشية, يلا يا
ولاد
أخذت أطفالها الذي احتل الحزن قلوبهم الصغيرة واستحالت أعينهم لآبار تتدفق
عبرات ...ذرفت والدة صفية الدموع وهي تشتكيها إلى الله كعدوة لدود
منك لله يا صفية, جلبي وربي غضبانين عليكِ ليوم الدين
************************************
إلى صفية قد عاد سباعي, يزف بشرى طلاقه وطرده لزوجته وأبناءه.
اللي أمرتي بيه حُصل يا ست
ابتسمت منتشية وأثنت عليه: عفارم عليك يا سباعي. شوف بجى رضاي عليك هيوصلك
لفين. تلات ايام بالعدد وتاجيني, هتلاجي عروستك منورة هنيه, حلا وشباب ودلع ينسيك اسمك . هكتبللك عليها وازفك لحد دارك
سال لعاب رجولته وانتشى وراح يقدم الثناء تحت أقدام صفية
ربنا يخليكِ لينا يا ست وما يحرمناش منيكِ
هاها ومش بس كديه يا سباعي
أخرجت من صدرها بعض الأوراق المالية وألقتها ارضاً للاعق الأحذية: خد يا
سباعي, نزه روحك, دانت عريس
صعق لمرأى النقود وانكب على الأرض ككلب ليلتقط عظاما وهو يدعوا لها بالبركة
وطول العمر وهي تقهقه
ربنا يخليكِ لينا يا ست, ربنا ما يحرمناش منيكِ ويزيدك من نعيمه
*****************************************
بنفس جزعة وهلة, شقت هانم طريقها
برفقة أطفالها إلى قصر السيد سلام, والذي أبلغه الخدم بانتظارها إياه في بهو
القصر. فأتاها يتبين حاجتها. ما أن رأته حتى انتصبت واقفة. فحياها:
يا مُرحب, اتفضلي اجعدي
الله يرحب بيك يا سلام بيه....والله خزيانة منيك, وعارفة إنك لساك في حزنك
على خوك..لكن اعمل ايه. عندي هم كابير, ولو روحت بيه للعمدة, لا هيحل ولا يربط ولا
يرجعلي حجي من اللي ظلمني. جولت أجي لكابيرنا سلام بيه واد كابيرنا الحاج مطاوع
الله يرحمه
جولي اللي عندك يا ست, وآنا ما هتأخرش عن مساعدتك إن شاء الله
ربنا يخليك لينا يا جناب البيه. جوزي طلجني وزعطني من الدار اللي بنيتها
بتعبي وشجايا. النجع كلاته خابر زين إني شقيانة وما شايفاش راحة. وكل اللي ربنا يرزجني بيه بصرفه على
الدار والعيال. والدار ديه أنا اللي شارية
أرضها وبنياها طوبة طوبة
ايوة لكن ايه سبب الطلاج عاد؟
صفية مرت كامل ابو الحجاج الله ينتجم منيها
.....مرت كامل ابو الحجاج!...ودي ايه دخلها بطلاجك عاد؟
تبجى بت خالتي, وهي اللي وزت جوزي على طلاجي وما خابراش جصاد ايه ولا وعدته
بإيه عشان يفرط فيا وفي عياله..طول عمرها مرة محراك شر
لا حول ولا قوة إلا بالله..طيب مين جوزك عشان اشيعله واصلح بيناتكو
لاه يا بيه, ما عايزاش صُلح.الراجل اللي كيف ديه مالوش آمان. آنا كل اللي
رايداه إني أرجع داري آنا والعيال الغلابة دول, اللي مالهومش ذنب يتشردوا
وينها حجة البيت ؟
حجة البيت باسمه يا جناب البيه
واه! وليه عاد! مش جولتي انه بيتك وبمالك؟
ايوة يا جناب البيه, لكن كنت عطياه الأمان, ولا كان يخطر ببالي إنه هياجي
يوم يغدر بيا فيه
حتى لو ما كان البيت باسمك,إنتِ عنديكِ عيال ومن حجك البيت, اطمني يا ست.
جوليلي مين الراجل ديه وآنا هشيع اجيبه هنيه واجيبلك حجك منيه
ردت متهللة: الله يكرمك يا بيه ويبشرك بالخير. اللي غدر بيا اسمه سباعي ابو
محمود
****************************
غادرت هانم وأبنائها القصر, وأرسل السيد سلام في طلب سباعي, والذي جاء
يتوجس قلقاً. وقف مرتعداً في حضرة السيد المهيب الجالس على مقعد فاخر, نطق
متلعثماً: شش..شيعتلي يا سلام بيه. خير جنابك؟
كيف تزعط مرتك وعيالك من الدار يا سباعي؟
ما بجتش مرتي يا بيه, طلجتها عاد
وحتى لو طلجتها, كيف تزعطها من الدار, ما فكرتش في عيالك هيروحوا وين؟ ايه!
مافيش في جلبك رحمة!
يا بيه كيف أهملها تجعد في الداربعد ما رميت عليها اليامين!
هب السيد سلام واقفاً وصاح باحتداد: اسمع يا راجل انت, المرة وعيالها
هيرجعوا الدار, وانت شوفلك مُطرح تاني., وإلا ربنا وحده يعلم هيكون مصيرك ايه على
يدي
ارتجف جسده, وأومأ برأسه مؤشراً بالإذعان والامتثال. وقال بصوت خانع: أمرك
يا جناب البيه
**************************
وهل سباعي إلى صفية يعلمها بأمر السيد المهيب, فجاش صدرها غيظاً وانفجرت
عبارات الغضب من فوهة فمها : وهو صالحه ايه سلام واد مطاوع براجل طلج مرته وزعطها!
بيدس مناخيره في حاجة مالوش صالح بيها ليه!...لكن مافيش جول يعلا على جول صفية,
ولا حكم ينفذ ع الرجاب غير حكمها
كيف بس يا ست! بجولك هددني, وآنا مش كد سلام بيه وعيلته
أطرقت رأسها تفكر بعمق..ثم رفعتها وقد لمعت عيناها, تبسمت قائلة: وافج يا
سباعي. روح لسلام بيه ديلواك واعطيه مفتاح الدار وجوله...الدار دار هانم وعيالها
**********************************
ما أن وصلت هانم وأولادها إلى المنزل حتى كاد قلبها أن يتوقف من هول ما
رأت..لقد استحال المنزل إلى ركام وأنقاض.فتلاشت أنفاسها وسالت عبرات القهر وتعالت
صرخات الصبية وتشبثوا بأمهم.فقد باتت أحضانها المأوى الوحيد بعد أن تهدمت
الجدران....أيقنت هانم ألا فرار من بطش صفية ومكائدها التي تدبر بليل بالغ الحلكة.
فكيف تقاوم إلتجاج الأمواج مركب
منكسرة الشراع!
******************************
الليل والدوادي
بقلم.هبة عبد العظيم نور
*****************************
تحسس السيد سلام من أخبار هانم, فعلم بخطبها الجلل, فعرض عليها الأموال
فأبت وطلبت العمل لتقوم بأمر صغارها. فبنى لها على مقربة من قصره, منزل صغير ملحق
بمشغل خياطة لتقتات منه وتعلم راغبات العفة عن مذلة السؤال من نساء وفتيات القرية.
وأمدها بأموال لبدء عملها, أخذتها على سبيل مشاركته الربح كل عام.
فالسيد سلام, رجل كريم الفعال والخصال يعين المسكين على ريب المنون وخطوب
الدهر كأسلافه
****************************
أصبحت أيام كامل كصحراء مقفرة. فقد
شجت أحجار المصائب قلبه. فقد ضاع الأمل في الولد بانهزام قواه بفعل نفث مشعوذة
القرية..ولكن أنى له أن يكشف دفائن مكر النساء !.أصبح الحزن والوجوم رفيقاه أينما
ذهب. لا يشعر بالرغبة في الحديث حتى مع زوجته الجميلة, بل أن مرآها أصبح يشعره
بالانهزام أمامها. فدائماً يفزع إلى النوم بعد عودته من ديوانه. كانت تلك عادته
حتى تلك الليلة التي لحقته فيها صفية بعد عودته, وما أن دلفت إلى الغرفة وضغطت زر
المصباح حتى وجدته قد التصق بفراشه ويهم بالتدثر, فقالت له: واه! بردك هتنام من
ديلواك يا كامل!
عايزاني اعمل ايه عاد!
طب حتى استنظر اجيبلك العشا وناكلوا
لجمة سوا
ما رايدش وكل. كلي انتِ وهمليني
انام
وبعدهالك يا كامل! كل ليلة بنفس
الحال! داخل خارج مكشر والكلمة بنطلعوها من خشمك بطلوع الروح!, لا وكل ولا شرب
معاي وكانك عايش لحالك من غير مرة
استشاط غضباً وصاح فيها: وبعدهالك
انتِ يا صفية! همليني لحالي واطفي النور ديه
زفرت وخرجت مسرعة وصفعت الباب خلفها
وكأن الأمر يصيبها بالضيق. ولكن دواخلها تشتعل فرحاً لما ألم به. ولكن بقى أن تغيب
عقله كما غيبت فحولته..من لها غير بدران شقيقها لهذه المهمة! أرسلت له من فورها,
فأتاها يهرول. أدخلته المندرة وأغلقت الباب لتسر إليه بحديثها. فسألها؟
شيعتيلي ليه يا صفية؟
كامل
هاها: ايه! عايزاني اجتله هو التاني
عشان تخلصي منيه!
وطي صوتك عاد, ما عايزاش حد يسمعنا
ناوية على ايه يا صفية؟
رايداك تاخده معاك عند البت وداد
الغازية
....كامل سكته مش سكة وداد
نخليها سكته
...انتِ رايدة ايه من الراجل!
كارهاه هو التاني كيف ما كنتِ كارهة الشاذلي!
شعرت بالهياج ينتابها إثر سماعها
اسم شاذلي, مسحت وجهها باضطراب وصاحت: ما تجيبش سيرته جدامي. آنا لا بكره ولا بحب
حد. آنا ما عايزاش إلا مصلحتي, واللي يجف جدامي لازمن اخفيه من طريجي. وكامل لساه
بجوته وبيدير ديوانه وأملاكه..آنا بجى عايزة كل أملاكه في يدي. ووجتها آنا اللي
هدير الديوان وأعرف فيه كل كابيرة وصاغيرة
قهقه وقال: جوم لما كامل يولف على
سكة وداد ويشرب ويبجى صاحب كوباية, عقله يروح منيه وتبجى انتِ الآمرة الناهية. صح؟
هاها صُح يا واد ابوي
اتفقا على جر كامل جراً إلى هذا
المستنقع, واستغلا حالة الوهن والخوار التي ألمت به. ذهب إليه في اليوم التالي
بدران في ديوانه متقمصاً دور أبليس الذي اتقنه ببراعة واستطاع اصطحاب كامل إلى
ماخور وداد
**********************************
الليل والدوادي
بقلم,هبة عبد العظيم نور
**********************************
دخل بدران وخلفه كامل الذي أذهله
هذا العالم الأحمر الماجن. فأول ما اخترق أذنه هو صوت قعقعة الضحكات الماجنة من
وداد والتي التف حولها الرجال يمازحوها, وهي تمسك بقنينة الخمر وتصب لكل من يمد
كأسه..فما أن لمحت بدران ورفيقه حتى أسرعت صوب الطاولة التي يجلسان إليها, سحبت
كرسياً ثالثاً وقربته إلى الطاولة وجلست وهي تحيي بدران قائلة بتغنج: يا مسا النور
ع البنور, نورتنا يا بدران بيه
النور نورك يا جمرة الليل
هاها تسلم وتعيش يا كابيرنا وحامينا
نظرت إلى كامل بميوعة وغمزت, فاحمر
وجهه خجلاً وأطرق رأسه, فأطلقت ضحكة ماجنة واستدارت إلى بدران تقول: براوة عليك يا
بدران بيه, حتى كامل بيه واد ابو الحجاج جدرت تجيبه هنيه! دايماً تمشي الناس في
السكة اللي انت رايدها, مش اللي هما رايدينها
قهقه وأمسك بذراعها المكتظ بالذهب
وأخذ يهزه ليسمع رنين الأساور, وسألها ممناً بأفضاله: وبيكسبوا ولا بيخسروا عاد يا
وداد؟
هاها معاك الكل كسبان يا جناب بدران
بيه. ما يحرمناش منيك, ولو ان بجالك كاتير ما جبتش لوداد ولا حتة دهباية صغيرة كد
كديه
هههه لساك ما شبعتيش دهب يا واد!
أخذت تهز ذراعيها لتسمعه جلبة الأساور
وقالت بميوعة الغانية: واه! والصوت اللي يشرح الجلب الحزين ديه, يتشبع منيه عاد!
انفجر ضاحكاً وقال: بكرة في الليل
يكون عنديكِ كردان جاديد
ههه ايوة كديه عاد, يخليك يا
كابيرنا... واه! ساكت ليه يا كامل بيه! ماعجباكشي ولا مش لادة عليك عاد !لو لفيت
النجع كلاته مهتلاجيش حلاوة وداد. أطلقت ضحكة ماجنة إرتجت لها الأرجاء
إحمر وجه كامل خجلاً من جرأة
الغانية, وأطرق رأسه صامتاً. فرد عنه بدران:
كامل بيه ابو الحجاج ما جاش إلا اما
جولتله هتشوف عند وداد اللي عمرك ما نضرته بعنيك وهتفرفشك وتنسيك الدنيا بللي فيها
على عيني يا جناب بدران بيه, ضيوفك
ضيوفي وعلى راسي من فوج
مش هتفرجينا حاجة ولا ايه واحنا بنشربوا!
هاها تؤمر أمر يا بدران بيه
جلبت قنينة خمر ووضعتها قبالتهما,
وصبت كأس قدمته لكامل فأخذه بعد إحجام, وصبت الآخر لبدران فشربه دفعة واحدة وكذا
فعل كامل تقليداً له. وأنسته حرارة ما وجد بفعل الخمر في جوفه, رقصات وداد التي
علق بصره بها منتشياً ذاهلاً, يصب الخمر ويشرب حتى فقد عقله وقام يتمايل إلى
جوارها كالمعتوه والجميع يضحك
أصبح الذهاب إلى ماخور وداد هو
ديدنه كل ليلة. يسهر حتى الصباح, وينام حتى المساء..وهكذا تبدلت حياة العابد
المبتغي رضوان الله, إلى حياة دنسة قذرة يتبع فيها هوى نفسه ويسير على خطى
أبليس..وهكذا استتبت لصفية الأمور كما رامت, وتحكمت في دفة أمواله ورجاله
**********************************************
وحانت ساعة وضع جميلة لمولودها, داهمتها آلام المخاض فأرسلت في طلب القابلة
..يا للبشرى, إنه ولد كما ارتجت, كم كانت فرحتها التي فاقت آلامها حين سمعت
صراخه وقالت القابلة متهللة: واد يا ست جميلة, واد
تبسمت وقالت بصوت واهن: عزت
تبدى الحزن على وجه القابلة وقالت بأسى: الله يرحمه..ما نضرش ولده بعينه
فردت جميلة بوجهها المتعرق وصوتها الذي أوهنه المخاض: وديه عوضه اللي ربنا
من عليّ بيه وهاسميه على اسمه.عزت, سندي من دون الناس وعزي وفرحتي..هو اللي هيجيب
حقي الضايع عند خاله, سامع يا عزت؟
ربنا يباركلك فيه وتشوفيه كيف بوه وعمه
إن شاء الله..شيعوا لعمه وبلغوه ياجي يشوفه
******************************
طار السيد سلام فرحاً بالنبأ السعيد, وما زاد سروره هو أن الوليد يحمل اسم
أخيه. كادت أجنحة السعادة تحمله إلى الوليد في التو, ولكن كان عليه أولاً أن يأخذ
بعض نساء عائلته ليتمكن من دخول بيت امرأة تحيا وحيدة, فعندما علم عمه رفاعي, جاء
بصحبة زوجته, وتوجهوا ثلاثتهم إلى بيت جميلة, التي دخلت عليها خادمتها تنبئها
بوجودهم في غرفة الأضياف, فتهيأت وخرجت عليهم تحمل صغيرها, ما أن رآه عمه حتى
انتفض عن مقعده فرحاً يحمله عن والدته. قبل الوليد بشوق وغلبته عبرة وهو يقول
ناظراً إليه: عزت يا غالي يا واد الغالي يا سيد أهلك وناسك, ربنا بعتك لينا عوض عن
بوك, ربنا ينبتك نبت طيب وتكون من الصالحين وتجيب حق بوك
قامت زوجة الحاج رفاعي إلى جميلة تقبلها وتهنئها: حمدالله بسلامتك عاد يا
بتي, ومبارك ع الواد
الله يسلمك ويبارك فيكِ يا حاجة
فقال الحاج رفاعي: مبروك يا ام ولدنا
الله يبارك فيك يا حاج رفاعي..هنادم على مهدية تجيب واجب الضيافة
همت أن تستدير لتنادي خادمتها لولا أن قال السيد سلام: مالوش لزوم, إحنا مش
ضيوف يا ام عزت, اجعدي, لينا معاكِ حديت
حاضر
جلست جميلة, فقالت زوجة الحاج رفاعي للسيد سلام: هات الواد عنيك يا سلام
أعطاها الوليد وجلس وبدأ حديثه: سبق وعرضت عليكِ الجواز والحديت اتأجل لحد
ما تجومي بالسلامة
ردت بحسم: الحديت ما اتأجلش يا سلام بيه, آنا من وجتها ونهيته وجولتلك ما
هيحصُلش, وهعيش لولدي. كانك نسيت عاد يا سلام بيه
لاه ما نسيتش, وكل اللي فاكره ديلواك هو واد خوي اللي لازمن يربيه عمه من
حر ماله, وما يربهوش الغريب, وانتِ مسيرك تتجوزي
جولت ما هتجوزش يا سلام بيه, وهعيش في دنيتي عشان ولدي, وواد خوك ما حدش
منعك تصرف عليه, إنت عمه وأولى الناس بيه
فتدخل الحاج رفاعي في الحديث قائلاً بضيق: كانك مالكيش غرض من سلام
وهتستنظري غيره
لو ماليش غرض منيه, مافيش حاجة تمنعني اجول يا حاج رفاعي, آنا ماليش غرض من
الجواز ذات نفسه, اجول ايه تاني عشان تصدقوني عاد!
ردت زوجة الحاج رفاعي وهي تهدهد الطفل: يا بتي, فكري في ولدك اللي محتاج أب
يربيه, وفكري في روحك, إنتِ شابة في عزك وما يصلحش تعيشي من غير راجل يضلل عليكِ
يا حاجة آنا رايدة اكون لعزت في الآخرة, يا ناس افهموني الله يرضى عنيكو
لاذ الجميع بالصمت ونظروا إليها بريبة وهم يتشككون في نواياها, إذ كيف ترفض
الزواج من سيد قومه وترده صفر اليدين. لابد أنها تنتظر طارق آخر يطرق بابها..شق
بكاء الصغير مروط الصمت, فقامت إليه والدته تأخذه عن زوجة الحاج رفاعي, فهدأ في
صدرها..فقام الجميع عن مقاعدهم استعداداً للمغادرة, فقال السيد سلام
اسمعي آخر الجول يا ام عزت: حقك في ورث خوي هيوصلك من بكرة الصبح بمشيئة
الله, والواد هيفضل في حضنك, وهفضل آنا الوصي عليه وعلى ماله لحد ما يشتد عوده..
لكن لو جه يوم واتجوزتي, وديه حقك, يبجى وجتها ناخدوا ولدنا عندينا ويبجى عدانا
العيب..الحديت اتسمع؟
ردت بهدوء: شرفتنا يا سلام بيه
اشتد غيظه من هاتيك المرأة العنيدة ذات ملامح الصخرة الشماء.. فجميلة ليست
بالمرأة الضعيفة التي تسوقها الظروف سوقاً إلى بئر ماء لا تريد وروده..خرجوا
جميعاً متبرمين من حيث أتوا
*********************************************
قبل غروب شمس أحد الأيام, قطعت صابرين الطريق إلى بيت والدتها والتي فتحت
الباب فألفتها أمامها بعد شهور من غياب.وأدت الأم فرحتها لمرأى ابنتها وجمدت
عبارات الشوق على لسانها وقالت بوجه عبوس: ايه اللي جابك يا صابرين
واه! بجى دي مجابلة تجابلي بيها بتك يا امّا بعد المدة الطويلة ديّ عاد!...معلش..شوجي
ليكِ اللي جابني يا امّا...أدخل ولا ارجع؟
لاذت الأم بالصمت وشرعت الباب واستدارت, فتبعتها ابنتها ...جلست الأم على
حال صمتها, فجلست قبالتها صابرين وتبسمت قائلة: أتوحشتك يا امّا
.....تعيشي
واه! في ايه يا امّا عاد! عدوتك آنا عشان تكشري في وشي وتكلميني كديه!
رايدة ايه مني يا صابرين! مش مشيتِ اللي في راسك واتجوزتِ اللي رايداه
وخرجتِ عن طوع امك! جاياني ليه ديلواك!
.............تعبانة يا امّا..الدنيا في عيني ضاجت كيف خرم الإبرة...جيتك
يا امّا ابكي على صدرك واشتكيلك همي
رق فؤاد الأم ولكن تظاهرت بالغلظة: هم ايه عاد! مش عايشة في نعيم في الجصر
اللي خدوه غصب من صالح!
يا بوووي, يا امّا ارحميني يا امّا, آنا لا خدت شيء غصب ولا الحديت ديه
يخصني من الأصل..ايه جاب سيرة صالح ديلواك! آنا بتكلم عن بدران
هأ ! ماله كابير النجع
مش حاسة اني متجوزة وليا راجل يا
امّا, كل عشية يسهر عند وداد الغازية وياجيني وش الصبح, ديه غير الطبع الردي
والكلام الجاسي كيف الصخر.بيعاملني يا امّا زي ما اكون خدامة عنديه, مش مرته
........صابرين, انتِ اللي اخترتِ الطريج والراجل اللي تكملي معاه
الطريج..لو طريجك وحل, خوضي فيه وحدك, لا تشتكي ولا تجولي غيتوني
............ما تغيتنيش يا امّا..لكن خديني في صدرك وهمليني ابكي
انكبت صابرين على صدر والدتها تبكي بحرقة, فذرفت والدتها دمعات الحنان فوق
رأسها دونما كلمة
******************************************
عادت صابرين إلى القصر المظلم, فأشعلت المصباح واستدارت, فشهقت من المفاجأة
حين رأت بدران يجلس في البهو بوجه عبوس, قالت بصوت أرعدته المفاجأة: بدران!
كنتِ وين يا مرة انتِ؟
كنت عند أمي
خدتي الإذن مني؟
وهاخده منك وين! هو آنا بنضرك
بعيني صبح ولا ليل!
آه, وعشان كديه بتخرجي من غير اذن وتمشي على حل شعرك عاد
ايه الكلام المر اللي عم تجوله ديه!
صُح كلامي مر, لكن اللي هتشوفيه مني علجم
انتفض عن مقعده والتقط كرباج كان يخفيه خلفه, فصرخت حين رأته وحاولت
الفرار, ولكنه أسرع خلفها وجذبها من شعرها فسقطت أرضاً فانهال عليها ضرباً بكرباجه
, فكاد صراخها يصدع الجدران ..فرغ فركلها بقدمه وزأر قائلاً: من هنيه ورايح هسكّر
عليكِ بألف قفل وألف باب, وما هتنضري الطريج بعينك لآخر يوم بعمرك
ولى مدبراً وصعد الدرج, بينما ظلت هي تنشج والعبرات تهطل من عينيها..ألقت
بها الذاكرة على أعتاب أيام صالح وحنوه حين كان يهدهدها كطفلة في مهدها كل مساء..ذرفت
الحسرات أحرفاً فنطق الحنين: وينك يا صالح
يا سيد الرجال
ندمت صابرين..ولكن نجم الندم قد أفل وأظلم طريق النادمين
***************************************
رواية الليل والدوادي
بقلم. هبة عبد العظيم نور
************************************
ذات صباح تفاجئت جميلة بخادمتها مهدية تطرق باب غرفتها برفق وتناديها بصوت
خافت خشية من استيقاظ الرضيع: ست جميلة
ادخلي يا مهدية آنا برضع عزت
دلفت إلى الغرفة وقالت: في بيه من مصر جه يسأل عليكِ وبيجول انه صاحب
الدكتور عزت الله يرحمه
قالت والدهشة قد صبغت ملامحها: صاحبه مين ديه؟
بيجول اسمه الدكتور محمد
أه, سمعت عنيه كاتير من عزت الله يرحمه..وهو وين ديلواك؟
هملته واجف ع الباب
طيب خليه يستنى في الجنينة وما تدخليهوش البيت عاد
حاضر
******************************
تهيأت ونزلت تحمل صغيرها والوجوم يعلو ملامحها..كان جالساً على مقعد حين
رآها . هب واقفاً واتجه صوبها, وبادر قائلاً: مدام جميلة, حقيقي مش عارف أقول ايه,
موت عزت كان صدمة كبيرة ليا, آنا لحد دلوقتي مش مستوعب اللي حصل, لدرجة ان عقلي
رافضه, ولحد دلوقتي متصور إن عزت عايش..البقاء لله
ونعم بالله يا دكتور. آسفة آنا لوحدي هنيه وما اقدرش استقبل أغراب
أنا فاهم يا مدام جميلة, لكن كان لازم أجي أقدم واجب العزاء, وكمان أشوف
ابنه
نظر إلى الصغير في أحضان أمه بشفقة وقال: ربنا يخليهولك..مش عارف ابارك ولا
اقول ايه.. هتصدقيني لما اقولك إني جيت مخصوص عشان عزت الصغير..مدام جميلة, انتو
مالكوش حد دلوقتي, وواجب عليا أقف جنبكم وأقوم بدوري ناحية أعز صاحب عندي, عشان
كدة جيت أعرض عليكِ اننا نتجوز وأخدك معايا على مصر انتِ وعزت, اعتقد ان ماينفعش
تكملي حياتك هنا بعد اللي حصل, و..
قاطعته بحسم: كتر خيرك على مجيتك لحد هنيه وعلى مشاعرك ناحية صاحبك..وديّ
آخر زيارة ليك هنيه, جواز بعد عزت ما هتجوزش. وولده مش محتاج لحد غير ربه: مع
السلامة يا دكتور
بهت وأومأ برأسه, وغادر على الفور. وما أن خرج من البوابة حتى تفاجأ بيد
تقبض على عاتقه, فالتفت فإذ به أحد الحراس يقول: سلام بيه عايزك في سرايته يا
افندي
تبدى القلق على وجهه, وانصاع للأمر
*********************************
دلف الحارس بهو القصر وقال للسيد سلام الذي كان يجلس حانقاً: الافندي جه يا
جناب البيه
قال ولم يبرح مقعده: خليه يدخل
ادخل يا افندي
دلف وأتجه صوب السيد سلام, ومد يده بالمصافحة, قائلاً: البقاء لله يا سلام
بيه. فلم يمد السيد سلام يده أو يبرح مقعده, فاستاء الدكتور محمد وتساءل بلهجة
عتاب: هو ده استقبالك لضيف جه لحد بيتك يا سلام بيه!
ثار وانتفض عن مقعده وأخذ
يرغي ويزبد: لو كان اللي دخل داري راجل
ويفهم في الأصول كنت قدرته
فاستاء الدكتور محمد وحاول الثأر لكرامته قائلاً: سلام بيه آنا ما اسمحلكش
بالإهانة
الإهانة انت اللي جلبتها لروحك. لو كنت راجل وتفهم في الأصول صُح ما كنتش
تروح على دار خوي وتقابل مرته في غيابنا
يا سلام بيه آنا كنت رايح أقدم واجب العزاء, كنت عايز اقوم بواجبي ناحية
صاحبي
اسمع يا افندي, اللي تقبله انت على حريمك, ما نجبلوش احنا هنيه, عوايدكم
غير عوايدنا, وما نسمحوش لمخلوق يتجرأ على حريمنا
يا سلام بيه ارجوك افهمني, الموضوع أبسط من كدة بكتير..حضرتك عارف كويس
علاقتي بعزت كانت عميقة إلى أي درجة, عزت كان صاحبي واخويا, كنت مسافر لما سمعت من
زميلنا بللي حصله, وأول ما نزلت مصر قررت من غير تفكير اني أواسي زوجته وخصوصاً
لما عرفت من أهل البلد إن عزت سابلها طفل..حسيت اني عايز احميها واحمي الطفل
واتكفل بيهم...عرضت الجواز على مدام جميلة لكنها رفضت للأسف وقالت انها مش هتتجوز
بعد عزت
شعر السيد سلام بالارتياح الذي كمن داخله ولم تبده ملامحه وقال بحسم: واد
خوي مش محتاج حد غريب, واد خوي عايش في عز بوه وناسه, وأمه بت النجع وست ناسه,
ويوم ما تفكر تتجوز مش هتتجوز غريب عنيها, وبكديه, ردنا وصلك والكلام انتهى
فرغ السيد سلام من كلامه وأشاح بوجهه, فامتعض الدكتور محمد وغادر القصر
مسرعاً على أقدام الغضب
****************************************
رواية. الليل والدوادي
بقلم. هبة عبد العظيم نور
**********************************************
ظهر على أرض القرية رجل طويل القامة, ملثم, يتوارى خلف الجدر. يتجول ببصره
الحاد في أنحاء القرية, ويحدق في وجوه أهلها, يرقبهم دون أن تراه أعينهم. فهذه
مهمته التي نزل من الجبل من أجلها...صقر..الرجل الذي أرسل بدران في طلبه ليكون في
خدمة صفية..شق طريقه إلى قصرها فكانت حورية في انتظاره عند الباب الخلفي..أدخلته
إلى سيدتها المتكئة في بهو القصر:
يا ست, الراجل جه
سددت صفية نظرها إليه ولم تبرح متكئها وقالت: انت صجر؟
ايوة يا ست
ممم توك نازل من الجبل؟
أول ما بدران بيه بلغني نزلت طوالي
بدران بيتشكر فيك وبيقول انك كنت عنيه في النجع أيام ماكان في الجبل
وهكون عنيك إنتِ كمان يا ست
يعني خابر طلباتي ايه بالتمام؟
خابر يا ست, وأمرك مجاب
قامت إليه وأمسكت بذراعه بقوة وقالت بصوت غليظ: دبة النملة في النجع عايزاك
تسمعني بيها.تتدسدس بين الناس, تسمع اللي عم يجولوه, فرحهم, حزنهم, بكاهم, ضحكهم,
حتى الشاتيمة اللي عم يشتموها تبلغني بيها.فاهم يعني ايه يا صقر!
ايوة يا ست, يعني كانك عايشة وسطيهم وبتاكلي معاهم في صحن واحد
ههه عفارم عليك يا صجر. احب اللي يفهمني من غير ما يتعبني في الحديت..خابر
الحرباية يا صجر؟
ايوة اومال
تمام. عايزاك كيف الحرباية, الحرباية بتتلون بلون اللي جدامها عشان تصير
منيه وما حد يستغربها..آنا رايداك تلون حديتك بلون حديت الناس عشان يأمنولك ويدوك
سرهم وتاجي ترميه في عبي..جلبي حاسس ان حياة بت زيدان وخوها جريبين مننا أكتر ما
نظنوا. كاني سامعة انفاسهم كيف اللهيب اللي عم يحرق وداني. عشان كديه عايزة اعرف
كل شيء بيدور, عشان أي جذوة نار تولع نطفيها برجولنا, قبل ما تستعر كيف الغول
وتحرقنا كلاتنا..سامع يا صجر
اطمني يا ست, عدوينك عدويني, وليلهم عمر ما هيطلعله صبح طول ما آنا عايش
نظرت إليه بارتياح وتبسمت وأثنت عليه
كانّ بدران اختار الراجل الصُح
رغم سيطرتها على كامل وأمواله, وإحكام أخيها السيطرة على أهل القرية..إلا
أن الرعب من عودة حياة مرة أخرى كان أحد
الأشباح المخيفة التي تطاردها مناماً ويقظة..لذا فكان واجب عليها الحذر كل الحذر
والاستعانة بمن يرقب مداخل ومخارج القرية. فحياة لن تسقط من السماء, لذا جعلت أرض
القرية في قبضتها.. ولكن...هل يتحقق هاجسها وتعود حياة!!
مع بزوغ شمس الصباح, خرجت صفية
بصحبة خادمتها حورية التي تضع على رأسها قفة كبيرة بها أكام من طعام. انعطفت إلى
مسجد المبتدعة.
لدا الباب خلعتا نعليهما.. شقتا طريقهما وسط
الدراويش وحاملي المباخر حتى بلغتا موضع الشيخ سمحون الملتصق بالمقام يسبح بمسبحته
الضخمة. جلست إلى جواره وحيته: عواف يا شيخ سمحون
تهلل وقال: يا مُرحب بالست صفية
تسلم وتعيش, جولت أجيب لقمة
للدراويش واجولك ع اللي نواياه معاهم بإذن الله
خير يا بتي
طب نلافيهم الوكل في الاول..حورية,
حطي الوكل في اليمة التانية ونادمي ع الدراويش
حاضر يا ست
ذهبت حورية, فقال الشيخ سمحون: ما
جولتيش ناوية على ايه يا بتي
ناوية على كل خير يا شيخ سمحون. كل
أول شهر عربي أعمل ليلة كابيرة لسيدي ابو المنصور, أدبح فيها الدبايح واوكل
الدراويش وكل محاسيب سيدي ابو المنصور
انفرجت أسارير الشيخ سمحون وقال: ده
كرم كاتير يا ست صفية
ما يليقش بمجامك ولا مجام سيدي ابو
المنصور يا بركتنا وتاج راسنا
الله يحفظك يا بتي. ابشري, سيدي أبو
المنصور راضي عنيكِ
وآنا ما عايزاش إلا رضاه, ورضاك انت
التاني. ومش بس كديه يا شيخ سمحون,آنا هتبرع بمبلغ كابير ديلواك عشان لو في حاجة
في الجامع عايزة تتجدد ولا تتصلح تصرفوا منيه
أخرجت محفظة نقودها من بين طيات
ملابسها وسحبت رزمة من الأوراق المالية وأعطتهم إياه قائلة: خد أها
تهلل ونتشهم من يدها ونظر إليهم
بشبق وقال: جم في وجتهم عاد, الميضة مكسرة والبلاط مبهدل والحيطان عم تنشع, والحصر
اتنحلت كيف ما انتِ واعية
طيب خير عاد.صلحوا بيهم المكسر,
وارموا الجديم وهاتوا جاديد. وأي حاجة يعوزها الجامع تجولي وآنا عيني ليك ولسيدي
ابو المنصور
كريمة, كريمة يا بتي وتستاهلي
النعمة اللي بجيتي فيها. وربنا هيزيدك منيها طول ما انتِ مراعية سيدي ابو المنصور
ومحاسيبه
ابتسمت بعمق فقد تمت مآربها.فهي
تطمح لجمع الدراويش وشيخهم والفقراء وذوي الحاجات لتثقل كفتها في القرية. وإمعاناً
في ذلك قد بنت بجوار مسجد المبتدعة تكية وأسمتها تكية صفية, لإطعام الدراويش وكل
ذي حاجة من طعام, وعينت من يقوم على ذلك
**************************************
هلت أولى ليالي الشهر العربي. ووجب
على صفية الوفاء بعهدها مع الشيخ سمحون ..فنحرت الذبائح ومدت الولائم وتوافد الناس
من كل حدب وصوب
*********
كان العمدة في مخدعه يتأنق أمام
المرآة استعدادا للخروج, التقط العطر الثمين وعطر عباءته الجوخ. دخلت زوجته فألفته
على حاله, فسألت متهكمة: واه! متغندر ورايح على وين يا عمدتنا؟
ههه طول عمري متغندر يا والية, ولا
كانّك عامية ما بتشوفيش!
لاه, بس الليلة غندرتك بزيادة
معلوم. عشان مجام الناس اللي رايح
عنديهم كابير. الليلة الست صفية عاملة عازومة كابيرة في سرايتها وعازمة كل أكابر
النجع
مممم ليه اسم الله ؟
كل شهر نوت تدبح الدبايح وتأكل
الدراويش في التكية, وحبايب ومحاسيب سيدي أبو المنصور في سرايتها
آآه وانت سيد المحاسيب عاد
ههه صُح. سيد المحاسيب وكابيرهم.
عشان كديه جالتلي لازمن تاجي عازومة الأكابر عندي في السرايا عشان مجامي يعلا بيك
بزيادة انت وكل حبايب سيدي ابو المنصور من أكابر النجع
عنديها حق, ما هو الإعوج يحب يلم
العُوج حواليه
زأر العمدة غاضباً: جصدك مين
بالعُوج يا مرة أنتِ؟
ههه الدراويش يا عمدة اللي عم يملوا
كروشهم من تكية أبوها ههه عجايب يا ولاد, فقران عم يصرف من جيب سلطان..خدت الراجل
من مرته وبعدها دارت على ماله وعم تتحكم في خزاينه الجعانة بت الجعانين.بعد ما
بلته بالهم والمرض...اييييح هنجول ايه عاد. كان زين الشباب صُح طول بعرض أيام حياة
يا شيخة بلا أيام حياة بلا أيام
طين. جبر يلمك ويلمها مُطرح ما هي جاعدة. أهي عاشت كد ما عاشت في سراية كامل ابو
الحجاج, ومن جبلها كانت في سراية بوها الحاج زيدان متمرمغة ومترتعة في الخير. كان
طلع من يدها تسوي تكية كيف تكية الست صفية!
طول عمرها بتعمل الخير في السر من
غير ما تجول آنا عملت ولا تلم الناس حواليها عشان يجولوا صاحبة خير وفضل. حيطان
النجع لو نطجت تجولك على الخير اللي كانت عم تسويه حياة
ههه والحيطان ما هتنطجش يا باخيتة.ولا
اللي داجو خيرها هينطجوا عشان ما يتحرموش من خير صفية..بالإذن عشان اتأخرت عاد,
أفوتك مع كلاب نفوخك اللي عم ينهشوا فيه صبح ليل
خرج العمدة متبختراً يسبح في أريجه,
بينما زفرت زوجته حنقاً وحوقلت:
لا حول ولا قوة إلا بالله
**************************
علا نجم صفية في سماء القرية وأفلت
جميع النجوم حولها..فباتت في بهائها تتألق,ينشر عبق بخورها فوق الرؤوس المجاذيب,
ولزم أعتابها كل طامع وحسيب...ولكن...ماذا عن أنين المحرومين ولظى أفئدة المظلومين
والجراح التي لم تندمل!...يا الله..أنت وحدك غوث المكروبين
*******************************
ولحد هنيه وانتهى الفصل الأول.انتظروني مع الفصل الثاني والأخير الخميس
القادم إن شاء الله
أعتذر عن التأخير المبالغ فيه هذه الليلة
أشكركم على التفاعل, وعذراً على السرعة وضيق الوقت الذي يمنعني من الترحيب
بأسماء المعلقات على الحلقة الماضية ..لا تنسوا التفاعل مع الحلقة وفي انتظار
توقعاتكم للفصل الأخير إن شاء الله
لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب
اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله
ـ
انا لسه هابدأ القراءه بس انا نزلت للآخر عشان اشوف في الاسبوع الجاي ولا لا ومبسوطه إن مفيش أجازه
ردحذفهى صفية دى اخرتها ايه اوعى احنا عايزين نشوف فيها سنه مش يوووم ههههه
ردحذفمبسوطه ان حضرتك لغيتى الاجازة كنت زعلانة
ردحذفلا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم
ردحذفاستغفر الله العظيم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
ردحذفكيف بدنا ننسى التفاعل على الروائع
ردحذفمنتظرينك على احر من الجمر ماتتاخرى علينا
احبك في الله ♥
دمتي لي
صفية دى لازم نهايتها تكون عبرة ربنا يبعد عننا شياطين الانس والجن
ردحذفصفية دي مش حتتوقف عن الشر ؟دي شيطانة في جسد ست أعوذ بالله منها ومن أفعالها لكن مسيرها تدفع الثمن لكل الذين ظلمتهم
ردحذفلااازم تتعاقب أشد العقوبات
جميلة ست أصيلة وقوية الشخصية وأظن أنها ستكون لها بالمرصاد وهي التي ستكتشف أفعالها وتفضحها
بانتظار الجزء الثاني ياغالية 🌹
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير
ردحذفاللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد
جزاك الله خير الجزاء أستاذة هبة و منتظرين الفصل الثاني و الاخير على شوق
أم رفيف
اللهم صل على محمد
ردحذفجزاك الله خير على تنزيل الحلقة بانتظار الجزء الثاني :)
afaf
ازيك ياهوبا وحشتينا وعاوزه اقولك اكتر حاجه فرحتني انك هاتنزلي بالجزء التاني الاسبوع اللي جاي ومش هتاخري علينا زي ما قولتي البارت اللي فات اما البارت انهارده على اد مافيش ظلم وغدر على اد مافرحت ان محدش اذ جميله وابنها انا قولت ممكن صفيه تقتل ابن جميله اوتخطفه يوم مايتولد بس الحمدلله عدت على خير واكيد الجزء الجاي هاتقولنا حياه وصالح أخبارهم ايه وتطمينيا عليهم
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ردحذفمبدعة كالعادة بارك الله فيكي وجزاكى الله خيرا غاليتي ورزقك سعادة الدارين
سلمت يداكي
التعليق السابق نور الحق
ردحذفاحلى خبر ان ما فيش اجازه💖💖
ردحذفوايه كميه الشر والشطانه صفيه ده اعتقد ان الجزء التانى هيبقى حصاد الشر ده...تسلم ايدك ياهوبه 💕💕
وف انتظارك الاسبوع القادم بأذن الله🌷🌷
اللهم صل وسلم وبارك ع سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
لا حول ولاقوة الا بالله
ردحذفمش عارفة مين اللى ممكن يكشف صفية ممكن تكون حورية أوحياة ولا مين وكامل دا هيفوق أمتى
عندى احساس ان حياة بتجمع اخبار صفية وهى اللى هتفضحها
كاميليا محمد
ردحذفتسلم ايدك استاذة هبة علي الحلقات الرائعه وفي انتظار الجزء التاني اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ❤️
لاحول ولا قوة الا بالله
ردحذفسبحان الله
ردحذفاللهم صل على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد
ردحذفسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ردحذفلأ حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
ردحذفتسلم ايدك استاذة هبة حلقة رائعة وشكرا كتير على الغاء الاجازة بدنا نكمل الرواية وان شاء الله نهاية صفية على وشك الاقتراب متوقشة للحلقة القادمة اتوقع اكثر شيء يكسر صفية هي اولادها واخوها بدران فهي قدمت شر لازم تحصد شر .ربنا يوفقك استاذة هبة هالرواية دخلت قلبي وكأني اشاهدها مسلسل واتخيل الشخصيات لانك انسانة صادقة فى كتاباتك
ردحذفصل اللهم وسلم وبارك على نينا محمد
( ام راشد)
الحمدلله مفيش أجازة احنا متشوقين للحلقات الجاية مش عارفة جميلة ممكن تعمل إيه مع صفية دي ميقدرش عليها غير ربنا وبتزود أعدائها كمان هتكون نهايتها مأسوية
ردحذفتسلم يدك غاليتي💕💕💕
ردحذفأتمنى أن تطول الأحداث
ولا يكون هناك فصل أخير😌
Eman Ibrahim
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
ردحذفاولا جزاك الله خيرا على الحلقة وانك نزليتها على الرغم من انشغالك
سبحان الله على الناس ومعادنهم سباعي دة تحسيه هو انسان قليل الاصل بس مكنتش جاتله الفرصة
متوقعتش انه يبقى انسان عديم الضمير للدرجادي ويبيع زوجته وعياله وكرامته من اجل الفلوس
يعني عايشة معاه كل السنين دية على المرة قبل الحلوة وامنته على نفسها وبيتها وهو قليل الاصل باع من اول قلم
بس هانم واللي زيها بيكون الابتلاء مؤلم في الاول بس عوض ربنا بيجي بعدين كبير اوي اكيد هتوسع تجارتها وهو اللي هيرجعلها بعدين بس هتكون مش محتاجاله خلاص
سلام انسان محترم اوي ولايق على جميلة اكتر من الدكتور عزت
بس حلو انها سمت ابنها على اسم ابوه
صفية دية شيطانة فعلا وربنا يستر على البنات منهم اتمنى اخف الضرر انها تطردهم ويروحوا لعمتهم خايفة لتخرجهم من المدارس وتخليهم يخدموها
كامل هينحدر اكتر من كدة اية
وداد خلاص نسيت انها كانت انسانة شريفة يوما ما
كنت فاكرة انها بتضمر الشر لبدران وكارهه
محمد صاحب عزت عسل اوي جاي على جواز كدة على طول هو اللي بيحب يرد الجميل دلوقتي بقى بالجواز كدة على طول
بس يستاهل اللي عمله سلام فيه
صفية برغم قوتها و سطو اخوها الا انها زيها زي ظالم مهما كان عنده قوة وحبروت يخاف من المظلوم مهما كان ضعيف
في انتظار الحلقة القادمة ❤️❤️❤️
🌹اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 🌹
ردحذفإيه الجبروت ده يا شيخة... ربنا يهدك..
الواحد دمه اتحرق منها هي واخوها... ولا كامل اللي بقى كيف المعزة ده...
أسد علي وفي الحروب نعامة 😂
على كل حال كل ما الشر يكتر يتقل الحساب
صابرين لسة فاكرة ترجع لعقلها وتعرف إنها كانت متجوزة سيد الرجال... عقبالك يا كامل
صفية حسابها تقل بزيادة أكيد آخرتها هتكون عبرة للكل والناس اللي ساعدوها هم أول من هيتأذي منها..
حلقة جميلة ورائعة يا جميلة.
💞دُمتِ مُبدعة💞
حلقة جميلة كالعادة وكل ما الحساب يتقل العقاب هيزيد متوقعة ان نهاية صفية هتكون على ايد اهل النجع كلهم هيمسكوها هيا واخوها يرجموهم او هيقتلها كامل بس بعد ماتظهر الحقيقة للكل وبعد مايكون انتهى واتدمر لانه مش هينفع يرجع كويس تاني واضح انه من الاول شخصية مش كويسة والا مكانش ربنا ابتلاه بصفية واللي عملته فيه واكيد طبعا صالح هيرجع هو وحياة تاني وممكن سلام يتجوز حياة لان ده اللي كان عايزه من الاول واصلا جميلة مش هترضى تتجوزه على الرغم من انه انسان كويس بس هيا هتعيش على ذكرى جوزها ومش هتغير رأيها
ردحذفعلى العموم النهاية قربت ان شاء الله تسلميلنا ياقمر
لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
ردحذفاسماء
الله اكبر
ردحذفاسماء
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ردحذفاسماء
اللهم صل وسلم على رسول الله..مبدعة كالعادة استاذة هبة ربنا يديك الصحة والعافية
ردحذفتسلم ايدك يا قمر.. الحلقة تحفففففة كالعادة .. صفية دى هاتتعلق على باب النجع و تبقي عبرة .. زى كل مرة هاقولك طمنينا على حياة بقي ،، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله استغفرك و اتوب اليك
ردحذفيا سلام سيرة حياة لما بتيجى فى الحلقة بتنورها تسلم الأيادي يا استاذة
ردحذفبصراحه طهقت من صفيه ووحشتنى حياة نفسى اطمن عليها
ردحذفحاجة صعبة اوي الحال اللي وصلوا النجع مابين ظالم ومعين للظالم وساكت عن الظلم
ردحذفلستة صفية طويلة ياترى هتنتقم من مين تاني
ضعيفة وعارفة ضعفها عشان كده عايزة تمحي القوى التقى من على وش الارض عشان تبقى في امان
وداد بعد ماكانت حزينة على شرفها انساقت في الطريق
الواحد يستعجب من افعال صفية وبدران ولا من الجبنا اللي بيطاوعوهم زي وداد وجوز هانم
مفيش حد في النجع قادر يقف قدام ظلم صفية وبدران ده بيدل إنه اصلا كان في خبث
ومستعد للي هيعمله بدران وصفية
ياترى صفية هتجوز جوز هانم مين مش عارفة ليه جاي على بالي سلمى مع إنها صغيرة
بس عشان تقهرها
كامل بقى ده حكاية انتقام ربنا جاله بإن نفسه اتسلطت عليه ومشي في السمة الغلط ويعيش مذلول بمعصيته بدل مايعيش مرفوع الراس
جميلة دي عجباني جدا ست قوية وردودها صارمة
صابرين خدت اللي يليق لها خليها تشرب
الحلقة دي كأنها حصاد بس لسة صفية ماجاش عليها الدور
اتوقع الفصل الجاي ويارب مرة توقعي يصيب
الابطال هيكونوا كبروا في الفصل الجاي
وحياة هتخلف ولد من خليل
وجميلة هتتجوز د محمد وتعيش في مصر
اما مصير في صفية فياتري هيكون انتقام ربنا منها ايه؟
اتوقع إن سكينة هي اللي هتكشف صفية
ردحذفوحياة ماظهرتش طول الفصل هل هي عايشة حياتها بالطول والعرض ومنتظرة الفرج
ولا خليل يكون عرف باللي حصل لمصطفى وبيدبره انتقام لبدران وصفية ممكن يكون ليه سكته اللي يعرف بيها اخبار النجع
وياترى قابلت صالح واتجمعوا الثلاثة
متشوقين يااستاذة هبة للأحداث جداا
اللهم صل وسلم على رسول الله
ردحذفمنتظرين منتظرين منتظرين
اسلوب رائع كالعادة ومشوق وبحس ان احنا شايفين الأشخاص وسامعين صوتهم ..موفقة دائما سدد الله خطاك
سلمت اناملك دائما ما تسعدينا بكتاباتك
ردحذفوكافانا الله شر اشكال صفيه واتباعها
#في سماء الإسلام نعلو
اللهم صل وسلم وبارك ع سيدنا محمد
ردحذففي أنتظار الحلقة يا عسل ❤️ أم رفيف
ردحذف😍😍😍😍
ردحذفالحساب تقل اوى يا ست صفية هتولعي امتي
ردحذف