الحلقة الثانية(الفصل الثاني) الجزء الثاني الليل والدوادي

 


بسم الله الرحمن الرحيم

 

وما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت, وإليه أنيب

 

****************************

 

هرع إلى باب شقة والده. أخذ يضغط زر الجرس بغير انقطاع, فابتهجت والدته في مطبخها, وقالت بنبرة فرحة: ديه ولدي..تركت ما بيدها وأسرعت إلى الردهة تفتح الباب. فبادرها يلقي التحية محبوراً

 

السلام عليكم يا أمي

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا حبة جلب أمك.

 

حياة, الأم ذات القلب الذي ربضت بين حناياه الهموم, والأعين التي طاب للحزن سكناها, وجه شاحب, وشيب لقى مرتعاً  بين أروقة الخصلات السوداء. روح منطفئة إلا من بصيص ضوء يكاد يبدد تلك الظلمة يسمى عمر..ربتت على كتفه ببسمة لا تخلو من كدر وقالت :

 

 

.الطبيخ ناجص عليه هبابة ويخلص, على ما تغير هدومك أكون غرفته. عن إذنك

 

استني يا أمي..كنت عايز اتكلم معاكِ في موضوع مهم

 

خير يا ولدي؟

 

....إخواتي البنات

 

ارتجف جسدها, ومادت الأرض بها حتى كادت أن تسقط, لولا أن تشبث بها عمر وسألها هلعاً: مالك يا أمي؟

 

....مافيش يا ولدي

 

طب تعالي أقعدي يا حبيبتي

 

أجلس والدته التي وضعت يدها على قلبها, و رحلت عيناها إلى بعيد  وقد تمثل الماضي أمامها بكل قسوته

 

ظل عمر ينظر إليها صامتاً للحظات. ثم خرج عن صمته:

 

أمي..أنا عارف إن الكلام عن اخواتي بيتعبك ويأثر على نفسيتك, لكن لازم نتكلم وبصراحة

 

تنهدت بعمق جراحها وسألته: عايز تجول ايه يا عمر؟

 

عايز اسألك يا أمي,لإمتى هنفضل في الوضع الغير مبرر ده!..ليه تفضلي في نظر أهل النجع مجرمة هربانة, مع إن اللي ظلموكي هما المجرمين..ليه اخواتي البنات يعيشوا في عار ومذلة بسبب أمهم, رغم إنها ما اقترفتش إثم أو خطيئة...ليه يا أمي تعيشي محرومة من بناتك؟

 

أجابت وقد ترقرقت عبراتها واختنق صوتها: مجدر ومكتوب يا ولدي

 

لا يا أمي, ربنا ما قدرش الظلم على عبيده ولا كتبه عليهم. ربنا سبحانه وتعالى قال في حديث قدسي شريف ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)......لازم نرفع الظلم عنك يا أمي

 

سألت باستنكار المستسلم: ونرفعه كيف يا ولدي!!

 

انتفض عمر عن مقعده وقال بحسم: أنا لازم أسافر نجع أبو المنصور

 

اتسعت حدقتاها فزعاً وهبت واقفة تتشبث به, وقالت بصوت راجف: لاه يا ولدي, لاه. إياك تجيب سيرة الحديت ديه تاني, الله يرضى عنيك

 

ده مش كلام, ده قرار يا أمي ومش هرجع عنه

 

أخذت تضرب على صدرها وتبكي وتنشج: يا مرك يا حياة, يا مرك, كانّ الدنيا استخسرت فيكِ ولدك هو التاني آآآآآه

 

يا أمي إهدي أرجوكِ, عايزين نتكلم بهدوء

 

يا ولدي الله يرضى عنيك,إنسى الحديت ديه, وآنا كانّي ما سمعتوش منيك..هو آنا مستغنية عنك يا حبة جلبي عشان أرميك في النار بيدي!

 

أومال ليه راضية إن اخواتي يعيشوا في النار دي!

 

خواتك مهما كان بوهم معاهم, ما هيفرطش فيهم

 

أومال فرط فيكِ إنتِ ليه بعد عشرة العمر اللي بينكو

 

تنهدت بعمق  وأطرقت رأسها هنيهة ثم قالت ملتاعة: آنا وضعي يختلف عنيهم يا ولدي.آنا كنت مرته وبيده يطلجني ويزعطني من دنيته..لكن دول بناته, ما يجدرش يفرط فيهم وإلا يعيش بعارهم

 

يا أمي ده إنسان ما بيحكمش عقله. ده بيصدق أي شيء يسمعه حتى لو على الناس اللي معاشرهم وعارفهم كويس..مين يضمن إنه ما يصدقش إي تهمة لبناته ويقسى عليهم. واحد بالعقلية دي ممكن يقتلهم

 

ارتعدت حياة وشخص بصرها وقالت بنبرة مرتعشة:يجتلهم! يجتلهم ليه! عٍملوا ايه عشان يكون ديه جزائهم!

 

وانتِ كنتِ عملتِ ايه عشان يكون ده جزائك يا أمي! مش سبق واتهموكٍ بالسرقة, وبعدها اتهموكٍ في شرفك بالكدب والزور! ولا نسيتِ إنهم كانوا عايزين يقتلوكِ!

 

آآآه يا ولدي, آآآآه وألف آه من الظلم اللي ريته واللي نضرته وسمعته..لولا ربنا سخرلي بوك الله يجازيه خير.لولاه كان زماني مت بعار ما عملتوش

 

شفتِ بقى يا أمي. ربنا سخرلك أبويا عشان ينجيكِ. يعني اخواتي البنات محتاجين حد يمد إيده ويخرجهم من محنتهم..وأنا مش ممكن أتخلى عن اخواتي

 

أمسكت بذراعه بحنو وقالت بصوت متهدج محاولة أن  تعطفه عن قراره:  يا ولدي إنت دريت من وين إنهم في كرب! ليه ما تجولش إن التلاتة اتجوزوا وخلفوا ومتهنين في بيوت اجوازهم!

 

يا أمي إنتِ بتخدعيني ولا بتخدعي نفسك! إزاي بنات في الصعيد هيتجوزوا وأمهم متهومة في أمانتها وشرفها!

 

إبتئست وطفرت عبراتها, وجلست وقد نكست تهمة العار رأسها, فجثا على ركبتيه أمامها, وطفق يقبل يديها ويمسح عن عينيها العبرات وهو يلهج: لا يا أمي, إوعي توطي راسك. اللي ظلموكي هما اللي هيوطوا راسهم, هما اللي هيموتوا بخزيهم وعارهم

 

صرخت مستنكرة: كيف يا ولدي, كيف! دول غيلان ما يجدر عليهم غير ربنا

 

نهض عمروقلبه يصطلي غلا وصاح بحسم:العين بالعين والسن بالسن. وأنا مش هسيب حقك ولا هسيب اخواتي البنات في النار اللي عايشين فيها, ولا هسيب حق خالي صالح اللي جردوه من ماله وطردوه غدر

 

هبت واقفة وأخذت تقبل كتفيه راجية إياه: أحب على يدك يا ولدي بلاش. انسى نار جلب امك  الجايدةعلى بناتها اللي عم تكوي فيه كي. وانسى خوي صالح اللي ذلوه لئام وهو الكريم ابن الكريم. خوي اللي اتحرمت منيه وعايشة بناره اللي عم تنهش في جلبي من غير رحمة..النار ناري, والحسرة حسرتي. جلبي كاتم وجعه جواه, لا جولت لحد غيتني ولا اتحمل القهر بدالي..  وانت لساك صغير يا عمر وواخد الدنيا بصدرك. وأنا يستحيل أوافجك على شيء ممكن يكون آخرته ضياع عمرك

 

ماحدش بيموت ناقص لحظة يا أمي

 

انفطر قلبها خوفاً وانكبت على يديه تحاول تقبيلها,فسحب يده إجلالاً لها, وأخذت ترجوه ليتراجع عما عزم عليه دون جدوى..ثم قالت بيأس: بوك ما هيرضاش يرمي ولده في النار بيده

 

ولده في النار فعلاً..ولا ناسية إن ليا أخ اسمه مصطفى, لا شفته ولا شافني ولا يعرف إن له أخ من الأساس

 

ردت باحتداد: انسى خواتك البنات, وانسى خوك مصطفى. ربنا كتب عليكم الفراق عشان لو اتجمعتوا هتتأذوا كلكم. ولو بتحب خواتك وخوك صُح إنساهم وخليك في دراستك ودنيتك. بوك محتاجلك في تجارته, ساعده يا ولدي, ساعده, وكبر تجارتك واتجوز وخلف وعيش وافرح يا ضي عيني

 

اجهشت بالبكاء فاحتضنها كطفلته مقبلاً رأسها وقلبه يحترق..بعدما هدأت قليلاً قال: على العموم هتكلم مع ابويا واشوف رأيه

 

مسحت عن عينها العبرات وقالت بصوت مازجه النشيج: رأي بوك ما هيختلفش عن رأيي

***************************************

رواية الليل والدوادي

 

الفصل الأخير من الجزء الثاني

 

بقلم, هبة عبد العظيم نور

 

********************************************

كانت زوجة السيد سلام ترتب مائدة الغداء التي اكتظت بأطايب الطعام التي طهتها الخادمة

 , وإلى جوارها ابنتها خديجة ابنة الثامنة عشر تعاونها, فقالت لها: هملي اللي في يدك و نادمي على بوكِ على خديجة, جوليله الوكل جاهز

 

بوي جافل عليه باب المندرة و عم يقرا في المصحف ياامّا , وانتِ خابراه زين ,ما بيحب حد يجطع عليه خلوته. جولتلك آنا استني يا امّا أما يخرج من ذات نفسيه وبعدين نحطوا الوكل, لكن أجول ايه, أمي دوم خارجة عن طوعي وما بتسمعش كلامي هههه

 

هههه هو آنا اللي امك ولا انتِ اللي امي يا به! روحي بس دجي على باب المندرة دجة خفيفة كديه وشوفي هيطلع ولا ايه

 

حاضر يا امّا

 

 

اتجهت خديجة صوب باب المندرة في خفة الفراشة, ودقت دقات رقيقة وهمست: بوي, الوكل جاهز

 

جاي يا خديجة

 

رد علية يا امّا, جال جاي يا خديجة

 

طب تعالي نجعدوا نستنظروه

 

ما أن جلستا إلى المائدة حتى خرج عليهم السيد سلام الذي توجه الزمان بتاج المشيب فزاده هيبة ووقارا .. اتجه نحوهما متخذاً مقعده وقال مداعباً: خبر ايه! جوعتوا جوي كديه ما صابرينش أما أخرج لحالي!

 

واه! وانت ماجوعتش يا سلام!

 

لا والله جوعت, لكن جولتلكم قبل سابج منين ماتحسوا بالجوع كلوا وما تستنظرونيش

 

كيف يا بوي! وهو الوكل يبجاله طعم ولا ريق من غيرك!

 

هاها تسلمي يا خديجة يا جلب بوكِ يا نوارة السرايا, والله السرايا ديّ من غيرك ما تتسكن

 

ههه يا جلبي يا بوي يا جمر انت. واعية يا امّا الكلام الزين, اتعلمي من بوي وجوليهولي صبح ليل

 

ردت والدتها ساخرة وهي تفسخ ذكر البط السمين وتكدس أمامها وأمام أبيها: وماله, تجعدي جنبينا ولا تتجوزي ولا تروحي دارك ونجعدوا جصادك نجولولك كلام مليح صبح ليل يا حبيبة بوكِ

 

مالك بينا يا مرة انتِ, ايوة حبيبة بوها صُح, وما هفرطش فيها غير للي يستاهلها, آنا خابر إن من يوم ما فضيت خطوبتها وانتِ جلبك مليان مني وما طايجاش تنضريني جدامك يا نجاة ههه

 

آنا! اخص عليك يا سلام. ربنا ما يحرمني منيك يا سيدي وتاج راسي

 

ههه ولا يحرمني منيكِ يا نجاة يا غالية

 

نظرت خديجة إلى أمها وحاولت أن تثير غيرتها مزاحا, فأخذت قطعة من البط  التي تليها ومدتها إلى أبيها وهي تنظر إلى أمها بمكر وتقول: خد يا ابوي حتة البِحة دي من يد خديجة حبيبتك

 

تسلم يدك يا حبيبة بوكِ هاها

 

نظرت أمها بغيرة محمودة وقالت: ممم ربنا يهني سعيد بسعيدة يختي..عرفت يا سلام آنا رايدة البت دي تتجوز ليه! جعدالي في السراية كيف الضرة اللي عم تكيد في ضرتها

 

انفجر السيد سلام ضاحكاً

 

وإذ هم على حال حديثهم المرح, إذ بجرس الباب يقرع, فنادت زوجة السيد سلام على الخادمة لتفتح

 

شوفي مين يا حسنات

 

حاضر يا ست

 

فتحت الباب فألفت عزت وأسرعت لتخبر السيد سلام

 

سلام بيه, الداكتور عزت واد خوك على الباب

 

تهلل وجه السيد سلام. عزت!

 

ما أن سمعت الفتاة اسمه حتى استأذنت والدها للصعود إلى غرفتها ادباً وحياءا

 

أنا طالعة اوضتي يا بوي

 

طيب يا خديجة

 

نادت زوجته على الخادمة: حسنات, ناوليني شال بسرعة

 

هرعت الخادمة لتلبية الأمر, وعادت في التو ببغية سيدتها, فتسترت السيدة بشالها, فأمر سلام بدخول ابن أخيه, وتقدم لاستقباله

 

دلف عزت إلى البهو وما تزال ملامحه يشوبها بعض الكدر مما حدث في قصر خاله على يد صفية, بدد ما به بابتسامة حين ألفى عمه واشتم أريج  حنانه يفج من بين ذراعيه المشرعتين مرحباً به: يا مُرحب يا غالي يا واد الغالي

 

انفرجت أساريره واقبل جذلاً, وهتف بملء الحنين: عمي

 

ارتمي في أحضان عمه, بينما عمه يربت على ظهره بيدي الترحاب

 

نورت سراية عمك يا سيد عمك

 

العفو يا عمي, إنت سيدنا وكبيرنا

 

حيته زوجة عمه على مسافة ليست بالقريبة: يا مُرحب يا عزت يا ولدي

الله يرحب بيكِ, كيفك يا مرت عمي, وكيفها خديجة

 

الحمدلله في فضل ونعمة يا داكتور..نهملك مع عمك بجى عشان تجعدوا على راحتكو

 

اتفضلي يا مرت عمي

 

عمدت إلى الدرج تصعده, بينما سلام يربت على كتف عزت ويدعوه للطعام

 

تعالى يا عزت ناكلوا لجمة سوا

 

اتغديت مع امي والله يا عمي

 

طيب, اعمل حسابك بكرة تتغدا معاي هنيه

 

إن شاء الله أجيك بكرة يا عمي

 

أوشت ملامح عزت ونبرته للعم , أن هناك ما يكدر صفوه. فقال العم

 

تعالى نجعدوا في المندرة

 

طيب يا عمي

 

نادى على الخادمة: حصلينا بالشاي ع المندرة يا حسنات

 

أمرك يا جناب البيه

 

***************************************

 

اتخذ عزت مقعداً , وجلس السيد سلام قبالته وسأله باهتمام: مالك يا عزت

 

والله يا عمي مخنوج ومن جواي عم أغلي من الغيظ

 

واه! ليه ديه كله؟

 

عديت على سراية خالي كامل عشان أكلمه على حق أمي اللي عنديه. لكن المرة اللي اسميها صفية منعتني أجابله, وجالت مالكوش حج عندينا واللي تجدروا تعملوه واعملوه

 

عنفه عمه بضيق: وانت ايه يخليك تجل بمجامك وتتحدت في المواضيع الكابيرة مع مرة كيف دي!

 

وكنت اعمل ايه بس يا عمي! آنا كنت رايح في الأساس عشان أجابل خالي كامل, لكن واضح كديه إن كل حاجة في يدها وهي الآمرة الناهية على كل شيء

 

خالك اللي سلملها كل شيء بما فيها حجوج الناس اللي في رجبته

 

طب وآنا أخد حق أمي كيف وهما ناكرينه!..واضح كديه إن مافيش غير المحاكم اللي تحكم بيناتنا

 

سكة المحاكم مش سكتنا ولا احنا عدمات حيلة, احنا هنجمعوا كبار النجع ونروحوا للعمدة عشان نشهدوا الكل إن لو الحق ما رجعش بالذوج, هنعرفوا ناخدوه كيف

 

طب ميتى نجمعوهم يا عمي

 

انت جاعد لحد ميتى في النجع؟

 

يعني, سابوعين كديه

 

طيب, اديني مهلة سابوع, عشان آنا مسافر على اسكاندارية بعد بكرة إن شاء الله عشان العمارتين الجداد اللي مطلعاهم شركتنا عاد, بجالي اكتر من شهر ما نزلتش, وفي اجراءات لازمن نخلصوها إن شاء الله

 

وهتعاود ميتى يا عمي؟

 

حسب تساهيل ربك, إن شاء الله ما يزيدش عن سابوع

 

إن شاء الله يا عمي..في انتظارك عشان نحسموا الموضوع ديه

 

*************************************

 

رواية الليل والدوادي

 

الفصل الأخير من الجزء الثاني

 

بقلم, هبة عبد العظيم نور

 

*****************************

 

ما أن دلفت صفية إلى حديقة القصر بعد عودتها من لقاء سائس البهائم. حتى وقعت عينها على ما أرعد فرائصها. فقد كانت عالية تقف في شرفة غرفتها معصوبة بعصابة سوداء, وتصوب فوهة البندقية إلى صدرها. فاتسعت حدقتاها رعباً. فظلت عالية ترقب ارتعادها للحظات بعينين ثابتتين وملامح صماء, ثم  رفعت بندقيتها إلى السماء وأطلقت على  طيراً جارحاً فسقط تحت قدمي صفية فارتجفت. وظلت تنقل عينها بين عالية والطير باضطراب. فابتسمت عالية ابتسامة ماكرة, وكأن هناك رسالة أضمرتها بفعلها.. وغادرت الشرفة إلى غرفتها.

 

هرعت صفية إلى باب القصر تطرقه بدوي وانفعال, فأسرعت حورية بفتحه, فاندفعت إلى الداخل وهي تدمدم سبابا:

 

آنا بس بدي اعرف مين اللي علمها النشان بت المحروج ديّ!

 

هي مين ديّ يا ست صفية؟

 

البت اللي اسميها عالية

 

هاها واه! وما تتعلمش النشان كيف! ياك مفكراها بت كيف البنيتا! طب وربنا دي فشر ولاد الليل واللي قال عنيها بت ظلمها

 

طب غوري من وشي انتِ التانية

 

اجيبلك الوكل يا ست؟

 

ما عايزاش اتسمم. قلت همليني لحالي

 

على كيفك عاد يا ست

 

ضربت صفية ذراع المقعد بقبضة يدها, وظلت تغمغم وهي تتقد غلاً: عم تهدديني يا عالية يا بت حياة! طيب يا عالية. هنشوف مين اللي هيسبق ويصيد التاني. حكمي عليكِ وعلى خواتك صدر ووجب النفاذ..الكابيرة بالمذلة. والوسطانية بالعار. أما انتِ....هتغرقي في دمك يا بت حياة

 

عقدت العزم على تنفيذ ما حاكته وهرعت إلى كامل في غرفته, وبدأت تنفث سمومها

 

************************************************

 

كامل..كنت عايزة افاتحك في حكاية ما بتنيمنيش الليل

 

حكاية ايه ديّ

 

البنيتا يا كامل

 

ايه! مالهم؟

 

جلبي واكلني عليهم  وعلى حالهم اللي يحزن جلب الحجر. كل البنيتا اللي في سنهم متهنين في بيوت رجالتهم ومعاهم عيلين وتلاتة. وهما يا حبة جلبي جاعدين بميلة بختهم, والله جلبي بيتجطع لما اوعالهم جدامي

 

تنهد كامل من أعماقه وقال واجماً: وبيدنا ايه عاد! الذنب ذنب أمهم . أهم جاعدين كيف ما حكم قدرهم

 

ما ينفعش نسكتوا عليهم يا كامل, البنيتا كبروا وعنيهم فتحت

 

اتسعت حدقتاه وسأل مضطرباً: ريتي عليهم حاجة؟

 

لاه لاه, استغفر الله. افتري عليهم بالكدب! طب اروح من ربنا وين! اللي اقصده يا خوي ان البنيتا شوكتهم جويت وما جدراش أمشي كلمة عليهم, واهي ختمت بمرواحهم عند عمتهم جميلة اللي عم تكرههم فيك ..أأأه يا مري, بدل ما تجول عنيك كلمة مليحة تحنن جلوب البنيتا..هنقول ايه! الله يسامحك يا جميلة..خلينا في البنيتا وجوازهم عاد يا كامل..جايبالك عريس لسملى

 

عريس لسملى! ..من أهل النجع ؟

 

ايوة من أهل النجع وعارف بحكاية امها وراضي بالبنية على عيبها

 

.... وده يكون مين؟

 

مغاوري كلاف البهايم

 

استشاط كامل غضباً: كانك جنيتِ يا صفية. بت كامل بيه ابو الحجاج تتجوز كلاف البهايم!

 

عارفة انها بت كامل بيه ابو الحجاج كبير أكابر النجع..لكن كماني عارفة انها بت حياة اللي هربت وسابتها هي وخواتها غارجانين في عارهم. ديلواك العقل هو اللي لازم نحكمه يا كامل, مش الأصل والحسب عاد. ولو الواحدة فيهم ما بقالهاش راجل بالحلال يمكن تدور عليه ولو كان في الحرام.. ووقتها العار يبقى عارين يا خوي

 

ارتاع كامل وأخذ المصير البائس لبناته يعبث برأسه. فأخرجته عن شروده وقالت متمسكنة

 

طاوعني يا كامل, ربنا عالم إني ما عايزاش لبناتك غير الستر في حما رجالتهم

 

كلاف البهايم!!

 

ما قدمناش غيره يا خوي. وان كان على شغلته يبطلها ونعطيه المال اللي يصرف بيه على بتنا, وكفاية الجاميل اللي هيسويه فينا بجوازه منيها ... قلت ايه يا كامل؟ انادملك البت تعرِفها؟

 

....... نادميها

 

******************

أسرعت الخطى متهللة إلى غرفة الفتيات. كن يتسامرن حين فتحت الباب دونما استئذان, فلذن بالصمت وعلقن أبصارهن بها ترقباً لمعرفة سبب مجيئها. وجهت بصرها إلى سلمى وقالت بحدة

 

بوكِ عايزك, حصليني

 

أولتهم ظهرها وخرجت تاركة الباب مشرعاً. ظللن يتقاذفن نظرات القلق فيما بينهن. سألت عالية بصوت تخالجه الريبة:

 

يكون بوكِ عايزك ليه؟

 

واعرف من وين انا! هجوم اشوفه

 

غادرت سلمى الغرفة مسرعة, فتنهدت وطفة وقالت مرتابة:

 

قلبي مش مطمن للمرة ديّ. حاسة كديه إنها عم تدبر لحاجة كابيرة, والحاجة ديّ بخصوص سلمى. وإلا ما كانتش جت تاخدها بنفسها عاد...ربنا يكفينا شر كيدها

 

ما تقدرش تمس شعرة من خيتي بسوء, الله في سماه اقتلها وأغرق النجع بدمها النجس

 

بس انتِ التانية, مفكرة روحك واد ليل ياك!

 

لاه مش واد ليل يا وطفة. لكن ما اقبلش الظلم عليا ولا على ناسي ولا على أي مخلوق إن كان. أمي اتظلمت وكنت لساي في لفتي ما دارياش بالدنيا. لكن ديلواك.. عودي شد واقدر امسك سلاح واشق قلب العدوين برصاصه

 

اصبري.احنا لحد ديلواك ما خابرينيش نية المرة ديّ من ناحية سلمى. نستنظرها لما تاجي عاد ونشوف

*********************************

اقتربت سلمى من باب غرفة والدها وزوجته والخوف يثقل خطواتها ويطل من عينيها. دقت الباب المشرع بيد مرتعشة. فنادتها صفية بصوت هو مزيج التهكم والشماتة:

 

ادخلي يا عروسة

 

عقدت الفتاة حاجبيها ذهولاً, ودلفت إلى الغرفة فألفت والدها  على مقعده المتحرك يرمقها بصمت وقد كلل الارتباك ملامحه. أسرعت صفية صوبها وربتت على كتفها وهي تبتسم بمكر وتقول:

ادخلي يا سلمى. بوكِ عايزك في كلمتين

 

ظلت تقترب رويداً رويدا من مقعد والدها وترمقه بنظرات حيرى. قالت بصوت واهن مرتجف:

 

نعمين يا بوي

 

استجمع والدها شجاعته وقال بنبرة صارمة: جاكِ عريس وهتتجوزي وتروحي على دار جوزك

 

هالها ما سمعت وجفت الأحرف على شفتيها للحظات. ثم أفرجت عن سؤالها الحائر: مين يا بوي؟

 

ازدرد ريقه وعاد لصرامته: مغاوري الكلاف

 

صعقت الفتاة وسرت قشعريرة في جسدها. أطلقت صرخة وسط سيل العبرات المنهمر: ايه اللي عم تجوله ديه يا بوي! كيف! كيف يا بوي ترضى لبتك تتجوز كلاف البهايم!

 

أشاح بوجهه فانكبت على قدميه تبكي وتتوسل

 

أحب على رجلك يا بوي ما عايزاش اتجوز. إذا كان كلاف البهايم هو نصيبي وقسمتي, ما عايزاش نصيب ولا قسمة. أنا هعيش واموت كديه من غير جواز

 

الأمر اتحتم وهتتجوزيه. ما جبتكيش هنيه عشان اسألك رايداه ولا ما رايداهوش. جبتك بس عشان تجهزي حالك للجواز

 

أخذتها نوبة من الصراخ المرير

 

لاه يا بوي, لاه, لاه

 

اخرسي, ما عايزش اسمع صوتك. قلتلك هتتجوزيه وما تملكيش تجولي غير أمرك يا بوي

 

نشجت وقالت في إذعان: أمرك يا بوي, أمرك

 

هرعت إلى الخارج ونشيجها قد انتشت له صفية. اقتربت من زوجها وقبلت رأسه قائلة: بركة يا خوي. عجبال خواتها التنين عاد

 

*********************************************

أسرعت سلمى إلى غرفتها باكية, ناحبة, فهال أختاها ما رأتا, وفزعتا إليها, فسألتها وطفة متلهفة: حُصُل ايه يا سلمى؟

 

قالت الحزنى, أسيرة المدامع: بوكِ ومرته رايدين يجوزوني لكلاف البهايم

 

شهقت وطفة وضر بت على صدرها صارخة: يا مركو يا بنات حياة, يا مركو. تعالي شوفي يا امّا بوي عم يسوي فينا ايه

 

أصرت عالية على أسنانها وأنطلقت من الغرفة كالنار الموقدة صوب غرفة والدها.إقتحمت الغرفة منادية بصوت جهور غاضب

 

بوي

 

انتبه كامل, وضيقت صفية عينيها في تأهب لاستماع ما جاءت به عالية..رشقتها عالية بنظرة مستعرة, ثم وجهت كلامها لأبيها بنبرة حادة:

 

كيف يا بوي توافج تجوز بتك لكلاف البهايم! كيف ترضى عليها عيشة المذلة

 

نهرها والدها: وانتِ ايش يدخلك في الحديت ديه

 

ايش يدخلني يعني ايه! نسيت إنها خييتي واللي يضرها يضرني!

 

صوبت نظرة حاقدة لصفية وأردفت: آنا خابرة زين من الشيطان اللي وزك على الحكاية ديّ

 

ردت صفية متمسكنة: تجصديني آنا. مش كديه! الله يسامحك يا بتي عاد. تجولي عليّ شيطانة عشان رايدة مصلحة اختك! ولا لادد عليكِ جعدتها كديه من غير جواز!

 

هأ! جلبك علينا جوي يا مرت بوي. وفري حنية جلبك وما تدخليش بيناتنا, وشيلي خواتي من راسك

 

تباكت صفية وقالت لزوجها بميوعة: سامع بتك بتحدتني كيف يا كامل! خلاص, ماليش صالح ببناتك,وما هتدخل حتى لو وعيت للديابة عم تجطع لحمهم

 

صب كامل جام غضبه على ابنته: كيف تتجرئي وتحدتي صفية كديه! بجى ديه جزاتها عشان رايدالكم الخير! مش دي المرة اللي ربيتكم بعد امكم!

 

إنضرمت نيران الغل في قلب عالية وصاحت: لاه يا بوي, لا ربيتنا ولا لها جميل على واحدة منينا. آنا اللي ربوني خواتي التنين, وجميلهم في رجبتي, وعشان كديه لازمن ارده وارد عنيهم كيد عدوينهم. وجواز أختي من كلاف البهايم ما هيكونش يا بوي. سامع يا بوي؟ وآنا اللي هجف جصادك وجصاد مرتك ولو فيها موتي

 

انطلقت من الغرفة تحملها رياح الغضب. فهرعت صفية إلى زوجها تفرغ سمومها في وعاء أذنيه:

 

ريت يا كامل بتك وعمايلها! مش جولتلك يا خوي كبروا وعنيهم فتحت وما هنجدروش عليهم بعد كديه! لو ما كانوش يتجوزوا ويبجوا في حما رجال. ربنا العالم هيعملوا ايه بعد كديه..بتك الصغيرة عنيها جوية ومالهاش كابير. ودي والعياذ بالله يمكن تسوي كيف ما سوت امها وتجيبلنا العار. عشان كديه لازمن نسرع بحكاية جواز الكابيرة, وبعد ما نستفضوا منيها. نجوزوا الوسطانية, وبعدها الصغيرة أم عين جوية حتى لو بالغصب..الغصب أهون من العار يا خوي

 

هز رأسه في استحسان, فربتت على كتفه وابتسامة مكر تعلو محياها

 

**************************

عادت عالية إلى أخواتها بوجه صبغته حمرة الغضب..كانت سلمى تجلس على فراشها ذاهلة ,غريقة يم  عبرات بلا شطآن ..نظرت وطفة إلى عالية التي جلست تهز رجليها بتواتر وغيظ

 

هدرت وطفة بنبرة يائسة: اوعي تفكري إن مهما جولتِ لبوكِ هيسمعلك جول..بوكِ ما بيسمعش غير مرته ولا بينفذ إلا اللي عم تجول عليه..حتى لو جالتله اجتل بناتك, هيجتلنا عشان ما يرد جولها

 

هبت عالية واقفة وصاحت غاضبة: جولها يمشيه على روحه مش علينا. وسلمى ما هتتجوزش كلاف البهايم. وآنا اللي همنع الجوازة ديّ

 

هأ, وهتمنعيها كيف!!

 

زفرت هواء كاللهيب, ولاذت بوادي صمت تتصاخب فيه أفكارها الشعثاء

 

***********************************

في المساء عاد خليل من متجره, واجتمع على مائدة الطعام بولده وزوجته. كان يأكل بشهية, بينما كانت حياة تجلس باهتة الوجه, تتناول الطعام على طرف ملعقتها, وترفعه بتثاقل إلى فمها وهي ترقب ولدها الذي كان يتناول الطعام بينما عيناه ملتصقتان بأبيه وبهما من الأحاديث الخفية ما بها, لحظ الوالد فقال مندهشاً:

واه! عم تطلع فيا كديه ليه يا عمر! كانّك عايز تجول حاجة ومتحرج, عايز فلوس إياك! هاها

 

تلعثم عمر بعض الشيء ثم استجمع شجاعته وقال: لا يا ابويا, مش عايز فلوس,..أنا عايز أسافر نجع أبو المنصور

 

شخص بصر خليل من هول ما سمع. ثم سأل بحدة وكأنه يكذب أذنيه:

 

إنت جولت إيه يا واه؟

 

قلت إني عايز أسافر نجع أبو المنصور

 

....عشان ايه؟

 

عشان اخواتي البنات

 

مالهم خواتك البنات!

 

مالهم ازاي بس يا ابويا! أنا لازم......

 

قاطعه الوالد بحزم: إسمع يا عمر, الباب ديه جفلناه, وما هنفتحوش تاني.النجع تنساه خالص, والحديت ديه ما اسمعوش منيك تاني

 

انتفض عمر عن مقعده, واستدار مغاضباً. فنادته والدته بقلبها: كمل وكلك يا عمر, لساه طبجك زي ما هو

 

شبعت الحمدلله يا أمي. رايح أشرب الشاي مع أمي حليمة

 

خرج وأغلق الباب خلفه, فتنهدت أمه من أعماق جراحها. فسألها خليل بحدة وحنق وكأنه يوبخها:ايه اللي خلى ولدك يفكر في النجع يا حياة! كانّك ما مبطلاش جدامه سيرة اللي راح واللي كان

 

ما تظلمنيش يا خليل. ربنا وحده عالم إني كاتمة لوعتي وحسرة جلبي على بناتي وما بنطجش, من وجت ما لومتني زمان عشان كنت دوم اتحدت معاه عن النجع وناسه

 

اومال ايه خلاه يفكر يسافر النجع؟

 

ما عارفاش يا خليل. من يوم ما حكيتله وهو واد سبع سنين عن الظلم اللي ريته وخواته البنات اللي حرموني منيهم, وآنا ما فتحتش السيرة تاني كيف ما وعدتك وجتها..لكن هو من يومها ماناسيهومش, وكاتير ياجي يسألني عنيهم. شكلهم ايه يا امّا, عايشين مع مين يا امّا. آنا خايف عليهم يا امّا..لكن عمره ما جاب سيرة انه يسافر لخواته

 

كانّك غلطتِ يا حياة يوم ما حكتيله عن اللي كان واللي جرى

 

كيف غلطانة يا خليل! ما كنتش رايدني اجوله ان له تلات خوات بنات على وش الدنيا!

 

واديكِ جولتيله..وولدك راجل ودمه حر وحاسس إنه مفرط في عرضه. ما عارفش إنه لو راح هناك معناه موته

 

ضربت على صدرها صارخة: لاه لاه  يا خليل, إوعاك تهمله يسافر

 

عشان كديه شديت عليه وكلمته بجسوة. عشان يعرف إن سفره للنجع يغضبني عليه

 

وضعت يدها على قلبها المدوي بنبضاته قلقاً ورعباً وقالت بنبرة واهنة: ربنا يستر عاد

 

********************************************

ذهبت الحاجة حليمة لتعد الشاي. بينما جلس عمر إلى الحاج عامر. يقص عليه من أمر والده الذي أثناه عن فكرة السفر. فأسدى إليه الحاج عامر النصح: إسمع كلام ابوك يا عمر يا ابني. ابوك خايف عليك, الناس هناك ما بترحمش

 

رد بحنق: يعني ايه يا جدي عامر! معنى كدة إن مافيش مظلوم هيترفع عنه الظلم, ولا منهوب هيرجعله حقه

 

يا ابني إنت لسة صغير

 

أنا مش صغير, أنا كبرت بما فيه الكفاية وأقدر أرجع حق أمي وارد الظلم عنها وعن اخواتي

 

نمت الكلمات إلى مسامع الحاجة حليمة أثناء قدومها حاملة صينية الشاي, فوضعتها جانباً وصاحت: سفر ايه ونجع ايه يا ابني! انت جرا حاجة في دماغك يا عمر! عايزهم بعد الشر يإذوك! طب والله أنا اللي أقف في وشك مش ابوك, ولو حكم الأمر أربطك بسلاسل

 

انفرج وجه عمر بابتسامة وقال: إنتِ كمان ضدي يا أمّا حليمة!

 

اديك قلت.أمّا حليمة. دانت ابني وحتة مني يا عمر. طب دانا شيلتك في حجري أكتر ماامك شالتك. ياما أكلتلك وشربتك بإيدي. ولا نسيت إني كنت بحمّيك كمان يا واد! يعني أمك غصب عن عينك ولازم تسمع كلامي

 

ضحك عمر وأقبل على يدها يقبلها ويقول:ربنا يخليكِ ليا يا امّا حليمة

 

تشبثت بيده ولهجت راجية: اوعدني يا عمر إنك هتنسى الحكاية دي, وهتنتبه لمستقبلك ومش هتحزن قلوبنا عليك يا ابني

 

صمت عمر هنيهة. ثم قال: اللي فيه الخير يقدمه ربنا..عن إذنكم

 

نهض وعمد إلى الباب, فناداه الحاج عامر: رايح فين يا عمر! تعالى اشرب الشاي

 

معلش, مرة تانية يا جدي عامر...رايح لواحد صاحبي

 

غادر المنزل مغلقاً الباب خلفه, فهزت الحاجة حليمة رأسها وقالت: أنا مش مرتاحة للواد ده, لا رضي يوعدني ولا يريح قلبي

 

ما تخافيش يا حليمة. أبوه مش موافق, وعمر عمره ما خرج عن طوع ابوه. إطمني

 

ربنا يطمن قلبك يا عامر...ويكفيك شر نفسك يا عمر

******************************

هاتف عمر صديقه منتصر من أحد محال البقالة لمقابلته, فالتقيا على إحدى المقاهي, وأخبره بنبرة حزنى أن والده رفض سفره

 

يا ابني ما هو لازم يرفض. عايزه يعني يفرح بيك عشان عايز تنتحر هاها

 

يعني بتسمى سفري لانقاذ اخواتي انتحار يا منتصر!

 

بصراحة لو في تعبير أقوى كنت استخدمته. واحد يسافر لبلد مليانة ظلم وجور, وحضرته عامل فتوة وفارد عضلاته ويقول أنا اللي هخلص اخواتي من الظلم وفاكر إن الظلمة اللي هناك هيسيبوه

 

حد قالك إني مجنون عشان اعمل كدة!

 

اومال حضرتك ناوي تعمل ايه!

 

أنا عامل حساب كل حاجة. أول زيارة للبلد دي, هتكون زيارة أشبه بتحسس الأخبار. ومش هروح بكينونتي دي. أنا هتنكر في زي صعيدي

 

وهتتكلم صعيدي ازاي يا فالح!

 

هاها اللهجة الصعيدي دي لعبتي. ولا كانك ما خابرش إن بوي وأمي التنين صعايدة يا حزين إنت!

 

لا بجد يا عمر أنا خايف عليك

 

وهتخاف عليا ليه وانت هتيجي معايا

 

نعم!! أجي معاك فين يا عم, سلام. وابقى حاسب على الشاي

 

أمسك عمر ييده وقال: استنى بس اقعد ما تبقاش جبان

 

بقولك ايه يا عمر, أنا وحيد ابويا وامي على اربع بنات, وكلهم مسنودين عليا

 

يا عم كلنا مسنودين على ربنا

 

ونعم بالله . شكلك كدة يا عمر مش هتسيبني إلا أما اوافق

 

إحنا مسافرين بعد بكرة بعد صلاة الفجر إن شاء الله

 

طب وهنقولهم ايه في البيت؟

 

هنقولهم طالعين رحلة وهنغيب تلات أيام

 

أيوة بس...

 

لا بس ولا غيره.رتب نفسك عشان نتوكل على الله بعد بكرة الفجر إن شاء الله

 

يا عم اسمع كلامي لآخره وبلاش تسرع,أولاً أنا ما معييش فلوس أسافر بيها, ثانياً أنا ما بعرفش اتكلم صعيدي

 

يا سيدي ما تشيلش هم الفلوس. أنا معايا وبزيادة الحمدلله. وإذا كان على الصعيدي إنت مش هتتكلم ولا كلمة عشان انت اخرس

اخرس!

 

ايوة, اديني حليتهالك..إلا بقى إذا كنت بتتهرب  ومش عايز تيجي معايا يا منتصر

 

لا والله, أنا بس كنت بقولك على الموانع, وانت حليتها

 

تمام. يبقى نتقابل عند محطة القطربعد بكرة الفجر إن شاء الله, وهيكون معايا اللبس اللي هنروح بيه

 

ماشي يا سيدي, وربنا يستر من توابع السفرية دي

 

************************************

 

ولحد هنيه وخلصت حلجتنا..اجابلكم الخميس الجاي إن شاء الله

 

بشكر كل حبيباتي الغاليات اللي بيهتموا بالتعليق وتحليل الأحداث وكل اللي اسمائهم بتظهر وتضفي جمال على المدونة

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

 

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

تعليقات

  1. اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️
    مشكورة أستاذة هبة على تنزيل الحلقة أم رفيف❤️

    ردحذف
  2. انا بقيت حاسة اني بتابع رواية بوليسية وبحط ايدي على قلبي وانا بقرأ الاحداث
    حرام عليك كدة يا استاذة ترويع وتشويق
    انا خايفة من كامل لانه ممكن يجوزها غصب عادي
    ومقلقة على عمر حاسة هيتكشف على طول ربنا يستر

    ردحذف
  3. الله يباركِ فيكِ أستاذة هبة ممكن تنزلي حلقتين و جزاكِ الله الجنة❤️ أم رفيف

    ردحذف
  4. مش ممكن ياهوبه وانا بقراء بحس اني في قلب القصه نفسها
    ياااه فرحت اوي ان حياه بقي عندها ولد ودمه حر كمان
    مااظنش ان بنات حياه هيتهانوا او واحد منهم تتجوز كلاف البهايم
    اظن ان ربنا هينصرهم
    كفايه عليهم اللي حصل لامهم وابوهم
    سلمت يمينك ياهوبه
    حقيقي انتي موهوبه جدا
    ربنا يحفظك يارب
    وفي انتظار الحلقه القادمه .

    ردحذف
  5. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

    ردحذف
  6. فرحت جدا أن حضرتك نزلتي الحلقة
    الرواية بقت مشوقة جداااااا واحنا متشوقين للي بعد كده

    ردحذف
  7. اللهم صل وسلم عليك يارسول الله
    انما ايه الجمال ده مع انك بتعيشينا ف قلق ورعب على شخصيات الرواية بس انا حاسة ان خلاص سلمى من الجوازة دي هيكون على ايد اخوها وبداية الحساب هلت اهيه وعمر وعزت والبنات هما اللي هيرجعوا الحقوق بس ياترى هيلحق ينقذ مصطفى من اللي هو فيه
    وصالح مظهرش خالص ياترى السنين عملت معاه ايه اكيد هيكون له دور في الحساب صفية دي نهايتها هتبقا مرعبة مش بعيد يولعوا فيها زي ماكان بيعملوا في الساحرات الشريرات شكرا يامبدعة

    ردحذف
  8. الحلقة دى مكنش ينفع تتاجل خالص يا استاذة فكرى فى اى حاجه الا التأجيل عشان يوم الخميس ده بقا مهم اوى بالنسبه لنا

    ردحذف
  9. حلقة جامدة جدا جدا اخيراا بشاير الحق قربت تظهر

    ردحذف
  10. لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم

    ردحذف
  11. استغفر الله العظيم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

    ردحذف
  12. لا إله إلا الله محمد رسول الله
    رواية جميلة جميلة وحلقة رائعة بتمني أنو تصير كل يوم تنزل ولا كل ساعة كمان
    ربنا يوفقك ويدوم نبض قلمك الرائع

    ردحذف
  13. جزاك الله خيراً حلقة جميله جدا

    ردحذف
  14. يا خبرر الموضوع بقى حماس اوى ههه ما اظنش بصراحة أن سلمى تتجوزه
    اقلك على حاجة ياطنط صفية ملاك بالنسبه لأدهم فى خلف هذه الجدران

    ردحذف
    الردود
    1. أم عبدالرحمن الهيثمي30 سبتمبر 2022 في 7:55 ص

      لا مستحيل آدهم كان بينتقم بدافع الحب
      انما دي قاتله دي خلصت على ربع الناس اللي ف الراويه 🤣

      حذف
  15. طب اعيط انا 😭ولا اعمل إيه مكنتش عايزة الحلقة تخلص واشوف عمر وعالية هيعملو إيه مينفعش نتقل عليكي شوية وتعملي حلقة كمان ف وسط الاسبوع😂

    ردحذف
  16. لا حول ولا قوه الا بالله
    اسماء

    ردحذف
  17. سبحان الله
    اسماء

    ردحذف
  18. الرواية تزداد تشويقا
    نشوف حيحصل إيه لما يسافر عمر وأرجو أن ياخذ حق أمه وأخواته

    ردحذف
  19. الله المستعان
    اسماء

    ردحذف
  20. جزاكى الله خيرا غاليتي وبارك فيكي ورزقك سعادة الدارين
    أحداث غاية في الروعة
    نور الحق

    ردحذف
  21. اولا شكرا عشان نزلتى الحلقة
    ثانيا الحلقة فوق فوق الروعة
    اعتقد اللى هايتجوز سلمى هو حسن و هايقف لامه .
    مستنية الخميس بفارغ الصبر

    ردحذف
    الردود
    1. ممكن يدايق امه فعلا
      طالما انك عايزة تستريهم
      انا هتجوزها 😂
      ياريت حسن محترم ومش خسارة ف سلمى 😁

      حذف
  22. كاميليا محمد
    الحلقة رائعة وممتعة والأحداث تزداد تشويقا وليل الظلم قرب ينقشع ويظهر الحق والعدل سلمت يداك دمتي مبدعة
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد ❤️

    ردحذف
  23. تسلم ايدك يااستاذة هوبة يا عسل
    ربنا يراضيكِ زي ما بتراضينا 💖💖💖
    صفصف العقربة نهايتها على ايد عالية
    فعلا جدعة وماهيهماش
    يارب تقتل صفية وتريحنا من قرفها
    معقولة كامل بالغباء دا نطع فعلا
    ازاي دا كان زوج حياة
    ياخي بركة انك طلقتها

    عمر ذكي وشكله هياخد حق امه واخواته بالدماغ
    ياترى ياعمر هتعمل اي ؟
    وياترى يامصطفى بقيت ايه دلوقتي
    هيكون ليك يد تنقذ مايمكن انقاذة وزي ما خرب البلد واحد من الجبل
    اللي ينقذها بردو من الجبل ؟
    صراحة مش عرفة خالص اتوقع دماغك رايحة فين يا استاذة هوبة
    بس واثقة فيكِ جدا
    انا عايزة نهاية لصفية تشفي غليلي منها

    وسلمى المسكينة بالله عليكِ ما تتزوج ابدا ابن الكلاف 🥺🥺
    ياترى صالح فين ؟

    أم عبدالرحمن الهيثمي 💖

    ردحذف
  24. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 🌹

    حلقة جميلة ورائعة... متشوقين أكتر نعرف إذا كان عمر ولا عالية ولا جميلة اللي هيمنعوا جوازة سلمى ولا هيتدخل المهندس حسن ويتجوزها هو وينقذها من اللي أمه بتدبره ليهم
    دايماً توقعاتنا غير الأحداث بس بنحاول نألف برضه😂
    وواثقين في حضرتك إنك هتنهي الرواية بما يرضي جميع الأطراف
    في انتظار القادم والمزيد من الإبداع والتألق يا جميلة 💕
    💞دُمتِ مبدعة 💞

    ردحذف
  25. جميله اوى يا هوبه
    حياه موقفها وحش جدا وكله ضعف ومفيش توكل على الله يعنى حتى مش تطمن على بناتها لا دى ولا كأنهم ولادها
    وزعلانه علشان مسالتيش عليا بقالى يانا غايبه 😭😭
    Wafaa Ali

    ردحذف
  26. انا عجبتني قوي قوة غاليه وان شاء هايتجمعوا كلهم ويقفو ضد الظلم عمر وعزت وغاليه بس خايفه طبعا من تربية الشيطان لمصطفى انه يبقا شيطان زيهم ده غير ابن صفيه حسن اللي اكيد هايقف معاهم وياخدو حقهم منهم كلهم

    ردحذف
  27. احداث مشوقة جدا
    سلمت يمينك

    حياة وخليل لسة بيتكلموا نفس لهجتهم الصعيدي

    لغاية دلوقتي مااتقابلوش مع صالح ولا خليل يعرف حاجة عن ابنه
    ياتري مصطفى وصل لأيه بعد ماكان ماشي في الطريق الصح


    مشهد جميل لسلام ومراته وبنته في بينهم محبة وود

    كامل بيسمع كلام صفية عمياني مأثرة عليه جدا

    اتوقع جواز سلمى هيتم
    وبعد فترة هتطلق وتتجوز حد من الابطال ممكن مصطفى لو ربنا هداه او ابن صالح
    بس صفية مش هتقدر على وطفة وعالية

    عمر هينجح في مهمته واتوقع انه هيتجوز بنت سلام


    ردحذف
  28. دمتِ مبدعة حبيبتي🌸🌸🌸
    إيمان إبراهيم💕💕

    ردحذف
  29. اين الحلقة الجديدة يا استاذة متشوقين للأحداث

    ردحذف

إرسال تعليق