الحلقة السادسة من الفصل الثاني الجزء الثاني (الليل والدوادي)
أقض القلق مضجع عالية, فأشعلت الضوء الخافت إلى جوارها,
نهضت عن فراشها تتنهد, واتجهت إلى الشرفة, رفعت عينها إلى السماء ترقب القمر الذي
يبدد تلك الظلام الحالك, خفضت رأسها وشردت لبعض الوقت فيم انتوت إتيانه..عادت إلى
الحجرة وجلست على فراشها تحدق في فوهة البندقية. أشعلت وطفة ذر المصباح إلى جوارها
ونهضت جالسة تسألها: لساكِ رايدة تنفذي اللي في راسك؟
رشقتها بنظرة حانقة وقالت: وإنتِ يهمك ايه! خليكِ في
نومك واصحي تاني يوم كيف ما اتمسيتِ عاد
اللي عم تفكري فيه ديه ما هيحصُلش. ولو حُصُل ما
هيهملوكيش تعيشي ثانية من بعديها
ما عايزاش اعيش في القهر والظلم..الموت أشرف من الرضا
بالذل والمهانة
....لساك صغيرة يا عالية ما فهماش حاجة
وانتِ يا كابيرة يللي فاهمة, كان ايه جد عليكِ! سلمتِ
لعيشة الذل على يد مرت بوكِ, بعد ما كنتِ جوية وما حد يجدر يكسرك على رأي جول عمتي
وسلمى, ولا كانك ناسية كنتِ كيف وبجيتِ كيف!
استشاطت وطفة غضباً وانتفضت عن فراشها صارخة في وجهها:
لما تتحدتِ مع اختك الكابيرة تتحدتِ بأدب. ريتِ ايه انتِ من الجهر اللي ريناه! لا
ريتي جهر ولا شربتِ مر ولا شفتِ ذل أمك بعينك كيف ما ريناه. بوكِ ما كسركيش كيف ما
كسرني جدام مرته يوم ما مد يده وضربني عشان يرضيها بت الكلاف ويجولها انه ما صدجش جولنا عنيها يوم ما خرجت تدسدس في
الليالي وهو نايم ما داريش... من اليوم ديه وآنا عرفت إن مهما سوينا ما هيصدجش غير
مرته وما هيمشي ع الرجاب غير جولها..فاهمة يعني ايه! يعني كل اللي عم تعمليه ديه
ما لوش عازة يا بت بوي وامي, واختك هتتجوز الكلاف كيف ما حكمت مرت بوكِ
فرغت من توبيخ شقيقتها وأشاحت بوجهها, , ثم عادت إلى
فراشها تعتزل العالم تحت دثارها, تحدجها عالية بنظرة حانقة, فلم يبرر ما قالته
استسلامها لدثار الذل..ذهبت إلى الشرفة تنفث عن بعض غليلها
*******************************
ما أن حلت الظهيرة, حتى تحول السكون حول عالية إلى صخب,
نوافير سيارات وأصوات متداخلة, وزغاريد نساء في الحديقة. توشحت بوشاحها وهرعت إلى
النافذة لتتبين الأمر, فإذ بسائس البهائم يتجلى في جلباب أبيض وعمامة بيضاء, بصحبة
والدته بمظهرها الفقير, وأقاربه من النساء والرجال الذين بدا عليهم الفقر والضعة,
ينزلون من سيارات أجرة متهالكة كالحة الألوان, كئيبة المنظر,ويتجهون إلى القصر,
تأججت نيران الغضب في قلب عالية, وضربت على سور النافذة غيظاً, واندفعت إلى وطفة
تصرخ فيها: جومي انضري كلاف البهايم اللي جاي ياخد اختك, جومي نخلصوها منيه
سددت إليها نظرة خالية من الشعور, فهاج هائجها وصاحت
فيها: عارفة انك ما هتتحركيش من مُطرحك, ولو جتلوا اختك, مش جوزوها غصب. هرعت إلى
بندقيتها تخفيها بين طيات ملابسها, واندفعت صوب الباب كالعاصفة الهوجاء. أمسكت
بالمقبض تفتحه, فإذ بالباب مغلق من الخارج, حاولت فتحه بكلتا يديها وهي تزمجر
كالنيران المستعرة, ولكن هيهات هيهات, بالباب مغلق بالمتاريس, أخذت تضرب على الباب
وهي تدمدم سباباً: افتحي يا صفية, افتحي يا بت كلاف البهايم, افتحي يا بت الدوادي
لا سامع ولا مجيب, فصراخها كان يخالط قرع الدفوف
والزغاريد والغناء بالأسفل..أزداد غليلها وصراخها وضربها للباب زهاء الساعة ,حتى
خارت قواها وسقطت أرضاً, فصرخت وطفة وهرعت إليها تنهضها ودموعها تسيل, انهضتها بعد
عناء, وسندتها إلى فراشها, فارتمت الفتاة عليه وقد فقدت وعيها, فهلعت وطفة وجرت تحضر
العطور لإفاقتها
*************************
أتى العمدة محاط بحاشيته وحراسه, وأتى بدران بصحبة
رجاله, وأخيراً أتى عاقد الأنكحة, فاستقبلته صفية متهللة, واصطحبته إلى الدور
العلوي حيث غرفة كامل, ومعهم العمدة وبدران..فمن يشهد على الجور غيرهما!!
**************************************************
اندفعت صفية داخل الغرفة تزف إلى كامل البشرى ووجهها
يتهلل: المأذون جه يا كامل
....خليه يتفضل
دلف عاقد الأنكحة بدفتره, وخلفه بدران والعمدة يتبعهما
سائس البهائم, ألقى عاقد الأنكحة السلام وجلس إلى طاولة صغيرة: السلام عليكم يا
كامل بيه
عليكم السلام ورحمة الله
أين العروس؟
ردت صفية مبتهجة: هجيبهالك في التو يا شيخنا
أسرعت إلى غرفة العروس تحضرها, وجلس الجميع في انتظارها
تنحنح العمدة متعاظماً بعباءته الجوخ وقال: مبارك يا
كامل بيه
الله يبارك فيك يا عمدة
قال بدران بغير اكتراث: مبارك جواز بتك الكابيرة يا كامل
يبارك فيك يا بدران
أبت نفساهما تهنئة السائس إزدراءا.فبقى منزوياً في مقعده
لا ينبس ببنت شفة من هول الموقف ورهبته..سرعان ما عادت صفية تجر الفتاة جراً
كالمقتادة إلى مقصلة الإعدام. ابتهج السائس حين وقعت عيناه عليها وذهبت بعض رهبته,
قالت صفية: العروسة أها
أجلست العروس وذهبت تقف على رأس الرجال وهم يعقدون العقد
الباطل غارقة في لج الشماتة..فتح عاقد الأنكحة دفتره وشرع في أمره قائلاً: يدك يا
كامل بيه, يدك يا عريس
وضع كامل يده في يد السائس, وبدأ المأذون يملي عليهما ما
يقولان وهما يرددان خلفه..كانت العروس كالمغشي عليها لا تسمع أي مما يحدث حولها,
ترمق بعينيها الزائغتين الشفاه الغلاظ التي اجتمعت حول الطاولة للتواطؤ عليها عبر
عقد جائر, ترى أفواه تنفرج بضحكات, وكلمات أصابها الصمم عن سماعها..لم تستفق إلا
على يد صفية تهز كتفها قائلة: جومي يلا يا عروسة امضي على عجد سعدك
أنهضتها ذاهلة وسحبتها خلفها وأجلستها إلى الطاولة,
وأعطتها القلم ذا الحبر الأحمر, فأمسكته بيدٍ مرتعشة, مالت على الأوراق تكتب حروف
اسمها التي سالت كدمائها المراقة غدراً وغيلة.فزغردت صفية بكل ما أوتيت من
شماتة..كان العريس يرقبها متهللاً, بينما كانت تراه من خلف دموعها كالوجه الباهت
بلا ملامح, خالت أنها في مكان موحش, لا تسمع إلا عواء وحوش ضارية وصفير رياح
**********************************
لم يبق من عالية إلا جسد خائر القوة
مسدوح على الفراش, عينان أثقلهما الوهن, وأنات رقرقت عبرات وطفة التي كانت تجلس
إلى جوارها تضع يدها على خدها باستسلام لما حل بأختيها..فجأة تسمع صوت المتاريس
تفتح, فعلقت بصرها بالباب الذي انفتح على مصراعيه لتجد أمامها حورية وبعض النساء
الذي جلبتهن صفية لحمايتها من عالية يقفون كدرع تحتمي خلفه, ما أن أبصرت حال
الفتيات حتى انتشت وأدركت ما ألم بهما, فأزاحت النسوة وتجلت أمامهما بملامح تفيض
شماتة وتشفي, قالت وهي على أعتاب الباب مثيرة غيظهما: مبارك جواز اختكم الكابيرة,
عجبالكم انتو التنين عاد, ويكون على يدي هاها مممم ايه, مش هتاجوا معانا نوصلوا
العروسة لدار جوزها ولا كانّها مش اختكو!
رفعت عالية رأسها بتثاقل فما أن
وقعت عينها على صفية حتى استيقظت الروح الثائرة داخلها فاعتدلت بقوة تنفض غبار
الوهن وحدجتها بنظرة متقدة بالوعيد
اطلقت صفية ضحكة عبثية ألهبت
دواخلهما, وأولتهما ظهرها وقالت لحورية: اجفلي الباب عليهم يا حورية. كانّ الغيرة
من اختهم كلت جلوبهم التنين ما جادرين ينطجوا, بينا احنا نوصلوا مرت كلاف البهايم
لجوزها هاها
أغلقت حورية الباب, فانتفضت عالية
بشعرها الغجري عن فراشها كالوحش الثائر تتوعد: كانّها آخر ليلة في عمرك يا بت كلاف
البهايم, اختي ما هتروحش لكلاف البهايم ولو كان التمن دمي..عقصت شعرها وتوشحت
بوشاحها الأسود وهرعت إلى النافذة تفرجها فرجة صغيرة, لتتبين ما يحدث..استرقت
النظر إلى الخارج, فوجدت بعض السيارات القديمة التي أقلت السائس وبعض عائلته, تقف
أسفل مبنى القصر, وحولهم الكثير من أهله خلا أمه التي سبقته بالعشاء الذي أعدته
صفية للعروس إلى البيت في إحدى
السيارات...خرج السائس من القصر وخلفه صفية تسحب العروس عصية الخطوات صوب
إحدى السيارات. ركب السائس في المقعد الخلفي, فزجت صفية بالعروس إلى جواره وأغلقت
الباب, واتجهت لتركب إلى جانب السائق, جن جنون عالية, وهرعت إلى بندقيتها تدسها
بين طيات ثوبها الأسود الفضفاض, وأسرعت خطواتها إلى الدور السفلي, الذي خلا من
الجميع, فالكل ذهب خلف العروس..أخذت تتلفت أيمنها وأيسرها لتتيقن أن لا ناظر ولا
راقب..هرعت إلى المطبخ, وتوجهت مسرعة صوب نافذته تفتحها, ووثبت بخفة إلى الخارج
وأغلقته كما كان...انعطفت إلى الحديقة.شقت طريقها متوارية خلف الأشجار, حتى رمقت
السيارة على بعد أمتار, وأبصرت صفية داخلها منتشية والضحك يصدع شدقيها. أخرجت
بندقيتها على الفور وصوبت الفوهة إلى رأس صفية بثبات ووضعت يدها على الزناد, فإذ
بيد تمسك البندقية من الخلف فشهقت فزعاً, واستدارت فاغرة فاها فإذ بشاب ملثم يقول
لها: ما تلطخيش يدك بدمها يا بت سيادنا, احنا هناخدوا بتارك وتار الكل
سألته متلهفة: أنت مين؟
ارجعي السرايا
جولتلك انت مين؟
جولت ارجعي السرايا
كيف تطلب مني كديه! اختي في يدها,
جوزتها لكلاف البهايم, لازمن تتجتل جبل ما تسلمهاله بيدها
جولت ارجعي السرايا
طب واختي؟
بكرة في الصبح إن شاء الله تطلعي ع
الطاحونة وتستنظري مرسال مني, هيجولك ع
اللي تم..سلام
استنى....مش هتجول انت مين؟
لم يجبها, اولاها ظهره ومضى يتخفى
خلف الأشجار بحذر, وهي ترقبه ذاهلة حتى غاب عن ناظريها,. .دست بندقيتها بين طيات
ثوبها وعادت من حيث أتت وسؤال حائر يقرع أبواب عقلها بلا مجيب..من هذا الشاب
الملثم! وهل هو صادق المقال والفعال! أم تراه تابع لصفية جاء يصد الشر عنها!
******************************
عند بيت السائس الطيني الفقير,
توقفت السيارة, ترجلت صفية مسرعة وفتحت الباب الخلفي للعروس,قبضت على ذراعها
وجرتها إلى خارج السيارة جراً, بينما قفز العريس من السيارة إلى باب البيت يطرقه
وينادي جذلاً: افتحي يا امّا
أسرعت أمه تفتح الباب وتزغرد وتهنئه:
ألف بركة يا حبة جلب أمك
همت تحتضنه فأزاحها وقال حانقاً: مش
وجته يا امّا, فسحي من وش الباب
أفسحت الطريق للعروس الباكية, فما
أن دلفت بيد صفية, حتى احتضنتها متهللة وقالت: نورتِ الدار يا مرت ولدي, يغلبك
بالمال تغلبيه بالعيال...يا مُرحب يا ست صفية, الدار نورت
بنورك يا ام مغاوري. العروسة بت
الأكابر أها, سعدكو زمانكو وناسبتوا كامل بيه
والله سعدنا الزمان صُح ورضي عنينا.
كتر خيرك يا ست صفية, لولاكِ ما كناش اتهنينا
هاها تعيشي يا ام العريس
سددت صفية نظرة إلى السائس وغمزت
بعينها قائلة: عروستك الزينة بت الأكابر أها, تعاملها كيف ما وصيتك وإلا هيكون
حسابك معاي
أوامرك يا ست
هاها ليلتكو هنا وسعد..افوتكو
ديلواك وهاجي في الصبح بفاطور العروسة..مبارك يا سلمى الجوازة الزينة ديّ. شايفة الدار
المليحة ديّ, بجت دارك, بكرة تعمريها وتمليها عيال هاها
حدجتها سلمى بنظرة كراهية من خلف
عبراتها الحارة , فأطالت ابتسامة شامتة, ثم استدارت لوالدة السائس تقول: آنا ماشية
يا ام العريس, ما اوصكيش عاد, تجعدي باعيد, وتهملي العروسة لعريسها
اطمني يا ست, آنا حطيت عشاهم اللي
شيعتيني بيه في الأوضة وبخرتها وهجعد باعيد عنيهم, يتهنوا ويتسعدوا يارب
هاها ممم تتصبح بالخير يا عريس, خلي
بالك من ام عيالك عاد
اطلقت ضحكة خرقاء وغادرت البيت
وخلفها والدة السائس تودعها
بالسلامة يا ست صفية, عجبال عيالك
عاد
نظر السائس إلى سلمى منتشياً, وأمسك
بيدها قائلاً: بينا احنا على أوضتنا عاد
نزعت يدها بغلظة ونفور, فقهقه وأحكم
قبضته على ذراعها وساقها إلى الغرفة وأغلق الباب, فزغردت والدته
************************
حاول الاقتراب منها فدفعته بقوة
فاستشاط غضباً وصاح فيها: خبر ايه يا بت كامل! مالك متكبرة كديه وما طيجاش تنضري
في وشي! ايه! ماليش عينك! ناسية إنك بجيتِ مرتي ولا ايه!
رشقته بنظرة ازدراء وأشاحت بوجهها,
فأمسك ذراعها بعنف, وأخذ يدمدم سبابا: كبرانة على ايه يا بت! ناسية امك مين وسوت
ايه! واحدة غيرك كانت حبت على جدامي جبل يدي عشان رضيت اتجوزها. لكن معلش, آنا
هعرف اربيكِ كيف, تعالي هنيه, اجعدي تحت اجدامي وخلعيني المداس
ظلت متسمرة في مكانها تبكي وتنشج,
فوكزها وعلا صياحه: جولتلك اجعدي على الأرض وخلعيني المداس يا بت الفاجرة
فجأة تحطمت النافذة الخشبية, ووثب
إلى الداخل شابان ملثمان يكتتفان البنادق, فارتاعت سلمى وارتعدت فرائص السائس,
وصاح بصوت متهدج: انتو مين؟
هجم عليه الشابان, وأخذا بتلابيبه
ودفعاه إلى الأريكة, تقدم أحدهما وهو ذات الشاب الذي التقى عالية, وأخرج من جيب
جلبابه ورقة وقلم ومد يده إلى السائس آمراً بصوت غليظ: أمضي ع الورجة ديّ يا كلاف
البهايم
ورجة ايه ديّ؟
ورجة طلاجك من سلمى, أمضي جبل ما
تسيح في دمك
بدد الفرح ملامح سلمى, والتي بقت
على ارتعادها من هول الموقف..ظلت عينا الكلاف تتنقلان بين الشابين والورقة مرتجفاً
وقد عقد لسانه, فلكمه ذات الشاب وصاح فيه: امضي يا واد المحروج انت ما تضيعش وجتنا
هز رأسه المرتعش, وجاهد في إحكام
السيطرة على القلم, ونظر إلى الشابين فإذ بأعينهما تتقد بالشرر, فزاد ارتعابه
وأيقن أن لا فرار من الانصياع لأمرهما, فوقع على الورقة بيد مرتعشة, فأخذها الشاب
وطواها ووضعها في جيبه, ثم أنهضه بقوة وصفعه صفعة مدوية كادت تسقطه أرضاً وقال وقد
وكزه ببندقيته: اللطمة ديّ عشان اتجرأت على ستك وست النجع حياة بت الحاج زيدان يا
خسيس, أطلب السماح من ستك سلمى
نظر إلى سلمى بعين كسيرة وقال
مستعطفاً: السماح والعفو يا ست سلمى, يا بت ستنا وتاج راسنا
حدجته سلمى بنظرة كراهية وأشاحت
بوجهها, فقال الشاب: من الليلة ما لكش مكان في النجع إنت وامك, لم خلجاتك وخلجاتها
عشان هترحلوا من هنيه..ولو في يوم ظهر خيالك في النجع من تاني, يبجى انت الجاني
على نفسك
طيب وهنروحوا وين عاد؟
هنغورك في داهية بمعرفتنا, وهنعطيك
جرشين تأجر بيهم مكان على ما تلاجي شغلانة, يلا يا واد المحروج ما فاضينش
أوامرك عاد, أوامرك
هرع إلى الخارج يتبعه الآخر, استدار
الشاب إلى سلمى ليهدأ من روعها: اطمني يا بت سيادنا, إحنا هنيه عشان نحميكِ
...انتو مين؟
مش وجت الحديت, المهم إنك ديلواك
حرة
يعني خلاص ما بجيتش مرت الكلاف؟
ورجة طلاجك في جيبي
وضعت يدها على صدرها المرتجف وتنفست
الصعداء وحمدت الله
*******************************
جمع السائس ووالدته أغراضهما
والرعدة تمتلكهما, خرجا من البيت يتبعهما الشاب الآخر بلثامه, كانت هناك سيارة
تننظرهما. قادهما إلى السيارة وركباها وأسنانهما تصطك, انطلقت بهما في طرق خفية,
فعاد الشاب مسرعاً إلى صاحبه, فسأله: مشيوا؟
غاروا
طيب, يلا همي معانا يا ست سلمى
ردت راجفة: أهم معاكو على وين؟
..انتو مين؟
ما تخافيش, جولتلك احنا جينا
لحمايتك
هزت رأسها بانصياع, فهي لا تملك من
أمرها شيئا..اصطحباها إلى الخارج, وشقوا طريقهم في جنح الظلام إلى حيث مصير مبهم
لا تعلمه ولكنه لن يكون أسوأ من زيجة السائس على أي الأحوال..هكذا كانت تحاول طمأنة
نفسها المنهكة..انعطفوا إلى أرض خالية, فكانت هناك سيارة تنتظرهم..اقتربوا شيئاً
فشيئاً حتى بلغوا موضع السيارة, فتح ذات الشاب الباب الخلفي وقال: اللي امرتوا بيه
تم يا ست معالي
وين ورجة الطلاج؟
اتفضلي يا ست
يسلم شبابكوا انتو التنين
تنحى الشاب بعيداً إلى جوار صاحبه,
فمدت السيدة معالي يدها إلى سلمى تناديها باسمة الثغر: تعالي يا سلمى
قفزت سلمى إلى داخل السيارة بعد أن
استحالت نيران صفية بردا وسلاما عليها, ارتمت في أحضان السيدة معالي تبكي بكاء
النجاة من الأهوال, والأخرى تربت على ظهرها وتقول بحنو: كفاكِ بكا يا سلمى, الحمد
لله إنك بخير
آنا ما عارفاش اشكرك ازاي ولا اجولك
ايه!
ما تجوليش حاجة, ديه حجك علينا
طيب وهنروح وين ديلواك؟
هاخدك معاي على مصر
..مصر!
ايوة, هتعيشي معاي في سرايتي لحد ما
ربنا يكشف الكرب
طيب وخواتي؟
ما تخافيش عليهم
أمرت السائق بالانطلاق: اطلع بينا
أمرك يا ست, توكلنا على الله
***********************************
مضى بهما عبر طريق خفي حالك الظلم,
أسندت سلمى رأسها إلى صدر السيدة معالي واستسلمت لنوم عميق لم يطرق أجفانها مذ
اقتحم شبح السائس حياتها, فراحت تربت على ظهرها بحنو وكأنها طفلة تهدهدها..أخذت
السيارة تقطع المسافات بعد المسافات في الطرق الوعرة حتى نفذت إلى طريقها المعتاد
إلى العاصمة واستغرقت السيارة بعض سويعات حتى انفلق الصبح وفاض شعاع الشمس..كان
قصر السيدة معالي بمنأى عن العمران كعادة بعض علية القوم في عزلتهم عن العوام
..عند القصر المهيب توقفت السيارة..أيقظت السيدة معالي سلمى برفق: سلمى, يلا جومي
وصلنا, حمدالله بسلامتك عاد
فتحت عينها بارتعاب تخالجها مشاعر
الكآبة التي اعتادتها, والتي ما زالت تحت وطأتها, سرعان ما عادت لوعيها وأدركت
أنها في مأمن عن يد صفية, بل وتصحبها تلك السيدة الرقيقة التي أسدت لها جميلاً لن
تنهكه السنون, أشرق وجهها واحتضنت السيدة معالي وترقرقت عبرات الثناء الصامتة,
فقالت السيدة معالي مداعبة: يلا يا سلمى ندخلوا عاد ونبكوا جوا احنا التنين
براحتنا هاها
ضحكت الفتاة مرحاً وكأن روح طفلة
أحلت بها..فتح السائق الأبواب فترجلتا عن السيارة, وعمدتا إلى الدرج تصعدانه..فتح
الخدام الأبواب لسيدة القصر وضيفتها, التي دلفت ذاهلة من هول الفخامة والرواء التي
لم تعهدها في قصور القرية...ظلت عيناها تدور في أرجاء القصر وشعور الارتياح قد سكن
دواخلها . فجأة انفتح باب كبير أمامها وفجت منه روائح المسك, وإذ برجل ذا وجه صبوح
يرتدي عباءة بيضاء يشرق أمامها, فصرخت فرحاً: خالي صالح!
ولحد هنيه وخلصت حلجتنا, اشوفكم
السابوع الجاي إن شاء الله
شكراً جزيلا لكل حبيباتي اللي
بيتفاعلوا مع الحلقات, حقيقي بسعد جدا بردودكم وبقرأها باهتمام وشغف
في انتظار توقعاتكم إن شاء الله
لا تنسوا ذكر الله والصلاة على
الحبيب عليه الصلاة والسلام
اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي
يارسول الله
الحلقة روعة روعة روعة كالعادة والله
ردحذفبس أخلفت كل التوقعات بجد
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ردحذفلا إله إلا الله محمد رسول الله
ردحذفالف صلاة وسلام على حبيبنا محمد
ياااااه انا كنت حاطة ايدي على قلبي لما الجوازة تمت بس فرحت قوي لما خلصوها من هالظلم وفرحة تانية لما ظهر صالح بس والله زعلتيني مالحقتش افرح بظهور صالح خلصت الحلقة كان عالاقل عشنا معهم شوية قبل ماتنتهي الحلقة بس فعلا اشكرك على الاحداث اللي ماكنت متوقعاها هلا بقيت مطمنة على وطفة وعالية والشر مهما يقوي ويشتد الا انه الخير لازم يتقدم عليه اتشوق بشدة للخميس القادم دمتي بخير يااستاذة هبة
ام راشد
حلقة حلوة اووووى اشفت غليلى صراحة عقبال باقى البنات لما يخلصوا من صفية
ردحذفدمتى مبدعة متألقة
ردحذفمعقولة يكون صالح متجوز معالي
ردحذفكنت بقول يا سلام لو اتقابل هو وأخته
يله هنشوف اللي جاي
اللهم صلِ على محمد،،،،،
ردحذفالحلقة اليوووم غيرررررر ،،، فرحت ان تم إنقاذ سلمى ،،وما تم اللي تبيه العقربة صفية ودي اعرف ردة فعلها 😬
(ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أضنها لا تفرج )
بس الحلقة قصيرة ،،،ليت تنزلي حلقتان بالأسبوع 💕
Afaf
اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️ أم رفيف
ردحذفحلقه جميلة بس خلصت بسرعة
ردحذففي انتظار القادم ورد المظالم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اسعدني بعد ما وجعتى قلبي بصريات الخير و النصر هلت .. تسلم يا قلبي
ردحذفسلمت يمينك
ردحذفالحلقة جميلة ومش متوقعة
ردحذفبس قصيرة قوي قوي
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ردحذفيااااه اخيرا ارتحت من ناحية سلمي
النهاردة الحلقه غاااااااية في الروعة
سلمت يداكي يامبدعة
نور الحق
الله الله حلقه رووعه والاحلى منها ظهور صالح
ردحذفWafaa Ali
ردحذفتسلم ايدك يا قمر حلقه روووعه
فرحتينا بظهور صالح وطفيتي فرحتنا بانتهاء الحلقة
ردحذفأدام الله قلمك ونفع بكي ياجميلة
الله الله الله كنت حاسة ان صالح هو اللي ورا كل ده اول مظهر الشاب اللي منع عالية عن اللي كانت هتعمله بس شكيت للحظة ان اخوها هو اللي جه
ردحذفالمشكلة لما يتطلع النهار وتيجي صفية متلاقيهومش تفكيرها هيتشل بس محدش هيقدر يتكلم هيقولوا واحد خد مراته وامه ومشيوا برافو عليكي ياهوبا بصراحة مكناش متوقعين هتيجي كدة
الحساب هيبدأ وجبهة الانتقام هتبتدي تقوى بصالح والبنات واخوهم اللي هيجتمع بيهم وبمصطفى كمان منتظرين يامبدعة 💕💕💕💕💕💕
ده كمان توقعي وفي لحظه فكرت في مصطفى انه يكون هو اللي نازل ينقذها بس بصراحه ضربه جامده لصفيه نفسي اشوفها قدامي دلوقتي 😂😂😂
حذفطيب تصدقي بالله لسه كنت بقول في بالي شكل صالح قاعد عندها وفعلا اول مره توقعاتي تطلع صح 😂😂😂 انا في الأول قولت اخوها لكن اول ما قابل معالي شكيت ان خالها صالح عندها
ردحذفجميلة اوي الحلقة اخيرا هنفرح في صفية أنا مبسوطة اوي بالحلقة النهاردة بس كانت صفية ماتت احسن ههههه ياالله هنفرح اوي لما تيجي الصبح ما تلاقيش لا العروسة ولا كلاف البهائم اخيرا هيتخرق دمها يا تري هيحصل ايه للبنات شوفتينا يا استاذة مبدعة كالعادة
ردحذفاسماء
سلمت يداكى أستاذتنا الغالية وربنا مايحرمنا ابدا من إبداعاتك حلقة جميلة جدا وزى ماعودتينا دايما مفجاتك جميلة عقبال ماتشفى غليلنا ونشوف يوم فى صفية 🤲🤲🤲
ردحذفرباب محمد
حذفلا لا لا لا انتِ مستحيلة
ردحذفانتِ خطيرة يا استاذة هوبة
والله العظيم مش عارفة اقولك ايه
كنت خلاص هسيب الرواية بعد المشهد الأخير لكلاف البهايم الحقير
وكنت هاقولك مش قادرة اكمل وكان حجر على صدري هيموتني
تبارك الله ماشاء الله على قلمك الرائع والحبكة والسرد والحوار والدراما
بجد فرحت لسلمى جدا اخر حاجة كنت اتوقعها ان صالح هنا بجد ريحتي قلبي
حاسة كدة ان الدنيا هتبدأ تزهزه
يااااه ع القهرة اللي كنتو فيها يا بنات حياة عالية صعبت عليا جدا
اكتر واحدة صعبت عليا فيهم
بجد يامعالي انت رائعة 😘
بجد عايزة نهاية لصفية تشفي غليلي
وعايزة كامل يشوف حياة وهي مع جوزها ومعاها الراجل اللي كان هيموت ويجيبه ويتقهر ويموت بحسرته .. اكتر شخص حيوان ف الراوية اكتر من صفية كمان
طمنيتنا على سلمى عقبال وطفة وعالية
وبالله عليكِ بلاش موت لحد طيب تاني خلصينا من العقارب بقا واحد واحد كدة ريحينا
الله اخيرا ابتدت تندع اهي هههه
ردحذفمبرووك يا سلمى خلاصك
متخيلة صفية هتنفجر من الغيظ والحيرة لاختفاء سلمى وكلاف البهاىم وامه
ياترى هتفكر انه ضحك عليها وخد سلمى ومشي ولا هتربط دة بظهور عمر قبل كدة وتقول حياة هي اللي انقذتها ولا اية
والمفروض بقى البنات يعملوا مصيبة انها اخفت اختهم
بس اللي مش عارفة ازاي دخلوا وخرجوا وفي حرس لصفية في ك حتة
ظهور صالح مبهج وبداية لاحداث حلوة
ياريت عمر ميجيش تاني لانه مش هيخرج منها كدة ربنا يستر
دمت مبدعة وفي انتظار الحلقة القادمة بشوق
ماشاء الله عليك أستاذة هبة مبدعة مبدعة حلقة الله يحفظك
ردحذفمعقول صالح متجوز الست معالي!!
منتظرين الحلقة القادمة لمعرفت بقية الأحداث دمتي بخير
اخيرا فرحتني ،حزنت جدا من الحلقة اللي فاتت وياست ان سلمي حد ينقذها كانت مفأجاة فعلا ان سلمي خالها اللي يلحقها واكيد اللي جاي احلي
ردحذفجزاك الله خيرا و أسعدك الله أستاذة هبة
ردحذفمبدعة كالعادة
معقول أخيرا هيبدأ يرد جزء من ظلم الدوادي
رواية اسم على مسمى
اكيد عمر قرب يوصل البلد
ربنا يستر
كفاية وجع قلب
كتير يجي في بالي الخادمة اللي كانت مع حياة راحت فين العمر ده
حقيقي مهما حدث و لا رجع كل شئ
مش هيعوض لحظة قهر
و لكن لو رجعنا للواقع نقول الحمد لله على نعمة الآخرة
كل واحد هياخد جزاؤه
إنه لا يحب الظالمين سبحانه
دمتى متألقة مبدعة
( الياسمين)
حلقة اليوم جميلة لكنها قصيرة 😅 كملتها بسرعة هههه
ردحذفوأخيرا صالح ظهر وإن شاء الله تحصلها أخواتها وطفة وعالية وينتقمن من صفية المجرمة وأخوها ويرجعوا حقهم بالكامل
اللهم صل على محمد
ردحذفلولو
الجميل في الحلقة مش انها جت على مزاجنا والخير انتصر على الشر ف نقطه معينه..
ردحذفلا الجميل هو حبكة المشهد نفسه .. سلمى اتصرفت بطبيعتها الضعيفه.. ووطفة عاجزة.. وعالية متهورة.. وعمر الأخ والسند اللي بيرمي نفسه ف النار عشان يحمي اخته.. والكلاف اتصرف بعبوديته لصفيه وانصياعه للطرف الاقوى...
الحلقة بجد عبقرية جدا ما شاء الله..
مش عشان عمر انقذ سلمى وصفيه هتتجنن..
لا. بصراحة كان بيعجبني مشاهد لصفيه رااائعه مع كمية الشر اللي جواها لكن حبكة الدور بتاعها رااائع...
منتظرة المفاجآت الجايه بشوق❤️❤️
حلقة جميلة جدا
ردحذفالحمد لله إن سلمى نجت
صفية كانت عايزاها تاخذ اللقب مرات كلاف البهايم زي ماهي بت كلاف البهايم
لو جوازة سلمى تمت كانت هتشوف معاه ايام كوبيا
شكله صالح تزوج معالي وممكن يكون خلف
ممكن يكونوا الشباب اللي خلصوا سلمى اولاده ومتنكرين زي ما عمر عمل
كده النحع هيصبح تاني يوم على ان سلمى وزوجها وامه اختفوا من القرية
عايز اعرف ازاي الشباب دخلوا النجع وعملوا كل ده من غير مارجالة بدران وصفية يشوفوهم لما عمر جه كانوا وراه خطوة بخطوة
ممكن يكونوا متفقين معاهم اومدينهم فلوس
بس خلقة رائعة منتظرين المزيد من الاخبار المفرحة
Smsma Mohamed
ردحذفالحلقه اكتر من رائعه وغير متوقعه بس الاهم ان الجوازه باظت😂😂ف انتظار الخميس ع احر من الجمر
تسلم ايدك ياحبيبتي 💓💓💓
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وع اله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💞💞
ردحذفوأخيييييراً سلمى نفدت بجلدها... عقبال اخواتها
نفسي أشوف شكل صفية وهي رايحة تشمت فيها في الصباحية وما تلاقيهاش هي ولا زوجها ولا أمه ولا حد يعرف راحوا فين... ملعوووبة بجد👏🏻
كدة الكل هيقول راحت مع زوجها غير ما تطفش قبل الفرح هيقولوا كلام وحش عنها
بجد رووعة
تسلم إيدك يا غالية
وعقبال ما يظهر الحق ونشوف في صفية دي يومين تلاتة كدة😂
💞دُمتِ مُبدعة 💞
تسلمي ويسلم قلمك حبيبتي💕💕
ردحذفإيمان إبراهيم🌸
فين الحلقه ا هبه
ردحذف😭😭😭😭😭😭
Wafaa Ali
فين الحلقة
ردحذف❤️❤️❤️❤️
ردحذف😍😍😍😍😍😍
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى أل ابراهيم انك حميد مجيد
ردحذفاين الحلقة يا غاليتنا 🥰🥰🥰🥰🥰
ردحذفروووعة بعد مااحترق دمي اخيرا ابتسمت بالنهاية تسلم دياتك
ردحذف