الثانية والعشرين( حارة الموعودين)

 


هرع الجميع خلفها، نساءاً ورجالاً وصغاراً للنجاة بأعمارهم من الزلزال المدمر، وصراخم يصم الآذان

كانت أم هشام أول من نزل إلى الحارة، وتلاها جميع أهل الحارة من أقصاها لأدناها، فالبلاء قد عم الجميع، مما دفعهم إلى الفرار إلى أرض الحارة بملابس البيت وبعض النساء بشعورهن، فلم يعطهم الزلزال أمنة التستر، فبدون بهيئات لا تكشف على الأغراب.. الجميع يفر وكأنها القيامة، أما المدعوين لحفل الخطبة فجميعهم هرعوا إلى منازلهم صارخين ليتفقدوا ذوييهم في هذا اليوم العصيب، إلا عم هناء الحاج عبد الصبور الذي بقى للمؤازرة، كما بقت أم عوض في نافذتها ترقب ما يحدث للعقار المقابل وهرج الناس ومرجهم، فاغرة فاها، وعيناها متسعتان ذهولا، فالزلزال لم يخرجها من بيتها ولم يثنيها عن متابعة الحدث

 

أما أم هشام وجيرانها ، فقد وقفوا أمام منزلهم القديم الذي وطأه الزمان بنعاله، يرمقون شقوقه وتصدعاته تتسع بأعين هلعى وقلوب مرتجفة، زاد ارتجافها حين تساقطت أجزاء من شرفه المشققة، فولولت النساء، وأخذ الرجال يضربون كفاً بكف ويحوقولون

 

لا حول ولا قوة إلا بالله

 

البيت هيقع يا جدعان

 

 فجأر هشام في الجميع:

 

ابعدوا يا جماعة، ابعدوا عن الحجارة اللي بتقع من البلكونات

 

وقفت الجارة أم محمود تندب حظها ضاربة على صدرها:

 

البيت هيقع يا ولاد، أنا عايزة اطلع اجيب كيس السكر اللي لسة شارياه بالشيء الفيلاني وبواقي ازازة الزيت، وربع كيس المكرونة اللي فاضل، وألم الهدوم من ع الحبال، شقانا هيضيع يا ناس، أنا داخلة البيت واللي يحصل يحصل

 

صاح بها هشام محذراً:

 

اوعي تقربي من البيت يا خالتي ام محمود، البيت ممكن يقع في أي لحظة. يا ما قولنا البيت عايز يتنكس والمية مبوشة الحيطان، لكن ما حدش اهتم، اهو حتة زلزال صدع البيت وخلاه آيل للسقوط

 

اهئ اهئ منها لله البعيدة صاحبة البيت، ياما كلمناها عشان تصلح السباكة البايظة لكن قالت ياكش يقع ع اللي فيه. منك لله يا جباير الكلب

 

مش وقت مين غلطان دلوقتي يا خالتي ام محمود، كلنا مشتركين في الخطأ

 

صاحت أم هشام عيظاً وهي ترمي هناء ووالدتها المنزويتان في ركن بعيد بنظرات كالسهام:

 

انتو هتلزقوها لجباير! جباير مالها!! البيت طول عمره واقف زي الجبل، ما حدش جاب داغه إلا بوز الإخص

 

ردت أم عوض:

 

على قولك يا ام هشام يختي، طول عمر بيتكو واقف وشادد حيله زي الجبل، لا عمر زلزال أثر فيه، ولا سيول بوشت حيطانه، كان مستخبيلكو فين يختي! بس برضو بركة انك طلعتوا بخير، وخصوصاً انتِ يا ام هشام، داحنا قولنا مش هيطلع عليكِ صبح.. يلا البيت حس بيكي وفداكي بعمره، اهو تتشردي احسن ما تتوفي برضو .. منها لله اللي كانت السبب في الدهولة وشندلة الحال اللي انتو فيها

 

منها لله ألف مرة يا ام عوض، وعليهم ألف من مرار صبري. حبيبة يختي وقلبك فيه الخير وحاسة بيا

 

زادت عبرات هناء انهماراً واتسع صدع قلبها، فربتت والدتها على كتفها رحمة وإشفاقا وقلبها ينزف دما

 

همهمات وتمتمات من الجميع، ونظرات اتهام موجهة إلى هناء التي طأطأت رأسها، وألصقت عينيها بالأرض هرباً من نظرات الاتهام الجلية في الأعين.. إلا أن نظرات عمها المرسلة إليها كانت شفقة وحنوا

 

نظر والد هشام إلى سيارته القديمة التي تعود إلى أوائل خمسينات القرن الماضي، وهدر فزعاً:

 

هشام، خد مفتاح العربية واركنها بعيد عن الحجارة اللي عمالة تقع دي، للعربية تروح مننا في لمح البصر ونتبهدل من غيرها، دي عربية أصيلة يا ابني، هي اللي شايلانا ومتحملانا

 

لوت أم عوض شفتها ذات اليمين وذات اليسار، وتمتمت:

 

يا خويا بلا نيلة، خايف على ايه! هي دي عربية ولا منظر عربية! دي كُهنة من أيام الانجليز، بتزك على عجلة واحدة، دا الواحد لو عايز يوصل بيها مشوار في عشر دقايق، توصله في سبعين سنة،  يروح يلاقي اللي رايحلهم ماتوا ويتدفن جنبهم.  دا التوكتوك أحسن منها، قال عربية قال، بلا وكسة

 

أخذ هشام مفتاح السيارة القديمة، وقادها إلى مكان أمن بعيداً عن مرمى سقوط الأحجار

 

أسرعت أم محمود الخطى إلى أم هشام وسألتها:

 

واحنا هنروح فين دلوقتي يا ام هشام ؟

 

احجزي جناح في الهيلتون يا ام محمود

 

احنا لاقين جناح فرخة لما نروح جناح الهيلتون! انتِ بتتريئي علينا ولا ايه!!

 

يا ام محمود ابعدي عني الساعة دي يا ام محمود، أنا مش طايقة دبان وشي

 

عادت  أم محمود تقف مكانها، وابنتيها، واحدة على يمينها والأخرى على يسارها، يسندان رأسيهما إلى كتفيها وتذرفان العبرات، وهي تواسيهما ترفقاً:

 

خلاص يا بنات بقى، بتعطيوا على ايه! بركة اننا طلعنا بالسلامة

 

ردت صفاء باكية:

 

طيب واطقم الصيني والاركوبال وباقي الجهاز اللي جايباه أنا ومنى اللي شارينهم من مرتباتنا اللي بناخدها من الشغل اللي ما يعلم بيه إلا ربنا وبنحوشها عشان جوازنا؟؟

 

عوضنا على الله بقى يا بنتي

 

قالت الأخرى:

 

طيب وهنروح فين دلوقتي يا ماما؟ ولا هننام في الشارع!!

 

وانا ايش عرفني يا بنتي! لما ابوكوا يجي هو واخوكوا محمود يبقوا يشوفولنا صرفة

 

قالت صفاء:

 

أكيد بابا هيقول نروح عند عمتي راوية

 

هي عمتك رواية بتطيق تشوف خلقنا، لما هتقعدنا عندها! دي ما بترضاش تعملنا كوباية الشاي لما بنروحلها عشان نقوم نمشي وما نطولش

 

فقالت منى:

 

يبقى نروح عند خالي يا ماما

 

هو خالك عنده مكان في الأوضة اللي عايش فيها هو ومراته والسبع عيال! ده يادوب الأوضة سايعاه هو ومراته وتلات عيال، وباقي العيال بينيمهم عا السلم

 

طيب احنا ما لناش قرايب تاني يعني يا ماما؟

 

لينا، بس مش عايزين يعرفونا

 

طيب يعني هنعمل ايه دلوقتي يا ماما؟

 

هييييح! العمل عمل ربنا يا منى يا بنتي، ادينا مستنين الفرج

 

زادت الهمهمات والأحاديث عن سوء المآل، فاتجه هشام إلى والدته اللي تلصق كفها بخدها، وعلى وجهها الهموم آكام، وقال متلطفا وقد ضمهاً:

 

عاملة ايه يا أمي؟

 

زي الفل يا حبيبي، والبيت بيقع، وبقينا في الشارع، وحالنا ومالنا راحوا. عايز حاجة تاني يا قلب امك ولا كفاية كدة؟

 

يا أمي وهناء ذنبها ايه! الزلزال قام في البلد كلها

 

واشمعنى النهاردة يا عين امك؟؟

 

تنهد وانصرف عنها إلى والده، ليطمئن عليه؟

 

انت كويس يا بابا؟

 

الحمدلله يا ابني. قدر ولطف. المهم إن الناس كلها بخير وماحدش جراله حاجة

 

ربت على كتف والده وقال:

 

الحمدلله

 

اخترقت مسامع الجميع أصوات صراخ أتت من بعيد، والكثير يخرج فراراً من إحدى العطفات في هرج ومرج، فنادى هشام في أحدهم يسأله باضطراب:

 

في ايه؟

 

رد الرجل وهو يجري وأنفاسه تتلاحق:

 

البيت بتاع الحاج محمد ريحان  اللي في عطفة الطرابيشي وقع واتساوى بالأرض وبقى كوم تراب

 

اتسعت حدقتا هشام وسأله بلهفة:

 

حد جراله حاجة؟

 

لا. الحمدلله السكان جريوا برا البيت، وقت ما حصل الزلزال

 

قال الدكتور هشام بارتياح، بعدما اطمأن على الأرواح:

 

الحمدلله

 

ولكنه استرجع لمصابه.. فقد كان هذا البيت، يحوي عيادته الجديدة والتي دفع كل ما يملك في تجهزيها بأجهزة طبية باهظة الثمن

 

إنا لله وإنا إليه راجعون

 

سأله والده متلهفاً:

 

في ايه يا هشام يا ابني؟

 

البيت اللي فيه العيادة الجديدة بتاعتي وقع

 

ايه!.... لا حول ولا قوة إلا بالله

 

ربت والده على كتفه وقال مواسياً:

 

معلش يا ابني، ربنا يعوض عليك. المهم انك بخير قدامي، الحمدلله.وكل حاجة تتعوض إن شاء الله

 

ولولت أم هشام وهي تنظر إلى هناء شزراً:

 

يا لهوي، يا لهوي عليك يا هشام يا ابني وعلى حظك من دون الشبان. يا ابني ابعد عن بوز النحس يا ابني وانجى بنفسك وبامك وبالحارة كلها

 

يا أمي...

 

أنا مش امك. أنا متبرية منك ومن عمايلك. ايه يا ابني اللي بتعمله ده! لو عايز تنتحر ما تروح ترمي نفسك في البحر وارتاح، طالما كاره الدنيا وكاره نفسك، لكن تجرجرنا وراك ليه على سكة اللي يروح ما يرجعش!!

 

يا أمي ايه اللي بتقوليه ده!

 

من عمايلك السودة

 

ثم صاحت في أم هناء بكامل غلظتها:

 

أم هناء، أنا بقولك قدام أهل الحارة كلهم اهو، ابعدي عننا انتِ وبنتك وكفاية لحد كدة

 

صاحت بها أم هناء مستأسدة:

 

يا حبيبي احنا ما جيناش ناحيتكو، إبنك هو اللي جه لحد باب بيتنا وخطب بنتي

 

ابني مجنون ودماغه بايظة، وهبلغ عنه مستشفى المجانين عشان يجوا ياخدوه

 

ارتاحي يا حبيبتي، اهو البيت هيقع ومش هنبقى جيران

 

كانت جيرة سودة ومهببة. يا بااااي، يا باي على دي جيرة ودا نسب يا بااااي، انجدنا يا رب، افرجها يا صاحب الفرج

 

قال هشام لوالدته محتداً:

 

كفاية كدة يا أمي، أرجوكِ

 

أيوة يا واد، زعق لامك عشان تراضيهم، أمك اللي لولا ستر ربنا، كان زمانها من الأموات دلوقتي. ويكون في علمك، لو اتمسكت بالجوازة دي مش هتشوف غير سواد في دنيتك

 

أجهشت هناء بالبكاء، وخلعت القطع الذهبية التي أهداها بها هشام، واتجهت صوبه تتبعها عينا والدتها الحزينة، وقالت بنبرة متهدجة:

 

اتفضل يا دكتور هشام.. الشبكة بتاعتك

 

تربد وجه الدكتور هشام، وهدر غاضباً:

 

ما تراجعتش عن قرار جوازي منك

 

قالت بعبرة تخنقها العبرات:

 

لكن أنا تراجعت

 

أدرك ما في قلبها من حسرات أرغمتها على هذا القول، فقال باسماً بلين:

 

هناء.. أنا متمسك بيكِ، ومافيش قوة هتخليني أتراجع عن الجواز منك .. إنتِ قدري يا هناء

 

ابتسمت هناء، وكفكفت عبراتها بيدها، ثم طفقت تعيد القطع الذهبية إلى إصبعها ومعصمها، فتهلل وجه والدتها، فزغردت، فأوسعتها أم هشام سباباً:

 

بتزغرتِ على ايه يا ولية يللي ما عندكيش دم! ده البيت هيقع وهنتشرد في الشارع

 

ههه هنبنيه تاني يا ام هشام عشان يجمعنا يا جارة الهنا

 

يختيييي! يا رب توب علينا من جيرة الهم دي

 

اتجه الحاج عبد الصبور عم هناء، إلى الدكتور هشام، ربت على كتفه باسماً بذراعه السليم وقال:

 

راجل واد راجل يا هشام يا ولدي. أنا كديه اطمنت اني عطيت بت خوي لراجل يصونها مهما حُصُل. الله يباركلك يا ولدي

 

أشكرك يا عمي عبد الصبور. هناء دي هدية من ربنا ليا

 

رشقته والدته بنظرة متقدة، ولوت شفتها ذات اليمين وذات اليسار امتعاضا، وقالت:

 

اومال لو ربنا كان غضبان عليك كان جرالك ايه!

 

أتاه والده وقال حائراً:

 

طب دلوقتي يا هشام يا ابني هنروح فين بعد ما البيت اتبهدل كدة!

 

مش عارف والله يا حاج

 

عاد إليهم سمير من بيته مسرعاً، ينادي:

 

أمي، ابويا

 

ردت والدته ساخرة:

 

بركة انك افتكرتنا يا حبيبي

انا انساكو برضو! أنا بس جريت أنا وأسماء والعيال عشان نطمن على البيت اللي متاوينا

 

على رأيك، ما هو حيطان البيت أهم من امك

 

يا أمي يا حبيبتي، مافيش حاجة في الدنيا أهم منك، لكن البيت هو اللي هيسترنا كلنا، وأنا دلوقتي جاي عشان أخدكو تقعدوا عندي لحد ما ربنا يسهل وتنكسوا البيت وترجعوه زي ما كان

 

عمره ما هيرجع زي ما كان، لو شفتوا حلمة ودنكو

 

طب نتكلم بعدين، دلوقتي يلا بينا، يلا يا ابويا، يلا يا هشام

 

قالت والدته بنفور:

 

خد ابوك واخوك، أنا هروح اقعد عند اختي لطيفة

 

يعني يا أمي يبقى بيت ابنك موجود، وتروحي تقعدي عند خالتي لطيفة!

 

ايوة اقعد عند لطيفة، ايه يقعدني عند مرات ابني أنا، وكل ما اقولها ناوليني كوباية مية ولا اعمليلي حاجة اكلها، تقول حاضر وتدخل المطبخ تبرطم وتقول امتى امه تغور وتريحنا من طلباتها. هو أنا ما كنتش مرات ابن وحماتي بتيجي عندي، وعارفة ايه اللي بيتقال في المناسبات اللي زي دي!!

 

ههه يا أمي أسماء بتحبك

 

حبيتها العافية يا اخويا، بس أنا بيت اختي أولى بيا، لحد ما نلاقي حتة تلمنا أنا وابوك ووش المصايب اخوك

 

على راحتك يا أمي، يلا يا حاج

 

يلا على فين بس يا ابني! يعني هنسيب الجيران واقفين لوحدهم كدة في الشارع!

 

يا ابويا واحنا هنشيل هم الناس كمان! اهو كل واحد فيهم ياخد عيلته ويروح عند أهله ولا قرايبه، الناس لازم تشيل بعض في الظروف اللي زي دي

 

طب بس نطمن عليهم نشوف هيروحوا فين يا ابني

 

اتجه عم هناء إليها ووالدتها وقال:

 

يلا يا ام هناء، تعالي معاي انتِ وبتك

 

نيجي معاك فين يا حاج عبد الصبور؟

 

هتاجوا معاي ع الصاعيد لحد معاد جواز هناء

 

قال الدكتور هشام:

 

ما ينفعش يجوا معاك الصعيد يا حاج عبد الصبور، أنا وهناء هنتجوز قريب إن شاء الله

 

تجوزوا ايه يا ولدي ديلواك! مش لما تشوف الهم اللي صابك! دانت بيتك ما جادرش تخشه، وعيادتك بجت كوم تراب

 

معلش. كل حاجة هتتصلح إن شاء الله ، وقريب قوي هنبلغك بمعاد كتب الكتاب عشان تيجي وتكون وكيل هناء بدل أبوها الله يرحمه

 

الله يرحمك يا علي يا خوي.... إن شاء الله يا ولدي

 

 

جاءت أم نهى وابنتها يهرولان، واتجهتا نحو الجمع المشرد التعس، فقالت أم نهى:

 

قلبي عندكو يا جماعة، الحمدلله انكو طلعتوا بخير وماحدش جراله حاجة

 

رد الجميع بنبرة حزنى

 

الحمدلله

 

اتجهت أم نهى وابنتها إلى أم هناء وقالت:

 

مش عارفة اباركلك على خطوبة هناء ولا اواسيكِ في اللي جرا للبيت

 

باركي وواسي يا حبيبتي، الله يبارك فيكِ، وما نجلكيش في حاجة وحشة

 

باركت نهى لهناء:

 

مبروك الخطوبة يا هناء يا حبيبتي، كان نفسي أباركلك في ظروف أحسن من كدة

 

وأنا خايفة اقولك عقبالك ليجرالك اللي جرالي يا نهى

 

إن شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة يا هناء

 

قالت أم نهى لأم هناء:

 

يلا يا ام هناء، هاتي هناء وتعالي معايا يا حبيبتي

 

نيجي فين بس يا ام نهى

 

الله! تيجوا معانا البيت

 

يا حبيبتي ونضايقكوا ليه بس!

 

مضايقة ايه اللي بتتكلمي عنها يا ام هناء!! دي الشقة واسعة وشرحة وبرحة بسم الله ماشاء الله، وتساع من الحبايب ألف

 

جرت إليها أم محمود وبنتاها وقالت:

 

طب خديني معاكِ انا والبنات يا أم نهى ينوبك ثواب يختي، دول بنات وكدة هيتبهدلوا في الشارع

 

يا مرحب يا ام محمود، والله يا حبيبتي كنت هاخدك من غير ما تقولي انتِ والبنات، حتى اتفقت مع الحاج خليل جارنا ان مراته تنزل عندي، وهو ياخد الرجالة كلهم عنده، ما انتِ عارفة انه عايش لوحده هو ومراته بعد ما عيالهم اتجوزوا، واهو نساع بعض لحد ما الأزمة تعدي

 

الله يسترها معاكِ يا ام نهى، وتفرحي بنهى يا رب مع عريس قيمة وسيما وما يكونش من الحارة الغم دي

 

هههه بقى هان عليكِ تقولي على حارة الموعودين حارة غم! طب ده كفاية ناسها اللي زي العسل

 

وربنا انتِ اللي عسل.. يلا يا بت يا منى، يلا يا صفاء

 

مش هنستنى بابا واخويا يا ماما؟

 

لا ما تشيلوش همهم، أم عوض هتقولهم اننا روحنا عند ام نهى ، وهو ومحمود هيروحوا عند الحاج خليل.. مش كدة يا ام عوض؟

 

ايوة يختي هقولهم انكو روحتوا عند ام نهى، والرجالة هنشيعهم على بيت عم خليل.. على عيني يا ام محمود يا حبيبتي، كان نفسي اقول تعالوا عندي، بس ما عنديش مكان والشقة ضيقة وعتمة

 

أصيلة يا حبيبتي، إلا ما هان عليكِ تناولينا كوباية مية نبل ريقنا، ولا حدفتيلنا رغيف عيش، ما بناخدش منك إلا عين راشقة فينا وفي حالنا

 

أشاحت أم عوض بيدها وقالت:

 

يختي وانا خلفتكو ونسيتكو ولا كنتوا من بقيت أهلي! ليكو حكومة تشيل بلاويكو

 وأخذت تنقل عينيها بين المارة والمشردين

************************************

عادت نعمة من الخارج تلهث، بعدما ذهبت لتفقد حال الجيران الذين شردهم الزلزال، دقت الجرس وهي تنادي:

 

افتحي يا ماما، أنا نعمة

 

أما اروح افتح للمهبوشة دي، أنا عارفة كان ايه نزلها تاني بعد ما رجعت بخير من خطوبة المدعوئة

 

أهلاً يختي، حمدالله ع السلامة، الساعة داخلة على اتناشر نص الليل

 

يو يا ماما! مش كنت بشوف جيراننا واطمن عليهم بعد ما عرفنا إن بيتهم آيل للسقوط!

 

عمدت والدتها إلى كوب ماء، وجلست لتشربه، وقالت قبل أن تضع الكوب على فيها:

 

واطمنتي يختي؟

 

الحمدلله. كنت هجيب هناء ومامتها يباتوا عندنا

 

مجت والدتها الماء فزعاً، وصرخت بها:

 

انتِ اتصبتِ في عقلك يا بت!!

 

ليه بس يا ماما!! يعني كنت اسيبهم في الشارع!

 

مالناش دعوة، هو احنا اللي كنا وقعنا بيتهم! ولا كنتِ عايزة تجيبي هناء وش النحس هنا عشان بيتنا احنا كمان يقع!

 

سددت نعمة نظرة عتاب إلى والدتها، وتنهدت ثم قالت:

 

الحمدلله البيت لسة ما وقعش، وبعدين هناء مالهاش دعوة، مش كل حاجة بتحصل في الحارة، تقولوا هناء هناء.. والبيت  في أمل يصلحوه إن شاء الله ، بس لو المعلمة جباير تساعدهم

 

دي المعلمة جباير هتقول بركة يا جامع إن جت من الزلزال، وهتطردهم وتهد البيت وتطلع ببرج

 

برج ايه بس يا ماما! هو ما فيش رحمة!

 

لا مافيش

 

والله يا ماما كان نفسي اجيب هناء ومامتها وطنط ام محمود وبناتها وطنط ام هشام كمان، بس طنط ام نهى سبقتني وخدتهم عندها، روحت لقيتها واقفة معاهم، وسمعتها بتقول إن الرجالة هيروحوا بيت عم خليل. ماعدا عم صادق وابنه الدكتور هشام، هيروحوا عند سمير ابنه، وطنط ام هشام راحت عند اختها

 

أحسن، أهلهم اولى بيهم

 

عارفة يا ماما! عم صادق ده طيب، طيب قوي، ما رضيش يروح عند ابنه إلا لما يطمن على الناس كلها وإن كل واحد لقى له بيت يأويه. وطنط ام نهى خدت هناء وطنط أم هناء وباقي الستات ومشيت

 

والله ام نهى دي ولية دماغها ضاربة من زمان. دماغها مش هتتردلها إلا اما تشوف هناء وقعدة هناء في بيتها هتعمل فيهم ايه

 

هتعمل ايه يعني يا ماما!

قال على رأي المثل، بكرة نقعد جنب الحيطة ونسمع الزيطة

 

قامت نعمة عن مقعدها وهي تغمغم متجهة إلى غرفتها:

 

زيطة ايه بس وبتاع ايه!

 

استوقفها نداء والدتها:

 

نعمة، ألا العريس هيجي بكرة حسب معاده؟

 

عريس ايه يا ماما بس دلوقتي! لا مش هيجي، أنا اتصلت بيه اعتذرتله وقلتله أجلها الأسبوع الجاي إن شاء الله  . حسيت انه فرح زي ما تكون غمة وانزاحت من على قلبه هههه بس سألني من باب اظهار الاهتمام يعني عن السبب، قولتله عشان الحارة ظروفها ما تسمحش اليومين دول.

 

وما تسمحش ليه إن شاء الله! هو احنا بيتنا وقع! الحمدلله بيتنا زي الحديد وساترنا ومضلل علينا

 

يا ماما احنا مش عايشين لوحدنا في الحارة، لازم نحس بالناس، الناس بيوتها وقعت واتشردت يا ماما. ياريت كان بإيدي حاجة أعملها عشان أخفف عنهم. والله لو كنت غنية كنت بنيتلهم بيوت وسكنتهم فيها من غير فلوس

 

قلبك فيها الخير يختي.. اهي بشاير هناء هلت، لا فرحتها تمت ولا فرحتنا هلت

 

يا ماما ما يصحش الكلام ده، استبشري خير عشان تلاقي خير إن شاء الله

 

ربنا يبشرنا بكل خير يا بنتي

 

ههه ايوة كدة يا ماما يا قمر. آمين يارب .. هما اخواتي ناموا؟

 

عاطف نام، وندى بتذاكر

 

ربنا يوفقها يارب.. عايزة حاجة قبل ما انام يا ماما؟

 

لا يا بنتي، كتر خيرك

 

تصبحي على خير يا ماما

 

وانتِ من أهله.. عيني عليكِ وعلى بختك يا نعمة يا بنتي. بتعطلي فرحك عشان حزن غيرك. ربنا يصلحلك الحال ويديكِ ويراضيكِ يا حبيبتي جزاء قلبك الطيب

 

 

 

*************************************

وصلت أم هشام إلى باب شقة أختها لطيفة، وهي تنهج إثر صعود الدرج، وتضع يدها على صدرها، دقت الجرس، فسمعت صوت أختها من الداخل:

 

مين عديم الذوق و الإحساس والإتيكيت اللي بيخبط علينا بعد الساعة اتناشر بالليل ؟

 

افتحي يا لطيفة، أنا اختك سميحة يا ام لسان بينقط شهد

 

سميحة!! ايه اللي جابها الساعة! خير يا رب.

 

نادت ابنتها:

 

افتحي لخالتك يا سلمي

 

ردت بضيق إذ هي في المطبخ:

 

يا ماما بعمل الرز بلبن اللي طلبتيه يا ماما، لو سيبته هيشيط مني

 

والله أنا اللي هشيط منك ومن عمايلك، القصد، أما أقوم أنا، ولو اني مش قادرة، أه يا مفاصلي اللي عايزة تتزيت يا امّا.. كتري القشطة والمكسرات يا سلمى

 

حاضر يا ماما

 

فتحت الباب ورحبت باختها:

 

يا أهلاً يا سميحة، اتفضلي يا حبيبتي

 

دخلت غاضبة:

 

ايه! سنة عشان تفتحولي! عمالين تتحايلوا على بعض انتِ وبنتك عشان تفتحوا الباب!

 

يختي ما تبقيش حمائية كدة! البت بتعمل رز بلبن وانا مش قادرة اقوم من مطرحي، كل ما اتحرك ركبي تزيق بعيد عنك، اقعدي يختي اقعدي

 

اديني قعدت، هروح فين! ورز بلبن ايه اللي بنتك بتعمله في الهم اللي احنا فيه ده!

 

هم ايه يختي كفالله الشر! ده رز بلبن حلاوة ما رجعنا بيتنا بالسلامة وفينا الروح

 

طب وبيت اختك اللي الزلزال بهدله وفاضله تكة ويبقى كوم تراب

 

شهقت وقالت:

 

يا لهوي! بيت مين؟ بيتك انتِ؟

 

ايوة يختي، الزلزال كان شديد وشقق البيت على شقوقه والحجارة نزلت من البلكونات ترف على دماغنا لولا ستر ربنا

 

زلزال ايه يختي! ما الزلزال جه وعدا وسابنا زي الفل اهو احنا وبيوتنا، اشمعنى بيتك انتِ بقى!!

 

هو البيت وبس! ده كمان االبيت اللي فيه عيادة هشام اللي صرف عليها دم قلبه وقع واتساوى بالأرض

 

يا مصيبتي!! يا عيني عليك يا هشام يا ابن اختي. كله من اللي ما تتسماش

 

ويا ريته عايز يسيبها يختي، ده ماسك فيها بإيده وسنانه وكإن ما فيش بنات في الدنيا غيرها

 

أخذت تهز رأسها وتطقطق شفتها بتواتر وتقول:

 

لالالا، ابنك ده معموله عمل، أنا ما اديش عقلي لغيري. الولية ام هناء سحراله عشان يتجوز بنتها.

 

ردت أم هشام وهي تهز رأسها و تضرب على ركبتيها حسرة:

 

سلبت عقله يختي ورميته وسط المجاذيب، ابن اختك اتجنن يا لطيفة وبكرة يلبسوه القميص الابيض المقلوب ويجرجروه ع السرايا الصفرا

 

على قولك يختي، هو في راجل عاقل يحصله اللي حصله ده كله من ورا الست هناء، ويمسك فيها برضو ويصمم يتجوزها!! عيني على شباب عيلتنا واللي نابهم.... عين يختي، عين وصابتهم واحد واحد وتلفت أملهم

 

كله كوم وخيبة ابني كوم تاني، خيبته ما وردتش على حد

 

ربنا ينجيه من سحرها يا حبيبتي ويبعدها عن سكته

 

آمين يختي آمين

 

بس والله أنا الفرحة مش سيعاني انك بخير وعايشة وبتتنفسي لحد دلوقتي

 

اسكتِ يا لطيفة، دانا قولت هقضي الليلة مع امك وخالتك نحمده في الأرافة

 

ألف بعد الشر عليكِ، أهو ربنا نجاكِ وقاعدة منورة وسطينا

 

ألف حمد وشكر يا رب

 

خرجت عليهما سلمى ترحب:

 

أهلاً يا خالتي، ايه المفاجأة الحلوة دي!

 

لا حلوة ولا وحشة، قال ايه اللي رماك ع المر، قال الأمر منه. بيتنا هيقع وسمير جه ياخدنا انا وابوه واخوه، قولت ابدا، بيت اختي اولى بيا

 

ردت أختها:

 

يختي يا ألف أهلاً وسهلاً. إن ما شالتكيش الأرض، أخدك على حجري

 

هي رجيكِ ناقصة يختي!

 

على رأيك... خلصتي الرز بلبن يا سلمى؟

 

ايوة يا ماما، وغرفته في الاطباق، وغرقتلك وشه مكسرات

 

يغرق عدوينك يا حبيبتي، تاكلي رز بلبن ولا اخلي سلمى تجهزلك عشا يا سميحة؟

 

لا ده ولا ده، أنا عايزة انام، ده معاد نومي، لا احب السهر ولا احب اللي يسهروا

 

طيب روحي يا سلمى هاتيلي طبق رز بلبن اتسلى بيه  وحطي الباقي في التلاجة ، وبعدين  روحي فضي اوضتك لخالتك وتعالي نامي معايا في اوضتي

 

ايه!! ليه! هي مش خالتي هتنام معاكِ؟؟

 

السرير يادوب سايعني لوحدي، خالتك هتنام فين!

 

طيب لما هو سايعك لوحدك، أنا هنام فين يا ست ماما؟

 

هاتي بطانية وافرشي ونامي ع الأرض جنب سريري. نشيل بعض يا سلمى، احنا في ازمة يا حبيبتي

 

كتمت سلمى غيظها وقالت:

 

حاضر يا ماما. يا أهلاً وسهلاً يا خالتي

 

أهلاً بيكِ يا سلمى، معلش يا بنتي، هتقل عليكو، حوجنا الزمان اللي يسوى واللي مايسواش

 

انتِ تنورينا يا خالتي، البيت بيتك واحنا ضيوف

 

اما نشوف

 

قالت والدتها:

 

طلعي جلابية من بتوعي لخالتك عشان تغير هدومها

 

حاضر يا ماما، عايزة جلابية لونها ايه يا خالتي؟

 

ردت بامتعاض:

 

بمبي، بمبي يا بنت اختي بمبي ومزهزه

 

هههه اسمه روز يا خالتي، والدرجة الأغمق منه يبقى بينك

 

الله يكرمك يا بنتي ما تفقعيش مرارتي، حكم الواحد مش ناقص والهم راكبه ومدلدل رجليه

 

 

*********************************************

 

أشرق الصباح على أهل حارة الموعودين، وكل له حال يلهيه عن السؤال عن حال غيره.. كانت أم نهى في مطبخها تعد الإفطار للجارات اللواتي حللن بمنزلها، حين عادت نهى إليها ببقية ما احتاجت إليه من محال الحارة:

 

ماما، جبت الفول والطعمية ونص كيلو جبنة بيضا وزتون وعلبة حلاوة طحينية، والعيش كمان زي ما طلبتي

 

طيب يا حبيبتي، يسلموا ايديكِ ورجليكِ. ايدك معايا يا نهى عشان نلحق نفطر الجماعة، أنا كمان عاملة حساب الرجالة اللي عند عمك خليل فوق . انا حمرت البطاطس والبتنجان، تعالي اقلي الطعمية على ما اعمل السلطة

 

حاضر يا ماما

 

دخلت عليهما هناء:

 

أساعدكو في حاجة يا طنط؟

 

لا يا حبيبتي ما تتعبيش نفسك

 

لا والله أزعل. كدة حضرتك بتعاملينا زي ما نكون ضيوف. وهتخليني أخد ماما ونروح نقعد في الشارع

 

ههه لالا ما تزعليش، خلاص تعالي اعملي السلطة وانا هحط الأكل في الصحون

 

حاضر يا طنط.. ناوليني سكينة يا نهى

 

اتفضلي يا حبيبتي

 

*****************************

اجتمعت أم نهى وابنتها والجارات حول الطبلية يتناولن الإفطار، فقالت أم نهى باسمة وهي توزع الأرغفة:

 

كلوا يا جماعة بألف هنا وشفا، البيت بيتكو، انتو مش عايزين عزومة

 

قالت أم هناء تلومها:

 

مالكيش حق يا ام نهى. بقى تدفعي فلوس الفطار كلها من جيبك! كتير عليكِ يختي

 

يختي لا كتير ولا حاجة. ربك اللي بيرزق، والضيف ضيف الرحمن.. يا نهى، حطي شوية بطاطس محمرين قدام الحاجة أم احمد، الطبق بعيد عليها

 

حاضر، اتفضلي يا حاجة

 

تسلم ايدك يا حبيبتي

 

قالت أم محمود وهي تشير إلى صحن الفلافل:

 

ناوليني يا ام نهى قرصين طعمية، البنات مكسوفين يطلبوا

 

ههه يتكسفوا من ايه! خدي يا منى، كلي يا صفاء

 

شكراً يا طنط

 

قالت أم هناء لزوجة الحاج خليل

 

معلش يا حاجة ام احمد، طلعناكِ من بيتك عشان الرجالة تقعد فيه، وجيتي قعدتي معانا عند ام نهى

 

ههه يختي هو كان حصل ايه! اهو عمك خليل يرتاح مني شوية

 

نظرت أم هناء إلى تجمع الجارات حول الطبلية، فتنهدت حنيناً إلى الماضي وقالت باسمة:

 

ياه يا ام نهى، فكرتينا بأيام زمان والناس الطيبين، ولمة الحبايب وأعز الحبايب حوالين الطبلية

 

الله يرحم زمان وناس زمان وأيام زمان يا ام هناء. كان ابويا الله يرحمه يلمنا حوالين الطبلية في أيام الدفا ولمة العيلة... الله يرحم ناس زمان وأيام زمان

 

ضحكت نهى وقالت:

 

كراسي السفرة فرقتنا يا ماما

 

ضحكت صفاء ابنة أم محمود وقالت:

 

لا دي الموبايلات اللي فرقتنا يا نهى

 

 

لمحت  نهى، هناء تقطع الرغيف شاردة، فقالت:

 

ايه يا هناء! ما بتاكليش ليه يا حبيبتي؟

 

والله ما ليا نفس يا نهى

 

ليه بس يا حبيبتي! فرفشي كدة. كل حاجة هتبقى تمام إن شاء الله. أنا مستبشرة خير

 

ما أن أتمت نهى عبارتها حتى سمعن دقات مدوية على الباب، حبست أنفاس الجميع. نهضت أم نهى مسرعة وتسترت بشالها، وهي تقول متجهة إلى الباب، الذي تعلقت به أعين الجميع فزعاً:

 

يا ستير، استر يا رب. يا ترى مين اللي بيخبط بالشكل ده!

 

فتحت، فألفت أمامها أحد رجال المعلم عدوي. فقالت بامتعاض:

 

خير إن شاء الله

 

المعلم عدوي بيقولكوا اخلوا البيت في خلال يومين عشان آيل للسقوط ولازم يتهد قبل ما يقع على دماغ اللي فيه

 

شهقت النساء، واتسعت حدقتا هناء وكاد قلبها المرتجف أن يتوقف

 

فزعت نهى إلى حجابها ولحقت بوالدتها وصاحت بالرجل:

 

يعني ايه تهدوا البيت! ومين قالكو انه آيل للسقوط!

 

دي أوامر المعلم  عدوي يا برنسيسة. بعتني بس عشان أحذركو. قدامكو يومين والبيت يكون فاضي

 

جأرت نهى بغلظة:

 

واحنا مش هنسيب بيتنا

 

ههه يبقى هيتهد على دماغكو يا حلوة. سلام مربع للطعمين

 

غادر الرجل، فصفعت أم نهى الباب خلفه وهي تدمدم سبابا:

 

غور داهية تاخدك انت والكلب السعران  اللي باعتك

 

هبطت أم نهى في أحد المقاعد، ووضعت يدها على وجهها مغتمة، فاتجهت إليها هناء باكية، وقالت بنشيج:

 

انا وماما هنسيب البيت، وكفاية اللي جرالكو بسببي يا طنط

 

سددت إليها أم نهى نظرة شفيقة، وقامت تحتضنها قائلة:

 

ايه اللي بتقوليه ده يا هناء يا بنتي! انتِ ذنبك ايه في طمع عدوي وجشعه!! الكلام ده أنا سامعاه من فترة. إنه ناوي يهد البيوت ويشرد أصحابها. يعني انتِ لا ليكِ ذنب ولا ليكِ دعوة بالموضوع.. ويكون في معلومك بقى، مش هتطلعي من البيت ده غير وانتِ عروسة ومزوقاكِ بإيدي إن شاء الله، وليلة حنتك بقى ما حدش هيحنيكِ غيري يا عروسة. دي هتبقى ليلة ولا ليلة قطر الندى في زمانها  بأمر الله، والحارة هتحكي وتتحاكى عنها .. امسحي دموعك بقى ومش كل بلاوي الحارة تشيليها لروحك يا بنتي. الحارة بلاويها أكبر منك بكتير وربنا يعيننا عليها

 

مسحت هناء عبراتها وقالت بنظرات تفيض حباً:

 

أنا بحبك قوي يا طنط أم نهى

 

ربتت أم نهى على كتفها باسمة، ثم استدارت تتوعد عدوي باحتداد:

 

عدوي ده عايز اللي يوقفه عند حده، أنا هلبس واروحله الوكالة.. نهى، انزلي افتحي الدكان على ما اجيلك خلينا نستفتح يا بنتي

 

طيب أجي معاكِ عند اللي اسمه عدوي ده يا ماما، ما تروحيش لوحدك

 

لا. هروحله لوحدي واشوف غرضه ايه من عمايله السودة

 

 

*************************************

 

دخلت أم نهى على عدوي وجأرت غاضبة:

 

عدوي

 

تهلل وجهه لمرآها، أخرج مبسم الأرجيلة من فمه، ووضعها جانباً، وقام عن مقعده يرحب بها وقد اعتمر طربوشه:

 

يا أهلاً يا أهلاً يا أهلاً. قمر حارة الموعودين بحاله جاي لحد عندي!! يا صباح الرضا يا دوسا

 

لم لسانك يا عدوي واتكلم باحترام. اسمي أم نهى وما اقبلش لا انت ولا غيرك يرفع الكلفة معايا

 

ههه وماله يا ام كلفة.. خير مازمازيه ام نهى

 

جايالك بخصوص البيت

 

ماله البيت!

انت مش باعتلنا إنذار بالإخلا عشان تهده!

 

الله! بيتي وانا حر فيه، اهده، اولع فيه. من حكم في ماله ما ظلم يا أبلة ام نهى هههأو لزوم الاحترام يعني

 

بقولك ايه يا عدوي. البيت ده بيت الحاج خضر الله يرحمه، وانت عارف استوليت عليه ازاي. وكمان عارف إن البيت زي الحديد، والحاج خضر مأسسه أساس شديد

 

بس الزلزال أثر فيه ولامؤاخذة ولعب في أساسه

 

ولا ألف زلزال يا عدوي يأثر في بيت الحاج خضر

 

يا شيخة دانتِ واخدة مقلب عمرك في المرحوم اللي دفنك معاه بالحيا، هو اتدفن في تربته، وانتِ في البيت المخروب اللي سابهولك

 

ألف بعد الشر ع البيت من الخراب، وألف رحمة تنزل ع الحاج خضر

 

ألف رحمة! انتِ بتبقششي من جيب أبوكِ! وربنا ما حد محتاج الرحمة تنزل عليه غيرك. يا ولية فوقي دانتِ لسة في عز شبابك . دانت أصبا وأحلى من أحلاها صبية في الحارة. فوقي قبل ما قطر الدنيا يدوسك يا دوسااا.. لا مؤاخذة، قصدي يا أبلة أم نهى

 

اسمع يا عدوي، بيت الحاج خضر مش هيتهد، والكلام ده حطه حلقة في ودنك

 

لا مؤاخذة بطلت ألبس حلقان من زمان عشان ودني بتوجعني... لكن اسمعي يا ست ام نهى أخر القول عشان ما نناهدش مع بعض كتير عالفاضي ... لو عايزة البيت ما يتهدش، تجيلي الليلة على عنوان شقتي اللي ما بقابلش فيها غير الغاليين على قلبي وهديكِ العنوان عشان ما تتوهيش.. نتعشى .. نقضي سهرة حلوة سوا.. ونتفاهم

 

هاج هائجها وتفلت في وجهه:

 

اتفوه عليك راجل نجس، ما هو الكلب اللي زيك، فاكر الكل كلاب ونجسين زيه

 

مسح عن وجهه أثر البصاق بيده، وقال بابتسامة ماكرة:

 

مقبولة منك عشان غلاوتك يا ام نهى . طول عمر طبعك حامي

 

اسمع انت آخر الكلام يا عدوي. احنا مش هنسيب بيتنا مهما حصل، عايز تهده، يبقى هده على دماغنا

 

ههه وماله. يبقى هيتهد على دماغكو

 

حدجته بنظرة مستعرة، واستدارت مغادرة مكتبه بخطوات مسرعة، فقهقه وعاد إلى مكتبه يلتقط مبسم الأرجيلة ويقول:

 

ده الدنيا ما كانتش تبقى دنيا ولا  العيشة فيها تلذ، لو انتِ مش فيها يا دوسا.. بحب اكسر ضهر الاصناف اللي زيك واحط مناخيرهم في التراب قوي... بكرة تندم يا جميل

 

**********************************************

ذاع سيط  رضا المطرب الشعبي صاحب الكلمات الغثة الركيكة والملابس ذات الألوان الفجة منعدمة الذوق وتوالت مهرجاناته حتى بلغ مسامع السادة في هذه الغرفة الفسيحة مترامية الأطراف، والتي ينبعث منها  ضوء خافت، فبدا ظل لرجلين يحركان قطع الشطرنج باحتراف، فقال كبيرهما، وهو يحرك إحدى قطع الشطرنج:

ايه آخر أخبار حارة الموعودين بعد الزلزال؟

رد الآخر وهو يمارس دوره في اللعبة:

في مطرب شعبي ظهر وعامل ضجة بين الطبقة المتدنية، لكن طبقة المثقفين مستائين بسبب تدني الذوق العام

 

عظيم.. انعدام الذوق واختفاء التحضر وظهور الهمجية هيسرع بانهيار الحارة، وده من أهم أهدافنا للسيطرة على العقول، وتسفيه قيمة العلم في النفوس

 

ممكن جنابك توضح

 

لما طبقة المتعلمين والمثقفين يلاقوا إن ولد جاهل وغبي وصل لقمة الشهرة والثراء، وهما بعلمهم وثقافتهم والسنين الطويلة والمرهقة اللي قضوها في الحصول على أعلى الدرجات العلمية، قابعين في قاع الفقر ومشقة العمل بدون إنجاز أي نجاح.. في الحالة دي هيفقدوا الإيمان بالعلم ويتجهوا لأي عمل يجلب المال حتى لو مش مشروع عشان يتساووا بالجاهل اللي حقق الملايين من الهوا.. وده اللي احنا عايزينه .. مش عايزين متعلمين في الحارة.. عايزين بلطجة، جهل، فقر، مرض، حتى طبقة الحرفيين هينقرضوا لأن الشباب من متوسطي التعليم، مش هيسعوا لتعلم الحرف ويمضوا حياتهم في مقابل مال زهيد، الحارة هتتحول لحلبة صراع على الثراء حتى لو هيحطموا بعض 

 

سأله الآخر وهو يحرك أحد الجنود على رقعة الشطرنج:

 

وايه قرارك بخصوص المطرب الشعبي الجاهل؟

 

أمسك بالملك وأطاح بكل ما أمامه من جنود، وضعه بثبات وقال:

 

ادعموه

وكانت هذه هي شارة البدء لسطوع نجمه.. أو إشارة لزلزال مجتمعي يقوض صروح العلم ذات الأوتاد، ويرفع بنيان الجهل الذي لا يرتكز على عماد، بيد أنه يتطاول في الأفاق على رؤوس الأشهاد

 

******************************************

 

 في هذا الحفل أو المهرجان الصاخب الذي احتشد فيه شباب وبنات الطبقة الراقية حول رضا، وكأنهم يجربون نوعاً لم يعهدوه من المخدرات التي تذهب بالعقل، أو كبديل عن عبادة الشياطين نستعيذ بالله.. أخذوا يتراقصون على غنائه بجنون وكأنهم قوم مسحورون

 

بعد انتهاء هذا الحفل العبثي، وفور نزوله من أعلى المسرح، وجد أنه محاط بحرس خاص من ذوي البذل الأنيقة، أقوياء البنية، يدفعون عنه جماهير الشباب المتدافعة حوله، فانتابه الذهول وسألهم بحروفه المتضخمة:

 

انط مين يا جضع انط وهو ؟

 

انشقت الجموع عن شاب ثلاثيني أنيق، وقال بابتسامة هادئة:

 

يلا يا نجم النجوم عشان تروح على الفيلا بتاعتك

 

أروح فين يا اخويا!!

 

هه الفيلا بتاعتك يا نجم

 

يا جضع انت جاي تتريأ عليا يا جضع!!

 

اتفضل، اختك سوكا هانم منتظراك في العربية

 

سوكا هانم مين! .. يكونش قصدك البت سوكا اختي!!

 

اتفضل معانا

 

 تبعه ذاهلاً إلى حيث لا يعلم، فرمق على مسافة قريبة، سيارة فارهة، سائقها على أهبة الاستعداد، أخرجت سوكا رأسها من شباك المقعد الخلفي، ونادته جذلة وهي تلوح بيدها:

 

واد يا رضا، خد ياض هنا ياض، تعالى اركب يا منيل وادعيلي على الأملة اللي بقيت فيها

 

أخذ يطالع السيارة الفارهة والذهول يتملكه، ثم سالها بنبرة حيرى:

 

 

هو ايه اللي بيحصل يا سوكا؟؟

 

قهقهت كالغانيات وقالت وهي تتشدق بالعلكة:

 

الزمن نصفنا ياض

 

.... ليه؟ .. احنا عملنا ايه عشان ينصفنا؟

 

رفعت حاجباً وقالت بنبرة واثقة:

 

انت مستهون بروحك يا رضا! دانت نجم ياض.. اركب بقى ما تعطلش سعادة الباشا

 

سددت نظرة إلى الشاب الأنيق وقالت:

 

اركب يا سعادة البيه البرنس باشا

 

اوكيه .. يلا يا نجم اركب جنب اختك، عشان اتأخرنا زيادة عن اللازم

 

اوركيه يا صعادة البيه

 

***************************

فتح الشاب الأنيق باب مبنى الفيلا ذات الأثاث الفاخر، والتي تتجلى بها مظاهر الثراء الفاحش، خطا خطوة إلى الداخل، واستدار إلى رضا واخته يدعوهما للدخول:

 

اتفضلوا

 

دخلا ذاهلان، يفغران فاهيهما، بحدقات متسعة تطاير منها نظرات متواترة ترتشق بكل ما حولهما

 

توجه الشاب الأنيق بسؤال لسوكا:

 

ايه رأيك في الفيلا يا سوكا هانم؟

 

أخذت تضرب على صدرها بتواتر وانتشاء وتقول:

 

يا لهوي، يا لهوي، يا لهوي يا بيه عالحلاوة والجمال .. ده حلم ده ولا علم!!

 

هه حلم وبقى علم.. على العموم تقدري تتفرجي انتِ ونحم النجوم على كل ركن في الفيلا

 

الريسبشن فيه تسع قاعات، وست حمامات

 

قال رضا بتعجب:

 

ست حمامات ليه! هو احنا هنقلبها مراحيض عمومية!!

 

الحمامات فيها تلاتة خاصة بالرجال، وتلاتة خاصة بالحريم

 

أشاح رضا بيده وقال:

 

حريم ورجالة ايه! ده يا دوب هعيش فيها أنا وامي واختي سوكا

 

استشاطت سوكا غضباً وضربته على صدره:

 

امك ايه ياض اللي هتجيبها تعيش هنا! انت عايزها تعرنا وتقل مقامنا!!

 

صاح بها ضائقاً

 

جرا ايه يا سوكا! دي مهما كانت امي الغالية اللي ربتني في حجرها

 

اومال كانت هتربيك في حجر الجيران!! طيب بعدين، بعدين نتكلم في الحكاية دي وبلاها فضايح قدام سعادة البيه البرنس باشا، تعالى نتفرج ع الفيلا

 

 

قال الشاب الأنيق:

 

فوق سبع اوض نوم، واوضة مكتب، كل أوضة فيها حمام وجاكوزي

 

قال رضا متعجباً:

 

كوزي! ليه! هي المية قاطعة؟

 

وكزته أخته في جنبه وقالت:

 

جاكوزي يا واد، جاكوزي. المعلمة جواهر عندها زيه

 

هههأ ما انتِ شغلك في بيوت الأكابر خلاكِ تشوفي اللي ما بنشوفوش ولا سمعنا عنه

 

ردت بعينين شاردتين:

 

عارف يا واد يا رضا، عيشتي عند المعلمة جواهر كانت عاملة زي ايه!! ... زي ما اكون بتفرج على دنيتهم الحلوة من ورا ازاز .. اتفرج واملي عيني.. لكن لا اقدر المس.. ولا احس بللي حاسين بيه

 

تبدت ابتسامة واسعة على محياها وأردفت وعيناها تدور في جوانب القصر:

 

لكن دلوقتي يا واد.. دلوقتي كل حاجة بقت في ايدي .. كل حاجة بقت ملكي.. وملكك

 

قال بنبرة استعطاف:

 

طب وامي يا سوكا؟

 

صاحت به:

 

قولتلك امك دي تنساها خالص ياض، واوعى تجيبلها سيرة عن العز والفيلا الأبهة اللي هنعيش فيها

 

الله! اومال اقولها رايح فين؟

 

يوووه! قولها مسافر، مهاجر، رايح في ستين داهية. لكن إياك تجيبلها سيرة عن العز اللي بقينا فيه، وإلا ههد الليلة على دماغك وارجعك سنكوح على تكتوك تاني

 

لا، لا يا سوكا، ما اقدرش بعد ما دوقت حلاوة الفلوس، ارجع للفقر تاني

 

وضعت يدها في وسطها وقالت وقد رفعت حاجباً:

 

يبقى خلاص، تسمع الكلام

 

ماشي، هروح اجيب الهضوم بطاعطي من عند امي، وابقى اقولها أي حاجة

 

هدوم ايه اللي هتجيبها من عند امك يا واد!

 

لالا يا سوكا، دي هدوم مية مية جايبها على ذوق البت هند

 

هي الجربوعة دي بقالها ذوق!!

 

صاح كمن طاش عقله:

 

لا بقولك ايه يا سوكا، اياك تقولي على البت هند ايوتها كلمة ما تعجبنيش. البت هند دي هي الحب كله . أيام الحب والعشق والكشري وعصير القصب

 

هههه انت بتحبها اكتر من امك ياض ولا ايه! دانت ماعملتش فيا كدة لما جيبت سيرة امك

 

ايوة.. عشان البت هند طول عمرها جضعة واللي في جيبها مش ليها، طول عمرها بتصلفني كل ما اعوز فلوس وعمرها ما طلبت الفلوس تاني، لكن امي كانت بتخبي مني كيس الفلوس بتاعها، ولما اطلب منها تقولي ما معييش

 

ههه باين عليك بتحبها من قلبك ياض

 

ايوة اومال، أنا مش خوّان ولا ندل، دانا من حبي فيها خليت حريقة يألفلها غنوة وولعة لحمها لحم ملوكي، وهغنيها المهرجان الجاي

 

حبك يا هند

 

احلى من التمر هند

 

ولا عرق سوس ولا سوبيا يتساووا بالزلابية اللي اسمها هند

 

ههههه ينيلك يا واد يا رضا.. طب خلينا في امك دلوقتي يا بتاع التمر هند.. تعالى اقولك تعمل ايه وتروح تقولها ايه عشان نخلص منها ومن سحنتها اللي تغم النفس

 

 

********************************

انتهت الحلقة

 

أود أن أرحب بقارئاتي الحبيبات اللواتي أقرأ تعليقاتهن بشغف لا يقل عن شغفهن لقراءة الحلقات

 

حواء أم هالة

 

أمل متجدد

 

بسملة

 

Shimaa Saied

 

Afaf

 

كاميليا محمد

 

أم هبة

 

أم عبد الرحمن

 

في سماء الإسلام نعلوا

 

Sun top

 

Smsma Mohamed

 

ولاء القوصي

 

والحبيبات الغير معرفات ( اللي عليهم تا وجايين يستخبوا عندي) هههههه

 

منورين كلكو والله، ومعادنا الحلقة الجاية إن شاء الله

 

في أمان الله

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات

  1. تسلم ايدك يا هوبا بصراحة موقف هناء الله يعينها عليه وام نهى دى الناس الاصيلة الجدعة
    سماح

    ردحذف
  2. تسلم ايدك يا قمر جميله جدا جدا الله يفتح عليكى وينفع بيكى
    Wafaa ali

    ردحذف
  3. سبحان الله و بحمده. اللهم صلي على محمد لولو 💕💕💕😍❤️

    ردحذف
  4. اللهم بارك اية الحلقة الجميلة دية
    هناء صعبانة عليا جدا وكفاية عليها كدة يا هبة هتبقى انت وام هشام عليها
    د. هشام جدع صراحة انه اتميك بيها مع ان الطبيعي كان يفر ههههه
    ام نهى جدعة واصيلة وربنا يستر عليها من عدوي ان اللي زية معدوم الاصل والنخوة
    ام نعمه مش حلوة لية زي نعمة
    الفنان العالمي رضا وسوكا هانم نفس اللي بيحصل في الواقع وزيدي كمان البلوجر والتيك توكر والمسميات الغريبة دية ربنا يرحمنا ويثبتنا ويستر على ذريتنا
    ام رقية

    ردحذف
  5. كاميليا محمد
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
    سلمت يداك ❤️🌹 الحلقة رائعة جداً دمتى مبدعة 🌹

    ردحذف
  6. الله يكون في عونك يا هناء والدكتور هشام

    ردحذف
  7. اللهم صلِ على محمد ،،،،،
    الحلقة رائعة جدا ،،،هناء طيبة جدا،،،وأم نهى موقفها رائع جدا ،،،،بس الله يستر من عدوي شكله مش ناوي على خير أبدا ،،
    الحلقات حمااااس وكل حلقة مشوقة أكثر من قبل ،،،بانتظار جديدك دائما.
    Afaf

    ردحذف
  8. لا اله إلا الله وحده لا شريك له ولا حول ولا قوة إلا بالله
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    جميلة اوي اوي تحفة
    سلمت يداك في انتظارك

    ردحذف
  9. كتير كده علي هناء الغلبانة🥺،فرحيهم شوية يا طنط😂،وتسلمي لاحظت ان الحلقة أطول من اللي فاتت🤩 وان شاءالله الجاي في طول اكتر😂.
    رقية إسماعيل (*^.^*)

    ردحذف
  10. جزاك الله خيراً

    ردحذف
  11. هو في ايه 😭😭
    ليه هناء المسكينة يحصل فيها كدة ، يافرحة ماتمت 😭😭😭😭
    حارة الموعودين حلال فيهم جباير وعدوي
    هو ليه حسيت ان فيه ماسونية ف الموضوع 😂😂 ورفعوا رضا من الهوا زي وهيكون واحدة شطرنج يتلعب بيه زي ما بيلعبوا بالظبط
    دا كدة بقا هما ورا عدوي وجباير وكل الحرامية وقتالين القتلا اللي موجودين 😶
    يخربيتك ياسوكا دي كدة هتفتري اكتر وومكن تضر الدكتورة 😢😢😢
    لا أستاذة هوبة بالله عليكِ بلاش توجعي قلوبنا 😭😭😭😭

    عدوي كدة خلاص الزلزال جاله على طبق من دهب وهيهد كل الحارة على روؤس ساكنيها
    ياترى هيسكتوا ولا هيعملوا ايه
    جدعة يام نهى 👏👏
    مش أي حد يقدر يقف الوقفة دي

    تسلم ايدك يا أستاذة هوبة يا سكرة ياترى مخبيلنا ايه ف جراااابك تاني 😉😉

    ردحذف
  12. Smsma Mohamed

    تسلم ايدك يامبدعتنا💓💓
    بس وجعتينا ع هناء😔😔
    عقبال ما تفرحينا بيها🤭🤭
    ف انتظارك ياحبيبتي الحلقه القادمه

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا

    ردحذف

إرسال تعليق