السابعة عشر ( حارة الموعودين)

 


توقف عن الغناء وانتفض عن مقعده كمن قرصه ثعبان، حين رأى سيارة فارهة تتوقف أمام نعمة، وقد مالت إلى السائق تسأله عن شيء، وبعدها فتح لها الباب الخلفي فركبت وسط ذهول الاسطى حودة وأم عوض، انطلقت السيارة بنعمة، فأخذ يحادث نفسه غاضباً:

 

هي ايه العبارة! هي البت دي هتمشي على حل شعرها عشان تجيب فلوس ولا ايه!!

 

نادته أم عوض وقالت تلوك سمعة الفتاة بسانٍ نجس وهي تهز رقبتها وحاجبيها:

 

اسطى حودة. بنات حارة الموعودين بقوا على افرانكا، بيجيلهم عربيات ملاكي ياخدوهم من تحت البيوت

 

أطال نظرة صامتة إليها وداخله يفور كالماء في المرجل، فتفاجأ بصوت رجالي من خلفه يحيه:

 

صباح الخير يا حودة يا ابني

 

استدار، فإذ به يرى والد زوجته واجماً، فرحب به:

 

أهلاً يا عم محمد

 

سحب الاسطى حودة مقعداً خشبياً ووضعه أمام الرجل وقال:

 

اتفضل اقعد يا عم محمد

 

مال الأسطى حودة على المطفئة الكائنة على المنضدة الصغيرة، وأطفأ سيجارته، احتراماً لمقام الكبير، وجلس الرجل وقال عابساً:

 

يعني يصح عمايلك دي يا حودة يا ابني! راميلنا مراتك والعيلين زيادة عن شهرين، ولا جيت ولا سألت!

 

جلس الاسطى حودة قبالة الرجل وقال:

 

يا عم محمد، أنا لا طردتها ولا قولتلها سيبي البيت، هي اللي لمت هدومها وخدت العيال ومشيت

 

كدة اهو من الباب للطاق!! ولا لازمن يكون في سبب! مش انت اللي كنت ناوي تجيب عليها ضرة!

 

تنهد الأسطى حودة ومسح وجهه بيده كاظماً غيظه، وقال بحسم:

 

يا عم محمد، أنا لا نويت على عيب ولا حرام، مافيهاش حاجة يعني لما يبقالي بيت تاني، طالما ربنا عاطيني واقدر افتح بيتين

 

ولو مراتك مش قابلة؟

 

أنا ما غصبتهاش لا مؤاخذة

 

كمت الرجل غضبه وقال:

 

دانت بايع بقى يا حودة ومش فارق معاك مراتك وعيالك

 

يا عم الحاج، أنا لا بايع مراتي ولا بايع عيالي،لكن انت كمان ما يرضيكش إن حرمة تلوي دراعي. احنا رجالة لا مؤاخذة، والراجل ابن الراجل ما تحكمش عليه حرمة

 

البت لا بتحكم عليك ولا عمرها اتجرأت تحكم، نجوى طول عمرها في طوعك وما بتقولش غير طيب وحاضر

 

وانا ما قولتش في حقها كلمة وحشة يا عم الحاج. نجوى غالية عندي، وعيالي عندي بالدنيا.. لكن لو عايزة ترجع، ترجع بشروطي. لا لها دعوة اتجوز او ما اتجوزش. طالما مش ناقصها حاجة وطلباتها مجابة

 

..... اللي قبلنا قالوا يا حودة يا ابني، الكلام أخد وعطا، وانت كدة عايز صوتك بس اللي يتسمع، ومش عامل لمجيتي لحد عندك اعتبار

 

مجيتك على راسي من فوق يا عم الحاج.. لكن ما عنديش كلام تاني غير اللي قولته

 

انتفض الرجل عن مقعده غاضباً وقال باحتداد:

 

لك كبير يترد عليه يا حودة

 

غادر الرجل الورشة مسرعاً، فزفر حودة وقال ضائقاً:

 

ناقصك أنا، انت وبنتك ع الصبح!! ما تسيبونا في الهم اللي راكبنا يا جدعان!

 

جاء صبيه الشاب العشريني فرج، وحياه

 

صباح الفل يا اسطى حودة

 

أفرغ شحنة غضبه به:

 

توك ما جيت يا اخويا! ايه! شغال في عزبة ابوك عشان تيجي وقت ما انت عايز!!

 

ابتئس فرج، وقال بنبرة كسيرة:

 

كتر خيرك يا اسطى

 

عمد إلى أشغاله واجماً، بينما شرد الاسطى حودة في نعمة، واين ذهبت بها السيارة الفارهة

 

***********************************

خرجت زوجة الاسطى حودة من غرفتها، فحيت والدتها التي تجالس همومها منفردة، ساندة يدها إلى خدها:

 

صباح الخير يا امّا

 

صباح النور يا نجوى

 

اومال فين ابويا؟

 

تنهدت وقالت بأسى:

 

راح يشوف صرفة مع حودة جوزك اللي راميكِ رمية الكلاب انتِ وعيالك

 

هاج هائجها:

 

ليه كدة يا امّا! ابويا يقل قيمتي ويروح لحد عنده ليه! لو تقيلة عليكو انا وعيالي، قولولي، وانا اخد عيالي واروح في أي مصيبة واريحكو مني

 

بس يا بت عيب اللي بتقوليه ده. ده بيت ابوكِ، ولو ما شالتكيش الأرض نشيلك فوق دماغنا.. لكن يا بنتي لازم نعرف راسنا من رجلينا مع الجدع ده ونشوفه ناوي على ايه

 

تنهدت من أعماق أحزانها وجلست تقول:

 

ناوي يبيع العشرة يا امّا.. ولا ناوي ليه! ما هو باعها خلاص

 

هزت والدتها رأسها بأسى وقالت:

 

اللهم اخزيك يا شيطان.. والله ما عارفة اللي انتو فيه ده حسد وعين صايباكو ولا ايه!!

 

قالت والدموع تجتاح عينيها:

لا يا امّا ده مش حسد، دي قلة أصل بعيد عنك.. نسي حودة وقفتي جنبه بدل المرة عشرة، نسي دهبي اللي بيعته عشان يكبر الورشة، ولا لما الظروف ضاقت عليه واستحملت وعمري ما حسسته إن ناقصني حاجة واكل عيش وحتة جبنة قديمة واحمد ربنا، وكنت اضحك في وشه واطبطب عليه واقوله بكرة تتعدّل.. نسي قعدتي تحت رجليه وسهري جنبه لما كان عيان.. دلوقتي مش شايف ولا فاكر حد إلا نعمة

 

استشاطت والدتها غضباً:

 

بس يا بت ما تغلنيش. أنا الود ودي أروح للبت اللي اسمها نعمة دي، واخلي اللي ما يشتري يتفرج عليها

 

البت ما لهاش ذنب يا امّا، هو اللي رامي بلاه عليها، وهي مش مدياله ريق.. وأنا بقى خلاص، شيلته من قلبي، ومش راجعاله ولو تاقلني بالدهب

 

بس يا نجوى بلاش كلام فاضي.. الرجالة ياما بيخيبوا ويحصل منهم.. والست العاقلة تهاود وما تفتحش الباب للشيطان

 

مش انا اللي فتحت الباب للشيطان.. حودة هو اللي فتحله وقعده وسطينا يا امّا

 

سمعتا صوت المفتاح يدور في الباب، فانتفضت والدتها عن مقعدها، وهرعت صوب الباب تقول:

 

ابوكِ جه يا بت، أما اشوفه عمل ايه مع الواد ده

 

دخل الرجل بوجه محمل بالأنكاد، فقالت زوجته:

 

عملت ايه مع حودة يا محمد؟

 

ألقت نجوى بمسامعها عند فم والدها الذي تنهد وقال وهو يقلب كفيه بقلة حيلة:

 

الواد ما قدرش اني روحتله لحد عنده، وقعد يبيع ويشتري فيا ويقولي نجوى لو عايزة ترجع، ترجع بشروطي

 

استشاطت نجوى غضباً:

 

ده لا عاش ولا كان ولا بقيله اسم بين الخلق حودة، يوم ما يبيع ويشتري فينا.. انت اللي غلطان يا ابا اللي عملت لقليل الأصل سعر وعبرته

 

صاح بها والدها محتداً:

 

نجوى، عيب كدة، ده مهما كان جوزك ابو عيالك، والراجل عمره ما غلط فينا

 

برضو بتدافع عنه يا ابا بعد اللي عمله معاك!

 

له كبير يترد عليه.. انا هتصل بابوه، يجيبه ويجي هنا يشوف حل:

 

عمد الرجل إلى هاتف المنزل، وجلس يضغط رقم والد حودة، فردت والدة حودة:

ايوة

 

السلام عليكم يا ام حودة

 

عليكم السلام, مين؟

 

أنا الحاج محمد السويسي، اديني الحاج عبد المجيد

 

حاضر يا حاج محمد

 

رد الرجل على الفور:

 

يا مرحب يا حاج محمد

 

مرحب بيك يا عبد المجيد. يعني يصح عمايل ابنك اللي رامي البت عندي بعيالها زيادة عن شهرين وما سألش فيها!

 

ايه! هي بنتك سايبة البيت غضبانة!

 

هو ابنك مفهمك غير كدة!

 

حودة قالي إنها قاعدة مع امها عشان تعبانة شوية

 

كدب عليك. ابنك مغضب بنتي ورميهالي، ولما روحت لحد عنده الورشة عشان اتكلم معاه، رد عليا بكلام ما عجبنيش

 

اما واد قليل الرباية بصحيح! ولا تزعل نفسك يا حاج محمد. أنا هجيبه لحد عندك يصالح مراته ويرجعها بيتها. نجوى دي بنتي قبل ما تكون بنتك وما يرضنيش زعلها

 

ده العشم يا راجل يا طيب يا ابو الأصول

 

تعيش يا حاج محمد. استنظر مني تليفون ابلغلك بالمعاد اللي جايين فيه.. سلام

 

الله يسلمك يا حاج

 

وضع والد حودة السماعة وزفر، فاقتربت زوجته تسأل بمكر:

 

هو الحاج محمد كان عايز ايه؟

 

ابنك مغضب مراته ومش قايلنا

لا بصراحة بقى أنا عارفة انها غضبانة، وعارفة السبب، حودة  ابني ما بيخبيش عليا حاجة

 

نظر إليها شزراً وقال بضيق:

 

يا ولية يعني عارفة ان مرات ابنك واخدة عيالها وغضبانة في بيت ابوها، وما تجبليش سيرة ولا تقولي لابنك عيب!

 

لوت شفتها وقالت:

 

واعيب على ابني في ايه، وهو ما عملش العيب.. الواد عايز يتجوز

 

يتجوز!! وهي مراته قصرت في حاجة؟

 

يوه! هو الراجل ما يتجوزش على مراته إلا لو كانت مقصرة في حاجة! الواد ربنا عاطيه وفاتح عليه من وسع وعايز يفتح بيت تاني

 

زفر وقال:

 

ارحمينا من كلامك اللي يقوم حرايق، وخليني اكلم المحروس ابنك

 

مصمصت شفتها وجلست تسمتع لحديث زوجها في الهاتف، رد ولده بنبرة ضائقة:

 

ايوة يا ابا

 

مالك مش طايق روحك كدة!

 

زفر وقال:

 

هموم الدنيا يا حاج

 

هموم ايه دي اللي اقوى من هم بعد مراتك وولادك عن حضنك!!

 

ايه! هي امي قالتلك؟

 

لا يا سيدي، امك حافظة سرك وخيبتك التقيلة. حماك لسة قافل معايا السكة وحكالي ع اللي حصل منك وقلة حياك في الكلام معاه

 

استشاط غضباً:

 

يا ابا انا ما غلطتش، أنا راجل مقتدر وعايز اتجوز. هي بقى زعلت وركبت راسها وخدت العيال ومشيت، خلاص، هي حرة، المركب اللي تودي

 

يعني ايه يا ولا! يعني تاخد البنية لحم، وترمبها عضم لما تزهق منها!

 

يا ابا أنا ما زهقتش منها، هي اللي كانت عايزة تلوي دراعي

 

انت عايز لوي رقبتك، عشان نسيت بنت الأصول دي عملت معاك ايه

 

يووووه! هي هتذلني!! دهبها رجعتهولها وزيادة، ومعيشها أحلى عيشة وطلباتها مجابة، عايزة مني ايه تاني نجوى بنت محمد السويسي!!

 

يا واد ما تبقاش ناكر للعشرة والجميل.. حتى لو عايز تتجوز، يبقى تراضي مراتك وتحسسها انك مش بايعها، وانك باقي على عشرتها، مش تجري ع التانية وتسيب الاولانية بنارها والمر اللي سقيتهولها بإيدك..ويكون في علمك، اللي بيظلم، عمره ما هيتنصف... اسمع يا ولا، انت بالليل تيجي معايا نروح بيت الحاج محمد عشان تراضي مراتك وترجعها بيتها

 

طقطق شفتيه بضيق وقال:

 

طب معاش يا ابا سيبني يومين تلاتة كدة، عشان في موضوع شاغلني ومعكر مزاجي، هحله بس واجي معاك نشوف طلبات الست نجوى

 

ماشي.. تلات تيام بالكتير، مش هنتأخر عن الناس أكتر من كدة

 

إن شاء الله يا حاج، إن شاء الله. سلام

 

أغلق الهاتف وزفر بشدة الضيق وقال:

 

وربنا ما فايق لنجوى ولا لقرفها دلوقتي

 

*****************************************

 

وصلت السيارة إلى القصر،أطلق السائق النفير، ففٌتحت البوابة الحديدية، فدخل إلى حديقة القصر التي أبهرت ناظري نعمة، وقد عبر أريج الزهر أنففها فانتشت، ظلت ترقب الأشجار المثمرة، والنخل الباسق، توقفت السيارة عند مبنى القصر القديم، الذي تعلو واجهته تعاريج الزمن في شموخ.. كانت نجاة الخادمة الأربعينية الأنيقة تنتظر أمام الدرج.. رأت نعمة تنزل عن السيارة، وتتجه صوبها، فبدت على وجهها ابتسامة وقار، وحيتها برأسها:

 

أهلاً وسهلاً يا أستاذة نعمة. شرفتي

 

متشكرة قوي، ده من ذوق حضرتك يا فندم.. هو حضرتك عمة الأستاذ عمر؟

 

سهاد هانم في انتظارك في اوضتها.. أنا مديرة المنزل.. اتفضلي ورايا

 

فغرت نعمة فاها، وظلت تتمتم وهي تتبع الخادمة عبر ممر طويل مؤدي إلى البهو

 

الشغالة! بسم الله ما شاء الله. اللي يشوفها يقول دكتورة في الجامعة من شكلها وطريقتها في الكلام.. الناس الأغنيا دول باين ان خيرهم بيبان حتى على خدامينهم.. من جاور السعيد يسعد بصحيح.. يا ترى سهاد هانم دي شكلها ايه! وهتقابلني كويس ولا هتقابلني ازاي! قلبي بيدق قوي وخايفة

 

دلفت نعمة إلى البهو الذي يزدان بأثاث فاخر من زمن قديم، وبعض الدلائل على عصر مضى.. فهناك في هذا الجانب فونوغراف.. وعلى الجانب الآخر راديو نادر... وبعض لوحات عتيقة تركها الزمن ذكرى على أوجه الجدران..شمعدانات نحاسية أثرية، وضعت بأناقة على قطعة أثاث خشبية مزخرفة. وعلى الطاولات في الزوايا والأركان، توزعت التحف والأنتيكات. ثريات تتشبث بالأسقف وتعانقها عناق العشق  منذ زمن تالد .. قصر عتيق يسفر عن زمن سحيق، ومن يدخله كمن رجع بألة الزمن مائة عام إلى الوراء.. هكذا غمرت تلك الأحاسيس نعمة، عبر نظراتها المتمعنة في البهو الفسيح.. إنه عالم غير عالمها، لا تعلم هل ذاك العالم غزاها، أم هي من تغزوه.. ولكنه شعور بالرهبة الفريدة ينتابها

 

انتهى البهو وانتحت الخادمة إلى الطرقة، تبعتها نعمة، توقفت عند إحدى الغرف، ودقت الباب برفق، فأتاهما صوت راق:

 

ادخل

 

فتحت الخادمة الباب ودلفت إلى السيدة سهاد التي كانت تجلس بمقعدها المتحرك عند النافذة تتمتع بأشعة الشمس التي نفذت إلى غرفة نومها الفسيحة ذات الأثاث القديم الفاخر فأضائتها.بدا شعرها الذي مازج سواده الشيب، كفراء رمادي لامع، يكلل تلك الملامح الستينية التي خلدت إلى الهدءة، بعد مضي ثوران الشباب..   قالت الخادمة:

 

الأستاذة نعمة وصلت يا سهاد هانم:

 

خليها تتفضل

 

استدارت الخادمة إلى نعمة وأومأت برأسها تدعوها للدخول.. دخلت نعمة وقلبها يرتجف رهبة..وجهت نظرها إلى سهاد هانم، فزالت تلك الرهبة بابتسامة السيدة الأرستقراطية الرقيقة، وتحيتها لها بلطف:

 

أهلاً وسهلاً يا بنتي.. اتفضلي

 

ردت بابتسامة خجلى:

 

أهلاً بحضرتك يا سهاد هانم

 

أشارت السيدة سهاد بيدها إلى أحد المقاعد وقالت:

 

اتفضلي اقعدي

 

جلست نعمة على استحياء، فقالت السيدة:

 

عمر فهمك على طبيعة شغلك هنا؟

 

هو قالي، بس أكيد هفهم من حضرتك أكتر

 

مافيش أكتر من اللي قاله عمر.. أنا عايزة رفيقة مثقفة، نتناقش ونتحاور ونتجاذب أطراف الحديث

 

تبدى الحزن على وجه السيدة سهاد وأردفت:

 

في الحقيقة أنا في أحيان كتير بشعر بالملل من الحياة الرتيبة دي.. للأسف ماليش صديقات

 

سألت نعمة ببعض الرهبة:

 

طيب وأولاد حضرتك؟

 

بدت بسمة متألمة على وجهها وقالت:

 

الحقيقة أنا ما عنديش أولاد.. لأني ما تزوجتش من الأساس

 

خجلت نعمة أن تسألها عن سبب عدم زواجها، فاكتفت بهزة رأس ولاذت بالصمت، فأردفت السيدة:

 

عمر ابن اخويا، هو الوحيد اللي بيزورني وبيسأل عليا من أولاد اخواتي.. ليا أخ عايش في النمسا، وأخ عايش في المجر.. لما بينزلوا مصر، بيجوا يزوروني بس من غير أولادهم.. حتى ما اعرفش شكل أولادهم

 

ياه! ده شيء صعب قوي! للدرجة دي! مع أن حضرتك إنسانة لطيفة جداً

 

أشكرك يا بنتي

 

تنهدت السيدة سهاد وأردفت:

 

للأسف علاقات الأقارب بقت بعيدة، وحتى قربهم بيثير المتاعب.. أحيانا بشعر إن العزلة أفضل.. ولو إن لو في صديقة تتحد معاكِ في نفس الهوايات والاهتمامات، وتتناقشوا وتتحاوروا، بيكون شيء لطيف قوي

 

وجهت السيدة سهاد النظر إلى نجاة وتبسمت قائلة:

 

لكن نجاة بقى ما اقدرش استغنى عنها في إدارة حياتي بشكل منظم ومثالي

 

تبسمت نجاة وأحنت رأسها وقالت بنبرة مهذبة:

 

أنا تحت أمرك يا سهاد هانم

 

الفطار ايه النهاردة يا نجاة؟

 

اخترت لحضرتك النهاردة فطار يوناني، هتصل بالمطعم حالاً عشان يبعتوه

 

اعملي حساب الأستاذة نعمة

 

أكيد يا سهاد هانم.. بعد إذنك

 

اتفضلي

 

كانت نعمة تسمع وتتعجب وتقول في سريرتها:

 

فطاريوناني! يطلع ايه الفطار اليوناني ده! ده اللي يخرج برا الحارة يشوف العجب

 

لحظت السيدة سهاد شرودها، فقالت بلطف لتحطم الحواجز:

 

سرحانة في ايه بقى يا أستاذة نعمة؟

 

هه في الفطار اليوناني.. أصل أول مرة أسمع عنه

 

نجاة كل يوم بتفطرني وتغديني من بلد شكل، مرة فطار يوناني، مرة انجليزي، مرة فرنسي، ومرة هندي، وغيره وغيره، لحد نهاية الأسبوع.. عشان كدة عمري ما مليت.. هي بتتعامل مع أكتر من مطعم وكلهم بيعملوا أصناف من مطابخ عالمية وعندهم أشهر الشيفات

 

شردت نعمة في السفرة البائسة التي تتجمع حولها هي ووالدتها وأخوتها على أبسط أصناف الطعام وأفقرها.. فتنهدت وحمدت الله بقلب راض

 

الحمدلله، اللهم لك الحمد والشكر

 

قالت السيدة سهاد بلطف:

 

عمر قالي انتِ خريجة ايه، بس أنا للأسف نسيت

أداب فلسفة يا سهاد هانم

 

هايل، هنتناقش كتير عن الفلسفة وأشهر الفلاسفة وأفكارهم ومعتقداتهم، كانط ونيتشة وافلاطون وجان جاك روسو، وديكارت، وغيرهم كتير

 

هه واضح ان حضرتك مهتمة بالفلسفة

 

ايوة، لكن مش كل أفكار الفلاسفة بتقبلها، أحيانا بتكون أفكارهم مجرد شطحات غير منطقية وتقود إلى الإلحاد.. أكتر منطق أقبله واعتنقه هو وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته، وده اللي توصله كتير من الفلاسفة الملحدين بعد إيمانهم بالله الواحد، أمثال جيفري لانج وانطوني فلو وغيرهم

 

تبسمت السيدة سهاد وقالت ترجئ أمر النقاش:

 

بعدين، بعدين، أكيد هيكون عندنا وقت كتير نتكلم ونتناقش ونقرا.. أنا كنت أستاذة أدب فرنسي بالمناسبة

 

أستاذ عمر قالي

 

ويا ترى بتجيدي اللغة الفرنسية؟

 

ممم الحقيقة لا.. أصل ما كنتش بحبها لأنها صعبة

 

بالعكس، دي لغة سهلة خالص.. هعلمهالك بنتهى بالسلاسة

 

هه كمان هتعلميني فرنساوي!

 

ايوة، ليه لأ!! أنا هعلمك كتير، وأكيد هتعلم منك كتير

 

تتعلمي مني أنا!!

 

هه مش شرط التعليم يكون شيء حسي بشكله الأكاديمي المعتاد. ممكن يكون شيء معنوي.. كل أنسان معلم في ذاته، بكثرة خبراته وتجاربه اللي بينقلها للآخرين.. وكل واحد بياخد من تجارب الآخرين اللي يناسب حياته

 

أطرقت السيدة هنيهة، ثم اتجهت بالمقعد إلى حقيبة كانت مخفية خلف الطاولة، رفعتها إليها وفتحتها، وأخرجت منها عدة رزم بسيطة من المال، وقالت لنعمة التي كانت تلصق بصرها بالأرض في حياء:

 

اتفضلي، دول العشرين ألف جنيه، مرتبك يا بنتي

 

نظرت نعمة إلى المال وقد غمرتها السعادة الممتزجة بالدهشة وقالت:

 

ايوة بس أنا لسة ما اشتغلتش، مش المفروض أقبض آخر الشهر؟

 

بدت بسمة لطيفة على وجه السيدة الارستقراطية وكانت تعلم مدى حاجتها للمال:

 

كل مكان له قانونه الخاص، وأنا هنا بدفع المرتب أول الشهر، لإني بقدر إن كل واحد له التزاماته، وأكيد أولى بفلوسه.. وعشان كمان يكون حافز للعمل بجد واجتهاد

 

اتسعت ابتسامة نعمة وقالت:

 

والله يا سهاد هانم مش عارفة أشكر حضرتك ازاي، بجد متشكرة قوي

 

العفو يا بنتي .. ممكن بعد إذنك تناوليني الخمار بتاعي المتعلق على الشماعة دي عشان أصلي الضحى قبل ما يفوتني؟

 

تحت أمر حضرتك، ثانية واحدة

 

معلش أنا أسفة، أنا عارفة ده مش دورك، لو كانت نجاة هنا كنت طلبته منها، بس هي مشغولة في طلب الفطار

 

يا سهاد هانم ما تقوليش كدة، حضرتك زي ماما

 

وأنا أتشرف

 

كادت نعمة تحلق في السماء من فرط السعادة.. فلم تكن تعلم أن السيدة سهاد بهذه الرقة والتواضع

*****************************************

اليوم هو موعد خروج خالة  الدكتورهشام، السيدة لطيفة من المستشفى التي يعمل بها، لم يكن متواجداً ولكنه أوصى أحد زملائه، الدكتور علاء أن يعطي من برفقة المريضة التعليمات الخاصة بالنظام الغذائي في ورقة مطبوعة.. كان الدكتور علاء متجهماً حاد الطباع، وكانت سلمى برفقة والدتها التي تجهزت لمغادرة المستشفى.. حيا الدكتور والدة هشام:

 

السلام عليكم يا مدام.. أنا دكتور علاء ابراهيم

 

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يا أهلاً يا دكتور علاء، اومال هشام ابن اختي فين؟

 

هشام ابن اختك في الحضانة

 

نعم!!

 

ايوة، ما هو مافيش حاجة اسمها هشام ابن اختي فين! اسمه الدكتور هشام

 

طيب ما تزعلش نفسك. الدكتور هشام فين؟

 

الدكتور هشام في العمليات ، وقالي ادي التعليمات الخاصة بالأكل والشرب للمرافق

 

وجه النظر إلى سلمى وقال باحتداد

 

خدي ورقة التعليمات بتاعة مرات ابوكِ

 

ردت باستياء:

 

خدي!! وايه مرات ابوكِ دي! دي ماما

 

صاح بها محتداً:

 

ولما هي ماما، ما بتاخديش بالك منها ليه وتمنعيها تضر نفسها بالأكل والدهون والعك اللي هيجيب أجلها!

 

ردت باحتداد أكبر:

 

أنا بخاف على ماما جداً، بس هي اللي ما بتسمعش الكلام، وبعدين في أسلوب للكلام أحسن من كدة

 

هو ده أسلوبي، وإن كان عاجبك

 

مش عاجبني، واتفضل هات ورقة التعليمات

 

اتفضلي يختي، ابقي لفي فيها سندوتش طعمية لامك وانتِ مروحة

 

أعطاها الورقة وغادر الغرفة، وهو يقول حانقاً

 

حاجة تجنن

 

ظلت سلمى ترقبه بغيظ حتى اختفى عن ناظريها، فقالت لها والدتها:

 

ما تزعليش نفسك يا سلمى يا حبيبتي، تلاقي مراته منكدة عليه، عشان كدة بيرازي في خلق الله

 

أوف! ده منظر دكتور ده! ده لو تمورجي هيتكلم بطريقة أرقى من كدة

 

معلش، مالناش دعوة بيه، ربنا ما يكتبلنا رجوع هنا تاني ولا شوفة لوشه

 

آمين يا رب.. يلا يا ماما استعدي عشان طارق اتصل من حوالي عشر دقايق وقال انه جايب عربية وجاي ياخدنا

 

**************************************

 

عادت نعمة في المساء إلى الحارة، في ذات السيارة الفارهة التي أقلتها، ما أن لمح الأسطى حودة السيارة، حتى انتفض عن مقعده، ووقف يرقب نعمة التي ترجلت عن السيارة، وعيناه تقدحان شرر الغضب.. شكرت السائق قبل أن يمضي بسيارته إلى وجهته، وأسرعت هي على قدمي السعادة تفتح باب المنزل الحديدي الثقيل، وتصعد الدرج بخفة الفرح.. وضعت يدها على زر الجرس وأخذت تقرع وتقرع وتنادي أمها:

 

افتحي يا ماما، افتحي يا حبيبتي، افتحي

 

هرعت والدتها إلى الباب وفتحت، فدخلت نعمة إلى المنزل تقفز كالأطفال من فرط السعادة وتقول:

 

ماما يا حبيبتي، تعالي شوفي ايه في شنطتي تعالي تعالي هههه مش هتصدقي عنيكي

 

خير يا حبيبتي؟

 

أخرجت نعمة العشرين ألف جنيه ووضعتهم على المائدة، فشهقت والدتها فرحاً وأخذت تمسك المال ذاهلة:

 

بسم الله ماشاء الله لا قوة إلا بالله، دي فلوس بصحيح

 

هههه اومال تين شوكي يا ماما!! مرتبي يا حبيبتي، مرتبي

 

تسللت الريبة إلى قلب والدتها وقالت:

 

وايه يخليهم يدوكي مرتبك قبل ما تشتغلي! مش الأصول القبض بيبقى آخر الشهر!

 

قطبت نعمة جبينها وقالت بلين:

 

هو في ايه يا ماما! صاحبة الشركة عارفة ظروفي من الأستاذ عمر، قالت تديني الفلوس عشان أكيد محتاجاهم

 

اقتربت منها والدتها باسمة، ربتت على ظهرها وقالت:

 

ما تزعليش مني يا نعمة يا بنتي. أنا أمك ولازم أخاف عليكِ

 

اطمني يا ماما، دي شركة محترمة وصاحبة الشركة ست محترمة جداً

 

ضحكت نعمة وبدأت تقص بعض ما رأت في يومها على مسامع والدتها:

 

النهاردة بقى يا ماما، فطرت فطار يوناني

 

ايه! وده يطلع ايه؟

 

ده يا ستي عبارة عن زبادي يوناني بالفواكه، وبيض اومليت، وبطاطس معمولة بخلطة حلوة قوي، وجنبهم برتقان وفراولة، وعيش كدة خواجاتي أول مرة أشوفه.. قال يعني شوفت بقيت الحاجات دي قبل كدة ههههه بصراحة الفطار كله أول مرة اشوفه

 

باين عليها ست طيبة صاحبة الشركة.. بس اشمعنى انتِ يعني اللي فطرتك!

 

ها! آآ لا، ما هو مش أنا بس، أنا وكل الموظفين

 

والموظيفين اللي هناك كتير على كدة؟

 

استرسلت نعمة في الكذب بعينين هاربتين من عيني والدتها:

 

آآيوة، آآيوة يا ماما، موظفين كتير، كتير قوي ممم أصلها شركة كبيرة قوي يا ماما وفيها عملاء كتير

 

ربنا يوفقك يا بنتي ويثبت اقدامك فيها

 

يا رب يا ماما، يارب.. هما فين اخواتي عشان يشوفوا الفلوس دي ويفرحوا معانا ويقولولي نفسهم في ايه عشان اجيبه هههه

 

عاطف خلص مذاكرة وبيلعب في الشارع مع العيال، ما شوفتيهوش وانتِ طالعة؟

 

لا يا ماما، ماخدتش بالي، وندى فين؟

 

هتكون فين! مكفية ع المذاكرة لما طلعلها اتب في ضهرها

 

هههه ربنا يحققلها أحلامها يارب وتبقى دكتورة زي ما بتتمنى

 

يارب يا بنتي. وانا اكره يبقى عندي بنت دكتورة!! ده يوم المنى

 

إن شاء الله يا ماما، خبطي على ندى يا ماما على ما انادي عاطف من الشباك

 

هرعت إلى الشباك، وما أن فتحته، حتى نظر الأسطى حودة إلى أعلى يرقبها بقلب خافق، وأذن طربت لصوتها إذ هي تنادي أخاها وعيناها تلتفت ذات اليمين وذات اليسار باحثة عنه:

 

يا عاطف.. عاطف.... يا عاطف

 

أتى الصبي يركض من إحدى العطفات:

 

ايوة يا أبلة نعمة

 

اطلع بسرعة عايزاك

 

حاضر

 

هرع الصبي إلى الدرج يصعده مسرعاً، وظل حودة يلصق بصره بالشباك الذي أغلق دونما نظرة من ساكنة الفؤاد

 

عادت نعمة إلى والدتها، فوجدت أختها ندى تمسك المال فرحة، وتقول:

 

الله يا أبلة، دي فلوس، أنا فرحانة قوي

 

قالت نعمة وقد عمدت إلى الباب تفتح لعاطف

 

قولي اللهم بارك عشان ربنا يبارك يا ندى يا أختي ههه

 

اللهم بارك يا أبلة

 

فتحت الباب، فقز عاطف إلى الداخل وسأل أخته بأدب:

 

حضرتك عايزة حاجة يا أبلة نعمة؟

 

ههه ايوة، عايزاك تشوف الفلوس اللي ع الطرابيزة دي

 

اتسعت حدقتا الصغير وقال وهو يسرع ذاهلاً إلى المنضدة:

 

فلوس!! الفلوس دي كلها بتاعتنا يا أبلة؟

 

ايوة يا حبيبي، بتاعتنا وملكنا وربنا بعتهالنا الحمدلله عشان احققلكو كل اللي انتو عايزينه، عايز ايه بقى يا حبيبي؟

 

عايز أكل

 

هههههه هو انت جعان!

 

ايوة جعان، ونفسي اكل أكل من المحلات الحلوة اللي في الحارة، شاورما وبيتزا وفراخ مشوية وتورتة

 

ههههه كل ده يا عاطف! لا اختار اكلة واحدة، وكل اسبوع نجيب أكلة حلوة

 

رد الصبي مبتئساً:

 

كل اسبوع! يعني مش كل يوم يا أبلة!

 

ههه يا طماع. يا حبيبي ما تنساش إن ورانا ديون عايزين نسدها، للبقال ولخالتي ام نهى الخضرية، كتر خيرهم استحمولنا كتير

 

خلاص يا ابلة، ماشي، نجيب أكلة واحدة، أنا هختار بيتزا.. بس بالله عليكي نفسي أكل تورتة، أصل عمري ما دوقتها إلا مرة واحدة، كلت مرة حتة تورتة صغيرة في عيد ميلاد واحد صاحبي، كان طعمها حلو قوي. قولتله هات حتة تانية، ما رضيش يديني وقالي انت ما جبتليش هدية

 

سددت نعمة نظرة شفيقة إلى أخيها وقالت:

 

خلاص يا نور عيني، هنجيب تورتة عشان خاطرك

 

ربنا يخليكِ يارب يا أبلة نعمة

 

مسحت على ٍرأس أخيها اليتيم باسمة، واستدارت لأختها تسألها:

 

وانتِ يا ندى يا حبيبتي عايزة ايه؟

 

والله يا أبلة نعمة الفلوس دي جت في وقتها، أنا محتاجة لبس جديد بدل المبهدل اللي عندي، على الأقل طقيمين أبدل فيهم، الامتحانات قربت ونفسي البس حاجة كويسة بدل الهدوم اللي تكسف دي.. والله يا أبلة أنا عمري ما كنت هطلب منك..أنا حاسة بيكي وبماما وعارفة إن ما معناش فلوس، كنت هروح بالهدوم القديمة.. لكن دلوقتي الحمد لله طالما ربنا رزقنا، فياريت تجيبيلي طقمين حلوين كدة، ومعاهم جزمة وشنطة الله يخليكي، عشان اللي معايا بقى شكلهم يكسف قوي

 

هه من عنيا يا حبيبتي.. شوفي أنا دلوقتي هاخدك انتِ وعاطف واجيب كل اللي طلبتوه، بس الأول نعدي على البقال وخالتي ان نهى نسد ديوننا عشان نرتاح، يلا روحوا البسوا

 

ماشي يا ابلة

 

*******************************

ما أن نزلت برفقة أخويها، حتى ظل الأسطى حودة يرقب خطواتها، وكذا تفعل أم عوض صاحبة البصر الحاد وهي تشرأب بعنقها وتتلصص عليهم.. رقبها الأسطى حودة تدفع المال إلى البقال، فاشتدت ريبته، وبعدها اتجهت إلى محل أم نهى، حيتها ودفعت لها المال بعد جدال لم يطل.. ثم أخذت أخويها وغابت عن ناظريه، فظل ينتظرها والريبة من صنائعها تنهشه.... بعد قرابة الساعة وما يزيد قليلاً، عادت بأخويها، يحملون علب الطعام الفاخرة، والحلوى باهظة الثمن، وأكياس الملابس الأنيقة، ويدخلون إلى المنزل.. فهب واقفاً يغمغم كالملتاث:

 

هي ايه العبارة!! البت دي عيارها فلت وشكل حكايتها مش هتيجي لبر.. أنا مش هسكت، وإن ما كنتش أرسى ع الدور من أوله، ههد الحارة على دماغها وأقوم عليها الصغير والكبير

***************************************

سهرت أم هشام ليلاً طويلاً تفكر في مصيرها، وتتأوه وتزفر الحسرات، نظرت إلى زوجها المستغرق في نوم عميق، وقد علا غطيطه حتى كاد يصدع الجدران.. فهمست ناظرة إليه بحنق:

 

ايوة طبعاً، نايم وبتشخر ولا هامك. وانت هتشيل للدنيا هم ليه طالما الهم اللي على قلبك هينزاح، وتتجوز بهية وتفرح وتزقطط.. شوف يا خويا الراجل، بيتقلب وهو هيمان ازاي والدموية رادة في وشه.. أكيد بيحلم بيها..آآآخ يا ناري. آآآآخ. حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا هناء يا وش النحس

 

أمضت ليلها تفكر وتسكب اللعنات، حتى ثقل رأسها، فمددت جسدها وأطفأت السراج وغطت في نوم عميق

فرأت فيما يرى النائم والدتها المتوفاة، تتعجلها:

 

يلا يا سميحة، يلا يا بنتي عشان مستعجلين

 

اتسعت حدقتاها فزعاً وقالت مرتعبة:

 

انتِ جاية تاخديني يا امّا؟

 

ايوة، يلا حضري الشنط

 

شنط ايه يا امّا! هو المكان اللي احنا رايحينه، بيرحوه بشنط!! ده الواحد بيخرج منها بكفنه

 

غلطانة، الشنط اللي بناخدها مش شنط هدوم، دي شنط أعمال، وكل واحد وعمله، وانا عارفة إن عملك اسود ومنيل يا ضنايا

 

انا يا امّا!! دانا غلبانة والدنيا جاية عليا

 

هو انا تايهة عنك يا سميحة وعن اباحتك وطولة لسانك! طول عمرك قليلة الأدب ولسانك متبري منك

 

كدة برضو يا امّا!! هو انا يعني بقل أدبي ليه! مش الناس هما اللي بيغيظوني ويطلعوني عن شعوري!!

 

قدامك فرصة يومين عشان تراضي الناس اللي انتِ مزعلاهم

 

أنا مزعلة حد يا امّا!

 

انتِ مزعلة طوب الأرض يا سميحة.. يلا قومي حضري شنطك وراجعالك بعد يومين عشان أخدك، وما تنسيش تعترفي بالبلاوي اللي مخبياها يا ساهية وانتِ وراكِ داهية

 

يا لهوي! كمان اعترف بالبلاوي اللي مخبياها! حاضر يا امّا، حاضر، سلمي على خالتي نحمده لحد ما اشوفها اهئ اهئئئئئئ

 

انتهى المنام فاستيقظت فزعة:

 

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 

استيقظ زوجها هلعاً:

 

في ايه يا سميحة

 

وضعت يدها على قلبها وقالت وأنفاسها تتلاحق:

 

أمي زارتني في المنام وقالتلي انها جاية تاخدني يا صادق اهئ اهئئئ

 

هههههه يا ولية ايه الرعب اللي انتِ عايشة فيه ومعيشانا معاكِ ده! انتِ بس عشان بتفكري في الموضوع

 

أشاحت بيدها وقالت بنبرة مرتجفة:

 

اسكت يا صادق، اسكت انت ما تعرفش حاجة. دي قالتلي حضري شتط أعمالك، وراضي الناس اللي مزعلاهم.. طب بالله عليك وانت معاشرني العمر ده كله ع الحلوة والمرة، أنا عمري زعلت حد يا خويا؟؟

 

تنحنح ونظر إليها مضيقاً عينيه، فقالت:

 

قصدك ايه بالبصة دي!!

 

ههه قصدي إن كل واحد ادرى بعمايله.. بس يعني شوفي اخواتي البنات اللي انتِ مزعلاهم وقايلة في حقهم كلام وطارداهم من البيت

 

استدارت وقالت باحتداد:

 

ايوة يا اخويا ايوة، حامي لاخواتك وهات حقهم من مراتك المفترية. دول اخواتك يتفاتلهم بلاد. واللي عملته فيهم شوية عليهم

 

خلاص، موتي وهما مقاطعينك وابقوا اتحاسبوا في الآخرة. بس ما تبقيش تزعلي لو ما سامحوكيش يا سميحة

 

عاد لوضعية النوم، وشد لحافه، بينما أم هشام أطرقت وغمغمت:

 

يا غلبك يا سميحة.. يعني أنا عشان اموت مرتاحة لازم اراضي الغجر دول!! أمري لله اهئ اهئئئئ

 

*******************************************

دخلت ميسون غرفة النوم، فوجدت المعلم عدوي يتهيأ للخروج ويغرق ملابسه بالعطر، فسألته:

انت خارج ولا ايه يا دودي؟

 

ايوة يا روح دودي

 

رايح فين؟

 

حفلة صلح عاملهالنا جميل بيه أنا والحبايب

 

لمعت عيناها وقالت بشغف:

 

جميل به! طب خدني معاك

 

اعتمر طربوشه وقال بنبرة استنكار:

 

اخدك فين!! دي حفلة رجالي مافيهاش حريم

 

ربعت يديها وقالت:

 

يا سلام! يعني البتاعة اللي اسمها لقاء، مرات جميل بيه، مش هتحضر!!

 

لا مراته ولا امه ولا جنس حرمة من عيلته

أوووف

 

بتنفخي ليه!

 

زهقانة. كنت عايزة أخرج معاك أغير جو

 

الله! ما كنا برا الصبح، ولسة راجعين ما بقالناش ساعتين تلاتة، بعد ما غديتك في أفخمها مطعم. لحقتي تزهقي! ولا انتِ الخروج عندك زي الدوا تلات مرات في اليوم!!

 

يوووو! انت بتعد عليا الخروجات!! فيها ايه يعني لما اخرج مرتين تلاتة ولا عشرة في اليوم!!

 

ههه خلاص ما تزعلش يا حلو يا اشقر. بكرة اخدك افسحك فسحة متينة

 

أطرقت هنيهة، ثم قالت بعينين لامعتين:

 

بقولك ايه! ما تعزم جميل بيه عندنا بكرة على العشا

 

وماله. اتصلي بالمدام بتاعته

 

أوف! ليه؟؟

 

عشان تعزميها

 

لالالا، دمها تقيل على قلبي قوي، هنعزم جميل بيه بس

 

ارتاب وأسرها في نفسه..قال ناظراً في عينيها بثبات:

 

بعدين نتكلم.. أنا نازل دلوقتي

 

التقط هراوته، فهاتفه ولده، فرد من فوره:

 

ايوة يا رضوان، أنا نازل اهو، اسبقني انت وانا هحصلك على الفندق

 

سألته وهي تتبعه إلى الباب:

 

هو رضوان رايح معاك؟

 

أنا ما بمشيش من غير رضوان

 

حاسة إن رضوان أكتر واحد عارف كل أسرارك

استدار وقال:

 

متهيألك يا حلوة. أكتر واحدة عارفة أسراري، وأسرار اللي جابوني، هي جباير

 

يوووه! انت دايما كدة تنرفزني وتجيب سيرة الست اللوكال دي قدامي!

 

ههه يا واد يا انتر فاشول يا عالمي

 

اسمها بالانجليزي انتر ناشونال يا حبيبي، وبالفرنساوي انتغ ناسونال

 

ماشي يا خواجة عبد العال ههههههههه أهل الحارة نسيوا أصلهم يا جودعااان.. سلام فرنساوي لسة جاي بالطيارة يا مرسون

 

خرج وأغلق الباب خلفه، فزفرت وقالت بضيق:

 

جاهل، جاهل، اوف

 

هرعت إلى هاتفها، وضغطت رقم جميل بيه الذي تحصلت عليه في الخفاء و حفظته في ذاكرتها.. لم يرد في المرة الأولى، فقد كان يقود سيارته، فألحت باتصال آخر، فرد:

 

الو

 

رققت صوتها إلى درجة همس العصافير:

 

هه ايوة، ازيك يا جميل بيه

 

يا أهلاً.. ممكن أعرف مين صاحبة الصوت الساحر ده

 

هههه انت رقيق قوي

 

عشان بكلم الرقة كلها.. مين حضرتك بقى

 

ميسون مرات العلم عدوي

 

ههههه تعرفي اني كنت منتظر اتصالك ده من ساعة ما شوفتك

 

يا سلام! ليه بقى!

 

عشان لمحت في عنيكِ نفس الإعجاب اللي في عنيا

 

مش لدرجة اعجاب يعني.. ممكن يكون استلطاف

 

وماله ههه حلو برضو .. اخبارك ايه؟

 

كويسة. بس زعلانة منك

 

ليه؟

 

عشان الليلة ما عزمتنيش على الحفلة اللي انت عاملها

 

ههههه دي حفلة رجالي والله

 

يعني المدام بتاعتك مش معاك؟

 

ههه هتكون معايا ازاي وانا بكلمك! دي كانت الحرب العالمية التالتة قامت

 

زفرت وقالت بامتعاض:

 

باين عليها بتغير عليك قوي

 

قوي، فوق ما تتصوري.. لدرجة إني اتخنقت من غيرتها

 

ايه يخليك مستحملها!

 

تنهد وقال:

 

اعتبارات كتير.. المهم سيبك منها دلوقتي.. أنا أوعدك إن قريب قوي أعمل حفلة مخصوص عشانك واعزمك فيها انتِ وعدوي

 

هه وهتقول لعدوي انها عشاني؟

 

هه لا طبعاً.. ده سر بيني وبينك وبس.. مضطر اسيبك دلوقتي عشان قربت على الفندق.. سلام

 

أوكيه.. باي

 

حذفت الرقم، وجلست تتذكر كلماته في هيام، وكم هو رقيق مع النساء، بخلاف عدوي الجلف الذي لا يحسن الانحناء وتقبيل يد الحسناوات.. ظلت شاردة حتى أخرجها عن شرودها صوت رنين جرس الباب... إنها جباير ومعها النساء، ولكنها عمدت إلى حيلة باستخدام أحد رجالها الذي وقف أمام الباب بزي عامل توصيل الطلبات، بعد أن عطل كاميرات المراقبة.. نظرت ميسون من الفتحة الزجاجية الصغيرة، فرأته، فسألت::

 

مين:

 

الأوردر يا فندم

 

بس أنا ما طلتش أوردر

 

في أوردر حلويات شرقية مدفوع التمن، بإسم المعلم عدوي

 

حلويات شرقية! طيب

 

انتهى دوره، فأومأت له المعلمة جباير برأسها أن يغادر، كي تفرغ الساحة لتصفية الحساب، ووقفت أمام الباب وخلفها زوبة وبعض الفتيات الشعبيات التي جلبتهن من أشباهها. فتحت ميسون فشهقت وقالت بفزع حين رأت الفتيات ينظرن إليها كأشباح مخيفة::

 

انتِ ايه اللي جابك هنا! ومين اللي انتِ جايباهم معاكِ دول؟؟

 

ههه أهلاً يا بيضا يا حلوة يا كايدة عذالك.. الليلة ليلتك يا عسل

 

أومأت لهن المعلمة، فاقتحمن المنزل، وأغلقن الباب، فهمت بالصراخ، فكممن فاها، فطل الرعب من عينيها وارتعدت فرائصها.. إنه يوم تصفية حساب المعلمة جباير العسير مع إحدى خصومها.. فهيهات هيهات أن تنجين يا ميسون

*********************************

 

إلى هنا انتهت الحلقة

 

نلتقي الخميس القادم إن شاء الله

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

 

 

 

تعليقات

  1. سبحان الله و بحمده اللهم صلي على محمد لولو الحلقه جميله يا هوبه تسلم يمينك 🥰🥰🥰🥰😍😘🤩

    ردحذف
  2. عليه الصلاة والسلام اية الحلقة الجميلة دية
    انا كمان اول مرة اعرف اية الفطار اليوناني دة يعني لما اجيب لولادي زبادي كدة ان فطرتهم فطار يوناني 🤣🤣🤣
    حودة دة زفت انا بكرهه روح اطمن على عيالك اللي راميهم وعايش دور الحبيب
    طنط سهاد دية جميلة ورقيقة
    ام هشام تحفة
    ميسون تستاهل فرحت فيها

    ردحذف
  3. انا امل

    ردحذف
  4. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
    حلقة اللهم بارك جميلة جدا
    مبسوطة لنعمة وزعلانة عشانها عشان اللي اسمه حوده والست ام اوئ
    حودة دة عايز علقة زي ميسون
    راجل معندوش دم بيستخدم الشرع عشان يداري على قرفة واطلاق بصره
    وامه دية ربنا يعافينا منها هي واللي زيها
    مدام سهاد ست رقيقة جدا معندهاش شغلانة ليا طيب 🤣🤣
    دكتور علاء شكله هيكون نصيب سلمى حتى يأدب امها شوية

    ام هشام عسل يعني عشان اموت اصالح الغجر دول 🤣🤣
    ميسون تستاهل عشان تكلم الرجالة 😡

    ردحذف
  5. في سماء الإسلام نعلو3 يوليو 2025 في 4:26 م

    للأسف احنا ف زمن فيه زي حوده كتير ناكرين لاي جميل وفقط وقت ميفوقوا أول حد بيدوسوا عليه الكان واقف معاهم
    فرحت أوي لنعمه لأن ف كتير أوي زي نعمه نفسي يفرحوا

    ردحذف
  6. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

    ردحذف
  7. ماحسيت بالوقت وانا بقرأها ههه خلصت بسرعة
    أولا الحمد لله انك نزلت الحلقة بعد طول انتظار 😂
    بانسبة لحودة بيعصبني هذا النوع الحشري وسوء الظن يعني مجرد شاف سيارة فارهة مباشرة فكر بسوء نية مش ممكن تكون لقت وظيفة مثلا؟عجيب!!
    والسيدة سهاد راقية ومتواضعة وانا كمان عايزة اعرف ليه ماتزوجت 😁
    أظن أن الدكتور النكدي ده حيكون من نصيب سلمى ولا بد 😂
    أما ميسون فتستاهل اللي حيجرالها من جباير هههه
    وأظن ان عدوي حيعجبه الحال 😂
    لا تتأخري علينا ياهوبة 😎

    ردحذف
  8. اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    ردحذف
  9. تسلم ايدك
    جزاك الله خيرا
    الحلقة جميلة اللهم بارك
    حودة قليل الاصل ولو جتله الفرصة انه يتكلم على نعمة هيتكلم عليها عشان هى سابته
    فرحانه فى ام هشام مبسوطة من الرعب اللى هى راعبة بيه نفسها

    ردحذف
  10. لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

    ردحذف
  11. الحلقة جميلة كان نفسي اشوف ميسون بعد العلقة الحلوة 😂و حاسه حودة هيبوظ على نعمة شغلها ربنا يستر

    ردحذف
  12. الله يخربيتك يا حوده ايه الراجل ده ربنا يحفظك يا نعمه منك لله يا جباير هههههه. تسلم ايدك حبيبتي
    اللهم صل على محمد وال محمد صل الله عليه وسلم.
    Wafaa Ali

    ردحذف
  13. يالهوي ميسون اتعجنت وشكلها هتستوي ف الفرن يالا ادي اخرت اللي يبص لفوق وياريت هتفوق انا متأكدة أنها هتعكها اكتر مع جميل بيه، مستنيه حفل الخطوبة بتاعت هناء بفارغ الصبر عشان اشوف ام هشام هيحصلها ايه

    ردحذف
  14. الحلقة جميلة كالعادة تسلم ايدك

    ردحذف
  15. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 🌿🌹
    الحلقة تحفة
    نعمة و

    ردحذف
  16. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕

    شكل نعمة وهي داخلة القصر وفاكرة نجاة هي الهانة فكرني باستاذ حمام في فيلم غزل البنات😂
    ربنا يجعلها فاتحة خير عليها إن شاء الله ويبعد عنها حودة وام عوض ناس حشرية كان نفسي اول خاجة تعملها تنقل البيت او ان السواق ما يزهلش الخارة من الاساس وينتظر في مكان بعيد.. هتاخد وقت كتير ويصل لها مشاكل كتير بسبب الناس الحشرية اللي كل نواياهم سيئة دي

    بالهنا والشفا يا مرسون علقة متينة علشان تستاهلي بس

    عيني عليكي يا سميحة مش هتفوق من اللي هي فيه غير لما الجوازة تتم
    الله يعينها

    حلقة جميلة النهاردة بس صغيووووورة كدة😊

    🌷دُمتِ مُبدعة 🌷

    ردحذف
  17. الحلقة تحفة 😍

    نفسى بقى اللى اسمه حوده ده يقف عند حده لانه مزودها اوى الصراحه وبالرغم من أن نعمة غلطانه أنها قبلت بوجود سواق وهيه عارفه أنها عائشه فى منطقه شعبيه إلا أنه المفروض متوصلش لتدخل حوده اللى هيسوء سمعتها ده 😠

    عسل عسل دكتور علاء فطسنى ضح وشكل كده السمارة هتغمر مع سلمى 😉

    أما بقى سميحة وحملها الرهيب ده خلانى طول المشهد مش عارفه امسك نفسى من جماله بجد حاجه مخسخسه كده 😂 😂

    ميسون تستاهل اللى هيجرالها قليلة الربايه دى 😏

    تسلم ايدك يا هوبه الفصل روعة
    تحياتي 🌹
    ولاء القوصى

    ردحذف
  18. حودة ده انسان وحش اوي
    عايز نعمة تفضل محتاجة علشان تتجوزه 😒 اعوذ بالله الواحد مش مستغرب لان في ناس اوحش منه
    خسارة فيه مراته وعياله
    البطران اخرته قطران يا حودة 😶
    منها لله امه اللي ماربتوش ، يارب ياشيخة جوزك يتجوز عليكِ وتجربي القهرة يام فلوس 🙄

    ايوه بقا دخلينا ع الناس الراقية الشيك المثقفة المتدينة دي 😍😍
    سهاد هانم ❤️❤️
    ياعيني عليكِ يانعمة ياختي 😂
    حاسة بزهولك ، يارب تكون قدم خير الفلوس وماتكون سبب ف تعبك ، اصل مش واثقة ف أستاذة هوبة اللي تفتحلك طاقة القدر بسرعة كدة 😂😂

    هشام ابن اختك ف الحضانة
    والله فكرته ف الحضّانة 😂😂😂
    هي مش سلمى اللي هتلف فيهم طعمية دي امها اللي هتروح تعملها اكله ترم عضمها ف قعدة المستشفى دي 🤣

    الولية ام هشام مزعلة الناس كلها منها ولو سألتها ايه مشكلتك ؟ تقولك طشيبة قلبي 😂😂😂
    تك وجع ف لسانك ياشيخة

    ميسون بتكتب نهايتها بدري من عدوي وجباير يخرب عقلك وقعتي ف ايد اتنين ما بيرحموش 😂
    حلوة العلقة دي يا جبورة علشان البت دي مش مظبوطة وعايزة تمشي على حل شعرها ام عين زايغة بقا معاكِ عدوي تاجر الاثار والمخدرات والأعضاء وتبصي لحد تاني 😂😂😂
    يلا بالشفا لسه لما عدوي يشك فيكِ هيشفيكِ ويبعتك لجباير تبيعك ف المحل 😂😂

    ردحذف
  19. تسلم ايدك يا أستاذة هوبة الحلقة جميلة ومليانة أحداث
    ربنا يحفظك للغلابة 😂😂

    ردحذف
  20. كاميليا محمد
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا
    الحلقة رائعة سلمت يداك ودمتى مبدعة ❤️🌹

    ردحذف
  21. جميلة حبيبتي تسلم إيدك
    إيمان إبراهيم 🌸

    ردحذف
  22. اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
    رائعه سلمت يداكى

    ردحذف
  23. Smsma Mohamed
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا

    ردحذف

إرسال تعليق