اخواته البنات


أخواته البنات

عندما كنت صغيرة ,رأيت هذا الفيلم مراراً وتكراراً ,فهو من الأفلام الجاذبة للكبار والصغار لما يحويه من كوميديا الموقف ووجود بعض النجوم الذي أحبهم الجمهور..رأيته مراراً وتكراراً دون إدراك أهدافه الخبيثة ,لم ينتبه الكثير منا للسم الزعاف الذي يسري إلى عقولنا فيسممها ,لتكون المحصلة أفكاراً معادية للإسلام ومحاربة لشريعته ,لا أبالغ ,ولكن المتمعن في هذا الفيلم لابد وأن يدرك ذلك

الفيلم يحكي قصة شاب فقير  مات أبواه ,يحيا مع عمته وأخواته الأربع يعمل نادلاَ لدى إحدى الكازينوهات على النيل , وكان يحب إبنة الجيران ,وقد منعه فقره من الزواج منها وعدم مباركة أهلها لهذا الزواج ,فزوجّها أخوها بعجوز ثري سرعان ما مات وترك لها قصر فخم ,فأصرت أن تبق بهذا القصر ليسهل عليها مقابلة حبيبها السابق خلسة ,وعلى المشاهد أن يبارك هذا الفعل الآثم بحجة أنهما عاشقان والظروف القاسية حالت دون زواجهما

والآن لنتعرف على أخوات هذا الشاب الأربع

الكبرى فتاة غير متعلمة وبسيطة المظهر ,وتحب الميكانيكي الذي تقبع ورشته أسفل العقار ,ودائما ما يتبادلان النظرات الملتهبة

الأخت الثانية هي طالبة جامعية مثقفة تنادي بتحرر المرأة وحقها في الحب ومقابلة من تحب حتى في بيتها تحت أعين أسرتها ,وعلى الجميع أن يبارك ذلك

الأخت الثالثة هي طالبة في معهد للرقص ..نعم للرقص , وكل أملها أن تصبح راقصة يشار إليها بالبنان(لا أعرف ما الفن في امرأة تتعرى أمام الرجال وتتمايل في حركات إغرائية !!)

الأخت الرابعة ,هي طفلة صغيرة تربت على كل الموبقات ,فهي لا تبرح المقعد أمام التلفاز,وهي مختصة بالرد على مكالمات أخيها والمداراة عنه ,فدائما تغمز له وتدعي أن من يطلبه على الهاتف رجل وليس امرأة ,وعلى المشاهد أن يضحك على ذكاء الطفلة

وأخيراُ فلنتعرف على العمة ,وهي سيدة مسنة محافظة على التقاليد والأخلاقيات ,لذا فكان الجميع يضيق بها ذرعاً ويعتبرونها حجرة عثرة في طريق أحلامهم ,فكانت تهاجم الكبرى لتلكأها في الطرقات ,وتهاجم الثانية والتي دعاها مجونها لدعوة زميلها لزيارتها في المنزل ,فظنت العمة أنه عريس جاء لخطبتها ,فاستقبلته بالترحاب وعندما أدركت هي والأخ أنه زميل جاء في زيارة عادية كالت له السباب والشتائم وانه ليس أهل للثقة ,وعلى المشاهد أيضاً أن يضيق ذرعاً بعقلية العمة المتحجرة من وجهة النظر المسمومة . وجاء الدور على الأخت الراقصة والتي تريد الاشتراك في حفلة للرقص فنهرتها عمتها وأخوها , وكان شرط الاشتراك في الحفلة أن تأتي بإمضاء ولي أمرها ,فالطبع لم يساندها غير الأخت التي تدعو لحرية المرأة ,فقد قامت باللإمضاء لها بإسم أخيها حتى تتمكن من تحقيق حلم الرقص ,يا له من أمر مثير للشفقة

أما الأخت الكبرى والتي تحب الميكانيكي فقد تطور الأمر إلى لقائهما في البيت أثناء غياب أهلها ,حتى افتضح أمرها ذات مرة وقام أخوها بضربها وضرب الميكانيكي وطرده ,وعندما اشتكى الأخ إلى محبوبته ما فعلت أخته والميكانيكي,اتهمته بالجمود والتحجر وقالت ,انت تفعل ما يفعله أخي معي ,فلمَ لا تسمح لاختك بمقابلة حبيبها في البيت كما أفعل معك أنا واستقبلك! ,فيخجل الأخ ويبارك ما فعلت أخته ,فعلى المشاهد أن يدرك أنها مسكينة ,تحب والمحبة مباح لها كل شيء حتى التفريط في عرضها لمن تحب (ياله من فكر أسود)

كان المشهد الأخير من العرض فوق خشبة المسرح الذي ترقص عليه الأخت الراقصة والتي انتصرت وحققت حلمها ,بل أن الجميع شاركها الرقص حتى أخوها وحبيبته  على انغام أغنية تقول (حِب يا قلبي وحب وخلي الدنيا تحب ) فصعدت العمة فوق خشبة المسرح بوقارها تنتقد ما تراه من أوضاع متردية آلت إليها الأخلاق ,فأخذوا يرقصون من حولها وكأنها مسخ يتندرون عليه

أكتب هذه الكلمات وأنا أشعر بالقرف والاستياء ..فيلم كامل يصنع من أجل الدفاع عن الانحلال والتجرد من الأخلاق وتحدي الدين والتقاليد الشرقية وتعاليم الدين الإسلامي

بالتأكيد البعض يرى كلامي كالبضاعة البالية التي عفا عليها الزمن ..فهناك علمانيون وهناك منتفعون من العري وهناك ديوثون وأشباه رجال

عافانا الله وإياكم من الانزلاق في هوة هؤلاء آمين

هبة عبد العظيم نور

تعليقات

  1. رائعه ياهبة ادعو لكي دوما ان يري كل الناس اعمالك الجميله ليستفيدوا بها ويسعدوا كما استفدت كثيرا باعمالك الجميلة.

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك غادة الحبيبة. انتم عندي كل الناس

      حذف
  2. هؤلاء يضعون السُم ف العسل

    وهي البلطجة والسرقة والخطف والقتل اتشهرت منين ؟
    من التلفزيون اللي صنع البطلجي بطل وخارق
    ومن الراقصة مثالية
    و و و و و

    يارب ارحمنا برحمتك


    بارك الله ف افكارك
    وبوركتَ يا استاذة هوبة ❤❤

    ردحذف
  3. صح كلامك يا استاذه هبه فعلا كل الاعمال زمان ودلوقتي بتدعوا للانحلال

    ردحذف
  4. والله تحسي انك غريبة قوى في الدنيا دي.
    وكل الافلام حتلاقيها كده ربنا يرحمنا برحمته .
    عودا حميدا ياقمرة

    ردحذف
    الردود
    1. طوبى للغرباء يا مشمشة. نورتي حبيبتي

      حذف
  5. فعلا بيحطوا السم في العسل وينشروا افكارهم الخبيثه من خلال افلام تشد المشاهد والمقصود منها افساد الشباب وتغيير افكارهم و ابعادهم عن دينهم واخلاقياتهم وللاسف قدروا يفسدوا اجيال وغيروا تفكيرهم لدرجه ان اللي يتمسك باخلاقيات الاسلام او اللي عنده ضمير يبقى محبكها ويبقى معقد وممكن يبقى أضحوكه كمان من البعض ربنا يعافينا ويحفظ اولادنا من كل سوء

    ردحذف
  6. ﻻ حول و ﻻ قوة إﻻ بالله العلي العظيم

    أول مرة أسمع عن الفيلم ده و بصراحة فكرة الفيلم لوحدها مقرفة و للأسف النوع ده هو المنتشر و الترويج له واسع جداً!!!!!!!

    هو التحرر و الحضارة و الرقي بقوا في التخلي عن الدين و المبادئ و احترام الشخص لنفسه قبل احترام المجتمع له!!!!!

    ربنا يلطف بنا و يرحمنا و يحفظنا و يحفظ شباب و بنات المسلمين يااا رب

    جزاك الله خيراً غاليتي و جعلها في ميزان حسناتك ♥♥♥♥

    ردحذف
  7. انا لله و انا اليه راجعون

    ردحذف
  8. فعلا لما كنا صغيرين وبنشوف الافلام دي كنا بنضحك على المواقف الكوميدية بدون ادراك الهدف الاعظم من انتاج هذه الافلام
    من زمان بيحاولوا يرسخوا في الاذهان افكار مسمومة يضللوا بيها العقول وخصوصا عقول الشباب في وقتها
    وللاسف مازالوا على نفس الخطى

    Walaa walaa

    ردحذف
    الردود
    1. وهيفضلوا على نفس الخطا. ربنا ينجينا يا ولاء

      حذف
  9. إنا لله وإنا إليه راجعون
    الله ينجينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
    جزاك الله خيرا حبيبتي

    ردحذف
  10. عندك حق فعلا كنا نتفرج عليهم لكن مجرد فرجة وبس ولا ندري الهدف الحقيقي لمثل هذه الافلام😑
    الله يهدينا لطريق الحق

    ردحذف
  11. الحمدلله ... حتى لما كنت بشوفه زمان ما كنتش بحبه.... فعلا بيدسوا السم في العسل ويغيروا أفكار وثوابت المجتمع ...حتى لو نتيجة اللي بيعملوه مش سريعة لكن الاجيال الجديدة اللي شافت الفيلم وهم صغيرين طلعوا بقى هم دلوقتي اللي بيحللوا الحاجات دي بما إنهم اتربوا على كدة
    إلى الله المشتكى...اللهم ردنا إليك ردا جميلا..
    🌷دمتي متألقة🌷

    ردحذف
  12. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    هو النهارده مفيش اللمة الحلوة و حكاوي المصطبة و ﻻ إيه؟؟؟
    ربنا ييسرلك أمورك يا هوبة و يجزيك كل خير ♥♥♥♥

    ردحذف

إرسال تعليق