دولت فهمي (مضحية أم مضحى بها)

قديماً في عهد الاحتلال البريطاني وبالتحديد عام 1919

كان هناك تنظيماً سرياً يسمى اليد السوداء  تحت قيادة عبد الرحمن فهمي و أحمد ماهر و,وكان من أهداف التنظيم قتل الجنود الإنجليز وتهديد بل وقتل من يتعاون معهم ,وكان التنظيم يعتبر قبول الوزارة خيانة طالما مصر ترزح تحت وطأة  الحماية البريطانية

لذا فعندما تولى محمد شفيق باشا الوزارة قرر التنظيم اغتياله ,وكلف شاب من أعضاء التنظيم يدعى عبد القادر شحاته باغتياله ..ولكن المحاولة باءت بالفشل وتم القبض على شحاتة

وخشي أعضاء التنظيم أن يوشي بهم ,وأثناء التحقيقات تم سؤاله عن مكان مبيته في الليلة السابقة لمحاولة الاغتيال ,فلم يجب ..وتفاجأ الجميع بدخول فتاة تدعى دولت فهمي وتعمل ناظرة لمدرسة الهلال الأحمر القبطية ,عندما دخلت الفتاة هرعت إلى عبد القادر شحاته وقبلته وقالت أنه عشيقها وكان يبيت بمنزلها في الليلة السابقة لمحاولة الاغتيال ..هذه الفتاة كانت من محافظة المنيا بصعيد مصر حيث الشرف والعرض أغلى من الحياة ,لذا فأحضروها أهلها إلى المنيا وقتلوها درءاً للعار الذي لحق بهم ,لأنهم ظنوا أن ما قالته حقاً وأنها لوثت شرفهم

يعتبر الكثيرون أن دولت فهمي بطلة ويجب أن يسلط عليها الضوء لأنها ضحت بسمعتها لأجل وطنها

عن نفسي لا أرى ذلك ,فكيف بأعضاء التنظيم أن يتوارون خلف شرف وسمعة فتاة لخوفهم من الوشاية بهم ! فالموت أشرف من العار الذي لحق بالفتاة وعائلتها ولحقهم قبل أن يلحقها

وكيف لفتاة شريفة من عائلة محترمة ولها منصب متميز في زمانها أن تضحى بكل ذلك ,بل وتهيل تراب العار على رأس أهلها من أجل حماية تنظيم أو أي كان السبب !

من يبرر لذلك هو نفس من يبرر لألقاء رجل بنفسه في أحضان امرأة  أو القاء امرأة بنفسها في أحضان رجل من أجل الوطن بحجة التجسس على العدو 

فهل تنبى الأوطان على الدناسة وانعدام الشرف !

وهل عندما ضحت بسمعتها دولت فهمي نضح الوطن عزاّ وكرامة ونهضت البلاد!

لكل منا رأي واختلاف الرأي من سمات النفوس البشرية

هبة عبد العظيم نور