الحلقة الخامسة, الفصل الثاني, الجزء الثاني الليل والدوادي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وما توفيقي إلا بالله

 

عليه توكلت

 

وإليه أنيب

 

 *******************************

جلس حسن فجلست قبالته..صمتت هنيهة, ثم زفرت, وقالت بضيق:

 

الحديت اللي هجوله كان في بير ماله جرار, وما كنت هتلفظ بيه طول العمر, لكن اجول ايه في ولدي اللي ظالم امه وكانها شيطان رجيم وعم ينهش في لحمها كيف عدوينها

 

كان ينظر إليها بصمت منتظراً حجة تبرر ذاك الفعل الشنيع, فأردفت: في ليلة كنت نايمة, صحيت على صوت دج واطي ع الباب. جولت يمكن عم يتهيألي, لكن الدج كان يبطل ويعاود, كانّ اللي عم يدج يده مرعوشة وخايف من شي. جومت من فرشتي من غير ما يحس كامل, فتحت الباب لجيت سلمى

 

سلمى!..كانت رايدة ايه

 

كانت باكية وحالها بالويل, جولتلها مالك يا بتي؟ جالت تعالي معاي في الجنينة عايزاكِ يا مرت بوي. لبست ونزلت معاها..حكتلي اللي شيب راسي

 

..ايه يا امّا؟

 

الواد مغاوري كلاف البهايم الله ينتجم منيه, ضحك عليها وحصل بيناتهم اللي حُصُل, ولما جالتله يتجوزها جالها ما اتجوزش فاجرة بت فاجرة

 

انتفض حسن من مقعده مصعوقا وقال بصوت متهدج: ايه اللي عم تجوليه ديه يا امّا! وكيف!! وحصل ميتى! وايه يودي سلمى في سكة كلاف البهايم!!

 

واه! مش عم تطلع وتدخل يا ولدي على كيف كيفها وخواتها مجوينها !

 

يا امّا دول من وجت ما خلصوا مدرسة التجارة, ما بيروحوش غير لعمة جميلة كل خميس

 

ما أنا زييك يا ولدي كنت مفكرة كديه, لحد ما جالت بلسانها إنها كانت تهمل خواتها عند عمتها وتجول تعبانة ومدرك ايه ورايدة اروح, وتجوم طالعة ع الزريبة ..والله جتتي عم تترعش وأنا عم احكيلك

 

يا امّا ايه اللي عم تجوليه ديه! ..سلمى! سلمى تعمل كديه! ومع مين! مع الكلاف!

 

هنجول ايه يا ولدي!..غصب عنيها, مهما كانت بت وبتتمنى, والنصيب ما جاش. واللي زييها لو سمعت حديت حلو حتى لو من تعبان, هتعشجه وتتعلج بيه

 

كاد عقل حسن يطيش, أخذ يهز رأسه رافضاً ما سمع: لاه, لاه يا امّا, مش سلمى اللي تعمل كديه

 

واه! يا ولدي اذا كانت هي اللي حكتلي بذات نفسيها عشان اتستر على فضيحتها مع الكلاف

 

.....وايش عجب اختارتك انتِ عشان تحكيلك سرها! ليه ما راحتش لعمة جميلة!

 

جميلة! هأ ..سلمى عاقلة يا ولدي وعارفة طبع عمتها الردي, مرة راعنة ومش بعيد تخلص ع الكلاف بطلجة ..ووجتها الفاضيحة المتدارية تبان..لكن سلمى خابرة زين إني عاجلة وهتستر ع الحكاية ولا من شاف ولا من دري..آآآه يا حسن ع الحمل التاجيل اللي شايلاه امك واللي ما كنت هعرفه لمخلوق, لكن اسوي ايه! انت اللي جبرتني اجول وافتش سر الغلبانة جدامك, رغم اني مدارياه عن الكل

 

...يعني كامل بيه ما يعرفش؟

 

يا مري! كامل! انت كنت رايدني اجوله بتك جابتلك العار عشان يطب ساكت! عايزني اجول لخواتها عشان اشيلهم طين فوج الطين اللي شايلينه!...خليني كاتمة السر في جلبي, ومتحملة عالية واللي مسوياه فيا, كيف ما اكون عدوة وعايزالهم الخراب! وهي لو دريت أنا عم اسوي ايه عشان استر اختها كانت وطت على رجلي وحبت عليها آآآه الله يسامحك يا عالية يا بتي. كانت وين الست عالية لما روحت لحد الكلاف اترجاه يكتب ع البت ويتستر عليها, وهو يجول ابداً, ما اخدش الخاطية بت الخاطية, لحد ما غويته بالمال, وحبيت على يده وجولتله طب اكتب عليها وخدها دارك وبعد ما تولد طلجها

 

اتسعت حدقتا حسن فزعاً وقال: هي سلمى...

 

ايوة يا ولدي, ريت الطين اللي على دماغنا! ودريت ليه امك متعجلة تتم الجوازة ديّ وذلت نفسها للكلاف!! فضلت ازود في المال لحد ما رضي واد المحروج.....حسن, اوعاك يا ولدي تنطج بحرف من اللي سمعته, كامل لو دري هيطب ساكت وخواتها ما هيجدروا يرفعوا عينهم من الأرض..آآآخ كبدي عليكِ يا عالية انتِ ووطفة

 

أطرق حسن رأسه حزيناً وقام عن مقعده, واتجه صوب الباب تتبعه نظرات أمه التي تكاتم الضحك ..اصطدمت به حورية لدى الباب وهي تجري لتبلغ سيدتها أمر ما

 

يوي! لا مؤاخذة يا سي حسن

 

..................

 

واه! هو ماله مسهم كديه!..ست صفية, صجر جه برا

 

دخليه طوالي يا بت

 

تعالى يا صجر

 

دخل مسرعاً وألقى التحية

 

ساالخير يا ست

 

ايه اللي حُصُل في غيابي يا صجر؟

 

في جدعين اغراب نزلوا النجع في الصبح يا ست

 

مين الجدعين دول ومن مشيعهم؟

 

علمي علمك يا ست. لكن آنا شكيت فيهم من وجت ما جالوا انهم من نجع ابو مسالم وجايين للسوج. كيف يكونوا من نجع ابو مسالم وما خابرينش إن السوج الكابير بتاعنا واللي بتهل عليه الناس من كل النجوع يوم الخميس! فضلنا حاطين عينا عليهم وجاطرينهم وين ما راحوا.

 

سألت باضطراب: راحوا وين؟

 

 تنهم يمشوا في النجع بطوله وعرضه, من شارع لحارة لزجاج, وبعدها حاموا حوالين السرايا هنيه, كانوا مدسوسين ورا الشجرة الكابيرة وعنيهم ما نزلتش من ع السرايا

 

انتفضت عن مقعدها فزعة: حاموا حوالين السرايا!

 

ايوة يا ست

 

وهما وين ديلواك؟

 

هملوا النجع جبل المغارب يا ست

 

ثارت ثائرتها: وكيف تخليهم يهملوا النجع يا واد المحروج انت!

 

يا ست وآنا كنت اسوي ايه! آنا اللي مكلفاني بيه عم اسويه, شيعت وراهم اللي يجطرهم في النجع. لكن آنا ماليش حق امنعهم يهملوه

 

اوووووف اتحدتوا مع مين الجدعين دول؟

 

مع ناس كاتير رايحين وجايين, لكن طولوا في الحديت مع مرة كابيرة جاعدة في السوج, وادوها فلوس كاتير, وكمان مع مرعي البجال

 

روح هات مرعي

 

ديلواك يا ست! ديه جفل دكانه من بدري وزمانته نايم

 

ولو كان مجتول تجيبه, يلا هِم

 

أوامرك يا ست

 

***************************

رواية الليل والدوادي

الجزء الثاني

 

بقلم, هبة عبد العظيم نور

 

*************************

آتاها مرتعدا وأسنانه تصطك, إذ هي جالسة كالملكة في مقعدها. سألها متهتهاً: أأأمرك يا س ستنا

 

سألته بحدة: سألوك عن ايه الأغراب؟

 

كاد قلبه أن يتوقف وزاغ بصره وانعقد لسانه عن الرد

 

انتفضت عن مقعدها, وهجمت عليه تصب جام غضبها. وكزته وصاحت: انطج,سألوك عن ايه الأغراب

 

آآ سألوا عن مين اللي ساكن سراية صالح واد زيدان من بعده

 

اتسعت حدقتاها, واستعرت الهواجس في أتون قلبها, وسألته على الفور: وانت رديت جولت ايه؟

 

آنا نجصته وهترته هو والجدع الابكم اللي كان معاه, وما رضيت أعطيهم رد ولا جواب وزعطهم

 

عصف القلق بملامحها ملتزمة الصمت لوهلة, ثم زجرت الرجل: غور من هنيه غور

 

خرج الرجل يهرول ويتخبط في الأثاث.

*********************************

 انطلقت من القصر متجهة إلى أخيها بدران تعتركها الشكوك... وحين انفردت به في مندرته, غلقت الأبواب, وقالت بنبرة مرتعدة: في حد بينبش ورانا يا بدران

 

رد باضطراب: حُصُل ايه يا صفية؟

 

قصت عليه من أمر الشابين, فخضب ملامحه الفزع. ازدرد ريقه وتحسس رقبته, ثم سألها: يكونوا مين دول يا صفية؟

 

جلبي بيجولي إنهم تبع ولاد زيدان..اللي مشيعاهم حياة...يا إما خوها صالح

 

أطرق رأسه قادحاً شرارات عقله, ثم هز رأسه إيماءاً بعدم اقتناعه وقال: لاه لاه. لو حد فيهم اللي مشيعهم كان دلهم على سراية كامل وسراية واد زيدان

 

صمت هنيهة مستغرقاً في تفكيره, ثم أردف: حكاية صالح كل النجع عالم بيها, والنجوع اللي حوالينا كماني بما فيهم نجع ابو مسالم اللي هما جايين منيه...يمكن الجدعين دول حبوا ينضروا بعنيهم سراية صالح وسراية كامل اللي عم يسمعوا عنيهم..شباب ارعن واللي يطُج في راسه يسويه

 

هزت رأسها وأشارت بيدها. لاه, , جلبي مش مطمن يا بدران...حكاية صالح لا حُصلت عشية ولا أولة عشية..دي حكاية فات عليها سنين. ايه يخلي الجدعين دول ياجوا يسألوا عن سرايته ديلواك, ومن جبلها يحوموا حوالين سراية كامل!!

 

يا صفية فكري مليح. جولتلك لو كان صالح ولا اخته هما اللي مشيعينهم, كانوا عرفوهم مكان كل حصوة في النجع. ما كانوش ياجوا يلفوا ويتعبوا رجليهم ويسألوا الرايح والجاي عن مكان السرايا.. اطمني يا صفية. وبلاش خوفك من حياة يسمم عيشتك

 

هو لسة هيسممها عاد! والله يا خوي طول السنين دي ما بنام إلا والكوابيس تنهشني كيف الكلاب السعرانة, وطول الليل اتململ في ساريري كانّه شوك

 

هاها هما الحريم كديه, جلبهم رهيف, وبالخصوص انتِ يا صفية

 

أشاحت بيدها وردت بحنق: ما فايجاش يا بدران...بجولك ايه, عايزة كام غفير من عندك يحرسوا مدخل النجع مع الغفر بتوعي

 

واه! ليه ديه كلاته!

 

عشان نكونوا في أمان يا بدران. اعطيهم أوامرك إن لو الجدعين دول رجعوا تاني يطخوهم ويرموهم في الترعة جبل ما يخطوا برجليهم في النجع

 

وهيعرفوهم من وين؟

 

رجالتي خابرينهم زين.سوي انت اللي بجولك عليه

 

.... والله ما خابر هسوي اللي تجولي عليه لحد ميتى يا صفية!

 

واه! وانت كنت خسرت ايه! بص حواليك واتملى في العز اللي اختك خلتك فيه. والمال اللي عم يسد عين الشمس اللي عم تحتكم عليه

 

أطال النظر إليها في صمت, ثم قام عنها إلى نارجيلته يدخنها وينفث أوراها  الكثيف الذي توارت خلفه

 

*********************************

في ساعة متأخرة من الليل, عاد عمر. كانت والدته تذرع الردهة ذهاباً وإياباً من فرط القلق, حينما سمعت المفتاح يدور في الباب. تهلل وجهها وهرعت صوب الباب. فألفته أمامها, فأفرج عن ابتسامة منهكة, فاحتضنته بشوق, وهتفت:

 

عمر. ايه الغيبة دي يا ولدي. جلبي وجعني من الجلج عليك يا ضي عيني

 

سلامة قلبك يا أمي

 

ادخل ارتاح يا ولدي

 

ولج عمر وجلس على أريكة, ملقيا رأسه إلى الخلف, راميا بذراعيه المنهكتين على المقابض إلى جنبيه..تأوه من عناء يومه: آآآآه تعبت بشكل النهاردة يا أمي

 

سلامتك من التعب يا ولدي...انبسطت في رحلة اسكاندارية عاد؟

 

اعتدل في جلسته وقال: أنا ما كنتش في اسكندرية

 

فجأة يخترق مسامعه صوت والده الأجش الممزوج بالغضب

 

اومال كنت وين عاد؟

 

هب عمر واقفاً, ينظر إلى والده, وقد ألجمته رهبة الموقف

 

هرع والده صوبه وشرارات الغضب تتطاير من عينيه, وقف قبالته, وأعاد سؤاله بمزيد حدة: جولتلك كنت وين, انطُج

 

.....كنت في نجع ابو المنصور

 

شهقت والدته مرتعبة, بينما حدجه والده بنظرة غضب وقد هاج هائجه, وزأر: يعني بتخالف أمري يا عديم الرباية!

 

صفعه صفعة اهتزت لها الجدران. فصرخت والدته: ولدي

 

وضع عمر كفه موضع الصفعة, وسدد إلى والده نظرة عتاب صامتة. فزع إلى الباب منطلقاً خارج المنزل, خلفه والدته تنادي بحرقة ودموعها تسيل. عمر, استنى يا ولدي, رايح وين ديلواك يا عمر..

 

سمعت صوت البوابة الحديدية بالأسفل تنفتح محدثة جلبة, فعلمت أنه خرج إلى الحارة..فاتجهت إلى الأريكة تبكي وتنشج فزجرها خليل: بتبكي على ايه ديلواك إنتِ! كانّك ما هترتاحي إلا اما يجيبولك ولدك جثة وتدفنيه بيدك

 

صرخت مهتاجة: بعد الشر عليه, إياك تجول كديه تاني. آنا فدا ولدي, أموت ولا اشوف فيه حاجة عفشة

 

اجهشت بالبكاء, فتنهد بأسى وقد رق لحالها. اقترب وربت على كتفها, يمسح بيديه الدموع عن عينيها, ثم قال بنبرة حانية: يعني انتِ لادد عليكِ عمايل ولدك دي يا حياة! ولدك بيسلم نفسه للموت بيده, وإنتِ بدال ما تعرفيه غلطه, عم تبكي عشان الكف اللي عطيتهوله على وشه

 

هدأت بعض الشيء, وقالت بصوت خالجه النشيج: عمر كبر يا خليل.عمر ما ينضربش بالكف كيف العيل الصغير

 

كنتِ رايداني أعمل ايه يا حياة وهو داخل علينا يجول آنا روحت المكان اللي حذرتوني أخطيه برجلي! أخذه في حضني واجوله براوة عليك عشان خرجت عن طوع بوك!

 

آنا ما جولتش كديه, لكن كماني اللي عملته فيه ما يستحجوش. عمر بيعمل كديه عشان يرجع حجنا. يعني لا راح سهر ولا سِكِر ولا ماشي في سكة عفشة عشان ينضرب بالكف. تاخده بالهداوة وتفهمه غلطه , وإنه كديه بيرمي نفسه في التهلكة. لكن ينضرب لاه, لاه يا خليل

 

طب كفاكِ بكا عاد ما توجعيش في جلبي اللي ما يحملش يشوف دمعتك الغالية ديّ

 

نظرت إليه وافرجت عن ابتسامة..فنظر هو إلى بعيد وتنهد قائلاً: ربنا يسلم من عمايل ولدك, اللي تو ما عوده شد وجف في وشنا

 

ظل الوالدان على حالهما يتناقشان بأمر ولدهما حتى مضت ساعتان دون أن يشعرا..سمعا صوت مفتاحه يدور في الباب, فتهللت والدته قائلة: عمر رجع

 

ادخلي إنتِ جوا يا حياة, ليا كلمتين معاه لحالنا

 

اسرعت إلى غرفتها قبل ولوج عمر, الذي ألفى والده أمامه بملامح هادئة..القى السلام بفتور

 

السلام عليكم

 

عليكم السلام ورحمة الله ..تعالى يا عمر, ليا معاك حديت

 

أمرك يا ابويا

 

جلس إلى والده, لاصقاً بصره بالأرض

 

فابتسم والده قائلاً: ريت بلد بوك وامك؟

 

نظر إليه عمر بعتاب صامت. فأردف والده: يا ولدي آنا خايف عليك, إنت ما تعرفش ممكن يسووا فيك ايه ولاد الحرام اللي هناك لو دريوا بيك, دول لا بيخافوا ربنا ولا بيتجوه, وإلا ما كانوش عملوا في امك كديه

 

هي أمي وبس! وخالي اللي استولوا على أملاكه, وسرايته اللي عايش فيها الراجل اللي اسمه بدران أخو الست اللي ظلمت أمي واتسببت في كل اللي حصلها

 

....بدران!!...يا بوي عليك وعلى عمايلك يا بدران, ابليس لعين واختك العن منيك

 

كان لازم يعملوا كديه, طالما ما حدش وقف في وشهم, وأهل النجع كلهم في كرب وذل وضيق, بعد ما استولوا على أملاكهم وشاركوهم في أرزاقهم وخلوهم عايشين على الكفاف

 

...كل ديه عرفته يا ولدي من كام ساعة جضيتهم في النجع!

 

الحال ابشع من اللي وصفتهولك..سمعت حكايات كتير من الناس..في اللي بيحكي وفي اللي بيخاف حتى انه يتنفس بصوت عالي وإلا حد من رجالة بدران يسمعه ويكون مصيره الهلاك..خوف ورعب وقلق وفقر وجوع وظلم وذل, وكله باين على وشوش الناس حتى لو كتموه جواهم

 

تنهد خليل وقال: ربنا يتولاهم يا ولدي

 

...عارف يا ابويا..كنت بدور في الوشوش اللي بقابلها على اخويا مصطفى

 

التاع الوالد صبابة وطفرت عبرة حنين وتأوه شوقاً: آآآآه مصطفى..يا ترى عامل ايه يا ولدي, ومركبك رسيت بيك على وين!!

 

متهيألي يا ابويا لو شوفته هعرفه. أكيد هعرفه. الدم اللي بيجري في عروقنا واحد...اخويا

 

....نصيبك كديه يا ولدي, لا تجتمع بخوك ولا خواتك البنيتا...اسمع يا عمر..إياك مرة تانية تعاود النجع ولا تخطيه برجلك

 

اطمن يا ابويا..بعد اللي شوفته بعيني اتأكدت إن اللي يروح هناك بيجازف بحياته, وغالبا مش هينجى من بطش الظلمة دول

 

عبر نسيم الارتياح البارد نوافذ قلبه فاطمئن لعزوف ابنه عن الأمر..أما عمر فقد عقد العزم على الذهاب إلى القرية في العطلة الوشيكة .. لكن الأمر يلزمه حيلة محنكة تنطلي على والديه

 

************************************

 

 

قرعت أجراس قصر صفية, تحمل بؤجة قماشية كبيرة, إنها مكاسب دلالة القرية, والتي أرسلت صفية في طلبها, فتحت لها حورية, فألقت الدلالة التحية

 

عواف يا حورية

 

الله يعافيكِ يا مكاسب. عوجتي ليه عاد! الست صفية مستنظراكِ من بدري

 

نعملوا ايه بس! على ما لجيت طلبات الست

 

طب ادخلي, بس اخلعي البلغة العفشة ديّ في الاول

 

طيب أها

 

دخلت إلى البهو تحمل بؤجتها, فألفت صفية تجلس على الأريكة في خيلاء, فأسرعت إليها تقبل يدها وتحييها: إصباح الخير يا ست صفية

 

يسعد صباحك يا مكاسب. عوجتي ليه يا بت؟

 

وربنا يا ست كنت بلف في المركز من صباح ربنا ع الطلبات اللي طلبتيها

 

ولجيتيها؟

 

معلوم, هو آنا أجدر اجيكِ من غيرها عاد!. هدوم عرايس شفتشي وآخر غندرة هاها

 

طب اجعدي فرجيني

 

جلست إلى الأرض وحلت وثاق بؤجتها وبدأت تخرج الأثواب ذات الألوان البهيجة وتعرضها واحداً تلو الأخرى على صفية

 

شوفي يا ست شوفي الإحمر, وشوفي الإصفر ديه, ولا البمبي, انضري عاد الازرج الفاتح ديه

 

خلاص خلاص, كفاية

 

زينين يا ست؟

 

زينين. خدي تمنهم أها

 

من يد ما نعدموهاش يا ست..لكن مين العروسة عاد؟

 

سلمى بت كامل بيه الكابيرة

 

وربنا صُح! الف بركة عاد.. ومين العريس؟

 

مغاوري الكلاف

 

شهقت الدلالة وضربت على صدرها متحسرة: يا مري!

 

حدجتها صفية بنظرة مرعبة صامتة, فارتاعت المرأة وقالت راجفة متلعثمة: مم م.ماليون مبروك يا ست, ربنا يزيد افراحكم...رايدة مني حاجة تاني؟

 

لاه

 

قامت المرأة عن الأرض وهرعت إلى الباب تحمل بؤجتها الفارغة وقلبها المملوء بالحيرى

 

نادت صفية على حورية

 

بت يا حورية

 

نعمين يا ست..واه! هي مكاسب مشيت!

 

غارت. اطلعي هاتيلي سلمى

 

سلمى! أخاف من عالية يا ست

 

نهرتها بحدة: جولتلك اطلعي هاتيلي سلمى, واياك بت المحروجة التانية تعترض عشان يكون آخر يوم في عمرها

 

حاضر يا ست حاضر, ربنا يستر عاد

 

******************

بلغت حورية باب غرفة الفتيات. واقتربت بارتجاف, ودقت الباب بيد مرتعشة

 

فتحت لها عالية وقالت بامتعاض: عايزة ايه يا كلبة صفية؟

مم ممش مش آنا اللي عايزة, دي الست صفية رايدة الست سلمى تحت

 

هاها وماله, هنعزها عنيها! انزلي يا سلمى شوفي بت كلاف البهايم رايداكِ في ايه

 

قامت سلمى عن فراشها والحزن يحتل بلدان عينيها وتبعت الخادمة

 

هرعت عالية إلى الخزانة ونظرت إلى بندقيتها..تحسست الفوهة وقالت بوعيد: كانّها نهايتك يا بت الكلاف ...كانت وطفة على حالها, ترقب ما يحدث حولها في صمت دون تحريك ساكن

 

**************************

نزلت سلمى مطرقة الرأس مثقلة الفؤاد, فقامت إليها صفية متهللة وأخذتها في أحضانها وهي تقول: يا مُرحب ببتي الغالية ست العرايس, تعالي, تعالي اجعدي جنبي يا حبة جلبي

 

جلست وأجلست الفتاة إلى جوارها ووضعت لها كومة الأثواب في حجرها وقالت: انضري الاتواب الزينة ديّ, شيعت البت مكاسب المركز مخصوص تجيبهالك, اومال, دانتِ العروسة الغالية ولازمن تلبسي وتتدلعي لعريسك عاد ههه انضري, انضري يا سلمى الوانهم مليحة وتشرح الصدر كيف

 

كانت سلمى كتمثال أصم, تتدفق العبرات من عينيها وتتساقط على الأثواب..وارت صفية ابتهاج قلبها وربتت على كتف الفتاة قائلة: آنا خابرة إنك ما رايداش الجوازة ديّ, وعم تجولي في نفسك كيف آنا بت كامل بيه رباية السرايات اتجوز الكلاف. لكن آنا جيبتك جدامي هنيه عشان اطمنك يا بتي, إياك فاكرة إننا هنهملوا جوز بتنا يشتغل كلاف ويهينها ويهين نفسه! لاه يا سلمى, لاه, عليم الله يا بتي آنا اتفجت مع بوكِ على ايه, جولتله يا كامل ندي مغاوري خمسين فدان بحالهم ونبنيله جصر يجعد فيه بتنا سلمى  ونعطي لسلمى كل شهر عشر تلاف جنيه تصرف منيهم وتتهنى مع جوزها

 

ظلت الفتاة على وجومها وفيضان عبراتها الصامتة, فقبضت صفية على يدها وقالت: ما تسمعيش كلام خواتك العبايط اللي ما عايزينش حالك ينصلح, ولا حاطين في بالهم عمرك اللي عم يجري من غير راجل ولا عيل تاخديه في حضنك..اسمعي كلامي يا بتي. يوم ما تاخدي ولدك في حضنك هتنسي الدنيا بللي فيها وتجولي كان عقلي وين لما كنت ما راضياش بالجواز

 

صرخت الفتاة قهراً: يا مرت بوي ما رايداش اتجوز, ما رايداش, وما رايداش المال اللي وعدتيني بيه, ما رايداش حاجة, همليني لحالي

 

ههه بس يا بت يا مخبلة انتِ. بكرة لما تدوجي السعد تدعيلي ..اعملي حسابك, بكرة حنتك. ومن الليلة مش هتبيتي في اوضتك, هتبيتي معاي في اوضة امك اللي جافلينها من سنين, لازمن اجليكِ لعريسك هه اومال , اطلعي هاتي كام غيار واسبجيني ع الأوضة

 

قامت الفتاة بإذعان واتجهت إلى الدرج لتلبي ما طلبت زوجة أبيها ونفسها حسرات

 

 

***********************************

في صبيحة الحناء, توقفت تلك السيارة السوداء الفارهة عند قصر صفية, ترجل السائق في خفة وفتح الباب الخلفي بيد الإجلال, فترجلت سيدة مهيبة ترفل في ثياب الثراء الأسود, منسدل من أعلى رأسها  حجاب حريري فاخر, , سبقها السائق إلى البوابة ليعلم الحراس بوجودها, ففتحت الأبواب على مصارعها..دلفت بتؤدة ووقار عامدة القصر..عند الدرج زوت أذيال الثوب الترف وصعدت بأنفة حتى بلغت الباب..قرعت الأجراس ففتحت حورية, ليصعقها مرأى السيدة المهيبة.قالت بارتجاف: الست معالي!

 

ردت بتعال: وينها صفية بت عبد ربه؟

 

تلعثمت حورية: م.مم. موجودة, اتفضلي يا ستنا

 

أفسحت لها الطريق, فدخلت إلى القصر لا يسمع إلا قرع خطواتها الواثقة على الأرض. جلست على أريكة تضع ساق فوق الأخرى. هرعت حورية إلى الدرج تصعده باضطراب, وتنظر بين الفينة والفينة إلى السيدة ذات المقام الرفيع. بلغت باب الحجرة الكائنة فيها صفية وسلمى, أخذت تقرع الباب بتواتر وتنادي بارتجاف: ست صفية, افتحي يا ست, افتحي

 

تركت صفية شعر الفتاة التي كانت تمشطه وفتحت بانزعاج وصاحت في وجهها: خبر ايه يا بت!هتهدي الباب إياك! ما عارفاش إني عم اجلي العروسة!

 

عروسة ايه ديلواك! انزلي انضري مين مستنظراكِ تحت

 

مين يا بت؟

 

الست معالي بت ثابت بيه بذات نفسيها

 

انخلع قلب صفية هلعاً,ابتلعت ريقها وقالت بارتجاف: معالي بت ثابت بيه, بت عم مطاوع بيه اللي في مصر؟

 

هي يا ست, هي بت عمه ثابت بيه الكابير بتاع مصر

 

.....ودي ايه جابها النجع! ديّ بجالها زيادة عن خمس سنين ما خطيتوش برجلها...وجاياني رايدة مني ايه؟

 

ربنا العالم عاد يا ست صفية, أنا شوفتها ركابي سابت وبجت تخبط في بعضيها

 

طب غوري من جدامي ديلواك..هلبس وانزلها..جدميلها حاجة تشربها وآنا هحصلك

 

حاضر يا ست

 

أغلقت صفية الباب ومقاريض القلق تقرض قلبها

 

**********************

هرعت حورية إلى السيدة تقول: الست صفية نازلة حالاً يا ستنا..اجيب لجنابك ايه تشربيه عاد؟

 

أشارت السيدة بيدها بإعراض, فهزت حورية رأسها واختفت من أمامها مسرعة..ظهرت صفية أعلى الدرج ترتدي أفخر ثيابها وتنزل في خيلاء, فرفعت السيدة عينها إلى أعلى وخفضتها بغير اكتراث..نزلت صفية وأسرعت إلى السيدة, مُرحبة: يا مُرحب بالست معالي بت ثابت بيه, السرايا نورت عاد

 

لم تأبه لها السيدة أو تبرح مقعدها, واكتفت بالإيماء برأسها الشماء في صمت, مما أشعل نيران الغيظ في دواخل صفية..زفرت بضيق وجلست تضع ساق على ساق أسوة بالسيدة التي رفعت رأسها وحدجتها بنظرة من أعلى, أي إلزمي حدك في حضرة الأسياد, فنزلت ساقها على الفور وانكمشت في جلستها ضعة وذلة, فبادرت السيدة قائلة: درينا إنك رايدة تجوزي بتنا غصب لكلاف البهايم يا بت عبد ربه..الحديت صُح؟

 

بتكو! ومن وين الجرابة عاد عشان تبجى بتكو يا ست معالي!

 

ردت بتعال وهي تهز ساقيها: ديّ بت حياة بت الحاج زيدان ست النجع مهما غابت عنيه وحلوا مُطرحها كلاب. وحياة طول عمرها أختنا الغالية, وبناتها بناتنا, واللي يحاول يأذيهم, يبجى يتحمل أذانا عاد

 

اشتد اضطراب نبضاتها ووقالت محاولة الإمساك بتلابيب ثباتها: ومين جال إني رايدة أجوزها غصب يا ست معالي! البت بذات نفسيها هي اللي مستمسكة بالجوازة ديّ

 

ما عايزاش كتر حديت. عمتها جميلة مشيعاني أخدها هي وخواتها من هنيه. عمتهم أولى بيهم, وانتِ برتعي في الجصر على كيف كيفك لحد يوم محتوم

 

سألت بارتجاف: ديه تهديد ولا ايه يا بت ثابت بيه؟

 

هاها إحنا ما نهددوش يا بت عبد ربه. إحنا ننفذوا طوالي. إطلعي بالأمر خلي البنيتا يحضروا شنطهم

 

أشاحت السيدة بوججها, بينما صفية تسدد إليها نظرات مستعرة غلاً. قامت وهي تصر على أسنانها واتجهت إلى الدرج تصعده كالخرقاء..بلغت باب الحجرة التي استبقت فيها سلمى, فتحت الباب وهرعت إلى الفتاة بعينين مشتعلتين, فارتعبت الفتاة, قبضت على ذراعها بعنف وقالت: اسمعي اللي هجلهولك يا بت حياة

 

***********************************

عادت بعد دقائق باسمة الثغر, تسحب الفتاة كالبهيمة المساقة. وقالت: تعالي يا سلمى سلمي ع الست معالي اللي جاية بالخصوص عشانك..وقفت سلمى كتمثال خلا من الشعور, قامت إليها السيدة, تحتضنها بحبور وقالت: سلمى الغالية بت الغالية. كيفك يا حبيبة؟

 

.....مليحة

 

عمتك شيعتني آخدك إنتِ وخواتك

 

تاخدينا وين! آنا عِرسي بكرة, والليلة حنتي..ابجي شرفينا عاد

 

ذهلت السيدة, بينما تجلت ابتسامة شامتة على وجه صفية, وهي ترمق ردة الفعل..وضعت يدها على كتف سلمى برفق وقالت: الجوازة ديّ ما هتتمش, إنتِ مغصوبة عليها

 

أطاحت سلمى بيدها وثارت في وجهها: جولتلك مش مغصوبة. آنا اللي رايداه, وعاشجاه كماني, عاشجاه وهو عاشجني, مالك انتِ بينا! ومالها عمتي التانية! جوليلها مالكيش صالح بيا يا عمة, هتجوز الكلاف ولو الدنيا بحالها وجفت جصادي, عاشجاه يا ناس عاشجاه

 

انفجرت الفتاة باكية, فقامت إليها صفية تكاتم ضحك الشماتة ونهرتها كذباً: عيب يا سلمى كديه, اتحشمي يا بتي, في بت متربية تجول على راجل ما كتبش عليها إنها عاشجاه! مسخرة ايه ديّ يا بتي! هتضحكي الناس علينا عاد وتبجى سيرتنا على لسان الخلق...سمعتي يا ست معالي! اهي البت خرجت عن حياها عشان تبعّدوا عنيها وجالت عاشجاه. نمنعوها عنيه عشان بعد كديه تجيبلنا العار ولا نجوزوها ونلموا عارها!

 

حدجتها السيدة بنظرة متقدة..نظرت إلى الفتاة وتنهدت. ثم أستدارت عامدة الباب تتبعها نظرات صفية المتشفية. خرجت وصفعت الباب خلفها غيظاً, فقهقهت صفية واحتضنت الفتاة وهي تثني عليها: جدعة بتي, ايوة كديه امك صفية تحبك وتجلعك جلع ما اتجلعتوش بت أكبر كابير في النجع. ندر عليّ لاحشيلك الحمام بالفريك بيدي واحمرلك دكر بط يستاهل خشمك يوم دخلتك

 

أبعدتها الفتاة عنها وجرت إلى الدرج تصعده ونشيجها يصدع الجدران, مما زاد من نشوى انتصار صفية على الغريمة التي جاءت تنازعها الفتاة

 

********************************

 

اجتمعت السيدة معالي بجميلة وقصت عليها من أمر الفتاة فانتفضت عن مقعدها ذاهلة: معجول! سلمى بت خوي جالت كديه!

 

نجلتلك كلامها بالحرف الواحد يا جميلة

 

لاه, لاه يا معالي لاه, البت مش في وعيها. ديه لا جول سلمى ولا فعل سلمى

 

يعني نعملوا ايه! لو كانت طاوعتني كنت جبتها بخواتها لحديكِ. لكن البت زعجت في وشي وجالت اللي جالته. والكلام بعد اللي جالته مالوش عازة. عشان كديه هملتها وجيت

 

آآآآآخ يا بت كلاف البهايم, وربنا كل الكلام اللي جالته البت متلجناه منيها بالحرف. منك لله يا كامل, منك لله, انت السبب في كل اللي عم يجرى ديه من يوم ما دخلت الدوادي بيناتنا آآآآآآه دماغي, صداع هيفلجها نصين

 

كفاكِ عاد يا جميلة, ما تعمليش في نفسك كديه..ذنبها في رجبة بوها عاد

 

***********************************

أتت ليلة الحناء بفرحة غامرة على قلب صفية, فقد خضبت شعرها الطويل بالحنة الحمراء النارية, وارتدت عباءة حمراء مزركشة, فبدت كشيطانة أتت من الجحيم, أجلست العروس المخضبة بالحزن في وسط النساء اللواتي اجتمعن لإحياء الليلة بالغناء والرقص وقرع الدفوف..لم تبرح وطفة وعالية الدور العلوي. أمرت صفية النساء بالغناء, فأشعل صوتهم النيران في قلب عالية التي كانت تزأر غيظاً وتتوعد بالانتقام..سدت عالية أذانها عن غناء أشبه بندب النائحات في أذنها....جلست صفية إلى جوار العروس الباكية تصفق وترد على الغناء متهللة, ثم قامت ترقص وتحجل ذات اليمين وذات اليسار فبدت كألسنة اللهب الثائرة, والنساء يشعلنها أكثر فأكثر بالغناء, وعينا العروس المكتحلة كغيمتان سوداوان تهطلان المطر الأسود

 

طرومبيك ضوي..طرومبيلك ضوي

 

يلا يا زينة اتعجلي

 

حتى السواج اتسوى ..طرومبيك ضوى

 

أخذت صفية ترقص حتى فقدت الاتزان وارتمت إلى جوار العروس تنهج وتحاول التقاط أنفاسها, وأشارت للنساء أن يكفوا..فضحكت حورية وقالت لسيدتها صفية: أول مرة يا ست اوعالك ترجصي

 

واه! مش عِرس بتي! هو آنا عندي أغلى من سلمى!

 

نضرتِ يا ست سلمى, الست صفية بتحبك كيف! والله كيف ما تكون امك وبترجص يوم فرحك

 

رفعت الفتاة عينها إلى الخادمة, وسددت إليها نظرة كسيرة, وأعادت لتطرق رأسها حزناً وكمدا.. فقالت صفية لحورية, ارجصي يا بت يا حورية, خلينا نفرحوا العروسة

 

ههه هرجص لاعز منيها! ده يوم المنى عاد, دجي يا مرة منك ليها

 

عادت النساء لقرع الدفوف والغناء ومضت الليلة بهدوء يسبق الرياح الهوجاء ..فالناس في القرية بين المتعجب والغاضب والغير مبال..ولم يقسم على منع الزيجة غير عالية التي أمضت ليلتها متيقظة على أهبة الاستعداد وقد ملئت خزنة  بندقيتها بالرصاص

 

********************************

ولحد هنيه وخلصت حلجتنا, اجابلكم السابوع الجاي إن شاء الله

 

بقدم اعتذاري لتأجيل الحلقة الأسبوع الماضي, وإن شاء الله لا يتم تأجيل حلقات أخرى حتى نهاية عرض الرواية على عافية و خير لي ولكم إن شاء الله

 

شكر عميق من القلب لكل الحبيبات اللي بيعلقوا على الحلقات

 

بسمة, هدى البليسي, أم رقية, رقية, سلوى, ميرو العسل, أم جهاد وشمس, نور الحق, عفاف,أم حور, كاميليا محمد, أسماء, سمسمة محمد, زيزي عبد السلام, أم هبة, دكتورة رشا, أم عبد الرحمن الهيثمي, حواء أم هالة, أم راشد, أم حمزة, أم رفيف, رفيدة حمزة

شكراً جزيلا لكن, ولغير المعرفات أيضاً. وشكر خاص لكل القراء

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا اله إلا الله

 

سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم

 

اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله