حارة الموعودين( الخامسة عشر)

 

دخلت زوبة ابنة عم سوكا إلى عيادة الطب النفسي الذي تعمل بها ملك، وكانت ترتدي عباءة سوداء، وتتوشح بشال من ذات اللون، وتتدلى بعض خصيلات شعرها الأصفر الفاقع على جبهتها، ونعلاها يحتكان بالأرضية كأنها يتعاركان بهمجية.. قطعت الطرقة بعينين ثابتتين تشعان بالشر والمكر.. حتى وصلت لموظفة الاستقبال، وسألتها باحتداد:

 

الداكتورة اللي اسمها ملك فين؟؟

 

في تلك اللحظة كانت الدكتورة دنيا زميلة الدكتورة ملك تتابع إحدى الحالات في غرفتها، وقد بلغ بها التوتر من الحالات المتعددة التي عرضت عليها لليوم إلى الصداع، فربطت منديلاً قماشياً على جبهتها فوارى بعض عينيها، شدت وثاقه واستأنفت جلسة العلاج قائلة:

 

وبعدين يا حبيبتي، سمعيني كمان واشجيني، حماتك واخوات جوزك عملوا ايه تاني؟

 

قالت المرأة بنشيج:

 

أنا تعبت يا دكتورة، مش سايبني في حالي، امه بتسلطه عليا، واخواته كل ما اروح يلئحوا عليا بالكلام، وأنا بخاف أرد عليهم، أصل أنا جبانة، جبانة، جبانة.. الدنيا في عيني بقت لون البتنجان

 

شدت الدكتورة دنيا وثاق المنديل أكثر، وقالت:

 

هي بتنجان ع الكل يا حبيبتي، ماحدش مرتاح

 

طب أعمل معاهم ايه يا دكتورة عشان يسيبوني في حالي

 

مش هيسيبوكِ في حالك إلا في حالة واحدة

 

اتسعت حدقتا المرأة وقالت بلهفة:

 

ايه هي الحالة دي يا دكتورة دنيا؟

 

انك تموتي، أو هما يموتوا

 

صرخت المرأة فزعة:

 

أموت! دانا عندي عيال عايزة أربيهم

 

ادعي انهم هما اللي يموتوا.. تتقلب بيهم عربية مثلاً، القطر يولع بيهم.. بس احب ابشرك إن الأشكال دي ما بتموتش بسهولة

 

يا لهوي! اهئ اهئ، يعني هيفضلوا على قلبي العمر كله!

 

في حل تاني

 

الحقيني بيه يا دكتورة

 

ان البيه جوزك يمنع عنك أذاهم وشرهم، لا يخليهم يجوا عندك ولا تروحي عندهم، لا يشوفوا وشك ولا تشوفي وشهم

 

طب ازاي بس يا دكتورة! يعني هيقول لامه ما تجيش! هيطرد اخواته لما يجوا يزورونا! وبعدين ده هو لازم يوديني كل أسبوع عند امه وإلا تعمل مشكلة وتشتكيه لطوب الأرض

 

طوبة لما تفلق دماغهم جميعاً.. خلاص، مافيش حل غير اننا نستحمل الأوباش اللي في حياتنا لحد لما ربنا ياخدنا جميعاً

 

عندك حق يا دكتورة

 

نما إلى مسامع دكتورة دنيا صوت شجار عنيف بالخارج، فالتفتت السيدة فزعة إلى الباب وقالت:

 

يا لهوي! هي حماتي جت برا ولا ايه!! شكلها كانت مرقباني اهئ اهئئئ

 

يا شيخة ارحميني انتِ وحماتك. امشي على الحبوب المهدئة اللي قولتلك عليها، واستغفري يختي من ذنوبك يمكن هي اللي مشقلبة حياتك، مع السلامة وتعالي الاسبوع الجاي زي النهاردة

 

حاضر يا دكتورة

 

هرعت الدكتورة دنيا إلى الخارج، لتجد زوبة إبنة عم سوكا تتحدث باحتداد وغلظة مع الدكتورة ملك، والموظفة تتصدى لها:

 

انتِ ازاي تتجرأي وتتكلمي كدة مع الدكتورة ملك يا بني أدمة أنتِ!

 

اتلمي يا بت بدل ما اخلي العشرة منك بقرش صاغ. أنا كلامي مش معاكِ، مع البت اللي ما تسواش دي وعاملة نفسها داكتورة

 

ردت الدكتورة ملك بانفعال:

 

من فضلك احترمي نفسك، وما تتجاوزيش حدودك

 

صاحت زوبة بانعدام حياء:

 

أما إنك بجحة ووشك مكشوف بصحيح. بقى بتدي مخدرات لاختي وتقوليلها عشان تنسي همومك، وكمان بتوزيها عشان تصاحب رجالة في الحرام وتقوليلها عيشي حياتك وانبسطي!

 

اتسعت حدقتا الدكتورة ملك وصاحت ذاهلة:

 

أنا!! انتِ كدابة، كدابة

 

هرعت إليهم الدكتورة دنيا بعد أن سمعت الاتهامات التي رمت بها الدكتورة ملك، وأخذت تتأمل ملامح زوبة الشعبية الغليظة، فتيقنت إن في الأمر شيء. ثم استدارت إلى الدكتورة ملك، وسألتها بملامح خالية من التعبير:

 

مين دي يا دكتورة ملك؟

 

ما اعرفهاش يا دكتورة دنيا

 

ردت زوبة باحتداذ

 

ما تعرفنيش لكن تعرفي اختي ملك الغلبانة اللي اتعشمت انك تعالجيها، روحتي مدياها حشيش وشقلبتي كيانها، منك لله يا بعيدة، بس وربنا ما هسيبك، دانا هفضحك في كل حتة واخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكٍ, عاملالي بنت ناس ومستربية وانتِ عايزة تشتغلي البنات في السكة البطالة وتعمليهم شرب المخدرات!

 

انهارت الدكتورة ملك وأمسكت بيد الدكتورة دنيا وصرخت باضطراب:

 

والله ما حصل يا دكتورة دنيا، والله ما حصل

 

تنهدت دكتورة دنيا وربتت على كتفها، وهمت بالاستدارة إلى زوبة، فأتى مدير المستشفى من غرفته مهرولاً والانزعاج يبدو على وجهه، وسأل باحتداد وهو ينظر إلى هيئة زوبة الغريبة عن هيئة رواد المشفى الراقيين:

 

في ايه؟ مين الست دي؟

 

ردت زوبة باحتداد:

 

انت اللي مين يا جدع انت؟

 

أنا الدكتور مصطفى شاكر مدير المستشفى

 

هيهييي قصدك مدير الغرزة. انت بقى المعلم الكبير اللي مسرحهم!!

 

استاء الرجل وقال باشمئزاز:

 

ايه المستوى المتدني ده!! انتِ مين وعايزة ايه؟

 

سددت نظرة ماكرة إلى الدكتورة ملك ورفعت حاجباً وقالت وهي تهز رقبتها بتسافل:

 

اقوله انا مين وايه اللي جابني يا بت؟

 

صاح بها مدير المشفى:

 

احترمي نفسك يا ست انتِ، وإياك تتجرأى تتكلمي مع الدكتورة ملك بالطريقة دي. الدكتورة ملك من أحسن الدكاترة عندي وأفضلهم خلقاً

 

ايوة يا اخويا ايوة، ما انت اللي مسرحها يا مدير الغرزة. دانا هوديكو كلكو في ستين داهية وهفضح البت اللي اسمها ملك دي واخلي سمعتها زي الطين، كانت عايزة تحط راسنا في الوحل وتجيب رجالة لاختي عشان تصاحبهم

 

شعرت الدكتورة ملك بالدوار، فاستندت إلى الجدار وهي تنظر إلى مدير المشفى وأشارت بيدها تنفي الاتهام عن نفسها أن لا، لا

 

طمأنها بنظرة، وقال لموظفة الاستقبال:

 

هاتي كرسي للدكتورة ملك وهاتيلها كوباية مية بسرعة يا سحر

 

حاضر يا دكتور

 

استبد الغيظ بزوبة فقالت:

 

جرا ايه يا جدع انت! مش هتكتب الشكوى اللي مقدماها في البت البجحة دي!

 

هاج هائج المدير:

 

احترمي نفسك يا ست انتِ وإلا هجيب الأمن يرميكِ برا

 

يرميني برا ده ايه يا راجل يا نص كم انت، دانا جاية هنا يا قاتل يا مقتول عشان اجيب حق اختي اللي كانت هتموت بسبب الحشيش اللي شربته ونقلناها على المستشفى، ولما قولنالها ايه اللي خلاكي تعملي في نفسك كدة، قالت واحدة الله لا يكسبها اسمها الداكتورة ملك هي اللي شارت عليا، وكمان قالت لاختي تعالي الاسبوع الجاي معايا الجونينة اللي جنب المستشفى هعرفك على راجل حليوة وغني تصاحبيه ويصرف عليكِ

 

صاحت الدكتورة ملك وهي تنازع الكلمات

 

اخرسي، اخرسي يا سافلة يا منحطة

 

أشار لها مدير المستشفى أن تصمت، واستدار إلى زوبة يسألها:

 

عندك دليل على الكلام ده؟

 

ايوة اومال، خد اهو الدليل وملي عينك

أخرجت من بين طيات عباءتها شيئاً ملفوفاً بورقة، فتحتها، فإذ بها قطعة من الحشيش، مدتها إلى مدير المستشفى وقالت بثبات:

 

الحشيش اهو يا جناب البيه الباشا

 

نظرت إلى الدكتورة ملك شزراً وقالت:

 

منك لله يا بعيدة كنتِ هتضيعي اختي الغلبانة

 

سألها المدير:

 

واختك في مستشفى ايه؟

 

لا ما اعرفش اسمها

 

ضيق عينيه وسألها بلهجة تكذيب:

 

ازاي يعني ما تعرفيش المستشفى اللي فيها اختك!

 

اصل مش انا اللي روحت معاها، ده ابويا وامي واخواتي الرجالة اللي ودوها

 

طب روحي بقى هاتيلي حد من اخواتك الرجالة اللي ودوها عشان نتحقق من الواقعة

 

واقعة ايه يا بيه! دي واقعة سودة بعيد عنك. هو بعد الكلام اللي انا قولته في كلام تاني يتسمع!! لازم الداكتورة ام عين بجحة دي تترفد وتخرج من المستشفى بفضيحة

 

تنهد المدير وسألها:

 

اختك اسمها ايه؟

 

اسمها ملك

 

استدار مدير المستشفى إلى الدكتورة ملك يسألها:

 

عندك حالة بتتابعيها بالإسم ده يا دكتورة ملك؟

 

حاولت تسترجع ذكرياتها مع الإسم للحظات، تذكرت وقالت من فورها:

 

ايوة، افتكرت. في واحدة جت من فترة اسمها ملك. بس مش متابعة بمعنى متابعة. دي جت مرة واحدة بس، وفاكرة كويس انها حكت عن شاب من طبقة أرقى من طبقتها، وانه متعلم وهي لا، وقالت انها بتحبه لكن هو مش بيبادلها نفس الشعور

 

صاحت بها زوبة:

 

شوف يختي الافترا على خلق الله! انتِ قصدك تلطخي سمعة اختي بالوحل! وتتهميها بالبلاوي اللي فيكِ! صدق من قال عليكِ فاجرة وقادرة، قال يا فرخة يا كيكية اللي فيكِ هاتيه فيا

 

كانت الدكتورة دنيا ترقب ما يحدث مربعة يديها وتنظر بعمق إلى ملامح زوبة المتحدية وكأنها صاحبة حق وأتت للقصاص... تنحت الدكتورة دنيا في أحد الزوايا وأخرجت هاتفها وتركت رحى الحديث يدور بين أطراف النزاع..ضغطت زر الهاتف، فرد عليها زوجها ضابط الشرطة:

 

ايوة يا دنيا يا حبيبتي، ازيك؟

 

الحقنا يا عماد، في بت لبط كدة جت ترمي بلاها على الدكتورة ملك زميلتي

 

ترمي بلاها ازاي يعني؟

 

بتفتري على ملك وتقول انها ادت اختها مخدرات وشوية كلام قذر كدة واتهامات فظيعة

 

معقول! دي الدكتورة ملك انسانة محترمة وبنت ناس وانتِ دايماً تشكري فيها

 

ايوة فعلاً. عشان كدة حاسة ان البت دي حد مسلطها على ملك

 

طيب طيب، أنا هجيب قوة من القسم واجي حالاً

 

بسرعة يا عماد ربنا يخليك

 

سرعان ما أتى الضابط رفقة الجنود، فشهقت زوبة وارتجفت لمرآهم وشخص بصرها، صاح الضابط بغلظة

 

ايه اللي بيحصل هنا؟

 

هرعت إليه زوجته:

 

الحقنا يا عماد، البت دي مش قادرين عليها ونازلة قلة أدب وسفالة في حق الدكتورة ملك من الصبح

 

صاح الضابط بزوبة محتداً:

 

انتِ مين يا بت وعايزة ايه؟

 

ردت بتلعثم وجسدها يرتعش:

 

آآآنا آآنا يا بيه، أختي آآ قصدي أنا، كنت جاية اعمل بلاغ في الداكتورة دي عشان ادت حشيش لاختي

 

حشيش لاختك! وفين الزفتة اختك دي؟

 

آآ.. فف.. في.. المستشفى

 

مشتشفى ايه يا بت؟

 

ها!

 

انطقي، خرستِ ليه؟

 

آآآ ما اعرفش اسم المستشفى

 

كدة! طيب تعالي معانا واحنا نعرفك

 

صاحت بارتعاد:

 

يا بيه أنا عملت ايه! ده بدل ما تقبضوا ع الداكتورة اللي تستحق الحرق دي!

 

بعد التحقيق هنعرف يختي مين اللي يستحق الحرق

 

استدار الضابط إلى الدكتورة ملك وقال باسماً بلطف:

 

اتفضلي معانا يا دكتورة

 

ارتعدت الدكتورة ملك وقالت باضطراب:

 

اتفضل معاكو على فين؟

 

ما تقلقيش، ده مجرد إجراء روتيني، وحضرتك هتشرفينا كشاهدة مش متهمة

 

نظرت إلى الدكتورة دنيا بنظرات مرتبكة، فربتت الدكتورة دنيا على كتفها وقالت لزوجها:

 

طيب ممكن يا عماد احصلكو انا وملك بعربيتي. بصراحة مش حاباها تخرج معاكو

 

مافيش مشكلة، حصيلنا حالاً دلوقتي، واحنا هناخد البت اللبط دي معانا

 

صاح في الجنود:

 

هاتوا البت دي

 

ياخدوني فين يا بيه! مظلومة يا ناس، مظلومة يا عالم، أنا عايزة المحامي بتاعي

 

*************************************

حضرت الدكتورة ملك للتحقيق في قسم الشرطة، أجلسها الضابط وبقت زوبة واقفة تنظر إليها شزراً، كان التوتر يجتاح ملامح الدكتورة ملك، فطمئنها الضابط:

 

أٍرجوكِ بلاش التوتر ده، قلت لحضرتك إنك مجرد شاهدة

 

قالت تغالب دموعها:

 

أيوة يا فندم، بس أنا عمري ما اتحطيت في موقف زي ده. صعب عليا قوي، صعب

 

أرجوكِ إهدي.. أطلبلك لمون؟

 

لالا متشكرة جداً

 

وانا يا بيه عايزة شاي بلبن وشندوتشين جبنة نستو عشان ما فطرتش. أصل أنا بنت ذوات قوي وواخدة على أكل الأكابر. لو ما لقيتش فينو هاتلي كرباصو

 

صاح بها الضابط:

 

انتِ تخرسي خالص وما اسمعش حسك إلا اما اسألك

 

هزت رأسها ووضعت يدها على فمها وقالت:

 

حاضر يا حكومة

 

بدأ الضابط يوجه إلى زوبة الأسئلة:

 

اسمك ايه بالكامل يا بت

 

زينب عابدين متولي

 

عندك كام سنة

 

وربنا ما فاكرة، بس هما يجوا سبعة وعشرين وكسور كدة

 

بتشتغلي ايه يا بت؟

 

ما بشتغلش، فاضية ما وراييش شغلانة

 

آه، وعايشة بقى ترازي في الناس

 

هو يا بيه لما اجيب حق اختي ابقى برازي في الناس!

 

يعني لسة مصرة على اتهامك للدكتورة ملك؟

 

ايوة مصرة ونص، ومش هسيب حق اختي

 

اختك اسمها ايه؟

 

اسمها ملك عابدين متولي

 

عندها كام سنة؟

 

اكبر مني يجي بسنة ولا اتنين. بص هي ما كملتش تسعة وعشرين، ولا يمكن كملتهم، مش عارفة

 

ممم مش هتقولينا اختك فين عشان نواجهها بالدكتورة ملك؟

 

هو لازم يعني تواجهوهم ببعض! ما انا قولت اللي هتقوله اختي

 

ضرب الضباط بيده على المكتب وصاح فارتعدت:

 

الكلام ده في قعدة المصاطب مع الأشكال اللي زيكو. هنا لازم المواجهة وسماع أقوال الطرفين. فين أختك المدعوة ملك عابدين متولي؟

 

غمغمت زوبة:

 

يادي الوقعة الطين. ماكنتش فاكرة الموضوع هيدخل في اقسام وبوليس. منك لله يا سوكا يا بنت عمي

 

صاح بها الضابط:

 

بتبرطمي تقولي ايه يا بت؟

 

مش ببرطم يا بيه. بس وربنا ما اعرف اسم المستشفى

 

اتصلي بحد من أهلك واسأليه

 

ايه! طب وأهلي مالهم بالحكاية دي!

 

الله! هي مش بنتهم! يبقوا أكيد عارفين هي فين؟

 

زاغ بصرها وأطرقت قليلاً ثم قالت:

 

يا بيه أنا متنازلة عن البلاغ

 

لا يا شيخة! فاكرة الحكاية سهلة كدة!

 

اومال ايه يا بيه؟ انا متنازلة ويا دار ما دخلك شر. يلا سماح يا حكومة، اقعدوا بالعافية أنا ماشية

 

صاح بها الضابط:

 

استني يا بت هنا، انتِ عبيظة ولا شكلك كدة، قوليلي مين اللي سلطك على الدكتورة ملك؟

 

ما حدش سلطني يا بيه؟

 

اومال ايه اللي جابك عشان تتبلي عليها؟

 

أصلها داست على رجلي اول امبارح وقولت لازم انتقم منها

 

والله!! طيب، هنشوف الحكاية دي

 

نادى على أحد الجنود بالخارج

 

يا عسكري، ارمي البت دي في الحجز لحد ما نعرف حكايتها ايه

 

صاحت زوبة:

 

تحبسوني ليه يا بيه! هو عشان احنا غلابة تبهدلونا من غير سبب!

 

أتى الجندي وجذبها بقوة إلى محبسها وهي تصيح:

 

يا ناس مظلومة، اتقوا الله حرام عليكو دانا على وش جواز وهجيب أبطال المستقبل اللي هيلعبوا كورة ويرفعوا راس البلد

 

وجه الضابط الاعتذار إلى الدكتورة ملك:

 

متأسفين يا دكتورة ملك على ضياع وقتك.. بس تفتكري البنت دي ايه اللي دفعها لاتهامك؟

 

والله ما عارفة حاجة ولا فاهمة أي حاجة يا فندم. كل اللي اعرفه عن اختها انها جت وقالت ان اسمها ملك وكانت انسانة غير سوية، ونظراتها كلها عداء وكراهية غير مبررة بالنسبة لي، وقالت انها بتحب شاب جامعي وهي ما تعلمتش، وانه خاطب واحدة تانية وهي عايزة تاخده من خطيبته وجايالي عشان اقولها تعمل ايه، ولما حاولت اقنعها انها ما تفكرش فيه نظراً للفارق الثقافي والاجتماعي، ثارت وقالت انها هتفوز بيه رغم كل العوائق.. لكن والله ما قولتيلها تاخد مخدرات ولا...

 

أشار الضابط بلطف:

 

مصدقك يا دكتورة. ومش هسيب البنت دي إلا اما اعرف ايه الدافع اللي وراها.. تقدري تتفضلي

 

طيب حضرتك مش هتستدعيني تاني؟

 

اتمنى اني ما اضطرش استدعيكِ.. لكن إذا الظروف اتحتمت فأسف أكيد هستدعيكِ

 

هزت رأسها باستسلام وقامت عن مقعدها وغادرت مكتب التحقيق والظنون تتصارع في رأسها.. ما حقيقة ملك هذه ومن دفعها لرميها بتهم تمس الشرف والسمعة!! كاد عقل الدكتورة ملك يطيش، وسالت عبراتها رغماً عنها وسارت في الطريق ذاهلة لما حدث، توقف عقلها عن فك اللغز... كل من رآها يشفق عليها وهو لا يعرفها، ويتسائل في سريرته، ماذا ألم بهذه الفتاة وحملها على البكاء في الطريق.. حتى مرت من أمام عنتر بائع الفول، فأخذته الشفقة بهذه الأنثى الرقيقة الراقية التي تبلل خطواتها العبرات، وهرع يسألها وأم عوض ترقبه:

 

محتاجة حاجة يا ستنا؟ في مساعدة اجدر اجدمها عاد؟

 

لم تسمع صوته، لم تره، لم تشعر بأنفاسه المختلجة حولها.. فهي في سكرة الذهول، مضت من أمامه، فهز رأسه بأسى، وضرب كفاً بكف.. تنهد وعاد لعربة الفول، وتجمع حوله الزبائن

 

 

اتجهت إلى محل الجزارة الذي يعمل به خطيبها المهندس محمد شحتة.. وقفت غير بعيد وأشارت إليه، فذهل حين رآها، وهرع إليها:

 

ملك! في ايه يا ملك؟ بتعيطي ليه؟

 

انفجرت في البكاء وأخذتها الرجفة، فهاله ما رأى:

 

ملك أرجوكِ قوليلي ايه اللي حصل؟ طيب خالتي نهال كويسة؟ عمي يوسف بخير؟

 

الحمدلله، كلهم بخير، اطمن.. أنا اللي حصل معايا حاجة مش قادرة استوعبها لحد دلوقتي، ولا قادرة اتمالك أعصابي

 

في ايه يا ملك؟ اتكلمي أرجوكِ

 

قصت له كل شيء، فأخذته الحيرة، وسألها:

 

يعني هو ده بس اللي حصل بينك وبين البنت اللي اسمها ملك؟

 

ايوة

 

حاجة غريبة قوي! وايه يخليها تعمل كدة! دي أكيد واحدة متعمدة تأذيكِ

 

طيب وليه! أنا عملتلها ايه! عملتلها ايه عشان ترميني بتهم بشعة وأروح قسم شرطة بسببها!!

 

أجهشت بالبكاء وأردفت بقهر:

 

 تخيل أنا أروح قسم شرطة ويتحقق معايا يا محمد! أنا هتجنن!!

 

أطرق وقد أخذته الظنون بسوكا، ثم عاد يسأل ملك؟

 

شكلها ايه البت دي؟

 

حاولت تسترجع ملامحها، فجاءتها ضبابية، فهزت رأسها وقالت:

 

مش فاكرة.. حقيقي مش فاكرة.. بس هي.. هي مش متعلمة..اسلوبها في الكلام متدني جدا، وقالت انها بتحب شاب متعلم وهو خاطب انسانة بيحبها ومتعلمة زييه. والموضوع ده مأزمها نفسياً

 

اتسعت رقعة الشكوك داخله، وسألها:

 

انتِ متأكدة إن البت دي اسمها ملك؟

 

وهي هتكدب ليه!

 

قال بيقين وعيناه تتقدان

 

تكدب عشان انسانة سافلة و عندها أغراض دنيئة

 

غضنت الدكتورة ملك حاجبيها وسألته:

 

انتِ عندك شكوك في حد يا محمد؟

 

مافيش غيرها الحيوانة اللي اسمها سوكا

 

اتسعت حدقتا الدكتورة ملك وقالت باندهاش:

 

معقول!

 

ومافيش معقول غير كدة. كان لازم اعرف انها انسانة مريضة نفسياً وممكن تعمل أي حاجة عشان تنتقم مني

 

قصدك تنتقم مني أنا

 

أنا وانتِ كيان واحد يا ملك، الشوكة لو خدشتك بتألمني

 

تبسمت ملك رغم أوجاعها، فبادلها الابتسام، وقالت له:

 

ربنا يديم نعمة حنانك عليا

 

ربت على يدها يطمئنها، وسألها:

 

هي بنت عمها دي اسمها ايه؟

 

اسمها زينب عابدين متولي، أنا ركزت في الإسم كويس

 

أخذ يكرر الإسم ناظراً إلى الأرض يفكر

 

زينب عابدين متولي.. زينب عابدين متولي.

 

تنهد وقال:

 

تمام.. هشوف اذا كانت سوكا على علاقة بالبنت دي ولا لأ.. لازم اتأكد الأول، مش همشي ورا مجرد ظنون وابني عليها حقائق زي الجهلة.. لكن لو اتأكدت انها هي، ربنا وحده عالم هعمل فيها ايه

 

 ونظر تجاه محل الجزارة، فرأى بعض الزبائن، فقال لها:

 

طيب هسيبك دلوقتي واروح اشوف الزباين، وأنا مش هنام إلا اما اتأكد إن البت اللي ورا الموضوع ده هي سوكا.. مع السلامة

 

الله يسلمك يا محمد

 

************************************

 

 

لمحت مدام نادية عن بعد حين خرجت من مقر عملها، صباح الشحاذة وقد عادت بعد غياب لجلوسها على قارعة الطريق تمد يدها للمارة، فشهقت وهرعت إليها بغليلها:

 

لله يا محسنين، أجيب أكل لعيالي يا أصحاب القلوب الرحيمة

 

صاحت بها مدام نادية:

 

وليكِ عين ترجعي تشحتِ تاني يا ام اويئ بعد ما اتفضحتِ!

 

نظرت إليها باندهاش وقالت:

 

مالك يا مدام نادية كفاالله الشر! حد زعلك؟

 

انتِ هتستعبطي يا ست انتِ! بالنهار شحاتة في الشوارع وبالليل هانم وساكنة في جاردن سيتي وعمالة ترسمي وعايشة دور الفنانة ومالية الحيطان شخبطة!!

 

هزت صباح الشحاذة رأسها بتعجب وقالت:

 

لا حول ولا قوة إلا بالله. هو الشغل وبهدلة المواصلات أثروا على دماغك يا مدام نادية!

 

والله ما حد أثر على دماغي الا انتِ. بقولك ايه يا ست انتِ، ابعدي عن ابني انتِ وبنتك

 

ابنك!! هو فين ابنك ده! وماله بسلامته! وبنتي مين اللي ابعدها عنه! وحدي الله يا مدام نادية

 

لا إله إلا الله. اسمعي يا صباح ولا أشرقت انتِ، لو ما كنتيش تبعدي عن ابني وتشيلي موضوع جوازه من بنتك زفتة الطين منة دي، وقتها لو كنتِ أشرقت، أنا بقى هبقى أبرقت وأرعدت كمان، ووقعتك معايا هتبقى عواصف وأعاصيرأمشير

 

طب روحي يا حبيبتي اشربي كوباية عصير. وهدي أعصابك كدة. وبعدين أنا ما عنديش بت اسمها منة، أنا عندي بنتين توأم، واحدة اسمها سعدية وواحدة اسمها رتيبة، وعندي واد اسمه زغلول.. الله يسعدك ما تعرفيش شغلانة كويسة لزغلول ابني عشان من ساعة ما خد الدابلون وهو قاعد زي قرد قطع بيعاكس بنات حارتنا؟

 

عضت مدام نادية يدها غيظاً:

 

آآآآخ! انتِ عايزة تجننيني يا ست انتِ! دابلون! عاملالي فيها جاهلة يا بنت الأكابر وبتتقني الدور وتقولي على الدبلوم دابلون!! دانتِ ست مش سهلة أبداً

 

طب هاتي أي حاجة اشتري غدا لعيالي

 

كدة! طب والله لتتضربي عشان اشكالك ما ينفعش معاهم إلا كدة

 

أخذت مدام نادية تضربها بحقيبتها، وصباح تصيح وتستغيث بالمارة

 

يا لهوي الحقوني، الحقوني يا ناس، حوشوها عني

 

هرع المارة لنجدتها وأوسعوا مدام نادية سباباً

 

ايه يا ست انتِ ده!

 

بتضربيها ليه يا عديمة الرحمة!

 

بتمدي ايدك عليها ليه يللي تتشلي

 

صاحت بهم مدام نادية:

 

انتو مش عارفين المجرمة دي عملت ايه، دي مش شحاتة

 

قهقه احدهم وقال ساخراً:

 

اه، دي عالمة ذرة

 

وقال الآخر

 

ايوة دي دكتورة في قسم الحشرات

 

انتو بتتريئوا! الست دي أغنى مني ومنكم، وبتشتغل رسامة، وعايشة في جاردن سيتي، واسمها اشرقت

 

قال أحدهم لصباح:

 

انتِ اسمك أشرقت يا ست؟

 

ابداً يا بيه، أنا اسمي صباح، وبقالي سنين بشحت هنا

 

ايوة انا عارف وبشوفك دايماً. بس الست دي بتقول عليكِ كدة ليه؟

 

مش عارفة يا بيه اهئ اهئئئ شكلها عايزة تطفشني من هنا عشان تقعد تشحت مكاني اهئ اهئ

 

صاحت بها مدام نادية:

 

انا أقعد اشحت مكانك يا متخلفة! حد قالك عايزة افضح عيالي زي ما فضحتِ بنتك. اه يا شحاتة يللي ياما خدتِ مني خمسات وعشرات

 

قال أحدهم مستاءاً:

 

يا ست انتِ حرام عليكِ كدة. ربنا أمرنا ما ننهرش السائل، وكمان أمرنا ما نمنش على الناس بالعطاء، وانتِ عملتِ الذنبين مع الست دي، نهرتيها ومنيتِ عليها

 

صاحت به مدام نادية:

 

وانت مالك يا جدع انت! بتتحشر ليه!

 

كانت مع الرجل زوجته، فصاحت بها رداً عن زوجها:

 

هو ماله وبيتحشر ليه! طب والله لعرفك مقامك عشان انتِ ست قليلة الأدب

 

انقضت النساء على مدام نادية يضربنها، وأخذت تصرخ وتستغيث وصباح تكاتم الضحك

 

الحقوني يا ناس، حوشوا المتوحشين دول عني. طيب يا صباح. طيب يا رسامة يا فاشلة آآآآآه برضو بنتك مش هتتجوز ابني آآآآه الحقوني يا ناس اهئ اهئئئئئ

 

نادت فيهم صباح:

 

خلاص يا جماعة سيبوها، أنا عفيت عنها لوجه الله، ما هي ولية زيي، وحسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة

 

قالت إحداهن:

 

والله انتِ ست طيبة وتستاهلي كل خير، خدي الخمسين جنيه دي

 

تعيشي يا حبيبتي، ربنا يوسع عليكي

 

اصطف الناس أمام صباح يعطونها مما أعطاهم الله، فتأخذ الأموال داعية لهم

 

ربنا يجازيكو خير، يطعمكو ما يحرمكو قادر يا كريم

 

انفض الناس، فجلست السيدة نادية إلى جوار صباح الشحاذة على الرصيف تبكي

 

اهئ اهئئئ آه يانا يا عضمي اللي اتفشفش، آآآه مش قادرة أقف على رجلي

 

قهقهت صباح وقالت:

 

عشان تعرفي ان اللي يجي على صباح ما يكسبش... خليكِ زي باسم ابنك وما تبقيش غبية يا عزيزتي. الناس لها الظاهر، ماحدش بيفتش عن الباطن وبيحفر جواه إلا المتخلفين اللي زييك..أهم حاجة المظهر يكون جميل وجذاب للناس، اهم حاجة الوجاهة الاجتماعية.. المثل الانجليزي بيقول:

 

Fine feathers make fine birds

 

اتسعت عينا مدام نادية وقالت ذاهلة:

الله يخرب بيت سنينك يا شيخة

 

*************************************

 

دخلت هالة ابنة الأستاذ عبد الغفار، والتي عدل عن زواجها المعلم عدوي، للزواج من زميلتها ميسون، دخلت إلى غرفة والدتها لتوقظها قائلة:

 

ماما، اصحي يا حبيبتي عندنا ضيف مهم

 

فتحت عينيها وسألت بنبرة ناعسة:

 

مين يا هالة:

 

هه ده الأستاذ منتصر زميلي، جاي عشان يخطبني، وبابا قاعد معاه برا

 

انتفضت والدتها عن الفراش وهي تصيح:

 

ايه اللي جابه الجبلة عديم الشعور ده! أنا خارجاله، ناوليني طرحة

 

طب بالراحة بس يا ماما، بلاش تخرجي وانتِ متعصبة كدة

 

اوعي يا جلابة المصايب من وشي

 

توشحت والدة هالة بوشاحها، واندفعت إلى الصالون وصاحت بالشاب غير عابئة بزوجها:

 

جرا ايه يا جدع انت! انت مش جيتلنا قبل كدة مرتين وطردناك! هو البعيد ما عندوش دم!!

 

ههه ربنا يخلي حضرتك يا طنط. أصل أنا مش هتننازل عن هالة مهما يكون

 

ليه يا ابو الهول! هي ورث امك سايباهولك!

 

هههه ورث ايه بس اللي امي سابتهولي! احنا ناس على قد حالنا. وبعدين أمي لسة عايشة، ربنا يديها الصحة

 

ويدينا الصبر على رزالتك يا أخي

 

صاح بها زوجها:

 

ما يصحش كدة يا ام هالة

 

بس يا عبد الغفار عشان أنا مفروسة من الراجل ده

 

جلست قبالة الشاب تقول بغيظ:

 

بقولك ايه يا جدع انت، أنا عايزة لهالة بنتي شبكة مية وخمسين جرام دهب

 

اتسعت حدقتا الشاب وقال:

 

هو حضرتك عارفة الجرام بكام يا طنط؟

 

انا مش طنط يا اخويا، وعشان أوافق على جوازك من بنتي وتقدر تقولي يا طنط، لازم تجيب مية وخمسين جرام دهب

 

طيب ممكن اقول لحضرتك يا خالتي وأجيب خمسة جرام دهب بس؟

 

لا، أنا طنط بقى ومقامي عالي، ومش هوافق ع الجوازة السودة دي إلا اما تجيب مية وخمسين جرام دهب لبنتي، وإلا ورينا عرض كتافك، ما عندناش بنات للجواز

 

صاح بها زوجها:

 

أم هالة، الرأي الأول والأخير ليا ولهالة

 

ايوة يا اخويا، ما انت عايز تميل بخت البت وتديها للجعان ده عشان يجوعها معاه، وأخرتهم هيشحتوا في الشوارع ويقولوا عشانا عليك يا رب

 

رد الشاب:

 

طيب وحضرتك ايه اللي مزعلك! هو حد قالك انزلي اشحتي معانا!!

 

آآآآخ يا جبلة يا عديم الإحساس، انت طمعت في البرود لوحدك!! قولتلك عايز تتجوز بنتي تجيبلها مية وخمسين جرام دهب، ده غير شقة تمليك خمس أوض وتفرشهم من دمياط

 

وعلى ايه دمياط يا طنط! أنا بقول نجيب من فرنسا أرخص

 

انت بتتريق عليا يللي ما معكش تلاتة جنيه في جيبك!

 

أخرج حافظة نقوده من جيبه، وأخذ يعد ما بها، ثم قال:

 

لا والله حضرتك، معايا تلتومية خمسة وسبعين جنيه، واتنين جنيه فضة

 

يختييييي قوم يا ابني اتوكل على الله وسيبنا في حالنا الله لا يسيئك

 

انتفض زوجها وصاح بها:

 

ايه اللي بتعمليه ده يا ام هالة!! الراجل في بيتنا

 

يا اخويا خليه يخرج من بيتنا ويفارقنا، يلا يا اسمك ايه قوم الحق الاتوبيس وسلم على امك

 

قام عن مقعده مبتئساً، فبكت هالة وقالت:

 

يا ماما ما يصحش كدة، الأستاذ منتصر إنسان راقي ومهذب والكل بيحترمه

 

صاحت بها والدتها:

 

انتِ تخرسي خالص. كفاية انك متفقة مع ابوكِ تجيبوا الصدمان العدمان ده هنا وتحطوني قدام الأمر الواقع. لكن والله ما هوافق إلا اما يجيب مية وخمسين جرام دهب. يلا يا افندي ما اتعطلناش

 

نظر العريس التعيس إلى العروس التي غلا مهرها فأنشد أبيات لعنترة العبسي:

 

يا عبلة

 

سأضمر وجدي في فؤادي وأكتمُ

 

وأسهر ليلي والعواذل لوّمُ

 

وأطمع من دهري بما لا أناله

 

( أشار إلى والدتها وأكمل البيت الأخير بأسى):

 

وألزم منه ذل من ليس يرحمُ

 

أجهشت عبلة أو هالة في البكاء، بينما صاحت به والدتها وهي تشير إلى الباب:

 

يلا يا اخويا اخرج اندب برا

 

خرج منكس الرأس وهو ينشد أبياتاً لقيس ابن الملوح في محبوبته ليلى العامرية

 

وقالوا لو تشاء سلوت عنها

 فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ

 وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ

لها حبّ تنشّأ في فؤادي

 فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ

وعاذلة تقطعني ملاماً

وفي زجر العواذل لي بلاء

 

وأخذ يردد البيت الأخير مراراً وهو يشير إلى والدتها بإصبعه مبتئساً:

 

وفي زجر العواذل لي بلاء

 

وفي زجر العواذل لي بلاء

 

حتى وصل إلى الباب ففتحه، فدفعته والدتها وهي تصيح:

 

يلا غور في داهية بلا بلاءه بلا طينه، احنا ناقصين بلاوي!

 

صفعت الباب خلفه وزفرت، وقالت:

 

أعوذ بالله، لزقة بغرة

 

قالت هالة ناشجة لوالدها:

 

عاجبك اللي عملته ماما ده يا بابا؟

 

صاح بها زوجها:

 

ايه اللي عملتيه ده يا ست! يعني...

 

لم يكمل زوجها كلامه حتى، وضعت يدها على صدرها مدعية الألم الفجائي:

 

آآآه آآآه الحقوني، قلبي، قلبي، الحقوني بدكتور

 

هرعت إليها ابنتها صارخة

 

ماما حبيبتي، مالك يا ماما؟

 

 بينما زوجها أدرك الحيلة، فزفر وخرج من المنزل غاضباً وصفع الباب خلفه

 

فهل سيستسلم منتصر وهالة ويرضخان لرغبة والدة هالة السيدة المادية التي لن ترضى إلا بعريس ثري لابنتها!

 

 

***********************************

 

في ذات المساء ، أتى المعلم عدوي إلى منزل المعلمة جباير، وشرر الغضب يتقاذف من عينيه، فتحت له سوكا، فأزاحها واندفع إلى غرفة المعلمة جباير، فوجدها تجلس أمام المرآة تتزين استعداداً للخروج، ترفل في عباءة حمراء حريرية مزركشة، وطوق أحمر من ذات القماش الحريري، فوق رأسها، وله وردة حمراء كبيرة على الجانب، فصاح منادياً:

 

جباير

 

يوه! عدوي! هيهيي خضتني يا راجل، مش تخبط قبل ما تدخل!

 

صاح باحتداد:

 

ايه اللي عملتيه ده يا جباير!

 

ردت بنظرات ماكرة

 

عملت ايه يا سبعي!!

 

انتِ ازاي تتجرأي وتخلي رجالتك الهزوء يسرقوا الآثار بتاعتي وتبعيها لحسابك!!

 

بتاعتك منين! كانت آثار امك يا ابن حتشبسوت!! هيهييي.. دي يا عنيا آثار للكل، والشاطر اللي يلحق

 

انتِ عارفة غرمتيني كام يا ولية! أنا اضطريت ارجع السبعين مليون دولار لاصحابهم بعد ما بعتهم على سويسرا، ده غير الخمسة مليون دولار بتوع الشرط الجزائي، غير سمسرة الجدع السمسار اللي خدها وطار

 

كاتمت الضحك وقالت تستفزه:

 

يا عيني! ده صحيح يا ولاد اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته. معلش يا سيد المعلمين، هو صحيح قلم جامد وطرقع على قفاك، بس انت برضو المعلم عدوي، يا جبل ما يهزك ريح ههههههههه

 

أطال نظرة مشتعلة، وهبط في مقعده مكبلاً بهمومه، فقامت عن مقعدها بعدما أتمت زينتها، وقالت باحتداد:

 

عشان تعرف إن جباير زعلها وحش ولو خدت قلم ترده عشرة يطرقعوا على قفا البعيد. ده جزاء اللي عملته فيا ليلة فرحك الاغبر على البيضا الكالحة، وهي دورها جاي وهعملمهالك الأدب، بس الصبر حلو.. عن إذنك بقى عشان عازمة رجالتي وعزوتي هما وحريمهم على سهرة ملوكي بمناسبة الانتصار على العداء اللي لبسناهم طُرح ههههه هخلي البت سوكا تعملك كوباية لمون متلج عشان يبرد نار قلبك شوية، عشان تعرف اني حونينة هههه

 

وقفت ترقص وتغني أمامه باستفزاز

 

الحلو في الفرانداااا شاورلي وبصلييي

 

والقلب في الزمن دددده بسرعة يتملييي

 

الحلو في الفراندااا شاورلي شاورليييي

 

وبصليييي

اتخذت خطوات راقصة إلى الباب وهي تغني لتستثير مزيداً من غضبه:

 

الحلو في الفراندااا شاورلي وبصلييي

 

والقلب في الزمن ده، بسرعة يتملي

 

غادرت الغرفة وصفعت الباب ومازال غنائها يتسلل إلى أذنيه، فانتفض عن مقعده وصاح ملقيا طربوشه أرضاً

 

آآآآخ آآآآخ يا بنت الأبالسة يا ام ناب ازرق. طيب يا جباير، مسيري اردهالك واخليكِ تلفي حوالين نفسك. ما ابقاش المعلم عدوي لو ما خدت بتاري منك يا جباير يا بنت المعلم قطران. داهية تاخذك زي ما خدت ابوكِ وتريحني منك

 

*********************************

قبل خروجها من باب المنزل نادتها سوكا:

 

يا معلمة، كنت عايزة اعدي على بيت عمي عشان عندهم مشكلة كدة

 

هههأو! وانتِ بقى اللي هتحلي المشكلة يا ام الذكاوة والفهلوة! روحي يختي، بس اياك تتأخري، أرجع الاقيكِ هنا محضرالي مية وملح عشان تغسليلي رجلي، مش عارفة نائحة عليا ليه زي ما تكون عين مدبوبة فيها، الله أكبر في عينك اللي تفلق الحجر يا عدوي.. كلها ساعتين تلاتة وراجعة يا بت، اعملي حسابك وقصري عند عمك

 

عنيا حاضر يا معلمة

 

غادرت المعلمة وأغلقت الباب، فخرج المعلم عدوي يسأل سوكا:

 

أم اربعة واربعين مشيت يا بت؟

 

المعلمة خرجت بالسلامة يا معلم

 

الله لا يسلمها ولا يسلمك يا خدامة الست، اعوذ بالله من عشرتك ليها بقيتي شبها

 

هههه هو انا اطول ابقى قمر كدة زي المعلمة جباير! طب يا ريت! خمسة وخميسة عليها!

 

أخذ يفرك ذقنه وسألها مضيقاً عينيه؟

 

هي جباير حلوة يا بت؟

 

يوه! قمر يا معلم، طب وربنا احلى واحدة في حريمك

 

اصلك ما شوفتيش الرابعة، بيضا قشطة وشكلها خواجاتي وعينيها ملونة

 

برضو مهما كان ما تساويش ضفر المعلمة

 

ههه انتِ جدعة ومخلصة يا بت، عشان كدة اخرتك هتكون سودة إن شاء الله

 

يوه! ليه كدة يا معلم!! الف بعد الشر

 

لا شر ولا حر، أنا ماشي من بيت انثى العنكبوت ده عشان حاسس انها حاطة كاميرات مراقبة. ما هي دي بتشك في صوابع ايديها. أعوذ بالله عمري ما ارتحت في أي مكان فيه جباير ولا ابوها. زي ما يكون مات وسبهالي عشان تنتقم مني. مش عارف مين فينا اللي هيخلص ع التاني الأول

 

ربنا يخليكو لبعض يا معلم وياخد عدوينكو

 

وياخدك يا سوكا

 

غادر المعلم عدوي المنزل، فأسرعت سوكا لتستبدل ملابسها وتسرع لبيت عمها للاطمئنان كيف سارت الأمور مع زوبة في المستشفى، وهل نجحت في تنفيذ المخطط!!

 

في تلك الأثناء هاتفت زوبة خطيبها صبحي من محبسها، فرد عليها على الفور:

 

ايوة يا توكتوك الغرام

 

توكتوك ايه وترماي ايه انت كمان، الحقني يا صبحي، أنا محبوسة في القسم

 

يا ليلتك الغامقة! ليه يا بت؟

 

مظلومة يا خويا، روحت اعمل خير في المستشفى بتاعة المهابيش، راح البوليس جه خدني ظلماً وعدوانا

 

خير ايه اللي هتعمليه في المستشفى يا بت! والبوليس يمسكك ليه طالما سعيتٍ في الخير!

 

منها لله بقى، داكتورة اسمها ملك اتبلت عليا وخلت صاحبتها مرات الظابط تتصل بجوزها يجي ياخدني

 

صاحبتها جوزها ظابط! وانتِ ايه اللي وقعك مع العالم المرعبة دي! ولما شوفتيها اتصلت بجوزها الظابط ما جرتيش ليه يا بقرة!!

 

هو انا كنت اعرف انها بتتصل بجوزها وانه ظابط!! دي كانت واقفة على جنب بتتوشوش في التليفون، بحسبها بتكلم امها ولا حد من قرايبها، اتاريها الكهينة اتصلت بجوزها وبعيد عنك المستشفى اتبدرت عساكر وامنا شرطة وجرجروني على هنا، تعالالي دلوقتي وهاتلي محامي

 

الله يخرب بيت معرفتك السودة يا شيخة، دانا لسة دافع للمحامي اللي طلعني من قضية الحشيش يجي خمس تلاف جنيه، ادفع كمان خمسة وأجل جوازتنا النحس!

 

يا خويا جوازة ايه دلوقتي! ما كدة كدة هتتأجل طول ما انا في السجن.. اتصرف يا صبحي، أنا بنت ناس ومش وش بهدلة

 

انتِ البهدلة نفسها يا زوبة.. حاضر يا توكتوك الغرام. هعدي ع المحامي واجيبه واجي

 

اغلق الهاتف ودسه في جيبه وهو يقول باستياء:

 

عروسة ايه رد السجون دي! يعني بدل ما اروح اجيب عروستي من الكوافير، اروح اجيبها من القسم! هو جوازة لبش من أولها

 

أخذ يفكر وهو يهرش في رأسه:

 

بس المحامي هياخد فلوس كتير. واحتمال ما تخرجش وتنطس مؤبد والفلوس تروح عليا.. طب اعمل ايه!! أنا اروح البيت عندهم اقول لأهلها يدوني فلوس، ولا احسن يدوني الشبكة واخلع من الجوازة الطين دي.. لالا, بس البت زوبة جدعة وكانت بتيجي تزورني في الحبس وتجيبلي شندوتشات كبدة.. لازم اطلع راجل مع زوبة زي ما طلعت راجل معايا

 

**************************

 

وأمام منزل عمها، قابلت سوكا، خطيب ابنة عمها، فحيته:

 

ازيك يا صبحي

 

أهلاً يا سوكا، جاية لزوبة؟

 

ايوة

 

زوبة مش فوق

 

اومال فين؟

 

زوبة محبوسة في القسم عقبال ما نفرح بيكِ

 

شهقت وضربت على صدرها:

 

يا لهوي! محبوسة ليه؟

 

عشان كانت بتعمل خير في المستشفى، بس اتقلب على دماغها، في داكتورة جوزها ظابط جابتهولها هو وعساكره وجرجروها على القسم

 

يا وقعة سودة! هي اتقفشت هناك! يبقى أكيد عكت الدنيا

 

اسدل حاجبيه وسألها:

 

هي ايه العبارة يا سوكا؟ شكلك راسية ع الدور

 

بلا دور بلا طور انت كمان

 

سألته لتتيقن:

 

هي ما جابتلكش سيرتي؟

 

وهتجيب سيرتك ليه! هو انتِ كنتِ معاها؟

 

ابداً، ولا ليا دعوة بحاجة

 

خلاص، براءة لعدم انعدام ثبوت الأدلة المدلدلة

 

أشاحت بيدها ومشت وهي تقول:

 

يا خويا انت كمان اوعى بلا هم

 

مشت عدة خطوات وانتحت جانباً وأخرجت هاتفها من جيبها، وهاتفت زوبة في محبسها، فردت بهياج:

 

ايوة يا ست سوكا، يخرب بيت اللي يمشي ورا كلامك، اديني اتحبست حبسة الكلاب

 

وطي صوتك يا بت، انتِ هتفضحيني!

 

لا يختي انا بس اللي اتفضح، ذنبي ايه انا في الرمية دي! اتقي الله دانا عروسة وكان فرحي بعد اسبوعين. منك لله ضيعتي مستقبلي

 

مستقبل ايه يا عديمة المستقبل، فاكرة نفسك كنتِ هتتجوزي بيه قيمة ومركز! ده حتة واد صايع، طب وربنا السجن ارحم من الجوازة الهم دي

 

مالكيش دعوة يا سوكا، أنا حرة في حياتي، اتجوز، أأجر عَجَل، اتشقلب في الشارع، اعمل اللي اعمله المهم ما اتحبسش، شوفيلي صرفة يا سوكا بدل ما انهار واعترف واجيبك جنبي

 

اخص عليكي يا بنت عمي! بقى كدة يا بت يا زوبة! وأنا اللي شايلة همك وبقول هخلي المعلمة تطلعك من الحبس!

 

وهي المعلمة الانعورة بتاعتك هتعبر واحدة زيي ليه! كنت بنت القنصل الانجليزي!!

 

لا، احسن منها ألف مرة، انتِ بنت عمي واختي

 

ماتاكلنيش في الكلام يا سوكا، شوفيلي صرفة وطلعيني من هنا

 

يعني يا بت لو ما طلعتيش هتعترفي عليا وتوديني في داهية!

 

أوف! استغفر الله العظيم يا رب! الواحد ما بيختارش قرايبه، وأنا قرايبي ما بيجليش من وراهم الا المصايب بس ما اقدرش اغدر بيهم. اطمني يا سوكا، سرك في بير حتى لو خدت اعدام. زوبة يعني الجدعنة يا بت

 

ههه حبيبتي يا زوبة. بس وربنا ما هسيبك يا بت. أنا هزن على دماغ المعلمة لحد ما تطلعك. بس احكيلي ايه اللي حصل؟ انتِ شوفتي الدكتورة اللي اسمها ملك؟

 

شوفتها وكانت شوفة سودة، زعقتلي هي والدكاترة اللي معاها وما صدقوش فيها كلمة، وواحدة زميلتها متجوزة ظابط بعتت جابتهولي بعساكره، وخدوني ع القسم ونزلوا فيا ضرب، دانا وشي باظ من كتر الاقلام، لو شوفتيني مش هتعرفيني

 

معلش، حقك عليا، اطمني يا زوبة يا بنت عمي، افراج إن شاء الله

 

ربنا يسترها معانا ومع الجميع، المكالمة انتهت، سلام عشان اتخنقت

 

الله يسلمك

 

 

عادت سوكا إلى المنزل تنتظر المعلمة لتطلب منها النجدة، أخذت تذرع الردهة ذهاباً وإياباً حتى انهكها التعب، جلست على الأريكة تسأل نفسها باضطراب، هي ستستجيب المعلمة وتنجدها وابنة عمها من تلك الورطة، أم أنها ستنهرها وينهار المعبد على رأسها ورأس ابنة عمها.. ظلت تفكر وتفكر حتى غلبها النعاس، فسقط رأسها على الأريكة.. نامت قرابة ساعتين أو أكثر، وفاقت على صوت المعلمة تصيح بها غاضبة بعد منتصف الليل:

 

نمتِ يا مزغودة! قومي يللي تقوم قيامتك

 

استيقظت فزعة وانتفضت عن الأريكة تترنح ترنح النائم:

 

انتِ جيتِ يا معلمة؟

 

لا عفريتي اللي جه يا بت، مش قولتلك يا مخفية تستنيني وتسخنيلي مية بملح عشان رجلي اللي بتئأح عليا دي يللي تعدمي عمرك!!

 

انفجرت في البكاء وانكبت على قدم المعلمة تستغيث بها:

 

الحقيني يا معلمة. بنت عمي محبوسة في القسم بسببي، وانتِ اللي بإيدك تطلعيها

 

ضيقت المعلمة جباير عينيها وسألتها:

 

محبوسة بسببك يعني ايه يا بت؟

 

نهضت عن الأرض وقالت بنشيج:

 

هحكيلك يا معلمة

 

قصت على المعلمة جباير ما حدث، فانفجرت المعلمة في الضحك وقالت:

 

غشيمة وعمرك ما هتتعلمي، طب كنتِ شاوريني قبل ما تبعتِ بنت عمك بكلام العبط اللي رايحة تقوله، عشان ارصلك الكلام رصة ما تخرش المية

 

يعني كنتِ هتساعديني يا معلمة عشان انتقم من اللي اسمها ملك دي؟

 

قالت المعلمة بحسم:

 

لا، البت ما أذتنيش في حاجة، أأذيها ليه!

 

قالت سوكا وقلبها يغلي كالمرجل، وصدرها يعلو ويهبط بأنفاس الغيظ:

 

لكن اذتني أنا يا معلمة، خدت مني الراجل الوحيد اللي حبيته، عشان كدة حسابها معايا مش هيخلص إلا اما تقول حقي برقبتي وتسيبهولي

 

انتِ الحب بوظ دماغك يا بت. اتمسي بقى عشان قلبتِ دماغي بعد السهرة الحلوة اللي قضيتها بعيد عن خلقكو دي. اجري هاتي المية السخنة والملح وما تنسيش الفوطة

 

طب وبنت عمي يا معلمة، مش هتشوفي حد يخرجها من الحبسة السودة دي!

 

جايالي دلوقتي بعد اللي هيساعدوا ما ناموا! الصباح رباح يا بت

 

بجد يا معلمة؟ يعني هتطلعيها من الحبس؟

 

صمتت المعلمة هنيهة ثم قالت:

 

ايوة هطلعها، مش عشان سواد عيونك ولا عيونها، بس البت دي تلزمني

 

تلزمك في ايه يا معلمة؟

 

بت عمك دي قلبها جامد وتفوت في الحديد، وبتشتغل من غير عقل، اللي يقولها تعمل حاجة تعملها من غير ما تفكر حتى لو هتودي نفسها في مصيبة، وصنف البهايم ده يعجبني عشان بحتاجه كتير. أنا عندي اللي زيها، بس بحب كل فترة اجيب وجوه جديدة.. هحتاجها وهخليها تجيبلي كام بت زيها كدة من نفس العينة وهاخدهم رحلة لجيمي لاند عشان نربي اللي ما اتربتش واوريها جزاء اللي تطاول على أسيادها

 

قصدك على مرات المعلم الجديدة؟

 

هي خايبة الرجا

 

ههه ربنا ينصرك يا معلمة. يبقى أنا كدة خلاص اطمنت ان زوبة طلعت من الحبس وقاعدة في بيتها كمان ومرتاحة اربعة وعشرين قيراط

*******************************

انتهت الحلقة

 

إلى الملتقى في الخميس القادم إن شاء الله

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد