الحلقة الثالثة عشر( أنا وكيفن وضوء القمر)
دق جرس هاتف أنجيليكا، فأسرعت به إليها شقيقتها
فرانزيسكا:
ـــــ انجيليكا. كيفن يتصل.
تهللت أنجيليكا:
ـــــ كيفن! أعطني الهاتف فرانزيسكا.
ردت بهيام:
ـــــ مرحبا حبيبي.
ــــ كيف حالك أنجيليكا... أحضرت لكِ فستان الزفاف.
يمكنك الذهاب إلى أمي كي تأخذيه.
علت الكآبة وجه أنجيليكا وقالت:
ـــ ماذا!!..ما هذا يا كيفن!! كنت أتوقع أن تأتني بالفستان، وتعطني إياه بنفسك.
تعلل بحجة واهية:
ـــــ ههه لا أريد أن أراكِ حتى يوم الزواج
غضنت حاجبيها وردت بدهشة:
ـــــ ولِمَ؟
ـــــ كي اشتاق إليكِ أكثر أنجيليكا
استحسنت الفكرة فضحكت:
ـــــ ههه ألهذا السبب؟ حسنا. أعجبتني جداً الفكرة. لا
نرى بعضنا البعض حتى يوم الزواج لنكون في شدة الشوق
ـــــ هاها حسناً يا حبيبتي. أنا في مكتبي الآن. اذهبِ
وخذي الفستان.. وأراكِ الأحد القادم في يوم زواجنا السعيد
ردت والفرحة تجتاحها:
ـــــ سيكون سعيداً جداً. كم أنا فرحة حبيبي
ـــــ مهندس الديكور فرغ من ديكورات المنزل، وأصبح جاهزاً
لاستقبالك
ـــــ ههه سيكون أجمل منزل لأنه سيجمعنا سوياً، حبيبي كيفن
ــــ إلى اللقاء يوم زواجنا، أنجيليكا
ــــ الي اللقاء حبيبي
*******************************
عاد الدكتور سالم إلى المنزل وعلى وجهه غمامة من الحزن،
يحمل بطاقة ملونة بين يديه، ألقى السلام على زوجته:
ـــــ السلام عليكم ورحمة الله
ردت وقد رابها ما رأت:
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته زوجي الغالي...
كيف حالك؟
ــــ بخير حال الحمد لله. أين عائشة؟
جاءت من حجرتها تهرول باسمة:
ــــ هأنذا يا أبي. كنت اقرأ الورد اليومي من القرآن
ــــ أثابك الله يا بنيتي
جلس الدكتور سالم، أخذ يهز رأسه في أسى...تنهد وقال:
ــــ حدث شيء غريب
جداً
جلست زوجته إلى جواره ووضعت يدها على كتفه قائلة بلهفة:
ــــ ماذا حدث يا سالم؟.... . وما هذه البطاقة التي بين
يديك؟
ــــ إنها دعوة زواج
تهللت زوجته وقالت:
ــــ بشرى جميلة. العقبى لعائشة.. ولكن من سيتزوج وأرسل
إليك بطاقة؟
زفر الدكتور سالم وقال متضجراً:
ــــ إنه كيفن. سيتزوج
في الكنيسة من مخطوبته أنجييكا
فغرت زوجته فاها دهشة، وصعقت الدهشة عقل عائشة، فعقدت
لسانها للحظات..ثم قالت والحيرة تفتك بها:
ــــ ماذا تقول يا أبي!!!....ألم يسلم ذلك الرجل؟
قلبت والدتها كفيها تعجباً وقالت:
ــــ أنا أتعجب أيضاً يا سالم مثل عائشة.... ولكن ربما لأن المسلم يمكنه
الزواج بمسيحية
ردت عائشة متضجرة:
ــــ يا أمي ماذا تقولين!! حقا المسلم يمكنه الزواج
بمسيحية، ولكن هذا سيتزوج زواجا كنسياً. معنى ذلك أنه ما زال على دينه
أردفت عائشة وعقلها يكاد أن يطيش:
ــــ أنا أتعجب
من أمر ذلك الرجل. لا أفهمه. إنه يتلاعب بالأديان.
قال والدها بنبرة حزنى:
ــــ وأنا أيضاً في غاية الدهشة والتعجب من أمره.
قالت السيدة مريم لتحسم الجدل:
ــــ ربما ارتد إلى ديانته المسيحية مرة أخرى ؟
نهض الدكتور سالم عن مقعده، وقال وخيبة الأمل قد اجتاحت
ملامحه:
ــــ لا شأن لنا به. يفعل ما يشاء. دعونا نتحدث في أمر
أكثر أهمية... ذاهب لاستبدال ملابسي
اتجه إلى غرفته بخطوات مسرعة، فأشفقت عليه زوجته وقالت
لابنتها:
ــــ والدك يبدو عليه الغضب والإحباط أيضاً مما فعل عبد
الله
انفجرت عائشة في البكاء وقالت بنشيج:
ــــ بل قولي كيفن يا أمي. لم يعد اسمه عبد الله
ربتت أمها على ظهرها وقالت بحنو:
ــــ ولِمَ تبكين أنتِ يا عائشة!... هو وشأنه يا بنيتي.
من أراد الإسلام فليسلم، ومن لم يرد فنحن لا نكره أحداً على اعتناقه
قامت الأم عن المقعد وقالت لتعيد حياتهم إلى مجراها
ترفعاً:
ــــ هيا، هيا يا حبيبتي لتساعديني في إعداد المائدة
أطرقت عائشة قليلاً، ثم نهضت وقالت بحسم:
ـــــ أمي! غداً إن شاء الله سأعود لعملي .. ولكن سأطلب
من أبي أن يأتي ليقلني إلى البيت، كي لا أعود ليلاً بمفردي
ـــــ ولن يمانع أبوكِ يا حبيبتي. هيا لنذهب إلى المطبخ
*******************************
اليوم هو حفل زفاف كيفن على أنجيليكا. ..قارب الوقت على
الظهيرة ..كانت أمه تتحرك بخفة في المنزل كالفراشة، بعد أن أتمت زينتها التي
تتناسب وثوبها الأنيق، وقفت في ردهة المنزل ونادت زوجها بنبرات السعادة:
ــــ ماكس، يا ماكس! هل انتهيت من ارتداء ملابسك ؟ هاها
هيا يا أبا العريس
خرج متأنقاً من حجرته، وقال جذلاً:
ـــ هأنذا يا نيكولا مممممم كم هو جميل ثوبك! ههه وكم
أنتِ جميلة اليوم! . ستكونين أجمل من العروس ههه
أطلقت ضحكة وقالت متهللة:
ــــ جميلة لأني سعيدة. لا اصدق أن اليوم زواج كيفن
وأنجيليكا. سيكون حفل جميل جداً
*******************************
استعدت عائشة إلى الذهاب إلى المستشفى, فألفت والدتها
تلتصق بنافذة الردهة وتطالع الشارع باهتمام، نادتها:
ــــ أمي! أنا ذاهبة إلى المستشفى
لم تسمعها الأم لانشغالها بمطالعة أمر ما في الشارع،
فضحكت عائشة وقالت بصوت عال:
ــــ أمي! ههه ماذا
تفعلين عند النافذة؟
استدارت الأم واتجهت إليها وقالت ضاحكة:
ــــ اتعجب يا بنيتي ههه. كنت أقف بالمصادفة عند النافذة، فرأيت عائلة كيفن يرتدون ملابس للسهرة وذاهبون
إلى حفل زواج ولدهم ومازلنا صباحا
لاح الحزن على ملامح عائشة وقالت بفتور:
ــــ عاداتهم تختلف عن عاداتنا. فهم يحتفلون بالزواج
صباحاً.. . ذاهبة إلى المستشفى . أترغبين في أي شيء قبل أن أغادر المنزل يا أمي ؟
ـــــ لا يا حبيبتي. صحبتك السلامة. لا تنسي أن تهاتفيني
بمجرد وصولك إلى المستشفى
ــــ بالطبع يا أمي سأفعل إن شاء الله
داعبت أمها وجنتها وقالت باسمة:
ــــ ممممم قبل أن تغادرين المنزل يا عائشة أود أن أرى
ابتسامة عريضة لأرى كم هي أسنانك ناصعة البياض ههه
ــــ هههه أضحك الله سنك يا أمي
ــــ ودامت لي بسمة ثغرك يا عمري ههه. دعي عنك الحزن
حبيبتي. أنا أعلم أنك حزينة لارتداد كيفن عن الإسلام . لا تحزني فالإسلام باقٍ إلى
قيام الساعة ولن يتأثر بارتداد أحد
تنهدت عائشة وقالت:
ــــ الحمد لله . قدر الله وما شاء فعل
ربتت الأم على ظهرها بحنان وقالت:
ــــ توكلي على الله حبيبتي. استودعك الله الذي لا تضيع
ودائعه
ــــ السلام عليكم ورحمة الله
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حبيبتي
*******************************
توافد المدعوون إلى باحة الكنيسة في انتظار العروسين،
وقضوا الوقت في السمر..فها هي إحدى المدعوات رمقت إحدى الصديقات تدخل إلى الباحة
بصحبة زوجها، فأشارت إليها متهللة:
ــــ ههه بيرجيت. أتت برجيت هي وأندريز يا روبيرت. سأذهب
لتحيتهما
ــــ اذهبي. وأنا سأظل هنا واقفا في الباحة كسائر
المنتظرين للعروسين
بدت أحاديث النساء عن الحفل وعن عادات الزواج:
ــــ بيرجيت ههه كم أنتِ أنيقة جداً اليوم
ـــــ ههه هذه عادتي دائما يا فيولا. وأنتِ أيضا يعجبني
العطر الذي أشمه منكِ
ـــــ ههه أحضرته لي أختي عندما كانت في فرنسا. تعلمين أن
فرنسا بها أرقى العطور على الإطلاق
ــــ ههه في المرة القادمة قولي لأختك تذكري صديقتي
المسكينة بيرجيت واحضري لها زجاجة عطر كهدية
ــــ ههه سأخبرها... . مممم تأخرت العروس وعائلتها،
وتأخر العريس أيضاً.... ألا تلحظين ذلك؟
ــــ نعم ألحظ. ولكن ربما لم تنته العروس من التزين ولذا تأخرت وعائلتها... سرعان
ما سيأتي الجميع يا فيولا ... الجموع كبيرة جداً اليوم. أرى الكثير من النساء
الأنيقات
ـــــ والرجال الأنيقين أيضاً يا برجيت ههه البذل
السوداء غزت الساحة ههه أشعر أن الرجال أكثر من النساء
ـــــ لالالالالالا أنظري حولك سترين أن النساء أكثر بكثير.
أعتقد أن هؤلاء الفتيات الواقفات في
الحديقة هن صديقات العروس يا فيولا
ــــ أتين جمعيهن لأمرين لا ثالث لهما يا برجيت ههه
ــــ وما هما الأمران ؟
ــــ الأمر الأول عندما تقف العروس معطية ظهرها للجميع
وتلقي بباقة الزهر، سيتسابقن لتفوز واحدة منهم بالباقة تفاؤلا بأن تكون هي العروس
القادمة ههه
ـــــ ههه والأمر الثاني؟
ـــــ ههه الأمر الثاني سيعصبن عيني العروس ويرقصن حولها
وتحاول العروس إمساك واحدة منهن . ومن ستمسكها العروس ايضا ستتفائل بأنها العروس
القادمة ههههههه
ــــــ ههه أحب هذا الجو من المرح في حفلات الزواج .مممم تأخر العروسان!!
*******************************
عند المستشفى توقفت عائشة بسيارتها، وقبل أن تترجل عن
السيارة دقت على هاتف أمها لتطمئنها. فردت أمها من فورها:
ــــ السلام عليكم ايتها الطبيبة الجميلة ههه
ـــــ ههه وعليكم السلام يا أم الطبيبة الحنون. هأنذا قد
وصلت بسيارتي إلى المستشفى يا أمي
ـــــ حمداً لله على سلامتك حبيبتي. لا تعودي قبل أن
يأتي أبيكِ ليصطحبك
ـــــ بالطبع إن شاء الله . لحظة يا أمي أفتح باب السيارة
ما أن ترجلت عن السيارة، حتى أبصرت ما اتسعت معه حدقاتها
و بعثر الأحرف على شفتيها
ــــــ لأأأأأأأأأأأ هااااااا كيييييفي هاااااا
أجل..إنه كيفن يقف بسيارته على الجانب الآخر، يتطلع
إليها باسماً...لاحظت أمها تلك الارتباك في أحرفها وكأنها طلاسم..سألتها متلهفة:
ــــ ما الذي حدث! . أهناك شيء يا عائشة؟
لم تشأ أن تزعج أمها بترهات:
ــــ لا شيء، لا شيء يا أمي. أتركك الآن. السلام عليكم
ردت الأم والارتياب يعبث بقلبها:
ـــــ وعليكم السلام حبيبتي
أغلقت الأم الهاتف وطفقت تحدث نفسها:
ــــ ما الذي
فاجأها فجمد الأحرف على شفتيها!!... اللهم أحفظ ابنتي من كل سوء يا أرحم الراحمين
آمين
لاحظت عائشة أنه ما زال يرقبها باسماً إلى جوار سيارته.
فهمست لنفسها وقلبه يتقد غليلاً تجاهه:
ـــــ والله إن اقترب لأصفعنه صفعة أخرى هذا الأحمق. أوف!.
الحمد لله ركب سيارته وسيقودها ويختفي. ليته يختفي للأبد ... أصبحت لا أحب أن أرى
وجهه ... ولكن !!.. ما الذي أتى به إلى هنا!! أليس اليوم هو يوم زواجه ! من
المفترض أن يكون في الكنيسة وليس هنا .... لا أفهم هذا
الرجل. حقا إنه لغز كبير.
انتبهت فإذ بها تقف أمام باب المستشفى تحادث نفسها، فهزت
رأسها وقالت:
ــــ ما هذا!!. ما الذي أوقفني كالبلهاء أتحدث إلى نفسي
عند باب المستشفى دون أن أدخل ! سأدخل وكفاني تفكيراً في أمور لا تستحق. بسم الله
*******************************
ما أن رأت الممرضة كلوديا، الدكتورة عائشة مقبلة بعد
غياب، حتى بش وجهها وهرعت إليها:
ــــ دكتورة عائشة! كم اشتقت إليكِ
ردت الدكتورة عائشة ببسمة امتنان:
ــــ مرحبا كلوديا. وأنا أيضا اشتقت إليكِ. كيف حالك؟
ــــ بخير. كيف حالك أنتِ دكتورة عائشة ؟ آآآ...
لحظت دكتورة عائشة أن هناك ما تريد كلوديا البوح به،
فمازحتها لتيسر الأمر عليها:
ــــ أرى كلمات تريد أن تخرج من فمك ولكنك تمنعينها
بجبروتك ههه
ـــــ ههه مممم حدث شي غريب حقاً... أتتذكرين عندما كنا
نتناول الغداء سوياً بالمطعم المجاور للمستشفى ورأينا السيد كيفن ؟
تأففت الدكتورة عائشة من مجرد ذكر كيفن:
ــــ أوه!! كيفن، كيفن، كيفن..أوف! ما الأمر يا كلوديا ؟
ــــ أشار إليّ من بعيد دون أن تلحظي. فعندما انصرفتِ
وذهبت أنا إليه قال لي إذا حدث أي شيء ملفت للنظر يمكنه أن يؤذي الدكتورة عائشة فأبلغيني على الفور. وترك لي رقم
هاتفه وبعض المال لأهتم بالأمر، وعندما سألته عن السبب، قال أريد حمايتها لأن
المسلمين مضطهدون. لذا عندما جاء رجل غريب سأل عنكِ، اتصلت به وأخبرته ولكنه لم
يلق اهتماما فتعجبت.
أسدلت الدكتورة عائشة حاجبيها دهشة وقالت:
ـــــ رجل غريب سأل عني أنا !!.... ولِم لَم تخبريني ؟
نظرت كلوديا إلى الأرض خزياً. ثم اعتذرت:
ــــ ممم فعلاً أنا مخطئة. وكان من المفروض أن أخبرك. ..ربما
ظننت أن الأمر عادي . فهو سأل عنك وعندما رأكِ من بعيد انصرف مسرعاً
سألتها الدكتورة عائشة باهتمام بالغ:
ـــ ما هي أوصافه ؟
كان ضخم البنيان، وملامحه ليست مريحة على الإطلاق.
أدركت الدكتورة عائشة أنه هو. فهزت رأسها وقالت:
ــــ ممممم أعتقد انه هو الذي اختطفني هو والأوغاد الذين
كانوا معه .
ردت كلوديا فزعة:
ــــ اختطفوكِ!!
ــــ الحمد لله أرسل الله من أنقذني
ـــ ومن هو؟
تبسمت الدكتورة عائشة وقالت:
ــــ كيفن
انفجرت كلوديا بالضحك وقالت:
ــــ عجيب أمر هذا الرجل. تظاهر أن الأمر لا يعنيه ثم أسرع
لإنقاذك ههه لا أفهم هذا الرجل دكتورة عائشة
تنهدت الدكتورة عائشة بعمق وقالت وهي تهز رأسها حيرى:
ــــ والله ولا أنا افهمه يا كلوديا .
ــــ ممممم ولكن ......... لا أعرف . أشعر أنه يحبك
دكتورة عائشة. يحبك بشدة
تربد وجه الدكتورة عائشة وقالت باحتداد:
ــــ كلوديا من فضلك، لا أحب الكلام عن الحب أو العواطف.
هذا الكلام لا يستهويني.
نظرت كلوديا في عينيها بمكر وقالت ضاحكة:
ــــــ ألا تملكين قلباً ينبض!
ــــ أجل.... أملك قلباً.... ولكن لن ينبض لرجل غير زوجي
إن رزقني الله زوجا
غضنت كلوديا حاجبيها وسألت:
ـــــ الحب حرام عند المسلمين ؟
ــــ كلوديا. الحب حرام إذا أدى إلى معصية الله. والحب
بين رجل وامرأة لا يجمعهما الزواج حتماً سيؤدي إلى فساد كبير . عافانا الله من ذلك
أطرقت كلوديا تفكر..ثم سألت عما جال بخاطرها:
ـــــ ممممم ولكن إن أحبت امرأة رجلاً، أو أحب رجل امرأة
دون أن يتبادلا الكلام عن المشاعر والعواطف... أو أقصد كان حباً صامتاً دون
الإفصاح عن المشاعر للطرف الآخر. فهل يجوز ؟
ابتسمت الدكتورة عائشة وقالت بنبرة هادئة:
ــــ كلوديا!. والله إن شغلنا أنفسنا بحب الله ما تعلق القلب بغير الله. ولكن أنا
أرى إن حدث ذلك للرجل فعليه أن يتقدم لخطبة المرأة، وان رفضت أو رفض أهلها فعليه
البحث عن غيرها، وربما يجد مع الأخرى ضالته المنشودة ... فكثيراً ما تضلل المشاعر
أصحابها، فيعتقدون أن فراق الحبيب هلاك ولكن ربما كان القرب منه هو الهلاك بعينه.
ـــــ مممممم ولكن إن أحبت المرأة رجلاً.. فهل يمكن أن تصارحه بحبها ؟ أو هل يمكن أن تطلب
منه الزواج؟
ضحكت الدكتورة عائشة وقالت:
ـــــ صعب جداً... أجمل ما في المرأة حياؤها يا كلوديا.
فكيف تقول لرجل غريب عنها أنها تحبه أو أنها ترغب في الزواج منه! مممممم أعتقد أن
تشغل نفسها بطاعة الله والتقرب إليه وأن تسأله أن يصرف عنها هذه المشاعر وأن يكتب
لها الخير مع الأصلح لدينها ودنياها والله على كل شيء قدير.
تبسمت كلوديا وقالت:
ـــــ ألا ترين أنكِ متشددة بعض الشيء؟
ــــ أنا!!.....على العكس تماماً. أنا فقط أحاول تطبيق
أوامر ربي في كل جانب من جوانب حياتي. فإذا قبضت روحي في أي وقت لا أقبض على معصية.
نسأل الله حسن الخواتيم اللهم آمين
قالت كلوديا بمكر مرح:
ـــــ ولكن عندما ستتزوجين يا دكتورة عائشة هل ستكونين
متحفظة هكذا ولا تظهري مشاعرك لزوجك ؟ههه
أطرقت الدكتورة عائشة رأسها ببسمة خجل، ثم قالت بحياء:
ــــــ أحرجتني بسؤالك كلوديا ممممم هه لا أعلم..أخجل من
هذه الأحاديث.
أوصدت الدكتورة عائشة باب أحاديث المشاعر الذي فتحته
كلوديا على مصراعيه، وقالت بحسم:
ـــــ كفي عن
الحديث كلوديا، فقد قتلنا الوقت بالأحاديث. سأذهب لأتفقد المرضى
ما أن همت بالذهاب، حتى قفزت أمامها كلوديا بأمر قد نست
ذكره عن الطبيب الذي كان يجشمها العذاب:
ــــ أوه!! نسيت أن أخبرك بأمر ستفرحين جداً عند سماعه
ــــ خيراً إن شاء الله؟
ضحكت كلوديا وقالت:
ـــــ الدكتور لوكاس
ــــ مابه ؟
ــــ وقع له حادث أصابه بشللٍ تام، وتركته زوجته وسافرت
إلى ولدها في كندا، وهو الآن يحيا بمفرده مع
الخادمة
بدا الابتئاس على وجه الدكتورة عائشة وتفوهت حزناً:
ـــــ يا الله !!.. لا حول ولا قوة إلا بالله. متى حدث
ذلك؟
ــــ منذ أسبوعين. تقريبا في اليوم التالي لأجازتك
ــــ لا حول ولا قوة إلا بالله ..... أتظنين أن هذا
يفرحني يا كلوديا!
ــــ كنت أظنك ستفرحين لأنه طالما أساء معاملتك وأهانك
أمام الجميع
ــــ لا يا كلوديا. نحن لا نشمت في مصائب الناس... عن
نفسي لا اكره الأشخاص، ولكن أكره الأفعال الصادرة عن الأشخاص. لذا فمصاب دكتور
لوكاس ألمني كثيراً. حقا حزينة لسماع هذا الخبر. أذهبتِ لزيارته كلوديا ؟
ضحكت كلوديا وأشارت إلى نفسها باستنكار وقالت:
ــــ أنا! ههه لا بالطبع. ولِم أزره !!! لم يعد رئيساً لي ولا حاجة لي بزيارته
عاتبتها الدكتورة عائشة:
ــــ أهكذا يا كلوديا ! كان من المفروض أن تذهبي وزوجك
لزيارته. ممممم انصرفي أنتِ الآن كلوديا
ــــ أمرك دكتورة عائشة
******************************
إلى باحة الكنيسة وصلت العروس في سيارة والدها، رفقة
والدتها وأمها..نزلت عن السيارة تحمل باقة زهر.تبعتها أختها تحمل علبة بها أوراق
الزهر لتنثره عليها وعلى عريسها الجميل....ولكن أين هو...هكذا تساءل
المدعوون....جرت الفتيات إلى العروس وأحطن بها يهنئنها ويتساءلن ذات السؤال الذي
ألح على الجميع...أين العريس..أين كيفن!!
وصلت سيارة السيد ماكس والد كيفن، رفقة زوجته السيدة
نيكولا، التي دارت عينها في جموع المدعوين الكبيرة باحثة عن كيفن من نافذة
السيارة..لم تجده..ليس بين الوجوه وجه كيفن..أبصرت العروس الجميلة بين صديقاتها،
فتبسمت وقالت لزوجها: العروس جميلة جداً...ولكن أين كيفن يا ماكس؟
قهقه وقال:
ـــــ سيأتي. أين سيذهب من أنجيليكا يا نيكولا ههه
ـــــ انزل يا ماكس حتى نحيي العروس وعائلتها ولكي نستقبل
تهاني الجميع بزواج ولدنا ههه
نزلا فالتف حولهما المهنئون وتلقا التهاني
والتبريكات..ثم اتجهت السيدة نيكولا إلى العروس التي بدا عليها الابتئاس:
ـــــ انجيليكا! هه زوجة ولدي الحبيب تعالي كي أقبلك
ردت العروس بفتور بعد أن تلقت قبلة على وجنتها من السيدة
نيكولا:
ــــ أشكرك جداً
ــــ ها!!.... ما بكِ ؟
ردت العروس بضجر:
ــــ تأخر كيفن. تاخر جداً. أشعر بالحرج وسط أهلي وأصدقائي
ربتت على كتفها وقالت باسمة:
ــــ لا عليكِ. سأهاتفه فوراً لأعلم أين هو
ــــ لا تفعلي. هاتفته من قبل وهاتفه مغلق أوف
نظرت السيدة نيكولا حولها، فإذ بالجميع ينظرون إلى
العروس المتجهمة، فهمست للعروس:
ـــــ أنجيليكا ابتسمي. سيأتي حالاً
ـــــ كيف أبتسم وأنا في هذا الموقف!. كنت أعتقد أنني
عندما أنزل من سيارتي سأجد كيفن بانتظاري حاملاً زهرا ,كيف أصل ولا أجده ؟؟
ــــ هدئي من روعك فقد بدا الغضب على ملامحك وبدأ المدعون
يلحظون... ابتسمي وستجديه أمام عينيكِ...،دعيني احيي والديكِ
اقترب السيد ماكس من العروس وقال لزوجته:
ــــ دعيني أنا أيضاً أحيي زوجة ولدي يا نيكولا
ردت العروس بحنق شديد:
زوجة ولدك! لم يأت ولدك يا السيد ماكس كي يتزوجني أمام
الجميع كي تلقبني بزوجة ولدك
ابتسم وقال بثقة:
سيأتي، لا تخشي شيئاً.
اتجهت السيدة نيكولا لتهنئ والد العروس الذي عصف الضيق
بملامحه:
ــــ السيد ديفيد! أهنئك بزواج ولدي كيفن من ابنتك
انجيليكا
رد تأدباً كونه يحدث امرأة:
ــــ أشكرك سيدتي نيكولا
تقدم السيد ماكس لتهنئته:
ــــ أهنئك ديفيد على زواج كيفن ولدي من ابنتك الجميلة
رد بحنق:
ــــ أشكرك سيد ماكس. أين كيفن ؟
ــــ كيفن سيأتي
أطلق زفرة وسأل بامتعاض:
ــــ متى ؟ أعتقد أنه تأخر كثيراً وبدأت والدة العروس
تتضجر. أليس كذلك يا إيفيلين ؟
انفجرت والدة العروس كالبركان السائر:
ــــ أوف! دعني الآن فلا رغبة لي في الحديث
تبسم السيد ماكس والد كيفن إلى والدة العروس التي ترقب
المداخل وتفرك يديها بتوتر..قال بنبرة هادئة:
ــــ اهدئي سيدتي ايفيلين.... إجعليها تهدأ يا نيكولا ....
سيد ديفيد! من فضلك اصطحب العروس إلى داخل القاعة حتى يدخل الجميع
لوى والد العروس شفته وقال متضجراً:
ــــ أندخل إلى القاعة قبل أن يأتي العريس! لِمَ سندخل إذن ؟
رد السيد ماكس بذات البسمة الهادئة:
ــــ ندخل نستعد لمراسم الزواج.
ثم أشار إلى جموع المدعوين ونادى بصوت جهور:
ـــــ هيا، هيا..
فليدخل الجميع إلى القاعة وننتظر العريس بالداخل
*******************************
في داخل القاعة..جلس القس دانيال بابتسامته الماكرة
والتي تنبئ عما تيقنت منه دواخله ولم يفصح عنه..واستعدت الفرقة الموسيقية التي
ستعزف الترانيم إلى جانبهم الزهور والشموع...وقع نظر السيدة نيكولا على العروس
وعائلتها ووجوههم المتجهمة، فلوت شفتها وأشاحت بوجهها عنهم، وقالت لزوجها:
ـــــ تعال يا ماكس لنأخذ البركات من آبانا دانيال، ونبتعد عن العروس وأهلها المتضجرين
ـــــ تعالي يا نيكولا
سبقت السيدة نيكولا زوجها إلى الآب دانيال، حيته وانحنت
تقبل يده:
ــــ طاب مساؤك آبانا دانيال
ـــــ طاب مساؤك السيدة نيكولا هاها أهنئك بزواج كيفن
الذي سيباركه الرب
ــــ اشكرك آبانا .. تقدم يا ماكس لنيل البركة من آبانا
قبل والد كيفن يد القس وحياه:
ــــــ طاب مساؤك آبانا دانيال
ضحك وعيناه تلمعان بالخبث:
ـــــ مرحبا والد العريس ههه تأخر العريس كثيراً. أليس
كذلك ؟
هز الأب رأسه بأسى وقال:
ـــــ ممممم تأخر يا آبانا. رغم أنه نزل قبلنا من المنزل.
ولكنه قال لديه أمراً سينجزه ويأتي لإتمام إجراءات الزواج في الكنيسة
هز القس رأسه وقال بمكر:
ـــــ ننتظر
كاتم القس نفسه حديثاً وعلى وجهه ذات البسمة الماكرة:
( ممممم يعتقدون أن الزواج سيتم ههههه أعلم أن عبد الله
لن يتزوج من أنجيليكا ...ولكن كيف؟ لا أعلم. هاها... ننتظر ما في جعبة هذا الكافر
من حيل ليخدعنا بها )
بدأت صديقات العروس ينسجن أحاديثهن وهن يرمقنها
عن بعد بشفقة..فدار بين اثنين منهن هذا الحوار الغث:
ــــ عريس أنجيليكا تأخر كثيراً والضيق بدا على وجهها
المسكينة. مممم لا أتصور أن أوضع في مثل وضعها يوم زواجي لالالالالا الموت أهون
عندي من فرار العريس ههه
ـــــ ديانا!. أتعتقدين أنه لن يأتي حقا ؟؟
ـــ لا أعرف يا مارثا. موقف محرج جداً لأنجيليكا . هيا
نذهب إليها لنهدئها بعض الشيء
أسرعت إليها الصديقتان لإثارة استفزازها:
ــــ أنجيليكا. جئت أنا وديانا لنجلس إلى جانبك بدلاً عن
العريس ههه
ــــ ها !!
ــــ ما الذي تقولين يا مارثا! أتريدين أن تثيري غضبها
أكثر! . ممممم مارثا لا تقصد يا أنجيليكا . هي فقط تقصد أن فرار العريس ليس بيديكِ
ههه
انفجرت فيهما أنجيليكا:
ــــ حقاً أنتما الاثنين أسوأ صديقتين عرفتهما بحياتي. من فضلكما ابتعدا
عني الآن
ـــــ ههه نمازحك انجيليكا . لماذا لا تقبلين المزاح !!!
تدخلت فرانزيسكا، فدفعتهما بعنف:
ــــ أوف! ابتعدا عن أختي من فضلكما. فكفانا ما نحن فيه
أستدارت إلى أنجيليكا وقالت بلطف:
ــــــ هيا يا أنجيليكا نذهب ونجلس إلى جوار الآب دانيال
حتى يأتي كيفن
قالت العروس بنبرة كسيرة وهي تغالب البكاء:
كيفن ! وأين هو كيفن!!!
جاء صوت كيفن من بعيد مزلزلاً
ــــ هأنذااااااااااااا جئت إليكِ عروسي الجميلة هههه
صرخت أنجيليكا فرحاً وقفزت في الهواء:
ــــ كيفن هههه
***************************
إلى هنا انتهت حلقتنا لهذا اليوم
التقيكم يوم الخميس القادم إن شاء الله
شكراً لحضوركم الراقي
لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة
والسلام
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
جزاك الله خيرا
ردحذفقفلت الحلقة على صباعى هههههههههههه
لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 💞
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕
وبعدين في الإثارة والتشويق دول كدة.. دي قفلة مثيرة للإهتمام...
هي تصرفات عبدالله كدة هتخليهم يشكوا فيه أكتر وخصوصاً الخبيث دانيال اللي مش عايز يشيله من دماغه
يا ترى هيخلع منهم ازاي؟؟ 🤔
متشوقين للمزيد يا جميلة..
🌷دُمتِ مُبدعة 🌷
كاميليا محمد
ردحذفلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
حلقة رائعة وشيقة وأحداثها تزداد إثارة سلمت يداك 🌹❤️
اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️أم رفيف
حذفالخبيث دانيال 😒
ردحذفياترى ياكيفن ناوي ع ايه رغم اني قرأت الرواية قبل كدة بس نسيت والله 😂😂😂
ربنا يحفظ عائشة علشان انا مش مرتاحة
يارب تكون واخد بالك يا كيفن من الخبيث دانيال 😟
تسلم ايدك يا استاذة هوبة
ومعذرة ع التأخير 🙈