حارة الموعودين( السادسة)


 

 

كانت خطوات شحتة التائهة تأخذه من عطفة إلى عطفة ومن زقاق إلى آخر شارداً في أمه التي تحتاج إلى من يصطحبها إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الللازمة، بعد أن أيقن أنه لن يستطيع مرافقتها..قد شددت عليه أمه ألا يخبر أحداً من الأقارب لغرض في نفسها.. فمن الذي يستطيع أن ينوب عنه في تلك المهمة دونما تأفف ودون غضبة من أمه.. أجل .. إنها هي تلك المرأة التي طرأت على باله كهالة القمر المتوشحة بالضوء.. إنها السيدة أم نهى بائعة الخضار.. أسرع الخطوات صوب دكانها ...... لسوء حظه وجده مغلق.. فقد أنهت المرأة يومها المليء بصخب البيع والابتياع، وآبت إلى بيتها لتسكن إلى هدآة الدجى رفقة ابنتها.. أطرق مفكراً هل يصعد إلى المنزل أم يمضي في طريقه.. حسم أمره بالصعود... عند الباب وقف يقرع الجرس على استحياء.. أتاه صوت أم نهى تسأل في حذر:

 

مين؟

 

أنا شحتة يا خالتي ام نهى

 

أخذتها الدهشة، وأسرعت تتستر وفتحت الباب باسمة:

 

أهلاً يا باشمهندس

 

تبسم ووخزة لقب مهندس تنهش قلبه، وحياها:

 

أزيك يا خالتي ام نهى

 

الحمدلله يا ابني، خير؟

 

..... في الحقيقة أنا كنت محتاج منك خدمة

 

من عيني، اتفضل

 

بصراحة يا خالتي ام نهى، والدتي محتاجة تروح المستشفى بكرة الصبح الساعة تسعة إن شاء الله عشان تعمل شوية فحوصات.. أصلها تعبت شوية الصبح، وحست إن العلاج ما جابش نتيجة، عشان كدة لازم تروح المستشفى وتشوف إذا كانوا الدكاترة هيكتبولها على علاج جديد  ولا رأيهم ايه.. وأنا طلبت من المعلمة جباير اجازة عشان اروح مع والدتي، كان للأسف رفضت

 

ولا يهمك يا باشمهندس، أنا هروح مع والدتك، على الأقل نرد جزء من أفضال الأبلة رجاء علينا، هو انا انسى إنها كانت بتذاكر لنهى بنتي في الابتدائي وتديها درس خصوصي عندكو في البيت من غير ما تاخد مني ولا مليم، وتقولي نهى دي بنتي مش بنتك لوحدك.. بصراحة والدتك ووالدك كمان الأستاذ ابراهيم الله يرحمه ونعم الناس اللي سكنوا حارة الموعودين

 

اتسعت ابتسامته وأثنى عليها:

 

والله يا خالتي ام نهى أنا ما لجأت لحد غيرك، وكنت عارف انك مش هتردي طلبي. انتِ فعلاً ونعم الجارة، ونعم الام لينا كلنا هه مع إني مش عايز أكبرك

 

هه كل شباب الحارة وبناتها ولادي يا باشمهندس.. قبل الساعة تسعة الصبح، هتلاقيني عندكو إن شاء الله، وهسيب الدكان لنهى

 

أطرق خجلاً، ثم قال:

 

آسف والله إني هعطلك وهزعج الأنسة نهى

 

مافيش عطلة ولا حاجة، نهى ماعندهاش محاضرات بكرة، ما تشغلش بالك، بالسلامة انت يا ابني

 

الله يسلمك يا خالتي ام نهى.. متشكر

 

************************************

عاد شحتة إلى البيت، فألفى والدته تجلس في الردهة وتقرأ في المصحف مرتدية نظارتها..ألقى السلام ببسمة منهكة وجلس قبالتها:

 

السلام عليكم يا أمي

 

انتبهت لعودته، فخلعت نظارتها ووضعت المصحف جانباً، وردت عليه سلامه

 

عليكم السلام يا حبيبي

 

اخدتِ الأدوية في مواعيدها  ؟

 

ايوة الحمدلله، نسأل الله الشفاء...  ايه.. مالك شكلك مجهد كدة يا محمد؟

 

هه مش بشتغل مع المعلمة جباير!

 

فطبت جبينها وقالت بنبرة حزنى:

 

دايماً بدعي ربنا إن وضعك المؤلم ده يتغير قبل ما اموت، عشان ما اموتش بحسرتي على حالك

 

انزعج وقال بحنو:

 

بعد الشر عليكِ يا أمي، ربنا يخليكِ ليا

 

تنهدت وقالت:

 

ويخليك يا ابني.. هدخل أنام بعد إذنك عشان اقدر اصحى لصلاة الفجر، وبعدها نستعد للمستشفى

 

آآآ بصراحة يا أمي أنا مش هقدر أجي معاكِ. جباير ما سمحتليش بالأجازة.

 

بدا الحزن على ملامحها وقالت:

 

يعني هي للدرجة دي الست دي ما عندهاش رحمة! يعني هي مش عارفة إنك إبني الوحيد وما عنديش غيرك يوديني المستشفى! هي ترضى لما تحتاج لابنها حد يمنعه عنها وما تلاقيهوش جنبها!!

 

تنهدت من عمق حسرتها، ثم استطردت بانكسار:

 

خلاص، هروح لوحدي لإني مش عايزة حد من العيلة يجي معايا، لإن لو حد فيهم عرف هيقول للباقي ويجوا يزوروني وأنا ما بقيتش أقدر اتحمل ضغط الزيارات وخصوصا إني لوحدي طول النهار ومش هقدر أضايفهم.. ربنا يعيني وأروح الصبح إن شاء الله

 

أنا كلمتلك خالتي أم نهى الخضارية عشان تيجي معاكِ، وهي رحبت جدا

 

وليه يا ابني تزعج الست ونتعبها معانا! دي وراها دكانها وأكل عيشها

 

نهى هتقف مطرحها عشان ما عندهاش محاضرات بكرة... خالتي ام نهى بتحبك قوي وحافظة جمايلك مع نهى

 

وانا كنت عملت ايه! احنا جيران وده حقهم عليا

 

هه يبقى خلاص، خالتي ام نهى بتتعامل معاكِ بنفس المنطق، انتو جيران وده حقك عليها

 

تبسمت بوهن وقالت:

 

ربنا يديم المعروف. انا سايبالك العشا جاهز على التسخين

 

هز رأسه باسماً، فقامت عن مقعدها وهمت بالاتجاه إلى غرفتها، فتذكرت أمراً عن مخطوبته فقالت:

 

أه صحيح كنت هنسى. ملك اتصلت بيك وقالت انها حاولت تكلمك لكن كان في مشكلة في الاتصال، وبتقولك كلمها أول ما تيجي

 

حاضر يا أمي، هكلمها حالاً

 

دخلت أمه إلى غرفتها، فأمسك بهاتفه وضغط رقم مخطوبته، فردت والدتها وهي شقيقة والدته:

 

السلام عليكم، ازيك يا محمد

 

عليكم السلام ورحمة الله، الحمدلله يا خالتي نهال، ازيك انتِ؟

 

الحمدلله يا حبيبي، معلش ملك رجعت من العيادة ويادوب اتوضت ودخلت تصلي العشا، وقالتلي لو محمد اتصل قوليله يجي يسهر معانا شوية. على ما تيجي يكون عمك يوسف جه من المكتب، وهو بكرة ما عندوش محكمة، وعازمنا على سهرة عائلية لطيفة هه

 

والله ماليش مزاج يا خالتي

 

طيب بلاش عشان خاطري، تعالى عشان خاطر ملك وعمك يوسف

 

هه خاطرك عندي أغلى من الكل يا خالتي والله، جاي عشان خاطرك

 

هه ربنا يجبر بخاطرك يا حبيبي

 

*****************************************

 

رحبت به خالته في بيتها بحفاوة كبيرة

 

أهلاً بيك يا محمد، ليك وحشة والله، بقالك أسبوعين ما جيتلناش

 

معلش والله يا خالتي، بخلص الشغل بحس إني منهك جدا وعايز أنام

 

أطرقت كاتمة حسرتها على عمله المهين، وهو ربيب الكرام. سرعان ما رفعت رأسها باسمة وقالت: بس ما كانش لك حق تجيب الحلويات الغالية دي

 

دي حاجة بسيطة يا خالتي.. هي ملك صلت ونامت ولا ايه ههه

 

ههه أصلها بتحب تصلي السنن والقيام وتقرأ ورد القرآن بتاعها بالمرة..  هقوم اشوفهالك، يكون عمك يوسف رجع من برا، أصله اتصل وقالي انه خلص المكتب و نزل يلف على نوع دوا ضغط مش لاقيه في الصيدليات

 

فعلاً الأدوية ناقصة واللي موجود غالي بشكل مخيف

 

ربنا يشفي كل مريض يا ابني.. رجاء عاملة ايه؟

 

الحمدلله تمام

 

هبقى أزورها في أول فرصة إن شاء الله، عن إذنك هروح أعملك فنجان قهوة على ما ملك تخلص صلاة، ولا تحب اجيبلك عشا خفيف؟

 

لالا ماليش نفس. حتى أمي كانت سيبالي العشا على الرخامة، شيلته في التلاجة عشان ما يخسرش

 

على راحتك، مش حابة أضغط عليك هه عن إذنك هعملك القهوة

 

اتفضلي

 

غادرت خالته الغرفة، فشرد في أشياء لا متناهية وتاه في طرقات دواخله، وفجأة سمع صوتأ قرابة أذنه أفزعه

 

بخخخخ

 

ايه ده! بسم الله الرحمن الرحيم

 

إنها ملك خطيبته الطبيبة النفسية المرحة، جاءت تداعبه، تعالت قهقهته وقال:

 

يا بنتي مش هتعقلي بقى!

 

ههه اعقل ازاي يا ابني! لالا اعمل حسابك انت هتتجوز دكتورة نفسية، يعني دماغها ضربت من كتر الحالات اللي بتشوفها ههههه

 

ههههه والله يا ملك ما بضحك إلا اما بكون معاكِ

 

ههه هو انا اراجوز! على العموم مقبولة منك يا باشمهندس

 

أطرق وقال متحسراً:

 

باشمهندس!!

 

لا بقولك ايه الله يكرمك، مش ناقصة كآبة، أنا بعتلك تيجي عشان نفرفش شوية، لو ناوي تقلبها تراجيدي يبقى اتوكل على الله روح وخد حلوياتك معاك، بس ابقى سيب البسبوسة عشان بحبها قوي هههه

 

ههههه أنا أديكِ عنية يا ملك

 

يا حبيبي انت، ايوة كدة الكلام الحلو اللي يطلع الواحد من جو الاكتئاب اليومي. إنما بقى تقعد تقولي انا مهندس وازاي اشتغل شغلانة زي دي! وازاي بقالنا سنتين مكتوب كتابنا ومش عارفين نتجوز، وازاي لحد دلوقتي ما استلمناش الشقة اللي هنتجوز فيها!! ... يا خبر! تصدق أنا اللي اكتئبت لما جيبت سيرة الحاجات دي! ههههه.....  أنا مش عايزة اشوفك زعلان أبداً يا محمد.. صحيح الدنيا مش لذيذة معاك قوي، بس برضو فيها حاجات حلوة، كفاية أنا في حياتك هههه دانت ملكت الدنيا كلها يا ابني

 

هههه ده حقيقي يا ملك.. تعرفي إن وجودك في حياتي أكبر داعم ليا!

 

وانا سعيدة إني أسمع منك الكلام الحلو ده .. مش كل واحد اشتغل بشهادته قدر يحقق اللي كان بيتمناه من خلال عمله.. عندك بابا وماما ومهاب اخويا مثلاً.. بابا اتخرج من كلية الحقوق وكان كل همه يبقى محامي شريف يدافع عن الحق ويجيب حق المظلوم من الظالم.. اكتر من تلاتين سنة في مجال المحاماة، ومش بيدافع غير عن الحق عشان يتحقق العدل.. لكن للأسف اكتشف إن أغلب الناس مش عايزة محامي شريف، بالعكس، عايزين محامي حلانجي يلعب بالبيضة والحجر، مش عايزين نزاهة ولا شرف، عايزين محامي يمكنهم من أكل حقوق غيرهم وهما مرتاحين الضمير ههه احنا في سيرك مش في دنيا ههه عشان كدة بيتقال على بابا إنه محامي فاشل، ويمكن في الشهر كله ما بيجيلوش قضية أو اتنين.. ولولا إيراد القيراط اللي عنده في البلد كان زماننا بنشحت هههه وعندك ماما الست خالتك مدام نهال.. هي كمان لما اتخرجت من الحقوق اشتغلت في الشؤون القانونية لشركة كبيرة، ماما بقى نفسها قصير وما قدرتش تتحمل كم الكدب والغش والزيف اللي حاوطها من كل اتجاه، استسلمت بعد خمس سنين بس ورفعت الراية البيضا وتركت ساحة الحرب وقعدت في البيت ههه  مم أما مهاب بقى واللي كان أمله يتخرج من كلية سياحة وفنادق ويشتغل في الخارج، اهو راح اشتغل في مجال السياحة في تركيا، وبيتعرض لعنصرية رهيبة من بعض الأتراك وبيستخدموا كل الوسائل عشان يطيحوا بيه، ده غير تعنت القوانين الجديدة للأجانب هناك .. وبيفكر جدياً إنه يرجع بشكل نهائي لأنه اتحطم نفسياً، وقال لماما في مكالمته الأخيرة، أنا أرجع بلدي واشتغل في الفاعل واشيل زلط ورمل أحسن هه، يعني بالاختصار كدة ماحدش مرتاح ههه فنرضى بحالنا أفضل... ومش معنى كلامي إني بقولك ارضى بالواقع، لا، لازم تسعى للوصول لهدفك، إنت مهندس، ومكانك في صفوف المهندسين، وأنا عندي يقين إن الأمر ده هيتحقق إن شاء الله بشوية صبر ومثابرة

 

إن شاء الله يا ملك....... عايز اعترفلك بحاجة يا ملك

 

ممم خير، عملت ايه من ورايا يا باشمهندس؟ على العموم مسموحلك بتلات غلطات في الأسبوع واسامحك عليهم، انما الغلطة الرابعة مستحيل أفوتها ههه ها عايز تعترف بإيه يا حبيبي؟

 

زفر أنفاسه متحيراً، وقال:

 

انتِ عارفة إني عمري ما كنت فظ ولا بتعامل مع حد بتعالي... لكن... لكن البنت الخدامة اللي اسمها سوكا اللي بتشتغل في بيت المعلمة جباير، مش عارف ليه دايماً كل ما تتكلم معايا أرد عليها بعصبية وبتعالي.. لدرجة إني أهنتها النهاردة.. هي طبعاً حبت تنتقم وتردلي الإهانة، لكن أنا جرحت كرامتها وواجهتها بحقيقة نفسها وإنها مش أكتر من خدامة .. هي بتحاول تتوددلي رغم إنها عارفة إني خاطب.. عارفة إني أعلى منها ثقافيا وعلمياً واجتماعياً.. ومع ذلك دايماً تتجرأ وتحاول تتقرب مني

 

ممم شوف يا محمد، إنت من جواك حاسس إنك لو تباسطت مع البنت دي، الكلفة هتروح وهتتعامل معاك كأنك واحد من نفس الدرجة المجتمعية بتاعتها، وده طبعاً من رابع المستحيلات بالنسبة لك، لأن ده لو حصل يبقى معناه إن درجتك العلمية وثقافتك ذهبت أدراج الرياح.. الدرجة العلمية دي إنت متمسك بيها وبتعتبرها درع وقائي يحميك من الانزلاق في الهوة السحيقة اللي جاية منها سوكا.. عشان كدة إنت بتتعامل معاها بعدائية شديدة. ببساطة كدة هي العو المخيف بتاع الجهل والتدني اللي بتدفعه بعيد عنك عشان ما يجركش معاه ههه

 

ده حقيقي يا ملك.. فعلاً أنتِ عرفتِ تعبري عن كل الصراعات اللي جوايا.. عرفتِ تترجمي كل الطلاسم اللي أنا نفسي مش عارف أفسرها

 

ههه طب هات ربع جنيه بقى

 

ههه

 

شوف يا محمد.. بالنسبة للبنت اللي اسمها سوكا دي، واضح انها بنت متطلعة.. نفسها تعيش حياة غير حياتها.. هي بتشوف فيك النموذج اللي كانت تتمنى إنها تكون زيه، نموذج الإنسان الراقي المثقف اللي كان نفسها تكون لائقة بيه.. هي مش عايزة تاخدك لتحت، بالعكس، هي عايزاك تاخدها لفوق، ومش شايفة عائق قدامها، حتى خطيبتك هي مش شايفاها عائق، لإنك ممكن تفسخ خطوبتك عشانها.. العائق الوحيد اللي قدامها هو انت، عشان كدة بتحاول تقتحمك عشان توصلك بالقوة

 

ههه ملك، إنتِ مش غيرانة؟

 

هه أنا بتعامل في اللحظة دي كطبيبة نفسية.. لكن والله لو شفتها بتقرب منك لكون مخلية وشها مكان قفاها

 

هههههه يعني تنصحيني أعمل معاها ايه؟

 

انصحك توصلها ردك القاطع والحاسم بطريقة ما تجرحهاش، لإنها في الآخر إنسانة، إنسانة ولها مشاعر لازم تحترم.. خليك لطيف وفي نفس الوقت حاسم عشان تقطع عليها طريق العودة

 

دخلت والدتها تحمل القهوة:

 

القهوة يا ولاد هه اتفضل يا محمد

 

متشكر يا خالتي. اومال عمي يوسف فين؟

 

عاد الأستاذ يوسف من الخارج، يحمل بعض الأكياس، ويقول:

 

أنا جيت اهو يا باشهندس ههه عاش من شافك يا ابني

 

وقف محمد لمصافحته باسماً:

 

أهلاً يا عمي يوسف، أخبارك ايه؟

 

الحمدلله تمام. لفيت على دوا الضغط بتاعي ما ليقتوش، وفي الآخر اضطريت اجيب البديل بتاعه ههه بيقولوا كويس وله نفس المفعول ههه أما نشوف

 

ربنا يشفيك ويعافيك يا عمي

 

الله يخليك يا ابني

 

نظر الرجل لابنته وأخرج باكو من الشيكولاتة وقال بلطف:

 

ملوكة، جبتلك الشيكولاتة اللي بتحبيها يا حبيبتي

 

ههه يا حبيبي يا بابا، ربنا ما يحرمنيش منك.. شايف يا محمد، احفظ بقى نوع الشيكولاتة ده عندك عشان تجيبلي منه زي بابا ما طول عمره بيعمل

 

ههه يا سلام! من عنيا، ولو اني عمري ما هكون في حنية بابا عليكي

 

انشرح صدر الرجل وقال:

 

ربنا يحنن قلبك عليها ويخليكو لبعض يا ابني

 

أعطى الأكياس لزوجته وقال:

 

اتفضلي يا نهال، دول شوية لب وتسالي لزوم السهرة، وضبيهم واعمليلنا دور شاي على ما اغير هدومي

 

حاضر يا يوسف ههه ده السهرة هتحلو قوي بقى

 

********************************************

في صبيحة اليوم التالي، توقفت سيارة المعلم عدوي عند وكالته، ونزل السائق مهرولاً يفتح له الباب:

 

اتفضل يا معلم

 

نزل عن السيارة متعاظماً، واتجه إلى الوكالة قابضاً على صولجانه، وعمال الوكالة يحيونه.. اتخذ الخطوات إلى مكتبه، فهرع الفراش حين رآه لفتح الباب منحنياً:

 

صباح الفل يا معلم

 

صفعه المعلم على قفاه وقال:

 

يسعد صباحك ياض يا حنكش، روح اعملي فنجال قهوة مظبوط، وإياك الوش يسقط منك، هتبقى انت الجاني على نفسك

 

أجاب حنكش وهو يفرك قفاه من ألم الصفعة:

 

هظبطهولك إن شاء الله يا معلم

 

طب اختفي عشان مش فاضيلك، وابعتلي الريس شردي في سكتك

 

من عنيا يا معلم

 

استأذن رئيس عمال الوكالة في الدخول:

 

صباح الخير يا سيد المعلمين

 

صباح النور يا ريس عباس، ايه العبارة؟

النهاردة معاد قبض العمال يا معلم

 

وماله، نقبضهم، كل واحد أولى بعرقه، هاتهوملي

 

حاضر يا معلم

 

وقف المعلم واتجه إلى خزانته الممتلئة برزم الأموال، وأخرج منها بعض حفنات المال، وأغلقها واتجه صوب الباب ينتظر العمال.. جاؤوا في صف طويل، يحنون الرؤوس، اقترب الأول ليأخذ أجرته، فصفعه المعلم على قفاه، وأعطاه لعاعة  المال، وقال:

 

مبسوط ياض؟

 

رد وهو يفرك قفاه:

 

ربنا يخليك لينا يا معلم

 

وجاء الواحد، تلو الآخر، والمعلم يتبع ذات المنوال، كل منهم يأخذ حفنة من المال، وصفعة على قفاه، ويدعو للمعلم بطول البقاء، حتى جاء هذا الرجل، وبعدما أخذ الصفعة وحفنة المال، نظر إلى ما بيده من مال زهيد ورفع رأسه يقول:

 

بس الأجرة دي قليلة قوي يا معلم، وما تكفيناش عيش حاف، واحنا ورانا بيوت ومصاريف وعيال، يا معلم احنا اللي  شايلين الوكالة على كتافنا، وعرقنا تشهد عليه كل حبة رمل فيها

 

تأثر المعلم بكلماته وبدت الشفقة على وجهه، وقال: يعني الأجرة دي ما بتكفيكش؟

 

قال منحنياً

 

لا يا معلم، وربنا ما بتكفي

 

قال المعلم بشفقة شديدة

 

يبقى لازم تاخد حقك

 

صفعه المعلم صفعة أقوى على قفاه، وقال:

 

ايه رأيك كدة؟ مرضي؟

 

قال وهو يفرك قفاه من شدة الصفعة:

 

مرضي يا معلم، ربنا يخليك لينا

 

تعيش

 

مضى الرجل وأتى من بعده، واستمر المعلم على منوال حفنة المال والصفعة، حتى انتهى الصف، وعاد لجلسته على مكتبه في انتظار كبير رجاله الريس شردي

 

أتاه الريس شردي، دق الباب ودخل يحيه:

 

صباح الرجولة يا معلم

 

صباح النواعم والخلاخيل يا شردي

 

استاء شردي ورد باستنكار

 

ليه بس كدة يا معلم!

 

عشان انا لا شايفك راجل ولا العيال اللي تحت ايديك رجالة من يوم ما طلعوا عليكو رجالة جباير ورفعوا عليكو السلاح وخدوا البضاعة، ورجعتولي مدلدلين رقابيكو زي الحريم

 

الكترة تغلب الشجاعة يا معلم

 

كترة ايه يا شردي! بقى شوية عيال لاممهم نويشي ببناطيل ساقطة ولابسين حلقان وحظاظات، يغلبوك أنت والرجالة اللي شنباتهم يقف عليها الصقر!!

 

يا معلم دول مش أي عيال، أنا بحثت واستقصيت عنهم وعرفت إن الريس نويشي منقيهم ع الفرازة، كل واحد فيهم طول بعرض وزي الفلق، جتت متكلفة. دي المعلمة جباير فاتحالهم صالة جيم وجيبالهم مدربين كاراتيه وكونغ فو  من بلاد برا، وجايبالهم خبرا تغذية، مش أي أكل بياكلوه، ولا أي سلاح ماسكينه وحوش يا معلم، دول ولا العصابات الامريكاني، نزلوا من عربيات سودة ولابسين اقنعة سودة وماسكين أسلحة عمرنا ما شوفناها، ومعاهم كلاب بوليسية، شكلها بس جمد الدم في عروقنا

 

 

الله يخرب بيتك يا جباير، الولية دي دماغ، دماغ بصحيح.. يعني بتصرف عليهم كأنها داخلة حرب مش تجارة.... طب والحل ايه دلوقتي!! هنسيبهم كل مرة يدونا على قفانا ونرجع نعيط زي الولاية!!

 

اصرف ع الرجالة جامد يا معلم، زي ما بتعمل المعلمة جباير

 

صمت يفكر هنيهة، ثم قال بحسم:

 

الرجالة محتاجين ريس جديد

 

بهت الرجل وقال:

 

بتستغنى عني يا معلم عدوي بعد السنين دي كلها!

 

ما تبقاش عبيط يا شردي، أنا ما استغناش عن واحد  من رجالتي إلا  لو خاين. وانت مش خاين، انت خايب وعضمك ابتدا يطرى  بس

 

.... كلامك صعب قوي يا معلم

 

لازم اوجعك بالكلام عشان تعرف غلطك يا شردي، احنا في وسط بحر موجه عالي ومليان حيتان، ولو ما معناش ملاح ابن حنت، عارف البحر ودهاليزه، هنتوه وسط المية والمركب تغرق، ولحمنا ياكلوه الحيتان.. الوضع مافهوش طبطبة ولا جبر خواطر  .. أنا هكلم جميل بيه عشان يشوفلي راجل من رجالته اعتمد عليه ويأمنلي وصول البضاعة بسلام وأمان، ويقطم وسط رجالة جباير لو قربوا من البضاعة، راجل كدة يكون هو الكل في الكل

 

طب وانا يا معلم!!

 

انت هتبقى الرجل الثاني زي رشدي أباظة  ههههه

 

دق جرس هاتف المعلم، فأبصر رقماً غريباً، فأشاح بيده لشردي وقال:

 

اتكل دلوقتي يا شردي عشان مش فاضيلك

 

خفض رأسه وخرج حزيناً بعدما أدرك أن العلم عدوي، قرر أن يأتي بمن يتسيد عليه، بعدما كان سيد رجاله الأوحد

 

رد المعلم على الهاتف، فأتاه صوتاً نسائياً متغنجاً:

 

تشاو معلم عدوي ههه، أنا ميسون

 

انتشى المعلم وقال:

 

طب وربنا كنت مستنظر المكالمة دي على نار يا مارسون

 

ههه ميسون يا معلم، لحد دلوقتي ما حفظتش اسمي!

 

قهقه وقال:

 

مش حافظ اسمك، لكن رسمك مطبوع جوا قلبي .. أنا من ليلة ما شوفتك وانا ما بنامش ومدور اسطوانة مضناك جفاه مرقده

 

ههه ممم جراتسي معلم عدوي

 

الله يخليهوملك .. مش هنشوف الطعم بقى ونتأنس بيه ولا ايه؟

 

هه شوفتلي الشغل؟

 

شغل ايه بس! هو الغزال اللي زيك يشتغل ويتعب نفسه برضو! اللي زيك يتفرشلها قصر ويتجاب تحت رجليها خدم

 

ههه وده مين بقى اللي هيقدرني ويعمل اللي استاهله!!

 

هه محسوبك المعلم عدوي.. اديني العنوان عشان أدخل البيت من بابه واكلم أهلك، المعلم عدوي سيد من يعرف في الأصول

 

شعرت أن ثمار شجرة آمالها، قد حان قطافها، فأشرقت دواخلها، وقالت:

 

انت تشرف يا معلم.. اكتب العنوان

 

هكذا حسم المعلم عدوي أمره، بالزواج من ميسون، وأعرض عن زيجة هالة

**********************************************

نزلت سوكا خادمة المعلمة جباير، للقاء شقيقها سائق التوكتوك الذي هاتفها لأمر ما، فوجدته ينتظرها في إحدى العطفات، فكلمته باحتداد

 

عايز ايه يا واد يا رضا؟، هو انت اتعلمت كل يوم والتاني تنطلي!

 

اعمل ايه بس يا سوكا يختي! محتاج قرشين

 

زفرت ورفعت حاجب وقالت:

 

طب وانا مالي!

 

الله! اومال يعني لما احتاج اميل على مين غير اختي!!

 

ردت باحتداد:

 

هو انت ما تفتكرنيش غير لما تكون عايز فلوس! اومال بتودي فلوس التوكتوك فين!

 

....بصرفهم

 

اه طبعاً، بتصرفهم على الكيف بتاعك

 

يووه كل الشباب كدة

 

قصدك كل الشباب البايظة اللي انت منهم، بقولك ايه يا ولا، ما تتصلش بيا تاني، من الآخر كدة معرفتك ما تشرفش، ياااه كان نفسي كدة يبقالي أخ قيمة وسيما اتباهى بيه، مش حتة سواق توكتوك

 

يوه! انتِ هتقطميني! اومال عايزة واحد زي حالاتي ما معهوش شهادات يشتغل ايه! ضاكطور!!

 

نظرت إليه باشميزاز وقالت:

 

اخيه! حتى مش عارف تقول دكتور وتسترقى زي ولاد الذوات!

 

هأهأ، واحنا مالنا ومال ولاد الذوات يا بت!! داحنا ابونا كان فواعلي بالأجرة، يشيل رمل، ويشيل زلط على دماغه

 

وهي امك اللي خطفته من امي وموتتها بحسرتها ما صرفتش عليك ليه يا اخويا! مش كانت صاحبة ملك!!

 

اخواتي بيعوها اللي حيلتها وعايشة ع السلف بعد ابويا ما مات

 

ازاحته عن طريقها بقرف وقالت:

 

انت هتحكيلي تاريخ حياتك المقندلة! اوعى يا واد، وما عنتش تتصل بيا تاني

 

استني بس يا سوكا، طب اديني مية وخمسين جنيه ومش هتشوفيني تاني

 

لا، قلت لا

 

طب يعني اعمل ايه! اروح اشحت ولا اغني كتاب حياتي يا عين يمكن اصعب ع الناس!

 

لمعت عينها مع فكرة عبرت خاطرها وقالت:

 

واد يا رضا، ما تغني يا واد، ما انت صوتك حلو، ولو غنيت هيبقالك سميعة ومعجبين

 

قهقه وأخذ يضرب الأرض بقدمه من شدة الضحك، فنهزته في صدره وقالت غاضبة

 

ايه يا واد! وانا قلتلك نكتة! الحق عليا عايزة اعلي مقامك بدل ما هو واطي والناس باصالك وبصالي من فوق، بس باين عليك وش فقر وهتعيش وتموت بتلف الحواري بتوكتوك، أنا ماشية

 

استني بس يا سوكا، يعني انتِ بتتكلمي جد؟

 

اومال يعني بهزر!

 

أخذ يهرش رأسه مفكراً، ثم قال:

 

طب يعني يابت هتديني فلوس اعمل بيها كام غنوة حلوين؟

 

ضحكت وضربته على صدره

 

ينيلك يا ولا ضحكتني، هو انا معايا فلوس للهم ده! انا كنت هكلملك المعلمة جباير

 

تهلل وجهه وقبض على ذراعيها وقال:

 

بتتكلمي جد يابت؟

 

ردت وعيناها شاردة في شحتة المهندس الخادم الذي يتعالى عليها وقالت بإصرار:

 

ايوة يا ولا، ده يبقى يوم المنى لما اخويا يبقى مطرب كبير ومقامي يعلى بعد مقامه، والكل يعرف قيمتي وما يتكبرش عليا تاني

 

رفعت حاجباً وقالت:

 بس على شرط يا ولا يا رضا

 

وانا تحت أمرك يختي؟

 

مممم العز اللي هتبقى فيه، هنبقى فيه شراكة، يعني الخير يعم عليك وعليا

 

وانا عنيا ليكِ يختي ههه يااااه يا بت لو الدنيا اديتنا وشها بدل قفاها اللي مصدرهولنا، وتبقي سوكا هانم اخت المطرب الكبير رضا برشامة

 

لكمته في صدره وصاحت به:

 

برشامة ايه يا منيل، انت عايز تودينا السجن!

 

يا ستي خلاص مش مهم الاسامي دلوقتي، المهم المعلمة توافق

 

هكلمهالك يا ولا، وصلني بالتوكتوك لحد العمارة، واستنناني تحت، لو المعلمة رضيت تقابلك هرن عليك تطلعلي على طول

 

ماشي، بركاتك يا معلمة جباير

*********************************

 

 

كانت المعلمة جباير مستلقية على الأريكة وعلامات الكدر تعلو وجهها، وزفرات الغيظ تكاد تحرق ما حولها، حين عادت سوكا إلى المنزل ، وقد أحنت رأسها تذللاً لتطلب بغيتها:

 

معلمة جباير

 

رجعتِ يختي!! كنتِ فين ده كله!

 

 

ما انا قلتلك يا معلمة إني نزلت أقابل اخويا رضا، أصل أنا محرمة عليه يجيلي هنا.. آآآ معلمة، بقولك ايه، ، اخويا رضا واقف تحت وعايز يقابلك

 

رضا! اخوكِ من ابوكِ اللي كل يوم والتاني ينطلك عشان يقلبك في قرشين؟

 

ما هو غضب عنه، مامعهوش فلوس وحالته كرب، مع اني والله اديتله كلمتين وقولتله أنا مش قاعدالك على بنك والقرش اللي معايا شايلاه لعوزة الزمن

 

أه، وانا مالي بقى جاية تصدعيني ليه؟

 

ما انا قولتلك يا معلمة انه عايز يقابلك عشان تشوفيله شغلانة

 

وأنا يا بت مالي ومال اخوكِ يشتغل ولا يولع، خليه في التوكتوك بتاعه لايق عليه، وبعدين ده واد صايع ما معهوش شهادات

 

لا وربنا يا معلمة, طب ده ساقط اعدادية وبيعرف يستقرا زي الجن، وبصراحة كدة هو مش عايز شغلانة من اللي بالك فيهم

 

اومال عايز ايه يختي؟ يشتغل سفير في الامم المتحدة! غوري يا بت خليني في الهم اللي راكبني

 

اصبري بس يا معلمة واديني فرصة، أصل اخويا رضا صوته حلو قوي وعايزك تسمعيه وتديله فرصة

 

هيهيهييييي يوه ضحكتيني يا بت وانا ماليش نفس، حد قالك اني شغالة في السيما!!

 

وربنا انتِ احسن من اللي شغالين في السيما، بصي يا معلمة، أنا هجيبهالك على بلاطة، انتِ لو سمعتيه وصوته دخل مزاجك يبقى تعمليله مهرجان

 

مهرجان!!

 

ايوة,  كام غنوة كدة يرقصوا الناس ويفرحوهم ويفرحونا احنا كمان

 

هرشت المعلمة في رأسها وقالت:

 

طب وافرضي صوته ما عجبنيش؟

 

ولا حاجة، يبقى يا دار ما دخلك شر، ونقوله خليك في التوكتوك يا ساقط اعدادية

 

ممم طب هاتيلي الشيشة وقوليله يطلع

 

ههه ربنا يخليكِ لينا يا معلمة، هوا وكل اللي طلبتيه يكون عندك

 

******************************************

سبقته أخته وقالت، تعالى يا رضا عشان تنول الرضا هههه

 

دخل شاب زري المظهر، وله شعر أشعث يرتدي أساور بلاستيكية في يده، فقدمته أخته للمعلمة وهي تقرقر بنارجيلتها:

 

اخويا رضا يا معلمة جباير

 

حياها

 

مساء الفل يا معلمة جباير

 

تطلعت إليه من أعلى إلى أسفل باشمئزاز من هيئته، ثم قالت:

 

انت بقى رضا!

 

خدامك يا معلمة

 

ممم اختك بتقولي ان صوتك حلو يا ولا

 

اسمعي واحكمي

 

وماله، سمعني

 

اخذ وضع الاستعداد وبدأ في غناء غث

 

ايوة ايوة  يا سلاااام يا سلااااام

 

ده كلام يا ولااااا ولا في الاحلام

 

اهدى يا صاااااااحبي اهدى استهدى

 

ما بلاش شغل الايه والآه ددده

 

بدأت المعلمة تنتبه باهتمام وتهز رأسها ويدها طرباً لصوته، وأخته تهتز بجانبه وتطرقع أصابعها، وهو مستمر في الغناء

 

اهدى يا صااااحبي اهدى استهدى

 

ما بلاش شغل الإيه والآه ددددده

 

انتهى فحيته المعلمة بانتشاء

 

الله، ايه الحلاوة دي يا ولا، ما ابدعك

 

هههه يعني عجبتك يا معلمة؟

 

اومال، وهعملك اجدع مهرجان

 

تهلل وجهه ووجه أخته التي شكرت المعلمة بفرحة عارمة

 

ربنا يخليكِ لينا يا اجدع معلمة في حارة الموعودين، روح بوس ايد المعلمة يا ولا يا رضا

 

هرع إلى المعلمة يقبل يدها، ويشكرها بكل جوارحه:

 

ربنا يخليكِ لينا يا معلمة، ياااه فينك يا امّا تشوفي الهنا اللي ابنك فيه، المعلمة جباير بحالها هتعملي مهرجان

 

زفرت أنفاس النارجيلة وقالت:

 

باين عليها امك دعيالك يا ولا، اعتبر نفسك مطرب من الليلة

 

هههه الليلة عيد وربنا آآآه بس يعني امتى هتعمليلي المهرجان؟

 

وضعت مبسم النارجيلة في فمها، ثم نفثت الأوار وقالت:

 

مش لما نشوف المؤلفاتي اللي هيألفلك، وبتاع المزيكا اللي هيمزكلك يا ولا!

 

قال بحماس:

 

موجودين وتحت الطلب

 

سألته أخته:

 

هما مين دول يا ولا يا رضا؟

 

الواد علي ولعة بيلحم الاغاني حلو، والواد سيد حريقة بيكتب أغاني مولعة

 

ردت المعلمة:

 

خلاص يا ولا، من بكرة يبدوأ يظبطولك كام أغنية من اللي بيسلطنوا الدماغ

 

ههه من الليلة يا معلمة، احنا لسة هنستنى لبكرة، هاخد التكتوك واجيبهم من قفاهم، نقعد قعدة حلوة ممونة على القهوة عشان ينعنشوا ويكتبوا... آآآ بس يعني مافيش حاجة تحت الحساب؟

 

وماله، ادخلي يا بت يا سوكا هاتيله خمسين الف ربط كلام من جوا عشان اصحابه يعرفوا يمخمخوا ويطلعولنا الدرر

 

شخص بصره وفغر فاه عند سماع المبلغ، بينما قالت أخته متهللة وهي تسرع إلى غرفة المعلمة

 

ههه من عيني يا معلمة، يا دي السعد اللي جاي راكب رهوان

 

******************************

انتهت الحلقة

 

دمتم بخير

 

لا تنسوا ذكر الله، والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام فإنها ليلة الجمعة

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

 

 

 

 

 

تعليقات

  1. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه💕
    ما شاء الله
    حلقة النهاردة بدأت تظهر فيها شخصيات جديدة.. وما شوفناش دكتور هشام
    شحتة هيصلح خطأه بعد ما اعترف بيه.. عجبتني علاقته مع خطيبته كلها صراحة وصدق وفضفضة وهي نفسها من أول ظهور ليها مبهجة دكتورة ملك مع إنها طبيبة نفسية
    حياتهم فعلاً في صراع.. كلهم الأختين الكبار"نهال ورجاء" وأسرهم صراع العلم وعراقة الأصول مع الجهل ومحدثين النعمة والفلوس اللي مالهاش رابط.
    يا ترى الباشمهندس محمد هيلاقي لنفسه مخرج من عيشة الفقر والجهل دي وهيفضل مستسلم ليها ولا هيحاول يخرج نفسه ويشوف شغل يناسب مؤهلاته وخصوصاً إن تخصصه كويس وليه ما سعاش من الأول في شركة تانية بدال بتاعة ابن جباير؟؟
    إن شاء الله نعرف الإجابات كلها في الأحداث القادمة
    حلقة رائعة يا حبيبتي
    💞دُمتِ مُبدعة 💞

    ردحذف
  2. الحلقة رائعة تسلم ايدك يا حبيبتي
    كويس إن شحته عرف يتصرف وفكر في أم نهى وفعلا الجيران لبعضها ودي حاجه حلوه جدا بتكون منتشرة بين الناس الطيبه الغلابه وإن كان الموضوع دا بدأ يقل جدا في الزمن دا وصار اغلب الناس في حالها ولا حد يعرف حاجه عن حد
    علاقة المهندس محمد بخطيبته أو المفروض زوجته بقى طالما مكتوب كتابهم المهم علاقتهم جميله اللهم بارك وعجبتني الصراحة بينهم وملك شخصية عاقلة ورزينه كدا وما شاء الله تصرفها مبدأيا كدا جميل اوي

    ردحذف
  3. المعلم عدوي كل مرة بستاء جدا من تصرفاته
    ايه الجبروت والكبر اللى هو فيه دا
    هو ناسي إن فيه رب لا يظلم ومهما طال الزمان سيصيبه عقاب ظلمه وطغيانه ويومها لن ينفعه الندم

    ردحذف
  4. المعلمه جباير مش محتاج تعليق على تصرفاتها أنا مستنيه اشوف عاقبه تصرفاتها بجد مستفزة اوي ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها 😂
    سوكا وأخوها ودا اللي عهدناه في زماننا بجد حسبي الله ونعم الوكيل
    زمان يكرم ويعظم فيه الخبيث والسفيه ويهان فيه كل كريم متعلم وذو الاخلاق

    ردحذف
  5. صعب عليا اوي المهندس محمد شحته إنه يتعامل بالطريقة دي ويتهان بالطريقة دي وأبسط حقوقه مش عارف ياخدها
    وواحد زي اخو سوكا دا سايب فمه على الفاضي واخر هيافه وشرب وصياعه ويتباهى بيه ويتكرم بالطريقة دي

    ردحذف
  6. جميله
    بس ياهوبا المدونه بتكون مغلقه وانا مش عارفه اعمل ايه

    ردحذف
    الردود
    1. تم فتح المدونة لأجلكم. فمرحبا بوجودك 😊

      حذف
  7. تسلمي يا هوبه اناهبه من اسيوط

    ردحذف
  8. سلمت يمينك يا هبه

    ردحذف
  9. المعلمة جباير راعية الفن الهابط 😂

    ردحذف

إرسال تعليق