أنا وكيفن وضوء القمر( السابعة والعشرين)
اشتدت الآلام بالسيدة نيكولا، فقالت متأوهة وهي تتحسس هاتفها:
ـــــ آآآه، آآآآه
أين هاتفي آآآه ها هو أريد أن أهاتف ولدي حتى يأتني آآآآه
رأى عبد الله اسم والدته على الهاتف، فانتابه القلق ورد
باضطراب:
ـــــ أمي! أنتِ بخير؟
ـــــ تعال يا ولدي أريدك إلى جواري. أحضر صديقك معك وتنكرا
في زي الرهبان كما كنتما آآآه
ـــــ على الفور يا أمي، على الفور يا حبيبتي، استودعك
الله
ـــــ في حفظ الله يا ولدي آآآه آآآه
سمعت دقات على باب الغرفة، فسألت بنبرة واهنة:
ـــــ من ؟؟؟
ـــــ ماكس يا نيكولا
ـــــ ادخل يا ماكس
ـــــ كيف حالك يا
حبيبتي ؟
ـــــ آآآه مازلت أتألم يا ماكس آآآه
انهمرت عبراته وقبض على كفها وقال بصوت متهدج:
ـــــ نيكولا حبيبتي
ـــــ ماكس حبيبي، أرجوك لا أحب أن أرى دموعك، أرجوك يا
ماكس آآآآه
ـــــ وكيف لا أبكيكِ يا نيكولا! . أنتِ أحب امرأة إلى
قلبي يا زوجتي الحبيبة.. نيكولا... نيكولا
ـــــ وأنت زوجي وحبيبي وأبو ولدي ياماكس.. وعشت معك أجمل
سنواتي .... حان الوقت لأسر إليك بسري ولا تخبر به أحد
ـــــ سر !!!!! ما هو يا نيكولا ؟
ـــــ أنا أسلمت يا ماكس
ارتعد دهشة وظل يحدق في وجهها صامتاً وكأنه لا يصدق
أذنيه...سأل يستوثق:
ـــــ ماذا!! ماذا قلتِ؟؟
ـــــ أسلمت يا ماكس
أخذ يهز رأسه غير مصدق..قال ذاهلاً:
ـــــ لا،لا... لا أصدق.. بالتأكيد أذني تكذب، ولم أسمع
ما قلتِ
ـــــ أسلمت يا ماكس
قال وعقله يكاد أن يطيش:
ـــــ انتِ يا نيكولا!!....أنتِ!!..... أنتِ من أشد
الناس عداوة للإسلام.. فكيف!!... كيف!!
تأوهت ألماً وقالت بيقين:
ـــــ إنه دين الحق يا ماكس، ولا وقت للجدال والعناد،
ولا طاقة لي بإقناعك آآآآه.. سل عن هذا الدين.. سل عنه يا ماكس... آآآآه ستجد من يدلك ويأخذ بيدك آآآآه.. أحب أن
ألقاك في الجنة يا ماكس آآآآه ليتك تبشرني
قبل موتي بإسلامك حتى أموت وأنا مطمئنة آآآآه
قال بغضبة المحب:
ـــــ لا، لا أصدق ما أسمع.. أتعلمين ماذا هم فاعلون بكِ
لو سمعوا بإسلامك ؟
ـــــ لن يخبرهم أحد..
وأعلم أنك لن تخبرهم
لأنك تحبني وتخاف عليّ آآآه
ـــــ لكن .......
قطع حديثهما صوت دقات الباب، فسأل ماكس:
ـــــ من بالباب ؟
رد عبد الله:
ـــــ أندرو وجورج الراهبان
ـــــ تفضلا
تفتت قلب عبد الله حنيناً حين أبصر أباه، وهمس لمحمد
بالتياع:
ـــــ أبي، يا الله، كلما رأيته أكاد أفقد سيطرتي على نفسي وأرتمي بين أحضانه
آآآه أبي
قلبض محمد على يده يثبته هامساً:
ـــــ اثبت يا عبد الله، أثبت
تبسم محمد وحياهما:
ـــــ طاب مساءكما
رد والد عبد الله:
ـــــ مرحباً. ألستما الراهبان اللذان كانا في الصباح
هنا ؟
أومأ عبد الله برأسه وقال:
ـــــ أجل سيدي، نحن . وقد جئنا مرة أخرى لتقديم بعض المساعدات للمستشفى، وعندما مررنا
بحجرة السيدة نيكولا أحببنا الإطمئنان عليها
ـــــ بارككما الرب، تفضلا
رد محمد باسماً:
ـــــ نشكرك سيدي
كان عبد الله يتفرس في وجه أبيه حنينا..لمحه أبوه،
فمازحه:
ـــــ هه لِمَ تطيل النظر الى وجهي هكذا يا ولدي! هه
أتشبه عليّ ؟
ـــــ ... تشبه شخصاً أحبه سيدي
ـــــ هه ومن هو ؟
قال وقلبه يصطلي شوقاً:
ـــــ أبي.. أبي
ـــــ يبدو انك تحب أباك كثيراً يا ولدي
قال وقد طفرت عبراته:
ـــــ أحبه وأشتاق إليه وإلى أحضانه
ـــــ أبعيدٌ عنك أباك يا ولدي ؟
ـــــ أجل . بعيد.. بعيد.. ولو كان أمامي لارتميت في أحضانه ونسيت همي
نظر إليه والده صامتاً وقد فاضت عيناه بالدمع..فتعذر له
عبد الله:
ـــــ أأسف سيدي أني تسببت في ألمك
قال والده بصوت مختنق بالبكاء:
ـــــ ذكرتني بولدي الوحيد .... أيمكنني أن أضمك لصدري يا ولدي ؟
هرع عبد الله إليه وارتمى بحنينه في أحضانه:
ـــــ ابي.. أبي آآآآه ما أجمل هذه الضمة آآآآه يا أبي
ـــــ باركك الرب يا ولدي . عندما ضممتك شعرت وكأني ضممت
كيفن .. اترككما الآن مع نيكولا وسأعود اليها بعد قليل
غادر والده الغرفة، فهرع إلى والدته:
ـــــ أمي حبيبتي، آسف، أخذني شوقي لأبي منكِ قليلا
ـــــ أدمعتما عيني انت وأبيك يا ولدي... . أنا أخبرته
أني أسلمت
ـــــ حقا يا أمي أخبرتي أبي ؟ وماذا كانت ردة فعله ؟
ـــــ اندهش وكان أقرب لتكذيب أذنيه ... ولكن لم أشأ أن أخبره
أنك على قيد الحياة حتى لا يحمل همك وتشغله الهواجس . أخبره أنت عندما ترى الوقت
مناسباً آآآه آآآآه
ـــــ أما زال الألم بكِ يا أمي ؟
ـــــ يزداد يا ولدي والحمدلله على كل حال ... أريدك أن
تساعدني كي أتوضأ للصلاة . لم أتمكن من الصلاة اليوم، فقد كان اليوم مشحوناً
بالزيارات
ـــــ حسناً يا أمي، سأساعدك يا حبيبتي
استدار إلى محمد يقول:
ـــــ اغلق الباب يا محمد من فضلك، كي لا يدخل أحد، حتى
تتمكن أمي من الصلاة
ـــــ لا تقلق، سأظل إلى جوار الباب
************************************
في المستشفى تعجل أحمد، زينب بلطف:
ـــــ هيا يا زينب منتظرك في السيارة أنا وأمي
ـــــ سأتبعكما
**************************************************
ظل أحمد واقفاً ينتظرها إلى جوار سيارته، فقالت له أمه
من داخل السيارة:
ـــــ أدخل الى السيارة يا أحمد، واستعد حتى تنطلق بنا
ـــــ ليس قبل أن
تنزل زينب وأفتح لها باب المقعد
الخلفي
ـــــ هاها حسناً يا ولدي. النساء يحببن الرجال الذين
يقدروهن ويضعوهن في مكانة عالية
رمقها تخرج من بوابة المستشفى، فقال متهللاً:
ـــــ ها هي زينب قادمة
قدمت إليه وألقت السلام بملامح جامدة:
ـــــ ممم السلام عليكم
رد باسماً:
ـــــ وعليكم السلام يا زينب
ـــــ وعليكم السلام يا ابنتي
فتح لها باب المقعد الخلفي، وقال بنبرة مهذبة:
ـــــ تفضلي، فتحت لكِ باب السيارة
ـــــ هه اشكرك يا احمد ممممم جميلة سيارتك
ـــــ هههه عندما نتزوج، سأحضر لكِ أجمل منها
ردت فزعة:
ـــــ لي أنا!!..لالا، أنا أخاف. لا أحب قيادة السيارات،
لالا
ـــــ هههه حسناً، فتكفينا هذه السيارة لتجمعنا سوياً إن
شاء الله
ـــــ هه
سألتها والدته باهتمام:
ـــــ كيف تشعرين يا زينب يا ابنتي ؟
ـــــ بخير
ـــــ قولي الحمدلله يا ابنتي
ـــــ الحمدلله
أخذت تطلع إلى الشوارع والأشجار والبنايات من النافذة،
قالت والسعادة تجتاحها:
ـــــ مممممم
الشوارع جميلة، جميلة، والبنايات جميلة.. جميلة
ضحكت والدة أحمد في دهشة وقالت:
ـــــ أهذه أول مرة ترين فيها البنايات والشوارع يا زينب
يا ابنتي ؟
ـــــ ههه لا رأيتهم كثيراً، ولكن أحب أن أراهم يجرون
كلمح البصر حين تجري السيارة
قهقهت والدته وقالت له:
ـــــ مخطوبتك كلامها كالأطفال هههه
أدار رقبته إلى الخلف ونظر إليها وقال باسماً:
ـــــ بل هي طفلة جميلة يا أمي
خجلت وقالت لوالدته باحتداد:
ـــــ ممممم سيدتي، سيدتي ولدك يغازلني، اصفعيه على وجهه
من فضلك
ـــــ هههه أصفع رجلا على وجهه يا ابنتي ! الرجل لم يقل
شيئاً يخدش الحياء .
ـــــ قال أني جميلة. هذا عيب، عيب
قهقهت أمه وقالت له:
ـــــ لا تقل لها انتِ جميلة يا أحمد، عيب، عيب ههه
رد ضاحكاً:
ـــــ هههه سمعاً وطاعة يا أمي . أأسف يا زينب
ـــــ مممم لا تفعلها ثانية يا أحمد
ـــــ هههه أتحبين الشيكولاتة ؟
ـــــ جداً
ـــــ حسناً . سأوقف السيارة وأجلب لكِ بعضا منها
ـــــ هه شكراً
بعد قليل عاد إليها بعلبة فخمة من الشيكولاتة، دلف إلى
السيارة وقدمها إليها بوجه طلق:
ـــــ احضرت لكِ علبة الشيكولاتة، تفضلي
ـــــ كلها لي؟
ـــــ ههه لكِ وحدك
ـــــ شكراً هه
**************************************************
وصل إلى
منزلها، فتوقف بالسيارة وترجل عنها وفتح لها الباب، وقال لها بابتسامة هادئة:
ـــــ ها نحن قد وصلنا يا زينب
لوت شفتها وقالت بتأفف:
ـــــ وصلنا بهذه السرعة !!!
ـــــ هاها حقاً مر الوقت سريعا للأسف، كنت أتمنى أن
يطول
ـــــ ممم أشكرك يا أحمد على الاهتمام .... أشكرك سيدتي
ودعتها والدته بلطف:
ـــــ في حفظ الله يا ابنتي
مشت خطوة ثم استدارت له وقالت باسمة:
ـــــ ممم أحمد.. باي باي
ـــــ هههه قولي السلام عليكم
ـــــ السلام عليكم
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله
**************************************************
دلفت من البوابة وهي تحدث نفسها عن أحمد بابتسامة عريضة:
ـــــ لطيف هذا الشاب ممممم.... ها هي شقة عائشة سأدق
الجرس وأتحسس من أخبارها
قرعت الجرس ووقفت تنتظر، همت عائشة أن تذهب إلى الباب،
فقالت حفصة:
ـــــ انتظري انتِ يا عائشة ، أنا من سأفتح الباب
ـــــ اسألي من الباب أولا يا حفصة
ـــــ من بالباب ؟
ـــــ أنا
ردت حفصة باحتداد:
ـــــ من أنتِ ؟
غضنت زينب حاجبيها دهشة وتمتمت:
ـــــ ما هذا!! . كان صوت عائشة رقيقاً، فما الذي أصابه!!
رفعت مانويلا صوتها تقول:
ـــــ افتحي يا عائشة، أنا زينب
تأففت حفصة وفتحت الباب:
ـــــ يييي!! مرحباً.
أما زلتِ على قيد الحياة ؟
ـــــ ههه أهو أنتِ
!! ماذا تفعلين هنا يا حفصة ؟
ـــــ ما شأنك أنتِ! ما شأنك! أوووف
ـــــ هههه اشتقت اليكِ يا حفصة، فأنا احبك
ردت حفصة مصرة على أسنانها:
ـــــ وأنا اشد لكِ حباً
ـــــ إذن هاتي قبلة
قبلتها غيظاً
ـــــ خذي اموووووه اموووووه اموووووه
ـــــ آآآآه أقول قبلة واحدة وليس إعصار من القبلات، كفا،
كفا.. . أين عائشة ؟
ـــــ في غرفتها
ـــــ ومالك تلبسين ثياب النوم !. هل ستبيتين هنا عندنا ؟
ـــــ عندكم ؟ أأصبحت هذه الشقة ملكك دون أن أعرف ؟
ـــــ هههه مرحة أنتِ يا حفصة .. أنا أحبك حقاً.
لوت حفصة شفتها وقلبت يديها استياءاً، فضحكت مانويلا
واتجهت إلى غرفة عائشة تنادي بنبرة عالية وقد تبعتها حفصة:
ـــــ يا عائشة.. انا جئتك يا عائشة
ـــــ مرحباً، مرحباً حبيبتي، ادخلي يا زينب . كيف حالك
الآن يا أختي . والله أأسف جداً لعدم تمكني من زيارتك، فزوجي سافر
بدا الاندهاش على وجه مانويلا وقالت:
ـــــ سافر!!
جحظت عينا حفصة وأشارت لعائشة دون أن تلمحها مانويلا،
لتنبهها بعدم الإفصاح عن أمر زوجها:
ـــــ عائشة! هش، هش
تداركت عائشة خطأها بارتباك:
ـــــ آآآ أقصد زوجي عنده الكثير من الأعمال في المكتب،
ولن يتمكن من المجيء
ـــــ أها.. . أعانه الرب .أأأأ أقصد أعانه الله
ـــــ جزاكِ الله خيراً . ولكن من أحضرك إلى هنا ؟
ـــــ أحمد وأم أحمد
هاها
ـــــ ههه أرأيتِ كم هو مهتم بأمرك ؟
ـــــ مممممم أترككما أنا وأصعد لشقتي، وسأعود مرة أخرى
في المساء
ـــــ في انتظارك حبيبتي زينب
اعترضتها حفصة عند باب الغرفة، وسألتها بتهكم:
ـــــ إلى أين يا فراشة الدار ؟
ردت وهي تخرج من الباب مسرعة:
ـــــ ههه سأحلق بين أغصان شقتي يا غزالة الوادي
هيهيهييييييي .... والله لا أعلم كيف يطيقها أحمد !!!
ـــــ هههه دعواتك لهما بتمام الزواج على خير
تنهدت حفصة بضيق وهي تجلس على طرف فراش عائشة وقالت:
ـــــ أدعو الله
أن يكشفها قريباً إن شاء الله، وترحل عن سمائنا للأبد
ـــــ ههه والله لا أعلم لِمَ تكرهينها هكذا!!!
ـــــ أكرهها مقدماً، وانتم ستلحقون بي في كراهيتها عما
قريب .... خذي حذرك منها يا عائشة من فضلك
ـــــ آآآآه آآآآه كم هو الحمل متعب يا حفصة
ـــــ هاها هانت حبيبتي لم يبق إلا القليل، وتضمين صغيرك
الى صدرك
ـــــ العقبى لكِ يا حفصة يا حبيبتي
*********************************************
ظل عبد الله جالساً إلى جوار أمه حتى استغرقت في النوم،
فربت محمد على كتفه هامساً:
ـــــ عبد الله، أمك نامت، ألا نغادر المستشفى ؟
ـــــ لا. تفضل أنت
يا محمد . سأظل جالسا إلى جوارها
ـــــ ولكن أظنهم
سيمنعونك
اتسعت حدقتاه غضباً وقال:
ـــــ لا أحد
يستطيع أن يمنعني من مرافقة
أمي في ساعاتها الأخيرة، لا
بدى الابتئاس على وجه محمد وهز رأسه في أسى قائلاً:
ـــــ لا حول ولا قوة الا بالله
سمعا دقات على الباب، فسأل محمد:
ـــــ من بالباب ؟
ـــــ موظفة بإدارة المستشفى
ـــــ تفضلي
من فضلكما، عليكم مغادرة المستشفى الآن . فقد انتهت
مواعيد الزيارة
رد عبد الله بإصرار:
ـــــ لا، لن أغادر
ـــــ من فضلك سيدي، من فضلك لا تسبب لي الحرج
ـــــ قلت لن أغادر
استيقظت والدته على الجدال:
ـــــ ها!! ما الأمر!!!
أجابتها موظفة الإدارة:
ـــــ سيدتي نيكولا، هذا الراهب الذي يأتيكِ يومياً لا
يريد مغادرة المستشفى الآن
ـــــ دعيه من فضلك، فهو يرنم ويصلي من أجلي وأرتاح
لسماع صوته دعيه آآآه آآآه. قولي للإدارة تتحملني في ساعاتي الآخيرة آآآه
ـــــ مممم أمرك سيدتي ... ولكن أنت أيها الراهب الآخر
هل ستظل هنا أيضاً
ـــــ لا . سأغادر الآن
اقترب محمد من والدة عبد الله وهمس بلطف:
أتريدين شيئا سيدتي نيكولا ؟
ـــــ لا يا ولدي . بارك الله فيك يا محمد . أنت يا ولدي
نعم الأخ والصديق لولدي . جزاك الله عنه خيراً يا حبيبي
ـــــ عبد الله أخي يا سيدتي
أوصته بولدها بنبرة رجاء:
ـــــ بالله يا ولدي لا تتخل عنه أبداً
ـــــ اطمئني . خطواتي تسبق خطواته أينما حل
ـــــ بارك الله فيك يا ولدي ورزقك كل الخير جزاءاً
لطيبة قلبك . هكذا يكون المسلم مع اخوته
من المسلمين كالجسد الواحد . بارك الله فيك يا ولدي
ـــــ اتركك يا سيدتي مع عبد الله . السلام عليكم
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله آآآه آآآه .....عبد الله
ـــــ لبيكِ يا أمي
ـــــ إقرأ بعض آيات القرآن على مسامعي يا ولدي، فكم
تتوق نفسي إلى سماعه
ـــــ أمرك يا أمي
ـــــ بسم الله الرحمن الرحيم
************************************************
بعد سويعات تعالت صراخت السيدة نيكولا جراء ألام تمزق
دواخلها وولدها إلى جوارها يبكيها حرقة..فقد حان الفراق:
ـــــ أمي، أمي
ـــــ يا ولدي كفاك ذرفاً للدموع، كفاك. لك أن تفرح أن أمك
ستموت على الإسلام آآآه آآآه فما كان حالك لو كنت سأموت على الكفر والعياذ بالله ؟
افرح يا ولدي وادع لأمك بالمغفرة والرحمة ودخول الجنة.. . ألم تقل أنك تريد أن تقابلني في الجنة يا عبد
الله ؟
ـــــ آآآه أمي، أمي.. أجل يا أمي، أريد أن اقابلك في الجنة
ـــــ آآآه آآآه حسناً يا ولدي، فسأسبقك إلى هناك إن شاء
الله آآآه عندي أمل بحسن لقاء الله وفرحة بلقائه هه والله فرحة بلقائه هه افرح
لأمك يا عبد الله فالحياة يا ولدي ليست
دار خلود، ونحمد الله أن جعل لنا الجنان أرضاً للخلود والنعيم ولقاء الأحبة
آآآه.... الحمدلله رباً واحداً لم نشقى بعبوديته، بل نعمنا بالسجود بين يديه آآآه
الحمدلك وحدك يا مالك الأكوان يا رحيم يا رحمن آآآه آآآآه
قال وجسده يرتعد ودموعه تسيل:
ـــــ أمي، أمي، دعيني أقبل يدك يا حبيبتي وأضمك وأرتمي
على صدرك وأرتشف حناناً سأحرم منه
ـــــ لن تحرم منه للأبد . موعدي معك الجنة ، أدع الله أن
نكون من أهلها يا ولدي آآآه... أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
فاضت روحها لبارئها، فانكب على صدرها عبد الله يصيح
باكياً
ـــــ أمي، أمي، أمي
**************************************
قبيل الفجر، دق جرس هاتف عائشة، فارتعد جسدها وتمتمت وهي
تضع يدها على صدرها:
ـــــ بسم الله، بسم الله ،بسم الله من الذي يهاتفني عند الفجر، سأفتح الأنوار
أمسكت بالهاتف، فإذ به عبد الله:
ـــــ عبد الله !! خيراً يارب، خيراً...السلام عليكم
حبيبي
رد بنبرة مرتعشة تخنقها الأحزان:
ـــــ وعليكم السلام . ماتت أمي، ماتت أمي يا عائشة آآآآه
ماتت أمي
أجهشت عائشة بالبكاء واسترجعت:
ـــــ إنا لله وإنا إليه راجعون ...لله ما أعطى ولله ما
أخذ فاصبر واحتسب يا زوجي الحبيب
ـــــ إنا لله وإنا إليه راجعون،...مضت أمي بحنانها ولم
يبق لي في هذا العالم غير حنانك يا زوجتي الحبيبة
ردت بنشيج:
ـــــ ليتني كنت
إلى جوارك يا حبيبي لأضمك، وأمسح عن عينيك الدموع..اصبر واحتسب يا عبد الله..
الحمدلله على كل حال يا حبيبي ... ولكن أين ستدفن أمك ؟
زفر لهيب أنفاسه بضيق وقال:
ـــــ هذه هي الكارثة. لا أعلم ماذا أفعل.. أمي مسلمة
ويجب أن تدفن في مقابر المسلمين، ولكن هم سيدفنوها في مقابر النصارى, ماذا أفعل؟؟
ـــــ اهدأ حبيبي، سأهاتف أبي وأخبره بالأمر، ربما كان
عنده حل أو مخرج من هذا المأزق.. . أين
أنت الآن ؟
ـــــ في المستشفى
ـــــ هل معك أحد ؟
ـــــ لا . حتى أبي
لم يعلم حتى الآن
مسح وجهه ورأسه باضطراب وقال:
ـــــ أشعر
أني فاقد التركيز والقدرة على التصرف في
أي شيء
ـــــ لا عليك حبيبي . سأهاتف أبي الآن وننظر ماذا سيرى . فقط بالله عليك تجلد
واصبر واحتسب
ـــــ الحمدلله على كل حال الحمدلله
*********************************
استيقظت والدة عائشة على صوت هاتف زوجها:
ـــــ يا الله ! من يهاتفنا في هذا الوقت!! استيقظ يا سالم
ـــــ ها ! ما الأمر يا مريم
ـــــ هاتفك يدق . خذه مني . خيراً يارب
أمسك بالهاتف وأضاء المصباح إلى جواره، فاتسعت حدقتاه
قلقاً حين رأى اسم ابنته:
ـــــ ها ! إنها عائشة يا مريم
ارتاعت الأم:
ـــــ عائشة! ما بها؟ يارب، يارب، يارب
ـــــ السلام عليكم يا عائشة، ما الأمر يا ابنتي
ـــــ وعليكم السلام يا أبي . ماتت والدة عبد الله
ـــــ إنا لله وإنا إليه راجعون
سألت الأم مرتعبة:
ـــــ ماذا حدث يا سالم؟
ـــــ والدة عبد الله ماتت يا مريم
أجهشت بالبكاء واسترجعت:
ـــــ إنا لله وإنا إليه راجعون, كنت أنتظر هذا الخبر
بين لحظة وأخرى
سألها والدها:
ـــــ وأين عبد الله يا عائشة؟
ـــــ مازال بالمستشفى يا أبي . ولكن المشكلة الآن هو أنه
يريد دفن أمه في مقابر المسلمين، وأعتقد
أن هذا الأمر مستحيل، فماذا عساه
أن يفعل ؟
ـــــ لا حول ولا قوة الا بالله . أمرٌ صعب حقاً ... أمه
أسلمت ويجب أن تدفن في مقابر المسلمين.. فما العمل إذن ؟
اتركك الآن يا ابنتي لأفكر ربما اهتديت لفكرة نخرج بها
من هذا المأزق . سأهاتف عبد الله لأعزيه أولاً
ـــــ حسناً يا أبي
. أأسف لإبلاغكما بهذا الخبر في هذا الوقت غير اللائق، ولكن زوجي وحده وأحببت
أن تشاركاه مشاعر حزنه لتخففا عنه
ـــــ لا عليكِ يا ابنتي . سأهاتفه أنا وأمك وإن تمكنت من لقائه فلن أتردد
ـــــ أشكرك يا أبي . السلام عليكم
ـــــ وعليكم السلام يا ابنتي
*******************************
عاد القس دانيال إلى الكنيسة، نادى على تابعه بصوت
مزلزل:
ـــــ جوزيف
ـــــ سمعاً وطاعة آبانا دانيال
ـــــ ماتت المسيحية الصالحة نيكولا ، وصعدت روحها الى
جوار القديسين في الأمجاد السماوية، أعدوا لها موكب جنائزي مهيب يليق بها، وسأذهب
بنفسي لدفنها
ـــــ باركك الرب يا آبانا . سأنطلق لأفعل ما أمرت
******************************************
إلى هنا انتهت حلقتنا لهذا اليوم
انتظروني يوم الخميس القادم بمشيئة الله
أحب أشكر قارئات المدونة العزيزات، دكتورة رشا, أم عبد
الرحمن الهيثمي, أم رفيف, كاميليا محمد
وشكراً جزيلاً
لزوار المدونة
لا تنسوا ذكر الله والاستغفار والتسبيح والصلاة على
الحبيب عليه الصلاة والسلام
لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
استغفر الله وأتوب إليه
اللهم صل وسلم على محمد
مؤثر جدا موت نيكولا
ردحذفحقيقي الحمد لله على نعمة الاسلام
ويارب مل الناس تعيش وتموت على الاسلام
دانيال دة يتهد شوية بقى
حفصة بريئة وزي الاطفال فعلا لكن يا خسارة ملى الحقد والغل قلبها بالباطل
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕
ردحذفماتت نيكولا😭
الحمدلله أنها ماتت على الإسلام
يا ترى هيعرفوا يدفنوها في مقابر المسلمين ازاي؟؟
محتاجين معجزة يبعدوها عن الخبيث دانيال
أكيد والد عائشة هيعمل حاجة إن شاء الله.. بلاش توجعوا قلبنا عليها
زينب وحفصة قط وفار حلوين قوي وأطفال قوي
بس هانت شكل زينب وشها هينور قريب
حلقة جميلة وبتوضح معاناة المسلمين في الغرب حتى بعد الموت
🌷دُمتِ مُبدعة 🌷
سبحان الله و بحمده❤️اللهم صل و سلم على نبينا محمد❤️أم رفيف
ردحذف