أنا وكيفن وضوء القمر( التاسعة والعشرين)

 


دقت أجراس هاتف مانويلا، فإذ بها الأم صوفيا:

ـــــ مرحباً الأم صوفيا

ـــــ مرحبا مانويلا . استعدي، قد اقترب موعد رجوعك إلى الدير

ـــــ مممممم أأنتِ في الدير الآن أم ذهبتِ  إلى ميونخ ، الأم صوفيا؟

ـــــ أيت اليوم من برلين، قد بدأ العد التنازلي لإحضار زوجة كيفن إلى هنا

ـــــ ولِمَ لا أسافر الآن إلى برلين طالما انتهت مهمتي ؟

استشاطت صوفيا غضباً ودمدمت سباباً:

ـــــ لا أحب الغباء، أكره الأغبياء

ـــــ ها!! أغبية انا ؟

ـــــ إذا اختفيتِ الآن يا مانويلا سيثير ذلك شكوكاً لديهم، ستستمري في المكوث معهم حتى الأسبوع القادم، وبالتحديد الخميس القادم صباحاً

اجتاحت مانويلا مشاعر متضاربة، انصاعت للأمر وهي تصارع أمواج من الأفكار المتلاطمة:

ـــــ .... سمعاً وطاعة الأم صوفيا.

ترددت في السؤال عن أمرٍ تلح به دواخلها الملتجة، فتسللت بعض الأحرف المتلعثمة على شفتيها:

ـــــ  آآآ ممممم

غضنت صوفيا حاجبيها وقالت:

ـــــ ماذا تريدين أن  تقولي يا مانويلا ؟

ـــــ هل ستقتلون عائشة ؟

ـــــ ههه وهل أرسلناكِ إلا للترتيب لذلك اليوم ؟ ما أرسلناكِ إلا لجلب أخبارها، وحتى نكون معها ومع كيفن من حيث لا يشعرون. انتهت المهمة. باركك الرب

ردت راضخة مبتئسة:

ـــــ .... أشكرك، الأم صوفيا

*****************************************

اتسعت حدقتا الدكتور محمدي( لوكاس) حين دق هاتفه ورأى اسم القس دانيال، فغمغم باضطراب:

ـــــ ما هذا ! الآب دانيال على الهاتف ! ربما اكتشف أمر  جثة السيدة  نيكولا بعد هذا الوقت الطويل؟

بالأخير رد على الهاتف بثبات:

ـــــ الو، مرحبا آبانا

ـــــ مرحبا دكتور لوكاس. كيف حالك؟

ـــــ بخير. نشكر الرب

ـــــ ممممم هناك أمر قد حدث، وأشعر أنك أنت الذي وراءه

تظاهر الدكتور محمدي بالاندهاش:

ـــــ أمر! ما هو يا آبانا ؟

ـــــ جثة نيكولا.. عندما ذهبت لألقي عليها نظرة الوداع الأخير لم أجدها نيكولا، بل جثة مجهولة الهوية. فما سر ذلك ؟ أرجو التوضيح

ـــــ .... أخبرك بالأمر، وليكن سراً بيننا يا آبانا

ـــــ تفضل

ـــــ تعلم أنني  جئت  لآخذ  جثة لتشريحها ولكن ممم في حقيقة الأمر كان هناك من يطلب مني قرنية للعين من شخص توفى حديثاً، وبالطبع لم أجد غير نيكولا،  أأسف لأنني أخذت الجثة واستبدلتها بأخرى

ـــــ مممم ألا تخف أن يكتشف ذلك أحدٌ من أهلها؟

ـــــ هاها أعلم أن ولدها مات، وليس لها غير زوجها واختها التي لم تأت من برلين بعد وفاتها، أما عن زوجها فقد ودعها مسبقاً، لذا فقلت أنه ليس هناك من سيهتم بالأمر

ـــــ ممم حسناً يا لوكاس. لو كان غيرك من فعل ذلك لما تهاونت في الأمر، ولكن لأنك من محبي يسوع والكنيسة فسأتجاوز عنك

ـــــ هاها أشكرك يا آبانا، أشكرك

ـــــ منذ فترة لم تأتي للكنيسة

ـــــ سأسافر إلى مؤتمر طبي في انجلترا، وبعد عودتي سأعود للكنيسة مرة أخرى

ـــــ في انتظارك لوكاس

ـــــ هاها انتظر يا آبانا

أنهى دكتور محمدي المحادثة مع القس، وهاتف دكتور سالم على الفور ليخبره عما حدث، فرد دكتور سالم بتحية الإسلام:

ـــــ السلام عليكم دكتور محمدي، كيف حالك يا رجل؟

ـــــ وعليكم السلام، كنت على وشك الوقوع تحت أنياب دانيال، لولا ستر الله هاها

سأله الدكتور سالم بنبرة قلقة:

ـــــ ما الذي حدث؟

ـــــ الآب  دانيال اكتشف تبديل الجثة، وهاتفني يستفسر عن الأمر، فاختلقت له قصة لأهرب

ـــــ وهل استطعت الهروب ؟

ـــــ الحمدلله . هو فقط يريد الاستفسار ولا يعبأ بأمر الجثة، وعندما علم السبب انصرف عني

اطمئن الدكتور سالم، وسأله عن أمر يشغله:

ـــــ هل استعديت للسفر إلى العمرة ؟

ـــــ الحمدلله على أتم  الإستعداد . ولكن لن أسافر من ألمانيا معكم حتى لا ينكشف الأمر

ـــــ من أي مكان إذن ستسافر؟

ـــــ سأسافر إلى انجلترا، ومن هناك أتوجه إلى مكة، حتى وإن سأل عني سائل هنا يتأكد أن طيارتي اتجهت إلى انجلترا ولا يتشكك أحد في الأمر

ـــــ هاها على بركة الله يا أخي. ألقاك  هناك إذن إن شاء الله

ـــــ ستكون خير صحبة يا أخي  سالم إن شاء الله

ـــــ والله سعيد بذلك دكتور محمدي . تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال اللهم آمين

ـــــ آمين يا أخي، آمين

*************************************

في جلسة عائلية لطيفة في أحد صباحات شهر رمضان الفضيل، ضرب محمد على صدر أخيه أحمد وقال ضاحكاً:

ـــــ اقترب موعد زواجك يا أحمد يا أخي هاها

ـــــ ههه الحمدلله . دعواتك يا أخي بتمام الزواج على خير

ـــــ إن شاء الله يا أحمد. هل هناك ما ينقصك أو ينقص العروس ؟

ـــــ مممم عن نفسي أنا فلا والحمدلله . ولكن كنت أود اصطحاب زينب هي وأمي لتشتري ما شاءت من ملابس أو أي أشياء تحتاجها

ـــــ ربما تخجل أن تطلب منك أي شيء ممممم أعتقد أن نرسل معها حفصة،  فهم نساء ويتفهمن بعضهن البعض

أطرق أحمد صامتاً وكأن الاقتراح لا يروقه، فقهقه محمد وقال ممازحاً:

ـــــ يبدو أنك تتحين الفرص للقائها، وكانت حجتك هذه المرة هي شراء ما ينقصها هاها

ـــــ ههه ربما كان هذا سبباً.. ولكن أيضاً أود أن أزيل ما بيني وبينها من تحفظات

ـــــ هذا لا يتم إلا بعد الزواج، فتمهل يا أخي

أومأ أحمد برأسه استحساناً للأمر وقال:

ـــــ حسناً، سأذهب لشراء بعض الهدايا وأرسلها مع حفصة حين تلتقيها ويذهبا للتسوق

ـــــ لا بأس يا أخي، إفعل

*********************************

أعدت عائشة طعام الإفطار، وقبيل المغرب وضعت لزينب صحناً منه على صينية وإلى جواره اللبن وبعض التمر، واستأذنت عبد الله قبل صعودها إلى الدور العلوي:

ـــــ عبد الله حبيبي، سأصعد لأعطي بعضاً مما أعددت لزينب لتفطر عليه

ـــــ ههه أخذتِ معك تمراً ولبنا لها ؟

ـــــ ههه بالطبع اخذت. لن أتأخر

ـــــ اصعدي رويدا رويدا حبيبتي

ـــــ ههه تخاف عليّ ام على ولدك ؟

ـــــ والله أخاف عليكِ أنتِ حبيبتي

ـــــ ههه سيغضب ولدك

ـــــ ههه لن يغضب، فهو يعلم أني أحبه لأنه جزءاً منكِ حبيبتي

ـــــ هاها تخجلني دائما بكلماتك الرقيقة . حفظك الله لي حبييبي

ـــــ وحفظك حبيبتي . هيا حتى لا تتأخرين فقد اقترب موعد الآذان

ـــــ ههههه حالا حبيبي

*************************************

كانت مانويلا تأكل طعامها الذي أعدت بشهية، حين سمعت جرس الباب، فجحظت عيناها وقالت بارتباك:

ـــــ يا ويحي! من القادم!!

أخذت تجري بالصحن يمنة ويسرة وهي تقول لنفسها:

ـــــ أين أخبئ الطعام! يا ويحي! . ربما كانت عائشة، ولو رأت الطعام لعلمت أني مفطرة في نهار رمضان، وشكت في أمري مممممممم ها هنا أضعه تحت هذا الكرسي...مممممم هكذا تم الأمر. أذهب لأفتح  بعد أن أبتلع ما في فمي....أين المنديل؟ أريد أن أمسح فمي

طال انتظار عائشة، فقرعت الجرس مرة أخرى وهي تنادي:

ـــــ زينب، افتحي يا زينب، أنا عائشة يا حبيبتي، أنائمة انتِ أم ماذا؟

أخيراً فتحت بعد أن أخفت أثار الطعام:

ـــــ مرحباً عائشة، تفضلي بالدخول

 

ـــــ لا حبيبتي، أشكرك. جئت فقط لأعطيكِ بعض التمرات، وكأس من اللبن، وصحن الثريد الشهي باللحم هذا هاها

تبسمت مانويلا وردت بلطف:

ـــــ كم أنتِ رقيقة ، كل هذا الطعام من أجلي!

ـــــ لا تنسي أن تقولي عند الإفطار كما علمتك. اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، اللهم ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله

أومأت برأسها وقالت باسمة:

ـــــ أقولها دائماً عند الإفطار، لا تقلقي

ـــــ تقبل الله منا ومنكِ صالح الأعمال حبيبتي. أتبغين أي شيء قبل أن أنزل ؟

ـــــ لا، أشكرك

ـــــ السلام عليكم

ـــــ وعليكم السلام

أغلقت مانويلا الباب وتنهدت بعمق وطفقت تحدث نفسها التي عقدت محكمة إنصاف في أمر عائشة:

ـــــ طيبة عائشة ولكن ليس بيدي أي شيء... أوف!!... أشعر أني أقاوم  بداخلي شعوراً بحبها. حقاً لم تسيء إليّ يوماً منذ أتيت إلى هنا. ودودة ورقيقة ومتبسمة دائمة.. أوف!!.. لا أعلم  لِمَ يريدون إيذائها وزوجها!!. فليختارا ما شاءا من أديان. لِمَ يتعقبوهما!! أوف! ليتني ما قدمت الى هنا.. ليتني

*************************************

عادت عائشة إلى المنزل، فلم تجد عبد الله في الردهة كما تركته، فتبسمت وقالت:

ـــــ اين هو عبد الله ممممم هاها بالتأكيد في المطبخ يعد العصير ككل يوم

دلفت إلى المطبخ فوجدته قد أعد العصير كما ظنت، فتبسمت وألقت السلام:

ـــــ السلام عليكم حبيبي

ـــــ ههه وعليكم السلام حبيبتي . ستتذوقين من يد زوجك شرابا اخترعه للتو هاها

ـــــ اختراع! ممممم حبيبي لا أحب ان اكون موضع للتجارب هاها

ـــــ ههه ستجربين ولن تندمي . موعدنا بعد آذان المغرب إن شاء الله

ـــــ من أي شيء يتكون مشروبك المبتكر هذا ؟

ـــــ هههه لن أقول. تذوقي وخمني

ـــــ ههه بالتأكيد سيعجبني حبيبي ... قل لي هل تشعر بالتعب مع الصيام

ـــــ هاها كل يوم تسألين نفس السؤال واقول لا، لا، لا والله لا أشعر بالتعب بفضل الله ولا بالجوع ولا بالعطش

ـــــ تقبل الله منك حبيبي اللهم آمين

ـــــ ومنكِ يا حبيبتي.

سمعا صوت الآذان، فقال عبد الله جذلاً:

ـــــ ها هو الآذان، نذهب لتناول التمر واللبن، وبعدها نصلي المغرب، ثم نعود لطعامنا ككل يوم

ـــــ هاها ممممممم كم هو جميل الصيام في رمضان

وبعد أداء صلاة المغرب, اجتمعا على مائدة الإفطار، فقالت عائشة فرحة:

ـــــ صوما مقبولا وإفطار شهيا زوجي الحبيب عبد الله

ـــــ ههه صوما مقبولاً وإفطاراً شهياً زوجتي الحبيبة عائش، ها.. ما رأيك في العصير. هل عرفتِ مِمَ يتكون ؟

ـــــ أخذت الرشفة الآخيرة ولم أعرف للأسف . تارة أعتقد أنه فراولة، واقول لالالالا الفراولة ليس لها هذا المذاق هاها وتارة أعتقد أنه جوافة ثم أقول لالالالالا الجوافة ليست حمراء هاها . حبيبي أنا لا اعلم

ـــــ هاها إنه مزيج من فراولة وجوافة وتفاح أيضاً

ـــــ هاها رائع . اعطني رشفتي، فهذا دوري

ضحك وقال مازحاً:

ـــــ بقى رشفتان، فلا ترتشفيهما وحدك هاها

ـــــ هههه لا تخف . زوجتك لا تفعلها أبداً، أعتدت مع مشاركتك في الرشفات مناصفة هاها

ـــــ بل قولي اعتدت على مقاسمتك في الرشفات ملاطفة هاها

ـــــ دمت لي ودامت ملاطفتك حبيبي ههه

ـــــ هل أعجبك العصير؟

ـــــ حقاً أعجبني جداً، سأذهب وأحضر كأسا أخر نتقاسم رشفاته

ـــــ لا،لا،لا،غير مسموح من فضلك . الكأس الأول هدية، أما الثاني فباهظ الثمن هاها

ـــــ ههه أهكذا حبيبي ؟ تمنع عني ما أحب ؟ لم اعتد منك على هذا يا زوجي الحبيب

ـــــ هاها سأحضر أنا كأساً آخر لكِ وحدك

ـــــ لالالا، نتقاسمه سوياً وإلا لن أشرب. لا أجد طعماً لأي شيء لا تشاركني فيه حبيبي

ـــــ ههههه سلمتِ لي حبيبتي . سأذهب وأحضر كأساً آخر  قبل أن تحين صلاة العشاء

وإذ هما يتابدلان أحاديث الصفو، دق هاتف عائشة، فإذ بها حفصة، فردت على الفور:

ـــــ السلام عليكم حفصة 

ـــــ وعليكم السلام يا عائشة . كيف حالك ؟

ـــــ بخير حال والحمدلله . ماذا أفطرتِ اليوم يا حفصة ؟ هاها

ـــــ افطرت شبارغل

انفجرت عائشة بالضحك وقالت:

ـــــ عافانا الله

قهقهت حفصة وردت:

ـــــ إنه يسمى خضار الملوك

ـــــ وهل عندكم ملوك اليوم على الإفطار يا حفصة ؟ هاها

ـــــ بالطبع، أنا  وزوجي الحبيب محمد هاها

ـــــ هنيئا مريئاً يا حفصة هاها

ـــــ وأنتِ ماذا افطرتِ يا عائشة ؟

ـــــ ثريداً هاها

ـــــ هاها ماشاء الله . سأدعو  نفسي على الإفطار عندكم أنا  وزوجي المسكين لنأكل الثريد معكم

ـــــ إن شاء الله حبيبتي . كيف حالك أنتِ؟

ـــــ بخير الحمدلله . سآتي غداً عندكم إن شاء الله، لاصطحاب المدعاة زينب لشراء كل ما يلزمها للزواج

ـــــ هههه جعل الله ذلك في ميزان حسناتك. وهل أخبرتيها؟

ـــــ ليس بعد. ما رأيك تأتي معنا ؟

ـــــ مممممم سأستأذن عبد الله، وإن وافق سأذهب معكما إن شاء الله

ـــــ حسنا حبيبتي.. ومتى ستبلغيني  قرارك ؟

ـــــ بعد قليل سأهاتفك، فزوجي يستعد للذهاب لصلاة العشاء

ـــــ حسناً سأنتظر مهاتفتك . السلام عليكم

ـــــ وعليكم السلام حبيبتي

وضعت عائشة الهاتف جانباً، فمازحها عبد الله ضاحكاً:

ـــــ هل انتهيتِ من تقرير الإفطار أنتِ وصديقتك ؟

ـــــ هاها تعلم النساء وفضولهن حبيبي . ممم كنت أود أن أطلب طلباً صغيراً

ـــــ ما هو ؟

ـــــ كنت أود أن أستأذنك  في الذهاب مع حفصة لشراء ما يلزم زينب عندما تأتي غدا لاصطحابها

رد بحسم:

ـــــ لا. آسف، لا أوافق

ـــــ مممم لِمَ حبيبي ؟

تنهد وقال بتجهم:

ـــــ حبيبتي،  طلبتي طلبا وقلت أني لا أوافق، فلا تزيدي الكلام

ـــــ أمرك حبيبي . ولكن من فضلك اصطحبني لشراء هدية لزينب فقد اقترب موعد زواجها

ـــــ لا بأس حبيبتي، إن شاء الله نذهب غداً بعد صلاة العشاء

ـــــ هاها أشكرك، أشكرك يا زوجي الحبيب

ـــــ هههه سأذهب للصلاة . هل تريدين أي شيء ؟

ـــــ أريدك سالما يا عمري

ـــــ سلمك الله حبيبتي . السلام عليكم

ـــــ وعليكم السلام حبيبي

**********************************

أمسكت حفصة بهاتفها، زفرت متأففة وقالت بضيق:

ـــــ أهاتف المدعاة  زينب، أوف

ردت مانويلا بمرح:

ـــــ هههه السلام عليكم حفوصة

ـــــ وعليكم السلام . غداً سآتي  صباحاً لأصطحبك  إن شاء الله

ـــــ تصطحبيني إلى أين ؟ هاها

ـــــ إلى الأسواق لشراء ما يلزمك قبل زواجك

ـــــ لا يلزمني شيء

صاحت بها حفصة:

ـــــ أبلهاء انتِ؟ كل عروس يلزمها أشياء  قبل زواجها

ـــــ هههه أنا  أختلف عن أي عروس . لا أحتاج  شيء، أشكرك  

ـــــ ما لي أنا تشكريني أو لا تشكريني! أحمد هو من يريد ذلك

ـــــ أحمد ! كيف حاله ؟

ـــــ أوف! لا أعلم. اقترب موعد عرسكما وسليه بنفسك كيف حاله

ـــــ عرسنا ! متى ؟

ـــــ يوم الخميس القادم إن شاء الله

شردت وهي تتمتم:

ـــــ الخميس القادم مممممم في نفس موعد عودتي للدي آآآآ أشكرك، أشكرك وأشكر أحمد، ولكن لا داعي ليتكبد خسائر

اندهشت حفصة وقالت:

ـــــ خسائر !!.. لا أفهم عن أي خسائر تتحدثين!!

ـــــ ممممم لا شيء، لا شيء سأنتظرك حفوصة اموووه هاها

ـــــ أوف

ـــــ وأنتِ من أهل الخير هاها

انهت المحادثة وهاتفت صوفيا لتستأذنها:

ـــــ مرحباً مانويلا

ـــــ كيف حالك الأم صوفيا  رئيسة الدير المبارك وحبيبة القديسين ؟

ـــــ بخير. كيف حالك انتِ وكيف هي الأحوال  ؟

ـــــ مممممم لا أعرف . أنتِ تعلمين أن خاطبي  احمد ......

قاطعتها الراهبة صوفيا صارخة بها:

ـــــ من! . خاطبك! أجننتِ؟؟ أفيقي مانويلا، أفيقي

ازدردت ريقها و اعتذرت مرتعدة:

ـــــ آآآآ أأسف الأم  صوفيا، خانني اللفظ، عذراً. أنا أقصد من يزعم أنه خاطبي أحمد، سيرسل زوجة أخيه لتصطحبني غداً للأسواق لشراء ما يلزم قبل الزواج المزعوم

قهقهت الراهبة صوفيا وقالت:

ـــــ اذهبِ واشتري ما شئتِ

ـــــ ولكن ......... لكن أنا لن أرتدي ما سيشترونه لي. أنا سأعود للدير الخميس القادم، وهو حدد  موعد الزواج المزعوم الخميس القادم.. فلِمَ أجعله يشتري ويتكبد خسائر مممم وحق يسوع أريد أن اخبره اني لن اتزوجه حتى لا ينتظرني شوقاً، ثم لا يجدني أمامه.. فهو لم يخطئ بحقي حتى أتسبب له في إيذاء مشاعره

أجهشت مانويلا بالبكاء، فضيقت الراهبة صوفيا عينيها ارتياباً وقالت باحتداد:

ـــــ ماهذا مانويلا ! أتذرفين الدموع لأجله رحمة، أم تذرفينها عشقاً؟ انطقي

ردت مسرعة بنشيج تدفع عن نفسها الظنون:

ـــــ لالا، دموع  الرحمة على من لا ذنب له

ـــــ كفكفي العبرات على البشر، ولتسكبي  العبرات على الخطية

ـــــ خطية ! أي خطية ! أنا لم أخطئ، لم أخطئ

ـــــ اذهبِ مع زوجة أخيه، ولا تقابليه هو مرة أخرى، فقد دقت أجراس أفتراقكما  

ـــــ ها!!!! أفهم من ذلك أني لن أرى أحمد مرة أخرى ؟

ردت بغلظة

ـــــ لا. هذا أمر. وعندما تسمعين أمراً من رئيسة الدير فماذا تقولين ؟

ردت بنشيج وهي تذرف العبرات:

ـــــ سمعاً وطاعة الأم صوفيا

ـــــ باركك الرب ما نويلا

*****************************************

 

انتهت حلقتنا وقارب كيفن على وداعنا

 

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

 

استغفر الله وأتوب إليه

 

تعليقات

  1. روووعة جدا فى انتظار الحلقة القادمة ...وربنا يهديكِ مانويلا

    ردحذف
  2. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕
    اقتربت النهاية والافتراق شكلها كدة ومانويلا بدأت تفكر بعقلها وقلبها يلين.. هداها الله إلى الحق
    حلقة جميلة بس قصيرة☺️
    في انتظار المزيد يا جميلة
    ♥️دُمتِ مُبدعة ♥️

    ردحذف
  3. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ف العالمين انك حميد مجيد

    اقتربت النهاية 😭
    قلبي مرتاح شوية لمانويلا 😂
    قلبها بدأ يوجعها كدة وتعيط

    ذكي دكتور محمدي تصرف بسرعة

    ربنا يسسستر من اللي جاي

    وتسلم ايدك يا استاذة هوبة ربنا يباركلنا فيكِ 💗❤️

    ردحذف
  4. سلمت يداكى أستاذة هوبة منتظرين المزيد
    رباب محمد

    ردحذف

إرسال تعليق