حارة الموعودين( الثانية عشر)
دخلت والدة العروس
بثياب أنيقة وحجاب رقيق وحيتهم:
مساء الخير يا جماعة
وقف الجميع للتحية،
بينما شهقت والدة باسم واتسعت حدقتاه وصاحت بوالدة العروس:
مين! صباح الشحاتة!!
اتضح أن والدة العروس
الرسامة العالمية، هي صباح الشحاذة التي تجلس إلى جوار مقر عمل السيدة نادية والدة
العريس، وتعطف عليها بحفنة جنيهات.. صاحت صباح الشحاذة وسط ذهول الجميع
انا شحاتة يا موظفة يا
جعانة يللي بتكملي عشاكِ نوم، سيبوني عليهاااا
سقط الجمع في بئر
الذهول
اقتربت منة ذاهلة ذارفة
العبرات من والدتها التي نكست رأسها هرباً من مواجهتها، وسألتها بصوت مختنق:
مامي، هو الكلام اللي
بتقوله طنط ده حقيقي؟
طفرت عبرات الأم ولاذت
بالصمت، أخذت الفتاة تنظر من خلف ضباب الدموع إلى اللوحات التي أبدعتها والدتها
وقالت وهي تشير إلى اللوحات ذاهلة:
يعني الفنانة أشرقت
السعيد اللي أبدعت اللوحات العبقرية دي، تبقى هي صباح الشحاتة!! يعني كان كل ده
كدب!! ... معارض باريس وروما؟... لقاءات النقاد؟... صورك جنب برج ايفل وفي
الشانزليزيه في فرنسا وصورك في ساحة نافونا والكولوسيوم في روما؟؟... اتيليه دي
لوميير في باريس؟ معرض لوركان أونيل في روما؟؟.. صورك في كل مكان من الأماكن دي
كان كله كدب!! كدب يا مامي!!.. ازاي يا مامي! ازاي!!
أردفت الفتاة صارخة
بجنون:
فهميني يا مامي، فهميني قبل ما اتجنن ارجوكِ
رفعت الأم رأسها، ومسحت
عبراتها بيدها، وتنهدت بعمق، وطفقت توقظ الأسرار من مراقدها:
أشرقت السعيد.. البنت
اللي اتولدت لأسرة ارستقراطية، ودرست في أشهر المدارس الفرنسية.. الرسامة اللي
بتعشق الرسم بجنون، وعشان كدة دخلت كلية الفنون الجميلة.. زي الحياة ما كانت جميلة
بالظبط.. كل حاجة كنت املكها، المال والجاه والحسب والنسب.. كنت البنت الوحيدة
والمدللة لبابي ومامي.. بابي اللي ورث مصنع كبير للغزل والنسيج، غير الأملاك اللي
كنا نملكها.. ده كله ضاع في غمضة عين وبابي خسر كل حاجة، وأمواله تم السطو عليها
من عدمات الضمير اللي مالهومش أي حق في مالنا، وما اتبقاش حيلتنا غير الشقة الفخمة
دي في الحي الراقي ده... ورغم سوء الأوضاع، عيشنا، أو اتعايشنا ... حاولنا بقدر
المستطاع نحافظ على مظهرنا قدام المجتمع اللي ما بيرحمش.. اتخرجت من الجامعة
واتجوزت أحمد الزنداوي، واللي كان من أسرة متوسطة من قرايب مامي.. شاب متخرج من
كلية العلوم ويملك عربية صغيرة، وعنده إمكانية إنه يفتح معمل ويتفانى في عمله..أجر
المكان و فتح المعمل وبدأ العمل بكل حماس الشباب للنجاح والتطور.. في الفترة دي
ربنا رزقنا بيكِ يا منة.. طفلة جديدة وأمل جديد ودنيا بنرجوا منها مجرد الابتسام،
ومش عايزين منها أي مساعدة.. طول فترة الحمل رسمت تلات لوحات، كنت فخورة بيهم جداً
وبنظرلهم بعين الإعجاب.. وكان عندي معتقد خرافي مسيطر على خيالي المريض، إني هقدر
أبيع اللوحات دي وأحصل على عائد مجزي، يعيشني عيشة كريمة، واسمي يلمع في عالم فن
الرسم.. لكن للأسف.. أتت الرياح بما لا تشتهي السفن.. مشروع المعمل بتاع أحمد فشل
فشل ذريع واضطر يقفله، والعربية الصغيرة حولها لتاكسي وبقى مجرد سواق تاكسي هه
سواق تاكسي ببكالوريوس علوم.. قلت مش مشكلة، أكيد لما أبيع اللوحات والجميع يعرف
قيمة الريشة المبدعة اللي بين إيديا، كل حاجة هتتغير لصالحنا.. لكن للأسف ما
حصلش.. مش قادرة أنسى لفي على المعارض ليل نهار ورفضهم القاطع ليا من غير حتى ما يشوفوا
اللوحات أو يلقوا نظرة ولو عابرة.. هه ما هي مش لوحة ليلة النجوم لفان جوخ و لا
الموناليزا لليوناردو دافنشي، ولا غرنيكا لبابلو بيكاسو اللي بتتباع بملايين
الدولارات... دي مجرد لوحات لفنانة مغمورة ما تساويش تمن الريشة وباليت الألوان
اللي اترسمت بيها .. كل أحلامنا اتبخرت وبقت مجرد سراب.. الحقيقة الوحيدة اللي
كانت في حياتنا، هو انتِ يا منة.. كان التفكير هيقتلني وأنا بفكر في مصيرك في عيلة
فقيرة مش هتقدر توفرلك حياة تليق بيكِ. كان نفسي تعيشي نفس الحياة اللي عيشتها في
طفولتي وما تتحرميش منها في شبابك ولا في أي لحظة في حياتك.. بس ازاي! ازاي!
التفكير كان زي المارد اللي بيفترسني.. وفي مرة وأنا بحاول محاولة بائسة لعرض
لوحاتي على أحد المعارض، واترفضت بالطبع.. في الطريق حسيت باحباط وانهاك وانفجرت
في البكاء.. وسندت على جدار من كتر الإجهاد.. لمحت واحدة شحاتة قاعدة على الرصيف
وبتعد الفلوس اللي جمعتها، جالي ذهول من كتر الفلوس اللي معاها، واللي كسبتها من
غير مجهود.. مجرد قاعدة على الطريق وبتجمع المال الوفير ده.. ومن وقتها قررت ابقى
شحاتة. والفكرة عجبت باباكِ وهو كمان بقى زيي
نظر الجميع إلى الأب،
فنكس رأسه هرباً من نظراتهم، فصاحت منة ذاهلة:
حتى انت يا بابي!! أحمد
بيه الزنداوي رجل الأعمال يتضح في الآخر إنه شحات!! أنا مش قادرة أصدق!.. طيب
والعربية اللي بتغيرها كل سنة يا بابي! العربية كنت بتشتريها من فلوس الشحاتة!!
أجابها والدها مطأطئ
الرأس:
لا يا منة، دي عربيات
إيجار يا حبيبتي، كل سنة أأجر عربية وفي آخر السنة أرجعها المعرض وأأجر غيرها..
لزوم الوجاهة الإجتماعية
صاحت منة ناشجة:
وجاهة اجتماعية!! كله
كدب وغش، كله كدب وغش، انتو دمرتوني
ردت الأم:
احنا ما كدبناش يا
منة.. احنا رسمنا لوحة اجتماعية جميلة بريشة الخيال، لأسرة سعيدة من طراز رفيع..
أب رجل أعمال، وأم رسامة عالمية، وبنت جميلة لطيفة اتعلمت في أرقى المدارس لحد ما
وصلت الجامعة، بتاخد فلوس من غير حساب، وعايشة حياة الرغد والنعيم.. ايه الوحش
اللي عملناه معاكِ يا منة عشان تسخطي علينا!! احنا اتحملنا امتهان الكرامة كل يوم
عشان كرامتك تبقى في القمة.. احنا حميناكِ من حياة الفقر والعوز وقدمنالك صورة لأب
وأم تفتخري بيهم.. ولولا اننا انكشفنا النهاردة، كان زمان اللوحة الجميلة اللي
رسمناها لحياتنا دي تؤثر عيون الناظرين
أنا مش قادرة استوعب
اللي عملتوه يا مامي.. ليه ما دورتيش على وظيفة مناسبة انتِ وبابي! ليه!!
اوعي تقوليلي ليه يا مامي ما دورتيش على وظيفة
مناسبة، لو كنت اتوظفت كان زماني موظفة كحيانة وتستحق الصدقة زي مامة باسم اللي
جاي يخطبك النهاردة:
ثارت السيدة نادية:
هتلبخي ولا ايه يا
صباح!!
أجابتها والدة منة وقد
شمخت بأنفها:
أشرقت هانم السعيد من
فضلك يا مدام
يختي بلا هانم بلا نيلة
بقى، ما عرفنا اللي فيها. هو انتِ تشحتي بالنهار، وبالليل هتتأنعري علينا!!
وجه باسم نظراته إلى
منة الباكية وقال مبكتاً إياها:
ايه يا منة ردة الفعل
العنيفة دي ناحية باباكِ ومامتك!! ده بدل ما تشكريهم على المستوى العالي اللي
عيشوكِ فيه!! كنتِ عايزاهم موظفين زي أهلي عشان يعيشوكِ في فقر وفي جوع، وتعيشي
على سلف الهدوم والكتب من صاحباتك!! يا منة صدقيني، الشحاتين الحقيقيين هما أهلي
مش أهلك
ثار والده ووالدته
وصاحا باسمه زجراً:
باسم
يا بابا أنا آسف، أنا
آسف يا ماما. والله ما اقصد إهانة.. أقصد انكو استسلمتوا للطحن تحت رجلين الظروف
الاقتصادية الملعونة.. لكن طنط أشرقت وعمي أحمد ما استسلموش، قعدوا يشحتوا في
الشارع عشان بنتهم تعيش عيشة كريمة، وكمان قدروا يحطوا نفسهم في صورة اجتماعية
راقية ومتميزة ومغرية لشاب زيي بنسبهم والانتماء ليهم
وجه نظراته إلى والد منة
ووالدتها وقال بإكبار:
طنط أشرقت، أو صباح
الشحاتة، عمي أحمد الزنداوي.. أنا حقيقي معجب بيكو جداً، مش قادر أوصفلكو أنا معجب
بيكو قد ايه! ويشرفني إني أتقدم لبنتكو
صاح والده ووالدته في
ثورة عارمة:
باسم، الجوازة دي مش
ممكن تتم
رد بإصرار:
أنا آسف يا بابا، آسف
يا ماما.. أنا هتجوز منة بنت صباح الشحاتة
ردت والدة منة باسمة:
ميرسي يا باسم
********************************************
في هذه الساعة المتأخرة
من تلك الليلة، دقت سوكا باب غرفة غادة ابنة المعلمة، بعدما رأت الضوء المتسلل من
أسفل الباب، وتيقنت أنها ما زالت مستيقظة:
ست غادة
ادخلي
فتحت الباب ودخلت،
فألفت غادة تتصفح عشوائياً عبر هاتفها، ولم تعبء بدخولها، فحيتها سوكا:
سا الخير يا ست غادة،
أنا لقيت النور منور من تحت عقب الباب عرفت انك صاحية
عايزة ايه؟
أعوزك طيبة وبخير.. كنت
قصادكِ في خدمة كدة، وعشمي انك ما تكسفنيش
يووو انطقي على طول وما
تعطلنيش
أصل فرح بنت عمي قرب،
وكنت عايزة كدة فستان حلو وشياكة من بتوعك، تكوني مستغنية عنه، عشان احضر بيه
الفرح
قهقهت غادة واستدارت
لها قائلة بسخرية:
يا سلام! وهو عمك بقى
عامل فرح عالمي يستاهل تحضري بيه بفستان غالي من بتوعي!!
هه لا ابداً، ده فرح
كلشي ان كان من اللي بالك فيهم، ولامم صيع ومقاطيع الحارة. بس أنا كنت عايزة البس
الفستان عشان عايزة اللي في بالي يشوفني بيه ويتجنن عليا
ههه ممم هو المهندس
محمد شحتة، هيحضر فرح بنت عمك؟
لا طبعاً، وده ايه
يجيبه وسط العالم اللبش دي! بس أنا بقى كنت عايزة اعدي عليه في الدكان ويشوفني
بالفستان اللآلاجا ده وعاملة تسريحة حلوة في الكوافير ومتمكيجة وعلى سنجة عشرة
قهقهت غادة وأخذت تضرب
كفاً بكف، ثم قالت:
ما تشيليه من دماغك بقى
وسيبيه لخطيبته اللي بيحبها
نشبت النيران في قلبها، وسألت سيدتها:
أنتِ شوفتيها يا ست
غادة؟
ايوة، لمحتها معاه مرة
وايه رأيك فيها؟ حلوة؟
والله رأيه هو أهم من
أي حد، اللي بيحب بيشوف حبيبه أجمل إنسان في الدنيا
بس أنا بقى ما شوفتهاش
حلوة
عشان بتكرهيها يا سوكا
ردت سوكا والغيظ يفري
كبدها:
لا، هي واحدة عادية ما
تسواش، لولا شهادتها ما كانش يبقالها قيمة
وانتِ بقى قيمتك ايه!!
أنا قيمتي كبيرة قوي،
وبكرة الكل يشوف بعينه ويستعجب يا ست غادة.. المهم دلوقتي خلينا في الفستان الله
يسعدك
قامت غادة بتثاقل،
واتجهت إلى خزانة ملابسها، فتحتها وأخذت تطالع فساتينها الباهظة الثمن ، والتي
تتكدس بها الخزانة، واستقرت عينها على فستان أحمر ناري لامع، أخرجته وقالت لها:
خدي ده، لبسته مرة ومش
ناوية ألبسه تاني
شهقت سوكا سعادة ونتشت
الفستان وقالت بعينين لامعتين:
هو ده الفستان اللي هو.
يا لهوي ده هيبقى عليا عسل، مع الجزمة أم كعب اللي انتِ ادتيهالي قبل كدة، هبقى
سنيورة الليلة كلها
طب خديه بقى واتفضلي
سيبيني وكفاية عطلة
حاضر يا ست غادة. ربنا
يسعدك يارب. بكرة بقى هروح للبت الكوافيرة اتفق معاها
خرجت وهي تحتضن الفستان
وغمغمت مغمضة العينين باسمة:
يارب الفرح الجاي يبقى
فرحي انا وانت يا سي شحتة ياااارب
******************************************
ذهب عنتر في الموعد
المحدد إلى ورشة عم صادق النجار، لاستلام عربة الفول، فتفاجأ بعم صادق قد انتهى
منها وقام بطلائها وكتابة عبارة( يارب يا رزاق) تبسم عنتر، وحيا عم صادق الذي كان
منهمكاً في عمل آخر:
السلام عليكم يا عم
صادج
هه عليكم السلام ورحمة
الله وبركاته يا ابني
أشار عم صادق إلى عربة
الفول وقال:
ايه رأيك في العروسة
اللي مستنية عريسها دي؟ ههه
ههه تسلم يدك يا عم
صادج. حاجة حلوة وزينة بصحيح. ودهنتها وركبتلها العجل كماني!
اومال هسلمهالك خشب ما
يتحركش!! كتبتلك عليها( يارب يا رزاق) وجيت اكتب اسمك، افتكرت انك ما قولتهوليش..
اسم الكريم ايه؟
عنتر يا عم صادق. عنتر
خليل عنتر
عاش الإسم وصاحب الإسم
يا عنتر يا ابني.. أنا هكتبلك عليها فول عنتر الصعيدي. ايه رأيك؟
هه تمام وعال العال يا
عم صادج، الله يجزاك كل خير
ويجزيك يا ابني، اقعد
اشرب شاي وما تكسفنيش المرة دي
ماشي يا عم صادق، ما
عكسفكش عاد
طب صبلك كوباية من
البراد ده، الشاي لسة سخن
ماشي يا عم صادج
قال عنتر وهو يصب
الشاي:
لكن انت شغال لحالك في
الورشة ديّ يا عم صادج؟
ايوة يا ابني
وليه كديه عاد! الجصد
يعني، ليه ما حداكش صبي ولا اتنين يساعدوكِ ويتعلموا منيك الصنعة؟
هه وهما فين الصبيان يا
ابني، ولا فين الصبر اللي يخليهم يتعلموا!! الكل دلوقتي بيجري ع التكاتك ويقولك
مكسب من غير تعب. ومن وقتها الشوارع اتزحمت بالتكاتك من غير داعي، وورش الصنايعية
فضيت، والحرف هتنتهي من غير ما حد يتعلمها.. ده حالي وحال كل ورش الحارة.. حاجة
تحزن يا ابني
والله عنديك حج يا عم
صادج وحديتك يتوزن بالدهب للي يعقله ويتدبره
ربك يصلح حال عبيده يا
ابني
انتهى عم صادق من كتابة
اسم عنتر على العربة بخط جميل، وقال:
ايه رأيك كدة يا عنتر
يا ابني
قرأها عنتر باسماً
فول عنتر الصاعيدي.
الله، الله. وربنا آنا متباشر خير بالعربية اللي عملتها بيدك ديّ يا عم صادج،
وحاسس انها هتكون فتحة خير عليّ
ربنا يوسع عليك يا
ابني، خدها واتوكل على الكريم، ومن بكرة تيجي تقف بيها قدام البيت عندي ، الرِجل
هناك والحركة أكتر من هنا، وربنا يرزقك
أعطاه عم صادق العنوان،
وأخذ عنتر العربة وتوكل على الرحمن
*******************************************
كانت أم هشام تتناول
الغداء مع شقيقيتها لطيفة وابنتها سلمى، قالت لطيفة لابنتها:
قومي يا سلمى هاتيلي
كمان طبق رز
حاضر يا ماما
صاحت بها ام هشام:
طبق رز ايه تاني يا
لطيفة! ما ترحمي نفسك يختي، دانتِ واكلة طبقين رز وطبق خضار وخمس حتت لحمة لحد
دلوقتي. ايه! هو برميل وعمالة تحدفي فيه!
يوه! هو انا ما اقعدش
معاكِ على الأكل في مرة الا اما تسدي نفسي يا سميحة!
هي بتتسد ولا بتشبع! ده
مرار ايه ده!
طب كلي يختي، كلي، طبق
الرز بتاعك ما كملتيهوش وما خدتيش غير حتة لحمة ومعلقتين خضار
الحمدلله رضا، شبعت،
عقبالك
الله يخليكِ
عادت سلمى بطبق الأرز
لأمها:
اتفضلي يا ماما، طبق
الرز اهو
الله يسعدك يا بنتي يا
حبيبتي واشوفك في بيت عدلك عن قريب.. اقعدي كملي أكلك
شبعت الحمدلله يا ماما
الف بركة يا بنتي. روحي
اعمليلنا شاي انا وخالتك ، بس خليه على نار هادية لحد ما اخلص أكل، وبصي على صينية
البسبوسة اللي في الفرن، اول ما تطلع اسقيها الشربات على طول
حاضر
ما أن اتجهت سلمى إلى
المطبخ، حتى سمعت جرس الباب، فاتجهت صوبه تسأل من الطارق:
مين؟
آتاها صوت خالتها
نادية:
افتحي يا سلمى، أنا
خالتك نادية
فتحت وارتمت في أحضان
خالتها:
خالتو حبيبتي هههه
وحشتيني يا خالتو
ما تشوفيش وحش يا سلمى
يا حبيبتي
ازي ماهيتاب ورضوى
عاملين ايه؟
كويسين الحمد لله يا
حبيبتي، وحشاني والله يا سلمى، فين ماما وخالتك سميحة؟
انتِ عارفة ان خالتو
سميحة عندنا!
ايوة، ما انا عديت على
عبير بعد الشغل ورجعتلها الطقم اللي استلفته منها وقالتلي انهم متجمعين، قلت اجي
افضفض معاهم
ممم انتِ شكلك متضايق
قوي كدة ليه يا خالتو؟
الحمدلله على كل حال يا
بنت اختي
طيب ادخلي، ماما وخالتو
سميحة في اوضة السفرة بيتغدوا
دلفت على أختيها بوجه
عبوس وحيتهما:
ازيك يا ابلة سميحة،
عاملة ايه يا أبلة لطيفة؟
غضنت السيدة سميحة
والدة الدكتور هشام حاجبيها وقالت لها:
ومال وشك مكرمش وعايز
يتفرد بمكوة كدة!!
جلست على أحد مقاعد
السفرة، تزفر أنفاسها بضيق وقالت:
من اللي انا فيه يا
أبلة
ايوة يختي ادخلي علينا
بهمك وارميه في وشنا، ما احنا ناقصين غُلب
قربت إليها أختها لطيفة
صحناً من الطعام وقالت:
كلي يا نادية، مافيش
حاجة تجلي الهم عن الصدر إلا الأكل يختي. اسأليني أنا
والله ماليا نفس يا
أبلة لطيفة، أنا عندي مشكلة كبيرة
خير يختي؟
تنهدت بعمق ضيقها
وقالت:
البيه المحترم باسم
ابني، عايز يتجوز بنت صباح الشحاتة
جحظت أعين شقيقتيها
ذهولاً، وضربت أم هشام على صدرها وقالت:
يا واقعته سودة!! صباح
الشحاتة!! مش هي دي الشحاتة اللي دايما تشتكيلي منها يا نادية وتقوليلي انها ما
بتسبكيش تمشي إلا اما تلهف منك خمسة جنيه؟
ايوة يا أبلة سميحة هي
دي. حتى آخر مرة خدعتني وكانت عاملة نفسها دراعها مكسور، وبهدلتني لما اديتلها
خمسة جنيه، وراسها وألف سيف تاخد زيادة، روحت مدياها جنيه كمان
يا خيبتك يا نادية
يختي، يا خيبتك. اهم الستة جنيه ما كفوهاش، وهتاخد ابنك عليهم فوق البيعة عشان تشحت
بيه.. وابنك المحروس ايه اللي لمه على بنت الشحاتة؟
هحكيلكو الحكاية من
أولها لآخرها يا أبلة سميحة، عشان تشوري عليا انتِ وأبلة لطيفة أعمل ايه في
المصيبة دي
قصت عليهما من خبر
الفتاة وأهلها، فصاحت لطيفة غاضبة:
هو ايه الاختيار اللي
زي وشه ده! يعني ايه يتجوز بنت الشحاتة!! الواد ده اتهبل ولا ايه! هلاقيها منه ولا
من سي طارق اللي عايز يتجوز الست نهى بنت بياعة الخضار!!
ردت أم هشام على اختها
ام طارق:
هو مش طارق صرف نظر عن
الجوازة دي يا لطيفة بعد ما أهل البت رنوكِ علقة ما كلهاش حرامي في مولد؟
أخذت تومئ بإصبع
السبابة أن لا لا لا، وتطقطق بشفتيها وتهز رأسها ثم قالت:
لا يختي لا، طارق ابني
ده كهين وجواني وما يطلعش سره لحد، بس على مين!، مهما يكون جواني فانا بدخله جوا
نن عين قلبه واعرف هو مخبي ايه. وانا بقى متأكدة انه لسة ناوي على جوازة بنت ام
نهى اللي هيعرنا بيها. بس انا مش هسكت، وهبعت اجيب اعمامه من الصعيد عشان يطربقوها
على دماغه
نظرت نادية إلى أختها
لطيفة بشفقة وقالت:
يعني انتِ كمان يا أبلة
لطفية عندك هم زي اللي عندي وابنك عايز يتجوز واحدة مش على هواكِ!!
انتفشت أم هشام كالديك
الشركسي وقالت بملء فيها:
اسم الله عليك يا هشام
يا ابني، عاقل وكامل، وطول عمرك مراضي امك وعمرك ما تفكر تتجوز واحدة امك مش
عايزاها. يحرسك من العين يا قلب امك يا دكتور الدكاترة
*******************************************
قبل موعد حضور كودية الزار وأعوانها، أتت أم
محمود إلى منزل أم هناء التي بدا عليها الاضطراب، وجلستا تحتسيان الشاي، فقالت أم
محمود:
اتصلت بكودية الزار قبل
ما اجيلك وقالت انها على وصول
ردت أم هناء بعينين
زائغتين وهي تفرك أعلى فخذيها:
مرتين تخلف معانا
المعاد، على الله تُصدُق المرة دي
هتُصدق إن شاء الله.
أصل المرتين اللي فاتوا حصلها ظروف. وقالت يعني ممم من غير ما تزعلي يختي يا ام
هناء، إنه بسبب النحس بتاع هناء
اتسعت حدقتا أم هناء
وقالت:
حتى كودية الزار اللي
مخاوية العفاريت اتنحست من هناء بنتي!!
يختي ما تحطيش في بالك،
كلها ساعة زمن بالزار والنحس يتفك وتبقى زي الفل ويجيلها عدلها
ان شالله يختي يا رب..
اومال منى وصفاء بناتك فين؟ مش الزار معمول لهم هما كمان؟
عندهم شغل، قولنا نأجل
يوم تاني. هعملهم يعني هعملهم، هما هيروحوا مني فين!!
اشربي الشاي يا ام
محمود
ما انا هشرب اهو..
اومال هناء فين؟
هناء قافلة على نفسها
اوضتها ومن الصبح ماسكالي العياط وتقولي بلاش الزار يا ماما عشان حرام
حرام ايه وبتاع ايه!
يعني هي عاجبها الكلام اللي الناس بتقولها عليها والعرسان اللي بقوا يطفشوا عشان
خايفين على امهاتهم ليموتوا لو خطبوها!!
يعني تفتكري الزار هيفك
النحس يا ام محمود؟
ده هيفكه ويفكه ويفكه.
اومال، هي كودية أي كلام ولا ايه!! دي واصلة ومتصيتة.. طب كلام في سرك يا ام هناء،
دول الأكابر بذات نفسهم بيجيبوها عشان تفكلهم العقد
ربنا يجعل الشفا من
النحس على ايديها يختي
انتهت أم محمود من آخر
رشفة من الشاي وقالت:
طب أنا هقوم استنى
الكودية والجماعة بتوعها ع السلم عشان ادلهم ع الشقة
طيب يا ام محمود
ما أن خرجت أم محمود
حتى شهقت لرؤية إحدى جارات الحارة تصعد الدرج غاضبة، وما أن رأت أم محمود صاحت
بها:
انتِ هنا يا ام محمود،
دانا جايالك مخصوص من عطفة القناديلي
وايه اللي جابك يختي؟
هكون جاية ليه! فين قسط
الجمعية يا ولية انتِ؟؟ النهاردة خمسة في الشهر
ما معيش فلوس، روحي يا
ام أنوار دلوقتي وبكرة ولا بعده هبقى ابعتهوملك، الدنيا ما طارتش
لا طارت يختي والست
اللي عليها الدور في القبض فاضحة الدنيا عشان اديتلها الفلوس ناقصة
وتديهالها ناقصة ليه يا
ام أنوار! ما تدفعي بدالي الشهر ده وابقى اديكِ المرة الجاية شهرين على بعض
أما إنك ست باردة برود
ما شوفتوش على حد، الفلوس فين يا ست انتِ خليني امشي
يختي ما تمشي. قولتلك
ما معييش فلوس. محمود ابني هيقبض النهاردة من صاحب الشقة اللي بيمحرها، واول ما
يجي هبعتهولك بالفلوس وعليهم بوستين
خلي البوستين ليكِ يا
حبيبتي، أنا عايزة فلوسي ومش ماشية إلا اما اخدهم
وماله يختي، اطلعي
اقعدي معانا، عندنا زار كمان شوية عاملينه لهناء بنت ام هناء عشان العفاريت تطلع
والنحس يتفك، تعالي يا حبيبتي اقعدي وسطنا عشان العفاريت تتعرف عليكِ وتروح معاكِ البيت تونسك لما جوزك يكون مش موجود
شهقت المرأة وصكت وجهها
وفرت مذعورة وهي تصرخ:
يا لهوووي! عفاريت! يا
امّا، بسم الله الرحمن الرحيم
بالسلامة يا حبيبتي،
عالم تخاف ما تختشيش.. هي كودية الزار وعفاريتها اتأخروا ليه!!
كانت أم عوض تطل من
النافذة كعادتها، وتتفرس في الرائح والغادي، فلمحت الاسطى حودة الميكانيكي يمر من
أمامها مهموماً يدخن سيجارة، فنادته بصوت جهور:
اسطى حودة، انت لسة سايب
مراتك في بيت ابوها لحد دلوقتي! مش هترجعها بقى يا خويا عشان خاطر العيال؟
زفر ضائقاً وألقى
السيجارة أرضاً ودعسها تحت قدمه وصاح بأم عوض:
يا ولية انت مالك! ما
تخليكِ في نفسك بقى وسيبينا في حالنا
طب يا اخويا بالراحة
ليطقلك عرق
غمغمت أم عوض:
باين عليه لسة متشعلق في حبايل الهوا الدايبة.
الرجالة اتهفت في دماغها
فجأة دخلت إلى الحارة كودية الزار وأعوانها من رجال
طويلي الشعر يرتدون ملابس غريبة، ونساء يحملن الدفوف والمباخر، شهقت أم عوض
وغمغمت:
اكيد الناس اللي شكلهم
يخوف دول هما بتوع الزار اللي قالتلي عليهم ام هشام لما سألتها رايحة على فين،
قالتلي عند اختي لطيفة عشان ام هناء عاملة زار لبنتها عشان النحس يتفك وانا اخاف
اقعد في البيت.. الواحد يخاف ينادي عليهم ولا يكلمهم ليتلبس، يا امّا. بسم الله
الرحمن الرحيم
دخلوا إلى المنزل،
فنظرت أم عوض إلى أعلى ونادت أم هناء:
يا ام هناء، افتحي يا
ام هناء، قرايب شمهورش جم .. يا لهوي ع الحارة واللي بيجرا في الحارة
ما أن دخلوا إلى المنزل
حتى عاد الدكتور هشام من المستشفى، فما إن رأته أم عوض حتى حيته:
ازيك يا دكتور هشام
أهلاً يا خالتي ام عوض
انت ما روحتش مع امك
عند خالتك لطيفة؟
تبسم وقال عامداً
المنزل:
بعد إذنك
غمغمت أم عوض
إذنك معاك يا اخويا.
عمره ما خد وادى معايا في الكلام زي بقيت خلق الله. كلامه قليل زي ابوه وسره جواه.
كنت عايزة اسأله لقى عروسة ولا لسة ولا لقى شقة ولا ناوي يسكن فين. يلا يا خبر
بفلوس بكرة يبقى ببلاش واللي ما يشتري يتفرج يا حارة الموعودين
استقبلت أم محمود كودية
الزار وأعوانها على الدرج
يا أهلاً وسهلاً، يا
ألف مرحب. دستور يا مباركين. يا مرحب يا ست نعناعة
الله يرحب بك يختي، فين
الشقة بتاعة الملبوسة
اهيه يختي اهيه، اتفضلي
سبقتهم أم محمود إلى
الداخل، وهي تقول:
الجماعة بتوع الزار جم
يا ام هناء
استقبلتهم أم هناء
بارتعاد وقد امتقع لونها وقالت بتلعثم:
يا آآهل,,يا آآهلا, يا
أهلاً وسهلاً
نظرت إليها كودية الزار
بنظرات حادة وسألتها:
انتِ الملبوسة؟
ها! آآ لا، لا يختي لا.
دي بنتي هناء
وهي فين؟
هدخل اجيبهالك من
الأوضة
هرعت أم هناء إلى غرفة
ابنتها ودخلت عليها فألفتها تجلس على طرف الفراش باكية:
ايه ده! مالك يا هناء!
ده وقت تعيطي فيه يا بنتي! يلا قومي ما عندناش وقت، بتوع الزار جم
يا ماما أنا مش مستريحة
للحكاية دي، خليهم يمشوا
صاحت بها والدتها:
يمشوا يروحوا فين!
داحنا ما صدقنا انهم جم، دول بقالهم مرتين يخلفوا معانا، يقوموا لما يصدقوا في
كلامهم ويجوا، نقولهم امشوا!! قومي يا بنتي قومي
,,, لا يا ماما
يووو يا هناء
أخذت في محاولات لإقناع
ابنتها
استبدل الدكتور هشام
ملابسه، ودلف إلى المطبخ، وفتح الثلاجة باحثاً عن طعام لتسخينه:
اما نشوف الست ام هشام
طابخالنا ايه، الله يسامحك يا أمي، مش عارف ايه اللي وداكِ لخالتي لطيفة النهاردة
وسايباني لايص كدة!! ممم الحلة دي فيها
ايه ممم بامية باللحمة، ممم والحلة دي فيها رز.. طيب تمام، وطبق بتنجان مخلل كمان!
فيكِ الخير يا أمي والله
هم بإخراج الطناجر من
الثلاجة، فأتاه صوت أم محمود من المنور تنادي أم هناء:
ما تيلا يا ام هناء،
كودية الزار ابتدت تتضايق، هاتي هناء بسرعة:
اتسعت حدقتا الدكتور
هشام، وترك ما بيده وأغلق الثلاجة هامساً لنفسه:
كودية زار!!.. وعايزين
هناء!!.. هو في ايه!!
هرع إلى خارج المطبخ،
وأسرع إلى باب الشقة يفتحه، ومنه إلى الدرج، الذي التهمته قدماه وصوت قرع مخيف
على الدفوف يدوي في أذنية مصحوباً بغناء بكلمات غير
مفهومة، بلغ باب شقة أم هناء لاهثاً، فوجد الباب مشرعا
ينبعث منه دخان البخور
الكثيف، فاقتحم المنزل، فألفى كودية الزار وأعوانها يجلسون في انتظار هناء، وقد
استعدوا بقرع الدفوف وإطلاق البخور، فصاح بهم:
اطعوا برا يا نصابين يا
دجالين انتو وإلا هبلغ البوليس حالاً
اتسعت أحداقهم، وكثر
الهمس فيما بينهم، وفرت أم محمود من المنزل لتلحق بشقتها
اخترق صوته المدوي آذن
هناء فتهلل وجهها ومسحت دموعها بيديها، وتمتمت:
دكتور هشام
هرعت والدتها إلى
الخارج وصاحت به:
انت بأي حق تطردهم يا
دكتور هشام! ما تسيبنا في همنا اللي ما حدش شايله معانا
نظر إليها صامتاً، ثم
استدار إلى كودية الزار وأعوانها وصاح بهم مرة أخرى أكثر احتدادا:
أنا قولت امشوا من هنا
حالاً وإلا ما تلوموش إلا نفسكوا يا نصابين يا دجالين، برا
فروا من أمامه كالفئران
المذعورة يتسابقون إلى الباب.. خرجوا عن آخرهم، فصفع الباب خلفهم، فزفر وجلس
منكساً رأسه، ووضع يده على جبهته كمن أثقلته الهموم.. فقالت أم هناء بنبرة حادة:
كنت عايزني اعمل ايه
وانا شايفة بنتي بتضيع قدامي وكلام الناس مش راحمها. هناء نحس، هناء وش فقر، هناء
اللي بيخطبها أمه بتموت يوم الخطوبة
رفع رأسه وقال لها
بعينين لائمتين:
وده يخليكِ تعصي ربنا
وتستعيني بالجن يا خالتي ام هناء؟
وهما فين دول! ما انت
طردتهم وما عملناش الزار ولا شافوا هناء بعنيهم، واللي دفعناه راح ع الفاضي
احمدي ربنا يا خالتي ام
هناء إن الزار ما اتعملش ولا استعنتِ بالجن والعياذ بالله.. ربنا قال في كتابه
العزيز
( وأنه كان رجال من
الإنس، يعوذون برجال من الجن، فزادوهم رهقا)
يعني يا خالتي ام هناء،
اللي يستعين بالجن، الجن بيقهروه ويزيدوه خوف ورعب وحاجة ليهم، ويفضل يلف في حلقة
مفرغة مش هيخرج منها، زي الدوامة اللي مافيش منها خروج.... عارفة يا خالتي ام
هناء، الجن زمان كانوا بيخافوا من الإنس ويفروا منهم، لكن لما الإنس كانوا ينزلوا
وادي ويقولوا نعوذ بسيد هذا الوادي، وكانوا يقصدوا كبير الجن في هذا الوادي، فالجن
ادركوا إن الناس دي خايفة منهم، فقربوا منهم وصابوهم بالخبل والجنون.. استغفري
الله يا خالتي ام هناء واستعيني بالله وحده، هو القادر على كشف الكرب
نكست أم هناء رأسها
واستغفرت:
استغفر الله العظيم من
كل ذنب، سامحني يارب
خرجت هناء من غرفتها،
ونظرت إليه وقالت باسمة بلهجة طفولية:
شكراً يا دكتور هشام،
إنت جيت في الوقت المناسب وانقذتني من الأشرار. .والله أنا مش كنت موافقة خالص
خالص، عشان أنا عارفة أن ده حرام .أوعدك مش هنعمل كدة تاني ولا هنجيب الناس
الشريرين دول هنا مرة تانية. سماح بقى
تبسم وقام عن مقعده
يقول:
تتجوزيني يا هناء؟
***************************************
انتهت الحلقة
نلتقي يوم الخميس
القادم إن شاء الله
لا تنسوا ذكر الله
والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام، فإنها ليلة الجمعة وغداً الجمعة إن شاء
الله، فأكثروا من الصلاة عليه
لا إله إلا أنت سبحانك،
إني كنت من الظالمين
اللهم صل وسلم وبارك
على نبينا محمد
التعليق الاول ههههه تسلم ايدك يا جميل
ردحذفربنا ينفع بيكى الاسلام عن كل حرف
Wafaa Ali
الحلقه دي جميله اوي اللهم بارك ❤️
ردحذفكان قلبي حاسس ان ام هشام هتيجي تندم جنب أخواتها 😂😂 يا عيني عليكي يا ام هشام لما تعرفي 😂 وباسم ده كمان كل اللي يهمه مصلحته وعايز يعيش مرتاح وبالساهل من غير تعب ولا شقي وشكله هياخد ع قفاه
ردحذفالحلقة غااااااية في الروعة
ردحذفام هشام هتتصدم صدمة عمرها
سلمت يداكي يامبدعة قمة في الجمال
نور الحق
تسلم ايدك ومبخرتك على الحلقة
ردحذفكلام هشام جميل ويريح الاعصاب وربنا يستر من مامته
لكن كلام صباح الشحاتة محستوش مقنع بالنسبالي
معقول كل السنين دية ومحدش كشفهم وغريبة ان باسم عرف ان محيلتهمش حاجة وعايز يتجوز منه ودة مش طبعه عليز يكون شحات هو كمان
الله يرحمك يا خالتى سميحة هشام خلاص خلاكى تحصلى اخواتك بدرى بدرى
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
ردحذفتسلمي يا هوبا على الحلقة
حقيقي باسم فاجئني كنت فاكرة انه عايز فلوس وبرستيج. طلع هو وحماه وحماته زي بعض بيدوروا على الثراء السريع بصرف النظر عن الوسايل
ام هشام ملحقتش تفرح وهي مصيبتها اكبر عشان كل اللي بيخطب هناء امه بتموت🤣🤣🤣
الله يرحمك يا طنط ام هشام🤭🤭
مبروك لعنتر ولوني حاسة ان عدوي مش هيهنيه عليها
سوكا حاسه انها هتنول المراد
وشكلها هتبقى سوكا هانم بعد ما اخوها يتشهر
هشام انت يا ابني قد قرارك طب استحمل بقى اللي مامتك هتعمله
Smsma mohamed
ردحذفتسلم ايدك حبيبتي 💖
الحلقه النهارده رائعه وام هشام ربنا ياجرها ف مصيبتها ملحقتش تفرح ولو لحقت تقعد تندب جمب اخواتها 😂😂😂😂😂😂
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا
جزاك الله خيراً ♥♥♥
ردحذفحلقة جميلة جداً
ردحذفاللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺
ردحذف♥♥♥♥♥
ردحذفسلمت يمناك يا هوبه
ردحذفهوه باسم ده معندوش مخ !!
ردحذفولا أشرقت وجوزها دول هبل عشان يعملوا كده 😠 لا وكمان حكوا كل المستخبى من أول قلم 😂😂
يالا اهو اتلموا على بعض 😂😂
كمان هشام ايه اللى عاجبه فى هناء !! يعنى مش شايفه فيها اى ميزة الصراحه تخليه يدخل فى حرب مع أمه بسببها وطبعا مش بتكلم على اللى ناس بتقوله عنها لأن كله تخارف
قصدى لازم يكون فيها ميزة قويه تخليه يتمسك بجوازه منها
الففصل جميل يا هوبه بس قصير او. اتمنى المرة الجايه يطول حبة 🙈
تحياتي 🌹
ولاء القوصى
أنا ما كملتش قراية جيت اعمل تعليق عشان معجبة بصباح هههههههه 😂😂😂😂😂😂بسملة وارجع اكمل الباقى 😘😘😘😘😘
ردحذفلااااااااااااااااااا
ردحذفمش كل مرة تقفلي علينا كدة وتسيبينا متشوقين
إيه الجمال ده
للأسف أحيانا الإنسان اللي إيمانه ضعيف كلام الناس بيوديه ويجيبه ويضطر يعمل حاجات هو مش مقتنع بيها
هناء فضلت متماسكة لغاية آخر لحظة لولا دخول الدكتور هشام ما نعرفش كانت هتقدر تقاومهم لغاية إمتى
باسم الانتهازي أعتقد الفرصة جتله على طبق من دهب علشان أهل العروسة ما يقدروش يرفضوه.. هو عارف انهم عندهم فلوس كتير ومش هيأخروا عن بنتهم حاجة وف نفس الوقت بقى هو اللي كفته راجحة دلوقتي ومش بعيد يساومهم كمان
يا خوفي منك يا سوكا ومن اللي هتعمليه في الدكتورة ملك علشان المهندس شحتة يخلالك
ما تزعليناش على ملك يا أستاذة هوبا لو سمحتي
حلقة جميلة وكلها مفاجآت منتظرين الحلقة الجاية بشوق كبير
💗دُمتِ مُبدعة 💗
لا لا مش القفلة دى يا استاذه أنا عارفه انه معجب بيها من بدرى 😘😘😘😘😘😘صعبانه عليا هنا احنا فى مجتمع لا يرحم بس أنا حاسه الحلقة قصيرة ولا هى من جمالها ما تحسيش بيها ولا ايه سلمت افكارك الجميلة (بسملة )
ردحذفايوة كدا عملت اعلق باسمي 😘😘😘😘😘😘
ردحذفالحلقة بصراحة جميلة اوووووى ❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفسلمت يداك
ردحذفكاميليا محمد
ردحذفلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
الحلقة رائعة وجميلة سلمت يداك 🌹❤️
سبحان الله و بحمده اللهم صلي على محمد لولو 💕💕💕😘
ردحذفاللهم صل على محمد ،،،،
ردحذفالحلقة جميللللة ،،،،سلمت أناملك 🌷🌷🌷
Afaf
ردحذفطب ينفع كدة ؟
كل قفلة انقح من اللي قبلها 😂
لا بس قفلة حلوة وتستاهل
الهانم صباح الشحاته صعبت عليا الولية فضلت تحارب لأخر نفس علشان تفضل برنسس ، واخر ما فاض بيها لجأت للشحاته وفضلت هانم وجوزها بيه وبنتها برنسس الجامعة 😂😂
تحية كبييييرة لصباح الشحاتة وأمثلها اللي بيدونا كلنا بالقفا 😁
باسم انتهازي وبيدور ع الفلوس وشاف وجهة اجتماعية حلوة وغنية مش فارق بقا غنية ازاي 😂😂 بس وصل للي عايزه ومش هيقدروا يتعالوا عليه
سمحية ولطيفة وجهان لعملة واحدة سبحان الله
والاتنين اخدوا نفس القلم 😂
نادية نفس القلم بس مختلفة عنهم ممكن شوية 🤏
بالله عليكِ يا استاذة هوبة ما تأذي ملك 😭😭
منك لله ياسوكا يامجرمة
تسلم ايدك يا استاذة هوبة
مافيش كلام يوفي الجمال دا والله ❤️❤️❤️❤️
بارك الله ف قلمك 😍
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
ردحذفلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا اله الا الله محمد رسول
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
جميله
ردحذفتسلم إيد الحلوين💝💝
ردحذفإيمان إبراهيم 🌸🌸
في حلقه النهارده ياهوبا
ردحذفمنتظراها بشوق ياهوبا
ردحذفانا هبه
اين انت يا هوبه
ردحذف