رواية زوجتي والمفتاح( الأولى)

 


صباح خيرات هوانم عصر حرية

ناسيل سنز ( كيف حالكم  ) ؟

انتو سنة كام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

انتو جيتوا بعدينا بكتيييييييييييييييييييير قوي

احنا سنة 1900

يا ترى حالكم بقى احسن من حالنا بعد التمرد وثورات الحرية النسائية؟

على العموم احنا ما نعرفش لكن انتو تعرفوا كويس

سمعنا انكم حطمتم كل القيود وتخلصتم من سطوة الرجال

شيكوزال شيكوزال

ياترى ايه الطفرة الغير عادية اللي حصلت للبشرية بكشف وجوهكم مطلقين صيحة الحرية مبارين بمفاتنكم مفاتن الكافرة الغربية

كفاية رغي كتير

احنا عازمينكم عندنا في سنة 1900

أقدم لكم رواية  زوجتي والمفتاح 
راجية من الله أن تنال إعجابكم وأن يتقبلها الله مني دفاعا عن ديني وغيرة على اسلامي

اللهم تقبل يا ولينا الأعز الأكرم

*******************************************

في هذا المنزل المتسع ذا الطراز الإسلامي والمشربيات المصنوعة من الأرابيسك وروح الماضي الجميل, وقبيل الفجر, استيقظت السيدة خديجة زوجة السيد محفوظ العطار, أخذت تتمتم ببعض الأذكار, وحملت لمبة الجاز وزادت ضوئها ووضعتها في الممر, واتجهت إلى الحمام, وملأت الإبريق بالماء وأحضرت الطست النحاسي الصغير, ووضعت المنشفة على كتفها, وعادت إلى الغرفة لتوقظ زوجها لصلاة الفجر

ــــ قالت بصوت هامس كنسمات الصباح: سي محفوظ..اصحى يا سي محفوظ الفجر قرب على الآذان

ــــ أستيقظ وهو يتثائب ويمدد ذراعيه وقال متبسماً: صباح الخير يا خديجة

ــــ يسعد صباحك يارب . يلا انا حضرتلك الإبريق والفوطة عشان تتوضى

ــــ الله يبارك فيكي ويرضى عليكي . صحيتي العيال عشان يصلوا؟

هوضيك واروح اصحيهم

***********************************

ذهبت وأيقظت ولدها علي وابنتيها صفية وحفصة الذين هم في ريعان شبابهم..وذهبت للوضوء والصلاة..وبعد أن قضت مآربها قالت لأبنائها:

 

ــــ يلا يا ولاد ابوكو صحي روحوا صبحوا عليه وبوسو ايده ربنا مايحرمناش من وجوده معانا اللهم آمين

ــــ حاضر يا امي

ــــ صباح الخير يا والدي

ــــ صباح الخير يا علي يا ابني

ــــ صباح الخير يا والدي

ــــ صباح الخير يا صفية يابنتي

ــــ صباح الخير يا والدي

ــــ صباح الخير يا حفصة يابنتي , اتوضيت يا علي ؟

ــــ ايوة يا والدي

ــــ طيب يلا يا ابني عشان نلحق صلاة الفجر في المسجد

ــــ اتفضل يا ولدي , السلام عليكم يا امي

ــــ وعليكم السلام يا علي , يلا يا بنات عشان نصلي الفجر  وبعدين نحضر الفطور

ــــ حاضر يا أمي

**********************************

في ردهة البيت وأمام طبلية الإفطار الخشبية التي صفت عليها الصحون المختلفة, جلس الوالد والوالدة, فقال الوالد لأبنائه برفق:

ــــ يلا يا ولاد اقعدوا افطروا , اقعد يا علي , اقعدي يا حفصة , تعالي جنبي يا صفية

ــــ شكرا يا والدي

ــــ يا سلام عليك يا سي محفوظ . عمرك ما فرقت بين ولد وبين بنت . كلهم عندك زي بعض

ــــ طبعا يا ام الولاد . الاسلام وصانا بحسن معاملة ولادنا ومانفرقش بين ولد وبين بنت , بل  بالعكس اوصى بالبنت اكتر عشان مخلوقة ضعيفة ومحتاجة حماية ومعاملة طيبة

ــــ ربنا يخليك لينا يا والدي

ــــ ويخليكو يا حبايبي

تذكر الحاج محفوظ أمراً فقال لزوجته: بالمناسبة كنت عايز اقولك على حاجة يا خديجة

ــــ خير يا سي محفوظ

ــــ حافظ ابن عمي خد البشاوية وعامل حفلة كبيرة في سرايته

 

ــــ طب وهو احنا بتوع حفلات يا سي محفوظ!!!!

ــــ لا طبعا . احنا هنروح يوم تاني , انتِ  تباركي لمراته جيلان هانم وانا اباركله

ــــ انا بحبها قوي جيلان هانم دي

ــــ ياسلام ! . ليه يعني؟

ــــ عشان كل ما تشوفني تقولي يا خديجة هانم وماحدش عمره بيقولي يا هانم غيرها

ــــ هاها يا سلام دانتِ هانم وست الهوانم يا ستي وتاج راسي انتِ

ــــ ربنا يخليك ليا يارب يا سي محفوظ ولا يحرمني من كلامك اللي زي الشهد ده

ــــ  فسألت صفية والدها بلهفة: احنا هنروح معاكو السرايا يا والدي ؟

ــــ مافيش داعي يا صفية يابنتي

ــــ لا يا والدي,  بالله عليك خدني انا وحفصة عشان نشوف عفيفة وشريفة بنات عمي حافظ  باشا

ــــ حاضر يا حبيبة ابوكي . انا عارف انكو بتحبوا شريفة وعفيفة اوي وهما كمان بيحبوكو

ــــ ربنا يخليك يا والدي شكرا انك وافقت على طلبي


********
***********************

في قصر حافظ باشا, إبن عم الحاج محفوظ. حيت الخادمة عزيزة في الصباح سيدة القصر السيدة جيلان تركية الأصل قائلة:

ــــ صباح شريف جيلان هانم

ــــ صباح شريف عزيزة . الهو انم الصغيرين صحيوا ؟

فخرجت من المطبخ وجائتها تقفز ابنتها الصغرى ابنة الرابعة عشر الفائقة الجمال عفيفة, وهي تضحك قائلة: احنا هنا . صباح شريف مامّا افندم هاها

ــــ بتعملي ايه عندك بنت عفيفة في مطبخ؟

ــــ كنت بساعد الطباخ في تحضير االفطار

ــــ انت مجنون بنت !

ــــ صحيت بدري مش لاقية حاجة اعملها مامّا

ــــ روحي صحي بابّا

ــــ مش بحب اصحيه .خلي شريفة تروح تصحيه

ــــ فالتفتت الأم إلى ابنتها الكبرى أمرة إياها: روحي صحي بابّا شريفة

ــــ يعني هو انا اللي بحب اصحيه مامّا ؟ روحي صحيه حضرتك مامّا

ــــ والله ولا انا بحب اصحيه . خليه نايم يصحى وقت ما يصحى

*******************************

 

استيقظ حافظ باشا من تلقاء نفسه.نزل الدرج متعالياً مرتدياً بذلة أنيقة متجهم الملامح, فحيته عفيفة الصغرى قائلة: صباح الخير بابّا

ــــ فرد بفتور:صباح الخير . عادل فين ؟

ــــ عادل لسة نايم بابّا

ــــ روحي صحيه قوليله تعالى افطر مع بابّا

وجمت عفيفة ونادته:

بابّا

افندم

فسألته سؤالاً ممزوجاً باللوم:حضرتك ما سألتش على شريفة اختي ولا قولتلي خليها تيجي تفطر

ماتفطروا ولا ما تفطروش انا دخلي ايه ! . روحي صحي عادل قوليله بابّا مش هيفطر من غيرك

ابتئست الفتاة وأومأت برأسها قائلة بلفظة فرنسية استقتها من تعليمها:داكور بابّا

 

ثم انطلقت تصعد الدرج وهي تتمتم بضيق: كل حاجة عادل عادل عادل عادل . واحنا ولا كأنننا بناته

*****************************

اندفعت داخل غرفة أخيها ابن الثانية عشر ونادت توقظه بفظاظة وتزيح اللحاف عنه

عادل اصحى, عادل اصحى, اصحى عادل, اصحى

فاستيقظ الغلام فزعاً وعنفها:ايه ده في حد يصحي حد بالطريقة دي

ــــ هي دي طريقتي

ــــ بتصحيني ليه عايز انام

ــــ بابّا مستنيك ع الفطار

 إلتحف وتثائب قائلاً: قوليله مش هفطر عايز أنام

أزاحت عنه اللحاف وقالت:مش هيرضى وهيبعتني تاني وانا زهقت من طلوع السلالم . اتفضل اصحى

ــــ زفر من فرط الضيق وقال:أوف, حاضر حاضر جاي وراكِ


********
***********************

نزل الغلام إلى الطابق العلوي وما زالت ملامحه تحمل أثار النعاس, فألفى والده يجلس إلى مائدة الطعام الفاخرة, حياه بتحية فرنسية قائلاً: بنجور بابّا

ــــ فرد متبسماً: بنجور حبيب بابّا . ازيك عادل عامل ايه حبيبي؟

ــــ الحمدلله بابّا

ــــ نمت كويس؟

ــــ الحمدلله

ــــ افطر يا حبيبي . افطر كويس قوي وبعد الفطار ناخد الخيل ونلف في الجنينة شوية

داكور بابّا

 

********************

في بهو القصر كانت السيدة جيلان منهمكة في إشرافها على ترتيبات الحفل الذي سيقام في المساء, وتصدر الأوامر للخدم يمنة ويسرة, حين ظهرت أمامها فجأة ابنتها عفيفة, وشلال من أسئلة يتدفق في عينيها, فقالت:

ــــ مامّا

ــــ افندم عفيفة

ــــ هو احنا ليه مش نركب خيل زي عادل؟

ــــ ماينفعش عفيفة

ــــ ليه مامّا ؟؟؟

ــــ رياضة ركوب الخيل للولاد بس

ــــ ليه يعني !. هما عندهم رجلين واحنا ماعندناش!!!!

ــــ بنت .انتِ متعبة كتير وأسألتك كتير . ممكن تسيبيني اشرف على طلبات الحفلة النهاردة

ــــ داكور مامّا

تنهدت تنهيدة بعمق الملل الذي تشعر به, وانطلقت إلى مرسم أختها علها تجد عندها ما يؤنس وحشتها..ما ان اقتربت حتى نادت

 

ــــ شريفة إنتِ  فين؟

ــــ انا هنا برسم لوحة جديدة

ــــ اوف . إنتِ  مش بتزهقي من الرسم!

ــــ طيب ما إنتِ  بتحبي تعزفي بيانو

ــــ مش عندي نفس اعزف حاجة . الواحد زهقان ع الآخر, ومامّا مشغولة كتير في ترتيبات حفلة بابّا , نفسي احضر الحفلة دي شريفة

ــــ هاها مجنونة , مش ممكن طبعا , دي حفلة كلها رجالة ,  سيبيني أرسم بقى

ــــ أوف, داكور شريفة , يا ترى مين الرجالة اللي هيحضروا الحفلة دي وشكلهم ايه ؟؟؟؟؟

 

********************

في المساء وعندما بدأ أضياف الحفل يتوافدون, تسللت عفيفة على أطراف أصابعها إلى النافذة وفتحتها بزاوية ضيقة وأخذت ترقب الرجال المتأنقون الوالجون بطرابيشهم الحمر فوق رؤوسهم, فلمحتها أمها أثناء مرورها فصعقت وصاحت فيها:

ــــ عفيفة, انت بنت بتعملي ايه عندك ! اقفلي الشباك بسرعة هتجيبلنا الكوارث

ــــ في ايه مامّا ! . انا فتحت الشباك بتفرج على ضيوف بابّا

ــــ بنت ادب سيس . ازاي تبصي على رجالة!!!!!!

ــــ هو أنا عارفة اشوف حاجة . انا كل اللي شوفته طرابيشهم . كل دي طرابيش داخلة السرايا !

ــــ قسما بالله لو ماكنتي تتأدبي بنت هقول لبابّا خلي يطير رقبتك

ــــ اهئ اهئ اهئ اهون عليكي مامّا؟

ــــ لا مش تهوني . مش تعملي كدة تاني

ــــ مامّا ممكن اسأل سؤال؟

ــــ افندم عفيفة

ــــ هو احنا ليه مش نقعد مع ضيوف بابّا

ــــ عيب يابنت عيب . حريم مش اقعد مع رجال . عيب

ــــ ليه مامّا . هما رجالة بيعضوا؟؟؟؟

ــــ ايفيت  بيعضوا . بيفترسوا كمان

ــــ يا مامي !!!!!!!!. خوفتيني منهم حقيقي هاها

 

********************

تركت أمها وأسرعت إلى أختها القابعة في غرفتها ونادتها:

ــــ شريفة

ــــ افندم عفيفة

ــــ ماتيجي معايا نسمع بابّا بيقول ايه هو والضيوف

ــــ عفيفة اختي . انتِ مجنونة وزي ماقالت مامّا  هتجيبيلنا كوارث

ــــ كوارث ايه بس !. فيها ايه يا ناس لما نتعرف على  شركائنا  في الجنس البشري!!!!

ــــ اتعرفي عليهم انتِ . انا مش لازمني معرفتهم

ــــ طيب انا هتسحب خطوة خطوة واروح اسمعهم من ورا الباب

 

********************

هذه المرة حملتها أقدام الجرأة على الإلتصاق بباب غرفة الأضياف والتنصت على ما يحدث بالداخل, فرأتها أمها فأصرت على أسنانها و جذبتها من ذراعها إلى الخلف ونهرتها:
بنت, بنت عفيفة حرام عليك بنت.ازاي واقف كدة ورا باب ضيوف! انت هتجيبيلي طلاقات

والله ياريت يا مامّا تطلقي. أنا لو متجوزة واحد زي بابّا كدة كنت اطلقت منه تاني يوم .إنتِ ازاي مستحملاه!

اخرسي بنت اخرسي ادب سيس . اطلعي اوضتك واياك اشوف وشك إلا بكرة الصبح

تصبحي على خيرات مامّا

***************************

انتهت الحلقة 

انتظروني يوم السبت والثلاثاء من كل أسبوع إن شاء الله مع رواية زوجتي والمفتاح

لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة والسلام 

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد 


تعليقات

  1. سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم❤️اللهم صل وسلم و بارك على نبينا محمد❤️جزاكِ الله الفردوس الاعلى من الجنة و جعل ما تقدمينه من اعمال في ميزان حسناتك ❤️أم رفيف

    ردحذف
  2. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕
    إيه الجمال ده...
    مفاجأة جميلة جدا والله
    انا بحب الواية دي جداً بتاخدني لزمن جميل وهادي كان نفسي أعيش فيه
    بس الحلقة قصيرة قوي وإن شاء الله تبقى بداية الثلاثية كاملة
    جزاكِ الله كل خير يا رب

    ردحذف

إرسال تعليق