أنا وكيفن وضوء القمر( الرابعة والعشرين)
كانت السيدة نيكولا تؤدي صلاة العشاء في غرفتها، وقد
أغلقت الباب بالمفتاح حتى لا يدخل زوجها ويفتضح أمر إسلامها، أتى الزوج وأمسك
بمقبض الباب ليفتحه، فوجده مغلقاً، فنادى متأففاً من تلك العادة التي طرأت على
زوجته:
ــــ نيكولا! ماهذا! لِمَ اعتدتِ على غلق الباب عليكِ هكذا يا نيكولا !!
ــــ ويحي، أتى
ماكس . حمدالله انتهيت من صلاتي آآآآه لا أعلم ما هذا الألم الذي أشعر به في صدري
منذ الأمس
طرق زوجها الباب ونادى وقد ضاق ذرعاً:
ـــــ افتحي يا نيكولا
قامت إلى الباب بخطوات وئيدة، تمسك صدرها من وجع ألم
بها:
ــــ قادمة يا ماكس آآآه قادمة حبيبي
فتحت الباب وقد جاهدت في رسم ابتسامة لتواري ما بها من
آلام:
ــــ مرحبا ماكس . تأخرت كثيراً
ـــــ أكنتِ نائمة حبيبتي ؟
ــــ أنا ! لا . فقط مجهدة بعض الشيء
ــــ لِمَ اعتدتِ على غلق الباب بالمفتاح ؟
ــــ لا شيء يا ماكس لا شيء . أوقات أحب أن أخلو إلى
نفسي
ــــ كما تحبين حبيبتي . اشكر الرب، فأنا أشعر أنك
تحسنتِ عن ذي قبل وعرفت الابتسامة طريقها الى شفتيكِ
ردت باسمة واللآلام توخزها:
ـــــ سأذهب وأعد لك الطعام
ـــــ لا حبيبتي . قد تناولت الطعام بالخارج
ــــ حسناً . أتريد أي شيء أصنعه من أجلك قبل أن أنام ؟
ــــ هل ستنامين الآن ؟
ــــ أشعر بألم في صدري منذ الأمس، وأحتاج إلى بعض
الراحة
بدا الحزن على وجهه وقال بحنو:
ــــ ليس قبل أن نذهب إلى الطبيب . أم تحبين أن أستدعي الطبيب هنا ؟
ــــ الأمر لا
يحتاج . سأكون أفضل في الصباح إن شاء .... أأأأأأأأ اقصد أسأل الرب الشفاء
ــــ حسناً حبيبتي، ولكن إن عاودك الألم في الصباح فلا
مفر من الطبيب
ــــ فلننام إذن
وننتظر الصباح يا ماكس
ــــ تصبحين على خير يا نيكولا
ــــ تصبح على خير يا ماكس
غادر الزوج الغرفة، واتجهت إلى فراشها والآلام
تنهشها..ما أن انسدحت على الفراش حتى دق هاتفها، أبصرت من المتصل فلمعت عيناها
فرحاً وقالت:
ـــــ إنه عبد
الله صديق كيفن ، السلام عليكم يا ولدي عبد الله
ــــ وعليكم السلام يا أمي . كيف حالك ؟
ــــ ......عندما تقول يا أمي أشعر وكأني
أسمعها من كيفن والله . وهذا من رحمة ربي . أنا بخير يا ولدي، كيف حالك أنت ؟
ــــ اشتقت إليكِ حقاً . كم أود أن أراكِ سيدتي
ــــ بل قل يا أمي. بالله لا تناديني بسيدتي مرة أخرى.
قل يا أمي
ــــ حسناً يا أمي . اشتقت اليكِ
ــــ وأنا أيضاً
يا ولدي . هل أنت متزوج يا عبد الله ؟
ـــــ الحمدلله متزوج وزوجتي حامل . دعواتك لها يا امي
ــــ ماشاء الله هاها ستصير أباً يا حبيبي . الحمدلله، الحمدلله
نشجت باكية، فهاله حالها:
ـــ لِمَ البكاء يا أمي ؟
ــــــ..... كنت أود أن أعيش حتى أرى زوجتك وولدك، ولكن أشعر باقتراب أجلي
ارتجف فؤاده ودمعت عيناه ونطق كيانه المزلزل رحمة:
ــــ أمي، لا،لا، بالله لا تقولي ذلك. ادمعتِ عيني وأوجعتِ
قلبي . لا يا أمي . إن شاء الله سيبقيكِ الله وترين ولدي وتضميه لصدرك
ــــ كل شيء بيد الله وحده يا ولدي ... هل لي أن أطلب
طلباً ؟
ــــ بل تأمرين أمراً يا أمي وأنا أنفذ
ــــ بارك الله فيك يا ولدي. أريد أن أتحدث إلى زوجتك..
ما اسمها؟
ارتبك عبد الله:
ــــ ها!!..إسمها ! إسمها.. مؤمنة
ــــ إسمها جميل
يا ولدي، إعطني إياها
ــــ لحظات يا أمي
هرع إلى عائشة يخبرها:
ــــ عائشة، كنت أتحدث الى أمي وطلبت أن تتحدث اليكِ، وعندما سألتني عن اسمك، قلت
لها مؤمنة
ـــــ إسم جميل
حبيبي ... ولكن ماذا سأقول لها !!... أشعر أني أضعف
من أن أواجهها
ــــ توكلي الله وخذي الهاتف
ــــ هات حبيبي . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ابنتي . كيف
حالك يا مؤمنة وكيف هو الحمل يا ابنتي؟ . طمأنيني
ـــــ الحمدلله سيدتي. أشكرك على سؤالك الرقيق
ــــ لا تقولي سيدتي، بل قولي أمي
ــــ ههه حسنا يا أمي. كيف حالك ؟
ــــ الحمدلله يا ابنتي . متوعكة بعض الشيء، وأسأل الله
الشفاء
ابتئست عائشة وردت متلهفة:
ــــ متوعكة! مابكِ يا أمي ؟
ـــ لا شيء يا ابنتي، لا تشغلين بالك. أردت ان اتحدث
إليكِ لأنني أحببت عبد الله منذ رأيته، وكأنني قد رأيت ولدي الذي فقدته، ولذا
فشعرت أنكِ أيضاً ابنتي وأحببتك دون أن أراكِ
ـــــ وأنا أيضاً أحببتك يا أمي . أشكرك على مشاعرك
الجميلة هذه . والله كنت أتمنى أن أراكِ
ــــ اللقاء يكون بقدر الله يا ابنتي. إن لم ألقكِ في
الدنيا، فأسأل الله ان يجمعني بكِ في الجنة، جعلنا الله من أهلها
ــــ آمين يا أمي. فقط من فضلك لا تهملي صحتك، وعليكِ
الذهاب إلى الطبيب ويا ليت لو كان في الصباح إن شاء الله
شعرت بحنوها فتبسمت حباً وقالت:
ـــــ حبيبتي! طيبة القلب أنتِ يا مؤمنة. أشكرك يا ابنتي
على حرصك واهتمامك بشأن حالتي الصحية
ــــ وليتني كنت إلى جوارك يا أمي لأرعاكِ. فقط أسأل
الله لكِ الشفاء. شفاكِ الله شفاء لا يغادر سقما اللهم آمين
ــــ بارك الله فيكِ يا ابنتي... أريد أن أوصيكِ بوصية
من فضلك
ــــ تفضلي يا أمي
ــــ أوصيكِ بعبد الله خيراً يا ابنتي . هو ولدي الذي أحببته
وأسلمت على يديه ودمعت عيناه وسجد شكراً
حين نطقت الشهادتين وكأن أمه هي من أسلمت واهتز كيانه لإسلامها . لذا
اوصيكِ به خيراً يا ابنتي فهو طيب القلب مثلك . حفظكما الله ورعاكما آمين
طفرت عبرات عائشة وقالت بحنو:
ــــــ وحفظك ورعاكِ يا أمي ... السلام عليكم
ــــ وعليكم السلام يا ابنتي في أمان الله
أنهت عائشة المحادثة، وطفقت تمسح عبراتها، فسألها عبد
الله والقلق يعصف بملامحه:
ـــــ ما بها أمي يا عائشة؟ ما بها؟
ــــ لا شيء حبيبي، لا تقلق هكذا
ــــ لا أقلق ! سمعتك تقولين لها أن تذهب للطبيب وتدعين
لها بالشفاء
ــــ قالت أنها متوعكة بعض الشيء
ــــ متوعكة !!... سأعاود الاتصال بها الآن
ــــ لا حبيبي، انتظر للصباح افضل فربما ذهبت للنوم
ــــ لا. سأهاتفها الآن، يجب أن اطمئن عليها، هاتي الهاتف
ــــ تفضل حبيبي
أسرع بمهاتفة والدته وأعماقه تضطرب:
تبسمت والدته حين رأت اسمه على الهاتف:
ــــــ عبد الله مرة أخرى! يبدو أن زوجته أخبرته أني
مريضة، فعاود الاتصال. السلام عليكم يا ولدي
ــــ وعليكم السلام، مابكِ يا امي؟ ما بكِ؟
ــــ ههه بارك الله فيك يا حبيبي يا ولدي. أشعرتني حقاً أني
أمك باهتمامك بي. حفظك الله يا ولدي وأسعد قلبك كما أسعدتني باهتمامك
صاح وعيناه تذرفان العبرات:
ـــ أمي، أمي، مابكِ، ما بكِ ؟
ــــ ههه حبيبي يا ولدي... أشعر بألم في صدري منذ الأمس،
والحمدلله على كل حال
ــــ ولِمَ لم تذهبي للطبيب؟
ــــ الأمر لا يحتاج
ــــ إن لم تذهبِ سآتي إليكِ وآخذك للطبيب بنفسي
ــــ بارك الله فيك يا ولدي. لم افكر في الذهاب للطبيب،
ولكن لأجلك أنت سأذهب ههه أرأيت كم أنت غالٍ على قلب أمك يا كيفن
؟
ـــــ كيفن !!
ردت وقد فاضت عيناها بعبرات الحنين:
آسفة يا ولدي، أقصد
يا عبد الله ... كلما تحدثت اليك تذكرت كيفن والله ... أتركك لزوجتك الآن يا حبيبي
ــــ سأهاتفك في الصباح لأتأكد أنك ذهبتِ للطبيب يا أمي
ـــــ إن شاء الله يا ولدي. في آمان الله يا حبيبي.
السلام عليكم
ـــــ وعليكم السلام يا أمي
انهى
المحادثة وسقط واجماً في جب شروده..ظلت عائشة تناديه دونما جواب:
ـــــ عبد الله حبيبي ...مممم عبد الله ....يا عبد الله ..حبيبي
أنادي عليك وأنت لا تجيبني
ــــ ها!. أتحدثيني يا حبيبتي؟
ـــــ هاها اعترف بسرعة فيمن شرد ذهنك وأنت بجانب زوجتك!
ها! انطق هاها
ـــــ شرد ذهني في أمي. أخشى عليها الوعكة التي تتعرض
لها
حبيبي لا تقلق. إن شاء الله ستذهب للطبيب ونطمئن عليها .
شفاها الله وعافاها
ـــــ يارب.... شعور قاس جداً يا عائشة عندما أعلم أن
أمي مريضة ولا أستطيع أن اكون إلى جوارها وأرعاها بنفسي
ــــ هون على نفسك حبيبي. هناك اشياء تحدث لنا ولا نملك فيها من أمرنا شيئا. دعواتك
لها بالشفاء. إن شاء الله وعكة بسيطة وستمر سريعاً
رفع يديه إلى السماء متضرعاً إلى الله:
ــــ يارب... اشف أمي يارب، يارب
ــــ آمين. هيا يا حبيبي اذهب إلى الفراش لأغطيك، وإياك إياك أن
تزيح الغطاء بعيدا كعادتك كل يوم وأنت
نائم ههه
ــــ هههه منذ صغري وأنا أزيح الغطاء وأنا نائم وتأتي أمي
لتغطيني مرة أخرى وتقبلني
ـــــ مممم أمك فقط من تفعل ذلك ؟؟
ـــــ هههه وأنتِ أيضاً يا حبيبتي. ولكنك تعلمين أن للأم مكانة عظيمة تفوق مكانة الزوجة
مممم أم أن هذا الكلام يضايقك ؟
هههه على العكس يا حبيبي. أحب جداً الرجل الذي ينزل أمه منزلتها العظيمة، وأفخر
أن أسمع منك هذه الكلمات حفظ الله أمك يا
حبيبي. هيا، هيا لتنام حتى توقظنا زينب قبل الفجر بساعتين كعادتها ههه
قهقه عبد الله وقال:
ــــــ متى
تتزوج هذه ونستريح منها للأبد
ـــــ هاها يسر الله لها أمر زواجها إن شاء الله . تصبح
على خير يا حبيبي
ــــ تصبحين على خير يا مهجة قلبي
****************************************
كانت مانويلا تداعب زهرة بقت من بين بقايا الزهر
المتناثرة..نظرت إلى الزهرة باسمة وأخذت تحدثها:
ــــــ ذهبت كل
الزهور وبقيت هذه الزهرة مممم كم هي جميلة.. تعالي اهمسي في أذني أيتها الزهرة الجميلة واخبريني ماذا
كان يريد أن يقول أحمد وأرسلك بدلاً منه لتعبري عما عجز لسانه عن التعبير
عنه ؟....هاها أنتِ خجلة ؟ مممم اهمسي في أذني ولن أخبر أحداً ههههه ممممم أتعلمين
أيتها الزهرة أن قلبي رق لأحمد عندما أرسلك مع باقة الزهور الأخرى مممم شعرت أني
حقاً في عالم آخر جميل، وأن الكون حولي ألوان.
عادت مانويلا إلى وعيها، فقالت باضطراب وأفكارها تتصارع:
ـــــ ها! مالذي أقوله!! لالالا، حقاً يبدو أن الحياة خارج الدير ستجعل قلبي
يتعلق بالأزهار ورسائل العاشقين المنمقة . ولكن عن أي عشق اتحدث ! انه لم يطلب مني
شيئا محرم. انه طلب الزواج مني.. زواج!!.. يا ويحي لالالا، أنا، أنا.. أنا قد وهبت
نفسي لخدمة الرب إلى الأبد.. فلتكن روحي معلقة بيسوع والصليب، وجسدي في خدمتهما لالالا، كلها أيام وأعود إلى الدير وتفتت هذه الأحلام
الماجنة وتنثر في الهواء . ماجنة !!!!!!! أي مجون ؟ . الزواج ليس مجون وعشق
الزوجين ليس جنون
أجهشت بالبكاءوقالت تجلد ذاتها بسياط الندم:
ـــــ لا،لا،لا، كفِ، كفِ يا نفسي عن التفكير في الملذات،
كف يا قلبي عن التعلق بدنيا الشهوات ..سأنزل لأيقظ المسلمين للصلاة، وأصعد للهُوسات والتسبيح في الملكوت، علني أرقى إلى مرتبة حبيبة
القديسين
*****************************************************
بعد ادائهما لصلاة الفجر والسكون في الفراش، فتحت عائشة
عينيها فلمحت عبدالله مستيقظ في الفراش، فقالت:
ــــ أأنت مستيقظ يا عبد الله ! ظننتك قد نمت بعد صلاة
الفجر
ــــ لا والله يا حبيبتي . مستيقظ . قلقي يتملكني على أمي.
ــــ لِمَ لم توقظني يا حبيبي ؟
ــــ ههه شعرت بك تتألمين طوال الليل وتتقلبين في الفراش
حتى الفجر ولم تنامي الا بعد الصلاة فلم اشأ ازعاجك . كيف تشعرين الآن
ــــ ههه ولدك يتعبني كثيرا يا عبد الله . منذ ان علت
بطني الى هذه الدرجة وأنا لا أعرف على أي جانب أنام، كلما تقلبت لا أشعر بالراحة.
متى يولد وأستريح هاها
ـــــ ههه والله أنا من سأستريح فأنا لا اتحمل أن أراكِ
تتألمين ابدا
ـــــ إذن فلا تكن بجانبي لحظة ميلاد ولدك هاها
ــــ أيعقل ذلك!! لالالا كيف ذلك. أتظننين أني أتركك في هذه
اللحظات حبيبتي! اسأل الله أن ييسر لك ساعة ميلاد ولدي المتعب هذا هاها رفقا بأمك أيها
الصغير
ـــــ إسمع كلام
أبيك يا ولدي هاها
ضحك وقام عن الفراش وسألها:
ـــــ أين هاتفي يا عائشة ؟
ــــ ومن ستهاتف حبيبي في هذا الصباح الباكر! الساعة
تقريبا السابعة
ـــــ سأهاتف أمي لأطمئن عليها
ـــــ حبيبي الوقت ليس مناسب على الإطلاق. ربما تكن
نائمة فتزعجها دقات الهاتف
ـــــ مممممم سأصبر ساعة اخرى
ـــــ سأذهب لأعد لك الإفطار
قهقه وقال:
ـــــ إذهبِ
ـــــ ومالك تضحك!!
ولِمَ لا أضحك وحبيبتي أمام عيني! هاها
ــــ ههه لحظات وأضع الإفطار على المائدة
ذهبت إلى المطبخ فتفاجئت بما أدهشها:
ـــــ
ماهذا! ههه أها! لذا فهو يضحك. أعد الإفطار ووضعه في الأطباق وتركه في المطبخ ههه
كم أحب هذا الرجل وأحب الحياة معه، أحبه
كان يرقبها خلسة دون أن تشعر والابتسامة على محياه، دخل
على حين غرة وقال:
ــــ ومن هو ؟؟ سمعتك وقد علا صوتك بكلمة أحبه
ـــــ ههه هو أنت يا حبيبي
ـــــ هاها وأنا أعلم أني
المقصود بالطبع حبيبتي. ها؟ ما رأيك؟
أهناك شيء لم أعده بعد ؟
ـــــ هههه بارك الله فيك، لا يوجد شيء لم تعده يا حبيبي
ـــــ إذن فهيا ساعديني لنضع الأطباق على المائدة
لنتناول الإفطار وبعدها أهاتف أمي
ـــــ هاها أعلم أنك لن تهدأ إلا لو سمعت صوتها
ـــــ بالطبع لن أهدأ إلا عندما أطمئن عليها
***************************************
دق جرس هاتف السيدة نيكولا التي كانت طريحة الفراش
تتململ بآلامها، فقال زوجها:
ـــــ نيكولا حبيبتي جرس هاتفك يدق
ــــــ آآآه لا أستطيع
الحديث.
ــــ إذن سأرد أنا..
ألو
تفاجأ عبد الله بوالده يرد على الهاتف، فارتجف خوفاً على
والدته..حيا والده باضطراب:
ـــــ طاب صباحك سيدي
ــــ طاب صباحك . من انت ؟
ـــــ آآآنا، أناااا، أنا أحد أصدقاء كيفن، وكنت أود
الاطمئنان على السيدة نيكولا
ــــ يا لك من صديق وفي يا ولدي . تود والدة صديقك بعد
وفاته . ما اسمك يا ولدي؟
ــــ اسمي أأأ اسمي جورج . أين هي السيدة نيكولا ؟
ــــ هي متوعكة ولا تستطيع الحديث
وكأن خنجر شق صدره، فتسائل وقلبه يرتج:
ــــ ماذا! أمتوعكة إلى هذا الحد سيدي ؟
ـــــ بالفعل متوعكة، وتلزم الفراش
صاح كمن مسه الجنون:
ـــــ ــولِمَ لم تستدعوا الطبيب يا سيدي! لِمَ ؟
ـــــ يا ولدي اهدأ قليلاً . انت فقدت أعصابك وكأن
المريضة هي أمك
توسل عبد الله ودموعه تنهمر:
ـــــ من فضلك سيدي، من فضلك أريد الحديث إليها، قل لها
صديق كيفن الذي قابلتيه عند النهر
ـــــ سأفعل يا ولدي . باركك الرب
حاول زوجها افاقتها:
ـــــ نيكولا..
نيكولا.. أتسمعيني حبيبتي؟
ـــــ اسمعك
ـــــ صديق كيفن الذي قابلتيه عند النهر، يريد الحديث
إليكِ
تهلل وجهها المكلل بالوهن وقالت بنبرة منهكة:
ـــــ ولدي! اعطني إياه، ودعني أتحدث اليه بمفردي من
فضلك يا ماكس
ـــــ حسناً حبيبتي، تفضلي، وأنا سأخرج من الغرفة
وسأستدعي أحد الأطباء المهرة
ـــــ اشكرك ماكس
غادر زوجها الغرفة، فبدأت بحديثها الواهن:
ـــــ السلام عليكم يا ولدي، مرحبا يا عبد الله
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله. أمي، كيف تشعرين يا أمي؟
بالله أريد الاطمئنان، فقد أرهقني القلق والتفكير من الليل وحتى الصباح
ــــ يا حبيبي يا ولدي... أنا بخير، اطمئن
ـــــ لا، لستِ بخير يا أمي . صوتك يدل على ما بكِ من
آلام . استدعي الطبيب يا أمي على الفور من فضلك حتى يهدأ بالي
ـــــ رزقك الله هدأة النفس، وراحة البال يا ولدي.
سيستدعي زوجي الطبيب حالا . لا تقلق يا حبيبي، بارك الله فيك...
كنت أود أن أسألك سؤلاً يا ولدي
ـــــ لا أريد إجهادك بالكلام يا أمي، ولكن هاتي سؤالك
ـــــ انا لم أستطع أن أصلي فجراً إلا وأنا جالسة لشدة
آلامي، فهل تجوز صلاتي ؟
ـــــ تجوز إن شاء الله يا أمي، إذا كنتِ لم تستطيعي
الوقوف على قدميك بسبب آلامك . هذا ما سمعت والله أعلم
ـــــ بارك الله فيك يا ولدي . طمئنت قلبي . الله لا
يكلف نفسا إلا وسعها . أنعم به من رب رحيم، لم يكلفنا فوق طاقة احتمالنا .
الحمدلله على نعمة الإسلام
ـــــ الحمدلله يا أمي . عندما اذهب إلى العمل سأهاتفك
للأطمئنان مرة أخرى
ـــــ بارك الله فيك يا ولدي
أغلق الهاتف وركام من الأحزان يجثم على قلبه..رمقت عائشة
تلك الكآبة على وجهه، فأدركت أن هناك ما كدره، فسألت وهي تعلم الجواب قبل أن
ينطقه:
ـــــ هل أطمئننت على أمك يا زوجي الحبيب ؟
ـــــ والله يا حبيبتي ما زادني الاتصال إلا قلقاً بشأن
صحتها . شفاها الله وعافاها اللهم آمين
ـــــ آمين حبيبي ....
أرادت أن تذهب ببعض ما ألم به، فقالت:
ـــــ كنت أود
أن أستأذنك في أمر
ـــــ خيراً حبيبتي
ـــــ ستأخذني حفصة إلى الطبيبة لأرى إن كنت أحمل في ولد
أم بنت ههه
ـــــ ههه ولد
ـــــ ممممم ومن أين علمت؟
ـــــ مجرد إحساس
ـــــ هههه لن أتبع احساسك، وسأذهب لأتأكد من الأمر
ـــــ اذهبي حبيبتي، ولكن اشترطي عليها أن تعيدك
بسيارتها حتى باب المنزل
ـــــ لا تخش شيئاً، فهي تعلم كم تخاف عليّ ههه
ـــــ والله لولا أنها زوجة أعز أصدقائي وأثق بهما جداً، ما كنت تاركك تخرجين بدوني
ـــــ بارك الله فيك حبيبي
ـــــ ذاهب إلى العمل الآن حبيبتي، هل تريدين شيئاً ؟
ـــــ أريدك سالما من كل سوء حبيبي
ـــــ سلمتِ لي يا حبيبتي صاحبة الضوء ههه. السلام عليكم
ـــــ هههه وعليكم السلام ورحمة الله حبيبي
***************************
ما أن غادر عبد الله المنزل، حتى سمعت عائشة قرعات جرس
الباب، فقالت ضاحكة وهي تتجه لفتحه:
ــــ بالتأكيد زينب . عندما يخرج عبد الله تنزل على
الفور
استقبلتها باسمة:
ـــــ مرحبا يا زينب
ـــــ مرحباً يا
عائشة، كيف حالك ؟
ـــــ بخير الحمدلله . ما رأيك سأذهب أنا وحفصة للطبيبة،
لنرى هل أحمل في ولد أم بنت . هل تأتي معنا ؟
ـــــ ههه سمعتك بالأمس تتحدثين أنتِ وحفصة بهذا الشأن،
لذا فأنا هنا الآن لأذهب معكما
ـــــ ههه ستأتي حفصة بعد قليل ونذهب سوياً إن شاء الله
ـــــ ممممم أتريدين ولداً ام بنتاً ؟
ـــــ لا يهم الولد والبنت، كلاهما رزق من الله . الأهم من
ذلك أن نحسن تربيتهم على الإسلام
قهقهت مانويلا وقالت بخبث:
ـــــ أكثر ما أحبه فيكِ هو التفاؤول
ردت عائشة بسلامة طوية:
ـــــ التفاؤول نعمة كبيرة الحمدلله . سأذهب وأرتدي
ملابسي، فحفصة على وشك الوصول
ـــــ تفضلي.
ما أن دلفت عائشة إلى غرفتها، حتى أخرجت مانويلا هاتفها
لتحادث صوفيا التي ردت من فورها:
ـــــ مرحبا مانويلا، طاب صباحك
ـــــ طاب صباحك الأم صوفيا رئيسة الدير المبارك من الرب
ـــــ صفي لي كيف هي الأحوال
ـــــ كيفن ذهب الى عمله، ورأيت على وجهه علامات الحزن
والكآبة
ـــــ ربما تشاجر مع الحرباء
ـــــ لالالالا هما لا يتشاجران أبداً ههه ولد أختك يحب زوجته كثيراً، رغم
شكلها الذي اصبح مضحك بعد الحمل هههه كلما رأيتها تمشي أكاد أن أقع ضحكا هاها قد أثقلها
الحمل وتمشي بتثاقل على الأرض
ـــــ غداً لن تكون على الأرض . قرب موعد صعود روحها الى
الجحيم هي وكيفن
سألتها مانويلا بتلهف:
ـــــ متى؟ متى ؟
ـــــ هههه اشتقتِ للدير ؟
ـــــ جداً. كلما مر بي الوقت خارج الدير، أشعر وكأني أحمل
خطايا العالم
ـــــ لا تبتئسِ. إن غداً لناظره قريب
ـــــ هاتفتك لأعلمك إننا سننطلق أنا وهي وصديقتها لنذهب
للطبيبة لتعرف ما تحمله في رحمها إن كان ذكراً أو أنثى
قهقهت صوفيا وقالت بنبرة وعيد:
ـــــ لا فرق، فكلاهما سيموت قبل أن يولد
ـــــ هاها ولكنها لا تعلم ذلك، وسعيدة بحملها وكأنها
ستهنأ به
ـــــ دعيها تعتقد ما شاءت ... عندما تعودين أخبريني بما
حدث
ـــــ سأفعل مممم سأغلق الهاتف الآن، فهاهي قادمة تمشي
الهوينا ههه
ـــــ في انتظار مهاتفة اخرى . باركك الرب مانويلا
*************************************
ما أن رأت حفصة، عائشة تقترب من سيارتها حتى فتحت لها
الباب وقالت ضاحكة:
ـــــ هيا يا عائشة . منتظرة بسيارتي منذ خمسة دقائق
ـــــ السلام عليكم حبيبتي حفصة
ـــــ وعليكم السلام يا حبيبة، كيف حالك ؟
ـــــ بخير الحمدلله . انتظري لا تنطلقي الآن زينب قادمة
تربد وجه حفصة وقالت حانقة:
ـــــ ماذا !!!!! أوف!! ها هي تخرج من البوابة حقاً
ـــــ هاها اطلقي وجهك في وجهها . تبسمك في وجه أخيك
صدقة
ـــــ هأنذا أبتسم
ههييييهييييييي
انفجرت عائشة بالضحك وقالت:
ـــــ أضحك الله سنك هههه
حيتهم مانويلا بتحية الإسلام:
ـــــ السلام عليكم
ردت حفصة بضيق:
ــــ وعليكم السلام، اركبِ
ـــــ ههههه اشكرك يا حفصة . سيارتك جميلة . أهي ملكك ؟
ـــــ لا . سرقتها
ـــــ لصة أنتِ إذن هههه
قالت عائشة لحفصة ضاحكة:
ـــــ هههههههه تمزح زينب يا حفصة .
ـــــ مرحة جداً لدرجة لا تطاق . توكلت على الله
نظرت مانويلا إلى حفصة وقالت:
ـــــ ممممم كنت أود أن أسأل عن هذا الشخص.. الشخص الذي تقدم لخطبتي ووافقت...
ما اسمه ؟
زفرت حفصة وقالت:
ـــــ أنسيتي إسم خاطبك ؟؟؟؟
ـــــ هههههه عذراً، فأنا لم أره إلا مرة واحدة
ـــــ أراد أن يراكِ مرة أخرى، وأنت في كل مرة تتعللين وتؤجلين
المقابلة، وكأنه سيقابل الملكة جوزفين إمبراطورة
فرنسا
ـــــ هههه لا بل أنا الملكة زينب امبراطورة ألمانيا هههه
قهقهت عائشة، بينما قالت حفصة باستياء:
ـــــ يا خفة ظلك!! . بالله ارحميني واصمتي، فسأموت كمداً
من شدة السعادة
قالت مانويلا بإصرار:
ـــــ ها لم تقولي لي ما اسمه، فقد نسيت
ـــــ أحمد
ـــــ أها.. تذكرت
ـــــ حددي موعد، فيريد أن يلقاكِ
ـــــ مممممم سأتفق مع عائشة ونخبرك
ـــــ إن شاء الله . ها هي عيادة الطبيبة. انتظري يا
عائشة لأنزل حتى أسندك
ردت مانويلا:
ـــــ لا، بل أنا من سأسندها
زفرت حفصة بضيق وقالت حانقة:
ـــــ بالله، بالله عليكِ انتظرينا في السيارة وارحمينا
ـــــ لا أبداً، قدماي تسبق أقدامكما ههههه هيا يا عائشة لنعلم ماذا تحملين في رحمك
من أسرار لأبلغهم هاها
أسدلت حفصة حاجبيها وقالت باحتداد:
ـــــ تبلغيهم !!!!!!!! تبلغين من يا هذه ؟؟
ـــــ أأأ انا قلت ابلغهم أأأ ممم أقصد أبلغهم سلامي
وحبي ودعائي سواء كان ذكر أو أنثى هههه لا
تدققين هكذا في كل كلمة انطق بها وكأنك تقفين على بوابة فمي في انتظار خروج الكلام ههه هيا انزلي يا عائشة
ـــــ ههههه هأنذا سأنزل بارك الله فيكما
**************************
انتهت حلقتنا
التقيكم يوم الخميس القادم إن شاء الله
لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
انا عايزة اسأل سؤال يا استاذة هوبة
ردحذفهي ازاي ام كيفين مش حاسة بالشبه اللي بين ابنها وعبدالله وكمان نبرة الصوت !
ثانيا بقا تسلم ايدك الحلقة اكثر من رائعة هي صغيورة شوية بس تحفة كالعادة
قلبي بيعمل تك تك تك مع اقتراب موعد الولادة
ع الرغم اني قرأت الرواية قبل كدة بس والله ناسية معظم الأحداث
علشان كدة مش عارفة المفروض اخاف من زينب ولا اطمن ليها
شكلها هتتعلق بأحمد وهتسلم
حفصة ليها بالمرصاد 😂
ربنا يشفي نيكولا
ليه بقا كيفين مش بيكلم ابوه كمان رغم ان امه اصعب من ابوه بمررااااحل
لكنها تقبلت
اتمنى يقابل ابوه ويسلم هو كمان
وخايفة نيكولا تموت قبل ما تعرف ان ابنها عايش 🥺
ياترى الأيام مخبية ايييه
كل الحب والتقدير ليكِ يا استاذة هوبة ايتها المرأة الغامضة ❤️❤️
مرحبا ام عبد الرحمن الحبيبة.. اشكرك على التواجد الطيب الذي يسعدني دائما... احببت ان اجيبك عن سؤالك الخاص بكيفن ونبرة صوته وهيئته وكيف لوالدته ان تجهله.. اما عن الهيئة فهي ليست هيئة كيفن.. فعبد الله حتما يختلف في هيئته.. وبالنسبة لنبرة الصوت.. هل تعتفدين انه يحدثها بذات نبرة صوته المعهودة لاذانها؟.. بالطبع لا.. فجميعنا له قدرة على تغير نبرة صوته فيجهلها الآخرون. وحتما قد فعل عبدالله
حذفاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ف العالمين انك جميد مجيد 🤍
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💞
ردحذفسبحان مقلب القلوب
يعني أول الحلقات كنا منزعجين جداً ومتضايقين من نيكولا ولكن الآن نتمنى لها الشفاء ونكاد نبكي من شدة ما تعانيه
يارب ابنها يطمن قلبها وتخف تاني..
فعلاً الهم والحزن أكبر مدمر للإنسان علشان كدة الرسول صلى الله عليه وسلم على كان دائماً يستعيذ من الهم والحَزَن في أذكار الصباح والمساء
نتمنى لها الشفاء ولزوجها الهداية إلى طريق الحق...
حلقة جميلة وخفيفة لولا مرض أم كيفن..
💞دُمتِ مُبدعة 💞
الأجمل وجودك حبيبتي. بارك الله فيك دكتورة رشا.. أشكر لك تعاطفك مع نيكولا
حذفمن فضلك كاتبتنا الغاليه اين الجزء الخاص باسلام ام كيفين ومقابلتها له ؟ في اي فصل؟
حذفالحلقه جميله جداً
ردحذفسلمت يمناكِ
كنت اتمنى ان اعرف اسمك حتى يتسنى لي الترحيب بالشكل اللائق.. ولكن لا بأس.. أسعدني تواجدك. شكرا على كلماتك الرقيقة
حذفبارك الله فيك كاميليا الحبيبة. اسعدني تواجدك
ردحذفسلمت يداكى حبيبتى ❤️
ردحذفرباب محمد