أنا وكيفن وضوء القمر( الحادية والثلاثين)

 



قبل أن يهم السائق بإدارة المحرك، قالت بعد صراع بين الإحجام والإقدام:

ـــــ من فضلك أيها  السائق

ـــــ أمرك أيتها  الراهبة

ـــــ من فضلك هناك شخص يجب أن أودعه قبل المغادرة إلى برلين

ـــــ أيتها الراهبة، لا يوجد أوامر عندي بذلك . أمرني الآب دانيال أن أقلك إلى المطار فحسب

رجته باكية:

ـــــ مازال الكثير على وقت الطيارة، من فضلك أنه طلب أخير ولن أطلب غيره، من فضلك

ـــــ أوف!. أمرك، ولكن لا تطيلي الحديث

ـــــ حسناً، حسناً. أشكرك على إجابة الطلب

توجه بها السائق إلى منزل أحمد، فتوقف بالسيارة، أخرجت الهاتف من حقيبتها وضغطت على رقم حفصة، والتي ردت بتأفف:

ـــــ ماذا تريدين؟

ـــــ أريد رقم هاتف أحمد بسرعة جدا من فضلك يا حفصة.

ـــــ هاها ألا تطيقين صبراً ؟ انتظري ففي المساء سيصبح زوجك ويعطيكِ رقم الهاتف بالهاتف بصاحب الهاتف نفسه

 

ـــــ لا وقت للمزاح من فضلك، اعطني الرقم، فأنا أريده في أمر ضروري

ـــــ أوف. انتظري، سأخذه من محمد

ـــــ بسرعة من فضلك، بسرعة

سرعان ما عادت وأعطتها الرقم، فهاتفت أحمد على عجل، فأجاب:

ـــــ السلام عليكم

ـــــ وعليكم السلام يا أحمد

ـــــ من؟ زينب ؟؟

ـــــ أجل . أريد أن أراك على الفور من فضلك

ـــــ ههه أهناك شيء يا زينب . تحتاجين إلى بعض المال ؟

ـــــ لا، من فضلك أريد أن أراك. أنا أسفل المنزل

هاها سأنزل ومعي باقة زهور . رغم أني أستشعر أن هناك أمراً غريباً ولا أفهمه!!

ترجلت عن السيارة، وانتظرته عند البوابة وعيناها تذرفان العبرات، خرج بباقة الزهر باسماً من البوابة، فما أن رآها في زي الراهبة حتى تبددت ابتسامته وعصفت الدهشة بملامحه، قال لنفسه وهو يهز رأسه مذهولاً:

ـــــ زينب!!! نعم هي زينب... ما هذا!!.. يا إلهي!! لا،لا.. ليست زينب.. إنها راهبة تشبهها لالا.. ليست زينب، ليست زينب

اقترب منها بخطوات وئيدة وهي يكذب ما يراه، فقالت بابتسامة شجن:

ـــــ كيف حالك يا أحمد ؟

................................................................!!!

ـــــ لِمَ تنظر إلي مندهشا هكذا! . صدق ما تراه عيناك . أجل . أنا راهبة مسيحية ولم أكن مسلمة يوماً في حياتي

ظل يطالعها وهو يهز رأسه ويقول كمن أصابه مس شيطاني:

ـــــ لا أصدق، لالا، لا أصدق . بالتأكيد أنا في حلم مزعج، بالتأكيد، بالتاكيد . أليس كذلك يا زينب ؟ أليس كذلك؟

صاح بها في جنون:

ـــــ  انطقي، أليس كذلك؟

انخرطت في البكاء وطفقت تسرد الخفايا على مسامعه:

ـــــ أنا راهبة مسيحية، جئت من برلين، إسمي مانويلا..أأسف يا أحمد. أأسف على جرح مشاعرك. وحق يسوع لم اقصد ذلك أبداً. وضعتك الأقدار في طريقي دون أن أتعمد ذلك ..عذراً يا أحمد ... أستأذنك في الانصراف

همت أن تنصرف، فصاح بها ثائراً:

ـــــ اانتظري هنا، انتظري. من أنتِ؟ ولِمَ فعلتِ ذلك؟ وما المقصد ؟ أفصحي عن الأمر، أفصحي

ردت ناشجة بحسم:

ـــــ أأسف، لا أستطيع . أستأذنك

ـــــ قلت لكِ انتظري، لن تغادري المكان حتى أعرف خباياكِ أيتها الغادرة

ردت منتحبة ودواخلها تحترق:

ـــــ قل غادرة، قل شيطانة، لن أغضب منك، فأنت محق. صدقني لن أستطيع أن أتفوه بكلمة . وجئت فقط لأعتذر لك وأقول لا تنتظرني يا أحمد، فأنا لن أكون زوجتك .. سأعود إلى الدير ومعي أجمل ذكرى لأطيب أنسان يمكن مصادفته في هذه الحياة

قال والغضب يتأجج داخله:

ـــــ بل ستغادرين وتتركين أبشع ذكرى بقلبي تركتها إمرأة غادرة مخادعة غشاشة مثلك . اذهبِ إلى الجحيم . وها هي باقة الزهر التي جلبتها لكِ سأطأها بقدمي حتى لا تذكرني بك، اذهبِ

ألقى باقة الزهر أرضاً ووطأها بأقدامها، فتناثرت بقاياها، ، فازدادت ألام مانويلا وهي ترمق بقايا الزهر تذروها الرياح..سددت إلى وجهه الذي أشاح به عنها نظرة وداع وقالت بنبرة ناشجة مرتعدة:

ـــــ الوداع يا أحمد... الوداع

*************************************

دلف أحمد إلى منزله بخطوات أثقلتها الأحزان، وفؤاد محطم..لحظت والدته تلك الوجوم على ملامحه، فسألته:

ـــــ أين كنت يا أحمد يا ولدي ؟

ـــــ لن أتزوج زينب

ـــــ ماذا!! ما الذي حدث يا ولدي ؟

ـــــ لم يحدث شيء. لن أتزوج  زينب

ـــــ لا حول ولا قوة الا بالله . يا ولدي هذه الأمور لا يجوز فيها العبث. إن كان هناك سوء تفاهم قد حدث فاخبرني لأذهب إليها لأصلح الأمر

ـــــ لن تجديها

ـــــ لن أجدها!!... ما الأمر يا أحمد ؟

مسح وجهه باضطراب وقال بنبرة راجفة:

ـــــ أمي، أمي، أرحميني، لم يحدث شيء ولا أفهم شيء ولا أريد أن أفهم شيء. الحمدلله. قدر الله وماشاء فعل

ـــــ لا حول ولا قوة الا بالله

***********************************************

كاد عبد الله يفقد صوابه بسبب اتصاله بعائشة مراراً وتكراراً منذ الصباح، فيجد أن هاتفها مغلق، زفر بضيق وقال لنفسه:

ـــــ كلما هاتفت عائشة زوجتي  أجد الهاتف مغلق, أوف! أستغفر الله العظيم. عائشة لا تغلق الهاتف

لمح محمد اضطرابه، فسأله:

ـــــ ما الأمر يا عبد الله . أتتحدث إلى نفسك ؟

ـــــ زوجتي لا ترد على الهاتف يا محمد . هاتفها مغلق، مغلق

ـــــ وماذا في ذلك! لا تقلق، ربما نفد الشحن

هز رأسه وقال بنبرة قلقة:

ـــــ لا أطمئن للأمر، لا أطمئن، سأذهب بنفسي

ـــــ يا أخي لا تقلق بهذا الشكل. سأرسل حفصة تتفقد احوالها وتخبرك... اليوم زفاف أحمد وزينب فلا تنس هاها

 

ـــــ إن شاء الله يا محمد إن شاء الله

**************************************

مضى وقت كاف لوصول حفصة إلى منزل عائشة، وقد اشتد القلق والتوتر بعبد الله، أشفق عليه محمد، وخرج يهاتف حفصة على الدرج:

ـــــ هل وصلتِ الى هناك يا حفصة ؟

ـــــ هأنذا قد وصلت يا محمد،  سأدخل من البوابة الآن

ـــــ معك على الهاتف

ما أن بلغت باب شقة عائشة حتى رأت ما أرعبها:

ـــــ ما هذا!! يا إلهي! ما هذا!! لالا، يا إلهي

رد محمد فزعاً:

ـــــ حفصة، ماذا وجدتِ؟؟

قالت بأنفاس متلاحقة:

ـــــ محمد، باب الشقة مفتوح، والأشياء متساقطة على الارض، والمزهرية التي توجد بجانب الباب مكسورة

أجهشت حفصة بالبكاء، فرد محمد فزعاً:

ـــــ ماذا تقولين!. وأين عائشة؟؟

ـــــ سأبحث عنها في الغرفات

اندفعت إلى الداخل تنادي صارخة باكية وتبحث في الحجرات:

ـــــ عائشة، اين أنتِ، عائشة... ليست هنا،  عائشة....  ولا هنا، عائشة،... ولا هنا أيضاً، أين أنتِ يا أختي، لا أجدها يا محمد

ـــــ لا حول ولا قوة إلا بالله. ياالله!. ما الذي حدث ؟ ماذا سأقول لعبد الله الآن! لا حول ولا قوة الا بالله....وأين زينب يا حفصة؟

ردت باكية:

ـــــ هاتفتها قبل مجيئي وهاتفها مغلق، سأصعد لأطرق الباب

ـــــ بسرعة، بسرعة، أنا مختبيء على دَرَج المكتب حتى لا يسمعني عبد الله

صعدت الدرج كالإعصار ، وأخذت تطرق باب مانويلا بعنف وتنادي صارخة:

ـــــ افتحي يا زينب، افتحي، افتحي يا زينب، أين عائشة، أين عائشة يا زينب

نفدت طاقتها وأستندت إلى الحائط تبكي وقد وضعت يدها على قلبها المتسارع النبضات، وردت على زوجها لاهثة باكية:

ـــــ غير موجودة. والله إنها لسبب اختفاء عائشة، هي السبب،هي السبب ...عائشة، عائشة أختي، أين أنتِ يا أختي

ـــــ لا حول ولا قوة الا بالله . الدماء تكاد تتوقف في عروقي.. ماذا سأقول لعبد الله! ماذا سأقول!!

 

عاد محمد إلى عبد الله ممتقع اللون واجماً، فهرع إليه عبد الله يسأله متلهفاً:

ـــــ محمد، هل ذهبت زوجتك إلى عائشة ؟؟

أطرق رأسه صامتاً، فنهش القلق عبد الله وأعاد السؤال مرتعداً:

ـــــ محمد !! لِمَ لا تجيب؟؟ أسألك هل ذهبت زوجتك إلى زوجتي لترى لِمَ لا تجيب على الهاتف؟؟؟؟؟؟؟

جاهد محمد في جمع شتات الأحرف، فلم يتمكن، فهاج هائج عبدالله وأخذ يهز كتفيه ويسأله صارخاً:

ـــــ محمد، ما الأمر؟ ماذا حدث؟ ما الأمر يا محمد أجبني

ـــــ لا أدري والله ماذا أقول يا عبد الله . زوجتك لا وجود لها في المنزل للأسف، وقد وجدت حفصة الباب مفتوحاً وبعض آثار تثير الشكوك في اختطافها

طاش عقل عبد الله، وهرع إلى الشارع وهو ينادي باسم زوجته:

ـــــ عائشة، عائشة

أسرع محمد للحاق به وهو ينادي:

ـــــ انتظر، انتظر يا عبد الله، انتظر، انتظر لا تقود سيارتك وأنت بهذه الحالة، أنا سأقودها بدلاً منك، انتظر

جلس محمد على مقعد القيادة، وجلس عبدالله إلى جواره مرتعداً، فسأله محمد:

ـــــ  إلى أين تريد أن نتوجه الآن ؟

ـــــ إلى المنزل، إلى عائشة

ـــــ عائشة ! قلت لك لن تجدها، هناك من اختطفها

رد كمن فقد عقله:

ـــــ اختطفها!! اختطفها!!  تقول اختطفها  يا محمد!! لا،لا مستحيل، مستحيل، أنت تهذي يا محمد، تهذي، عائشة بالمنزل وفي انتظاري ككل يوم هاها سأذهب الآن وأدق الجرس، فتفتح متبسمة وترحب بي  بلهفة الزوجة المحبة الطيبة الودودة

صرخ عبدالله باكياً

ـــــ  آآآآآآآه زوجتي، زوجتي، لا،لا، حبيبتي

ـــــ بالله يا عبد الله كفكف دموعك واهدأ حتى نفكر

ـــــ نفكر! في أي شيء نفكر! طاش عقلي، طاش عقلي . قلت لك أريد أن أذهب إلى المنزل، انطلق

ـــــ أمرك،  فقط إهدأ يا أخي وإن شاء الله سنعثر عليها قريباً. ضع ثقتك بالله وحده

ـــــ يارب، يارب، يارب، آآآآآه

ما أن توقف محمد بسيارته أمام المنزل، حتى فتح عبد الله وانطلق إلى الداخل كالمجنون وخلفه محمد، أخذ يجري بين الأروقة والحجرات يناديها:

ـــــ عائشة ....عائشة.....جئتك يا حبيبتي، أين أنتِ؟ عائشة . زوجك حبيبك جاء، جئت يا عائشة، أين أنتِ، عائشة..اجيبيني حبيبتي، ليس من المعقول أن أفقدك في غمضة عين، لا،لا، أجيبيني يا عائشة، أين أنتِ، أين أنتِ؟

 

أخذ عبدالله يترنح وقد خارت قواه، شعر بيد محمد تربت على كتفه، ثم أمسك بذراعه، وقال:

ـــــ اجلس يا اخي، اجلس يا عبد الله، اجلس واهدأ

ـــــ لن أهدأ قبل أن أصل إلى زوجتي.

وكأن نيران تأججت في دواخله، فأشعلت فتوته، فزأر كاليث الغاضب والشرر يتطاير من عينيه:

ـــــ أنا أعلم من وراء اختطافها، دانيال

انطلق غاضباً إلى الخارج، فلحق به محمد وهو يناديه:

ـــــ انتظر، انتظر، سآتي  معك انتظر يا أخي

***********************************

غادر عبدالله وصديقه دوسلدورف وتوجها إلى ميونخ لمقابلة القس دانيال..دخل التابع مسرعاً ليقول للقس:

ـــــ الآب دانيال، كيفن ثائر جداً ويريد الدخول بالقوة ومعه صديقه . استوقفناه خارجاً رغماً عنه

قهقه القس وقام عن مقعد الباباوية، وقال وهو يعبث بشعيرات لحيته:

ـــــ كيفن.. منتظر قدومه بين لحظة وأخرى. أدخله وحده واصرف من معه

ـــــ سمعاً وطاعة آبانا

عاد التابع يقول:

ـــــ تفضل بالدخول يا كيفن

هم محمد بالدخول معه، فاحتجزه التابع قائلاً بفظاظة:

ـــــ وحده. انتظر أنت هنا

قال محمد متحدياً:

ـــــ سأدخل معه

ـــــ لن تدخل. انتظر هنا أو  انصرف. أمرني الآب دانيال بدخوله وحده

قال عبدالله لصديقه:

ـــــ انتظر يا محمد . سأدخل أنا

صاح عبد الله في التابع بغلظة وهو يدفعه من أمامه:

 إفسح الطريق يا هذا

اندفع إلى الداخل وصاح في القس غاضباً:

ـــــ دانيال، أين زوجتي يا دانيال؟

انفجر القس ضاحكاً وقال ببرود:

كيفن!! ياه!! مرحباً يا رجل . ولكن ممممم ألم تمت غريقا ؟ هاها هكذا أنت تؤكد أن الموتى يبعثون هاها  مرحباً بعودتك إلى الحياة مرة أخرى أيها المبارك من الرب هاها...ممم  أم أنك أندرو الراهب ؟ هاها أهٍٍ من اللهفة على الحبيبة التي جعلتك تنسى التنكر في زي الراهب وجئت مهرولاً ورائها هاها.

أردف القس وقد عصف الغضب بملامحه:

ـــــ  أم أنك عبد الله المسلم الذي ترك دين يسوع لأجل امرأة!!

 

صاح به عبدالله غير مبالياً بكل ما قال:

ـــــ أين زوجتي يا دانيال ؟

قهقه القس، هز رأسه في استنكار وقال وهو يرمقه بمكر :

ـــــ أهكذا يا كيفن ؟ دانيال بغير أن تسبقه آبانا ؟ هاها ولكن  سأسامحك فأنا أعلم أن فراق الحبيبة أذهب عقلك . اجلس يا كيفن اجلس لِمَ الوقوف يا رجل ! هاها مرحباً بك، أنرت الكنيسة، منذ مدة كبيرة لم تطأ قدمك الكنيسة المقدسة هاها شغلتك عنا الطبيبة وولدك الذي في بطنها

أسدل القس حاجبيه وسأله بخبث ليؤجج غيظه:

ـــــ  أليس ولداً كما أخبرتنا الراهبة مانويلا ؟هاها

ـــــ  الراهبة مانويلا!!

ـــــ أه نسيت أنك لا تعرف مانويلا هاها أنت تعرف زينب، أليس كذلك ؟ هاها

أدرك عبد الله أنه وقع وزوجته في شرك مؤامرة من القس على يد زينب، فصاح وكأنها طعنة سكين نفذت إلى صدره:

ـــــ زينب! اللعنة، اللعنة على مخططاتكم الخبيثة، أنتم من أرسلتموها إذن لتتجسسوا على أمري وأمر زوجتي

أومأ القس برأسه وقال ضاحكاً:

ـــــ أجل. أنا وخالتك صوفيا وبعض المقربين منا هاها

انقض عبدالله على القس وأمسك بتلابيه وصاح به:

ـــــ أين زوجتي؟ أين عائشة؟ ماذا فعلتم بها؟ أقتلتموها أيها الأوغاد؟

أطاح القس بيديه بعيداً وقال باسماً ببرود مقيت:

ـــــ ليس بعد يا رجل . فماذا تظن بنا أنت ! هل نقتل إمرأة دون علم زوجها ؟ هاها لالالا يا كيفن لم نقتلها بعد . انتظرناك لنقتلها أمام عينيك، ونرى لهيب الفراق والحسرة يتخطفانك هاها

صاح عبدالله بصوت كهزيم الرعود:

ـــــ أين هي؟ أين زوجتي؟

استدار القس ونادى في أتباعه والغليل يعصف بملامحه:

ـــــ جوزيف، ماريو، بيتر

أتوه يهرولون:

ـــــ سمعاً وطاعة يا آبانا

أشار إلى عبدالله وصاح فيهم:

ـــــ قيدوه

ـــــ سمعاً وطاعة

أحاط به الرجال ليقيدوه، فحاول التخلص منهم دون جدوى:

ـــــ اتركوني، ابتعدوا أيها الأوغاد، ابتعدوا

ـــــ قيدناه يا آبانا

حدجه القس بنظرة كراهية وقال بكل ما أوتي من حقد تجاهه:

ـــــ أرسلوا في طلب الأم صوفيا الراهبة الصالحة، وأحضروا زوجته لتذبح أمام عينيه

صرخ عبدالله مصفداً بأغلاله:

ـــــ لاااااا

**************************************

دلفت الراهبة صوفيا, فسددت إلى عبدالله نظرات غليل، ثم استدارت وحيت القس:

ـــــ طاب مساؤك آبانا دانيال

ـــــ مرحباً صوفيا. ها هو ابن اختك مقيد وسيأتون بزوجته لتذبحيها وتلطخي وجهه بدمائها كما اشتهيتِ  هههه

اقتربت من عبدالله بخطوات متأنية وعيناها تسدد نظرات تشفي، ابتسمت وقالت بنبرة شامتة:

ـــــ كيفن ههه مرحباً، مرحباً يا كيفن

توسل إليها عبدالله:

ـــــ خالتي، خالتي، انقذي زوجتي بالله عليكِ، انقذي زوجتي

استشاطت الراهبة غضباً وصاحت به مصرة على أسنانها:

ـــــ بأي  إله تقسم عليّ يا ابن اختي! . بالإله الذي تركت يسوع لأجله! تباً لك، تباً يا كيفن يا من تركت دين يسوع لأجل إمرأة . حان موعد القصاص يا كيفن، حان موعد القصاص لتكن عبرة لأمثالك أيها الخائن، سأقتل اللعينة التي افسدتك علينا  أمام عينيك وألطخ وجهك بدمها النجس،  سأنحرها كالشاة

استدارت وصاحت بالأتباع غلاً:

ـــــ  أحضروها

صرخ عبدالله وهو يحاول التخلص من قيوده العاتية:

ـــــ لاااا اقتلوني أنا، اقتلوني، لا تمسوها بسوء، لااااا تباً للقيود، حلوا قيودكم عني لاااا

جاءوا بعائشة يجرونها جراً وهي تصرخ باكية:

ـــــ آآآه آآآه اتركوني، اتركوني

ناداها مكبلاً بأغلاله وعبراته تنهمر:

ـــــ عائشة

ردت باكية:

ـــــ عبد الله، أرأيت ما يفعلون بزوجتك ؟

ثار تحت وطأة الأغلال يريد كسرها وهو يدمدم سباباً:

ـــــ اتركوها، اتركوها أيها الأوغاد

أخرج القس الخنجر ومده لصوفيا قائلاً بنبرة حوت غليل الأرض:

ـــــ صوفيا، إليك الخنجر

أمسكت بالخنجر وقالت بصوت متحشرج وهي تتجه إلى عائشة:

أيتها الشاة النجسة، ليكن دمك فدواً ليسوع

************************************

إلى هنا انتهت حلقتنا

 

التقيكم يوم الخميس القادم إن شاء الله

 

لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

تعليقات

  1. انا بكيت والله
    لاحول ولا قوة الا بالله
    اتمنى ان تكون النهاية غير محزنة

    ردحذف
  2. كاميليا محمد
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا
    الحلقة رائعة ربنا يستر علي عائشة وعبدالله وينجيهم من الكفرة إن شاء الله محمد يتصرف وينقذهم في الانتظار سلمت يداك ودمتي مبدعة 🌹❤️

    ردحذف
  3. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💕
    يا ربي يا أستاذة هبة.. كل مرة تقفلي قفلة فظيعة كدة.. وبعدين حتى ما نزلتيش الحلقة اللي بعدها علشان نطمن على عبدالله وعائشة.. لاااا سيبانا للحلقة الجاية😡
    مش كفاية الحزن والبكا اللي في الحلقة؟؟
    حلقة قوية جداً ومشاعر مختلطة عند مانويلا.. كان عندي أمل تُسلم لما تشوف معاملة المسلمين الحقيقين وتعاشرهم.. لكن يبدو أن حياتها كراهبة طغت على طبعها
    حلقة جميلة وموفقة يا جميلة
    وفي انتظار المزيد..
    🌷دُمتِ مُبدعة 🌷

    ردحذف
  4. لا إله إلا الله وحده لا شريك له

    ردحذف

إرسال تعليق