الحلقة الثامنة عشر( أنا وكيفن وضوء القمر)
ألح عليها سؤال طالما كاتمته، ترددت في الافصاح
عنه..فتلعثمت:
ـــــ ممممممم أأأأأأأ عبد الله
ــــ ما الأمر حبيبتي . لماذا تعثرت الكلمات على شفتيكِ
؟
ــــ ممممم كنت أريد أن أسألك سؤلاً ولكن أخجل جداً
ــــ لا تخجلي حبيبتي . تفضلي هاتي سؤالك
ــــــ ..... هل أمك هي من أرسلت الرجال الذين كادوا
يختطفونني لولا حفظ الله ومنعك إياهم ؟
ـــــ مممم والله حبيبتي لا أعرف... ولكن لا أعتقد أن
أمي هي من فعلت
ـــــ من إذن؟
بدا الارتباك على ملامحه، وأثر إنهاء الحديث بهذا الشأن:
ــــــ لا داعي حبيبتي. الأمر انتهى والحمدلله. وأنتِ قد سلمك الله من السوء.
أصرت على إثارة ماء خفاياه الراكد في أغواره:
ــــ أشعر أنك تعرف من فعل ذلك ولا تريد الإفصاح عن اسمه
أطرق رأسه وتنهد بعمق، ثم رفع رأسه باسماً وقال بلطف:
ــــ حبيبتي... كفّي عن هذه الاحاديث بالله عليكِ . نحن
هربنا من الشر، فلا تجعليه يلاحقنا في احاديثنا.
بدا الخجل في عينيها، فتعذرت:
ــــ آسفة لإزعاجك حبيبي. آسفة جداً..... تفضل قطعت لك بعض
الفاكهة
ــــ اشكرك حبيبتي هاها... خذي مني هذه. افتحي فمك
وضع قطعة من الفاكهة في فمها وسألها مداعباً:
ـــــ.. ما رأيك في مذاقها ؟
ــــ روعة. مادامت من يداك فهي روعة
ــــ هاها أنتِ الأروع حبيبتي
قطع حديثهما الهادئ أجراس هاتفها، أسرعت فوجدتها أمها،
فردت جذلة:
السلام عليكم يا أمي الحبيبة
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله حبيبتي. أشتقت إليكِ
ــــ والله لأنا أشد منكِ شوقا يا أمي. كيف حالك وكيف هو
أبي ؟
ــــــ أنا بخير وأبوكِ بخير حبيبتي . ذهب منذ قليل إلى
دكتور لوكاس. حاولت الاتصال بكِ كثيراً، ولكن كان هناك عيوب في الاتصال
ــــ تحدث كثيراً يا أمي... طمأنيني عنك، ومتى ستزوراني؟
ــــ غداً ههه غداً إن شاء الله
تهللت عائشة كالأطفال:
ـــ هيييه ههه ستمكثا معي بضعة أيام
ــــ لا، لا. لن نبيت من الأساس. زيارة سريعة حبيبتي فقط
للإطمئنان عليكِ وزوجك. كيف حال عبد الله ؟
ــــ بخير يا أمي. هاهو يجلس إلى جواري يأكل فاكهة
ويشاهد التلفاز ههه
ــــ هنيئاً مريئاً هاها. نراكم غداً إن شاء الله . أبوكِ
يسألك إذا كنتِ تريدين شيئاً نحضره لكِ
ــــ لا يا أمي.
الحمدلله لا أحتاج شيئا
ــــ حبيبتي لا تخجلي. قولي ماذا تريدين
ــــ والله يا أمي لا أريد أي شيء. الحمدلله، عبد الله
لا ينقصني شيئاً حتى أطلب منكم إحضاره
أنشرح صدر الأم وفاض الدعاء من ثغرها:
ــــ حفظه الله لكِ يا حبيبتي، وألف بين قلبيكما أكثر
وأكثر اللهم آمين
ــــ آمين يا أمي. سأنتظرك وأبي بشوق
ـــــ ههه زيدي من شوقك حتى ترينا غداً إن شاء الله.. نراكِ
على خير يا ابنتي. السلام عليكم
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله يا أمي
وضعت الهاتف جانباً، فقال عبد الله باسماً:
ــــ ما الذي سمعت ؟ سيأتي أهلك لزيارتنا غداً؟
ــــ إن شاء الله حبيبي. عندما تعود من العمل ستجدهما إن
شاء الله
ـــــ إن شاء الله حبيبتي.... هل تريدي أي شيء احضره
الليلة لتعدي الطعام لهم ؟
ـــــ مممم كنت احتاج بعض اللحم وفقط
أومأ برأسه باسماً وقال:
ــــ سأتصل الآن بمحمد وأسأله من أين أحضر اللحم،
وسأحضره لكِ على الفور
ــــ أشكرك حبيبي
**********************************************
عاد السيد ماكس من الخارج، فنادى زوجته:
ـــــ نيكولا
آتاه صوتها المكبل بالأحزان من غرفة ولدها:
ــــ انا هنا يا ماكس
هرع إلى الغرفة فوجدها ما زالت تجلس على فراش ولدها،
مفترشة صوره وذكرياته وعيناها تذرفان العبرات، سدد إليها نظرة شفيقة وقال:
ــــــ حبيبتي!... ألن تبرحي غرفة كيفن ؟
ضمت صورة ولدها وانفجرت في البكاء، طفرت عبراته وضمها
لصدره وقال:
ـــــ حبيبتي كفاكِ حزناً . فماذا عسانا أن نفعل !!!
ردت ناشجة وقلبها يئن:
ـــــ لا أستطيع يا ماكس..إنه ولدي الوحيد..إنه كيفن يا
ماكس، كيفن
ربت على كتفها بحنو وقال:
ــــ إهدئي حبيبتي ... ألم يصلي الآب دانيال من أجله، وأخبرك
أنه مع القديسين في الملكوت؟
صرخت باكية:
ــــ أعلم ذلك، ولكن فراقه لا أطيقه، لا أطيقه.
ــــ إهدئي
حبيبتي، وصلي من أجله ... . سأحضر لكِ ايقونة العذراء لتضعيها أمامك وتصلي
علك تهدئي
قامت عن الفراش وقالت بنبرة أرعدها النشيج:
ــــ لا أريد الصلاة الآن .. سأرتدي ثيابي وأخرج
سألها باندهاش:
ــــ إلى أين يا نيكولا ؟
ــــ.....إلى جارتنا المسلمة
رد منذهلاً:
ماذا!......لا
أفهم
لم تبد ما أخفاه قلبها وقالت وهي تغادر الغرفة متجهة إلى
غرفتها:
ـــــ سأذهب إليها الآن
****************************************************
قرعت السيدة نيكولا جرس الباب، فحدثت السيدة مريم نفسها
متحيرة:
ــــ يا الله ! يا تُرى من الطارق؟ مممممم لا يوجد أحد
معي، وأخشى أن أفتح. سأصمت ربما ينصرف من بالباب
قرعت السيدة نيكولا الجرس مرة أخرى، فقالت السيدة مريم
تحادث نفسها:
ـــــ من الواضح أن من بالباب لن ينصرف، ومصر على الدخول.
حسناً.. سأسأل من بالباب
اقتربت من الباب وسألت:
ــــ من بالباب
ــــ أنا نيكولا
لم يخطر ببالها أن الطارق هي والدة عبد الله، فردت
متعجبة:
ــــ نيكولا !!!!!!!!! من نيكولا ؟
ــــ جارتك في البناية المقابلة
اتسعت حدقتاها خوفاً وغمغمت:
ــــ يا الله!!...يبدو أنها والدة عبد الله.... بدأ
الخوف يدب في قلبي. ممممممم سأفتح
فتحت الباب وحاولت رسم ابتسامة على محياها، بيد أن
الارتباك بددها، ازدردت ريقها وقالت:
ـــــ مرحبا السيدة نيكولا
ـــــ طاب مساؤك سيدتي
ـــــ طاب مساؤك. تفضلي بالدخول
ــــ اشكرك
أصطحبتها إلى الداخل وأشارت إلى أحد المقاعد وقالت بلطف:
ـــــ تفضلي هنا بالجلوس السيدة نيكولا
قالت بنشيج وقد انهمرت عبراتها:
ــــ اشكرك.
أخذت والدة عائشة الشفقة وردت بأحرف متحيرة:
ـــــ مممممم اأأأأأأ ما بكِ السيدة نيكولا ؟
سألتها ناشجة:
ـــــ ألم تعلمي بموت ولدي الوحيد كيفن؟
أزدردت السيدة مريم ريقها، وردت متلعثمة والارتباك يعصف
بملامحها:
ـــــ أأأأأأأأأ ب ب أأأجل سمعت ممممم والله لا أدري ما أقول لكِ
جففت السيدة نيكولا بعض عبراتها بمنديل في يدها، وسألت
بتلهف:
ـــــ أين هي؟
تعالت خفقات قلب السيدة مريم.. صمتت هنيهة وقالت
وأوصالها ترتعد:
ـــــ هي!!...من تقصدين يا سيدتي ؟
ردت بنشيج وعبراتها تنهمر:
ـــــ أين ابنتك الطبيبة
ـــــ ها!! ووووو و..م..مم ماذا تريدين منها؟
عصرت عينيها دموعاً وقالت ملتاعة:
ـــــ كان ولدي يحبها...كان يحبها كيفن ...أعلم ذلك..
ولطالما منعته عنها حتى لا يسلم لأجلها ويترك دينه ..مات ولدي ولم احتضنه ... لذا
جئت إلى هنا لاضم ابنتك لصدري ..ربما خفف ذلك من لوعة قلبي على فراق ولدي
بكى قلب السيدة مريم شفقة وقامت إليها تربت على كتفها
وهي تحاول تهدئتها متلعثمة:
ـــــ أأأأأأأ بالله اهدئي
أطرقت السيدة مريم تفكر:
ـــــ يا الله!!....ماذا اقول؟؟؟
بالأخير حسمت أمرها وقالت بأحرف بعثرها الارتباك:
ـــــ ابنتي أأأأأ ابنتي تتتتت ابنتي تزوجت وسافرت مع
زوجها
ردت السيدة نيكولا باندهاش:
ـــــ تزوجت!...تزوجت مَن؟...ومتى تزوجت؟
ارتعدت السيدة مريم وأطرقت مغمغمة:
ــــ ها!! يا إلهي!!. ما هذا الموقف الذي لم يكن في حسباني!
. كيف أتصرف، وماذا أقول!
حاولت جمع شتات أحرفها وقالت:
ـــــ أأأأأأ إبنتي تزوجت شاب مسلم يتقي الله، وسافرت
معه إلى مكان عمله
بكت السيدة نيكولا متحسرة:
ــــ يا للحسرة!.. كنت أتمنى لو وجدتها حتى أطفئ نار
شوقي إلى ولدي بضمها إلى صدري ... كنت أود أن أشم فيها رائحة كيفن....لا حظ لي في
ضم ولدي ولا ضم من أحبها قلبه.
أجهشت السيدة مريم بالبكاء لقلة حيلتها تجاهها..فقلبها
قد طوي على سر فيه سعادة هذه الأم المكلومة ولا يمكنها البوح به حرصاً على سلامة
ابنتها..لا يسعها إلا أن تشاركها أحاسيسها المريرة:
ــــ بالله اهدئي . والله لا أدري ماذا اقول لكِ ...أنا
أم وأشعر بلهيب قلبك على فراق ولدك ... وللأسف لا أستطيع أن أفعل شيئا
ردت ببنرة متهدجة:
ـــــ باركك الرب...يكفي مشاعرك الرقيقة التي أظهرتيها
قامت السيدة نيكولا عن مقعدها وقالت:
ــــ استأذنك في الإنصراف
أمسكت السيدة مريم بذراعها وقالت بلطف:
ــــ بالله تمهلي. فلم تأخذي واجب الضيافة
ردت باكية منتحبة وقلبها يتمزق أنينا:
ـــــ عذراً، لن
أستطيع أن أمكث أكثر من ذلك ..كنت أعتقد أن ابنتك
هي من ستفتح الباب ...كنت سآخذها
في أحضاني وأبكي... من فضلك أود أن أطلب طلباً.. أو رجاءا
ــــ تفضلي
ــــ عندما تأتي ابنتك لزيارتك أخبريني ..أود لو رأيتها.
حقا مشتاقة إلى رؤيتها
أطرقت السيدة مريم حزينة، ثم ألقت بعذرها:
والله للأسف، نحن سنترك هذا المنزل ونذهب إلى منزل آخر
كان الخبر بمثابة طعنة في صدر السيدة نيكولا، فزادها
ألماً، فصرخت باكية:
ـــــ ماذا!.. لِمَ؟ لِمَ ؟ أنا أستأنس بكم..أعلم أنه لا
علاقة تجمع بيننا ولكن وجودكم يطمئن قلبي. لا أعلم لِمَ أرتبط وجودكم برائحة كيفن
ولدي. أنا يومياً أقف لأنظر من نافذة غرفة كيفن إلى بيتكم ،وأقول كم وقف ولدي يرقب
صلاتكم في الظلام.
تسائلت السيدة مريم بلين؟
ــــ وهل كان يرانا ولدك ؟
ــــ يعرف قيامكم للصلاة من أضواء المصابيح قبيل الفجر...أقف
وأستشعر مشاعره وأقول في نفسي كم حرمتك يا كيفن من شيء صبت نفسك إليه يا ولدي.
ربتت السيدة مريم على ذراعها وقالت وهي تتجرع لوعة
الكتمان:
ـــــ حبيبتي هوني على نفسك. هكذا الحياة.. أقدار تحركنا
ولا نعرف أين الخير من الشر، غير أن الله يرحمنا ويدلنا
ردت باكية:
ــــ اشتقت الى ولدي، اشتقت اليه...كيفن... كيفن
انخرطت السيدة مريم في بكاء مرير وقالت ترجوها:
ــــ بالله لا تمزقِ قلبي اكثر من ذلك، فلم أعد أحتمل
كفكفت السيدة نيكولا عبراتها وقالت ببعض من هدأة:
ـــــ لم تخبريني باسمك سيدتي
ــــ اسمي مريم
ــــ مريم!..تتسمون باسم العذراء مريم!!....اتعجب لأمركم
أيها المسلمون!
ــــ لا مكان للعجب. فالسيدة مريم هي من أطهر نساء الأرض،
ولها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين
ـــــ أشكرك على وقتك...استأذنك في الإنصراف.
اتجهت السيدة نيكولا إلى الباب، فإذ بها تلتفت مرة أخرى
وتقول للسيدة مريم:
ــــ لي رجاء آخر
ــــ تفضلي
تشبثت بيد السيدة مريم وتوسلت إليها بعبراتها:
ـــــ أرجوكِ أن تدعي ربك أن يرحم ولدي..قولي لربك إني
راضية عن ولدي حتى يرحمه
ــــ لا حول ولا قوة الا بالله. السيدة نيكولا. ربي هو
ربك وهو رب الأرض والسماء ورب كل شيء. رب واحد لا شريك له
قطعت حديثها قائلة ومازالت عبراتها تنهمر:
ـــــ أستأذنك بالانصراف، فأنا لا أحب أن أسمع ما يزحزح
إيماني بيسوع
غادرت المنزل وأغلقت الباب، فهزت السيدة مريم رأسها في
أسى وقالت:
ــــ لا حول ولا قوة الا بالله. يرون الحقيقة جلية أمام
أعينهم وينكرونها كبراً وعنادا.. . اللهم ثبت قلوبنا على دينك يا أرحم الراحمين آمين
****************************************************
دخل حارس إحدى الكنائس على القس ليخبره بقدوم زائر:
آبانا فيليب..الآب دانيال بالخارج يطلب مقابلتك
أسدل الآب فيليب حاجبيه دهشة وقال:
دانيال ! أدخله
دخل القس
دانيال متجهماً وحياه بغلظة:
ــــ طاب مساؤك يا
فيليب
ـــــ مرحبا دانيال طاب مساؤك . تفضل بالجلوس
ــــ باركك الرب...
جئتك بعد ما سمعت عن أمر ازعجني بخصوصك فيليب
ـــــ امر ازعجك بخصوصي!!..افصح عما تقصد يا دانيال
ــــ ما الذي سمعته بأمر مساعدتك لأعدائنا من المسلمين على بناء مسجد
ــــــ وما الغريب في ذلك!
هاج هائج القس دانيال:
ــــ بل الغريب أن تفعل ذلك. كيف! كيف يا فيليب! ليس
لهؤلاء أي حقٍ في بناء المساجد
تنهد القس فيليب وهو يهز رأسه في أسى، ثم رد برفق:
ــــ يا دانيال! ألم يكفيكم أنكم منعتم الآذان في
المساجد ؟ لا يوجد آذان غير الآذان الداخلي
ـــ أجل. أصوات آذان مساجدهم تزعجنا. وجودهم في حد ذاته يزعجنا
زفر الآب فيليب وقال محتداً:
ـــــ يا دانيال، يجب أن يكون هناك حرية لأصحاب الديانات
الآخرى لممارسة عقائدهم
رد دانيال ثائراً:
ــــ يمارسونها بعيداً عنا. فليرحلوا عن أوروبا. يرحلوا
عن العالم بأسره. المسلمون هؤلاء يجب أن يبادوا، يبادوا..وبدلاً من أن تنصر دين
يسوع أراك وأمثالك تقفون إلى جانب هؤلاء الرعاع.
ــــ أفرغت من حديثك يا دانيال ؟
رد دانيال بغلظة وعيناه تتقدان:
ما ذا تريد أن تقول؟
ــــ يا دانيال.. لِم
كل هذا العداء تجاه المسلمين! إنهم لم يؤذونا
صاح كهزيم الرعود:
ـــ لو تركناهم
لتحولوا إلى وحوش, وحوش وسيفتكون بنا جميعاً. ألم تسمع عن إرهابهم! كم قتلوا, وكم
حرقوا, وكم هدموا هؤلاء المسلمون ؟؟؟ إنهم إرهابيون ولو تركناهم لفتكوا بنا.
ــــ ههه أتكذبون الكذبة وتصدقونها يا دانيال! بل
المسلمين هم المضطهدون. هم الذين يقتّلوا ويحرقوا، كل يوم يقتل رجالهم، وتنتهك أعراض نسائهم، وتسفك دماء
صغارهم، ومن بقى على قيد الحياة تشردونه في العراء. كل العالم يشهد مجازر تحدث بحق
المسلمين في كل مكان. مضطهدون في بلادهم وخارج بلادهم. وفي آخر الأمر تصفونهم بأنهم إرهابيون . ما لكم كيف تحكمون!!! فكيف
يكون الذبيح هو الجاني، بينما من ذبحه يتصف بالبراءة ورقة الحملان !!! . أنتم المعتدون، أنتم الغاصبون لأراضيهم، أنتم
من تروعونهم في أوطانهم. وعندما يحاولون
التصدي لكم والدفاع عن أراضيهم ودمائهم
وأعراضهم تتهمونهم أنهم إرهابيون. عجبا لأمركم.
فإذا كانت هناك أسرة آمنة في دارها،
ثم هجم عليهم مسلحون ينون الفتك
بهم وإحراق دارهم
وقتل صغارهم، ثم قاوموا هؤلاء المسلحين بما أوتوا من قوة أيكونوا هم الإرهابيون أم المعتدون ؟
ارفعوا ايديكم عن المسلمين يا دانيال.
أصر القس دانيال على أسنانه وصاح ونيران الجحيم تندفع من
عينيه:
ــــ فيليب. لا تنس أنهم لو تمكنوا كسابق عهدهم لأتوا على
الأخضر واليابس ولأبادونا وأركعونا تحت نعالهم.
رد الأب فيليب بحنق:
ـــ يا دانيال! يا دانيال. حكم المسلمون أيام مجدهم
وعزهم فلم يروعوا آمنا. لم يحرقوا شجرا. لم ينتهكوا عرضاً، بل لم يقتلوا مظلوما.
إنهم امتثلوا أوامر نبيهم فكانوا من أرقى فرسان الأرض تعاملاً مع خصومهم . وإن
نطقت جدران مساجد الأندلس التي حولتموها إلى كنائس لنطقت..المسلمون لم يمنعوكم
بناء الكنائس في الأندلس حين كانت لهم الغلبة
والقوة ..فحينما خارت قواهم حولتم أنتم مساجدهم إلى كنائس. تبا لكم
ولأفعالكم على مدار الزمان.
انفجرت براكين الغضب في دواخل القس دانيال، وأخذ بتلابيب
القس فيليب وصاح به:
ــــ ما هذا! كلامك يشككني في انتمائك ليسوع. ينقصك نطق
الشهادتين لتصير منهم. أم ........ أم إنك صرت منهم دون علمي يا فيليب.
أطاح الآب فيليب بذراعي دانيال وصاح به:
ــــ دانيال. لا اسمح لك أن تتهمني بالإنشقاق عنكم أو أنني
خائن ليسوع . كل ما في الأمر أني أدافع عن الحق حتى لو كان المظلوم على غير ديني.
دمدم القس دانيال سبابا:
ــــ ويسوع برئ منك ومن سفهك.. . ألم تسمع عن حملات وقف
أسلمة أوروبا؟
ـــ أجل. سمعت عنها في لندن
ــــ هناك من هم متيقظون لمؤامرات المسلمين.. وبدلاً من
أن تتيقظ أنت أيضاً، تساعدهم لتقوى شوكتهم
ـــ وحق الرب أنك تبالغ في عدائك. هم لم يفرضوا إسلامهم
على أحد. بل يذهب الناس إليهم طواعية، فما ذنبهم!..بالفعل أنا أُكذب عقيدة
المسلمين، ولكن لا أعاديهم وأؤمن بحريتهم في بناء مساجدهم
توعده القس دانيال غاضباً:
ــــ توقف يا فيليب. توقف عن هذه الأفعال المستفزة، وإلا
سيكون لي معك شأن آخر
ـــ إفعل ما شئت أن تفعل. فلست مخطئا. فليس معنى أني لا
اؤمن بعقيدة الآخر أن أمنعه من حريته في بناء دور عبادته وأمنعه من ممارسة شعائره
الدينية. وسأقف إلى جوارهم ما حييت.
أتقدت عينا دانيال غلاً:
ــــ أهكذا! أهكذا يا فيليب!!
ــــ أجل، هكذا يا دانيال
ــــ عليك لعنة الصليب،
تباً لك يا خائن يسوع
ــــ وحق الرب لا أعلم متى ستتخلصون من كراهيتكم وعدائكم
المفرط للمسلمين دون وجه حق! . إنما هو رعبكم من قوتهم إن اتحدوا لذا فأنتم تحكمون
سيطرتكم عليهم داخل بلادهم وخارجها حتى يبقون في قبضتكم ولا تقم لهم قائمة
************************************************
عبر الدكتور لوكاس عن سعادته الغامرة لزيارة دكتور سالم:
ـــــ كم أنا سعيد بهذه الزيارة اللطيفة دكتور سالم. لا
أحد يزورني غيرك
ـــــ أشكرك دكتور لوكاس. أخبرني كيف تقضي يومك
تنهد الدكتور لوكاس وقال بفتور:
ــــ اقضه في لا شيء
ـــ كيف؟
ــــ مللت من القراءة، ومللت من مشاهدة التلفاز، ومن
متابعة النت، ومللت من كل شيء.... كم تمر الثواني متثاقلة كثقل الجبال... . حياة
من الرتابة والملل يا أخ سالم
بدا الابتئاس على ملامح دكتور سالم وقال:
ــــ... الله المستعان
دقت الخادمة على الباب اسئذاناً في الدخول، فسمح لها
دكتور لوكاس:
ــــ تفضلي بالدخول أنجيل
ــــ اتيت لأعطيك الدواء، فقد حان موعده
ــــ أشكرك
أمسكت بعلبة الدواء فاكتشفت ما أزعجها:
ـــــ ويحي! قد نفدت الأقراص
سألها دكتور لوكاس:
ـــ ألا يوجد غيرها أنجيل ؟
ـــ لا للأسف. لا يوجد
ــــ سأتصل بالدكتور ميشيل ليرسله، فهذا الدواء غير متوفر. أعطني هاتفي
ــــ تفضل
حاول الاتصال، فصدم بما أثار حنقه، فوضع الهاتف جانباً
وزفر ضائقاً، فسأله دكتور سالم:
ــــ ما الأمر دكتور لوكاس؟
ــــ كما سمعت دكتور سالم. نفدت اقراص الدواء، وأحاول
الاتصال بدكتور ميشيل، ولكن هاتفه مغلق
قام الدكتور سالم عن مقعده وقال:
ــــ أعطني اسم الدواء من فضلك
ــــ لماذا ؟
ــــ سأذهب في طلبه، وإن شاء الله أجده الآن
ــــ ولكن أأأأأأ هكذا أنا أرهقك معي، وأحملك أموراً لا
شأن لك بها
ــــ كيف لا شأن لي بها! هذا حقك عليّ دكتور لوكاس
رد باندهاش:
ــــ أي حق!
رد دكتور سالم وابتسامة هادئة تعلو محياه:
ــــ حقك كصديق دكتور لوكاس. أعطني اسم الدواء من فضلك ...
لِم تنظر إليّ هكذا ؟
ـــ أتعجب.. حقا أتعجب.
ــــ اعطني اسم الدواء
ــــ سأكتبه لك في هذه الورقة
حسناً
ــــ ها هو اسم الدواء
ــــ أستأذنك. سأعود بعد قليل إن شاء الله
****************************************************
بدأ القلق يفترس قلب السيدة مريم إثر تأخر زوجها:
ــــ تأخر سالم، تأخر جداً.. سأهاتفه لأطمئن عليه
دق هاتف دكتور سالم وهو في الطريق يبحث عن دواء دكتور
لوكاس، رد بلطف:
ـــــ السلام عليكم مريوم.
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله حبيبي. مابالك تتأخر لهذا
الوقت ياسالم ؟
ـــــ عذراً حبيبتي. أمهليني بعض الوقت، فأنا ذاهب
لإحضار دواء لدكتور لوكاس، ولن أتمكن من المجيئ الآن
ــــ حسنا حبيبي . ولكن بالله أعطه الدواء، ولا تمكث
لدية لفترة أخرى حتى منتصف الليل ههه
ــــ هههه لا حبيبتي، إن شاء الله سأعطه الدواء وأجيئ
إليكِ على الفور
ــــ إن شاء الله حبيبي. السلام عليكم
ـــ وعليكم السلام مريوم
****************************************************
عاد بالدواء إلى دكتور لوكاس:
ــــ ها هو الدواء دكتور لوكاس، تفضل
ــــ لا أدري كيف أشكرك دكتور سالم
ــــ لا داع للشكر ..أين قارورة الماء ... ها هي. وهاهو الكوب أيضاً . تفضل هذا القرص وقد
صببت لك الماء في الكوب
ــــ ستعطني الدواء بنفسك ؟
ــــ تفضل. شفاك الله وعافاك
ــــ أشكرك. أشكرك جداً
ــــ هات الكوب. هات، سأضعه وأضع قارورة الماء إلى جانبك
لتشرب إن احتجت في أي وقت
ـــ أشكرك سيد سالم
ــــ أنا الآن مضطر للإنصراف. فهل تطلب أي خدمة أخرى قبل
أن أمشي ؟
ــــ أشكرك جداً، ولكن بقى أن تاخذ ثمن الدواء
ـــــ لا . لن أخذ ثمنه. أعفني. استأذنك في الإنصراف
هم بالمغادرة، فناداه دكتور لوكاس بإصرار:
ــــ انتظر، انتظر دكتور سالم. لا تنصرف قبل أن تأخذ ثمن
الدواء. هذا الدواء باهظ الثمن ولا يصح أن تتحمله عني . يكفي أنك اقتطعت جزءاً من
وقتك لزيارتي، ووقتا في إحضار الدواء، وهذا كرم أخلاق منك يا سيد سالم
رد بابتسامة واسعة:
ــــ دكتور لوكاس، أنا لم أفعل شيئاً يستحق الشكر. أرجوك
اقبل ثمن الدواء كهدية
أسدى إليه نظرة امتنان وقال:
ــــ لا أدري ماذا أقول لك. أخلاقك سمحة جداً . لم أعهد
هذه الصنائع طيلة حياتي . اعتدت أن أرى المادة هي التي تحكم وتتحكم في كل شيء.
ولأول مرة أرى رحمة القلوب وأنبل المشاعر تتجسد أمامي في إنسان نادر مثلك
ــــ هكذا تعلمنا من الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
فاض قلب دكتور لوكاس حباً لنبي الإسلام وقال وبسمة على
محياه:
ـــــ جعلتني أحبه ... من فضلك حدثني عنه. أريد أن أسمع
وأعرف كل شيء عن نبيكم العربي ذو الأخلاق السمحة والقلب الرحيم الذي تعلمتم منه. أرجوك،
أرجوك حدثني عنه
ــــ عليه الصلاة والسلام . إنه أعظم إنسان وجد على هذه
الأرض. أتى بشريعة من أعظم الشرائع السماوية ليهذب أخلاق البشر ويتمم مكارم
الأخلاق . جاء لينشر الحق والعدل ويساوي بين الناس، فلا فضل لعربي على عجمي إلا
بالتقوى
ــــــ هذا الحديث شوقني أكثر لمعرفة المزيد عن حياته
ودعوته.
ــــ سآتيك بعد
عودتي من زيارة عائشة ابنتي بكتاب عن حياة المصطفى عليه الصلاة والسلام
ــــ سأكون سعيد بذلك. أنا متشوق من الآن. بل
كأني تائه في صحراء مقفرة وأبحث عن
الماء لا أجده، ثم وجدتك تفجر تحت قدمي بحيرة ماء عذبة . سأنتظرك لتسقني منها ولا
تتركني لعطشي ووحشتي في الصحراء
ــــ ههه تعبيرات بليغة عن حالك حقاً. بالطبع سآتيك به.
وإن لم أكن مسافر لجئتك به غداً . لكن إن شاء الله انتظرني بعد يومين
ـــــ يومين فقط.. اتفقنا ؟
ــــ هاها اتفقنا دكتور لوكاس
ــــ بلغ سلامي لابنتك الطيبة القلب مثلك
ــــ أشكرك
سأبلغها. أستودعك الله
****************************************************
عاد الدكتور سالم إلى منزله، فإذ بزوجته غاضبة لا تلقي
له بالا، فألقى السلام ضاحكاً
ــــ مريوم..السلام عليكم
ردت بفتور ولم تبرح مقعدها:
ـــــ وعليكم السلام
ــــ غاضبة حبيبتي، غاضبة هههه ألهذه الدرجة تأخرت عليكِ
مريوم!
ــــ وأتعجب لِمَ
لم تبت عند دكتور لوكاس وتأتي في الصباح!
انفجر ضاحكاً وقال يسترضيها:
ـــــ سامحيني بالله عليكِ . والله لو علمتِ لِمَ تأخرت
لما غضبتِ حبيبتي.
ـــــ ممم لِمَ
يا أبا عائشة ؟؟؟
ـــــ ههه بل
قولي لِمَ يا حبيبي
ـــــ لا أستطيع إلا إذا اقتنعت بأسباب تأخيرك
قهقه وقال:
ـــــ كان
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول للسيدة عائشة أنا أعرف متى تكونين راضية ومتى
تكونين عليّ غضبى . فقالت متى ، قال عندما
تكونين راضية تقولين لا ورب محمد وعندما تكونين غضبى تقولين لا ورب إبراهيم .
وأنتِ يا مريم فعلتي مثل أمنا عائشة ولم تقولي يا حبيبي وقلتي يا أبا عائشة لأنك
غضبى ههه
ـــــ هههه أخرجتني عن غضبي يا سالم
ــــ هكذا تأكدت أنك صفحتي عني حبيبتي مريوم
ــــ قل لي لِمَ
تأخرت حبيبي ؟؟؟
ــــ الدكتور لوكاس طلب مني أن أحدثه عن النبي عليه
الصلاة والسلام
ــــ حقا ؟.. يا ربي! لا أصدق
ـــــ صدقي يا حبيبتي. فكلما تمسكنا بأخلاق المصطفى
السمحة والزاكية كلما أقبل الخلق على معرفة الحق
ــــ صدقت يا سالم، صدقت... إذا كان تأخيرك لهذا السبب
فأنا لا استطيع إلا أن أقول وفقك الله لهداية الناس لدين الله الحق اللهم آمين
ــــ اللهم آمين حبيبتي
تذكرت ما حدث أثناء غيابه، فقالت باضطراب:
ـــ سالم. حدث
شيء لم أتوقعه أبداً
ــــ خيراً مريوم؟ أقلقتني. ماذا حدث؟
ــــ أتت والدة عبد الله إلينا اليوم
تملكه الذهول فقال:
ــــ ماذا!...لِمَ ؟ قصي عليّ ما حدث يا مريم
****************************************************
في صبيحة اليوم التالي كانت عائشة تعد الطعام لأجل
أبويها، حين سمعت جرس الهاتف، فتركت ما بيدها ونظرت في هاتفها فإذ بها حفصة مخطوبة
محمد، ردت عائشة متهللة:
ــــ السلام عليكم حبيبتي حفصة
ــــ وعليكم السلام حبيبتي عائشة كيف حالك ؟
ــــ أنا بخير، بخير الحمدلله. أعد الطعام لأن أبي وأمي
على وصول إن شاء الله
ــــ يأتيا سالمَين
إن شاء الله مممممم عذرا لم أكن أعلم إنك مشغولة أختي. انتهزت أول فرصة
لنزول زوجك إلى العمل حتى أهاتفك هاها..لا حظ لي اليوم، سأعاود الاتصال في وقت آخر
إن شاء الله
ــــ لا حبيبتي، تكلمي، فأنا على وشك الإنتهاء
ــــ لا،لا، اذهبي
يا عائشة واكملي إعداد الطعام فلا
أحب أن أشغلك . وأنا إن شاء الله سأهاتفك غدا
خطر على بال عائشة أمراً قد نسته فقالت:
ــــ فقط انتظري اسألك سؤالا حيرني كثيراً ونسيت أن أسألك
ــــ خيراً ؟
ــــ عندما اتيت الى هنا أول يوم وجدت في خزانة
ملابسي فستانا جميلا وأنيقاً ووجدت معه
قنينة عطر . فهل هما ملكك ؟
ــــ هذه هديتي حبيبتي . مممم آسفة جدا أن
تركتها في خزانة الملابس ولم أخبرك
ولكن احببت أن تكون مفاجأة والله ، بالطبع طريقة غير عادية هاها.. لا أعتقد أن
أحدا يكون معه مفتاح خزانة ملابس العروس
غير العروس هاها ولكن حظي أنا أن مفتاح خزانة ملابسك كان معي .. ولكن تأخرتي كثيرا في السؤال لدرجة أني
اعتقدت أن الهدية لم تعجبك لذا فآثرت الصمت حتى لا أُحرج هاها
ــــ والله أعجبتني جدا جدا هديتك ولكن خشيت أن أستعملها
ثم يتضح أنكِ نسيتيها ثم تطلبي احضارها وهنا يكون الإحراج بالفعل هههه
ــــ لا حبيبتي هي لكِ. ولكن من فضلك انظري إذا كان
الفستان على نفس مقاسك أم لا حتى
أبدله لكِ
ــــ والله لا أدري فخشيت الإقتراب منه ههه ولكن الآن
طالما إطمأننت انه لي فسأذهب لأنظر هل
يناسبني أم لا
ــــ اعتقد انه سيناسبك فأنا تخيلتك ممشوقة القوام مثلي ههه
ــــ اشكرك حبيبتي حفصة . ممممممم سؤالٌ آخر أكثر إلحاحاً
مازحتها حفصة قائلة:
ــــــ يبدو أن أهلك سوف يصلون ولا يجدوا الطعام قد
اكتمل نضجه. هاتي سؤالك وأسرعي يا حبيبة كي تعودي لإنجاز مهامك
ــــ أنتِ قلتِ
أنك أرسلتي الطعام مع محمد زوجك ولكن كيف وضعه على المائدة وقد كان معنا في
ميونخ !! وكيف علمتم من الاساس ان زواجنا سيتم ؟
ــــ هاها حبيبتي الأمر
بسيط . نحن فقط وضعنا كل الاحتمالات . كان محمد في دوسلدورف صباحا واخبرني
برغبة زوجك في الزواج منك في نفس الليلة وطلب مني اعداد الطعام ليأخذه ويضعه في
منزلكما على المائدة فإن تمت الزيجة وأتيتِ ستجدي الطعام وإن لم يحدث فسنأكله نحن هاها
ولكن الحمدلله تزوجتما وأسعدتما قلوبنا جميعا الحمدلله
ـــــــ بارك الله فيكِ يا حفصة . مممممم اريد مفتاح
خزانة ملابسك
ـــــ لِمَ ؟
ـــــ هاها لأرد لكِ الهدية والطعام
ــــــ حبيبتي بارك الله فيكِ . صداقتك هي هديتي يا
صديقتي
ــــــ جزاكِ الله خيراً حبيبتي حفصة. أستودعك الله الآن
. السلام عليكم
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا عائشة
ما أن وضعت الهاتف، حتى علت أجراسه مرة أخرى، فقالت
متأففة:
ــــ يبدو أنني حقا لن أنجز شيئا.
نظرت في الهاتف فوجدته زوجها، فقفز قلبها فرحاً
ـــــ هيييه عبد
الله . السلام عليكم عبد الله حبيبي
ـــــ وعليكم
السلام ورحمة الله حبيبتي عائش . كيف حالك حبيبتي ؟
ــــ بخير حال حبيبي . أوشكت أن أفرغ من إعداد الطعام
ــــ أبوكِ وأمك لم يأتيا بعد ؟
ــــ ليس بعد حبيبي . أعتقد أنهما على وصول إن شاء الله
. حاولت الإتصال ولم استطع أن اصل إليهما ربما لم تصل الطائرة بعد
ــــ هههه لا تقلقي . سيأتيا سالمين إن شاء الله ..... عائشة
ــــ أمرك حبيبي
ـــ أحبك
ــــ ههه أُحبُك
ــــ ههه أتركك الآن حبيبتي، رغم أني سأشتاق إليكِ حتى
ألقاكِ بعد صلاة العصر
ـــــ وأنا سأشتاق أكثر حبيبي ههه حفظك الله لي يا عبد
الله
ــــ أستودعك الله حبيبتي . السلام عليكم
ــــ وعليكم السلام حبيبي
****************************************************
وصل والد عائشة ووالدتها إلى المنزل الذي تقطنه، فقالت
والدتها لاهثة:
ــــــ يا إلهي! لا أحب السفر، ولا احب الخروج من المنزل
ههه ولكن كل شيء يهون لأجل
عائشة
ـــــ هاها ها قد وصلنا إلى باب المنزل يا مريم
نظرت إلى الحديقة البديعة حول المنزل وقالت بإعجاب:
ـــــ يا الله ! حديقة المنزل جميلة، جميلة ماشاء الله
لا قوة إلا بالله . دق الجرس يا سالم
سمعت عائشة دقات الجرس فهرعت وقلبها يسبقها إلى الباب
شوقاً:
ــــ قادمة .. مممممم سأسأل من بالباب أولا . ربما
اعتقدت خطأ أنهم والديّ الحبيبين
ــــ من بالباب
ردت أمها ضاحكة:
ـــــ افتحي يا عائشة
فتحت بابتسامة مشرقة وعينان متلهفتان، فارتمت في أحضان
أبيها وأمطرته قبلات:
ــــــ مرحباً أبي، اشتقت إليك
رد ممازحاً:
ـــــ دعيني اقول السلام عليكم أولاً حبيبتي
ـــــ هاها وعليكم السلام ورحمة الله يا أبي. مرحباً.
مرحباً يا أمي
ــــ افسح الطريق يا سالم، أريد أن احتضن ابنتي هههه
ـــــ هههه ها هي ابنتك فاحتضنيها ..رويداً رويداً حتى
لا تهشمي عظامها بضمتك
ـــــ ابتعد يا رجل دعني وابنتي.
احتضنت ابنتها بشوق وقبلات وهي تقول:
ــــ حبيبتي.
كيف حالك يا صغيرتي؟
ــــــ بخير حال
يا أمي .أما زلت صغيرتك ؟ ههه
ـــــ بالطبع،
صغيرتي الجميلة حبيبة قلبي وقرة عيني
ــــ لا حرمني الله منكِ يا أمي.
قال لها والدها بروح فكاهته:
ــــ عائشة! هل ستتركينا واقفين أنا وأمك عند الباب يا ابنتي ؟
ــــ ههه عذراً يا أبي تفضلا، تفضلا
ــــ اشكرك يا بنيتي. كيف حالك وكيف حال عبد الله؟
أشارت إليهما بمكان مناسب للجلوس وقالت:
ــــ اجلسا ها هنا يا أبي. عبد الله بخير الحمدلله .
أوشك على الوصول من العمل
ــــ إن شاء الله يا بنيتي
سألت عائشة والدتها بشوق للحديث إليها:
ــــ كيف كانت رحلة الطائرة من ميونخ لدوسلدورف يا أمي
ـــــ مريحة جداً بالطبع . فبعدما ذكرتِ أن سفركما
بالسيارة استغرق قرابة السبع ساعات قلت لأبيكِ لا،لا، لن أسافر بالسيارة ههه لكن
الوقت بالطائرة حوالي ساعة واحدة فقط هاها
ــــ هاها حمداً لله على سلامتكما . ممممم سأحضر لكما
شراباً دافئاً وبعدها تذهبا لتنالا قسطا من الراحة حتى أفرغ من اعداد الطعام
قالت والدتها بحنو:
ـــــ يا حبيبتي، ما جئت وأبوكِ إلا لنجلس معك أطول وقت
ممكن، وما جئنا للنال قسطا من الراحة. أليس كذلك
يا سالم ؟
رد والدها ضاحكاً:
ــــ لا ..أنا فعلا أحتاج شراباً دافئاً، وأذهب لأنال
قسطا من الراحة وأتركك وابنتك للثرثرة هههههه
ــــ ههه خيرا ستفعل . فأنا مشتاقة للحديث مع ابنتي
****************************************************
بعدما انصرف عنهما الوالد، سألتها أمها بتلهف:
ـــــ ها يا عائشة، أخبريني يا حبيبتي. هل أنتِ سعيدة مع
زوجك؟
ــــ الحمدلله يا أمي سعيدة جداً. وعبد الله حريص بشدة على
حفظ القرآن والتهجد في السحر. تخيلي يا أمي إنه هو الذي يوقظني للصلاة !
ــــ ماشاء الله. أنا سعيدة حقاً أن أسمع ذلك
تذكرت الأم زيارة والدة كيفن، فذهب عنها الابتسام وقالت:
ـــــ هناك أمر قد حدث بالأمس
تبدى القلق على وجه عائشة وسألت:
ــــ خيراً يا
أمي؟
ــــ والدة عبد الله أتت لزيارتنا، وكانت منهارة جداً
ــــ.....ماذا!!...لِمَ
أتت لزيارتكم ؟ أقلقتني يا أمي.
ــــ لا تقلقي يا حبيبتي.. فهي فقط كانت تود أن تراكِ
لتستأنس بكِ
أطلت الحيرة من عينيها وقالت:
ــــ لا أفهم شيئا
مازحتها الأم لتذهب بالقلق الذي ألم بها:
ــــ ههه وأنا لن أتكلم مرتين . فعندما يأتي زوجك سأخبره
ـــــ ..... لا أعرف يا أمي هل نخبره أم لا
ــــ أنا أرى أن نخبره
أومأت عائشة برأسها والقلق يفترسها:
ـــــ إن شاء
الله
بلغ عبد الله باب المنزل ودق الجرس..امتزجت مشاعر الفرحة
بمشاعر القلق في قلب عائشة..فكم هو عبء ثقيل ألقت به والدتها على قلبها وتخاف أن
تبدي به لزوجها فتزيد من ثقل أعباءه
*************************
إلى هنا قد انتهت حلقتنا لهذا اليوم..ألتقيكم يوم الخميس
القادم إن شاء الله
لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة
والسلام والاستغفار
لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وآله
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد 💕
ردحذفما تمكن أعداء الله من المسلمين إلا بترك المسلمين لدينهم وجهادهم... فما كان يدق جرس كنيسة في أوروبا خَوفاً من المسلمين لأنهم كانوا يستمدون عزتهم من إسلامهم
ولكن وهن الإسلام في القلوب وضعف ثم اختفى الجهاد وها نحن تداعى علينا الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها وإنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم انصر عبادك الموحدين.. اللهم انصر المسلمين في غزة وفي السودان وتركستان وميانمار وفي كل مكان يُرفع فيه لا إله إلا الله
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً ولا تؤاخذنا بما نحن مُكرهون عليه واغفر لنا تقصيرنا
اللهم اءذن لدينك أن يسود ولشريعتك أن تحكم
اللهم كن مع المستضعفين من عبادك المسلمين وانصرهم واجمع شملهم وأمن روعهم
اللهم أطعمهم واسقهم من فضلك يا كريم وانصرهم على عدوك وعدوهم
🤲🏻اللهم آمين 🤲🏻
معذرة مش هقدر أكتب تعليق ع الحلقة
كان في بالي وانا أقرأ لكن سبحان الله مش متذكرة شئ
الحمد لله على نعمة الاسلام الحمد لله ان لينا رب يسمعنا ونطلب منه وندعوه ونرجوه الحمد لله ان لينا نبي يشفع لنا ونتعلم من كيف تكون اخلاق المسلمين
ردحذفصعبت عليا نيكولا جدا كان لازم تفقده عشان تحس!
ما أجمل الاسلام
ردحذفالحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
جزاك الله خير الجزاء
انا قلبي اوجع على ام كيفين جدا
ردحذفالفقد صعب جدا 🥺
راحت علشان تحضن عائشة اللي هي اكتر واحدة بتكرهها بس علشان ابنها 😟
وفليب انا مش عارفة شاكة انه مسلم ليه
انا صحيح قرأت الرواية وناسية احداثها والله
بس شاكة فيه 😁
اصل مافيش نصراني بالوداعة والاخلاص دا للمسلمين
عائلة عائشة ونعم المسلمين ماشاء الله يحببو الكافر ف الإسلام 🤍
بيفكروني بعائلة ضحى ف خلف الجدران
بس سميرة كانت ناصحة شوية عن مريم 😂😂
ياترى يا استاذة هوبة مخبية ايه للأبطال 🙄🤔
تسلم ايدك وربنا يجازيكِ الجنة على تعبك ❤️❤️💓
اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️أم رفيف
ردحذف