أنا وكيفن وضوء القمر (الثانية والعشرين)
دقت عائشة باب غرفة مانويلا التي دعتها منذ الصباح
للاستعداد للقاء الخاطب في شقتها بالدور السفلي:
ـــــ هيا أيها العروس الرقيقة لتساعديني في إعداد الكعك
قبل أن يصل الأضياف
ــــ أوف . مالها سعيدة هذه المرأة وكأنها هي من ستُخطب
الليلة!
ــــ هيا يا عروس
ــــ قادمة سيدتي، قادمة
**************************************************
تبعتها إلى المطبخ وألقت السلام متجهمة:
ــــ السلام عليكم سيدتي
ــــ وعليكم السلام حبيبتي زينب . لا تقولي سيدتي، فأنا
أختك
ــــ ممممم ماذا أقول إذن ؟
ــــ قولي عائشة
ـــــ حسناً يا عائشة . اذهبِ أنتِ لتستريحي وأنا سأعد الكعك
ــــ هاها يبدو أنك طباخة ماهرة
ــــ بالفعل . اعتدت على المهارة في إتقان كل اعمالي
ــــ ههه حسنا أيتها العروس . اتركك أنا . فبالفعل والله
اشعر بآلام في ظهري آآآه
ــــ أوف! . خرجت الأفعى من المطبخ . أين هو البيض
والدقيق أوف! . تتأوه من آلام الحمل وغداً ستصرخ من آلام الذبح هاها ها هو البيض والسمن والدقيق، أين اللبن إذن
ممممم هاهو
*************************************
رحبت عائشة بوالدة محمد:
ـــــ مرحبا خالتي الزهراء، مرحباً
ــــــ بارك الله فيكِ حبيبتي عائشة . مبارك الحمل
حبيبتي قد اخبرتني حفصة وسعدت جدا
ـــــ بارك الله فيكِ خالتي . دعواتك الصالحة لي ولزوجي
ولجنيني ان يُولد سليما معافى ويكون نبتا
صالحا طيبا
ــــ سأدعو لكِ في صلاتي يا حبيبتي . فكم أحببتك في الله والله منذ رأيتك يا عائشة يا ابنتي
ــــ أحبك الذي احببتني فيه يا خالتي . اخبريني هل أسلم
زوجك ؟
ــــ هاها بالطبع . فقد أخبرته إنه إن لم يُسلم فسأفارقه
للأبد لأنني مسلمة موحدة وهو مشرك بالله
ولا يجوز بقائي معه
ــــ الحمدلله يا خالتي . خبر سار جداً . فهل هو يصلي
الآن ؟
ــــ ههه اصبح يمكث في المسجد اكثر مما يمكث في المنزل والعمل هههه بفضل الله وجد
الصحبة الطيبة التي رسخت إيمانه
ــــ الحمدلله . مسرورة جدا لذلك
ـــــ بارك الله فيكِ حبيبتي
ـــــ كم أود أن أعرفك بأمي عندما تأتي لزيارتي
ــــ عندما تأتي أمك أخبريني كي آتي للترحيب بها
ــــ سأفعل رغم أنها لا تمكث كثيرا
ـــــ ستمكث كثيراً حينما أتعرف إليها هاها... أين
العروس ؟
ـــــ سأحضرها حالاً بعد أن تذهب للرؤية الشرعية ويراها العريس ههه أستأذنك لحظات وأعود
ــــ تفضلي
حبيبتي
**************************************************
في غرفة
الأضياف، جلس عبد الله يرحب بالخاطب:
ـــــ مرحبا يا أحمد
ـــــ بارك الله
فيك يا عبد الله ممم أين العروس
قال محمد ضاحكاً:
ـــــ أحضروا العروس كي يراها يا عبد الله . فأخي متشوق
لرؤيتها
ــــ هاها أستأذنكما في إخبار زوجتي
ــــ تفضل
**************************************************
دقت
عائشة باب غرفة مانويلا تتعجلها:
ــــ هيا يا زينب الخاطب يود أن يراكِ
ـــــ أوف! حسنا قادمة
خرجت وقد وضعت حجاب كحجاب الراهبات، فضحكت عائشة وقالت:
ــــ انتظري لحظة. مالك تضعين الإيشارب كالراهبات هكذا؟ هههه
اتسعت حدقتاها وقالت في سريرتها:
ــــ راهبات!!.. . من أخبرها !!!!!!
قالت بتعلثم:
ــــ آآآآ حسنا
سأغلق الإيشارب بهذا الدبوس
ــــ ههه دعيني أغلقه لكِ هكذا. هيا ادخلي وانظري إلى
خاطبك
ترددت في الدخول ونشجت قائلة:
ــــ أريد أن أعود من حيث أتيت
ــــ هاها كم هو جميل الخجل . تفضلي في هذه الغرفة
وسآتيكِ بعد قليل
ـــــ انتظري، انتظري، وهل سنكون بمفردنا أنا وهو ؟ اهئ
اهئ أنا خائفة
ــــ هاها لن نترككما بمفردكما ولن تطيلي المكوث بالداخل
. فقط اجلسي وانظري اليه ودعيه ينظر إليكِ
ردت بنشيج:
ــــ أنكون بذلك قد تزوجنا ؟
ــــ ههه لا، ليس الأمر هكذا . إنها رؤية شرعية فقط
وبعدها نتفق على موعد العقد والدخول
غمغمت ناشجة:
ــــ دخول ! أي دخول ! ما هذا الكلام العجيب!! اهئ اهئ
اين أنتِ أيتها الأم صوفيا
ـــــ ههه ماذا تقولين بصوت خافت يا زينب! . قولي السلام
عليكم وادخلي وانظري إلى الخاطب
**************************************************
دلفت إلى الغرفة وألقت السلام بوجه متربد:
ـــــ السلام عليكم
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
همس عبد الله لمحمد:
ــــ سل أخيك ما رأيه يا محمد
ــــ حسنا يا
عبد الله
همس لأخيه:
ــــ ما رأيك يا أحمد ؟
ــــ شكلها لطيف.. ولكن أريد أن أسألها بعض الأسئلة
ــــ أخي يريد
أن يسألك بعض الأسئلة يا زينب
ــــ اسئلة ! ممممم فليتفضل
ــــ هه ما اسمك؟
ــــ ألم
يخبرك أخيك باسمي يا هذا ؟
ـــــ ممم زينب،
أليس كذلك ؟
ــــ هو كذلك
ـــــ ما عمرك يا زينب؟
ـــــ عشرون عاما
ــــ انا عمري ثلاثة وعشرين عاما
ــــ لم أسألك عن عمرك يا هذا
ـــــ هاها اسمي احمد
ــــ ولم اسألك عن اسمك أيضاً
ــــــ وكيف ستتزوجيني دون أن تعرفين اسمي ههه!!
ــــ إن جاء هذا اليوم سأسألك
ـــــ هههه. ما الذي جعلك تدخلين في الإسلام ؟
ــــ ممم دين جميل
ـــــ هذه ليست إجابة يا زينب
زفرت زينب متضجرة، فهمس له أخيه:
ـــــ أحمد، لا ترهقها بأسئلة يمكنك تأجيلها.
ـــــ أريد أن أتعرف على فكرها يا محمد
ــــ ليس الآن. ما رأيك فيها ؟
ـــــ ههه عن نفسي موافق. ما رأيك أيتها العروس؟ أنا أتقدم الآن لخطبتك. تخرجت في الجامعة العام الماضي
وأعمل الآن مع والدي في تجارة السيارات.
هل توافقين على الخطبة ؟
ــــ أوافق ... استأذنكم في الإنصراف
غادرت الغرفة، فضحك أحمد وقال:
ــــــ خجولة جداً زينب هذه يا عبد الله
ـــــ الحياء والخجل أجمل سمات المرأة يا أحمد
**************************************************
عمدت مانويلا إلى باب المنزل لتغادره وتصعد إلى شقتها في
الطابق العلوي، كانت تتمتم بتأفف:
ــــ أذهب الى شقتي وأستريح أوف!
اعترضتها عائشة في الردهة:
ــــ هاها ما رأيك يا زينب في أحمد .؟ هل نظرتِ اليه
ووافقتِ ؟
ــــ نظرت ووافقت. تريدون أي شيء آخر ؟
هاها مبارك مقدما . إلى أين يا زينب! والدة العريس في انتظارك
ــــ والدة العريس ! وما الذي أتى بها ؟
ــــ جاءت لتنظر إلى عروس ولدها هههه
ــــ أعندما يتزوج الرجل لابد من موافقة أمه ؟ عذراً
فأنا أجهل هذه الأمور؟
ـــــ هههه يضحكني كلامك جداً ممممم الرجل لا يشترط
موافقة امه بالطبع فهو من سيتزوج والاختيار هو وحده المسؤول عنه ولكن من الأفضل ان
يأخذ موافقة امه حتى تكن راضية عن زوجة ولدها . ولكن إذا تعسفت الأم ورفضت دونما
مبرر ولا عيب على دين أو خُلق فللرجل أن يتزوج ولكن يبر امه ولا يقطعها ابدا
ــــ ممم وهذا بالنسبة للمرأة أيضاً ؟ أقصد هل إذا رفض
والدها أو والدتها الخاطب يمكنها الزواج
به ؟
ـــــ لا،لا، الأمر هنا يختلف يا زينب. لا تُنكح المرأة إلا بموافقة وليها ولا يتم الزواج إلا
بحضور الولي. من تتزوج بدون وليها فزواجها باطل
ــــ ممممممم إذن فأنا سيكون زواجي باطل لأنه لا ولي لي
ــــ لا . الأمر في حالتك يختلف لانك تركتي الدين الذي كنتِ عليه ولم يعد لك أولياء غير
المسلمين . فليكن وليك أو وكيلك شخص موثوق به من المسلمين
ــــ ممممم هاها لن احتاج بالطبع
ــــ ماذا !
ــــ أأأأأ أقصد ان الزواج لم يقترب بعد وهذا الأمر لن
افكر فيه الآن . هيا لنذهب لأم السيد الخاطب
ههه
ــــ ههه تفضلي حبيبتي
**************************************************
دلفت زينب، تتبعها عائشة، فهمست في أذنها:
ــــ قولي السلام عليكم يا زينب
ــــ السلام عليكم يا زينب. ييي أقصد السلام عليكم يا
والدة الخاطب. عذراً فأنا مرتبكة بعض الشيء
غادرت عائشة الغرفة وبقت وحدها ووالدة الخاطب، التي ردت
السلام باسمة:
ـــــ هاها وعليكم السلام حبيبتي مرحبا بكِ يا زينب .
ادخلي يا حبيبتي وتعالي لتجلسي بجانبي
ــــ لماذا ؟
ــــ لأستأنس بكِ يا عروس ولدي
ــــ مممممم هأنذا
جلست إلى جوار والدة محمد وطبعت ابتسامة باهتة على
محياها.. أخرجت والدة محمد سلسلة ذهبية من حقيبتها وقالت:
ــــ أتيت إليكِ بسلسلة جميلة هاها سألبسها لكِ بنفسي .
فقط سأخلع هذه السلسلة التي ترتدينها وطوتها ملابسك ولم تظهريها
همت والدة محمد أن تخلع عن جيدها سلسلتها القديمة، فبدى
الفزع على وجه مانويلا وحاولت منعها:
ــــ ها! لا،لا
ــــ هاها لا داعي للخجل فأنا مثل أمك ممممممم هذا!! الصليب
يتدلى من السلسلة التي في رقبتك !!
تلعثمت مانويلا وبكت باضطراب:
ــــ آآآآ يا إلهي، آسفة جداً، نسيت أن انزع الصليب من سلسلتي، عذراً
عادت عائشة تحمل الكعك:
ـــــ السلام
عليكم، أتيتكما بالكعك الذي أعدته زينب ههه
لحظت عائشة انزواء زينب وعبراتها التي تسيل، ووجه والدة
الخاطب المتجهم، فابتئس وجهها وسألت:
ـــــ ماهذا ! هل حدث شيئ أبكى زينب يا خالتي الزهراء ؟
تنهدت وقالت:
ــــــ وددت ان
ألبسها سلسلة أتيتها بها، فحاولت خلع السلسلة التي تلبسها أولاً، فحاولت منعي، ومع
إصراري تركتني فإذ بسلسلة يتدلى منها الصليب . فلم تشرح لي الأمر وجلست تبكي كما
ترين
ـــــ ..... ربما
نسيت نزع الصليب من السلسلة
ردت والدة محمد بحنق:
ــــ كيف نسيت يا عائشة ! ألم تلحظه ابدا كلما همت باستبدال ملابسها منذ أسلمت ؟
عفواً لا أفهم شيئا . يبدو أنها ما زالت متعلقة بالصليب
نظرت عائشة إلى مانويلا وقالت بلطف:
ــــ من فضلك وضحي لنا الأمر يا زينب . أنا ايضا أريد أن
أفهم كأمي الزهراء
نشجت مانويلا قائلة:
ــــ حسناً .. يبدو أن أمري قد فُضح ولن أستطيع أن أكتم هذا السر أكثر من ذلك ..سأعترف
بالحقيقة ولكن سامحوني وسأعود من حيث أتيت .... هذه السلسلة أحبها جداً ولن أستطيع أن أخلعها عن رقبتي أبداً
ــــ لا نفهم شيئا يا ابنتي . هذه سلسلة يتدلى منها
الصليب وأنتِ الآن أسلمتِ حسبما تقولين ، فما سر احتفاظك بالصليب إذن ؟
أطرقت رأسها تصيغ أكذوبة منمقة علها تنطلي عليهما..ثم
رفعت رأسها تقول:
ـــــ سأقص عليكم قصة السلسلة والصليب:
ضاقت السيدة بها ذرعاً فقالت:
ــــ أوف! ونحن في انتظار القصص أيتها الراوية. تفضلي
ــــ كانت أمي
مريضة جداً وفي أيامها الأخيرة نادت عليّ وهي على فراش الموت وقالت لي اقتربي
يا ابنتي اهئ اهئ اقتربت منها وانا ابكي اهئ اهئ
فخلعت السلسلة المتدلي منها الصليب هذه اهئ اهئ علقتها برقبتي وهي تبكي
وتقول كلما نظرتي الى هذا الصليب تذكريني يا حبيبتي اهئ اهئ أمي ماتت اهئ اهئ ماتت
اهئ اهئئئئئئئئ لم يعد لي غير هذه السلسلة المتدلي منها الصليب كذكرى من أمي اهئ اهئ
أمي حبيبتي، يا أمي اهئ اهئ يا من تركتني وحدي يا أمي اهئ اهئ
تأثرت بها عائشة وبكت لحالها المرثي واحتضنتها وقالت:
ـــــ كفاكِ يا زينب . كفاكِ يا حبيبتي، مزقتِ قلبي ,.,آسفة
يا أختي أن ظننت بكِ سوءاً . رحم الله أمك
..سامحيني يا اختي
ــــ لا عليكِ ههه
كانت والدة محمد تحدج مانويلا بنظرات حادة، فغمغمت:
ـــــ لِمَ تنظر اليّ والدة العريس نظرة حادة هكذا ممم
لا شأن لي بها. أهم شيء أن عائشة صدقت بل وبكت أيضاً ههه
قامت مانويلا عن مقعدها وقالت متباكية:
ـــــ أتريدون
شيء آخر اهئ اهئ أريد أن أصعد إلى شقتي للصلاة والبكاء على الخطايا اهئ اهئ
استدارت وهمت بالمغادرة، فنادتها السيدة باحتداد:
ــــ انتظري
ــــ ها !!!! أأأأ أهناك شيء سيدتي والدة الخاطب ؟
ــــ من أي مدن ألمانيا
أهلك ؟
ـــــ انا من..، من..، من فرانكفورت، وقد مات كل أهلي
ـــــ للأسف لا أعلم أيّ من معارفي في فرانكفورت
ــــ هاها هذا افضل
ــــ ماذا !
ــــ أقصد لا تشغلي بالك سيدتي بأشياء لا طائل من ورائها . لماذا تهتمون بأهلي !!. اهتموا فقط بإيماني الذي يملأ قلبي هاها
ــــ لا تلبسي هذه السلسلة المتدلي منها الصليب مرة أخرى
. إنها تعبر عن عقيدة غير عقيدة المسلمين
ــــ سيدتي الإيمان بالقلب فما شأن المظهر!!
ازدادت شكوك السيدة، فسددت إليها نظرات ريبة وقالت:
ــــ ممم هذه كلمات من لا يؤمن بالله رباً وبالإسلام
دينا وبمحمدٍ عليه الصلاة والسلام نبياً ورسولا ..الإسلام اشترط المظهر الدال عليه
وأمر المؤمنات بالحجاب والإمتثال لإوامره سبحانه . ألستِ مؤمنة بالإسلام ؟
ـــ بلى، بلى، مؤمنة، مؤمنة بقلبي وعقلي وروحي
ــــ وهل يجوز لمسلمة ان تعلق الصليب في رقبتها وتقول
انه ذكرى من امي ؟
تباكت مانويلا وألقت معاذيرها:
اهئ اهئ آسفة
سيدتي والدة الخاطب اهئ اهئ يبدو أنني
مخطئة جداً، ولكن لم أفكر بالأمر بهذه الطريقة اهئ اهئ انا فقط علقته كذكرى
من أمي وليس إيمانا بعقيدة المسيحيين اهئ اهئ
ــــ إذن فلتكوني مؤمنة بحق قلباً وقالباً، واخلعي هذا
الصليب، وإن كنتِ صادقة أكثر لتخلصتي منه . وليكن ولائك لله وليس لذكرى أمك
ـــــ اهئ اهئ ها هو الصليب سأتخلى عنه للأبد اهئ
اهئئئئئئئئئ فقط ارجوكم سامحوني اهئ اهئ
تنهدت السيدة وأومأت برأسها وانتقلت إلى حديث آخر:
ــــ ما رأيك في
ولدي أحمد ؟
ـــ عذراً لا افهم
ــــ هل قبلتِ خطبته لكِ ؟
ــــ أجل قبلت
ــــ حسناً . سنتفق بهذا الشأن وتزفين إليه قريباً
ــــ أزف إليه !!... لا،لا.. ليس الآن، ليس الآن . أمهلوني
وقتاً، أمهلوني
ــــ كم من الوقت تريدين
ــــ ليس أقل من اربعة اشهر
غضنت السيدة حاجبيها وسألت بدهشة:
ــــ ولِمَ يا ابنتي
أربعة اشهر بالتحديد ؟
ــــ أأأأأأ أنا أتعلم القرآن، وقالت لي المعلمة سأتقنه
بعد أربعة اشهر، ولا أريد أن أتزوج واُشغل عن القرآن
ـــــ ممممم أنتِ وشأنك
ــــ أي أسئلة أخرى سيدتي ؟
ـــ لا
أسرت مانويلا إلى نفسها حديثاً:
ــــ مالها هذه المرأة ! اشعر وانها قد شكت في امري ، تباً
لها أوف!
أستأذنت مانويلا من السيدة ببتسامة باردة:
ــــ أيمكنني
أن انصرف الآن ؟
ــــ تفضلي
ــــ اتريدين شيء يا
عائشة قبل ان اصعد الى شقتي ؟
ـــ هه لا . اشكرك زينب حبيبتي، بارك الله فيكِ
ــــ السلام عليكم
ـــ وعليكم السلام
غادرت مانويلا، فلمحت عائشة تلك الكآبة على وجه السيدة،
فسألتها:
ــــ مابكِ يا
خالتي الزهراء ؟
ـــــ .... لا أعلم . هناك شيء بداخلي يجعلني أكذب هذه
الفتاة ... هناك شيء غامض ورائها
ــــ ههه أنا لا
أعلم لِمَ كل ذلك يا خالتي ؟ آلأنها هي من
لجأت إلينا ؟ هي لم تلجأ إلينا إلا عندما علمت أننا سنقف إلى
جوارها كمسلمة جديدة. لِمَ الشك في كل كلمة تنطق بها ؟ أرى أن كلامها منطقي جداً
بأمر السلسلة
ردت السيدة والشكوك تفتك بقلبها:
ــــ يعلم الله يا بنيتي . ممم نسيت أن أسألها عن أمر ما . فهل يمكنني أن أصعد إلى شقتها ؟
ــــ هههه بالطبع يمكنك ذلك . سأهاتفها وأخبرها
ــــ لالا . سأصعد دون أن تخبريها
ــــ لِمَ يا خالتي ؟
قامت السيدة عن مقعدها وقالت:
ــــ دعي خالتك لعقلها المحدود يقودها ولا تشغلي بالك يا ابنتي
ــــ عفواً، بل عقلك راجح يا خالتي .
ـــ بارك الله فيكِ حبيبتي ههه . اتركك الآن وأصعد إليها
ــــ تفضلي
********************************
أمسكت مانويلا بالهاتف، وقالت لنفسها متضجرة:
ـــ أوف! أهاتف الأم صوفيا لأخبرها بهذا الأمر الغريب
ردت صوفيا من فورها:
ــــ مرحبا مانويلا . كيف هي الأمور عندك؟
ـــ أوف! سيئة، سيئة.
كنت على وشك أن ينكشف أمري
ــــ ماذا !!.. ما الذي حدث ؟
ـــ أوف! والدة الخاطب هذه أتت وتحمل معها سلسلة كهدية، وأصرت أن
تعلقها برقبتي بنفسها،فنزعت الايشارب ووجدت سلسلة أخرى برقبتي فسحبتها من بين طيات
ملابسي فإذ بها سلسلتي المتدلي منها الصليب
شخص بصر صوفيا وسألتها فزعة:
ــــ وماذا حدث بعد ذلك ؟
ــــ حاولت تلفيق قصة بشأن السلسلة وأنها هدية من أمي
وهي على فراش الموت، لذا فأنا أعتز بالسلسلة
ــــ وهل صدقوا !؟
ــــ عائشة صدقت وبكت، ولكن والدة العريس ظلت ترشقني
بنظرات حادة من فرط تكذيبها
زفرت صوفيا بحنق شديد، ودمدمت سباباً:
ـــ وأنتِ أيتها الغبية، لِمَ لم تتركي السلسلة في الدير
قبل أن تفارقيه ؟؟؟
بكت مانويلا بأسى، وأخذت تهدأ ثورة الراهبة الكبيرة:
ــــ إهدئي أمي
صوفيا، أنتِ تعلمين حقا أنني لا أستطيع أن
أحيا بغير الصليب المتدلي على صدري هذا .أتلوموني على حبي للصليب ؟ أنا لم يخطر
ببالي أن ينزعوا عني إيشاربي ويسحبون سلسلتي من بين طيات ملابسي. ظننت أن لن يراها
أحدٌ أبداً
ــــ مممممممم موقف غير متوقع على الإطلاق ولكن
............
قطع حديثهما رنين أجراس المنزل، فسألتها صوفيا:
ــــ ما هذا الصوت يا مانويلا ؟
ــــ أمر غريب! إنه جرس الباب. قلت لهم أني سأصعد للصلاة،
ولم يعتد أحد أن يصعد خلفي قبل ذلك . عذراً
الأم صوفيا على قطع حديثك . سأغلق الهاتف
لأرى من بالباب
ــــ طمئنيني على الفور بكل جديد ... يبدو أني أسأت الاختيار
وستنكشفين قريباً بسبب وفائك للصليب
ــــ صلي من أجلي الأم صوفيا .
ــــ حفظك الرب مانويلا. أتركك الآن
وضعت مانويلا الهاتف واتجهت مسرعة إلى عباءة الصلاة
ترتديها، فقرعت الأجراس مرات متتالية، فقالت بصوت عال
ــــ قادمة، قادمة... من بالباب؟
ــــ الزهراء
ــــ من !! ما الذي جعلها تصعد خلفي هذه المرأة !! بدأت
أن أخاف حقاً
*********************
انتهت الحلقة
عايزة أقول أن التفاعل مع الروايات على المدونة وصفحة
روايات هبة نور على الفيس بوك سيء للغاية..تفاعلكم هو السبب في الاستمرار، أرجو
التفاعل بالشكل اللائق بأي كاتب يدافع عن دين الله
تحياتي لكم
التقيكم غداً مع رواية زوجتي والمفتاح إن شاء الله ،
ويوم الخميس مع أنا وكيفن وضوء القمر إن شاء الله
لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب عليه الصلاة
والسلام والاستغفار
لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وآله
أستغفر الله وأتوب إليه
حلقة قوية جدا
ردحذفسلمتي و سلم قلمك
متشوقة جداااا الى الحلقة القادمة
ردحذفكاميليا محمد
ردحذفلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
الحلقة رائعة جدا ومانويلا قربت تنكشف والأحداث شيقة جدا زادك الله من فضله وثبتك للدفاع عن الإسلام سلمت يداك 🌹❤️
روايه رائعه الحمد لله علي نعمة الإسلام
ردحذفجزاكي الله خيرا روايه رائعه جدا
ردحذفهي عائشة مش بتشك خالص ف اي حاجة 😂
ردحذفايه دا بجد ، فكرتني بضحى ف خلف هذة الجدران 😂😂
ربنا يستر عليها
ربنا يمن على زينب بالإسلام 🥺
حاسة كدة ممكن احمد يغيرها
سلمت يمينك يا استاذة هوبة 🥰🥰
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه 💞
ردحذفممثلة متقنة تلك المانويلا..
يعني عبدالله يشك فيها وحفصة تشك فيها وام محمد تشك فيها ده حتى العريس كان هيكشفها.. أومال عائشة طيبة بزيادة كدة ليه..
معقول يكونوا الألمان أكثر دهاءاً من المصريين؟؟
ياترى ام العريس طلعت وراها علشان تكشفها ولا لسبب تاني؟؟
جانب بوليسي غامض في الرواية👏🏻
في انتظار المزيد يا جميلة
💞دُمتِ مُبدعة 💞