دجاجة صديقتي والشدة المستنصرية( في دنيا العباد)

 




تنهدت بعمق وأخذت تبث لي شكواها متحسرة

 

قالت إنها ذهبت إلى السوق لتشتري دجاجة لطهيها لأولادها على الغداء، فأصعقها البائع بسعر الدجاج

 

نظرت إلى نقودها، فإذ هي لا تكفي..فعادت إلى البيت مكسورة الخاطر بدون الدجاجة، وأعدت الطعام( قرديحي) كما نقول بعاميتنا المصرية على الطعام بدون اللحوم

 

فقلت لها أخشى أن نصل إلى الشدة المستنصرية...غضنت حاجبيها في دهشة وقالت: وما تلك؟

 

قلت ألم تسمعي عنها؟ قالت: أبداً

 

فقلت لها: الشدة المستنصرية حدثت في مصر في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله

أجدبت الأرض، ونفد الطعام، وحلت المسغبة بالبلاد، فجاع العباد، فاضطروا لأكل لحوم القطط والكلاب..ثم تدهور الأمر حتى أكلوا لحوم بعضهم البعض

حدث أن حمار الوالي قد سرقه ثلاثة من  اللصوص، فذبحوه وأكلوه، فعندما علم الوالي، أرسل رجاله للقبض على اللصوص، فأعدمهم وعلق جثامينهم ليكونوا عبرة. فقام الجوعى بسرقة الجثامين المعلقة وأكلوها

هنا صرخت صديقتي فزعة وقالت: كفي، بالله كفي..لا قدر الله علينا مثل هذه الأيام

         **************************

هبة نور

تعليقات

  1. اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️الحمدلله على جميع ما انعم به ربي علينا❤️أم رفيف

    ردحذف
  2. لا إله إلا الله
    نعوذ بالله من شر مثل هذه الفتن..
    للأسف كل المعطيات تنذر بهذا المصير
    اللهم أجنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن

    ردحذف

إرسال تعليق