الحلقة التاسعة عشر( أنا وكيفن وضوء القمر)
بلغ عبد الله باب المنزل ودق الجرس..امتزجت مشاعر الفرحة
بمشاعر القلق في قلب عائشة..فكم هو عبء ثقيل ألقت به والدتها على قلبها وتخاف أن
تبدي به لزوجها فتزيد من ثقل أعباءه..غلبتها مشاعر الفرحة بقدومه، فتبدى الإشراق
على وجهها وقالت وهي تهرع إلى الباب:
ـــــ هاهو قد أتى بحمد الله
ضحكت أمها وقالت:
ومالي أراكِ فرحة هكذا يا بنت مريم!!!
استدارت بابتسامة خجلى وقالت:
ـــــ يا أمي ألم تعتادي على ابداء فرحتك دائماً بقدوم
أبي ؟
قهقهت الأم وقالت:
ــــ بالطبع.. زوجي حبيبي سالم...اذهبي وافتحي لزوجك
واملأي وجهك تبسماً وفرحاً بقدومه
فتحت الباب، ورحبت بزوجها والفرحة تقفز من عينيها:
ــــ مرحباً
ـــــــ السلام عليكم حبيبتي
ـــــ وعليكم السلام حبيبي. أمي بالداخل تنتظرك، وأبي نام
ــــ ههه دعيه يستريح . سأدخل لأرحب بأمك
ــــ تفضل حبيبي. وأنا سأوقظ ابي لنتناول الغداء سوياً
إن شاء الله
ــــ حسناً حبيبتي
دخل على
والدة زوجته يحيها بوجه طلق يمازحها:
ــــ السلام عليكم. كيف حالك يا أمي الصغيرة
مريم
ضحكت وقالت:
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله. بخير يا ولدي الكبير عبد
الله
ــــ هههه حمداً الله
ـــــ ولكن ما سر ندائك لي بأمي الصغيرة ؟
ــــ ههه تخبرك بذلك عائشة يا أمي الصغيرة
ــــ تعالي يا عائشة واخبريني بأمر زوجك. لما يناديني
بأمي الصغيرة؟
أتت من المطبخ ضاحكة تقول:
ــــــ هأنذا
قادمة لأخبرك يا أمي، وسأعود للمطبخ لإحضار الأطباق...عبد الله حين رآكِ
لأول مرة ظن أنك أختي الكبيرة ولم يحسب أبداً أنكِ أمي
ـــــ ههه حقا يا عبد الله ؟
ـــــ بالفعل هذا ما اعتقدته . تبدين صغيرة جداً حقاً
ضحكت الأم وقالت بمرح:
ـــــ أيقظي أباكِ ليسمع
خرج الدكتور سالم من الحجرة باتجاههم وقال ضاحكاً:
ـــــ هأنذا
قادم، وسمعت خرافات زوج ابنتك
قام إليه عبد الله مرحباً:
ــــ مرحباً عمي سالم. أهكذا تغضب أمي مريم ؟
ردت السيدة مريم تمازحه:
ـــــ خرافات!. أهكذا يا سالم! . حسناً، قل ما شئت، فأنا
صغيرة وأحترم الكبار
ـــــ لا تتركين ثأرك أبداً زوجتي الحبيبة هاها. حفظك
الله يا مريم وبارك في عمرك
ـــــ وحفظك الله لي يا زوجي الغالي، يا أبا عائشة
أعجب عبد الله بحديثهما الودود وقال مبتهجاً:
ـــــ أسعد الله قلبيكما. دعواتكما لي ولعائشة بالسعادة أيضاً
دعت الوالدة:
ـــــ اسعدكما الله يا ولدي آمين
أتاه نداء عائشة من المطبخ:
ـــــ عبد الله
ــــ قادم يا عائشة.. . أستأذنكما
ـــــ تفضل يا ولدي
دلف إلى
المطبخ يسألها عن بغيتها:
ـــــ السلام عليكم حبيبتي، ما الأمر ؟
ترددت في إخباره بأمر والدته..فأرجأت الأمر قائلة:
ـــــ عليكم
السلام حبيبي ..... ناديتك لتذهب لغرفتك لاستبدال ملابسك حتى نتناول الغداء
ــــ هاتي الأطباق التي في يدك أضعها على المائدة،
وسأذهب لاستبدال ملابسي، ثم آتي لمساعدتك
في ترتيبها
ــــ لا ترهق نفسك حبيبي . سأفعل أنا
ــــ لا، لا، قلت لكِ انتظري.
هم أن يستدير فلمحها حافية القدمين، فتربد وجهه وصاح بها
مشيراً إلى قدميها:
ــــــــ . ماهذا!! ماهذا يا عائشة! تقفين على
الأرض حافية القدمين في هذا البرد!
ـــــ ههه حبيبي، أسرعت إلى المطبخ متعجلة ولم أرتدي نعلي
ــــ حبيبتي بالله لا تعذبيني والبسي نعلك
ــــ حبيبي أنا من أقف على الأرضية الباردة، وليس أنت هاها
ـــــ والله كأنني أنا من أقف عليها وأشعر بالسقيع يعذب قدماي
ــــ يا حبيبي! أكل هذا الحنو في قلبك!
ــــ البسي نعليكِ. لا
تعذبيني أكثر من ذلك
ـــ ههه حسناً، لا تغضب. سألبس نعلي ....
لا حرمني الله حنان قلبك
****************************************************
بعد تناول الغداء..جلست السيدة مريم على مقربة من
عبدالله لتفرغ ما في جعبتها، فقالت وفي عينيها شفقة تتدفق:
ـــــ عبدالله يا ولدي
.... .أمك زارتني بالأمس
اتسعت حدقتاه تلهفاً وقال:
ـــــ أمي!!
أومأت برأسها وقالت بحنو:
ــــ أجل يا ولدي.... كانت تبكيك بحرقة والله ... كم أشفقت
عليها. ملتاعة جداً لفراقك وما جفت دموعها حتى الآن
أخذت الرعدة جسده وانهمرت العبرات من عينيه وهو يردد:
ــــ أمي. أمي... والله ما نسيتها لحظة. مشتاق إليها جداً،
جداً
ــــ لا حول ولا قوة الا بالله. ولدي جفف دموعك ... أأسف
جدا لإيلامك بهذا الخبر
أمسك بيد السيدة مريم وسألها بتلهف واضطراب:
ــــ كيف حالها؟؟ اقصد هل هي بخير ؟ ماذا قالت ؟؟؟
ــــ اهدأ يا ولدي بالله. أنا فقط أحببت أن أخبرك لأنني أحسست
وكأنها أمانة في عنقي، ولم استطع حملها وحدي...
والله قد مزقت دموعها قلبي.. ولكن أعلم أن الأمر ليس
بيدك، وظهورك فيه خطورة على حياتك وحياة عائشة
أطرق هنيهة، ثم قال وهو يمسح دموعه بيده، بنبرة اجتاحتها
الرعدة:
ــــ لِمَ أتت
لزيارتك ! أنا متعجب جداً
طفرت عبرة من عين السيدة مريم وقالت بصوت مرتعش:
ــــ أتت لتضم عائشة لصدرها لأنك تحبها ، فهي تحاول التقرب لأي شيء أحببته في
حياتك لتشتم فيه رائحتك.
رشقت تلك الكلمات كالخنجر في صدره، فصاح معذباً يتمزق
ودموع جراحه تسيل من عينيه:
ـــــ يا إلهي!! . كم عذبتني هذه الكلمات!! أمي، أمي
ربتت على كتفه وقالت بحنو:
ــــ اهدأ يا ولدي، اهدأ
قام عن مقعده وقال:
ـــــ استأذنك في الإنصراف لغرفتي
ـــــ تفضل يا ولدي
****************************************************
عادت السيدة مريم إلى زوجها وابنتها بقلب كسير، فسألها:
ــــ اين كنتِ كل هذا
الوقت يا مريم ؟
ــــ....كنت أخبر عبد الله بزيارة أمه، فتكدر صفوه وبكى حنينا إليها
ابتئس الدكتور سالم ولامها:
ــــ ولِمَ يا مريم . لا حول ولا قوة الا بالله! لِمَ
تخبريه وتكدري صفوه ؟ أين هو ؟
ــــ ذهب إلى غرفته
نظر الدكتور سالم إلى عائشة وقال:
ــــ اذهبِ لزوجك يا عائشة، واخبريه أن يشاركنا الجلسة،
فنحن بانتظاره
ـــــ سأفعل يا أبي
*******************************************
دلفت عائشة إلى الغرفة، فهالها بكاءه، فهرعت إليه تمسح
على رأسه وتقول وقلبها يتمزق لأجله:
ــــــ عبد الله حبيبي
ـــــ من فضلك يا عائشة اتركيني وحدي قليلاً
ــــ حبيبي سأتركك.. ولكن بالله هون على نفسك. أعلم أن
حنينك إلى أمك جارف ولكن هذا قدرٌ أن تتركها
ــــ عائشة من فضلك أريد أن أبق وحدي قليلاً.. وسأتبعك
إن شاء الله
ـــــ حسنا حبيبي ... كما تريد ... ولكن لن تحلو الجلسة
بغير وجودك
ـــــ إن شاء الله
غادرت عائشة الغرفة وأغلقت الباب، فهتف باسم أمه
متحسراً:
ــــ أمي.. أمي.. كم يقتلني الشوق إليكِ ولكن ليس بيدي..
ليس بيدي... أمي
****************************************************
بعد قرابة الثلاث أسابيع، استدعى القس دانيال الراهبة ما
نويلا، فامتثلت لأوامره:
ـــــ منويلا
ـــــ سمعا وطاعة، آبانا دانيال
ــــ اخبريني كيف الحال
أومأت برأسها وقالت وعلى محياها بسمة واثقة:
ــــــ لا تقلق.. كل الأمور على ما يرام يا آبانا
ــــ باقي من الزمن أسبوع وتنطلقي إلى دوسلدورف لتنفيذ
مهمتك المقدسة
ــــ وأنا في خدمة دين يسوع يا آبانا ولن نترك ثأرنا ...
أمي صوفيا شديدة الغضب من ابن اختها وتريد
الفتك به وبمن أفسدته علينا
قهقه وقال وهو يعبث بلحيته:
ـــــ قريباً.. قريباً سأتصل بها وأهدئ من روعها وأبشرها
إني سأُركع زوجة كيفن تحت قدميها المقدسة، وتذبحها بيديها امام عيني كيفن .... وحق يسوع لأمكننها يوما من رأسيهما.
أحنت رأسها تحية له وقالت:
ــــ باركك الرب يا آبانا، وجعلك في خدمة الصليب دائماً
ــــ انصرفي الآن يا مانويلا
ــــ سأنصرف.. فقد حان ميعاد صلاتي للرب
ـــــ باركك الرب أيتها الراهبة الصالحة
****************************************************
هاتف عبد الله عائشة ليخبرها عن مفاجأة أعدها لها:
ـــــ حبيبتي عائشة..عندي لكِ مفاجأة سأحضرها معي إن شاء
الله
ــــ مفاجأة! وماهي ؟
ـــــ وكيف ستصبح مفاجأة إذن! هاها
ــــ حقا كيف ستصبح مفاجأة هاها!! سأنتظرك أنت ومفاجأتك
يا حبيبي على أحر من الجمر
ـــــــ إن شاء الله حبيبتي
وضعت الهاتف جانباً وهي تسأل نفسها والفضول يعتركها:
ـــــ يا تُرى ما هي المفاجأة ؟
****************************************************
قرع الأجراس فهرعت إلى الباب تفتح وشوق عينيها إليه
يسبقها:
ـــــ مرحباً حبيبي، مرحباً
ــــــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حبيبتي
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أين هي ؟
غضن حاجبيه وتصنع الاندهاش ممازحاً:
ــــ أين هي! عن أي شيء تتحدثين لا أفهم!
وضعت يديها على جنبي خاصرتها ورفعت حاجبيها، مغمضة إحدى
عينيها وقالت بمكر:
ـــــ ممم حبيبي لا تتلاعب بالألفاظ وتدعي أنك لا تفهم
مقصدي .. أين هي المفاجأة ؟
قهقه وقال:
ـــــ عندما أذهب لأستبدل ملابسي، وأتناول غدائي، وأستريح
ساعتين، أو ربما أكثر.. حينها أخبرك بالمفاجأة
مازحته قائلة:
ــــ ممم ما رأيك لن أدخلك إلى غرفتك وسأحتجزك هنا في
ردهة المنزل هاها أخبرني وإلا ........
ـــــ لا، لا، لا داع للتهديدات حبيبتي ههه . ممم أحدثك عن
المفاجأة قبل أن أجلبها من الخارج لتعليقها
ـــــ تعليقها!!...
وما هذه المفاجأة المعلقة!
ـــــ هههه ممممممممم أغمضي عينيكِ ولا تفتحيهما قبل أن
أخبرك
ــــــ حسنا
حبيبي. ها هما عيناي قد اغمضتهما
ـــــ ههه حذاري أن تفتحي عينيكِ
ـــــ ههه لن افتحمهما قبل أن تخبرني
عاد عبد الله إلى الخارج، وبقت مغمضة العينين للحظات لا
تسمع حس ولا حسيس..فنادت:
ـــــ عبد الله....عبد الله . ماهذا! أين ذهب هذا الرجل
ممممممم وعدته ألا أفتح عينيّ ممممممم عبد
الله
عاد يقول ضاحكاً:
ـــــ استمري في غلق عينيكِ بالله عليكِ
ــــ حبيبي، أريد أن أفتح عيني
ــــ انتظري قليلاً، قليلاً وسآتي لأصطحبك إلى الشرفة وأنتِ مغمضة العينين مممممم
انتظري
ذهب فأخذت تحدث نفسها تعجباً:
ــــ ماهذا! شرفة! ومفاجأة معلقة! ماذا أحضر هذا الرجل هاها
بعد قليل عاد إليها يقول ضاحكاً:
ـــــــ حبيبتي، جئتك لأصطحبك إلى الشرفة..هاتي يدك واستمري
في إغماض عينيكِ
أمسك بيدها يقودها للشرفة، فضحكت وقالت:
ـــــ أشعر أنك ستصطحبني إلى الشرفة مغمضة العينين
لتلقني من أعلى
أنفجر ضاحكاً وقال:
ــــــ ألقي حبيبتي صاحبة الضوء! لا،لا، لست شريراً إلى هذا الحد ههه تعالي، تعالي
ـــــ مممم شوقتني أكثر
ــــــ ها قد
وصلنا. هيا لأجلسك هنا. لا تفتحي عينيكِ
ـــــ ما هذا! أين أجلستني ؟
ــــ افتحي عينيكي حبيبتي
نظرت فإذ هي تجلس على أرجوحة جميلة، فشهقت فرحاً وقالت:
ـــــ أرجوحة! حبيبي أنت، حبيبي ..مفاجأة لم أتوقعها عبد
الله ههه.
ـــــ أحسست أنكِ كنتِ مرتبطة جداً بالأرجوحة في بيت
جدتك. وأنها كانت وسيلة لإمتاعك، لذا قررت أن أحضر لكِ أرجوحة لأسعدك بها
ــــ ههه سلمت لي حبيبي سلمت .... ولكن حقا لم أحسب أنك
ألقيت بالا لحديثي عن الأرجوحة ... ظننت أنه مر على مسامعك ولم تنتبه لهذه الدرجة
ـــــ كل أحاديثك تحفر في ذاكرتي حبيبتي. بل وكل ما تصبو
إليه نفسك يشغلني، ويجعلني لا أنام حتى أضعه بين يديكِ
ـــــ حبيبي!. أنا اُحبك يا عبد الله.. أحبك . أنت أروع
زوج في هذا العالم
ـــــ ههه دعيني
أؤرجحك كما كنتِ تتأرجحين في
طفولتك، هيا، أغمضي عينيكِ واسرحي بعيداً، كما كنتِ تحبين أن تفعلي في طفولتك
امتزج الحب والامتنان في عينيها وقالت:
ــــ حبيبي ...لا أدري كيف أشكرك ... والله إنها مفاجأة
جميلة، حملتني بها إلى أيام جميلة حينما كنت طفلة
قال وهو يهدهدها بالأرجوحة:
ــــ ما زلتِ طفلة حبيبتي وأرغب في هدهدتك ومداعبتك يا
طفلتي الجميلة
ــــ حبيبي... يااااه!! أحسستني بأروع الأحاسيس بين يديك يا كل حياتي
ــــ أنتِ من فجرتِ ينابيع أحاسيسي تحت قدميكِ .. اصمتي
واسرحي ودعيني أؤرجحك في هدوء
ــــ ههه لا أستطيع
الصمت وأحرم نفسي من متعة الحديث إلى حبيبي . أتعلم يا عبد الله ! أنا
كنت أغني لأرجوحتي حين أتأرجح عليها
ـــــ هاها اسمعيني غناءك للأرجوحة حبيبتي
ــــ سأسمعك حبيبي
ــــ أرجوحتي، أرجحيني، أرجحيني
ــــ عند أعشاش الطيور واتركيني
ـــــ بين أغصان الخمائل أطلقيني
ــــ ولشدو العصفور أسمعيني، أسمعيني
ـــــ أرجوحتي أرجحيني، أرجحيني
ــــ بأريج الزهر أمتعيني، أمتعيني
ــــ ولنجم السماء أوصليني، أوصليني
ــــ أرجوحتي أرجحيني، أرجحيني
أثنى على غنائها مبتهجاً:
ــــ جميلة حبيبتي.. أشعر أنك تصنعين عالم خاص بكِ على
الأرجوحة..الأطيار والأزهار، ونجم السماء وشدو العصفور
ــــ أجل حبيبي هاها . فعندما تكون الأرجوحة إلى أسفل
أشتم عبير الزهر، وعندما تأخذني عالياً فهي تأخذني إلى نجم السماء وأغصان الخمائل
وأعشاش الطير
ــــ ههه مستمتعة على الأرجوحة ؟
ــــ جداً، وسأستمتع أكثر حين تجلس إلى جواري تتأرجح
ــــ هاها أنا أتأرجح !
ــــ أجل, هيا إجلس حبيبي
ــــ ههههه هأنذا
جلست إلى جوارك
قالت تمازحه وهما يتأرجحان:
ــــ مممممم ما رأيك نتأرجح طوال اليوم ولا نأكل ولا
نشرب يا حبيبي ؟
ــــ قومي حبيبتي،
قومي. هيا لإحضار الطعام. أسدك جائع جداً هههه
ـــــ هههه يا أمي!! . أقوم قبل أن تأكلني أيها الأسد
الجائع هاها
ــــ هاها سأذهب الآن أستبدل ملابسي ثم أتبعك إلى المطبخ
لنعد المائدة سويا
رجته بود:
ــــ حبيبي. يكفي بالله عليك تعبك وعناءك في العمل
ــــ لا،لا، لست متعب الحمدلله. أحب دائماً مشاركتك في
كل شيء. أحب دائماً أن نكون مختلفين عن أي زوجين ونكون كياناً واحداً حبيبتي
ـــــ يا حبيبي! حفظك الله لي ولا حرمني رقة قلبك وحنوك
الجارف اللهم آمين
ـــــ بارك الله فيكِ حبيبتي . سأتبعك بعد قليل إن شاء
الله
****************************************************
على المائدة نظر عبد الله إلى الطبق أمامه وسألها:
ــــ لمن هذا الطبق حبيبتي ؟
ــــ لك حبيبي
ــــ لا، سآكل من طبقك. لا أحب أن تفرقنا الأطباق
ضحكت عائشة وأزاحت الطبق من أمامه قائلة:
ـــــ اذهب أيها الطبق إلى المطبخ، فنحن لا نحتاجك هنا ...
مُره يذهب يا حبيبي
ضحك وشاركها المزاح:
ــــ لا يسمع الكلام. طبق عاص هاها. دعك منه الآن. افتحي
فمك لأضع قطعة اللحم الكبيرة جداً هذه هاها
ـــــ لا يسعها فمي حبيبي. فإنه صغير جداً كما ترى هاها إقضم
منها قضمة وانا اقضم منها قضمة، حتى لا تفرقنا قطعة اللحم
قهقه وقال:
ـــــ تسرقين أفكاري
دائما ولا تبتكرين هاها. حقا كنت أنوي
ذلك. أن نتشارك حتى في قطع اللحم
ـــــ مممممم رومانسي حتى على مائدة الطعام حبيبي هاها
قطع حديثهما جرس هاتف عبد الله، فقال متأففاً:
ـــــ أوه! ومن هذا الذي أراد ان يخرجنا من عالمنا
الرومانسي هاها
قام إلى هاتفه ينظر من المتصل، فقال:
ــــ ممم إنه
محمد صديقي
ـــــ سأقوم أنا، فقد شبعت، وسأجمع الأطباق
ــــ انتظري حتى أفرغ من المكالمة لأجمعها معك... السلام
عليكم محمد
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله. كيف حالك عبد الله؟
ـــــ بخير حال، الحمدلله . كيف حالك أنت يا محمد؟
ــــ بخير الحمدلله. لا تنس زفافي وحفصة يوم الخميس القادم إن شاء الله
ــــ هاها مبارك يا محمد. خبر سار جداً. مممم ألا تسترد سيارتك التي تركتها لأجلي ؟
ــــ غداً إن شاء الله أستردها، وأصطحبك إلى معرض سيارات
والدي لتأخذ أفضل منها
شعر عبد الله بالحرج أمام كرم عبد الله، فقال:
ــــ مُحمد، بالله لا تحرجني أكثر من ذلك بكرم أخلاقك
ــــ يا أخي، أنا أعلم كم كنت مرفهاً في حياتك ولم تعتد
على سيارات الأجرة، وطالما في استطاعتي مساعدتك فلِمَ أتأخر ! قلت لك
سأعطيها لك بالتقسيط وادفع حين تستطيع، ولن ألزمك بشيء
ــــ اشكرك جداً يا محمد
ــــ ولكن اخبرني، ألا تترك زوجتك تعمل في إحدى المستشفيات؟
تربد وجه عبد الله وقال بحسم:
ــــ لا،لا
ــــ لِمَ ؟
ازدرد ريقه باضطراب وقال:
ــــ أخاف عليها، أخاف. أشعر أني لو تركتها لأصابها
مكروه. لا، لا،لا. وحمداً لله أنها لم تطلب ذلك
ــــ أنت تبالغ في خوفك على زوجتك.
ــــ لا يا مُحمد. أنا مُحق في خوفي. لن اتركها تذهب إلى
أي مكان وحدها أبداً
ــــ حفظها الله لك، وحفظك لها يا عبد الله اللهم آمين
استطرد محمد:
ــــ أخبرني كيف يسير العمل ؟
ــــ على ما يرام الحمدلله. دونت كل المعاملات الجديدة على
الكمبيوتر، وسأطلعك عليها عندما تأتي للمكتب
قهقه محمد وقال:
ــــ لا،لا، لا وقت عندي الآن لمعاملاتك وأرقامك فأنا
أستعد لزواجي
ــــ هاها يسر الله لك كل أمر عسير إن شاء الله
ــــ آمين. لا تنس أن تخبر زوجتك بموعد الزفاف ....
مممممم نسيت هاها فهي أصبحت صديقة حفصة
وستخبرها وتدعوها بنفسها
ــــ هاها زوجتي ستعد لكما الطعام، كما أعدته زوجتك لنا
ـــــ بارك الله فيها وجزاها عنا خيراً. في انتظار ما لذ وطاب هاها
ـــــ هاها إن شاء الله. مالذ وطاب من المطبخ المصري . أستودعك
الله. السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله يا عبد الله
ــــ وضع
عبد الله الهاتف جانباً، ونادى عائشة:
ــــ عائش، اين أنتِ حبيبتي ؟
ــــ هنا في المطبخ حبيبي أغسل الأطباق
هرع إلى المطبخ ودخل عليها معاتباً:
ــــ أهكذا! أنا غاضب منكِ جداً
ــــ لِمَ حبيبي ؟
ــــ لأني أخبرتك أن تنتظري لنتعاون سوياً
ــــ والله لم أرد إرهاقك ههه أعتذر، سنتعاون على غسل أطباق العشاء، اتفقنا ؟
ــــ ههه اتفقنا حبيبتي. لا تنسي يوم الخميس زفاف حفصة ومحمد
تهللت عائشة:
ــــ مبارك، مبارك. كم أحببت حفصة وكم أود مشاركتها الفرحة ..أتعلم يا عبد
الله ! عندما أتت لزيارتي ولا تحمل هدية قلت
في نفسي كيف لهذه أن تأتي لزيارة عروس ولا تحضر هدية!
انفجر ضاحكاً وقال:
ـــــــ كل النساء يحببن الهدايا
ــــ ههه حبيبي لا تخطئ فهم مقصدي. أنا أتكلم عن اللياقة وفن المعاملات،
ولا أبالي بالهدايا مطلقاً
ضحك وهو يومئ برأسه وتندر عليها:
ــــ واضح، واضح، واضح جداً حبيبتي هاها ولكنكِ أخبرتيني
أن الفستان الجميل وقنينة العطر هي من
تركتهم في خزانة ملابسك
ــــ لهذا السبب أحببتها جداً هاها
انفجر ضاحكاً وقال:
ـــــ اضحك الله سنك حبيبتي.
أردف قائلاً:
ــــ أترك لكِ حرية الاختيار في هدية مناسبة للعروس
ـــــ ممم سأفكر حبيبي وأخبرك
ــــ ولكن سريعا حبيبتي، فقد اقترب موعد زفافهما
ــــ إن شاء الله حبيبي... هأنذا فرغت من غسل الأطباق. اذهب انت واجلس امام
التلفاز حتى احضر لك الفاكهة
ــــ حبيبتي آذان المغرب قد اقترب. سأذهب للصلاة في
المسجد وأصلي العشاء أيضاً، وآتيكِ بعد العشاء لنتناول الفاكهة والمشروبات أيضاً
سوياً. لا تؤخري الصلاة، أسمعتِ ؟
ــــ هاها لا تخش شيئاً حبيبي. زوجتك ملتزمة بالصلاة على
موعدها منذ نعومة أظفارها
تبسم ورفع ناظريه إلى السماء حامداً:
ــــ الحمدلله على نعمة الزوجة الصالحة. اللهم لك الحمد
والشكر
ــــ الحمدلله حبيبي يا نعم الزوج الصالح
**************************************
انتقل والد عائشة ووالدتها إلى المنزل الجديد.. فأخذت
والدتها تتجول بين غرفه وأروقته، فسألها الوالد:
ـــــ ما رأيك في المنزل الجديد يا مريوم ؟
ـــــ جميل جداً. أكبر من المنزل الآخر وأجمل بكثير
ــــ الحمدلله حبيبتي
التفتت إليه بوجه يشع سعادة:
ــــ الآن نستطيع أن نستقبل عائشة حبيبتي وزوجها عبد
الله دون خوف.
عبس وجهه وقال:
ــــ من قال ذلك ؟ من الأفضل أن نزورهما نحن. عبد الله
لا يمكنه أن يأتي إلى ميونخ حتى لا تحدث كوارث نحن في غنى عنها
زفرت غاضبة وقالت:
ـــــ أنا لا أعرف لِمَ كل هذا الاضطهاد لعبد الله! لِمَ!
ـــــ لسوء حظه أن عائلته مرتبطة بالكنيسة ارتباطا وثيقاً،
وغير مسموح له بتغيير دينه وإلا يقتل
شجنت وطفرت عبراتها وقالت:
ـــــ لا حول ولا قوة الا بالله... كتب عليّ فراق ابنتي والحرمان
منها ونحن في بلدٍ واحد
ــــ يا مريم، احمدي الله أن حالك أفضل من والدة عبد
الله التي اعتقدت أنه مات، وتجرعت ألم فراقه
بينما هو على قيد الحياة
ـــــ والله اُشفق عليها يا سالم ... صورتها وهي تبكي لا
تفارقني.. ولكن ما عساي أن أفعل!.. . لقد
حزنت كثيراً عندما علمت أننا
سننتقل إلى منزلٍ آخر
ــــ نسأل الله لها الخير والهداية.. . ربما ماحدث
لولدها واعتقادها موته يغير ما بداخل قلبها ويهديها للحق
ــــ اللهم آمين يا سالم
****************************************************
أتت ليلة زواج حفصة ومحمد السعيدة..هنئت عائشة العروس في
منزلها وقبلتها قائلة:
ــــ مبارك يا حفصة
ـــ بارك الله فيكِ يا عائشة. أنا سعيدة جداً بوجودك معي
هذه الليلة:
تبسمت عائشة وقالت بمرح:
ــــ وستكونين أسعد عندما تتذوقين ما أعددت
ــــ ممم ماذا أعددتِ لنا؟ا
ــــ ههه أعددت لكِ دجاجا على طريقة أمي، وأعددت أرزاً
على طريقتي الخاصة، ومعهما طبق من الخضار الشهي على طريقة جدتي.
ضحكت حفصة وقالت:
ـــــ هكذا اتحدتِ أنتِ وأمك وجدتك عليّ في ليلة عرسي يا
عائشة
ـــــ هاها اتحاداً بنكهة مصرية رائعة المذاق . سيعجبك
الطعام إن شاء الله . أتركك الآن ليدخل زوجك. بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع
بينكما على خير
ــــ آمين حبيبتي آمين. أشكرك عائشة
همت بالمغادرة، فتذكرت أمراً قد نسته:
ــــ يا الله!. كنت سأنسى الهدية .. تفضلي هديتي لكِ
ــــ هاها اشكرك ..ماذا احضرتي هاها؟
قالت وهي تضع العلبة الكبيرة على المنضدة وتفتحها:
ــــ فكرت طويلاً ماذا أحضر لكِ، حتى هداني تفكيري لأحضر
لكِ هذا الشمعدان ومعه هذه الشموع الأنيقة
شهقت حفصة فرحاً وهي تنظر إلى الهدية الأنيقة:
ــــ رائع! أحب
الرومانسية والأفكار الرومانسية
غمزت عائشة بعينها وقالت تداعبها:
ــــ تذكريني في
أوقات الرومانسية يا حفصة هاها أستودعك
الله حبيبتي، ومبارك الزواج
ـــــ بارك الله فيكِ عائشة الحبيبة . اسعدتيني والله .
في حفظ الله ورعايته
****************************************************
أتى دور
عبد الله ليهنئ صديقه ومنقذه محمد بعناق ودود في الساحة الرحبة أمام المنزل:
ــــ مبارك يا محمد يا أخي الحبيب
ــــ بارك الله فيك يا صديقي وأخي الغالي عبد الله.... .
هل سلمت على أمي ؟
ــــ أمك ؟ وأين هي ؟
ــــ هذه المرأة التي تقف إلى جوار الحائط
نظر عبد الله ليرى ما أثار دهشته:
ــــ ماذا !!...تقصد
هذه المرأة التي ترتدي خماراً أبيض؟
ــــ أجل هي امي
ــــ ولكنك قلت
لي سابقاً أن أمك لم تُسلم
ــــ كان هذا قديماً هاها.. أمي أسلمت بفضل الله، وأخي
الأصغر، وأختي أيضاً وزوجها
ــــ ماشاء الله، ماشاء الله . خبر رائع ... كيف اقنعتها
؟؟؟
ــــ اقنعتها بحوار العقل، وحوار الروح، وحوار القلب حتى
لانت واستجابت، واستجاب كل أهلي، وفي طريقي لإقناع أبي إن شاء الله
تذكر عبد الله أمه وعنادها أمام دين الحق، فأطرق مبتئساً
وقال:
ــــ... كم كنت أتمنى لو آمنت أمي بالله الواحد وأسلمت .
الحمدلله .
قرأ محمد على أسماعه هذه الآية ليخفف ما بقلبه من عناء:
بسم الله الرحمن الرحيم
(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
هز عبد الله رأسه وتنهد..لمح عائشة تخرج من باب المنزل
فقال:
ــــ زوجتي خرجت من عند زوجتك يا محمد ، سآخذها
ونهنئ والدتك بإسلامها
ـــــ تفضل يا عبد الله. أما أنا فسأذهب لعروسي بعد أن
أقبل يد أمي
تبسم عبد الله ودعا له:
ـــــ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
اتجه إلى عائشة وقال:
ــــ تعالي يا عائشة لنهنئ والدة محمد بإسلامها
ــــ حقا اسلمت ؟ ماشاء الله, رائع هاها
***************************************************
سبقهما محمد إلى أمه باسماً:
ـــ أمي
ـــ ولدي حبيبي هاها. لِمَ لم تذهب لعروسك يا مُحمد ؟
ـــ ليس قبل أن اُقبل يدك يا أمي
أمسك يدها وقبلها فدعت له:
ــــ بارك الله فيك يا ولدي
ــــ أحتاج لدعائك الصالح يا أمي
ــــ أدعو لك دائماً في سجودي أن يوفقك الله لطاعته،
ويوفقك في سائر شؤونك يا ولدي
ــــ جزاكِ الله خيرا يا أمي... صديقي عبد الله وزوجته
يودان تهنئتك بالإسلام
ــــ مرحباً بهما
ــــ تعال يا
عبد الله انت وزوجتك الكريمة. سأترككما مع والدتي . استأذنك يا أمي
ــــ تفضل يا ولدي. مرحبا بعبد الله وزوجته . اقترب يا
ولدي لِمَ تقف بعيدا وزوجتك!!
تقدم عبد الله وحياها باسماً بتحية الإسلام:
ــــ السلام عليكم ورحمة الله
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ولدي ...
حدثني مُحمد كثيراً عنك. وأعلم أنك تركت أهلك لتفر بنور إسلامك بعيداً عن ظلام
الكفر والشرك بالله
ــــ الحمدلله ... دعواتك يا أمي الصالحة
ــــ كفاك الله السوء وأهله يا ولدي وحفظك وحفظ زوجتك
الخجولة التي تقف بعيدا ولاتتحدث هذه هاها
ضحكت عائشة بخجل واقتربت تقول:
ـــــ لا والله . فقط تركتك تفرغين من حديثك مع عبد الله
. كيف حالك يا أمي؟
ــــ بارك الله فيكِ يا ابنتي.. بخير حال بعد إسلامي
بفضل الله . كأنني قضيت عمري في هوة سحيقة بها الظلمة والوحشة ولم أخرج منها ولم
أجد النور حولي إلا بإسلامي.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول
الله
طفرت دمعة من عين عائشة تأثراً بإيمان السيدة الراسخ
وقالت:
ــــ أدمعتِ عيني يا أمي.. . الحمدلله أن هداكِ للإسلام ...
من فضلك اعتبريني مثل ابنتك، وإن أردتِ السؤال عن أي شيء في الإسلام فأنا تحت أمرك
ربتت على ظهرها باسمة وقالت:
ـــــ حفظك الله يا بنيتي ، الحمدلله على نعمة الإسلام .
ما اسمك يا حبيبتي ؟
ــــ اسمي عائشة يا أمي
ــــ ماشاء الله. إسم جميل. إسم الطاهرة المطهرة
المبرأة من فوق سبع سماوات أمنا الحبيبة
عائشة رضي الله عنها وأخزى أعدائها وشل كل لسان ينال منها بأذى
ــــ اللهم آمين آمين آمين . الحمدلله على إسلامك .
أهنئك يا أمي . ولكن بما تسميتي بعد إسلامك؟
ــــ اسمي الآن الزهراء
ــــ ماشاء الله . ما أجمله من إسم يا أمي ..إسمحي لي أن أقبلك قبل أن أغادر
أقبلت عليها والدة محمد تعانقها، وقالت قبل أن تطبع قبلة
على وجنتها
ـــ أنا من تريد ذلك يا بنيتي الحبيبة
ــــ أشكرك يا أمي
أستأذنها عبد الله بلطف:
ــــ نستأذنك في الإنصراف يا أمي . هيا يا عائشة السلام
عليكم
ــــ السلام عليكم يا أمي
ــــ وعليكم السلام يا حبيباي . في حفظ الله ورعايته
****************************************************
حان الوقت لنتفيذ مخطط دانيال وصوفيا القذر للانتقام من
عبد الله وزوجته..استدعى دانيال الراهبة مانويلا:
ــــ سمعا وطاعة آبانا دانيال
ــــ هل أعددتِ نفسك للسفر إلى دوسلدورف ؟
ـــ بالطبع.. أنا مستعدة
ــــ وهذه تذكرة طيارتك. ستقلع غداً مساءا
أخذت تذكرة الطائرة .. أشارت إلى صدرها بعلامة الثالوث
مغمضة العينين في خشوع، ثم نظرت إليه برجاء وقالت:
ــــ صلي من أجلي يا آبانا. صلي من أجل أن أتوفق في
مهمتي المخلصة هذه
ــــ سأصلي من اجلك أيتها الراهبة الصالحة
ــــ استأذنك في مهاتفة الأم صوفيا لأخبرها إني سأنطلق
إلى دوسلدورف غداً
ـــ تفضلي، باركك الرب
****************************************************
ردت صوفيا على هاتفها متلهفة:
ــــ مرحبا مانويلا. أخبريني متى ستسافرين ؟
ــــ غداً مساءاً سأتوجه بالطائرة إلى دوسلدورف
حذرته بصوت مرجف:
ــــ حذاري، حذاري
أن تقعي في خطأ، حذاري أن تدمري تخطيطنا
ــــ لا تقلقي أمي صوفيا . تدربت جيداً.. . فقط أحتاج
صلاتك من أجلي يا حبيبة القديسين
تبدت ابتسامة كبر على محياها وقالت وقد رفعت رأسها
عالياً:
ــــ أجل أنا حبيبة القديسين، ودائماً هم معي في نومي
ويقظتي.
سألتها مانويلا بإعجاب:
ــــ حقا الأم صوفيا
؟ هل ترين كل القديسين ويظهرون لكِ نهاراً في اليقظة؟
ــــ بالطبع . كلما صفا القلب، كلما اتصل بالقديسين في
الأمجاد السماوية وسبحت الروح معهم
ــــ أوه!. أريد أن أكون مثلك
ــــ صفي قلبك مثل قلبي وسترينهم حتماً... أحذرك، أحذرك
من الوقوع في الخطأ حتى لا تنكشفي
ــــ لا تخافي الأم صوفيا الصالحة رئيسة الدير المبارك من الرب . وحق
يسوع سيحدث ما تريدين
ـــــ راقبي كل الهمسات.. وهاتفيني يومياً ثلاث مرات
ــــ بالطبع سيحدث. فاهدأي بالاً وثقي في مانويلا
ــــ باركك الرب مانويلا
****************************************************
أخذ عبد الله يبحث عن ماكينة حلاقته، فلم يجدها في
موضعها، فنادى عائشة:
ـــــ عائش حبيبتي
ــــ ما الأمر حبيبي ؟
ــــ أين ذهبت ما كينة الحلاقة . قد وضعتها هنا ولا
اجدها
ضحكت وسألت بمكر:
ــــ ماكينة الحلاقة ! لِمَ تريدها حبيبي ؟
ــــ لحلق ذقني بالطبع . يا له من سؤالٍ عجيب هاها
ــــ لن اعطيها لك،
فقد خبأتها
غضن حاجبيه وسألها مندهشا:
ــــ لِمَ حبيبتي ؟
ــــ لأنك لن تحلق ذقنك، وستطلق لحيتك تأسياً بالمصطفى
عليه الصلاة والسلام
ــــ عليه الصلاة والسلام. أنتِ مُحقة حبيبتي. سأطلق
لحيتي إن شاء الله
ــــ هاها هكذا أنت حبيبي
ــــ هاها ألا أكون حبيبك دون لحية؟
ــــ هاها تكون حبيبي أكثر عندما يزدان وجهك باللحية يا
عبد الله
ــــــ بارك الله فيكِ زوجتي الحبيبة. مممممم أعطني
هاتفي لأضع فيه شريحة جديدة
ــــ شريحة
جديدة ! أستغير رقم هاتفك ؟
ــــ لا . اشتريت شريحة
جديدة لأهاتف أمي وأسمع صوتها الذي قتلني الشوق لأجل سماعه . سأسمع
صوتها وأغلق الهاتف دون أن أتحدث إليها
سددت عائشة إليه نظرة شفيقة وقالت وهي تربت على ظهره:
ــــ حبيبي هل اشتقت اليها لهذه الدرجة ؟
ــــ هاها ألا تشتاقين لأمك حبيبتي ؟
ـــ أجل وربي أشتاق وأحن إليها دائماً
ــــ فلِمَ تتعجبين من شوقي لأمي إذن!
ـــــ وأبيك ؟
ــــ وأبي أيضاً أشتاق إليه كثيراً... ولكن أشعر أن أمي
قلبها انفطر لفراقي لذا فأشفق عليها أكثر
ــــ الأب أيضاً يشتاق لولده يا حبيبي، ولكن ربما كتم
مشاعره داخله
ــــ أعلم ذلك والله . إن شاء الله أهاتفه لاسمع صوته أيضا
ولكن من شريحة أخرى هاها
****************************************************
ضغط أزارار رقم هاتف والدته بيد مرتعشة وقد تعالت خفقات
قلبه شوقاً...انبعث صوت الجرس فانتبهت كل حواسه تلهفاً لسماع صوتها..ردت الوالدة
بصوت واهن حزين:
ــــــ الو
انهمرت عبراته ولم يجب
...............................
ـــــ الوووووو
......................
ـــــ الوووووووووووووووووو
.....................................
ــــ ما هذا !!!!!!!!! من المتصل؟ من أنت يا من على الهاتف
ـــــ أأأأأأأ أنااااا
ـــــ من أنت ؟؟؟؟؟؟؟
ــــ أنا صديق كيفن
وكأنها غريقة وامتدت لها يد إنقاذ فتشبثت بها:
ــــ ماذا !! حقاً هاها ؟ حقا يا ولدي أنت صديق كيفن ؟
ـــ أجل ... أنا صديقه ... كيف حالك سيدتي ؟
بكت وقالت ناشجة:
ـــــ هل علمت أن
كيفن صديقك قد مات ؟
ــــ ................. أجل علمت . وقبل موته
أوصاني أن أصلك وأطمئن عليكِ.. وكأنه كان
يشعر باقتراب الفراق
ــــ حقاً يا ولدي أوصاك كيفن بي ؟ حبيبي يا كيفن! .
حبيبي يا ولدي
ــــ بالله كفاكِ بكاء سيدتي ... اعتبريني مثل كيفن
تماماً، وأنا سأعتبرك مثل أمي
بثت إليه شجونها
باكية معذبة:
ــــ أتعلم يا ولدي.. منذ أن رحل كيفن وأنا أستأنس بوجود
حبيبته التي كانت تسكن في البناية
المقابلة ...كنت أنظر دوما من نافذته إلى نافذتها وكان هذا الشعور يهدأني
قليلاً.. ولكنها تزوجت وسافرت ..وأهلها تركوا المكان وعم الظلام مرة أخرى وألتف
حولي ليخنقني ..لذا فأصبحت أذهب كل يوم للنهر القاسي الذي ابتلع ولدي معاتبة إياه على قسوته ومناجية ولدي الذي استقر في قاعه
كتم عبد الله نشيجه وقال ودموعه تنهمر:
ــــ بالله لا تعذبيني بهذه الكلمات .. كاد قلبي يتمزق
الما
ــــ ما اسمك يا ولدي؟
ــــ اسمي عبد الله
ــــ....عبد الله !.... مسلم ؟
ــــ أجل. الحمدلله على نعمة الإسلام
نشجت قائلة:
ـــــ كيفن كان يود أن يُسلم ..أنا أعلم ذلك جيداً... لي
طلب عندك يا ولدي
ــــ تفضلي سيدتي
ـــ أريد أن أراك . فهل لي ذلك ؟
ــــ وأنا أيضاً أريد أن أراكِ.. فإن كيفن قد حملني
أمانة إليكِ، ويجب أن أعطكِ إياها
ـــ أمانة ! وماهي يا ولدي ؟
ــــ عندما أراكِ سيدتي ستعرفينها
سألت والشوق يقتلها:
ـــ متى، متى يا ولدي ؟
ــــ بعد شهر من الآن أقابلك عند النهر في صباح يومٍ ما
ــــ ومتى هذا اليوم ؟
ــــ لن أخبرك... فقط انتظريني عند النهر
ــــ سأنتظرك، سأنتظرك يا ولدي. سأنتظرك يا عبد الله
ــــ في أمان الله سيدتي
ــــ رعاك الرب يا ولدي
وضع الهاتف فقالت عائشة باضطراب:
ــــ ماهذا يا عبدالله!..ماذا فعلت!! وما الذي قلت!!...عندما
نطقت وتحدثت إلى أمك شخص بصري وارتعد جسدي...
لا أفهم شيئاً لا أفهم ... كيف تحدثت إلى أمك وكيف تقول أنك ستراها بعد شهر!..
أستكشف لها عن شخصيتك ؟
تبدت بسمة على ملامحه وقال بنبرة هادئة:
ــــ حبيبتي، سألتِ ألف ألف سؤال ولم أجيبك بشيء ... لا تقلقي
حبيبتي واهدئي بالاً ولا تخشي شيئا
ــــ حبيبي أنا لا أخشى على نفسي، بل أنا أخشى عليك أنت
. لا أتحمل أن تصاب بأذى يا زوجي الحبيب
ــــ ههه اُحبك
ــــ عبد الله، أنا متوترة جداً بينما أراك في قمة
الهدوء، بل وتشجي أسماعي بكلمات الحب
ــــ ههه ابتعدي عن
التوتر واسمعيني إياها
ــــ ههه اُحبُك يا غامض
ــــ ههه أنا مسكين حبيبتي والله .
تبدى الخوف على ملامحها، فقبضت على ذراعه وقالت بحنو:
ـــ إحذر حبيبي، بالله إحذر فحياتك عندي أغلى من حياتي
ــــ بل حياتك هي الأغلى يا حبيبتي . الله معنا.. هو حسبنا
ونعم الوكيل
ــــ أنعم به من إله . حسبنا الله ونعم الوكيل . حسبنا
الله ونعم الوكيل . حسبنا الله ونعم الوكيل
****************************************************
في تلك الصبيحة، رحب الدكتور لوكاس بوجه طلق بالدكتور
سالم الذي دخل لتوه من باب الغرفة لزيارته:
ــــ مرحباً، مرحباً أخي سالم
ــــ طاب صباحك دكتور لوكاس
ــــ مممممم اسألك سؤال قبل أن تجلس وأجبني
مازحه الدكتور سالم:
ـــــ ههه وإن لم أجبك ستطردني من منزلك دكتور لوكاس ؟
ــــ ههه عفواً يا صديقي. ما قصدت ذلك مطلقا. فقط أريد
الإجابة لتزول دهشتي
ــــ تفضل، هات سؤالك
ــــ لِمَ لا
تحييني بتحية الإسلام ؟. لِمَ لا تقل لي
السلام عليكم ورحمة الله ؟
ــــ معذرة، نحن
لا نحيي غير المسلمين بتحية الإسلام
ابتسم الدكتور لوكاس وقال:
ـــــ ومن قال إنني من غير المسلمين!
تبدى الاندهاش على ملامح دكتور سالم وقال:
ــــ ماذا!....هل أسلمت دكتور لوكاس؟
ـــــ أريد أن أدخل الإسلام. أريد أن أكون على دين النبي
العربي الرائع الخُلق. كم تأثرت به، كم أحببته. قصة حياته ودعوته عظيمة، عظيمة ...
لقد عانى كثيراً من أجل نشر الإسلام
ــــ ماشاء الله.. . لذا أرى وجهك متهللاً كما لم أره من
قبل دكتور لوكاس
نظر دكتور لوكاس إلى بعيد وقال:
ــــ تعلم فيمَ فكرت مليا ؟
ــــ فيمَ فكرت دكتور لوكاس ؟
قال وقد اغرورقت عيناه بالعبرات:
ــــ فكرت في من يكذبون نبي الإسلام ودعوته . إن محمد
النبي العربي لم يطلب مجداً لنفسه ولا تيهاً ولا جاهاً ولا سلطانا . إنه رجل كان
كل ما أهمه هو نشر التوحيد وإثبات أنه لا إله إلا إلها واحدا . إن كان محمدا كاذبا
لطلب من أتباعه أن يألهونه أو يمجدونه أو يسكنونه قصورا ويُمتع بزخارف الدنيا. ..ولكنه
لم يكن له شيء من ذلك، رغم أنه كان باستطاعته إمتلاك الدنيا . محمد صادق، صادق.. .
عندما قرأت عن عذابه ومعاناته من أجل الدعوة، أدركت انه مُرسل بأمر رب السماء حقا
. فإن لم يكن كذلك فلم يكن ليصبر على الأذى والتكذيب والطرد من وطنه ... هذا الرجل
أحببته جداً، جداً.. ، ليتني كنت معه, ليتني كنت بجانبه لأصدق دعوته وأبذل كل مالي
في نشرها
ــــ يا الله !!... إنك تأثرت جداً بحياة الحبيب محمد
عليه الصلاة والسلام . ارى الدموع وقد حبستها عيناك دكتور لوكاس
ـــــ كيف اُسلم؟
ــــ تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله
أخذ يرددها وعبراته تسيل على وجنتيه:
ــــ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ...أشهد
أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ..أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمدا رسول الله
طفرت عبرات دكتور سالم وعانقه وهو يحمدلله، ثم قال بنبرة
أرعدها الحبور:
ــــــ الحمدلله دكتور لوكاس، الحمدلله . دعني أسجد شكرا لله على أن من عليك بنعمة الإسلام
الحمدلله
قال مبتئسا باكياً وهو ينظر إلى ساقيه العاجزتين على
مقعده المتحركً:
ـــ ليتني استطيع أن
أسجد مثلك.. كم أحتاج أن
أبرح هذا الكرسي وأخِر ساجداً لله...
ياإلهي!!.. كنت بقوتي وصحتي ولم أعرف طريق ربي، وعندما علمت.. لم أستطع السجود بين
يديه
ــــ بالله دكتور لوكاس كفاك بكاءا . الله يعلم أنك لا
تستطيع ..فلا تحمل نفسك فوق طاقتك
ــــ أريد أن أصلي لربي . علمني أخي سالم
ــــ حسناً ,سأعلمك، ولكن أولاً سأساعدك كي تتوضأ
ــــ هيا يا أخي علمني. كم أنا مشتاق إلى ربي، وكم أشعر
بشعور لم يعهده قلبي. أنا سعيد، سعيد. بل لم أعرف طريق السعادة إلا اليوم..أهٍ يا
قدمي لو تحمليني لأقضي العمر ساجداً بين يدي ربي آآآه
ــــ هون على نفسك دكتور لوكاس. شفاك الله وعافاك. أنا سعيد أكثر منك.. لا أصدق أذناي، الحمدلله حمداً كثيراً . هيا لأساعدك في
الوضوء وأعلمك كيف تصلي
****************************************************
عاد عبد الله من عمله، فقرع جرس الباب، فهرعت عائشة صوب
الباب، وتعطرت بزجاجة عطر تخفيها في مزهرية على مقربة من الباب، فتحت بابتسامة
مشرقة، فتنسم عبيرها وأغمض عينيه منتشياً ثم ألقى التحية باسماً:
ــــ هاها السلام عليكم حبيبتي
ـــ وعليكم السلام حبيبي، مرحباً يا سيد الدار هاها
اتجه إلى المزهرية وأخرج زجاجة العطر وقال باسماً
ــــ ممممممم كل
مرة لا تفتحي قبل وضع العطر الذي تخبئينه في المزهرية
ــــ ههه مممممممم هناك من يفتش في أسراري
ــــ بل هناك من يلحظ فنونك الراقية عند استقبال زوجك هاها..
كيف حالك حبيبتي؟ اشتقت لكِ
ــــ وأنا مشتاقة
لك حبيبي . ماهذا الذي تحمله في يدك ههه معك كرة !
ــــ أحضرتها لنلعب كرة قدم سوياً هههه
ــــ ههه تمزح بالطبع . أنا لا أحبها وأخبرتك من قبل.
كما أنني أتعجب من النساء اللواتي يلعبنها هاها
ــــ ههه حبيبتي لا أطلب منك لُعب المحترفين . سنلعب لعب
الهواة ولا تخافي فلن أركلها في رأسك هاها
ــــ بل أنا من أخاف أن أركلها في قدمك فأكسرها ههه
ــــ ههه كم أنتِ قوية يا حبيبتي . نذهب لنتناول الغداء،
وبعدها نلعب مباراة ودية في الردهة
ــــ ههه حسناً. ولكن دعني أجمع المزهريات حتى لا تصاب
بأذى. وحتى نلعب دون خوف هاها
ــــ حبيبتي حتى لو كُسرت فلن يعاقبنا أحد. فهي
مزهرياتنا هاها
ــــ ههه أخاف
على أشيائي وحاجياتي من تدمير ركلاتك. هيا حبيبي أسرع لأعد المائدة
ــــ انتظريني لأعدها معك حبيبتي
ـــــ ههه متى ستكف عن تدليلي ؟
قال بابتسامة باهتة:
ـــ عندما أموت
ارتجف قلبها وارتمت في أحضانه وقالت وقد أجهشت بالبكاء:
ــــ لا، بالله
لا تقل ذلك مرة أخرى
ــــ ههه أتحبينني
لهذا الحد ؟
ــــ بل فوق تصورك ... لا أتخيل حياتي بدونك يا عبد الله
ــــ إذن دعينا ننعم بحياتنا سوياً حبيبتي ولا تطلبي مني
الكف عن تدليلك من فضلك
ــــ هه دللني كما شئت حبيبي . لا حرمني الله منك أبدا
****************************************************
أوشكت المبارة الودية بين الزوجين السعيدين على البدء،
استعد عبد الله قائلاً:
ــــ هيا يا عائش، هيا لنبدأ المباراة ههه
ــــ أراك بدأت بالفعل وتقوم كالمحترفين بنقل الكرة بين قدميك وعلى ركبتيك ورأسك هاها،شكلك
رائع حقاً هاها لا استطيع أن أفعل مثلك بالطبع
ــــ ههههههههه سأضع الكرة على الأرض وأركلها برفق هكذا
ـــــ هييه وصلت لقدمي سأركلها هههههههه
جووووووووووووووووووووول
انفجر ضاحكاً وقال:
ــــــ عن أي جول تتحدثين يا مسكينة !!! ان ركلتك ضعيفة
جدا والكرة لم تصلني
ـــــ ممممممم تسخر من لعبي ؟ تفضل ها
ـــــ ههه حبيبتي انظري جيداً قبل ركلها، فقد حادت الكرة
إلى الغرفة
ــــ سأذهب واحضرها
واضعها في الجول ههه
ــــ هههه هيا، هيا
ركلت الكرة وقفزت فرحاً قائلة:
ـــــ ها هي. هيييه!! وصلت لقدمك أخيراً ههه
ـــــ هههه سأركلها مرة اخرى وهذا يكفي جداً. ها هي
ــــ هاها ألا نلعب مرة أخرى الآن ؟
ــــ لا حبيبتي. اقترب آذان المغرب. سأتوضأ وأذهب للصلاة
ــــ وستأتي بالطبع بعد صلاة العشاء
ـــ إن شاء الله
ــــ ممممممم لا تتأخر كما تأخرت بالأمس من فضلك
ــــ عذراً ههه . قد وجدت محمد وخرجنا من المسجد سوياً، ومكثنا نتحدث في
الطريق بعض الوقت
ـــــ مممم إن رأيته اليوم قل له اذهب إلى زوجتك فهي
أولى بوقتك ههه
ــــ هاها سأفعل حبيبتي. سأذهب لأتوضأ واتبعيني لتتوضأي
أيضاً. أحب أن نستقبل الآذان ونحن في انتظار للصلاة
ــــ ههه ماشاء الله . وأنا أحب حرصك على الصلاة . فأنت
أشد حرصاً عليها من كثير ممن وُلدوا على دين الإسلام
ــــ أصلح الله قلوب العباد حبيبتي اللهم آمين
ــــ آمين حبيبي آمين
****************************************************
وصلت الحية الرقطاء مانويلا إلى دوسلدورف..فهاتفت القس
دانيال لتخبره:
ــــ مرحبا مانويلا . شكرا للرب على سلامة وصولك
دوسلدورف
ــــ اشكرك يا آبانا دانيال . سأبيت الليلة في فندق ثم
اذهب في الصباح إلى منزل المدعو كيفن
ــــ كوني على حذر مانويلا، كوني على حذر
ــــ لا تخف يا آبانا، فلن ينكشف أمري ... عندما أدخل
إلى منزلهما وأستقر به سأعاود الاتصال
ــــ إن حدث أي أمر مريب أخبريني
ــــ لا تخش على مانويلا. أنا تربيت على يد الأم صوفيا
رئيسة الدير المبارك من الرب
ــــ باركك الرب مانويلا، وبارك صوفيا الصالحة
****************************************************
في الصباح، خرج عبد الله إلى عمله، فسمعت عائشة قرعات أجراس
المنزل، فارتبكت كونها لا تنتظر أحد فغمغمت:
ـــــ تُرى من
بالباب ؟
دقت الأجراس مرة أخرى..فاقتربت من الباب رويداً رويدا
وسألت بنبرة مضطربة وبصر شاخص:
ــــ من الطارق؟
أتاها صوت باكي رقيق:
ــــ افتحي.. افتحي يا سيدتي. أنا اسمي زينب
تبدت الدهشة على وجهها وقالت:
ــــ زينب!..
عذراً لا أعرفك. لن أستطيع أن أفتح الباب
تعالى صوت بكاء الطارقة واستغاثاتها:
ــــ أرجوكِ، أرجوكِ. بالله أنا أحتاج مساعدتك
ـــــ ها!!.. . ومن أين تعرفينني حتى تطلبين مساعدتي!!!!
ــــ بالله افتحي وسأخبرك
حسمت عائشة أمرها قائلة:
ــــ ممم سأفتح لأرى ماذا تريد هذه
فتحت الباب فإذ بمانويلا ذات عيني الذئاب، تتسربل في زي
إسلامي وتنظر إلى عائشة باستعطاف وتمسكن وعبراتها تغرق وجنتيها، فسألتها عائشة:
من أنتِ ؟؟؟
ردت بنشيج مخادع:
ـــــ أولاً، أبدأ بتحية الإسلام ..السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته سيدتي
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . بالله من أنتِ
؟
تصنعت بكاء مرير وقالت:
ـــــ مسلمة مثلك سيدتي، وجار عليّ الدهر بسبب إسلامي ..ألن
تدخليني أم أن ما سمعته عن المسلمين قبل إسلامي من
إكرام الضيف والإحتفاء به كان كذبا
؟
أشفق قلب عائشة الرحيم عليها، فقالت:
ــــ لا حول ولا قوة إلا بالله . تفضلي بالدخول لتقصي
عليّ حكايتك ربما أستطيع مساعدتك
اندفعت داخل الدار قائلة:
ــــ هكذا تكونين مسلمة بأخلاق سامية كما سمعت عن
المسلمين..أشكرك سيدتي
ــــ اجلسي ها هنا يا ........ زينب تقريبا ؟
جلست وهي ترد بنشيج وتمسح عبراتها الكاذبة:
ــــ أجل سيدتي، أنا زينب تقريبا أأأأأأأ أقصد أنا زينب
فعلاً
جلست عائشة قبالتها وقالت بلطف:
ــــ قصي عليّ قصتك يا زينب. من أنتِ ؟ ولِمَ قصدتي بيتي
؟
ـــــ سيدتي أعتقد أن من حسن استقبال الأضياف هو إكرامهم
أولا ثم السؤال عن سبب مجيئهم
ــــ مممم يبدو أنك متعبة قليلا . حسناً . اتركك تستريحي
وأذهب لإحضار واجب الضيافة
قالت بنشيج:
ــــ أنا جائعة بالله أريد الطعام بسرعة اهئ
اهئئئئئئئئئئئئ
ــــ هههه حسنا يا زينب . بعد قليل آتيكِ بالطعام . فقط
كفي عن البكاء
ـــــ هههه هأنذا أضحك . الطعام من فضلك سيدتي
ــــ استأذنك
استدارت عائشة فوضعت مانويلا يدها على فمهما تكاتم
الضحك، فلم تعتقد أن عائشة بهذه السذاجة، فقالت وهي تشعر بيسر مهمتها:
ــــ تفضلي، تفضلي سيدتي الساذجة ههه أتصل الآن بالأم
صوفيا لأخبرها أني في بيت الحرباء المسلمة
ـــــ مرحبا مانويلا. ماذا حدث؟ أخبريني بسرعة
ــــ ههه أنا بداخل بيت كيفن ابن اختك أيتها الأم
الصالحة صوفيا
سألتها وهي تصر على أسنانها:
ــــ هل رأيتي ذلك الكافر ؟
ــــ لا. ليس بعد. يبدو أنه بالعمل. وجدت الحرباء زوجته
ــــ ما شكلها؟ ما وصف هذه المرأة التي جعلت ابن أختي يترك
دينه لأجلها؟
ــــ هي إمرأة
خمرية البشرة ذات حسن شرقي فتّان حقاً. ممشوقة القوام، وليست بالطويلة ولا
بالقصيرة ... ولكن هل حقاً ترك دينه لأجلها ؟
ردت بحنق شديد على عائشة:
ــــ أخبرني الآب دانيال بذلك. أخبرني أنها هي من أفسدت كيفن
علينا .. جعلته يختلق قصة ليصدق الجميع موته غريقاً ثم يهرب بها بعيداً عن أعيننا..
ولكن هيهات، هيهات . لن نتركه.. وقريباً جداً ستكون نهايتهما سوياً جزاء لما اقترفا.. . راقبيهما جيداً.. كل الحركات
والسكنات تبلغيني بها ثلاث مرات يومياً كما اتفقنا
ــــ لا تقلقي
الأم صوفيا المباركة من الرب،
حبيبة القديسين . ولكن حتى الآن لم أتأكد من
أنها سترحب بي في دارها
ــــ لا تتركي الدار، لا تتركيه ، إعزفي على أوتار
مشاعر الرحمة بداخلها وابكي بين يديها حتى ترحب بكِ في دارها . وأنا سأصلي
للرب من أجل أن توفقي في هذه المهمة المقدسة مانويلا
ــــ احتاج حقاً لصلاتك يا حبيبة القديسين مممممم .
اتركك الآن . فهي قادمة، قادمة،قادمة
وضعت هاتفها في حقيبة يدها قبل أن تلحظ عائشة..وضعت
عائشة الطعام على المائدة ودعتها إليه باسمة:
ــــ الطعام يا زينب. تفضلي إلى المائدة
شكرتها بنشيج كاذب:
ـــ اشكرك
ـــ هل عدتِ للبكاء مرة أخرى! لا تبكي يا زينب.. فكل
كرب لابد له من فرج إن شاء الله
قالت بتحسر مصطنع:
ــــ إلا كربي
أنا
ــــ لا يوجد
كرب أكبر من رحمة الله. عليكِ بالإستغفار. قولي أستغفر الله الذي لا إله
إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
ــــ ماذا!!..آآآ أنا جائعة جدا الآن . أتناول طعامي
وبعدها أقول
ــــ ههه أأسف جداً، أخرتك عن تناول طعامك.. . أتركك
الآن وآتيكِ بعد قليل
تركتها عائشة لتتناول طعامها وذهبت، فانقضت على الطعام
وهي تقول:
ــــ أشكرك..تريدني أن أدعو ربهم هاها مالي وهؤلاء أنا مممم
جائعة حقاً مممممممم طعامها شهي مممممم
****************************************************
في ذات الوقت كانت والدة عائشة قد استقبلت في بيتها زوجة
الشيخ عبد الهادي، فوضعت أمامها الشاي مع بعض الكعك وقالت بود:
ـــــ مرحبا يا أم عمر . تفضلي الشاي مع الكعك
ــــ بارك الله فيكِ يا أم عائشة . تستطيعين أن تناديني
بلمياء
ــــــ وأنتِ أيضا تستطيعين أن تناديني بمريم . أحببتك
في الله جدا والله منذ أن رأيتك يا لمياء
ــــ جزاكِ الله خيرا يا أختي مريم . أحبك الذي أحببتني
فيه يا حبيبة .
ــــ ولكن من أي بلدِ أنتم يا لمياء ؟
ـــ نحن من سوريا أختي مريم
ـــ مرحباً، مرحبا . نحب سوريا وأهل سوريا والله . بل
ونحب كل إخواننا من العرب
ــــ والله ونحن نحب كل اخواننا العرب ايضا . نسأل الله
أن يجمع شتات الأمة العربية ويوحد صفها .
ــــ اللهم آمين آمين . أعدائنا على وشك الفتك بنا ونسأل
الله رأب صدع أمتنا اللهم آمين
ـــ آمين يا أختي آمين
ـــــ مارأيك في الكعكة يا لمياء؟ هاها
ــــ هههه طيبة
المذاق سلمت يداكِ حبيبتي . أخبريني كيف هي ابنتك وزوجها
ـــ الحمدلله بخير حال .
ـــ هي ابنتك الوحيدة ؟
ـــ أجل . الحمدلله
ــــ ممممم أخشى أن تكوني منعتي نفسك عن إنجاب غيرها
وحددتي النسل
ـــــ لالالالالا . ابداً يا أختي لم يحدث ... على العكس
بعد إنجاب عائشة حملت عدة مرات وفي كل مرة كان يسقط حملي والحمدلله على كل حال
ـــــ قدر الله وما شاء فعل . بارك الله لكِ في ابنتك يا
حبيبتي
ــــ كم عندك من الأبناء يا لمياء ؟
ـــ عندي ستة
بفضل الله . ثلاثة إناث وثلاثة
ذكور أكبرهم عمر
ــــ ماشاء الله . اللهم بارك . حفظك الله وحفظ زوجك وأولادك آمين
ـــــ وحفظ لكِ ابنتك وبارك فيها ورزقها الذرية الصالحة
اللهم آمين
ــــ اللهم آمين . والله انتظر بفارغ الصبر اليوم الذي
احمل فيه مولود عائشة ابنتي
ـــــ ماشاء الله . حامل هي ؟
ــــ والله لا أريد أن أسألها حتى لا أوتر أعصابها. ولكن
كلما هاتفتني أنتظر البشارة ههه
ــــ بشرك الله بحملها قريبا إن شاء الله . هل أنتِ
سعيدة هنا في ألمانيا ؟
ــــ مممممممم والله لا سعادة بعيداً عن الأوطان حبيبتي
ــــ نسأل الله العودة إلى أوطاننا سالمين اللهم آمين .
أنا هنا في ألمانيا أنا وأولادي وزوجي
الشيخ عبد الهادي منذ حوالي خمس سنوات
ــــ يا إلهي! كثيرٌ جدا . وهل تعانين من معاملة
الألمان لكم كمسلمين ؟
ـــــ ههه كثير، كثير. هنا يوجد الكثير من المتعصبين
الذين يعاملوننا كإرهابيين ولذا يمنعوننا
حقوقنا في بناء المساجد ومنعوا المآذن ودائما يروجون شائعات إن المسلمين
الارهابيين سيفجرون المقر الفلاني فاحذروا هاها المسلمون يتآمرون على الأمر
الفلاني انتفضوا هاها لذا فدائماً هم منا على حذر دائم خوفا من أن نُفجر انفسنا في
عمليات إنتحارية ههه
مازحتها السيدة مريم ضاحكة:
ــــ بدأت أخاف منكِ ههه ربما تلبسين حزاما ناسفا تحت
عبائتك وتفجري منزلي ههه
قهقهت قائلة:
ــــــ مستعدة للتفتيش الذاتي والله يا مريم ههه أضحك
الله سنك يا اختي
ـــــ وكيف تحيون وسط هذه الصراعات؟
ــــ الله المستعان . لا شيء غير أننا نفوض أمرنا لله .
هو حسبنا ونعم الوكيل . إنهم لا يتركونا نحيا آمنين أبدا سواء في أوطاننا أو في
أوطانهم . لن يرتاحوا إلا إذا قبرونا جميعا حتى تصفو لهم الحياة بدون مسلمين
ـــــ كدر الله صفوهم وأخزاهم وأذلهم . فماذا فعلنا لهم
ليكرهونا بهذه الدرجة . يشكي لي سالم كثيرا من معاناته في الجامعة مع بعض الطلاب .
هدى الله الجميع للحق ونصر الإسلام وأعز المسلمين آمين
ــــ آمين حبيبتي . أتعلمين يا مريم أود أن أكلم إبنتك
عائشة ههه أشعر إنها خفيفة الظل مثلك
هزت رأسها وقالت ضاحكة:
ــــ عائشة متزنة اكثرمني. خفيفة الظل أحياناً وأحياناً ههه
ـــــ هههه أضحك الله سنك . أود لو تهاتفيها وتعطني
إياها
ــــ حسناً سأفعل
دق هاتف عائشة، فشحذت مانويلا مسامعها، ردت عائشة على
الهاتف:
ــــ السلام عليكم يا أمي
ــــــ وعليكم السلام يا عائشة يا حبيبتي كيف حالك
ــــ بخير يا أمي الحمدلله . أأسف لأن أستطيع أن أطيل
معكِ الحديث فعندي ضيفة
ـــ ضيفة! ومن هي يا حبيبتي ؟
ــــ مممممممم لا أعرف
ثارت ثائرة الأم:
ــــ ماذا! أجننتي ؟ كيف تُدخلين إلى دارك من لا تعرفيها؟
ــــ يا أمي لِمَ كل هذه الثورة! إنها مسلمة جديدة قصدت
بيتي . فماذا كنتِ تظنين أن أفعل غير الترحيب بها!!
زفرت السيدة مريم وسألت باحتداد:
ـــــ هل أخبرتِ زوجك بذلك العبث ؟
ــــ ليس بعد يا أمي
سألت السيدة لمياء عن الأمر بتلهف:
ــــ ما الأمر يا مريم ؟ هل حدث ما أزعجك من عائشة ؟
ـــ سأخبرك يا لمياء
ــــ هل عندك ضيفة يا أمي ؟
ــــ خالتك لمياء زوجة الشيخ عبد الهادي الذي أسلم زوجك
عبد الله على يديه
ــــ حقاً ؟ أعطني إياها. أود تحيتها
ــــ تفضلي يا لمياء، عائشة على الهاتف
ــــ السلام عليكم يا حبيبة
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله . مرحبا خالتي لمياء كيف
حالك انتِ ؟
ــــ بخير يا ابنتي ممممم فهمت من كلام أمك أنكِ ادخلتي
إلى بيتك إمرأة لا تعرفيها
ــــ يا خالتي إنها مسكينة . مسلمة جديدة ويبدو إنها
تعاني من أمر ما . أدخلتها لانها قصدت بيتي فما الخطأ ؟
ــــ يا ابنتي لا يجب علينا أن نفرط في الثقة بالآخرين إلى هذا الحد . كوني
على حذر يا حبيبتي
ــــ ممممم إن شاء الله . سأنظر ماذا تريد وأصرفها يا
خالتي
ـــ كفاكِ الله السوء وأهله يا ابنتي . اتركك الآن وأعطك
أمك
ــــ أنا سعيدة جداً بالتعرف عليكِ خالتي لمياء
ــــ أنا الأسعد يا ابنتي . السلام عليكم
ــــ وعليكم السلام ياخالتي
ــــ خذي يا مريم الهاتف
ــــ هاتيها هذه الرعناء. عائشة
ــــ تحت أمرك يا أمي
ــــ اصرفي هذه المرأة فأنا أخشى عليكِ
ــــ سأتصرف يا أمي
. سأخبر عبد الله
ــــ وسيعاقبك
بالضرب إن شاء الله
ضحكت عائشة وقالت:
ـــــ أهكذا يا أمي ؟ ممممم زوجي لا يضربني والحمدلله
ــــ أنا من سأوصيه بذلك لتتأدبي
ــــ ههه أعلم أنني لن أهون عليكِ، أتركك لضيفتك واذهب
لضيفتي . السلام عليكم
تنهدت الأم وقالت:
ــــ وعليكم السلام
****************************************************
عادت عائشة إلى ضيفتها المخادعة:
ــــ أفرغتِ من تناول طعامك يا زينب؟
ــــ مممممممم فرغت
ــــ ههه ألا تقولين الحمدلله ؟
ــــ هااااااا آآآ قلتها سراً . أشكرك على الطعام
ــــ حان الوقت لتخبريني من أنتِ ومن دلك على داري
لتقصديه ؟
بدأت تسرد أحاديث الإفك وتصب عبرات الكذب لترقق قلبها:
ــــ كنت مسيحية
وتركت أهلي وعشت مع صديق لي في
منزله ..كنت أشرب الخمر ووووو أأأأأأ أصبحت أخجل أن أقول ..ولي
صديقة امريكية أسلمت ودلتني على الإسلام وإنه دين حق وقالت لي أن حياة الزنا
والمجون التي أحياها هذه محرمة ..لذا فتركت صديقي وأسلمت ..والآن لا مأوى لي بعد أن نفد مالي وتركت الفندق ..وبينما كنت أتجول
في شارعكم بالأمس رأيتك تخرجين مع زوجك
بحجابك فعرفت أنكم مسلمون لذا قصدت بيتكم .. أعلم أنك لن تتركيني أعود إلى حياة
اللهو مرة أخرى .. دعيني أنكب على قدميكِ مقبلة حتى لا تطرديني
أنكبت على قدمي عائشة، فمنعتها عائشة أن تقبلهما
وأنهضتها وقد رق قلبها لحالها فبكت:
ـــــ لا،لا، من فضلك انهضي، انهضي . لن أتخلى عنكِ يا زينب لن اتخلى عنكِ
ــــ أشكرك سيدتي على تعاطفك معي .. كنت أعلم أنك طيبة
القلب ولن تخذليني .. . سأعيش معكِ كخادمة مطيعة . لن أرهقك في أعمال المنزل .
إنعمي بالراحة وأنا أقوم عنكِ بكل شيء
ــــ لا. لا تقولي ذلك. بل ستعيشين معززة مكرمة مع أختك
عائشة
ــــ أشكرك جداً.. . ولكن أنا لن أعيش معك إلا بهذا
الشرط .. أن أكون لكِ خادمة حتى يرضى زوجك بوجودي وإلا فسيطردني
ـــ ممم تقصدين أن أقول أنك خادمة حتى يتقبل وجودك ؟
أومأت برأسها وقالت:
ـــ بالطبع هذا ما أقصده
ــــ حسناً يا زينب. سأخبره بذلك .. أستاذنك، سأذهب
لمهاتفته
أحنت رأسها وقالت:
ــــ تفضلي سيدتي
***************************************************
هاتفت عائشة، عبد الله فرد من فوره باسماً:
ــــ السلام عليكم عائشة حبيبتي ...مشتاق إليكِ
ـــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حبيبي. أنا أشد
منك شوقا ههه.. ولكن ليس الشوق من حملني على الاتصال
ــــ ممممممم يبدو أن هناك سبب قوي لاتصالك. هاتي ما
عندك
ـــ في الحقيقة يا حبيبي أتتنا ضيفة، أسلمت جديداً وتريد
أن تعمل خادمة، وأنا أرتضيتها
جن جنون عبد الله وصاح بها:
ــــ ماذا!، ماذا تقولين!. ضيفة!! أسلمت!! خادمة!! ارتضيتيها!!
عمن تتحدثين؟
تربد وجه عائشة، فقد تفاجئت بغلظته معها لأول مرة:
ـــ ماهذا حبيبي! مابك وقد ثرت عليّ وعلا صوتك !!
رد باحتداد، وقد انتفض عن مقعده:
ــــ أنا قادم. قادم حالاً
******************************
انتهت الحلقة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد
ردحذفاللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد 💞
بدأ أهل الشر ينسجون خيوطهم حول عائشة وعبدالله
يا ترى عبدالله هييجي هو كمان يقتنع برأي عائشة ويترك الحية في منزله أم سيهرجها ويضع حداً لهذا الأمر؟
أخطأت عائشة عندما أدخلت لبيتها من لا تعرفه
لكنها طيبة قلبها التي لا تفارقها
حماها الله
هنيئاً للدكتور لوكاس بإسلامه
وحزاه الله خيراً أبا عائشة على همته في نشر الدين
حلقة جميلة ورائعة يا غالية
♥️دُمتِ مُبدعة ♥️
اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد❤️ ام رفيف
ردحذفايه ياعائشة يعني هربانين ومتخفيين وتذخلي واحدة لبيتك انتِ ما تعرفيهاش !
ردحذفربنا يستر
مبارك اسلام دكتور لوكاس 😍
فعلا الإسلام لن ينتشر الا بأخلاق اهله 🥺
هو ممكن كيفين يقابل امه فعلا ويعرفها حقيقته ؟
طيب اصلا ممكن تتقبله ولا تقلته هي لو عرفت بإسلامه !
ياترى بتفكر ف ايه ياكيفين طب ابدأ بوالدك راجل طيب شكله ومش متشدد زي امك ولا بتاع مشاكل 😂
الحلقة جميلة ومليان احداث ومشوقة جدا
وشكلك بتعاقبينا يا استاذة هوبة 😔
والله اسفة جدا للتأخير من امبارح وانا بقرأها والله
والله كلمات الشكر و الثناء لن توفيك حقك على مجهودك الرائع دا 💗💗
تسلم ايدك يا استاذة هوبة ربنا يجازيكِ كل خير 💚🤍
فين حلقة اليوم يا هوبة يا عسل❤️
ردحذفتسلم ايدك يا هبة
اسلم دكتور لوكاس اثر فيا سبحان الله الهادي
عائشة انا زعلانة منها ازاي زوجها واخد كل الاحتياطات دية وهي ذكية يعني وتدخل حدوغريب بس هو سلحان الله ساعة القدر بيعمى البصر
ربنا يستر من مانويلا واللي وراها
مينفعش تقفلي الحلقة كدة واحنا مخضوضين على عبدالله اللي نزل جري دة