المزيفة ( مذكرات سيدة أربعينية)



 

أتذكر تلك الفتاة  حين دلفت إلى الفصل لأول مرة، عندما كنا في الصف الثالث الثانوي..وجه لم نألفه..فهي لم ترافقنا في العاميين الماضيين,,ملامح لا تشبه ملامحنا التي بدت عليها سذاجة حداثة السن. فشعرها المعقوص بطوق مزركش كان مخضب بالأصفر، وتتدلى على جبينها خصلاته الناعمة ، وحاجبيها في رسمهما كحاجبي ممثلة محترفة تظهر على شاشات السينما. زيها المدرسي ملتصق على خاصرتيها

 

.شقت طريقها إلى آخر غرفة الدراسة تتبعها نظراتنا الذاهلة..استقر بها المقام إلى المقعد الأخير، فوضعت حقيبتها وجلست، فعادت أبصارنا أدراجها

 

علمنا أن هذه الفتاة رسبت في العام الماضي للثانوية العامة، وتم تحويل أوراقها إلى مدرستنا

 

أثناء العام الدراسي لم تفلح تلك الفتاة في الحفاظ على شيء سوى تصفيفة شعرها وطلاء

, أظافرها الطويلة المدببة وقوامها القديد..فقد كانت فاشلة في التحصيل الدراسي وخاصة اللغات، فقد كانت تجهل الإنجليزية والفرنسية تماماً. وهذا أمر عادي، فبالتأكيد لم يكن لديها الوقت لأمور الدراسة التافهة

 

ولكن حدث ذات يوم ما أثار ذهولنا واتسعت له الأحداق وفغرت معه الأفواه..فقد أتت هذه الفتاة ذات صباح تحمل في يديها مجلة فاخرة الطباعة، فإذ بصورتها تتصدر الغلاف كنجمات السينما الحسناوات...لم يكن ذلك مثيراً للدهشة بقدر ما كان مكتوباً عنها في أحد المقالات بداخل المجلة مصحوباً بصورتها في أعلى الصفحة..فقد جاء في المقال أن هذه الحسناء هي الأنسة فلانة سليلة الأسرة الفلانية العريقة، وقد تخرجت في جامعة أجنبية شهيرة، وتجيد خمسة لغات، على رأسها بالطبع الإنجليزية والفرنسية!!!

 

كانت الفتاة تمرر المجلة إلى الطالبات ليقرئن المقال الخاص عنها وآيات العجب والفخار تجلت على ملامحها...يبدو أنها صدقت الكذبة، بل وتعيشها وتريدنا أن نعيشها أيضاً ونقدم ألوان الإطراء وتراتيل المديح!!

عندما سألتها الطالبات عن سر هذا المقال وصورة الغلاف، قالت أن الصحفي هو قريب لها أراد تقديم مجاملة اجتماعية رقيقة لها

 

ما يثير الجنون هو أنها تعلم أنها كاذبة والصحفي كاذب. فعلى من تتباهى وتتفاخر هذه!!

أتتباهى على من يعلمن أن ما نشر عنها هو كذب بواح!!

 

حقاً لا أعلم كيف يفكر هؤلاء المزيفون! يختلقون قصصاً وهمية ويصدقون أنهم أبطالها، رغم أنهم حثالة فشلة..ولكنهم نجباء في صنع الزيف، والحمقى من يمجدونهم

 

مجمل ما تعلمت من هذه القصة التي شهدت على أحداثها..أن ليس كل ما تكتبه الصحف

حقائق..فغالباً ما يزيفون الواقع لجذب القارئ ومن ثم خداعه

******************

مذكرات سيدة أربعينية

بقلم. هبة نور

*************************

سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله

استغفر الله وأتوب إليه

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

 

 

 

تعليقات

  1. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر 💞💞

    هؤلاء هم سحرة العصر الحديث يزيفون الواقع ويختلقون الأحاديث حتى يصدقهم العامة
    الغريب أنهم لا يستحون ولا يتراحعون حين ينكشف زيفهم وخداعهم
    موفقة دوماً
    ♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  2. انا كتبت تعليق من يومين راح فين

    ردحذف
  3. الناس دية بيكذبوا الكذبة ويصدقوها والمشكلة مش فيهم بس لا المشكلة فاللي حواليهم وبيسقفولهم لان بتشجيعهم دة بيوهموا الناس ان دة حقيقي للاسف وكا اكثر المزيفين في عصرنا. للاسف اصبح من الصعيدب تمييز الحلو من الوحش الحقيقي من المزيف كل دة بسبب الناس اللي بتسقف لهم

    ردحذف
    الردود
    1. الناس دية بيكذبوا الكذبة ويصدقوها والمشكلة مش فيهم بس لا المشكلة فاللي حواليهم وبيسقفولهم لان بتشجيعهم دة بيوهموا الناس ان دة حقيقي للاسف ما اكثر المزيفين في عصرنا. للاسف اصبح من الصعب تمييز الحلو من الوحش الحقيقي من المزيف كل دة بسبب الناس اللي بتسقف لهم

      حذف

إرسال تعليق